منذ حداثتنا يسألنا الكثير من الاخوة والأصدقاء المسلمين في المدرسة والعمل … وكل مكان بجرأة هذا السؤال، ونرى في عيونهم الاستهجان الذي يتطور الى الغضب كوننا نشرك في الله، ولا انسى احد جيران والدي في حي القيمرية كيف احتد وثار بوجه والدي ووالدي رحمه الله كان هادئا ووديعا الى ان قال السائل بوقاحة…
“يعني ان الله اجا نام مع امي واجيت انا…هيك ساوت مريم…؟”
هنا ثار والدي عليه واخرسه وطرده من دكانه بعد ان حاول مرارا ببساطة ان يفهمه ان الواقع الالهي يختلف عن طبيعتنا البشرية وان الله ليس كيانا ماديا كالبشر يتزوج من انثى وينجب منها… وان لو كان الحال هكذا لما اعتبر القرآن ان المسيح هو روح الله وان القرآن يكرم العذراء وابنها المسيح اشد التكريم ويشيد بطهارتها ويعتبرها سيدة نساء العالمين…لكن عبثا فعل الوالد رحمه الله بكل هدوئه وبساطته وشدة ايمانه ان يفهم ذلك لهذا السائل الوقح والطاعن بالمسيحية، عندها طرده من دكانه لأنه اساء لعفة العذراء وللمسيح له المجد…
لم انس هذا الموقف وكان عمري حوالي ثمان سنوات…
جاء واحد مماثل الى كاهن وسأله: “كيف تقولون المسيح هو الله أو ابن الله وهو يقول في تلك الآية : ” لِماذا تَدعوني صالِحاً ..؟ لا صالِحَ إِلاّ واحِدٌ هُوَ ٱلله “.” قال الكاهن معقبا: – “يعتقد صديقي وغيره بكل تأكيد من الديانة الإسلامية أن هذه الآية يستطيعون استخدامها لنفي لاهوت السيد المسيح، والحقيقة أن هذه الآية في سياقها ومجملها تثبت اللاهوت ولا تنفيه، وتعالوا نفهم معاً:
السيد المسيح في هذه الآية لا ينفي عن نفسه الصلاح، النفي صيغته معروفة، أن يقول مثلاً: “لا تدعوني صالحاً لأنه ليس أحد صالحاً إلاَّ واحد وهو الله”. ولكن الجملة لم تكن في صيغة النفي كما ترون، هي في صيغة الاستفهام، (لماذا تدعوني صالحاً)؟ وكأن المسيح يريد أن يتأكد من السائل أنه يعلم ماذا يقول: هل تعلم أنه صفة الصلاح هي لواحد فقط وهو الله ..؟ هل تعترف بي أني أنا الله ..؟.
لاحظوا أن الرجل كما كتب مرقس في بشارته جاء إلى المسيح وجثا له، أي سجد له، ودارس الكتاب (التوراة) يعرف أن اليهودي تعَّلم درساً قاسياً خلال تاريخ حياته، انتهى فيه إلى أن السجود لا يجوز إلاَّ لله وحده، وحيث أن المسيح قرر في الإنجيل (وقت التجربة) للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد، وهو هنا يقبل السجود ولا يرفضه، فهو إذاً المعنّي والمقصود بالسجود، فهو الله الظاهر في الجسد. – تعالوا أقص عليكم موقفا مشابها بقصة رمزية للتوضيح…
تخَّيلوا معي أن هناك طبيب ذهب إلى قرية، وحاول إقناع الناس أن يأتوا بالمرضى عنده للعلاج لأنه طبيب درس الطب، ولكن الناس في القرية بسطاء وجهلة ويذهبون إلى حلاق البلدة، الذي يشيع في القرية أن هذا الطبيب ليس طبيباً، ثم جاء أحدهم ذات يوم يشتكي من مرض يؤرقه ويؤلمه، وذهب إلى الطبيب وقال له أيها الطبيب عالجني، فقال له الطبيب: (لماذا تدعوني طبيباً ..؟ ألا تعلم أنه ليس هناك طبيب إلاَّ الذي تخرج من كلية الطب ويحمل شهادة خاصة بذلك)؟.
والآن هل يستطيع أحد أن يقول أن سؤالاً مثل هذا ينفي عن الطبيب صفته ..؟ أم أنه يؤكدها ويريد إثباتها باعتراف صريح من القادم إليه أنه يقولها عن اقتناع كامل وليس من منطلق السخرية أو التهكم هكذا نفس الحال، فالمسيح وهو الله في الجسد، تحاور مع اليهود مراراً وتكراراً وقد أثبت لهم بالأقوال والأفعال لاهوته، خاصة قرأنا في الكتاب المقدس أنهم أرادوا قتله ورجمه لأنه يعادل نفسه بالله (يوحنا 5: 18).
لهذا فالرجل عندما جاء إلى المسيح وجثا، أراد المسيح أن يتأكد أنه يقول ويفعل شيئاً مقتنعاً به “لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحداً صالحاً إلاَّ واحد وهو الله”.
ويتابع الكاهن بقوله
– “والآن إلى الاستشهاد النهائي الذي نثبت فيه أن المسيح يقول عن نفسه أنه الوحيد الذي له صفة الصلاح حين قال مرتين عن نفسه: “أنا هو الراعي الصالح” (يوحنا 10: 11 و 14).
إذاً المسيح لم يكن ينفي عن نفسه أنه الوحيد المستحق لقب (الصالح) الذي لا يلّقب به إلاَّ الله، ولكنه كان يستفهم من الشاب، هل تعترف بهذا يقيناً بالقلب والإدراك ..؟
لقد أتيت وسجدت لي، وأنت تعرف أن السجود لا يجوز إلاَّ لله فقط، وها أنت تلقبني بالصالح، وأنت تعرف أيضاً أن الصالح الوحيد هو الله، فهل تفعل وتقول هذا اعترافاً بيّ الله الظاهر في الجسد ..؟.
ملاحظة إليكم ملاحظة أخرى: اتفقت البشائر ( الاناجيل الاربعة)كلها أن السيد يسوع المسيح عندما سأل الشاب عن حفظ الوصايا، فقد سرد له فقط ستة وصايا من إجمالي الوصايا العشر، ومن المعروف لنا أن الوصايا العشر تنقسم إلى مجموعتين، أربع وصايا تختص علاقة الإنسان بالله، وستة وصايا تختص بعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
فإذا كان السيد المسيح يسأل الشاب عن تطبيقه الوصايا المختصة بين علاقة الشاب كإنسان مع أخيه الإنسان، ولم يسأله عن الوصايا التي تختص الشاب بعلاقته مع الله، فذلك لأنَّ السيد المسيح هو الله الظاهر في الجسد، ولذلك فهو لا يسأله عن علاقته بالله، ولكن عن علاقته بالناس، وكأنه يقول (علاقتك بالله أنا الذي أحاسبك عليها وهي علاقة بيني وبينك). ولكن ماذا عن علاقتك بأخوتك ..؟
“الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك أي كلمة الإيمان التي نكرز بها. لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص) (روميه 10: 8-10).”
أتمنى أن يكون قد وصلك الجواب يا صديقي.
القديسة كاترينا العظيمة في الشهيدات السيرة الذاتية
هي تلك العذراء الشريفة القديسة المثقفة المتقدة غيرةً على الإيمان، المشرقة بطلعتها الملائكية، التي أصبحت مجد العذارى المسيحيات بنقاوة حياتها، وفخر الكنيسة التي أنبتت في جنانها وتنبت كل يوم أمثال هذه الوردة الفواحة. ولدت كاترينا في أواخر القرن الثالث للمسيح في مدينة الإسكندرية. وكانت من أشرف أسر تلك العاصمة المصرية العظيمة، واقدرها ثروةً، وأعظمها شهرةً. فنشأت كاترينا منذ الصغر على حبّ الفضيلة، وشُغفت بالطهارة الملائكية، وتعلمت أن تزهد في الدنيا، وأن تعلّق قلبها بما هو أسمى وأكمل، بما يدوم إلى الأبد.
واقبلت على اقتباس العلوم العصريّة. وكانت مثابرةً على قراءة الكتاب المقدّس والتأمل في حياة يسوع، وعلى مطالعة سيَر العذارى البتولات الشهيدات. وكانت كلما ازدادت علمًا ازدادت ليسوع المخلص حبّاً وبه تعلقًا. وفي ذات ليلة رأَت في منامها مريم البتول تتقدم نحوها، حاملة على ساعدها طفلها يسوع، وسمعتها تقول له: أنظر إلى ابنتي كاترينا. لكن يسوع أَدار رأسه ولم يشأ أن يلتفت إليها وقال لأمه: إنّها ليست جميلة لأنها لم تُعمّد بعد. فاعتمدت ونذرت للربّ بتوليتها. فظهر لها الرب يسوع من جديد، ومعه والدته وجوق من الملائكة والعذارى، وأعلن أمامها أنه أتخذها عروسةً له. ثم أَلبسها خاتمًا في يمينها، علامة ذلك الوثاق السماوي الروحيّ، وعندما استيقظت كاترينا ورأَت الخاتم في يدها، علمت أن تلك الرؤيا كانت حقيقية، فامتلأت نشاطاً في الإيمان، وتشوقت إلى بذل دمها في سبيل ذلك العروس الإلهي.الاسكندرية موطن القديسة كاترينا زمن البطالسة
كانت المملكة الرومانية نحو سنة 307 مقسّمة بين القياصرة الثلاثة: قسطنطين الكبير، ولكينيوس ومكسمينس. وكانت مصر تابعة لإمارة الأخير. وكان هذا القيصر مستبدًّا عاتيًا متكبرًا، يبغض المسيحيين ويحلو له الفتكُ بهم وتعذيبهم. وفي يومٍ أمر بأن تقام حفلة دينية كبرى، وأصدر أَمرًا بأن كل من لا يشترك في ذلك الاحتفال وتقدمة الذبائح لآلهة المملكة يموت موتًا.
فارتاع المسيحيون لمَّا رأَوا عهد الاضطهاد يتجدد. فإذ رأت كاترينا ذلك وشعرت بأن الرعب قد دبَّ في قلوب المسيحيين، أخذت تطوف عليهم وتشجّعهم وتثبّت عزائمهم، وتزهّدهم في الحياة وفي نعيم هذه الدنيا طمعًا بأفراح الآخرة. فأضرمت نار الغيرة والحماسة في النفوس.
وأرادت أن تعطي مثلاً عاليًا للمسيحيين، فذهبت بنفسها إلى المعبد يوم الاحتفال الكبير، وتقدمت إلى الإمبراطور مكسمينس، وطلبت إليه أن يسمع لها بالكلام ويسمعها.
فقربها إليه وأذن لها في الكلام. فانطلقت تشرح له وتقول: إن عبادة الأوثان هي من الخرافات التي لا يقبها العقل السليم؛ والمنطق يبين أنّه لا يمكن أن يكون إلاّ إله واحد، وهو أصل وسبب كل الموجودات، وبيّنوا لماذا ذهب الناس إلى الاعتقاد بكثرة الآلهة. وأخذت تتضرع إليه لكي يضع حدًّا لذلك ويعمد إلى عبادة وإكرام الإله الحقيقي.
الاسكندرية في العهد البيزنطي
فاستولى على الإمبراطور الذهول من ذلك الخطاب، ومن تلك الصبية من قوة بيانها ورباطة جأشها وبهاء طلعتها.
وتحدّث الناس كلّهم في الإسكندرية، المسيحيون والوثنيون، عن جسارة كاترينا، فأخذوا يجاهرون بالإيمان بالمسيح.
سافر مكسمينس وبعد عودته إلى قصره، استدعى كاترينا إليها وسألها عن اسمها وعن عملها وغايتها. فأجابته: أمّا نسبي، فهو معروف فبالإسكندرية. واسمي كاترينا. لقد وقفتُ حياتي سعيًا وراء معرفة الحقيقة. وأني كلما ازددت علمًا ازددت يقينًا أن الأصنام التي تعبدونها هي خرافات سخيفة. ولقد أَضحى مجدي وغنايَ في أن أنتسب إلى ديانة المسيحية. فدعاها إلى مناظرة وحدد موعد لذلك، ثم سلّمت وخرجت.
أرسل مكسمينس فطلب خمسين عالمًا فيلسوفًا من فلاسفة المملكة، ليناظروا تلك الشابة المغرورة بعلمها، فذاع الخبر في جميع الأمصار.
وإلى يوم المناظرة قضت كاترينا تلك الأيام بالصلاة والصوم والتواضع أمام الله، متضرع إلى عروسها المسيح أن يؤازرها بروحه القدوس، وينصرها على أَعداء الإيمان تمجيدًا لاسمه القدوس وتثبيتًا للمؤمنين. وكانت الكنيسة تصلّي أيضًا لأجلها، كما فعلت لما خلّصت بطرس الرسول من السجن.
فلما أتى اليوم المعهود أَخذ يجتمع عظماء المملكة القواد والحكّام، وأتى العلماء يتبعون كبيرهم. ثم دخل الملك بعظمة وجلال فوقف الجميع إكبارًا. ودخلت كاترينا فحامت حولها الأنظار.
دير القديسة كاترينا في سيناء
فبدأ عميد العلماء بالكلام وقال لها إنّها تستحق اللوم الشديد، لأنّها جسرت على احتقار أقوال الشعراء والخطباء والفلاسفة، الذين اجمعوا على وجوب أداء العبادة والإكرام للآلهة “جوبتير وجينون ونبتون …” وباقي الآلهة. ثم رفعت رأسها وبدأت خطابها، وبعد مقدمة بديعة أخذت تفيض بيانًا وسحرًا بلغة يونانية. فقسّمت مدافعتها إلى أقسامٍ ثلاثة:
فبينت أَولاً أن ما بنى عليه حضرة العميد كلامه عن وجود الآلهة هو محض خرافة، ولا يمكن العقل السليم أن يقبله. وبرهان ذلك ما حكاه “هوميروس واورفييا” في أشعارهما، ومن أن وجودهم لا يتجاوز بضعة أجيال. وأن بعض الفلاسفة أَقرّوا أن لا وجود صحيحًا لهم إلا في مخيلة الشعب البسيط.
وشرحت في القسم الثاني أن الفلسفة الصحيحة المبنية على المنطق، لا تستطيع أن تعترف إلاّ بإله واحد خالق السماوات والأرض ومبدع جميع الكائنات. وكبار فلاسفة الدنيا، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، الذين اعترفوا بأنّه لا يمكن أن يكون سوى إله واحد، وهو أصل وسبب كل الموجودات، وبأن هذا الإله يجب أن يكون كاملاً إلى ما لا حدَّ له في صفاته، وأن يكون مستقلاً عن كل مسبّب سواه.
ثم أتت في القسم الثالث على بيان ألوهة السيد المسيح، وأنّه واحد مع الآب والروح القدس، وأنّه تجسّد وخلّص البشر بآلامه وموته. وسردت لذلك أقوال الأنبياء في العهد القديم، ولاسيما ما جاءَ في كتب “السِبِلاَّ” النبوية الوثنية، التي يعترف بها الإمبراطور نفسه وعلماؤه، وطبّقتها على ما جاء في العهد الجديد عن حياة المسيح المخلّص وموته.
التفت الإمبراطور إلى العلماء وأشار إليهم أن ينقضوا كلامها، فأجاب عميدهم: إن ما قالته كاترينا لهو عين الصواب. فاستشاط الملك غضبًا، ونظر إلى باقي العلماء ينتظر من أحدهم ردًّا، فأجابوا كما أجاب عميدهم، وقالوا أنّهم أصبحوا يؤمنون بما تؤمن به كاترينا. فازداد الإمبراطور غضبًا، وأمر أن يحرق أولئك العلماء بالنار.
دير القديسة كاترينا في سيناء داخل كنيسة الدير
فتقدم أولئك الفلاسفة الأفاضل بسرور إلى النار، ليموتوا من أجل إيمانهم بالمسيح.
استشهادها
عرض مكسمينس على كاترينا الزواج لتصبح الإمبراطورة الوحيدة المطاعة الغنية السعيدة، فازدرت العذراء كاترينا من قاتل امرأته وسافك الدماء البريئة. فأمر الجند أن يسوقوا كاترينا خارج المدينة وأن يقطعوا رأسها. فذهب الجند بها. وفيما هي سائرة، كانت تصلّي وتسبح الرب. وطلبت إلى عروسها يسوع أن لا يسمح لأحدٍ من أولئك البرابرة القتلة أن يدنس جسدها بعد موتها، وعندما وصلت إلى محل إعدامها، جثت وصلّت وطلبت إلى الرب أن يبدد ظلام الوثنية ويضيءَ العالم بأنوار الإيمان. ثم حنت رأسها فقطعه الجلاد بضربة سيف. وغابت عن الأبصار. ولم يعد أحد يراها.
دير القديسة كاترينا في سيناء
ثم وجد بعض النسّاك ذلك الجسد الظاهر في جبل سيناء، على عهد الملك العظيم وحسن العبادة يوستنيانوس. فدفنوه هناك بإكرام، وبنوا على ذلك الجبل على اسم “القديسة كاترينا” كنيسةً وديرًا لا يزالان قائمين إلى يومنا هذا.
وقد اتخذت الكنيسة تلك العذراء الشهيدة والفيلسوفة البارعة شفيعةً للبنات وللفلاسفة، لكي يقتدوا بطهارتها الملائكية وبغيرتها الفعَّالة، ويبشروا، بعلمهم وبمثلهم الصالح، بالإيمان بالمسيح يسوع وبإنجيله الطاهر.
أن يدخل الجمل في ثَقْب الإبرة أيسرُ من أن يدخل الغنيُّ ملكوت الله
تتكرّر هذه الآية ثلاث مرّات في العهد الجديد: (متى ١٩: ٢٤)، (مرقس ١٠: ٢٥)، (لوقا ١٨: ٢٥)،
ومعناها العامّ استحالة دخول الغني ملكوت الله كاستحالة دخول الجمل خُرم الإبرة. الشقّ الثاني من الآية، يشير إلى أن دخول الغنيّ ملكوت الله أمر عسير جدّاً، ولكنّه غير مستحيل. الخالق ليس ضد الغنى والثراء، فهو جعل سليمان الملك وإبراهيم وإسحق ويعقوب وأيوب وغيرهم من الأغنياء، المهمّ ّعبادة الله والاعتماد عليه، لا على المال والثروة. السؤال الذي يطرح نفسه هو
لماذا؟ نعرف أن في متّى ١٩: ١٦-٢٤ دار حوار قصير بين يسوع المسيح وشخص غنيّ.
هناك تحدّث يسوع عن البِرّ، فسأله رجل غنيّ “أيّها المعلّم الصالح، أيّ صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟ ” فقال له يسوع: “إن أردت أن تدخل الحياة فأحفظ الوصايا”، قال له: “أية وصايا؟” فأجابه يسوع: “لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمّك وأحبّ قريبك كنفسك”. ردّ الشاب الغنيّ: “ماذا يعوزني بعدُ، فكلّ ذلك حفظته منذ نعومة أظفاري؟” قال يسوع: “إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبِع كل ما لديك وأعطه للمساكين، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني.”
بعد سماع الشاب لكلام يسوع، حزن كثيراً لأنّه كان ثريّاً جدّاً واستهول التنازل عمّا له، عندها قال يسوع لتلاميذه: “الحقَّ أقول لكم، إنه يعسُر على الغنيّ دخولُ ملكوت السماوات، وأيضاً أقول لكم إنّه لأسهل أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غنيّ ملكوت السماوات.”
وفي نهاية الإصحاح متى ٢٩: ٣٠ نقرأ: “…وكثيرون من الأوّلين يكونون آخِرين ومن الآخِرين يكونون أوّلين.” لاحظ أنّه قال يكون لك كنز، ولم يقل حياة أبدية، إنّه يتكلّم عن مسألة الغنى وتركه، فإنه سيتمتّع في السماء بقدر أكبر بكثير، ممّا كان بحوزته على الأرض. هذا، لا يعني بالطبع، أنّ كلّ الأغنياء لا يستطيعون دخول ملكوت الله، بل أولائك الأثرياء الذين يظنّون أنّ ثروتهم العظيمة، بوسعها أن تُدخلهم إلى الملكوت. في ايماننا المسيحي المستقيم الرأي ان دخول ملكوت السماوات ، كما هو معروف، يكون عن طريق الإيمان الحقيقي بالمخلّص يسوع المسيح الفادي، الذي بذل نفسه لمغفرة خطايا البشر أجمعين. يسوع المسيح، منح نعمة الخلاص للمؤمنين مجّاناً. قارن مرقس ١٠:٢٣ “ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله”. القدّيس مرقس باع كلّ ما كان عنده وتبع يسوع، ونذكر أنّ الجمل من خلق الله، أمّا ثَقْب الإبرة فمن صنع الإنسان. بعبارة أخرى، الغنى ليس بحدّ ذاته إثم أو خطيّة، ولكن عبادة المال والثروة، بدلاً من الله، هي عين الخطية. وقد ورد في متّى ٦: ١٩-٢٤ ما يوضّح هذه النقطة، وجاء في النهاية: “لا يقدر أحد أن يخدم سيّدين / ربّين لأنّه إمّا أن يُبغض الواحد ويُحبّ الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر / ويَرْذُل الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال”. الجمع بين حبّ الله وحبّ المال أمر مرفوض في ملكوت الله. لذلك فان برنابا باع حقله وطرح ثمنه عند اقدام التلاميذ لاعالة الاخوة المنكل بهم في اورشليم… ذلك الشاب الغنيّ، الذي وجّه سؤاله للرب يسوع حول إمكانية الدخول إلى ملكوت الله، كان بمثابة المثل للأخلاق والأملاك، كما يقال، غِنى روحي وثراء مادي، فماذا ينقصه إذن؟ يفتقر دوماً إلى الله، إنّه فقير في ثرائه، ففي الغنى كبرياء وتعجرف. وقال القدّيس أغسطينوس، أسقف هيبو (٣٥٤-٤٣٠م) الكبرياء هي الحشرة الأولى للغِنى، إنّه العثّ المفسد الذي يتعرّض للكلّ ويجعله تراباً، وأضاف: التقوى مع القناعة تجارة عظيمة. كلّ الخيرات هي من عند الله، وهو يمنحها لمن يشاء وبوفرة. الخيرات، في الأساس، ظاهرة صالحة، وقد منح الله الإنسان القدرة والفطنة على زيادة الخيرات من أجل رفاهية وخدمة الجميع، وليست كل الخيرات صالحة في نتائجها. مفهوم الصلاح مسيحياً، يعني كلّ شيء صادر عن الله، أبي الأنوار، والمستخدم من قِبل البشر من أجل الله (أنظر رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس ٦: ١٨؛ متّى ٥: ٤٢). إذ لا صالح سوى الله وحده! الغنى مسيحيّاً، لا يعني الاستغناء عن الله بل زيادة الاتّكال عليه، فالله وحده بمقدوره إدخال الثريّ إلى ملكوته، إذ غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله. هل الغنى امر سيء؟ الغنى في ذاته ليس أمراً سيّئاً، إلا أنّه عبء ثقيل على صاحبه (أنظر مثلاً سفر الجامعة ٥: ١١-١٢؛ ١ تيموتاوس ٦: ٦-١١). يبدو أن الشاب توقّع من المسيح أن يجيبه: أُترك كتاباتِ موسى واتبع وصاياي. وكما قال القدّيس جيروم (٣٤٢-٤٢٠م) ما فحواه: ان بيع الإنسان كلَّ ما يملكه وتوزيعه على الفقراء والمساكين، هو ذروة الفضيلة (أنظر لوقا ١٢: ١٥، ٣٣؛ ١٨: ٢٢). الله منح خليقته المال لتحيا حياة كريمة، وقال الربّ يسوع في أعمال الرسل ٢٠: ٣٥: “إنّ العطاءَ أعظمُ غبطةً من الأخذ”. ومن المعروف أن أغنياء كثيرين في الماضي، مثل نيقوديموس ويوسف الرامي وأليعازر وشقيقتيه مريم ومرتا وزكّا العشّار، ساروا على خُطى يسوع، ولم يطلب منهم التخلّص ممّا كان لهم من مال، بعكس ذلك الشاب الفرّيسي الذي أحبّ ماله أكثر من محبّته لله، وظنّ أنه بمقدوره الوصول إلى الحياة الأبدية ببرّه الذاتي. باب ملكوت السماوات ضيّق، وقلائل هم الذين يحظون بدخوله، ذلك الباب هو في الواقع، الربّ يسوع المسيح، وهو مفتوح على مصراعيه للجميع: المتزوج والأعزب، الطفل والبالغ، الفقير والغني، رجل الدين والإنسان العادي. بعبارة موجزة، لا الفقر لذاته منقبة، ولا الغنى لذاته مثلبة، لابدّ من إيمان حقيقي بالمخلّص، مقرون بالعمل الصالح لنيل الخلاص، بنعمة ابن الإنسان. خلاصة القول العمل لوحده لا يكفي لدخول الملكوت وكذلك الإيمان غير العامل يكون ميتاً، لابدّ من إيمان وعمل صالح لدخول ملكوت السماوات.
مصطلح طبي يطلق عندما ينسد الشريان ويتوقف عن أداء عمله وهو من أشد الأمراض خطورة، وهو عملية تتراكم بموجبها مواد دهنية وشحمية على جدران الشرايين مسببة تضييقها، وهذا التضييق الذى يصيب الشرايين يحدّ من تدفق الدم والأكسجين نحو أنسجة القدم وأيضا الكوليسترول في الدم، لذا يجب معالجتها قبل ان الاصابة بالتصلب الشرياني، فما هو تصلب الشرايين وماعلاجه۔
يلجأ أطباء ألمان فى علاج تصلب شرايين الساق على أداء بعض تمرينات رياضية، خاصة التى تساعد على توسيع الأوعية الضيقة عبر تفريعات دموية جانبية، لتحسين تدفق الأوكسجين إلى العضلات، ما يجنب المريض العلاج بالتدخل الجراحى.
ما هو تصلب الشرايين؟
إن تصلب الشرايين هو مصطلح طبي يطلق على حالة تراكم وتجمع مواد شحمية ودهنية متأكسدة على طول جدران الشرايين وذلك عندما تتفاعل مع جدار الشريان، وتترسب الدهون وتتجمّع الصفائح الدموية والمواد الليفية على جدار الشرايين والتي تسبب تضيقها.
ومع تراكم المواد الدهنية والشحمية التي تصبح كثيفة تفقد الشرايين ليونتها وتبدأ بالانسداد، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه، ما يؤدي إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو، وإذا حصل انسداد كامل للشريان فهو يؤدي إلى موت العضو أو الجزء المعتمد على هذا الشريان، كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة، وقَد يسبب الانسداد في نهاية الأمر حدوث نوبة أو سكتة قلبية. وفي الحالات الخطيرة يمكن علاجه بالتدخل الجراحي او بعمليات التوسعة۔
تصلب الشرايين
أسباب تصلب الشرايين
– قلة الحركة وعدم ممارسة التمارين البدنية، والنوم بعد ملء المعدة، فهذه الأمور تؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، مما يسبب حدوث النوبة القلبية، إلى جانب أنها تؤدي إلى عدم التمثيل الكامل للغذاء مما قد يؤدي إلى ترسب المواد الدهنية في الدم.
– الأوزان الزائدة والبدانة المفرطة، حيث تلعب السمنة الزائدة دورا مباشرا في الإصابة بأمراض القلب عامة وتصلب الشرايين خاصة.
– ارتفاع مستويات الكوليسترول وترسبات الكالسيوم في الدم، نتيجة الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي الشحومات الحيوانية مثل السمن البلدي والزبدة والقشطة، وهذا بالطبع يزيد من خطر تصلب الشرايين.
– ارتفاع ضغط الدم ، حيث يزيد ضغط الدم المرتفع من مخاطر تصلب الشرايين۔
– التدخين الذي يعد من أهم الأسباب المحفزة والمؤدية للإصابة بتصلب الشرايين.
– العومل الوراثية التي تلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بالمرض.
– الإصابة بمرض السكري۔
أعراض وأماكن حدوث تصلب الشرايين
– الدماغ، حيث يسبب تصلب الشرايين الإصابة بالسكتة الدماغية.
– القلب، حيث يسبب تصلب الشرايين الإصابة بأمراض القلب.
– الشعور بألم في الصدر نتيجة نقصان التروية الدموية إلى عضلة القلب۔
– وجود فرق في قياس ضغط الدم بين ضغط الساعد للطرف العلوي وضغط أسفل الساق.
– الأمعاء، حيث يسبب تصلب الشرايين موت أجزاء منها.
– الأطراف مثل الساقين، حيث يسبب تصلب الشرايين ضعف الدوران أو الغرغرينا.
مضاعفات تصلب الشرايين
– حصول أمراض القلب مثل جلطة القلب أو الذبحة الصدرية .
– السكتة الدماغية.
– الإصابة بجلطة الشريان المغذي للأطراف السفلية.
– ارتفاع ضغط الدم.
– ضعف حيوية ووظيفة أعضاء الجسم المختلفة مثل ضعف الحركة، أو حدوث ضعف في الإبصار، ووظائف المخ العليا مثل ضعف الذاكرة.
كيفية الوقاية من تصلب الشرايين
– المحافظة على ممارسة التمارين البدنية مثل المشي أو السباحة۔
– الإكثار من تناول الفاكهة والخضار الطازجة.
– التحكم في وزن الجسم ومحاربة البدانة.
– العلاج المبكر والفعال لمرض ارتفاع ضغط الدم.
– الإقلال من تناول المأكولات الدهنية المحتوية على نسبة عالية من الكوليسترول مثل الحلويات والبيض والزبدة واللحوم.
– الإقلاع عن التدخين.
– العلاج المبكر والفعال لمرض السكري.
– التشخيص والعلاج المبكر لمشاكل الكلى.
– العلاج المبكر والفعال لحالة زيادة الدهون والكوليسترول.
– تناول الكثير من الفاكهة والخضار الطازجة.
– تقليل تناول الدهون الحيوانية مثل الحليب كامل الدسم والأجبان والبيض واللحوم الحمراء.
– تناول عقاقير تخفيض الكوليسترول (لمن يعاني من ارتفاع الكوليستيرول في الدم)، بناء على وصفة طبية.
العلاج بالادوية
أما العلاج الدوائي فيختلف باختلاف مكان الشريان المتصلب، وأهم الأدوية التي تساعد على التقليل من تفاقم المرض فهي: مضادات تجمّع الصفائح، أو بعض الأدوية التي تؤخر حدوث الجلطات أو تزيد من ميوعة الدم، أو تقلل من مستوى الدهون والكوليسترول في الجسم، وفي حال عدم نجاعة هذه العلاجات يلجأ الطبيب إلى الجراحة لفتح الشرايين التي لا تستجيب للدواء.
وهناك مجموعة من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج تصلب الشرايين – وهذه تشمل مضادات التخثر، والأسبرين، حاصرات بيتا، sequestrants حامض الصفراء، وحاصرات قناة الكالسيوم، Ezetimibe ، Fibrates، مثبطات مستقبلات جلايكوبروتين بنك الاستثمار الدولي – الثالث ألف، النياسين (حامض النيكوتينيك)، النترات، صفائح الدم مثبطات، الستاتين وThrombolytics۔
دراسات جديدة وخطرة عن تصلب الشرايين
من أسباب الاصابة بتصلب الشرايين، هو تلوث الهواء، دراسة جديدة أثبتت أن التعرّض لتلوّث الهواء لفترة طويلة يسرّع عملية تصلّب الشرايين ما يزيد بالتالي خطر الإصابة بجلطات وأزمات قلبية. وذكر موقع (هيلث داي نيوز) الأميركي أن دراسة على حوالى 5400 شخص تتراوح أعمارهم بين 45 و84 سنة في 6 مدن أميركية تمت متابعتهم طوال 3 سنوات، أظهرت أن تعرّضهم لتلوّث الهواء زاد من تصلّب شرايين قلوبهم بحوالي 0.014 مليمتراً سنوياً. مع الاشارة إلى أن المشاركين في الدراسة لا يشكون من أي مرض في القلب.
وأشارت الدراسة، إلى أن تصلب الشرايين يعني زيادة سماكة الطبقتين الخارجيتين للشريان الذي يلعب دوراً مهماً في تدفق الدم بالجسم، وهذا الأمر يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بجلطات دماغية والتعرّض لأزمات قلبية
التدخين يسبب تصلب الشرايين
القلب والاوعية الدموية الرئيسية
التدخين يؤثر بشكل كبير على شرايين المخ، وذلك بحسب دراسات علمية وهو ما يرفع حالات الإصابة بضيق وتصلب شرايين المخ، مما يقلل من وصول الدم والأكسجين إلى المخ. وبينت دراسات اخرى، أن التدخين يؤدى لانخفاض القدرة على التركيز نتيجة نقص الدم والأوكسيجين، وزيادة غاز أول أكسيد الكربون الذى يمنع امتصاص الأكسجين إلى الدم، مما يقلل من وصول القدر الكافى من الأكسجين للمخ، وهذا بالتالى يضعف القدرة على التفكير والتركيز، كما يؤدى أيضا إلى الإصابة بالصمم نتيجة ضعف أعصاب السمع.
(الشيبسي)، البطاطا المهدرجة تسبب تصلب الشرايين
كشفت دراسه مؤخرا أعدتها جمعية القلب البريطانيه، خبر كان بمثابة صدمه للملايين من البريطانيين۔ حيث أثبتت أن محتوى أكياس البطاطس المقليه له عواقب صحيه وخيمه علي المدى الطويل.إذ أنها بجانب انها تحتوي على كميات من النشا الموجود في البطاطس ولكن الأخطر من ذلك هي الزيوت التي تستخدم في القلي في درجات حراره عاليه فهي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والتي تترسب في الأوعية الدموية وتتسبب في أمراض تصلب الشرايين وأمراض القلب. كما انها تحتوى على كميات الملح والمواد الحافظة التي لها تأثير سلبي على الصحة العامة.
تفاحة يوميا تحمي من تصلب الشرايين
أظهر بروفيسور أميركي في دراسة، أن أكل تفاحة باليوم طوال 4 أسابيع خفض بنسبة 40% معدلات مادة تتواجد في الدم وهي مرتبطة بتصلب الشرايين، وأعلن فريق من الباحثين الأيمركيين أن تناول تفاحة واحدة يومياً يساهم بخفض مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين. وأضافت الدراسة «إن هذه الدراسة أظهرت أن أكل تفاحة باليوم طوال 4 أسابيع خفض بنسبة 40% معدلات مادة تتواجد في الدم وهي مرتبطة بتصلب الشرايين»۔ وتظهر نتائج الدراسة أن تناول التفاح يخفض معدلات الكوليسترول السيء في الدم، وهو نوع يتفاعل مع مواد الجسم ويتطور ليتسبب بالتهابات يمكن أن تلحق ضرراً بنسيج الشرايين أو تحدث تصلباً، وأضافت الدراسة ايضا، أن مضادات الأكسدة في التفاح، أفضل من تلك الموجودة بكثير من الأطعمة كالشاي الأخضر ومستخلص البندورة، من ناحية تخفيض معدلات الكوليسترول السيء.
الجدير بالذكر أن الكثير من الأمريكيين يعانون من إرتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وتصلب الشرايين، ويعتقد الخبراء أن ذلك بسبب نمط الحياة التي يعيشونها وخاصة اعتمادهم الكبير على الوجبات الجاهزة المشبعة بالدهون.
لعشاق التسلق، سواء كانوا متسلقي الألب المحترفين أو الهواة، من المرجح أن عبارة “القمم السبع” سوف تزيد ضربات القلب. إنها تشير إلى أعلى القمم في قارات العالم السبع. بعضها لا يلائم بالطبع إلا المتسلقون المتمرسون، ولكن البعض الآخر سوف يجذب المتسلقين الهواة أو المتنزهين العاديين ذوي اللياقة الكافية للوصول إلى قمة أقل تطلبا لبذل الجهد.
وفي أوربة أعلى قمة هي مسألة نقاش جغرافي. فإن الرأي القائم على نطاق واسع هو أن أعلى جبل هو مون بلون (4810 أمتار) في جبال الألب السويسرية. ولكن هناك دعوى من أجل جبل ألبروس (5642 مترا) في جبال القوقاز بروسيا، بالوضع في الاعتبار أن هذه الجبال تنتمي لقارة أوربة ويقول بعض الجغرافيين إنها جزء من آسيا.
قمة ايفرست
والوضع أوضح في الأماكن الأخرى، ففي قارة إفريقيا أعلى قمة هي كليمنجارو (5895 مترا) في تنزانيا بينما في أمريكا الشمالية إنها دينالي (6190 مترا) في ألاسكا. أما أعلى قمة في أمريكا الجنوبية فتوجد في الأرجنتين وهي أكونكاجوا (6961 مترا) في سلسلة جبال الأنديز.
جبل الالبروس
وفي منطقة القارة الأسترالية، تختلف الآراء مجددا بحسب التعريفات الجغرافية. ويفيد الرأي القائم على نطاق واسع أن هرم كارستينز (4884 مترا) في إقليم بابوا الإندونيسي هو الأعلى. ولكن وفقا للتعريف الأضيق فإن بابوا لا تنتمي لقارة أستراليا. وفي هذه الحالة تكون أعلى قمة في أستراليا هي جبل كوسيوسكو (2228 مترا).
ومن ناحية أخرى، أعلى قمة في آسيا وفي العالم هي قمة جبل إيفرست في نيبال حيث يبلغ ارتفاعها 8848 مترا. أما في القارة القطبية الجنوبية فإن أعلى قمة هي جبل فينسون التي يبلغ ارتفاعها 4892 مترا.
وفي حين أن جبل إيفرست ودينالي وجبل فينسون وهرم كارستينز الذي يصعب الوصول إليه سوى للمتسلقين المحترفين فحسب، فإن قمم ألبروس وكليمنجارو وأكوانكوا يمكن أن يغزوها المتسلقون الهواة مزودين بالمعدات الضرورية من الطموح واللياقة البدنية.
“هو نوع من أنواع القوانين الدولية، ويهدف إلى تطبيق قانون دولي خاص بالدول”.
ويرى بعض فقهاء القانون بأنه: “فرعٌ من الفروع القانونية التي تحتوي على مجموعة من الموضوعات، والأحكام التشريعية.”
من تعريفاته أيضاً
بأنه: مجموعة من النصوص القانونية التي تهدف إلى تنظيم التعامل بين الأفراد المحليين، والأجانب،
بمعنى تحديد كيفية تطبيق القانون على مواطني الدولة، وعلى الأفراد الذين يأتون إليها من دول أخرى.
تاريخه
يعود ظهور مصطلح القانون الدولي الخاص الى عام 1834م، وتم تطبيقه لأول مرة في هولندا، كوسيلة من الوسائل القانونية التي تعمل على الفصل في النزاع القانوني بين الأفراد بناءً على الدول التي ينتمون اليها. وانتشر هذا القانون في فرنسا بعد الثورة الفرنسية، بسبب زيادة سفر الأفراد الأجانب إليها بعد ظهور الدولة الفرنسية الجديدة، وحتى يساعد في تنظيم كافة مجالات حياتهم من عمل، وسكن، وتعليم، وغيره…
خصائص القانون الدولي الخاص
للقانون الدولي الخاص عدة خصائص قام بوضعها فقهاء القانون وهي
– يختلف عن القانون الخاص بالدولة، الذي يعرف فيها باسم (القانون الوطني). وهوقانون ملزم تطبيقه في الفصل بين بعض النزاعات القضائية.
-تعتبر بعض فروعه القانونية مستحدثة. يتم تطبيق هذا القانون مثل باقي القوانين الأخرى، بالاعتماد على المحاكم القضائية.
-يحق لكل دولة من دول العالم، تحديد النصوص القانونية التي ستستخدم في قانونها الدولي الخاص، لذلك لا يوجد قانون دولي خاص موحد لكل دول العالم، بعكس القانون الدولي العام الذي يعتبر ملزما ويتقددم على قانون الدولة، بينما العكس في القانون الدولي الخاص الذي تعتمده الدولة على مواطنيها وخاصة الاحوال الشخصية مثلا.
موضوعات القانون الدولي الخاص
توجد مجموعة من الموضوعات التي يهتم القانون الدولي الخاص بمعالجتها، ومنها:
–المواطنة “هي مجموعة من القواعد، والصفات القانونية، التي تربط الإنسان بدولتهِ، ويعرف كل فرد من أفراد الدولة باسم (مواطن)، حيث إن كل مواطن اتخذ من الدولة التي يعيش بها مكاناً للاستقرار بهِ”.
الأجانب “هي مجموعة القواعد القانونية، التي تحدد الحقوق، والواجبات الخاصة بالأفراد الذين لا يحملون جنسية الدولة التي يعيشون على أرضها، ويطلق عليهم مسمى (الأجانب)، وذلك لعدم ارتباطهم مدنياً مع التشريعات الخاصة بالدولة، ويتم منح كل فرد أجنبي تصريحات خاصة من قبل الجهات المسؤولة، من أجل الحصول على حقوقهم في الإقامة، والعمل، والتعليم، وعليهم بالمقابل تنفيذ كافة الواجبات المترتبة عليهم، مثلهم مثل المواطنين داخل الدولة.”
تنازع القوانين
هي مجموعة من القوانين التي تختلف معاً على تطبيق التشريعات القانونية على الأجانب، ويدعي كل فرع، أو جانب قانوني أنه أحق من غيره بتطبيق القانون على الأفراد الأجانب، وهنا يأتي دور القانون الدولي الخاص، كونه يهدف إلى تقريب النصوص القانونية بين هذه القوانين، وتطبيق المناسب منها، والذي يتوافق مع القانون الخاص بكل دولة.
بعض الكلمات المتداولة في العلوم المسيحية وأصلها ومعانيها
1- أبولوجيست (Abo logiste):أسم أطلق على أناس كانوا يتوجهون بكتابتهم الى الملوك والحكام والمنفذين دفاعاً عن الايمان، فهم محامو الأيمان المسيحي.
2- أريوس (Arius):كاهن من الأسكندرية (من 280 ــ 336) ومؤسس الأريوسية التي أنكرت ألوهية المسيح شجبة وحرمة مجمع نيقيا سنة 325 مسيحية.
3- أركان (Arcane):بالنسبة الى التاريخ الكنسي هى عملية أطلاع الموعوظين تدريجياً على عقيدة الكنيسة.
4-الايكذومولوجيذ (Exhomologese):الأعتراف العلني أمام الجمهور وقبول العقوبة المفروضة منه.
5-باتريباسيان (Batribatiens): صالبوا الاب أو الأبوية، وهو مذهب أولئك الذين يعتقدون أن الصليب وقع على الثالوث كلة بشخص المسيح.
6-المختارون المرذلون (Pistiques Hyliques):كان معتنقو هرطقة الغنوصية يقسمون المسيحيين الى ثلاث فئات: الغنوصيون وهم النخبة ويخلصون بنعمة سامية، والبيستيك المختارون ويخلصون بواسطة الأسرار والأعمال الصالحة، وأخيراً الهليك او المرذلون وهم هالكون لا خلاص لهم لأن فيهم يستقر عنصر الشر.
7- البلاجيانية (Pelagianisme): هرطقة من القرن الثالث تنتسب الى الراهب بلاجيوس، وتعتبر الحرية قيمة مطلقة وتؤمن بامكانية بلوغ الكمال على الأرض وتنكر مفعول النعمة والخطيئة الأصلية.
8- البيغار (Begards): أسم أطلق على الهراطقة الذين ظهروا في القرن الثالث عشر وكانوا يرتدون لباساً على الرأس يحمل هذا الاسم ويعيشون من الاحسان.
9- بيغين (Beguin):اخويات المتعبدات، وقد أطلق هذا الاسم على راهبات من بلاد الباسيك وكن يعيشن فى أنواع من الأديرة دون تقيييد بالنذور الرهبانية، ولكل واحدة طريقة حياة خاصة ولقد اصبح الاسم يعني المتعبدات الكاذبات، أو تصنع العبادة.
10- التيتونية (Teutonique):الرهبانية فرسان عسكرية المانية أسسها الصليبيون فى أورشليم سنة 1128مسيحية. ولكنها مارست نشاطها على الاخص فى المانيا وانضم اليها فى سنة 1237 فرسان جماعة “السيف” لنشر الثقافة الجرمانية فى بروسيا. وتحطمت قواتها في تانانسبرغ سنة 1410، وأستمر منها باقية في النمسا بأسم “الوشاح الاسود”.
11- الديناميون (Dynamistes): هرطقة أولئك الذين يعتقدون أن المسيح ليس سوى مظهر لقدرة الله، وينكرون التجسد. يعود تاريخ وجودها للقرن الثالث المسيحي.
12- الدوسيتية (Docetisme): هرطقة من القرن الثالث عشر تدعي ان يسوع لم يكن له الا مظهر الجسد متأثرة بذلك بالفكر اليوناني.
13- الدوناتية (Donatisme):هو مذهب الدوناتيين الذين ينتسبون الي دونات أسقف قرطاجة الذى أعلنتة الكنيسة مبتدعاً وعزلتة عن منصبة فى القرن الرابع المسيحي وأصحاب هذا المذهب يعتبرون أنفسهم ورثة الرسل الوحيديين.
14- الدياسبورا (Diasbora): كلمة تعني الشتات والمقصود بذلك اليهود المشتتين خارج فلسطين لاسباب سياسية (أبعاد أو نفي Debortatron)، أو لأسباب أقتصادية (الهجره Emigration).
15- الغنوصية (Gnosticisme): أحدى هرطقات القرن الثالث المسيحي، وهى تدعي أن معرفة علم الخلاص مختلفة عن الأيمان ومحصورة بفئة قليلة، أعني النخبة. وكذلك تدعي أنها على علم تام بجوهر الطبيعة وحصائص الله. وهى قريبة من الأفلاطونية والمانوية.
16- الكاثار (Cathares ou Albigeois): المطهرون: هم ورثة المانويين الذين، بعد شجبهم التجأوا الى أرمينيا في اسيا، ثم عادوا الى أوروبا (البانيا، بلغاريا، لومبارديا، وتولوذ في فرنسا). وهم يرفضون الأسرار، والطقوس الليتوريجية، والسلطة الكنسية، وحق التملك، وينكرون المطهر وقيامة الموتى. ويحبذون الأنتحار الذي يحرر الروح من الشر. وشجبهم مجمع البى ومجمع لاتران سنة 1179 مسيحية.
وقد تم القضاء عليهم بعد حرب صليبية دامت عشرين سنة وأقرها أينوشنسيوس الثالث بقيادة سيمون دي مونفور، ثم لويس الثامن.
17- مارسيون (Marcion): هو تاجر غني من سينوب (sinope) على ضفاف البحر الأسود أسس كنيسة خاصة في روما سنة 146 مسيحية. ولقد تأثر بالخلاف القائم بين العهد الجديد والعهد القديم فرفض العهد القديم لانه وجد فيه تناقضاً “بين إله العهد الجديد، إله المحبة الذي ظهر لنا بشخص يسوع، وبين إله العهد القديم، إله الحقد والجريمة، خالق عالم الشر”. ولقد حارب تعليمه وعقيدته ترتوليانوس.
18- المانوية (Manicheisme): هرطقة من هرطقات القرن الثانث المسيحي، أسسها ماني أومانيس (2016ــ 277)، وتقول بمبدأين إلهيين: إله الخير وإله الشر.
19- الموناركيانية (Monarchianisme):وهو المذهب الكاثوليكي المستقيم القائل بوحدة الله في الاقانيم الثلاثة دون جعلهم ثلاثة آلهة او إخضاع أحد الأقانيم للآخر.
20- المونتانية (Montanisme): هرطقة من هرطقات القرنين الثالث والثاني. أسسها كاهن فريجي يدعى مونتان (montan). اتباعها أعتبروا أنفسهم الكنيسة الجديده، وأنكروا السلطة الكنسية، ودعوا الى مناقبية صارمة، وأعلنوا ان نهاية العالم قريبة. ولقد التحق بهم ترتوليانوس سنة 207 مسيحية.
21- الموداليست (Modaliste): المشتبة او النمطية. هرطقة تدعي ان الله باستطاعته ان يتخذ جميع الاشكال. من آثارها ما ورد في القرآن عن المسيح: ولم يصلبوه، وانما شبه به لهم. ويعني ذلك ان المسيح كونه الله لم يقع علية الصلب، انما الذي ُصلب هو شخص شبية بالمسيح.
22- الموعوظية (Catechumenat):وهي المدة التي كان يحتاجها المقبل على أعتناق الديانة المسيحية ليصبح أهلاً لتقبل الأسرار، إذ كان عليه ان يخضع لتجارب وتعاليم خاصة بالموعوظين، ولم يكن من حقة حضور القداس بكامله بل القسم الأول منه.
23- الميتانويا (metanoia): وتعني الارتداد، وهو تبديل تام في المواقف الفكرية والقناعات الوجدانية.
24- الألفية (Millenarisme): هو مذهب بعض الكتاب المسيحيين من القرون الأولى للمسيحية وبعض الهرطقات اللاحقة التي كانت تؤمن ان المسيح سيعود الى الأرض ليملك مدة ألف سنة قبل قيامة الموتى.
25- المحسوبية (Nepotisme): امتياز كان يتمتع به، لدى البابوات، أولاد (ابناء الأخوة) او انسباؤهم، بشكل خاص، او عائلاتهم بشكل عام. وهو يعني، في النهاية، أستعمال السلطة لمصلحة الأقارب.
26- الاغتباطية (Quietisme): الكلمة من أصل لاتيني معناه الهدوء. وهو مذهب صوفي يجعل الكمال المسيحي في محبة الله وجمود النفس دون أعمال خارجية. وكان لهذا المذهب ممثلون في كل العصور، أشهرهم الاسباني مولينوس Molinos، وقد نشر، في القرن السابع عشر، كتاباً عن الزهد يجعل من الديانة شيئاً مثالياً صعب الفهم على العامة. اما في فرنسا فقد تبنت رأى مولينوس إمرأة شهيرة هي مدام غويون Guyon المتعبدة، وألفت كتاباً في الموضوع ذاته سنة 1685، كما دعمها فينيلون Fenelon في كتابة شرح آراء القديسين، فهاجمه بوسويه Bossuet ومدام دي منتينون Maintenon، وحرم البابا كتابه، فاستجاب فينيلون لنداء البابا واعتزل الحياة العامة، فانطفأ المذهب نهائياً ابتداءً من سنة 1693.
27- التصوف أو الصوفية (Mysticisme): هو معرفة مباشرة وتجريبية لله، او بالأحرى هو حالة تختبر فيها النفس الله اختباراً مباشراً. وفي رأي برغسون Bergson المتصوف هو من يفتح طريق الدين الديناميكي ويرى الله مباشرة، أو على الأقل يدركة بواسطة تماس مباشر داخلى. والعقل عاجز عن ادراك الله، فالله لا يدرك إلا بواسطة حدس. والمتصوف يجد في تعاليم اللاهوتيين الألفاظ والصور التي يمكنة أن يترجم بواسطتها ما يشعر به ويشاهده داخلياً. اما التجربة الصوفية فلا تقدم لنا أية معلومات عن طبيعة الله. فالله محبة، وهو موضوع المحبة، ومحبة الله ليست شيئاً من الله، بل هي الله ذاته.
28- الاسمية (Nominalisme): او المذهب الاسمي، وهو يقول ان الكلمة الكلية مجرد اسم ولا مسمى له في ذاته، اي انها إسم لا يشير الى “تصور” في عقل الانسان (كما هو مذهب التصوريين وعلى رأسهم أرسطو)، ولا هي تشير الى مسمى في الكون الخارجى (كما هو مذهب الشيئيين او الواقعيين وعلى راسهم افلاطون)
29- الاوراتوار (Oratoire):جمعية رهبانية أسسها القديس فيليبوس النيري في روما سنة 1564ونقلها الى فرنسا أساتذة وعلماء وواعظين عظماء جداً.
30- الأكامية (Occamisme): المذهب المنسوب الى غيوم دوكام، وهو راهب فرنسيسكاني أنكليزي من أشهر علماء اللاهوت المدرسي وأكبر المدافعين عن مذهب الأسمية، وقد لقب بالدكتور الذي لايقهر، وهو أبو المذهب الأختباري الذى يعتبر أن كل معرفة تقوم على التجربة.
31- الأنكليكانية (Anglicanisme): المذهب الرسمي لأنكلترا. ويعود تاريخها الى الملك هنري الثامن الذي قطع علاقتة بالبابا لأنه لم يوافقة على فسخ زواجة من كاترين داراغون. والملك هو رئيس الكنيسة الأنغليكانية ومع أن أعضاء هذه الكنيسة أعتنق بعضهم البروتستانتية، فأنها حافظت على نقاط الألتقاء كثيراً مع الكنيسة الكاثوليكية وأهمها تسلسل السطلة.
32- تجديدي العماد (Anabaptistes): هم شيعة من الهرطقة الألمان من أوائل القرن السادس عشر، وأكثر من المنتمين اليها من القرويين، وقد قضى عليها الأشراف الألمان بقيادة لوفير، في يوم فرانكينهوزن سنة 1525.
33- الأوفكلارونغ (Aufklerung): عصر الانوار، وهو تيار فكري كان سائداً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في فرنسا وأهم ممثلية فولتير والموسوعيون.
34- سان ــ بارتيليمي (SAINT Barthelemy):وهي مذبحة البروتستانت ايام شارل التاسع في فرنسا بأمر كاترين دي ميدسيس وآل غيز ليلة 23 آب 1572. وقد حدثت المذبحة في اليوم الثاني لاحتفالات زواج هنري دي نافار الذي أصبح هنري الرابع، ومارغريت أخت شارل التاسع. وبدأت المذبحة في باريس على قرع الاجراس. وكانت نتيجتها الحرب الأهلية الخامسة.
35- الترابيست (Trappistes):رهبانية اوروبية. من ممارستها الصمت، والمحافظة على السكوت المطلق دائماً، والانقطاع للتأليف والصلاة أسسها سنة 1664 أرمان دي رانسي في النورماندي الفرنسية.
36- الجانسينية (Jansenisme): انه المذهب المنسوب الى جانسينوس الهولاندي والمعروض في كتابة “الأغوسطينوس”، وهو يحد من حرية الانسان ومن انصارة سان سيران وأرنولد وبيير كيني في فرنسا. وقد قام صراع بين اليسوعيين وجماعة بور رويال وعلى رأسهم باسكال حول الموضوع. ولكن هذا المذهب انتهى بعد هدم دير بور رويال، ولا تزال كنيسة صغيرة في هولاندا تدين به.
37- الجوزيفية (Josebhisme): طريقة في التفكير والحكم منسوبة الى الامبراطور جوزف الثاني الالماني النمساوي الذي شجع الافكار الفلسفية في القرن الثامن عشر وحاول اصلاحاً في امبراطوريتة ففشل، ويسمى مذهبة ايضاً “المذهب الاستبدادي المستنير”.
38- الدييت (Diete): مؤتمر سياسي على شكل جمعية وطنية كان يتم دورياً في مدن الامبراطورية الالمانية وفيه تجري مناقشة القضايا العامة. وأشهر هذه المؤتمرات مؤتمر أوغسبورغ سنة 1518 وورمس سنة 1521، وامامه إمتثل لوثر، ونورامبرغ سنة 1532…
39- الدروينية (Darwinisme): نسبة الى مذهب داروين البيولوجي والفلسفي. والدروينية تعني، في مقابل التطورية العامة، مذهب الاستحالة الذي يقول بأن النوع الانساني خرج من الانواع الحيوانية، ولكن دون عرض فرضية عن أصل الحياة او الاتجاه العام لنموها. وفي مقابل نظرية لامارك وسبنسر المؤلفة من جراء التمرين والوراثة فهي نظرية استحالة الانواع وترجع اصلاً الى الانتخاب الطبيعي.
40- زوانكل (zwingle): هو اورليك زوانكل. مصلح سويسري، ولد في ولدهاوس قرب سان جيل. دعا الى إلغاء عزوبية الكاهن والقداس. إجتاح مذهبة قسماً كبيراً من سويسرا. وبعد موته إنضم اتباعه الى اتباع كالفن ولوثير ( 1484 ــــ 1531).
41- السكرمانتاريون (sacramentariens): شيعة من اتباع لوثير رفضوا الايمان بالحضور الالهي الحقيقي في الافخارستيا.
42- الشارترو (Chartreux): رهبانية اوروبية إهتمت بحياة النسك والتقشف، واتبعت قانون القديس مبارك. أسسها القديس برونو دي كولوني سنة 1074 في وادٍ جبلي يدعى Cartusio.
43- صراع الثقافة (Kulturkamph): وهو الصراع الذي قام بين الدولة البروسية والكنيسة الكاثوليكية في اواخر القرن التاسع عشر حول الاشراف على الثقافة.
44- الغاليكانية (Gallicanisme): مذهب يدافع عن امتيازات الكنيسة الفرنسية وحريتها ومبادئ سلوكها بالنسبة الى الكرسي الرسولي مع استمرارها شديدة الارتباط بالايمان الكاثوليكي. ويضع العصمة، ليس في البابا وحده، بل في جسم الاساقفة كله المتحد برئيسه. ويدافع عن سلطة المجامع العاملة المطلقة، ويفصل بين السلطة الزمنية. وقد جُمعت هذه المبادئ في بيان اكليروس فرنسا الذي كتبه بوسوية سنة 1672. ولكن اعلان عصمة البابا في المجمع الفاتيكاني سنة 1870 شجب الغاليكانية.
45- غرافامينا (Gravamina):وثيقة بالشكوى التي قدمتها الأمة الالمانية الى السينودس الاقليمي في مايانس 1455 حول الضرر الحاصل للكنيسة الالمانية من جانب الكوريا الرومانية.
46- فودوا (vaudois):شيعة تنسب الى مؤسسها بيير فالدو (القرن الثاني عشر)، وقد قضى على القسم الأكبر منهم فرانسوا الأول. إشتهروا بصلابة الاخلاق، وما تزال لهم بعض الكنائس في ايطاليا.
47- فلسفة علم الظواهر (phenomenology): أو مذهب القائلين بالظواهر، ويستعمل بمعنيين: الاول بمعنى النظرية القائلة بان علمنا بالاشياء مقصور على معرفة الظواهر دون حقائقها. والثاني بمعنى النظرية القائلة ان كل ما نعمله ظواهر، وان الظواهر هي كل شئ في الوجود، ومعنى الظاهرة في هذه النظرية هو الحقيقة الماثلة امام العقل، اما مباشرة او بطريق الاستنتاج.
49- كالفن (Calvin): هو جان كالفن المولود في نوايون وناشر الاصلاح في فرنسا وسويسرا، ورئيس الكالفينيين. مات في جنيف بعد ان اقام جمهورية بروتستانتية (1509 ـــ 1564). يمتاز مذهبة عن المذاهب البروتستانتية بديمقراطية السلطة الدينية وإلغاء الاحتفالات، ونفي التقليد المطلق وعقيدة الاختيار وقبول العماد والعشاء السري من الأسرار، ويطلق على اتباعه إسم هوغونوت في فرنسا. مذهبه منتشر في سويسرا وهولاندا وهنغاريا.
50- الكانتية (Le kantisme): مذهب الفيلسوف الألماني عمنوئيل كانت، مؤلف نقد العقل الصافي والعقل العملي، نقد الحكم (1724 ــ 1804) وهو دراسة وصفية كما تتراءى لنا في الزمان والمكان خلافاً لدراسة القوانين المجردة والثابتة التي تنظم الظواهر، وخلافاً لدراسة الحقائق العالية التي تكون الظواهر تبديات لها، وخلافاً للنقد المعياري الذي يتطرق لشرعية هذه الظواهر.
51- التحررية (Liberalisme): او المذهب الحر. أشهر مؤسسية الفيلسوف كوك، ويعتبر ان العلاقة الطبيعية بين الناس علاقة كائن حر بكائن حر تؤدي الى المساواة. حق الناس ينحصر في تنمية حريتهم والدفاع عنها وعن كل ما يلزم من حقوق.
52- التاريخانية (Historicisme): تعني ان وضعنا كموجودين يدفعنا الى استخدام حريتنا في نزوع نحو المستقبل رغم اننا موجودون في الزمن ومرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالماضي. فالتاريخانية اذن ملتصقة بالوجود البشري بصفته مندمجاً بالحينونة الخاصة.
53- التجديدية (Modernisme): حركة في الفكر الكاثوليكي معارضة للطريقة القديمة التي كان يمثلها “الوجوديون” أتباع القديس توما وسكوت، سعت الى تأويل تعاليم الكنيسة على ضوء المفاهيم الفلسفية والتاريخية العصرية.
54- الذاتانية او المذهب الذاتي (Subjectivisme): وهي تعني من الناحية الميتافيزيائية المذهب الذي يرجع كل الوجود الى الذات ويقول ان الأشياء الخارجية لا وجود لها إلا في الذات، وهو المذهب المثالي عند فخته وشلنغ. اما من الناحية المنطقية فهي تعني المذهب القائل ان معيار الحقيقة ليس معياراً موضوعياً، بل هو معيار ذاتي بالنسبة الى الذات المدركة. ومن الناحية الأخلاقية تعني المذهب القائل ان اللذات والسعادة الفردية والنفع على وجه العموم يجب ان يكون المعيار الذي تقاس به الأشياء الأخلاقية. ومن الناحية النفسية تعني المذهب القائل ان التجربة في علم النفس يجب ان تكون تجربة باطنية.
55- مذهب العيانية (Ontologisme): مذهب فلسفي يزعم أصحابة ان الانسان يعايش موضوع تصوراته في الله، مباشرة وبدون واسطة. ويطلق علية العرب احياناً لفظة الشهودية نسبة الى شهود، والشهود عندهم هو رواية الحق بالحق.
56- مذهب التقليدية (Traditionalisme):ويسمى ايضاً المذهب السلفي الذي ينتمي اليه لويس دي بونالد، وجوزف دي مستر، والذي ظهر في القرن الثامن عشر معارضاً للمذهب الفردي. فهو ينكر عليه ان الفرد كائن منفرد برأسه، وان الاجتماع وليد اتفاق بين الافراد. ويعارض هذه الدعوى بتوكيد ضرورة الاجتماع وينكر عليه دعواه ان العقل الفرد يبلغ الى الحق بقوته الذاتية، ويعارضه بارجاع العلم الانساني الى وحي اول نزلت به من لدن الله الفاظ اللغة والمعاني المقابلة لها فتناقلها السلف.
57- المتطهرون (Puritains):شيعة بريسبيتارية نشأت في انكلترا وايقوسيا، ويدعون أنهم أكثر أمانة من غيرهم لمعنى الكتاب المقدس، وتشددهم في موضوع الاخلاق أوقعهم في صلابة مرعبة مضرة للحياة. وعلى أثر ثورة سنة 1648 اضطهدهم آل ستيوارت فهاجر قسم كبير منهم الى أمريكا.
58- التأليهية (Le deisme): نظرة فلسفية قديمة (ارسطو) تعني التأليه المحض، وهي الاعتقاد ان الله خلق الطبيعة ولكنه لا يتدخل في المجرى الذي حدده لها. ثم تطور الى الاعتقاد بامكان الوصول الى الحقيقة بواسطة قوى العقل الطبيعية دون الحاجة الى التسليم بالوحي. وقد شاع هذا المعنى في الفلسفة الانكليزية في القرن الثامن عشر، ويمثل عقيدة الدين الطبيعي ومنه اللادينيون القائلون بالألوهية والمنكرون للأديان
59- النقدية (Criticisme):هذا المذهب النقدي صاحبه الفيلسوف الالماني “كانت”، ويريد به الجمع بين التجربة والعقل مصدراً للمعرفة. فالعلم بالشئ مرجعه الى التجربة، ولكن الادراك الحي لا يستقيم بغير مبادئ اولية بديهية لا تستمد من التجربة بل تقدم في الذهن، سابقة للتجربة.
60- الهوغونوت (Huguenots):هم اتباع كالفن في فرنسا وهي تشوية للكلمة الالمانية أيدجنوسين Eidgenossen ومعناها المتحد بالقسم.
61- الهيغلية (Hegelianisme):مذهب الفيلسوف الالماني جورج فردريك هيغل (1770 ــ 1831)، او مذهب الجدل، ويتألف من مراحل ثلاثة: الفرضية ونقيضها والتأليف بينهما These, antithese, synthese.
62- الهرمزيانية (Hermesianisme): رأي الكنيسة حول موضوع تربية الاولاد بالنسبة الى مذهب أهلهم. وهو القائل بضرورة تربية الطفل على المذهب الكاثوليكي في الزواج المختلط، وينسب الى أحد الباباوات.
63– الكوريا الرومانية (La curie romaine): لقد تم تنظيم هذه المؤسسة منذ اول كانون الثاني سنة 1968، وهي تشمل مجامع ومحاكم ومكاتب وامانات سر. فالمجامع متساوية في الحقوق فيما بينها. وتتألف من أعضاء كرادلة واساقفة يسمًيهم البابا لمدة خمس سنوات، والاساقفة المقيمون يشتركون في الاجتماعات ويتمتعون بكامل الحقوق ومنها معاجة أهم القضايا ونحديد الاتجاهات الكبري ( حضورهم ليس ضروريا في روما الا مرة واحدة في السنة ). وعلي رأس كل مجمع كردينال مدير ونأئب مدير وسكرتير ونأئب سكرتير يعًينهم البابا لمدة خمس سنوات. يساعدهم مستشارون يسميهم البابا لمدة خمس سنوات ويختارهم من الاساقفة والكهنة والرهبان والعلمانين حسب طبيعة الاعمال في كل مجمع . وما تزال اللغة اللاتينية لغة المجامع الرسمية ، انما يمكن استعمال اللغات الحديثة . ومن واجبات الكردينال سكرتير البابا (امين سر الدولة البابوية) ان يجمع مدراء المجامع بشكل دوري فيؤلفون مجلساً استشارياً وزارياً.
64- سكرتاريا البابا:ومجلس المشورة لشؤون الكنيسة العامة. سكرتارية البابا او امانة سر الدولة البابوية ــ انه أرفع تنظيم في الكوريا. يرأسة الكردينال امين سر الدولة ويساعده معاون ووكيل. والسكريتارية تحت تحت تصرف البابا لكل المهام التي يعهد بها اليها. فهي تؤمن العلاقات مع المنظمات الأخرى في الكوريا وعلاقات البابا مع الاساقفة ومع السفراء ومع الحكومات وسفرائها ومع الافراد. يرتبط بها مكتبان للرسائل والوثائق البابوية، ومكتب لجمع المعلومات واقوال الصحف، ومكتب الاستشارات الاجتماعية، ومكتب للاحصاء، ومكتب حكومة الفاتيكان، ومجلس استشاري لقضايا الكنيسة العامة.
65- المجامع الرومانية: مجمع الايمان المقدس الذي يسهر على نقاء العقيدة والاخلاق. ومجمع الكنائس الشرقية وهو المسؤول عن جميع القضايا العائدة للأفراد والنظام والطقوس في الكنائس الشرقية المرتبطة بروما. ومجمع الاساقفة ويشمل المكتب الاستشاري لقضايا الكنيسة العامة ومدراء المكاتب والاساقفة وتنظيم الابرشيات، والتعليم المسيحي، والاكليروس. ومجمع الاسرار المقدسة ويشمل كل ما له علاقة بقبول الاسرار وادارتها والاحتفال بالقربان المقدس وسيامة الكهنة. ومجمع الطقوس، ومجمع الاكليروس، ومجمع الرهبان والمؤسسات العلمانية، ومجمع الاعداد الكاثوليكي ويهتم بالاكليريكيات والمدارس. ومجمع نشر الايمان ويهتم بنشر الايمان المسيحي بين الأمم.
66 – امانة السر والمجالس الاستشارية:امانة سر الوحدة المسيحية ــ امانة سر غير المسيحيين وتشمل قسماً خاصاً بالمسلمين ــ امانة سر غير المؤمنين ــ المجلس الاستشاري للعلمانيين ــ البعثة البابوية للعدالة والسلام، وتهتم بمساعدة المظلومين والفقراء في العالم الثالث.
67- المحاكم:المحكمة العليا للأختام الرسولية وفيها غرفة استئناف وتمييز، وغرفة ادارية. ومحكمة الروتا وتختص بقضايا الزواج. والمحكمة الرسولية وتختص بالقضايا الضميرية.
68- المكاتب:مكتب الاختام وهو المكلف بالبريد وتوزيع الوثائق البابوية ــ المكتب الرسولي ومهمتة المحافظة على ممتلكات الكرسي الرسولي في الفترة الممتدة بين وفاة البابا وانتخاب خلف له ــ مكتب تموين الكرسي الرسولي ــ مديرية المال وهي شبيهة بديوان المحاسبات يرأسها ثلاثة كرادلة. مكتب الاحصاء. مكتب مدير القصر الرسولي وهو المكلف بادارة الخدمات العامة والاحتفالات في القصر وتنظيم المقابلات.
الصليب بحسب الواقع النظري جمود وخسران وعدم؛ أما بحسب الواقع الروحي فهو تحرك داخلي إلى أعلى، وانتقال من حال إلى حال أسمى، وتغيير جوهري من مستوى جسدي إلى مستوى إلهي، وبشارة عجيبة ومفرحة من موت إلى قيامة!!
لذلك نستطيع أن نقول إن الصليب كان الواسطة الأولى التي استعلن المسيح بها أنه ابن الله لأنه لم يكن ممكنًا بدون الصليب أن تتم القيامة من الأموات بكل أمجادها، ثم أعطانا في صميم طبيعتنا هذا السر العجيب أن نصير مثله (1يو3: 2) -وأيضًا بواسطة الصليب- لننال قيامة تعطينا استعلان بنويتنا لله!!
وفى جسده بموته على الصليب وقيامته، لذلك أصبح من غير الممكن أبدًا أن يدخل الإنسان في خبرة الصليب مع المسيح بإيمان كامل إلا ويحوز على قيامة داخلية وتغيير حياة.صليب ثم قيامة، هذا هو القانون الذي وضعه ابن الله في نفسه.
الحكم بالصلب، هو أكثر أنواع الموت لعنة وعارًا. هذا هو مظهره، ولكن المسيح استطاع أن يحول هذا الحكم المهين والمزري إلى أعلى وأسمى حقيقة يمكن أن تُسْتَعْلَن على الأرض لمنطق أو لعقل بشرى، وهى القيامة بمجد إلهي!..
هذا هو جوهر رسالة المسيح بالنسبة للإنسان.
فصليب العار جعله المسيح، لما قبله على نفسه، قوة محولة قادرة أن تحول ذل الإنسان وعاره وضعفه إلى شركة في أمجاد قيامة المسيح مع هبة التبني لله.
هذا هو الصليب الذي لا يزال يُنظر إليه عند كثير من الناس أنه جهالة ولكنه وإن كان جهالة فإن ” جهالة الله أحكم من الناس” (1كو1: 25).
أي خطة الخلاص العظمى التي فدى بها الإنسان وأقامه من الموت لحياة أبدية.
والصليب يظل محصورًا في فكر الإنسان كحقيقة لاهوتية أو مبدأ عقيدي، إلى أن يرتفع إلى المستوى العملي للصليب في حياتنا وذلك حينما نقبل حكم الموت في أنفسنا اضطهادًا أو ظلمًا واعتسافًا بيد الطغاة أو نُسلّم أنفسنا بإرادة حسنة للموت الاختياري، كما يقول القديسون، أي ندخل في عمق الإماتة لنموت عن أنفسنا وشهواتنا حينئذ تبدأ حقيقة الصليب تتجلى في حياتنا كخبرة مضيئة وقوة رافعة.
فالإنسان الذي يرفض أن يموت بإرادته عن العالم، ويجزع من أن يصلب أهواءه وشهواته وأعضاءه -من أجل المسيح- هذا الإنسان يظل غريبًا عن حقيقة الصليب. ربما يكون دارسا مدققًا لمعاني الصليب اللاهوتية متقنًا لمفهوم العقيدة نظريًا وفلسفيًا، ولكن الصليب كحركة داخلية وقوة ترفع الإنسان إلى مستوى تقديس الله، هذا يبقى شيئًا مخفيًا عن عين الإنسان وعقله.
لهذا فالصليب لا يمكن أن تكشف قوته الإلهية إلا عند قبول الموت والإماتة.
وهكذا يظل الصليب جهالة ورعبة وموتًا جاهلًا لا يستطيع الإنسان أن يقترب منه، إلى اللحظة التي فيها يكشف الروح للإنسان عن سر مجد الشركة في صليب ربنا يسوع المسيح، حينئذ تدفع النعمة الإنسان في طريق الصليب ليذوق -في شجاعة- معنى الموت المحيى مع المسيح وحينئذ يتجلى الصليب كحكمة الله وقوة الله للخلاص.
إن أصدق علامة لحمل الصليب هي أن يكون البذل والإماتة والخسارة عن رضى وحب وسرور، بمعنى أن أفقد بالفعل ذاتي وأنكرها، ذاتي التي تطلب الشكر والمديح ورد الجميل. هنا تبدأ فعلًا صورة الصليب، حيث لا يكون عائد كرامة أو شكر أو ربح من أي نوع، بل على النقيض نكران وهجران وعداء واعتداء.
يلاحظ هنا أن مواصفات الصليب مأخوذة من مشهد الجلجلة ومحاكمة المسيح بعد حياة كلها بذل وحب.
الصليب الفرعوني او مفتاح الحياة
مفتاح الحياة أو العنخهو رمز الحـياة الأبديـة عند قدماء المصريين، كان يستعمله المصريون الفراعنة كرمز للحياة بعد الموت، وكان يحمله الآلهة وملوك الفراعنة.
مفناح الحياة او العنخ
يخطئ البعض حينما يخلط بين مفتاح الحياة المصري الفرعوني، وبين الصليب المسيحي بسبب التشابه النسبي بينهما في الشكل؛ فمفتاح الحياة ظهر قبل استعمال المسيحيين للصليب بآلاف السنين.
صل الرمز لا يزال لغزا لعلماء المصريات، ومن أقدم النظريات عن مفتاح الحياة نظرية توماس إنمان التي نشرت لأول مرة في عام 1869:
أطلق عليه علماء المصريات مفتاح الحياة.. فهو يمثل عنصري الحياة الذكر والأنثى في إطار شكلي لائق، ورمزًا لحقيقة أن الاتحاد المثمر هو هبة من الله.
نظرة تاريخية
مفتاح الحياة مصقولا بالذهب
كثيرًا ما يظهر مفتاح الحياة في لوحات المقابر المصرية، وغالبًا يظهر في الصور التي تمثل البعث من الموت للمتوفي صاحب المقبرة.
جرى في كثير من الأحيان حمل المصريين لمفتاح الحياة كتميمة – إما وحده – أو مع اثنين من الطلاسم الأخرى التي ترمز للقوة والصحة.
صنع قدماء المصريين مرايا من معادن على شكل مفتاح الحياة لأسباب زخرفية ترمز إلى وجهة نظر دينية.
وضع قدماء المصريين نماذج معدنية لمفتاح الحياة على القبور بعد أن تصقل بالذهب أو النحاس كي ترمز للشمس.
وضع قدماء المصريين نماذج معدنية لمفتاح الحياة على القبور بعد أن تصقل بالذهب أو النحاس كي ترمز للشمس.
فلسفته ومعناه
حورس يمسك بمفتاح الحياة
هناك الكثير يعتبرونه رمـز الحياة والولادة لتمثيله الرحمة.
البعض قال أن الممسك الملتوي على شكل بيضاوي بنقطتين متعاكستين يمثل بشكل رئيس المؤنث والمذكر أساس وجود الحياة على الأرض.
أو أنه يمثل الاجتماع الروحاني لـ: ايزيس واوزيرس الذي كان له تأئير على وفرة مياه النيل الذي يعتبر أساس الحياة في مصر.
أو أنه يدل على البعث وإعادة الحياة عند المصري القديم.
أما الخط العامودي في النصف فيمثل التقارب من القطبين أو التكاثف بين الأضداد.
أوقد جزم الأكاديميون المصريون، ولا سيما في جامعة القاهرة بأن مفتاح الحياة يمثل الدور المحوري لنهر النيل في مصر:
في 15 أيلول عام 1935، تبنى الزعيم النازي أدولف هتلر، الصليب المعكوف شعارا رسميا لألمانية النازية. وضعه علما لها وشعارا في كل القطاعات المدنية والعسكرية الالمانية، ومن هذا المنطلق، يقترن في أذهان البعض أن علامة الصليب المعكوف من وحي خيال هتلر، او هو الذي اختبره، ولكن التاريخ يقول بغير ذلك.
هندسيا، يمكن أن يعتبر الصليب المعكوف (من داخل المنطقة) وهو شكل عشريني غير منضم أو يعبر عنه بعشرين من الجوانب والأضلاع. وكان الصليب المعكوف الذي تبنته الحركة النازية يستند إلى الشبكة 5×5 بشكل مائل.
الصليب النازي المعكوف هو شعار قديم
على مايبدو اتخذته الكثير من الاقوام شعارا لها، كما يتبدى لنا من تاريخ الاقوام والاديان القديمة في وسط وشرق آسية…
الصليب المعقوف شعار هندوسي
اذ يشير الصليب المعقوف إلى شكلين للإله الخالق براهما، فالصليب المعكوف لليمين يشير إلى تطور الكون والمعكوف لليسار إلى تقهقره. أما الصليب الموجه في الجهات الأربع (شمال وجنوب وشرق وغرب) فيرمز للثبات ويستعمل كشعار للإله سوريا. يعتبر الصليب المعكوف مقدسا ومباركا عند كل الهندوس ويستخدم في التزيين والتصاميم الدينية. ويشاهد في كل القارة الهندية في جوانب المعابدوالأسفار المقدسة والهدايا ورؤوس الرسائل. يرى غانش عادة وهو جالس في زهرة لوتس على بساط من الصلبان المعكوفة.
يوجد الصليب المعكوف في المعابد والرموز والمحاريب والصور والأيقونات الهندوسية حيث يعتبر مقدسا، ويستخدمه الهندوس في الأعراس والحفلات والمناسبات والبيوت والأبواب والمجوهرات والعربات والأطعمة.
يمثل الصليب المعكوف أشعة الشمس التي لا يمكن وجود حياة بدونها، وهو من رموز الرب فيشنو المائة وثمانية.
مع البوذية
مع مرور الوقت بات الرمز في حضارات شرقية متماهيا مع معتنقي البوذية، حيث يظهر الصليب المعكوف على خارطة في اليابان ترمز إلى مكان معبد بوذي، ويظهر في الصين على علب الأطعمة رمزا لأن الحديث يدور عن طعام نباتي، “حلال” لتناول البوذيين المتشددين.
النازية الالمانية
مع العبرانيين اليهود
لمزيد الدهشة، فإن ذلك الرمز الذي كان متماهيا جدا مع اللاسامية وفق منطوق وادعاء اليهود بمصطلح اللاسامية، كان مُستخدما في أوساط اليهود في فترات تاريخية مُبكّرة. كُشفت تزيينات على شكل صليب معكوف على أجزاء من مبان يهودية في عدة أماكن في فلسطين المحتلة، من بين أماكن أخرى، في القدس، بين عامي 100حتى 500 قبل الميلاد، ويظهر الشكل على عدد من أرضيات الفسيفساء في الكُنس من تلك الفترة أيضا.
الصليب النازي في ارضية كنيس يهودي
يقول موقع متحف ذكرى “الهولوكوست” اي “محرقة اليهود” في الولايات المتحدة الأمريكية
إن “الصليب المعكوف مستخدم منذ 5 آلاف عام على الأقل، قبل أن يصمم أدولف هتلر العلم النازي”
وأضاف الموقع أن الصليب المعكوف يعتبر حتى هذا اليوم، رمزا مقدسا للهندوسية والبوذية والجينية والأودينية…
االصليب المعكوف (من السنسكريتية स्वस्तिक سافاستيكا) وهو صليب متساوي الأضلاع مع أذرع ممتدة بزاوية قائمة إلى اليمين (卐) أو إلى اليسار (卍).
كان الصليب المعكوف يستخدم في كل العالم لكن قل استخدامه في الغرب بعد ارتباطه بالنازية التي استخدمته شعارا لها.حيث أطلق عليه صليب سويستيكا. وهو يمثل الجنس الآري بدورته الطموحة في السيطرة على العالم.
الرومان والاغريق والفينيقيون
كما عرف الرومان الصليب المعكوف بكثافة، واقتبس هتلر أيضا من الرومان تحية “هايل هتلر” بمد اليد اليمنى إلى الأمام.
ومن قبل الرومان، انتشر “الصليب المعكوف” بين اليونانيين القدماء ” الاغريق” الذين سبقهم إليه الفينيقيون، ويظهر ذلك في آثار شهيرة لهم، أهمها قلعة بعلبك، واحجار في رأس شمرة وجزيرة ارواد الفينيقيتين.
بعض تاريخية الصليب المعكوف
للصليب المعقوف تاريخ كبير. فقد تم استخدامه منذ 5000 عام على الأقل (كما سبق وقلنا اعلاه) قبل أن يصمم أدولف هتلر العلم النازي. وكلمة الصليب المعقوف swastika مشتقة من الكلمة السنسكريتية svastika، ومعناها “حظ سعيد” أو “صحة جيدة”. ويبدو أنه تم استخدام الفكرة الرئيسة (الصليب المعكوف) في يوراسيا الأزلية، ربما للإشارة إلى حركة الشمس عبر السماء. وحتى هذا اليوم، فهو يعتبر رمزًا مقدسًا (كما حدد موقع الهولوكوست) للهندوسية والبوذية والجينية والأودينية. فهو علامة مميزة على المعابد أو المنازل في الهند وإندونسيا.
في اليابان البوذية
الصليب المعكوف كما في آسية ايضا له تاريخ قديم في أوربة، والملاحظ ان الصليب المعكوف يظهر من خلال الأعمال الحرفية في الحضارات الأوروبية قبل المسيحية وتعني الكائن المحظوظ أو الميمون حيث استُخدم كرمز للرفاهية في المجتمعات القديمة ، بما في ذلك في الهند والصين وأفريقيا وأمريكا الأصلية وأوربة.
في اوربة
بدأ اكتشاف الصليب المعكوف في الغرب مع اكتشاف جذور اللغات الهندو الأوروبية في القرن التاسع عشر وتطور النظرية التي تفترض أن مصدر الحضارة الأوروبية يعود إلى الجنس الآري الذي وصل إلى أوربة من منطقة إيران والقفقاس واوراسيا في أيامنا هذه. في أعقاب اكتشاف أغراض عليها الصليب المعكوف في المباني المُدمّرة في المدينة اليونانيّة طروادة، وبعد استشارة باحثي اللغة السنسكريتية، توصل عالم الآثار الألماني المعروف هاينريش شليمان، أن الحديث يدور عن رمز آري قديم. فقد اقتبس هذه الفكرة كتّاب مشهورون في ذلك الوقت، وبات الصليب المعكوف رمزا شعبيا في الحضارة الغربية.
رأى عدد من المفكرين الرمز أثناء زيارتهم إلى الهند، ثم بدأوا باستخدامه فانتشر في بريطانيا. حتى إنه استُخدم في مرحلة معينة كرمز للكشّاف الوليد مع مؤسسه بادن باول في الدولة البريطانية مطلع القرن 20.
في بداية القرن العشرين، انتشر الرمز في أماكن كثيرة في أوربة – فظهر في العملات الروسية، وفي شعار شركات صناعية في السويد، واستخدمته حركات سياسيّة ووحدات عسكرية في فنلندا ولاتفيا.
اعادة احياء الصليب المعكوف
وقد شهد هذا الرمز انتعاشًا في أواخر القرن التاسع عشر، بعد عمل أثري كبير مثل العمل الخاص بعالم الآثار الشهير هنرك شليمان. فقد اكتشف شيلمان الصليب المعقوف على موقع تروي قديم. وقد ربط بينه وبين الأشكال المماثلة التي عُثر عليها في ألمانيا وخمن أنه “رمز ديني هام لدى الأجداد القدماء”.
وفي بداية القرن التاسع عشر، تم استخدام الصليب المعكوف في أوربة بشكل موسع. وهذا الرمز يحمل العديد من المعاني، أشهرها أنه رمز للحظ السعيد. وعلى الرغم من ذلك، استفادت حركات völkisch من عمل شيلمان، الذي رأى أن الصليب المعكوف هو رمز “للهوية الآرية الأوروبية” والكبرياء الألماني القومي…
ربما يكون هذا التفكير للأصل الآري الأوروبي للشعب الألماني أحد الأسباب وراء اعتناق الحزب النازي للصليب المعكوف أو Hakenkreuz؛ وهي كلمة ألمانية معناها الصليب المعكوف والرمز الخاص به عام 1920.
ومع ذلك، لم يكن الحزب النازي وحده هو الحزب الذي يستخدم الصليب المعكوف في ألمانية. فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تبنت بعض الحركات القومية اليمينية المتطرفة رمز الصليب المعكوف. وقد أصبح رمزا مقترنًا بفكرة الدولة “الخالصة” من الناحية العرقية. وبمرور الوقت، تولى النازيون حكم ألمانيا، وبالتالي فقد تغيرت مفاهيم الصليب المعكوف تغييرًا جذريًا غير مسبوق.
هتلر والصليب المعكوف
هتلر بشعاره النازي وحليفه موسوليني في ايطاليا الفاشية
ولم يخف هتلر هذه الحقيقة، فقد اعترف في الفصل 17 من كتابه “كفاحي” أن الصليب المعكوف ليس من ابتكاره، فقد كشف أن عددا من أعضاء حزب تزعمه عام 1919، وأصبح معروفا بعدها باسم NAZI كاختصار لحزب “العمال الاشتراكي القومي الألماني” الذي اقترح أعضاؤه عليه عددا من التصاميم، في جميعها صليب معكوف بأشكال وألوان متنوعة، فاختار أحدها في 1921، صممه طبيب أسنان بالأسود وسط دائرة بيضاء محاطة بالأحمر.
ولقد كتب أدولف هتلر في كتابه كفاحي ما يلي:
“لقد قررت بنفسي، بعد محاولات كثيرة، وضع شكل نهائي، وهو علم بخلفية حمراء وقرص أبيض وصليب معقوف أسود في الوسط. فبعد محاولات طويلة، وجدت أيضًا نسبة محددة بين حجم العلم وحجم القرص الأبيض، وكذلك بين شكل وسمك الصليب المعقوف”.
سيصبح الصليب المعكوف هو الرمز الذي لا يُنسى للدعاية النازية، والذي يظهر على العلم الذي أشار إليه هتلر في Mein Kampf ويظهر كذلك على ملصقات الانتخابات وياقات الذراعين والميداليات والشارات الخاصة بالمؤسسات الحربية وغيرها. فهو رمز قوي يُستخدم لإثارة الكبرياء بين الشعب الآري الأوروبي، والصليب المعكوف يثير الرعب لدى اليهود وأعداء ألمانيا النازية.
وعلى الرغم من أصول الصليب المعكوف، إلا أنه أصبح مقترنًا إلى حد كبير بألمانيا النازية التي تستخدم حديثًا أسلوب المجادلة التشجيعية المتكرر.
ولكن في الثلاثينيات شوه النازيون المعنى الإيجابي للرمز عندما استخدموه رمزا لهم. عمل النازيون على التعامل مع الآريين القدامى معاملة مساوية لمعاملة الألمان المعاصرين، وادعوا أن على ألمانيةأن تحكم العالم. كان يهدف الصليب المعكوف إلى التشديد على هذه العلاقة الغامضة بين شعب الأسياد القدامى، على ما يبدو، وبين نسله وورثته في ألمانيا في القرن العشرين.
الصليب المعكوف كرمرز الحزب النازي (thinkstock)
استُخدم الصليب المعكوف كرمرز الحزب النازي، لمنظمة “شباب هتلر”، التابعة للجيش والتنظيمات النازية الأخرى. في العصر النازي، كان الصليب المعكوف في مركز الصليب الحديدي وبالطبع على العلم النازي. وكان رمزا للحركات القومية الاشتراكية والفاشية في الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، هولندا، وسويسرا.
منذ بدء هذا الاستخدام، حظي الصليب المعكوف بالمعنى العنصري المعروف، مثيرا إحراجا عند رؤية الرمز في الفن والتصميم في الغرب الذي سبق العصر النازي، أو في حضارات ليست غربية، ويعرف القليلون أن معنى الرمز كان إيجابيا في الأصل.
منذ أيام النظام النازي، تخلت حضارات معينة عن الرمز، وغيّر بعض منها شكل الصليب المعكوف، بحيث تتجه أذرعه إلى اليسار، لتكون مختلفة عن الرمز النازي.
ربما يكون هذا التفكير للأصل الآري الأوروبي للشعب الألماني أحد الأسباب وراء اعتناق الحزب النازي السابق للصليب المعقوف أو Hakenkreuz؛ وهي كلمة ألمانية معناها الصليب المعقوف والرمز الخاص به عام 1920.
ومع ذلك، لم يكن الحزب النازي الالماني وحده هو الحزب الذي يستخدم الصليب المعكوف في ألمانيا. فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تبنت بعض الحركات القومية اليمينية المتطرفة رمز الصليب المعكوف. وقد أصبح الصليب المعقوف رمزا مقترنًا بفكرة الدولة “الخالصة” من الناحية العرقية. وبمرور الوقت، تولى النازيون حكم ألمانيا، وبالتالي فقد تغيرت مفاهيم الصليب المعقوف تغييرًا جذريًا غير مسبوق. حتى ان بعضهم يؤكد ان الزعيم انطون سعادة اقتبس منه شعار العاصفة شعارا للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي اسسه منتصف الاربعينات في سورية.
تم منع الرموز النازية ، بما في ذلك علم الصليب المعقوف ، في عدد من البلدان اليوم ، بما في ذلك ألمانية.
إحدى صلوات الرب يسوع التي ذكرها لنا الإنجيل المقدس، هي الصلاة من أجل الوحدة التي صلّاها الى الله الآب في الليلة التي أسلِم فيها. وبما أننا في الأسبوع المقدس الذي نحيي فيه ذكرى آلام وموت وقيامة الرب يسوع، أردنا تسليط الضوء على أهمية الصلاة من أجل الوحدة المسيحية متّبعين بذلك مثال الرب، الذي لا شكّ أنّ معرفته المسبقة على انقسام كنيسته زادت من آلامه وأحزانه. هذه قصة الشاهد الأخرس على الإنقسام، الذي ينتصب في كنيسة القيامة في القدس
في الواقع
اذا زرت كنيسة القيامة في القدس، حوّل نظرك الى نوافذ الطابق العلوي عند الواجهة الرئيسية. تحت النافذة من جهة اليمين سوف تشاهد سلّم خشبي . في البداية قد تعتقد أنه سلّم بسيط ربما نسيه هناك أحد عاملي الصيانة. لا، الأمر أكبر من ذلك. فهو موجود هناك منذ ثلاثة قرون! يسمّونه السلّم الثابت، الذي أصبح رمزاً قوياً لأمرٍ لا بد لجميع المسيحيين أن يؤدّوا عليه حساباً يوماً ما: انقسامنا المؤلم القائم منذ أمد طويل. قصة السلم لا أحد يعلم بالتحديد كيف ومتى تُرك السلّم هناك. يعتقد البعض أنه تُرك سهواً من قبل بعض عمّال الصيانة الذين عملوا على ترميم كنيسة القيامة، لكن لا أحد يعلم متى حصل ذلك بالضبط. هناك منحوتة حجرية لـ كنيسة القيامة يعود تاريخها لسنة 1723 تشمل السلّم. أما أول ذكر للسلّم في الكتابات التاريخية فكان عام 1757، عندما ذكره السلطان العثماني عبد الحميد في فتوى تخص الكنائس. وهناك مطبوعات وصور حجرية أخرى تُظهر السلّم تعود الى القرن التاسع عشر. لكن السؤال اذا تُرك السلّم هناك من قبل العمّال في اوائل القرن ال 18 – قد يكون قبل ذلك – لماذا بقي كل هذه الفترة الطويلة، الجواب على ذلك هو ربما في الصراع الطويل بين الطوائف المسيحية على حقّ الإشراف وإدارة هذا المكان الأقدس.
مثل العديد من الأماكن المقدسة والكنائس القديمة في الأراضي المقدسة، تتنازع الطوائف المختلفة على حقوق امتلاكها. حسم الأمر وتقرير من سيحصل على حقّ إدارتها هو مصدر صراع كبير تمتد جذوره على مرّ القرون.
اتفاق الوضع الراهن
في القرن ال18 أجبر السلطان العثماني جميع المسيحين على قبول تسوية تُعرف باسم “إتفاق الوضع الراهن”: بالإضافة الى تقسيم القدس الى قطاعات، أصدر مرسوماً يقضي بأن كل من يسيطر حالياً على موقع ما، يحصل تلقائياً على استمرار السيطرة عليه الى أجل غير مسمّى. اذا وُجدت عدة مطالبات من فئات مختلفة على نفس الموقع، حينها يجب موافقة جميعها على اي تغييرات في الموقع ، مهما كانت طفيفة.
سلم كنيسة القيامة
قد يكون هذا الجزء الأخير من المرسوم قد منع حرباً، لكنه منع أيضاً صيانة سليمة لمواقع الحجّ المقدسة المختلفة.ما لم تأت جميع الأطراف المعنية إلى اتّفاق تام حول الكيفية التي ينبغي أن يتم تحسين، تنظيف، أو تصليح الموقع، لا شيء على الإطلاق يمكن أن يحدث.
هذا يساعد على تفسير لماذا لم يُحرّك السلّم من مكانه. حالياً توجد مطالبات حقوق على كنيسة القيامة من قبل الطوائف المتشاركة( الروم الارثوذكس، اللاتين، الاقباط الارثوذكس، الارمن الارثوذكس) ولم يجدوا حلّاً أسهل من ترك السلّم في مكانه. في هذه المرحلة، ليس من الواضح لمن يعود السلّم، مع أن البعض يزعم أنه يعود الى الكنيسة الأرمنية مع قسم الكنيسة الذي يتواجد عليه السلّم.
كنيسة القيامة
في عام 1964 أخذ االسلّم معنى جديداً. عندما زار الأراضي المقدّسة البابا بولس السادس الذي تألّم لرؤية كيف أصبح السلّم رمزاً لإتفاقية الوضع الراهن وشاهداً منتصباً على الإنقسام المُشين بين المسيحيين. لذلك أصدر أمراً لكنيسته اللاتينية بأن يظل السلّم في مكانه حتى يتم حلّ الإنقسام المخزي بين الطوائف المسيحية. بما أن الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية هي واحدة من الطوائف الستّ التي لديها حق النقض على أي تغييرات تتمّ في كنيسة القيامة، فالسلّم لن يذهب الى أي مكان حتى يتم الشرط.
ذلك لا يعني أن بعض الناس لم يسعوا الى تجاوز هذا القرار، وإزالة السلّم من مكانه! في عام 1981، حاول شخص إزالته، لكن الشرطة الإسرائيلية أوقفته بسرعة. في عام 1997 تمكّن شخص آخر من سرقته وبقي السلّم مفقوداً لعدّة أسابيع الى أن استعادته السلطات بعد معرفة الجاني الذي صوّرته كاميرات المراقبة في المكان. فأرجع الى مكانه مرة أخرى.
المرة الأخيرة التي حُرِّك السلّم من مكانه كانت عام 2009 وذلك لفترة وجيزة بينما كان العمّال يزيلون السقّالات التي وُضعت في المكان لتصليح برج جرس كنيسة القيامة.
الخاتمة
ربما يوماً ما، سيتمّ تحقيق الوحدة الكاملة بين جميع المسيحيين، عندئذٍ سيُزاح شرعاً السلّم الذي يجب أن يسبّب انتصابه شعوراً بالخزي والخجل عند جميع المسيحيين مهما كان انتماءهم الطائفي.
الرد بالأدلة على التهجم على معجزة انبثاق النور من القبر السيدي في كنيسة القيامة يوم سبت النور
Holy_bible_1
الشبهة
حاول البعض مهاجمة معجزة النور المقدس الذي يظهر بمعجزة الهية يوم السبت من اسبوع الالام والذي اسمه سبت النور. وكان الهجوم عن طريق ادعاء ان الشمعة لا تضاء بمعجزة ولكن هي تضاء لانها بها الفسفور الابيض الذي يشتعل تلقائيا في وجود اكسوجين الهواء الجوي فيخرج بابا اليونان بها مشتعلة ويعتقد الاخرين انها معجزة.
الرد
للرد علي هذا الامر نقسمه الى عدة محاور
اولا ما هو الفسفور الابيض وتاريخه وكيفية تكوينه
ثانيا خطوات حدوث المعجزة التي تؤكد استحالة استخدام الفسفور الابيض
ثالثا تاريخ معجزة النور المقدس التي تؤكد علي حقيقتها
الفوسفور الابيض
P4
White phosphorus
هو احد نظائر الفوسفور
ماده تشتعل ذاتيا وسامة جدا
هو عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، وله رائحة قوية تشبه رائحة الثوم يستطيع أي انسان ان يميزها ويصنع من الفوسفات، وعندما يتعرض للهواء الجوي يتفاعل مع الأكسجين بسرعة كبيرة منتجا نارا ودخان أبيض كثيف
عند تواجد الفوسفور الأبيض في الهواء فهو يحترق تلقائيا مع الأكسجين لينتج بينتوكسيد الفوسفور حسب هذه المعادلة:
P4 +5 O2 → P4O10
و بخصوص بينتوكسيد الفوسفور فهو يعتبر مسترطبا قويا، لهذا فهو يتفاعل مع أي جزيئة ماء مجاورة له ونتيجة التفاعل تنتهي بإنتاج قطرات من حمض الفوسفوريك
P4O10 + 6 H2O → 4 H3PO4
ويكون احتراق الفوسفور الأبيض مع الأكسجين بتواجد مواد أخرى، خصوصا المؤكسِدة كالكبريت مثلا، احتراقا قويا وانفجاريا
ودخان الفوسفور الابيض هو حارق للجلد او اي مادة مصنوعة من مطاط ويسبب حروق لاذعة للوجه والعينين والشفتان
وعند ملامسة الفوسفور الابيض للجلد يستمر في الاشتعال ويحرق كل طبقات الجلد والانسجة حتى يصل الى العظم ما لم يتم اطفاءه.
وفى حال تعرض منطقة ما بالتلوث بالفوسفور الأبيض يترسب في التربة أو قاع الأنهار والبحار أو حتى على اجسام الاسماك، وعند تعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى الا العظم.
وهنا نلاحظ الملحوظة الاولي ان الفوسفور الابيض يتفاعل بسرعة مع الاوكسيجين في الهواء الجوي وليس ببطء بمعني الشمعة التي بها فوسفور ابيض لو افترضنا فهي لن تبقي ساعات حتى تشتعل بل ستشتعل بعد ثواني او دقائق قليلة. وسنعود لاحقا الي ترتيب حدوث المعجزة والوقت التي تستغرقه مما يؤكد عدم وجود فسفور ابيض
الملحوظة الثانية هو حارق للجلد عندما يشتعل فلو كانت الثلاثة وثلاثين شمعة بهم فسفور ابيض هذا يحرق جلد يد ووجه وعيني البطريرك ولو كانت كل شموع الكنيسة بها فسفور ابيض لكي لا يحرق من يضع يده في النار هذا يحرق الشعب في الكنيسة كله بحمض الفسفوريك لاننا نتكلم عن كمية تساوي قنبلة فسفورية . وساعود الي هذا ايضا لاحقا في الرد علي ان نارالنور المقدس اول نصف ساعه لا يحرق لانه نار الفوسفور الابيض الذي لا يحرق.
تاريخ وكيفية تكوين الفسفور الابيض
الفوسفور الأبيض ليس مادة طبيعية، ولكن مصنعة…
يعود اكتشاف الفوسفور الابيض لاول مره في التاريخ الي القرن السابع عشر وتحديدا سنة 1669م بواسطة هينيج براند بهامبورج. وجاء الاكتشاف بالصدفة عندما كان يحاول ان يكون ذهب. وتجربته هي عبارة عن اخذ بول وتركه في انبوبة عدة ايام حتي يتحلل ثم بدا يغليه حتي تكونت عجينة. سخن هذه العجينة لدرجة حرارة مرتفعة مع كربون واخذ ابخرتها وبردها بماء بارد عن طريق التكثيف البارد حتي تتجمع ولكن خاب امله فبدل من ان ينتج ذهب انتج مادة بيضاء شمعية تلمع في الظلام
فهو بتبخير البول هو انتج امونيا صوديوم هيدروفسفيت وهذا الملح عندما يسخن مع كربون يتحلل الي يتحلل الي الفسفور الابيض وصوديوم بيروفسفيت
1. (NH4)NaHPO4 —› NaPO3 + NH3 + H2O
2. 8NaPO3 + 10C —› 2Na4P2O7 + 10CO + P4
ثم اتي بعده روبرت بويلي من لندن سنة 1680 م الذي بسط المعادلة الي
4NaPO3 + 2SiO2 + 10C —› 2Na2SiO3 + 10CO + P4
عندما يحترق يجب ان يكون جاف في اكسوجين
P4 +5 O2 → P4O10
ومع الماء يكون حمض الفسفوريك الحارق
P4O10 + 6 H2O → 4 H3PO4
وهو اول من استخدم الفسفور لكي يشعل عود خشبي مغموس في كبريت والذي كان اساس صنع عود الكبريت المعروف ولكن ليس الفسفور الابيض.
بدا اول مره استخدامه في القرن التاسع عشر لاستخدام لصنع اللهب عندما محلول كاربون داي سلفيد يتبخر يبدا الفسفور الأبيض في الاحتراق.
ثم بعد هذا تطور في القرن التاسع عشر في صنع قذائف الفسفور الابيض وهو محلول الفسفور الابيض مع ثنائي كبريتيدات الكربون وهذه القنبلة التي تقتل كل من حوليها في قطر 150 متر
فقبل هذا التاريخ ( 1669 م ) لم يوجد ما يعرف بالفسفور الابيض اصلا وقبل القرن التاسع عشر لم يستخدم وهذا ما يؤكد بطلان الشبهة. وساعود الي هذا عند دراسة تاريخ معجزةالنور المقدس.
أيضا نار الفسفور الأبيض هي يصاحبها دخان ابيض كثيف
Fenian fire
وهو يستمر لحظات فقط في درجة 50 وانتهاء الدخان هو انتهاء نار الفسفور الأبيض وتنخمد الا لو اشعلت شيئ يكون مستمر بحرارته الطبيعية
اضرار استخدامه
حروق في جسد الإنسان لدرجة أنها قد تصل إلى العظام.
الفسفور الأبيض يترسب في التربة أو في قاع الأنهار والبحار، مما يؤدي إلى تلوثها الذي يسبب الضرر للإنسان.
القذيفة الواحدة تقتل كل كائن حي حولها بقطر 150م.
استنشاق هذا الغاز يؤدي إلى ذوبان: القصبة الهوائية، والرئتين.
دخان هذه القذيفة الفسفورية يصيب الاشخص المتواجدين في المنطقة بحروق لاذعة في الوجه والعينان والشفتان والوقاية تكون بالتنفس من خلال قطعة قماش مبلولة بالماء.
بل مجرد استنشاقه يسبب اختناق وقد يصل لو من جرعه بسيطة الي فشل كبدي حاد
لهذا فهي مادة محظورة تحفظ تحت المياه لكي لا تشتعل
ثانيا خطوات حدوث معجزة النور المقدس التي تؤكد استحالة استخدام الفسفور الابيض
تحدث هذه المعجزة كل يوم سبت النور سنويا حيث في يوم سبت النور (السبت الذى يسبق مباشرة عيد القيامة حسب احتفال الكنيسة الارثوزكسية الشرقية) يخرج نور عظيم من قبر الرب يسوع المسيح بكنيسة القيامة بأورشاليم، هذا النور يضئ شموع زوار الكنيسة، يضيئها فى شكل رائع جدير بالمشاهدة ويتحول بعدها إلى نار
وصف المعجزة
1- تحضير القبر المقدس: فى صباح يوم سبت النور وقبل مراسم خروج النور المقدس من قبر الرب يسوع المسيح، يتم فحص القبر و التأكد من عدم وجود أى سبب بشري لهذه المعجزة، يبدأ الفحص في 10:00 وينتهي في 11:00 صباحاً أي ساعه كامله تقريبا فحص دقيق بواسطة رجال شرطة يهود وليسوا مسيحيين ويشرف عليهم رئيس شرطة الكيان الاسرائيلي بنفسه وعمدة القدس الصهيوني ايضا، وبعد التأكد من خلو القبر المقدس من أى مادة مسببة لهذه المعجزة، يتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر .(أنظر الصورة)
يتعرض أيضا بطريرك المدينة المقدسة الارثوذكسي للتفتيش ويدخل القبر بالجلباب الأبيض الذي هو لا يوجد فيه جيوب ولا يحمل أي شيئ حتي عمته ينزعها قبل الدخول اثناء التفتيش.
2- خروج النور المقدس: تحدث مراسم النور المقدّس في الساعة 12:00 وتتكون من ثلاث مراحل: الصلاة و التمجيد ، دخول البطريرك في القبر المقدس ، صلوات البطريرك طالباً من الرب أن يخرج النور المقدس .
يدخل بطريرك أورشليم (القدس) للروم الأرثوذكس ومعه رؤساء الأساقفة والكهنة والشمامسة وبطريرك الأرمن تقريبا الساعة 11 ص. تضرب الأجراس بحزن حتى يدخل البطريرك و يجلس على الكرسي البطريركي، وتتجمع كهنة ورهبان والمؤمنين من الطوائف المسيحية من أرمن و أقباط أرثوذكس ثم يدخل الجميع أمام أمام القبر، ويظل القبر مُقفلا و مختوما، يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس بالدخول إلى القبر ، قبل أن يدخل إلى القبر يتم تفتيشه للتأكد من عدم وجود أى مصدر للنار أو النور معه و يخلع الملابس الكهنوتية السوداء و يقف بالملابس البيضاء ، ويكون هذا التفتيش على يد كل من حاكم القدس ومدير شرطة القدس وهم بالطبع (غير مسيحيين) بجانب أخرين من الكهنة ، و يتم هذا التفتيش أمام الجميع . ثم يدخل البطريرك فى القبر المقدس، وهو يحمل شمعة مطفأة مكونه من عدة شموع رفيعة عددها 33 شمعه في حزمة واحده معقوده معا وليست منفصله تمثل عمر السيد المسيح على الارض، وهذه الحزمة من الشموع كانت موجوده مع بقية الشموع في الكنيسة من قبل الساعة العاشرة صباحا امام اعين الشرطة اليهودية والشعب اي مر عليها ساعات قبل ان يحملها ويدخل بها البطريرك الي القبر المقدس فلو كان بهذه الشموع فسفور ابيض فكيف لم يتشتعل طول هذه الساعات ؟
بل هذه الشمعة تظل في يد البطريرك في داخل القبر بعد تفتيشه لمدة ساعتين واكثر فأيضا كيف لم تشتعل طيلة هذه الفترة رغم ان الفسفور الابيض يشتعل بعد ثواني او دقائق من تعرضه للهواء الجوي ؟
3- كيف يخرج النورالمقدّس: داخل القبر المقدس، يصلّي بطريرك الروم الأرثوذكس وهو راكعاً و يذكر الطلبات الخاصّة التي تطلب سيّدنا يسوع المسيح أن يرسل نوره المقدّس. و يغلف المكان سكون و صمت شديد لآن الجميع يترقب خروج النور بعد صلاة البطريرك يسمع الحاضرين صوت صفيراً و يخرج برق أزرق وأبيض من الضوء المقدّس يخترق من كل المكان ( هذا لا علاقه له بضوء الفوسفور الأبيض) ، كما لو أن ملايين الومضات الفوتوغرافية الي الحاضرين و تنعكس على الحيطان وتضئ كلّ الشموع من هذا النور. في القبر المقدس يخرج النور و يضئ الشمعة التى يحملها البطريرك . ويبدأ الحاضرون في الهتافات والعراضات الشعبية و الصلاة بينما تنساب دموع البهجة والإيمان من عيون الناس .
– لو كانت حزمة شموع البطريرك بها فسفور ابيض في داخل القبر المغلق الصغير فكيف لا يحترق جلده ولا عيناه من دخان الفوسفور الابيض الحارق بشدة لاحتوائه علي حمض الفسفوريك؟
– لماذا لا تشتعل شمعه واحده من شموع الشعب أولا قبل شمعة البطريارك لو كانوا كلها به فسفور ابيض ؟
صورة حقيقية توضح أنسياب خطوط من النور و ألتحامها بالشموع ليخرج الضوء من الشموع بطريقة اعجازية مصورة.
أنه نور و ليست نار:
لعدة دقائق هذا النور المقدس لا يكون له خواص النار لمدة 33 دقيقة، فعلى الرغم من أنه يضئ شموع الكنيسة إلا انه نور، فيمكن ان تلمسه بيدك و تمرره على جسدك وهو لن يؤذيك فالضوء لا يحرق، ثم بعد عدة 33 دقيقة يتحول إلى نار ويكتسب خواص النار فلا تستطيع أن تلمسه بيدك .
وحاول المشكك ان يقول انه لا يحرق لان نار الفوسفور الابيض باردة وهذا ليس صحيح فهذا معناه ان شمع الكنيسة كلها وهو يقدر يومها بمئات الالوف من الشموع كله به فسفور ابيض لكي لا يحرق كل من يمسك مجموعة شموع ويقربها من وجهه او يده في الدقائق الاولي. ولو تماشينا مع افتراضية المشكك الكاذبة فهذه الكمية تعني ان في داخل الكنيسة كمية من الفوسفور الابيض الحارق اكثر مما يستخدم في القنبلة الفوسفورية أي تحرق العظام عن بعد 150 متر لكل من يقابلها وتذيب ملابسه وجلده ولحمه. والدخان الذي يصدر من هذه الشموع قادر علي القضاء علي الشعب الذي في داخل الكنيسة كله ويلتهم كل جلودهم وانسجتهم ويتركهم هياكل عظمية فقط، وهذا لا يحدث بل لم يذكر التاريخ ان اي حادثة حريق او اي احد التهبت عينه او اصيب بحرق جلدي في كل مدار تاريخ النور المقدس.
تاريخ النور المقدس
اول كتابة عن انبثاق النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في اوائل القرن الرابع،و المؤلفون يذكرون عن حوادث انبثاق النور في اوائل القرن الميلادي الاول،نجد هذا في مؤلفات القديس يوحنا الدمشقي و القديس غريغوريوس النيصي. و يرويان: كيف ان الرسول بطرس راى النور المقدس في كنيسة القيامة ،و ذلك بعد قيامة المسيح بسنة ( اي في سنة 34 مسيحية) فهؤلاء في أماكن مختلفه وتواريخ مختلفه وكلهم اجمعوا بدقه علي رؤية بطرس الرسول وشهادته عن النور المقدس
أشار القديس جاورجيوس النسكى (حوالى 394 م) فى كتاباته إلى أن القديس بطرس الرسول قد شاهد حدوث هذه المعجزة سنة 34 م وهذا جاء في كتاب
The second word about Resurrection. Ioann Damaskin. Oktoih
In the second word about Resurrection write about apostle Peter see Holy Light
ايضا المؤرخ ايفسيفي من القرن الرابع اشار الي ان في زمن البطريرك ناريسيس من القرن الثاني حدوث معجزة وهي لم يكن هناك زيت كافي لايقاد المصابيح فملأ رجل مصباحه من ماء بركة سلوان وفجأة اشتعل هذا المصباح بالنور المقدس واستمر مشتعلا حتي نهاية خدمة القيامة
Evsevi Pamfil. Church history. Book 6. Chapter 9. 1-3.
بعد سنة 395 م زار الملك ثيوذوسيوس الكبير سرا اورشليم ودخل كنيسة القيامة وشاهد اشتعال كل مصابيح الكنيسة. وفي هذا الوقت اعلن الملاك للبطريرك ان الملك موجود متخف
Bishop Porfiri (Uspensky). The book of mine beign, P. 3. S-Pb., 1896, p. 299-300. (in Russian)
وايضا كتبت عن هذه المعجزة سيلفيا الاكويتينية سنة 385 م
The pilgrimage of S. Silvia of Aquitania to the holy places (circa 385 AD), Palestine pilgrims text society, London, 1891.
كتابات الراهب اللاتيني برنارد ( 865 م ) الذي وصف المعجزة
Mabilon. Acta Sancta. T. III. P. II. p. 473. Cited: Bishop Auxentios of Photiki. The Paschal Fire in Jerusalem: A Study of the Rite of the Holy Fire in the Church of the Holy Sepulchre.
شهادة مخطوطة من القرن التاسع
Codex Jerusalem Patriarchate Hagios Stauros 43 [HS 43]. This manuscript contains a Typicon and complete texts of prayers and liturgical poetry used in Great and Bright Weeks at the Jerusalem Patriarchate. Copied and adapted from an earlier document by the scribe Basil in 1122, (51) the manuscript seems to be composed of two strata of material. Recapitulating A. Baumstark’s historical analysis of the material, Bertoniere seems to agree with him that “the later stratum pertained to the period of the Latin Kingdom while the earlier one dated back to the time of Photius (887) who is mentioned in the document.” (52) If this dating is correct, it would be stretching our parameters for the pre-ninth-century witness to consider the Typicon here
And when the Myrrh-bearers have finished filling and preparing the lamps, the Patriarch seals the Holy Sepulchre and takes the keys with him, and then all the lamps in the church are extinguished. The Patriarch goes with the clergy all in white vestments into the Church of the Holy Resurrection, without igniting the lamps and, without a censer, quietly begins Vespers behind the Holy Sepulchre…. Immediately after the end of the readings of the prophecies the Patriarch ascends the steps of the sacred altar and entrusts the censing to the metropolitan, the bishops and the presbyters, and they begin to cense -he himself, the hierarchs, and the priests with him, censing the church outside the Holy Sepulchre and going around it three times. The Sepulchre is then closed. Then they go out and, after censing the lower level, go up to Holy Golgotha also to cense it and the Holy Garden, and the Church of St. Constantine, and the Holy Prison until they come to the doors of (the Church of) the Holy Resurrection, to the so-called ‘Door of the Myrrh-bearers.’ Then the sub-deacons take the censers from the hierarchs and the priests and all of them go up the sacred steps. The patriarch begins to say slowly and without ceasing. ‘Lord, have mercy.’ When the Patriarch comes down the steps, the archdeacon and protodeacon support his arms on both sides; before them goes the sakkelarios, while the paramonarios and kastrincios follow after. Then the Patriarch falls with his face to the ground opposite the steps of the altar and tearfully prays for the ignorance of the people and extends his hand aloft. This he does three times, and those with him also do likewise. The people without interruption exclaim: ‘Lord, have mercy.’ When the Patriarch and those with him go into the Holy Sepulchre, they prostrate themselves three times and pray for themselves and for the people, and the Patriarch then takes a light from the Holy Fire and gives it to the archdeacon, and the archdeacon to the people; thereafter the Patriarch goes out and those with him, singing the verse ‘Shine, shine, O new Jerusalem’
رئيس دير روسي يدعى دنيال يروي في مذكراته التي كتبت ما بين سنة 1106_ 1107عن و صف دقيق لهذه العجيبة، للذي شاهده اثناء و جوده في القدس، و يصف ذلك:”ان البطريرك الارثوذكسي يدخل الى الكنيسة حاملا شمعتين، فيركع امام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدا بالصلاة بكل تقوى و حرارة فينبثق النور المقدس من داخل الحجر بطيف ازرق(لون ا زرق)،و يضيءشمعتي البطريرك، ومن ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين.
شهد العديد من المسلمين لحادثة النار المقدسة ، وكالعادة حاولوا نقد هذه المعجزة والهروب من عظمتها و الأدعاء بأنها” مجرد خدعة يقوم بها النصارى” فرغم هجومهم عليها الا ان هذا يثبت حدوثها تاريخيا لانها شهادة من اعداء الايمان.
شهادة الجاحظ (834 م – 255 هـ) : أشار الجاحظ فى كتابه “الحيوان” إلى معجزة النار المقدسة و أنتقدها .
المؤرخ العربى المسعودى كان شاهد عيان على حقيقة حدوث المعجزة و قد أشار لها فى أحد مجلداته التاريخية ، فقد سافر إلى القدس سنة 926 وقال أنه فى اليوم السابق لعيد القيامة عند المسيحيين أجتمعوا (المسيحيون) من كل الأنحاء فى القبر المقدس وقد نزلت النار من السماء و أشعلت شموع الكنيسة و شموع الحاضرين فيها .
شهادة احمد ابن القسا ( توفي 936 م ) يصلي الناس فيكنيسة القيامة ويغلق الحاكم الباب ويجلس بجواره ويظلوا علي هذه الحالة حتي يظهر نور مثل نار بيضاء تظهر من كنيسة القيامة ويفتح الحاكم الباب ويدخل ومعه شمعة وتضاء من هذه النار ويخرج بها
Krachkovskij I. JU. “Blagodatnyj ogon’” po rasskazu al-Biruni i drugikh musul’manskikh pisatelej X-XIII vekov // Khristianskij Vostok. Spb., 1915, T. 111. Vyp. 3. S. 231-232.
ابو العباس احمد الفراهيدي المتوفي سمة 947 م . الحاكم المسلم لاورشليم اغلق باب القبر قبل ان يظهر النور ولما ظهر النور فتح الباب ودخل القبر واشعل منه شمعة
Zsolt (EDT) Hunyadi, Jozsef (EDT) Laszlovszky, The Crusades and the Military Orders: Expanding the Frontiers of Medieval Latin Christianity – History – 2002 – 606 p. P. 90.
المسعودي المتوفي سنة 957 م
كان شاهد عيان على حقيقة حدوث المعجزة و قد أشار لها فى أحد مجلداته التاريخية ، فقد سافر إلى القدس سنة 926 م وقال أنه فى اليوم السابق لعيد القيامة عند المسيحيين أجتمعوا (المسيحيون) من كل الأنحاء فى القبر المقدس وقد نزلت النار من السماء و أشعلت شموع الكنيسة و شموع الحاضرين فيها .
Holy Fire” according narration of al-Biruni and other muslim writers of X-XIII c. – Christian East. V. 3. Ed. 3. 1915, p. 223-224. (in Russian)
الفراج ابن صالح من بغداد في القرن العاشر ونقل عنه البيروني
البيرونى (حوالى 1000 م) كتب : “اطفأ المسيحيون مصابيحهم وظلوا فى أنتظار النار التى تنزل و تضئ شموعهم .. هذه النار تضى الشموع فى الكنائس و المساجد (!) .. وقد تم كتابة تقرير إلى الخليفة ” إلى أخره ، أيضاً “الحاكم أحضر سلكا نحاسيا بدلا من فتيل الشموع، معتقداً ان النور لن يحدث لآنه لن يضئ النحاس ! لكن المعجزة حدثت و النار سطعت و أذابت النحاس ” :
The Christians have extinguished their lamps and torches already prior to this and wait, until they see a pure white fire, which causes a lamp to ignite. From this fire, the lamps in the mosques and in the churches are lit. Then a report is written to the Caliph about the time, at which the fire descended. If it occurred soon after the noon hour, a fertile year is expected, but if it is delayed until the evening or later, then an infertile one is expected. The same source also tells that a governor brought a copper wire instead of a wick, in order that it won’t ignite and the whole thing would fail to occur. But as the fire descended, the copper burned. The descent of this fire from above on a day, which recurs after a specified time span, gives us occasion to be astounded..Krachkovsky I. Y. “Holy Fire” according narration of al-Biruni and other muslim writers of X-XIII c. – Christian East. V. 3. Ed. 3. 1915 (in Russian). Chronology of the Muslim scholar Al-Biruni (973 – 1048). Al Biruni / In the Garden of Science / Reklam – Leipzig 1991. English translation.
فى سنة 1187 بعدما أخذ المسلمون القدس تحت قيادة صلاح الدين الأيوبى وخروج الفرنجة الغزاة منها ومن اورشليم ، قرر صلاح الدين فى هذه السنة أن يحضر أحتفال المسيحيين بعيد القيامة ، على الرغم من كونه مسلما إلا أنه ذهب إلى الكنيسة يوم سبت النور، يخبرنا جاوتير فينيسوف “عند وصول صلاح الدين الأيوبى نزلت النار من السماء تضئ شموع الكنيسة، وبدأ مساعدوه فى التحرك من الخوف … و أبتدأ المسيحيون فى تمجيد الله، المسلمون قالوا بأن النار سببها خدعة … لذلك أمسك صلاح الدين شمعة فاشتعلت من النار التى نزلت من السماء، وحاول ان يطفئ هذه الشمعة، كلما أطفأها اشتعلت بالنار المقدسة منها مرة أخرى .. مرة ثم مرة أخرى ثم مرة ثالثة ، حتى أيقن أنها معجزة .. فانهار وبكى وهو يقول: “نعم، قريبا سأموت، أو أنا سأفقد القدس.” وقد تحقق كلامه ومات فى ميعاد الصوم الكبير التالي.
شهادة أحمد بن علي المقريزي فى كتابه “اتعاظ الحنفا” الفصل الثانى و تحت سنة ثمان وتسعين وثلثمائة كتب يقول : “فإذا كان يوم الفصح واجتمع النصارى بقمامة ونصبت الصلبان وعلقت القناديل في المذبح تحيلوا في إيصال النار إليه بدهن البيلسان مع دهن الزئبق فيحدث له ضياء ساطع يظن من يراه أنها نار نزلت من السماء”، هاهو المقريزى يشهد على حدوث المعجزة ولكنه يحاول أن يجعلها خدعة يقوم بها المسيحيون، ولكن الأدلة تدحض أفتراءات المقريزى .
يذكر المقريزى فى كتابه “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار” – الجزء الرابع – تحت عنوان جامع آق سنقر : “وصارت المملكة كلها من أحوال الجيوش وأمور الأموال وغيرها متعلقة بالفخر إلى أن غضب عليه السلطان ونكبه وصادره على أربعمائة ألف درهم نقرة وولى وظيفة نظر الشيخ قطب الدين موسى بن شيخ السلامية ثم رضي عن الفخر وأمر بإعادة ما أخذ منه من المال إليه وهو أربعمائة ألف درهم نقرة فامتنع وقال: أنا خرجت عنها للسلطان فليبين بها جامعًا وبنى بها الجامع الناصريّ المعروف الآن بالجامع الجديد خارج مدينة مصر بموردة الحلفاء وزار مرّة القدس وعبر كنيسة قمامة فسُمع وهو يقول عندما رأى الضوء بها: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.” (لاحظ أن كنيسة القيامة قد أطلق عليها المسلمون فى مراجعهم التاريخية قمامة)
وغيرها الكثير جدا من الشهادات التاريخية علي حدوث هذه المعجزة ساضع بعضها بالانجليزيه في نهاية الملف
ولكن اتسائل هنا كيف استخدم المسيحيين الفسفور الابيض قبل اكتشافه بستة عشر قرن لكي يضيؤا الشمع بطريقه مخالفة لخواص الفسفور الابيض الحارق ؟
شهادة اخري وهي شهادة معجزة النار المقدسة من عمود الكنيسة الخارجي سنة 1549 م
دفع جماعة من الأرمن الأغنياء إلى السلطان العثمانى و حاكم مدينة القدس مبالغ مالية ضخمة كرشوة لكى يخلوا الكنيسة من المسيحيين الأرثوذكس سكان القدس الفقراء ، للأسف المال هو الشيطان الذى يعمى العقول ، و وافق بالطبع حاكم مدينة القدس و السلطان العثمانى على مطلبهم، و أخلوا الكنيسة من الحجاج المسيحيين و سكان القدس الأصليين ، و دخل الأرمن الأغنياء إلى الكنيسة و أغلقوا الأبواب على أنفسهم و جلس عامة الشعب خارج الكنيسة و أمامهم جنود الجيش التركى يمنعوهم من الدخول .. و مرت الدقائق كالساعات ، لا يقطعها إلا صلوات الأرمن الأغنياء داخل الكنيسة و بكاء عامة الشعب و الحجاج خارجها، فأملهم الوحيد هو مشاهدة النور المقدس الذى ينبعث من قبر السيد المسيح و ها هم قد مُنعوا منه، و جاء موعد أنطلاق النور .. و لم يحدث شئ داخل الكنيسة .. أخذ يصلى الأرمن بداخل الكنيسة .. و لكن بلا أستجابة ، و هنا أعلن السيد المسيح أن رسالته إلى خدامه و أبنائه المتواضعين .. فخرج النور يشق العمود الشمالى للكنيسة ويغرق كل الحاضرين خارج الكنيسة ، و أمن العديد من المسلمين من رجال الجيش التركى و لعل أبرزهم هو الجندى (عُمر) الذى كان يحرس بوابة دير القديس أبراهيم فصرخ مردداً “اؤمن بالله واحد .. يسوع المسيح .. أنه الدين الصحيح” وسقط من أعلى البوابة من أرتفاع أكثر من 35 قدم ، فهبطت أقدامه على الرخام الصلب و لكنه أمتص سقوطه و كأنه شمع .. فغرزت رجل الجندى و هو كان يردد عبارات الأيمان ..و أنطبعت أثار أقدام الجندى فى الرخام .
بل انه أخذ سلاحه ودفعه في الحجارة كما لو أن في الشمع الناعم، وبدأ بتمجيد السيد المسيح بشكل متواصل. و هذه القطعة من الرخام موجودة حتى اليوم و تستطيع أن تشاهدها ، بل و تتحسسها بيدك لتتأكد من أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد، و كان العقاب من الأتراك المسلمين لهذا الجندى المرتد عن الإسلام هو قطع رأسه و أحراق جسده و قد تم، و قد جمع المؤمنين رفات هذا الجندى و كفنوها و وضعوها بدير القديس باناجيا العظيم (Panagia) حيث يخرج عطر من رفات الجندى عُمر المتنصر إلى يومنا هذا .و ظل العمود المشقوق (صورته بالأعلى) دليلاً على أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد و أن هذه المعجزة حقيقية .
وقد شاهد هذه المعجزة العظيمة مؤذن مسلم سنة 1579 فى عهد السلطان مراد و آمن بالمسيح و ترك الإسلام
واكتفي بهذا القدر واعتقد ان بعد هذا من يصر علي الانكار فهو فقط احب الظلمة اكثر من النور
والمجد لله دائما
Rome church chronicler Baroni, (XI â.) write that western Christians after concerning of Jerusalem saw the miracle, when on The Great Saturday near The Holy Sepulchre candles itself go to (editor translation) Baroni, (chronicles) page 1304 on back.
Ali al-Kherevi mention about “scene of Holy Fire, which man may see in Jerusalem Church” Krachkovskij I. JU. // Khristianskij Vostok. T.3. Vyp.3. Pg., 1915; Ch. Schefer, Description des lieux saints de la Galilée et de la Paléstine, Génes 1881, p. 21. Cp. de Goeje, op. cit. 55, ïً. 4 è جهنيèêîâ , op. cit. (ïهًهâîن) 961.
Fulcher (Fulk) of Chartres – chaplain of the first Jerusalem king Baldwin (XI-XII c.) write write about an accident when Holy Fire had not appear while Latin monks and clergy went away from the church of Holy Sepulcher. Avdulovsky F.M. Holy Fire Coming From Holy Sepulchre of Our God and Savior Jesus Christ on The Great Saturday in Jerusalem. Moscow, 1887, P. 37-41. (in Russian).
Fulcher (Fulk) of Chartres – chaplain of the first Jerusalem king Baldwin (1101) write about popular belief, that muslims in a case holy fire would had not appear threatened to eleminate all Christians of Palestin. Dmitrievsky A.A. The grace of Holy Fire on Holy Sepulchre on the Great Saturday. S.-Petersburg, 1908, p. 96 (in Russian).
Archimandrite Arsenius 1345. ..According to custom, …the Patriarch celebrates a litia near the Holy Sepulchre at noon on Great Saturday for the sake of the Holy Fire. The Patriarch came and with him Metropolitan Germanos from Egypt and Bishop Mark of Damascus… and Abbot Stephen from St. Sabbas (Monastery) with all the clergy. They went around the Tomb of the Lord twice and after the third circling there appeared above the Holy Sepulchre a small cloud of smoke. Then they opened the Tomb (the Kuviklion) and the Patriarch went in with the Armenian bishop, for the cave was filled with holy Light and all the lamps which had been extinguished and prepared since Holy Friday were lit. The Patriarch lit candles from the Holy Fire and from the Patriarch the entire church and a mighty cry arose from the entire church at the appearance of the Light. After a short time the candles which everyone keeps as a blessing were put out. Then the Patriarch began the Liturgy of Great Saturday.. Cited: Bishop Auxentios of Photiki. The Paschal Fire in Jerusalem: A Study of the Rite of the Holy Fire in the Church of the Holy Sepulchre.
Unknown chronicler of Rome church (Text will be added later) Steven Runciman, “Eastern schism”, Oxford, 1955.
Papa Urban II said in speech (writen) before crusader in city of Clermont 1095: “And yet in that place (I say only what you already know) rested the Lord; there He died for us; there He was buried. How precious would be the longed for, incomparable place of the Lord’s burial, even if God failed there to perform the yearly miracle! For in the days of His Passion all the lights in the Sepulchre and round about in the church, which have been extinguished, are relighted by divine command. Whose heart is so stony, brethren, that it is not touched by so great a miracle?” Baldricus, in Gesta Dei per Francos. p. 87.
The 12th century Armenian historian Matthew of Edessa tells us that in 1102 the Holy Fire refused to descend after the Franks had seized the holy places from the local priests and kicked the Greeks out of their monasteries. The newcomers got the point and restored the properties; the fire appeared, a day late.
Abbot Daniil, who traveled in Holy Land in times of the prince Sviatopolk Iziaslavovich, when the king Balduin I reigned in Jerusalem, soon after crusades since 1093 till 1112.
Ibn-al’-Kalanisi (+1162) (was not a witness). Criticized the miracle Holy Fire as fraud. Cited: Krachkovskij I. JU. “Blagodatnyj ogon’” po rasskazu al-Biruni i drugikh musul’manskikh pisatelej X-XIII vekov // Khristianskij Vostok. Spb., 1915, T. 111. Vyp. 3. S. 231-232.
Theoderich, who wrote his account in 1172, says that sometimes the Holy Fire appeared about the first hour, sometimes about the third hour, the sixth, the ninth hour, or even so late as the time for Compline. Hvidt N.C. Miracles – Encounters Between Heaven And Earth, Gyldendal. Pp. 203-229.
Gautier Vinisauf, English chronicler, describe story which relates to the Holy Fire descend in 1187. In 1187, the Saracens under the direction of Sultan Salah ad-Din took Jerusalem. In that year, the Sultan desired to be present at the celebration, even though he was not a Christian. Gautier Vinisauf tells us what happened: “On his arrival, the celestial fire descended suddenly, and the assistants were deeply moved… the Saracens on … said that the fire which they had seen to come down was produced by fraudulent means. Salah ad-Din, wishing to expose the imposture, caused the lamp, which the fire from heaven had lighted, to be extinguished, but the lamp relit immediately. He caused it to be extinguished a second time and a third time, but it relit as of itself. Thereupon, the Sultan confounded cried out in prophetic transport: ‘Yes, soon shall I die, or I shall lose Jerusalem.’” Hvidt N.C. Miracles – Encounters Between Heaven And Earth, Gyldendal. Pp. 203-229.
al’-Djubari (+ 1242) (was not a witness). His book, devoted to explanation of different mysteries and focus, contains a chapter: “Ruse of monks when lighting fire in church of Resurrection”. Cited: Krachkovskij I. JU. “Blagodatnyj ogon’” po rasskazu al-Biruni i drugikh musul’manskikh pisatelej X-XIII vekov // Khristianskij Vostok. Spb., 1915, T. 111. Vyp. 3. S. 235-238.
Ibn-al’-Djauzi (+ 1256) (was not a witness) surmised that a secret source of fire exists which is used to light candles and oil-lamps. Cited: Krachkovskij I. JU. “Blagodatnyj ogon’” po rasskazu al-Biruni i drugikh musul’manskikh pisatelej X-XIII vekov // Khristianskij Vostok. Spb., 1915, T. 111. Vyp. 3. S. 235-238.
Arabian geographer al-Kazvini (+ 1283) narrates critically about Holy Fire. Cited: Krachkovskij I. JU. “Blagodatnyj ogon’” po rasskazu al-Biruni i drugikh musul’manskikh pisatelej X-XIII vekov // Khristianskij Vostok. Spb., 1915, T. 111. Vyp. 3. S. 235-238.
Akhmed-ibn-al-Khariri, Ibn-al-‘Arabi, Khadzhzhi-Khalif. Sources and details will be added later.
Jakut (+ 1299). Cited: Krachkovskij I. JU. “Blagodatnyj ogon’” po rasskazu al-Biruni i drugikh musul’manskikh pisatelej X-XIII vekov // Khristianskij Vostok. Spb., 1915, T. 111. Vyp. 3. S. 235-238.
Ierodeacon Zosima, monac of Segieva Lavra, who have traveled in Jerusalem in 1420
Paul Walther 1481. In 148l, it was the custom to have the doors of the Church of the Resurrection opened by Muslims, and three priests or bishops entered the Sepulchre of Christ. One was from the Greeks, the other from the Armenians and the third one from the Ethiopians, and they were shut up in the Sepulchre for the time during which one could recite the Placebo, approximately fifteen to twenty minutes. The next thing, which Walther noticed, was an Armenian bishop coming out of the Holy Sepulchre with a burning light, and after all lights were lit, the ‘nations’ made their procession three times around the Holy Sepulchre.Cited: Bishop Auxentios of Photiki. The Paschal Fire in Jerusalem: A Study of the Rite of the Holy Fire in the Church of the Holy Sepulchre.
Trifon Korobeinikov, Moscow merchant with companions traveled according to the special decree of the Great prince Ioann Vasilievich in 1583. See Traveling of Trifon Korabeinikov 1593-1594. – Orthodox Palestinian collection, ed. 27, St.-Petersburg, 1888. (in Russian)
Vasili Jakovlevich Gagara. See: Life and traveling in Jerusalem and Egypt of Kazanian Vasili Jakovlevich Gagara (1634-1637). – Orthodox Palestinian collection, ed. 33, St.-Petersburg, 1891. (in Russian)
Henry Maundrell, English chaplain (1696). Cited: Bishop Auxentios of Photiki. The Paschal Fire in Jerusalem: A Study of the Rite of the Holy Fire in the Church of the Holy Sepulchre.
Patriarchy Nektari confirms that when he had been in Jerusalem, Holy Fire was taken from Holy Sepulchre by Patriarchy Paisi. Arsenia Suhanova. Prosclinitary (17 part). (in Russian)
Celibate priest Ippolit Vishensky. See: Traveling of celibate priest Ippolit Vishensky in Jerusalem, Sinai and Afon. (1707-1709). – Orthodox Palestinian collection, ed. 61, St.-Petersburg, 1914. (in Russian)
Lukjanov Ioann, Moscow priest traveling during Peter I reign from 1710 till 1711. Avdulovsky F.M. Holy Fire Coming From Holy Sepulchre of Our God and Savior Jesus Christ on The Great Saturday in Jerusalem. Moscow, 1887, P. 37-41. (in Russian)
Barsky V.G. (Plaki-Albov). Antiohian monk – pedestrian pilgrim from 1724 till 1727 Avdulovsky F.M. Holy Fire coming from Holy Sepulchre of our God and Savior Jesus Christ on the Great Saturday in Jerusalem. Moscow, 1887. P. 35-37. (in Russian)
Constantine Volnez (1784). French skeptik mentioned about miracle of Holy Fire and comparative beleives. Cited: Bishop Auxentios of Photiki. The Paschal Fire in Jerusalem: A Study of the Rite of the Holy Fire in the Church of the Holy Sepulchre.
Celibate priest Melety, monk of Sarovskaya hermitage, who had traveled from 1793 till 1794 (in Russian)
Metropolitan Dionisi narrates about pecular appearance of Holy Fire in 1799Avdulovsky F.M. Holy Fire coming from Holy Sepulchre of our God and Savior Jesus Christ on the Great Saturday in Jerusalem. Moscow, 1887. (in Russian)
يتضح أنه في غمرة الأحداث المحلية والإقليمية الجارية حاليا أن الولايات المتحدة التي تحتل جزءا من الأراضي السورية تخطط في الخفاء لشيء ما في المناطق التي تسيطر عليها.
فقد تم رصد تحركات جديدة وتغيير مواقع لتمركز القوات الأمريكية، هذا عدا عن أن الطيران الأمريكي يقوم بنقل قادة وعناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي إلى مناطق مجهولة، حيث أقدمت مروحيات “التحالف الدولي” على نقل إرهابيين من تنظيم “داعش” الإرهابي التكفيري من قرية “السويدية” شمال شرقي الحسكة عند الحدود العراقية إلى مناطق لم يتم تحديدها. هذا عدا عن ماتقوم به في دير الزور التي تستمر بقصف قراها يوميا وخاصة بالفوسفور الابيض وترتكب المجازر بحق مدنييها وخاصة من الاطفال والنساء بالرغم من الشكاوي السورية المستمرة لأمين عام منظمة الامم المتحدة ورئيس مجلس الأمن وتقوم أذرعها المتمثلة بقوات قسد بتهجير سكان المناطق التي تسيطر عليها فما الذي يجري هناك.
– مالذي تخطط له واشنطن في هذه المناطق في حقيقة الأمر في غفلة الأحداث الجارية؟
هل من إتفاق سري ضمني مع تركيا التي تعمل على تعبيد طرق وصل مع تركيا في المناطق التي تسيطر عليها؟
-هل تأتي هذه التحركات في إطار تثبيت اميركا المحتلة لاحتلالها الأرض السورية أم أن هناك أهدافاً أخرى مرتبطة بأصل الحرب على سورية؟
– هل هذه التحركات جزء من خطط الولايات المتحدة لإعادة إنتشار تنظيم داعش الإرهابي وإحيائه في هذه المناطق ولماذا ؟
-ماهو رد الدولة السورية على هذه التحركات المشبوهة والخطرة وكيف ستتعامل معها في الوقت الحالي وعلى المدى البعيد؟
حول حقيقة ما تخطط له واشنطن في هذه المناطق يقول الخبير بالشأن العسكري الإستراتيجي والسياسي الدكتور كمال الجفا:
” ماتقوم به وتخطط له الولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرق سورية دول المحيط لسورية تتوجس منه شراً. المشاريع الأمريكية في شمال شرق سورية تعارض كلياً السياسات التركية في المنطقة، وتعارض كليا ما تقوم به أمريكا لفرض كيان كردي، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بفرض واقع على هذه المنطقة التي لايتمتع فيه الأكراد بحقيقة توزان أو وجود ديموغرافي يعادل مساحة الأرض التي يسيطرون عليها، ومن هنا نرى بشكل عام إذا أخذنا الموضوع من كافة جوانبه نشاهد أن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعتها من أجل الحرب على سورية، لذلك نرى اليوم أن بؤر الصراع بقيت أو إقتصرت على شمال شرق سورية وهو الذي تستطيع الولايات المتحدة التدخل فيه، بسبب أن موضوع إدلب وكل الفصائل الجهادية بكامل تشكيلاتها إن كانت محسوبة على ما يسمى بالخط الإخواني او الخط الجهادي أو الوهابي أو درع الفرات “معتدلة” هي تخضع للسياسة والإدارة التركية، لكن تستطيع روسيا أو تدير هذا الملف والصراع مع الجانب التركي على الرغم من كل الخلافات التي تجري في بعض الأحيان بين الطرفين.الولايات المتحدة تسعى لتحضير بؤر صراعات قادمة وخطورة الصراعات القادمة في جنوب شرق آسيا مع الصين”.
– حول أطر التحركات التركية والأمريكية فرادة أو بالتوافق في هذه المناطق بما يخص مخططات التقسيم أو إقامة كيانات مستقلة عن الدولة السورية أو من خلال إعادة إنتشار تنظيم داعش الإرهابي يقول الدكتور الجفا
– “إن رفعت الولايات المتحدة يدها عن ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية “قسد”، فتستطيع “داعش” السيطرة والهيمنة على معظم شمال شرق سورية، شاهدنا الفترة الماضية عندما توقف الطيران الأمريكي لعدة أيام عن القصف قام “داعش” بالتقدم والسيطرة وإحتلال بعض المناطق ، لنكن واقعيين لايوجد ثقة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ، لأن تركيا اليوم تتجه لأن تكون إمبراطورية المشرق، وتسعى لإعادة إنتاج الدولة العثمانية وتعيد أمجادها، الأفكار والمبادىء التي تعمل عليها الدولة العثمانية لم تعد تتطلع إلى مناطق شرق أو شمال شرق سورية أو غرب سورية فقط، في أحد خطاباته قال أردوغان أن عدد سكان الأمة العثمانية 400 مليون وليس 80 مليون، إذاًهو يعتبر كل المسلمين في جنوب شرق أسيا ومنظومة دول الإتحاد السوفييتي السابق وصولاً إلى الصين الشرقية هم مواطنون أتراك وعلى الدولة التركية أن تحميهم، إذاً هناك خطط تركية تتعارض مع الخطط التوسيعية للولايات الأمريكية ، تركيا تعمل على مبدأ التنظير وتدير سياستها حسب مصالحها.
– تركيا لاتستطيع أن تتخلى عن الخطوات التي تقدمت بها مع روسيا ولاتستطيع أن لا تستفيد في أن تكون واجهة أساسية وحيدة لإيران وأن تستفيد من النفط الإيراني والغاز الإيراني ، تركيا اليوم تعمل على إبتزاز الجميع و الإستفادة من الجميع والتوسع على حساب الجميع، والولايات المتحدة الأمريكية مهما قدمت لتركيا لن تسطيع أن تعوضها عن ما ستستفيد منه من خط السيل الجنوبي ، وكما نرى أن روسيا وسورية في بعض الأحيان لايقومان بالتصرف على أساس الأفعال التركية ،والإثنان التركي والأمريكي هما شر مطلق بالنسبة لسورية وروسيا، ولكن شر إحتلال تركي وتوسع تركي في أراضي سورية هو أقل ضرراً على المدى البعيد من وجود أمر واقع ودولة كردية مع وجود أمريكي،نحن مقبلون على مرحلة عض أصابع ومرحلة تفاوض صعبة”.
– أما حول أصل المشكلة وما يمكن أن يحدث في قادمات الأيام وأين تكمن حقيقة الصراعات القائمة حول سورية وموقف الدولة السورية منها يقول الدكتور الجفا
– “أصل المشكلة أو أصل الحرب على سورية بدأت من موضوع إمدادات الطاقة من قطر عبر سورية ومن ثم إلى تركيا ، وقامت كل هذه الحرب بعد التقارب الكبير جداً والذي حدث بين القيادة السورية وتركيا وقطر أيضا قبل سنوات الحرب، وعندما تمت مفاتحة الرئيس الأسد بهذا الطلب حدث إنكماش في العلاقات أو في التطور الإستراتيجي الذي كان سورية وتركيا، وعرفت القيادة السورية أن كل هذا التقارب لأنهم يقومون بتنفيذ مهمة أمريكية أولاً وأخيراً، وهناك إعترافات وتسجيلات بهذا الموضوع سيأتي وقت و سيتتم الإفصاح عنها، لذلك أقول هنا أنه إن لم تتفق هذه الدول على تقاسم الحص أو على إمدادات النفط أو عدم التحكم من طرف واحد أو السيطرة والهيمنة على أمن الطاقة من طرف واحد يعني لايمكن لأمن الطاقة إلى أوروبا أن يكون تحت سيطرة واحدة أي إيران أو تركيا أن تكون المعبر الوحيد، اليوم يتم الحديث عن إمكانية إقامة خطوط نقل طاقة عبر الأردن إلى فلسطين المحتلة، لذلك هناك بدائل بين هذه الدول، وماوصلنا إليه هو بسب عدم الإتفاق على أمن الطاقة بين دول العالم.
نحن مقدمون على مزيد من شد الحبال كما يقال بين كل الدول المعنية بالملف السوري، الولايات المتحدة تعمل على إحداث كنتون أو مثلث فصل بين العراق وتركيا وإيران عن سورية ويكون أمر واقع، هناك مخطط لتمزيق تركيا وإحداث خلافات داخلية لإضعافها. الولايات المتحدة ليس لها حلفاء، ورأينا كيف فعلت بحلفائها، الصراع اليوم مع التنين الصيني، ونحن في سورية لانستطيع أن نقاتل في هذه الحرب العالمية لوحدنا والجميع يعلم أن إدارة الأزمة خارجيا تقوم بها بالدرجة الأولى روسيا بالتشاور مع الحكومة السورية ثم بالتشاور مع الحليف الإيراني، لذلك اليوم إعتاد العالم على هدوء السياسة والدبلوماسية السورية في إدارة الملفات، هناك خطوط عريضة متفق عليها بين سورية وروسيا وإيران وهناك تنسيق عالي على أعلى المستويات على مدار الساعة لمواجهة المتغيرات والتطورات اللاحقة”.
التاسع والعشرون من تشرين الثاني 2018 الذكرى التاسعة و السبعون لسلخ لواء اسكندرون
مـدخـل
لقد شـــهدت الفترة التي أعقبت إجراء الاســتفتائين الشــهيرين (14 –15 تشرين الثاني 1936) و (15 نيسان 1938) رفضاً جماهيرياً من كل أطياف لواء اسكندرون للانضمام لتركيا وأكدوا قرارهما الطبيعي بديمـومية الانتماء الطبيعي لســوريا الأم. وأتى الاستفتاء الثالث الذي أنتج أغلبية ساحقة لقناعات حرة تؤكد الانتماء عينه للوطن الأم سورية، وبعد اتفاقات تركية فرنسية قامت تركية باحتلال اللواء بقيادة العقيد الركن شكري قنتليفي (4-5 تموز 1938). في ظل هذا الاحتلال الواضح تشكلت ما يسمى بدولة هاتاي و لكن بدلاً من انتخاب ديمقـراطي لنـواب مجلس هذه الدولة وبتاريخ (22 تموز 1938) تم تعيين 22 نائباً من الأتراك من أصل 40 نائباً، و توزع الـ 18 نائباً الباقون على العــرب من العلـــويين والسنة والمســيحيين الروم الأرثوذوكس و الإسماعليين، أي تم تعيينهم بغض النظر عن نتائج الاســتفتاء وذلك لتغليب كتلة تركية على كتل أخــرى اصغر بعد تمزيق الكتلة العربيــة. وهكذا توجت قوات الاحتلال الفرنسي ألاعيبها القذرة بتاج من الحــراب والأشـــواك بدلاً من أغصان الغار والزيتــــون وأتت اللمسات الأخيرة عبر اتفاق لا شرعي تركي فرنسـي ( ديكلاريسيون ) بتاريخ (23 حزيران 1939) ليعلن و بتحدٍّ ســافر ضم اللواء إلى تركيا بعد سلبه وسلخه عن الوطن الأم سورية بل حتى ضرب بعرض الحائط اتفاقية الانتداب التي تنص المادة الرابعة منها على ما يلي ( لا يحق للدولة المنتدبة أي فرنسا التصرف تأجيراً أو تقسيماً للأرض السورية و لصالح طرف ثالث)، وبناءً على ميثاق عصبة الأمم آنذاك الذي تنص المادة الثامنة عشرة منه على وجوب توثيقأ ياتفاقية تبرم بين الدول في السجلات الرسمية للأمم المتحدة رفضت الأمم المتحدة/عصبة الأمم آنذاك الاتفاق جملةً وتفصيلاً وأعلنت عدم شرعيته ولم توثقه، ولازال الأمر_سلخ اللواء_ غير شرعي إلى يومنا هذا في أوساط الحقــــوق و الاتفاقات الدولية و حتى الديبلوماسي التركي اسماعيل صويصال يعترف بهذا السياق قائلاً ان قضيـــة لواء اســـكندرون لم تكتسب الدرجة الشــــرعية التي تـــؤهـلها للحســـم قانــونياً لصالح تــركيا في الأوساط الدولية. إن عرب لواء اسكندرون يطالبون باستعادة هويتهم التي تعرضت وتتعرض للطمس والأرض التي اغتصبت ومن هنا نقول : “لواء الاسكندرون منذ الأزل و الى الأبد سوري .. سيبقى سورياً و سيعود سورياً” …
لا ينسى الســوريون أبداً يــوم ( التاسع والعشرون من تشرين الثاني 1939 ) باعتبـاره تاريــخ سـلخ لواء اسكندرون عن وطنه الأم سورية. بينما يحاول الأتراك تمرير هذه الذكرى بشكل عابر وسطحي وبكثير من تغييب وتشويه الحقائق. إن تطورات الأحداث في ســورية وما يرافقها من مواقف الاستعداء السافر التي تتخذها حكومة رجب طيب أردوغان ازداد شعب اللواء المحتل تمسكاً بقضيـة أرضه المحقة وقضية هويته الصريحة دون لبس. وباتت إرادة و قناعـات أهلنا في اللـــواء أكثر توأمةً ومواكبةً لإرادة و قناعات أهلهم في الوطن الأم في مناهضتهم للهجمـة الامبــريالية المتجددة بشـراسة كما تجلّى ذلك في بــدايات الأزمة حيث تزامنت المسيرات الرافضة للعدوان على سورية في كلٍّ من الوطن الأم و لواء اسكندرون على حدٍّ سواء.
قضية لواء الاسكندرون
لا يخفى على أحد إهتمــام الشعب الســـوري عن كثب بقضية لواء اســكندرون باعتباره جزءاً لا يتجزّأ من الوطن الأم سورية. بإصرار وعزيمة وجهود لا تنفذ ، تصب في إبراز وجهة نظر السـوريين حول اسـتعادة الأرض بالطرق الديمقراطيــة وهذا ما يتجلى في عدم إزالة خريطة لواء اسكندرون من خريطة الجمهورية العربيـة الســـورية و كذلك الكم الوافـــر من المعلومات التي تتضمنها مناهج التعليم في سوريا حول تاريخ و عادات وتتقاليد و ثقافة وجغرافيا وخصائص لواء اسكندرون كمحافظة سورية ليترسخ كل ذلك في عقول الأجيــال المتعاقبـة و من هنا برز شـعار ( لواء اسـكندرون كان سورياً منذ الأزل وسـيبقى سورياً وسيعود سورياً ). إن تكريـس هذه الذكرى لدى الأجيال المتعاقبـة وتسليط الضوء على دواعي استمراريتها كمشكلة وجـدانيـة عميقـة، و مـن المفيـد فـي هـذا السـياق إلقـاء نـظــرة بشــكل مـوجــــز على تاريخ هـذه القضيـة
ما بعد الحرب العالمية الأولى: تبدأ الأحـداث مع معاهدة موندروس في (30 تشرين الأول 1918). وتنص المعاهدة على تفريق الجيـوش العثمانية وتحييد سلاحها. واستناداً إلى هذه الاتفاقية تستطيع قوى دول التحالف أن تقوم بإنزال عسكري في مرفأ اسكندرون. بيّن مصطفى كمال أتاتورك بصفته قائد قوات الصاعقة في برقية أرسلها إلى أحمد عزت باشـا وزيــر دفاع هذا القطـاع عن معارضته لهذا الأمــر واصفاً هذه المحاولـة أنها تشـكل خطراً على أمن الأناضـــول. وبين مصطفى كمال في برقيته أن الإنزال البحري الذي سوف يقوم به الجيش الإنكليزي على شواطئ إسكندرون لأسباب إعاشيةهو مجرد كذب وذريعة مفضوحة بل يشكل ذلك خداعاً فاضحاً، حيث أن نيتهم بالقيــام بهذا الأمــر وبـوجــود مستودعات القمح في أطراف حلب يشبه تماماً حصار الجيش العثماني السادس في الموصل والإنتشار هناك. وإذا أردنا النظر عن قرب أكثر إلى هذه المرحلة سـوف نرى التالي: – تـم تعييـن مصطفى كمــال أتاتـــورك مـرة ثانية كقائـد على الجيـش العثماني الســـابع, وكانت مدينة نابلس الفلسـطينية تعتبر مقراً له. وبنتيجة الهجوم الذي شنته القوات الإنكليزية في (19 أيلول 1918) في الجبهة الفلسـطينية شمال يافا بقوة قوامها 200 ألف عنصــر، تم تفكيك الجيش العثماني الثامن وأسر قسم مهم من تعـداد الجيـش العثمـاني الـرابــع وانســحب الجيش العثماني السابع بقيادة أتاتورك. وبهذا الانسحاب جمعت أنقاض الجيش في منطقة رياق في (30 أيلول 1918) (رياق: هي منطقة مركز عسكري للعثمانيين قريبة من دمشق وتقع شرق لبنان حالياً ) لينطلقوا ويعيدوا تجمعهم في شمال حلب. بدأ الجيش الإنكليزي بالهجوم مـــرة أخـــرى في (26 تشرين الأول 1918). و أبدى الجيش العثماني السابع مقاومة كبيرة في هذا الخط و حافظ عليه لتتشـكل معالم الحـدود الجنوبيـة للـدولة التـركية الحالية. بين الكاتب جمال ثريا أيدمير المعنى العميق لهــذه الحالــة في كتــابــه البيــوغــرافي بعنــوان’رجل وحيد‘ في جملة واحدة وهي “إغلاق طريق الأناضـول” [رجل واحد – الطبعة الثامنة – الجلد 1 – صفحة 317]. وأفـــاد عن حقيقة التمسك بهذا الخط الاستراتيجي والحيوي لمواجهة الإمبريالية التي تحاول التسلل والإستيلاء على الأناضول. حيث ســنرى أن قضيـة لواء اســكندرون تبدأ هنا ليس بسبب هاجس الأرض والمخاوف القومية, بل بسبب الهواجس الأمنية عسكرياً واستراتيجياً.
قضية لواء الاسكندرون
وبعد أربعــة أيام في (30 تشرين الأول 1918) رسـت البارجة أكاميمنون في ميناء موندروس في جزيرة ليمني اليونانية وتم التوقيع على معاهدة موندروس، وبذلك أوقفت الدولة العثمانية الحرب مستسلمةً دون أي شـــروط. بعـد يــومين أرسـل ما كان يسمى بالصدر الأعظم أحمد عزت باشا إلى أتاتورك برقية يقول فيها: « بالنظر إلى بنود معاهدة فصل القـوات، فإنه حتى لو لم يمتلك الإنكليـــز الحق والصلاحية في احتلال لواء اســكندرون، فإنه حق طبيعي لهم أن يســتخدموا مرفأ اسـكندرون بهدف تأمين مؤن جيشهم في نواحي حلب وكذلك السماح لهم بترميم طريق اسكندرون حلب». [جلال باييرفي كتاب له بعنوان –”bende yazdım” / “وأنا أيضاً كتبت”– الجزء 1 –صفحة 165– وثيقة 5]. و ســرعان ما رد أتاتـورك على البرقية بأخرى جوابية بين فيها تحفظه معتبراً أن هناك فخ وخفايا تكمن بين تفاصيل التفسير المختلفة لشروط المعاهدة: «إن فرض الإنكليز السيطرة على الجيش العثماني السابع بذريعة تواجـده في ســورية هو على غرار ما فعلوه بالجيش السادس في العراق». وتعقيباً على ذلك يقول أتاتورك:« إن حديث الإنكليــز واهتمــامهم منذ عــدة أيام بقيامهم بـإنزال في شــواطئ اسكندرون وحديثهم عن ضخ الأرزاق مـن هناك إلى قــواتهم في حلب بالرغم من وجـود ملايين الأطنان من الأرزاق في حلب, ما هو إلا ذريعــة للسبب الحقيقي لإصرارهم على الاحتلال تحت مســمى آخر وهو وقوع اسكندرون على خط الحدود
الفاصل بين ســورية و كيليكيا ومن ثم الانطلاق نحو هدفهم الحقيقي و هو الأناضول و احتلالها وهو ما كـان يشـكل في حقيقـة الأمــر أكبـر هـواجـس أتاتورك. وإذا مـا اتخـذت التـدابيــر اللازمة سـوف تتفكك الجيـوش و سـنضطـر إلى الخضــوع لإمــرة الإنكليــز ولن نسـتطيع الوقــوف أمـام رغباتهم ». [جلال باييرفي كتاب له بعنوان –”bende yazdım” / “وأنا أيضاً كتبت”– الجزء 1 –صفحة 166 – وثيقة 6].
قضية لواء الاسكندرون
لقـد طلب الإنكليـز خـدمـةً لمصالحهم السـيطـرة على الـحدود العــراقية وأصـروا على احتــلال الموصل و اسـكندرون، مـا أدى إلى تعاظـم الجـدل واســـتمرار المراســلات دون إنقطاع وطلب الإيضاحات وتوجيه الأوامر. و ما عــدّد تبـادل البــرقيات الذي جــرى خلال عدة ساعات قليلة إلا دليل كاف على عمق المشـاكل الدائرة آنذاك.أصر مصطفى كمال أتاتورك على تبيين وجهة نظره لأحمد عزت باشا، ويقول: «أؤكـد لكم أن القصد ليس مـد الجيـش الإنكليزي في حلب بالغذاء، بل احتلال اسكندرون لقطع امدادات الجيش السابع الذي يتـواجد في خـط أنطاكيا – دير جمال – أخترين و الذي يتحرك على طريق إســكندرون – قرق خان – كاتيا. وبذلك يجبرونه على الرضوخ والاستسلام كما فعلوا بالجيش السادس في الموصل».[جلال باييرفي كتاب له بعنوان –”bende yazdım” / “وأنا أيضاً كتبت”– الجزء 1 –صفحة 168 – وثيقة 8]. لقد صمـد الجيـش الســابع في هـذا المحور وأظهر قتالاً شرساً. ولكن الإمبرياليين من خلال تفاصيل المعاهـدة حاولـــوا نشر فعالياتهم في كل شبر أرض كالصيد في الماء العكر. واستمروا في تنفيذ مآربهم هذه في كافة أراضـي الـوطــن العــربـي , وهـذا ما يؤكد أن المؤامرة الإنكليزية على لواء اسكندرون ما هي إلا جزء من مؤامرة كبرى على الوطن العربي.لقد أدرك مصطفى كمال أتاتورك وجيشه أهمية هذا المحور، وأنه في حال سقوطه سينهار أمن الأناضول، ورغم ذلك تركت جميع الأراضي العربية تحت رحمة الإنكليز والفرنســيين. فكـان لـــواء اسـكندرون كبـش فـداء في خضم تآمـــر جميـع الأطراف المتكالبة على ما ليس لها به أي حق. بعـد قيــام أتاتـورك بآخر محاولة ممكنـة لـه اضطر للخضوع تحت ضغوط الإنكليز والصدر الأعظم، وقال: «تركت في المحور الحالي للجيش السابع مخفراً ضعيفاً جداً مع طاقمه، وسحبت القسم الأكبر من جيشي إلى داخل أراضي كيليكيا للتحرك على خط كاتما – الإصلاحية». [جلال بايير– وأنا كتبت – الجلد 1 –صفحة 169 – وثيقة 8]. و بعد أن عـرف الصدر الأعظم أن أتاتورك لن يتماشى مع أوامره و اجتهاده طلب تعيين قائداً آخراً بدلاً منه، وذلك لكسب رضا الإنكليز. وفي اليــــوم التالي وصلت برقية إلى الصدر الأعظم موقعة باسم مصطفى كمال أتاتورك شخصية اعتبارية بدون ذكر لمنصبه لا تحمل عنواناً كتب فيها: «قبل يوم من الآن في (5 تشرين الثاني 1918)لقد أعلنت فيما ســبق أنني ســأواجه الانكليز بالنار في حال جربوا أن يدخلوا إلى اسكندرون، أما و أنه لم يتم هذا الأمر بل اســتكمل الانكليز انسحاب جيشهم إلى شمال خط كاتما-صوب اشيف لن يكون هناك أي تهديد ضدهم و عليه أطمئنكم أنه لا توترات محتملة من شأنها أن تقلقكم». [جلال باييرفي كتاب له بعنوان –”bende yazdım” / “وأنا أيضاً كتبت”– الجزء 1 –صفحة 170 – وثيقة 9]. في (7 تشرين الثاني 1918) و بشكل مخيب للآمال و بمزيد من العجز وردت برقية من الصدر الأعظم إلى أتاتورك تعكس منتهى الخنوع للإنكليز مفادها حل الجيش السابع و حل قيادة تجمع جيوش الصاعقة كما تفيد البرقيـــة بوجــوب انسحاب أتاتورك ليتم تعيينه قائداً لثكنة حربيات (ليكون مركزه الجديد) درءاً للصدام مع الانكليـــز وخشـــية من أن يقوم الانكليـز بنسف معاهدة فصل القوات. وفي (8 تشرين الثاني 1918) أرسل الصدر الأعظـم أحمـد عــزت باشــا برقية إلى قيادة الجيش الســابع يبين فيه عجزه الذي لا يوصف وتسليمه بالأمـــر ورضــوخه بقوله: «إن أتاتورك بأجوبته القاسية والفظة التي أزعجت الإنكليز أدّت إلى مشاكل من الصعب إصلاحها. وذلك أدّى إلى تلقينا جواب منهم يفيد بأنهم ســوف يقدمـون على احتلال اسكندرون و في حال مقاومة ذلك سوف يعتبرون الاتفاقية المبرمة بيننا لاغية». [جلال باييرفي كتاب له بعنوان –”bende yazdım” / “وأنا أيضاً كتبت”– الجزء 1 –صفحة 171 – وثيقة 10]. وفي النتيجة وطأ الإنكليـــز في (9 تشرين الثاني 1918) والفرنســيون في (7 كانون الأول 1918) أرض لواء اســكندرون. بالنســبة لأتاتورك كان هذا الحـدث أهـم حــدث يهز أمــن الأناضــــول. لذلك بقيت حادثـة إســـــــكندرون حيـة في ذهنه، ولم يكن الســبب الأرض ولا العرق ولا أي ســــبب آخـر، بل كان لأسباب استراتيجية فقط تتعلق بأمن الأناضول.
إن المفاهيم التي أدت إلى تفاقم المشــاكل، كان ســـببها الخشية على أمن الأناضــول فقط. ولفهم ذلك بشكل أفضل نستطيع تحليل ما قاله أتاتورك بخصوص هذه الحالة بعد تلك المشكلة.
أتاتورك وقضية لواء اسكندرون كما يعرف أن اتفاقية لوزان هي الاتفاقية التي تنص على إقامة الجمهـورية التركية. كما تعرف هذه الاتفاقية بالاتفاقيـة ” التي جعلت التـركي تركياً “. ويقول أتاتورك بخصوص هذه الاتفاقية: «هذه المعاهدة عبارة عن وثيقة تفيد بإنهيار المؤامرة التي كانت تحاك منذ عصور ضد القومية التركية المدعومة بمعاهدة ســيفر. فهي تحفـة النصـــر السياسـي غيـــر المسبوق الذي يعود للعصر العثماني». [مصطفى كمال أتاتورك – 1927]. كتب مصطفى كمال أتاتورك في كتابه “النطق” في الطبعة الثانية 44 صفحة عن هذه الاتفاقية، وفي كتاباته أرســـل رســــالة إلى وكيل الخارجيــــة لرئاســــة الهيئـة المرخصة لمعاهدة لوزان ’عصمت باشا‘ ويقول: «إن حيــاتكم عـبــارة عـن ســلسـلة مفيـدة مـن الخدمات المقدمة إلى هذا البلد وتوجتموها بالتوفق التاريخي. أبارككم … إن وطننا نال الصلح والاستقلال بعد نضال طويل بفضل خدماتكم اللامعة المشكورة». [مصطفى كـمـال أتـاتـــورك – النطق – صفحة 750 إلى 794 ]. كتب السـفير المتقاعــد اسماعيل صوصيال نقلاً عن أتاتورك : «أنا لا أريـــد إلحاق ســــنجق (لواء اسكندرون) بتركيا». [بللتين– الطبعة XLVII– تشرين الأول 1983 – صفحة 956 – مقالة العلاقات الفرنســية التركيـــة بين عامي 1921-1984]¨وهـذا أيضاً أحـد الشواهد الشتى التي تؤكد سورية اللواء و لاشرعية سلخه. كان ينظر أتاتورك دائماً إلى قضية لواء اسكندرون من زاوية الأمن الوقائي. كرّر ذلك دائماً و أصر على أن اللــواء ليســت من أراضي الجمهـورية التــركية، حيث يقـــول: «ما هي هاتاي؟ إنها أمر بسيط و يمكن أن ننسحب منها في أي وقت، المشـكلة بالنسـبة لنا ليســت مشكلة أرض بل مسألة شرف لصون أمن الجمهورية التركيــة فاسـكندرون كخاصرة ضعيفة تهدد الأناضول بحكم كونها بوابة مؤهلة لاختراقات جيوش، وخلاف ذلك أي عدم التمـسـك بلواء اســكندرون هو وصمة عار بحقنا كأتراك». [بلال شمشير– لقاءات أتاتورك مع رجال دولة أجانب – صفحة 207,202,119]. و قال للسفير الفرنسي بونسوت : «أنا لا أريد إلحاق سنجق (لواء اسكندرون ) بتركيا، يجب أن يبقى السنجق تحت المراقبة المشتركة لفرنسا وتركيا، حتى لا داعي لأن يكون فيها جيــش، يكفي أن يكون فيها شرطة ودرك». [مجلة بللتين– الطبعة XLVII– تشرين الأول 1983 – صفحة 987– مقالة العلاقات الفرنســـية التركية بين عامي 1921-1984] . وكان هــذا مهماً لإدراك أن الاستيلاء على لواء اسكندرون لم يكن لأسباب عرقية أو تاريخية أو جغرافية من وجهة نظر أتاتورك. بناءً على أسـس هذه الاتفاقيـة لم يكن لواء اسـكندرون ضمن حدود الجمهورية التركية أبداً. ليس فقط في هذه الاتفاقية بل بعدها أيضاً أتت سلسلة اتفاقيات وبروتوكولات أبقت الوضع كما هو. أي لم يكن لواء اسكندرون ضمن الميثاق التركي القومي على الإطلاق.
إنعدام العدالة كما أنـه خـلال التصويتين اللـذيـن جــريا أبدى شعب لواء اسكندرون بفارق كبير عدم رغبته بالافتراق عن وطنه الأم سورية. وكان الأول في (14-15 تشرين الثاني 1936) والثاني في (15 نيسان 1938). وردّاً على ذلك عندما بدأت الإشاعات في أوربا تدور حول قيام الحرب العالمية الثانية كانت تدور لقاءات سرية بين فرنسا وتركيا وكانت أهم خطوتين خرجتا إلى العلن من هذا اللقاء هي : الخطوةالأولى إحتلال اللــواء بقيادة العقيـد الـركـن شــكري قنتلي في (4-5 تموز 1938). في ظـل هذا الاحتلال الواضح تشكلت ما يسـمى بــدولة هاتاي و لكـن بــدلاً من انتخـاب ديمقــراطي لنــواب مجلــس دولـــة هــاتــــاي، تم تعيينهم بشكل مباشر. تـم تعيـيـن 22 نائبــاً مــن الأتــراك من أصل 40 نائباً، وتوزع الـ18 نائباً الباقون على العرب من العلويين والســنيين والمســيحييـن الـــروم الأرثـــوذوكـــس والإســـماعليين، أي تم تعيينهم بـغـض النظر عن نتائج الاســــتفتاء.كانت عمليـة الاحتــلال هـذه مخالفة لجميع القوانين والمعاهدات. وبالرغم من ذلك تم الغاء دولة هاطاي المؤســسة حديثاً والتي كسبت موافقة عصبة الأمم برغم عدم تمتعها بأدنى المعطيات الموجبة كدولة.
الخطوة الثانية وكرصاصة رحمة لهذه التطورات تم الاتفاق على معاهدة (23 حزيران 1939). كانت أوربا على وشك أن تطلق أول رصاصـة فـي الحــرب وبعجلةٍ من الأمر تم إلحاق دولة متأسسة إلى أراضي دولة أخرى. إن هذا البروتوكول الذي جرى بين تركيا وفرنسا هو بروتوكول يفتقر إلى العدالة. نعم انعــدمت العدالـة. فبعدما تـم وضع ســورية ولبنان تحت إنتداب وحماية القوات الفرنسية. بموجب اتفاقية ماندترليك ( اتفاقية الانتداب ) التي عقــدت في سان ريمون في (25 نيسان 1925) والتي من ضمن بنودها “يمنع على الدولة المنتدبة ( فرنسا) إعطاء الأراضي السورية واللبنانية أو جزءٍ منها أو تأجيرها أو وضعها تحت رقابة دولة أخرى”. [عصبة الأمم– قانون الانتداب – المادة الرابعة]. كان بـــروتـوكول (23 حزيران 1939) بين فـرنســـا و تــركيـــا و الـذي ينص على سلخ اللواء من وطنه الأم وإلحاقه بدولة أخرى (تركيا) ما يشــكل إنتهاكاً مخالفاً لهـذه الاتفاقية. إن الدبلوماسيون الأتراك يعرفون هذا الموضوع جيداً ويخشون يوماً ســـوف تكسب فيه ســورية قضيـة لواء اسكندرون وتعيده إليها كحق شرعي.[مجلة بللتين– الطبعة XLVII– تـشـــــرين الأول 1983 – صفحة 956– مقالة الـعـلاقــات الفـــرنسـية التركية بين عامي 1921-1984]. ولفهم ذلك يجب النظرإلى التحذيرات التي قام بها الدبلوماسي الشهيرفي الخارجيةالتركيةاسماعيل صويصال
بالــرغـــم مـن أن اتفاقيـــة (23 حزيران 1939) وملحقاتها تم التصويت عليها وقبولها في مجلس البرلمان التركي في (30 حزيران 1939) بقــرار رقم 3658 ثم أرسلت إلى السكرتاريا العامة. عصبة الأمم (الأمم المتحدة) لكي تـقـبـل عصبـة الأمـم بـتــوثيق هذا القرار في سجلاتها بقبول دولي بناءً على المادة 18 لكن تم رفـض القـــرار ولم يوثق في السجلات الرسمية للأمم المتحدة إطلاقاً. إن الخارجية التركية تعرف جيداً ماذا يعني هذا الشـيء وهـي تحمـل قلقاً جــراء ذلك إلى يومنـا هذا. وعليه يجب إثارة هذه النقطة المفصلية كدليل قطعي على الحق الســـوري في قضية لواء اسكندرون وعودته سورياً.إن ما سنفهمه من هذا الأمر أن قضية لواء اسـكندرون لم تحل ضمـن الأطـر القانـونيــة. كما بقيت كمشكلة دون حل خــارج نطاق السـاحة الدولية والاجتماعيـة. سـجل صويصال ملاحظة رقم 34 التي ذكرها في مؤتمــر عن موضــوع إلحاق اللواء بتركيا بعنوان العلاقات السياســية التركية الفرنسـية بخصوص اتفاقية (23 حزيران) ويقول فيها: «تم قبول الاتفاق في 30 حــزيــران بإجمــاع عــام مــن أعضاء البرلمان التركي بقرار يحمل الرقم 3658. [من أجل النص القانوني: ترجمة الدستور – الطبعة 3/20 – صفحة 1530]؛ ما يشكل تساؤلاً مشروعاً وصريحاً حول عدم ذكر هذه الاتفاقية في عصبة الأمم المتحدة, أي عدم شرعنتها دولياً. و هنا أيضاً كل شـيء واضح و صـريح. لم تدخل عـصبة الأمم الاتفاق الذي جــرى بين تـركيا و فرنسـا بما يخص اللـــواء إلى حيـز التنفيذ. أي دولياً لم يسمح بمرور القرار. وبطبيعة الحال تم الإفادة بأن هذه الاتفاقية وملحقاتها مخالفـــة للأعــــراف والقوانين الدولية. لأنه وبالنسبة لقانون الوكالة (الانتداب) يجب على الدولة الوكيلة المحافظة على وحدة الأراضي السورية واللبنانية. [قانون الوكالة – المادة 4]. و كما نـفـهـم مـن هنا أنه تــم إلحاق لواء اســكندرون بتركيا بمعاملة مخالفة للقوانين والأحكام الدولية. وعبر رئيـس وزراء تلك الحقبة صراج أوغلو بكل وقاحة عن أن ما حصل هو عبارة عن اغتصاب أرض.!! وقال ذلك في حوار أجراه مع السفير الفرنسي في أنقرة ريني يماسيكلي في (20 كانون الثاني 1939) بقوله:«من كل الأراضي الســـــورية وضعت تركيا عينها على لواء اســكندرون فقط!». [La Turquie devant la guerra–Massigli René– باريس 1964 – صفحة 69].
هـــذه الكلمــات تحمل فــي طيــاتها اعتـــرافاً من لســان العــدو ذاته بما لا يترك أدنى شك بأن اللواء أرض ســـورية.كما أن هذه الاعترافات جاءت بسبب ردة الفعل التي أبداها الشعب العربي اتجاه هذه الألاعيب التي دارت على لـــــواء اسكندرون خوفاً من تكرارها على حلب والجزيرة وإلحاقهم إلى تركيا كما ألحقت اللواء. خلال هذه المــرحلة لم يسر أي شيء ضمن مسار ثابت. نظم شعب لواء اسكندرون مظاهرات وفعاليات ضد تركيــا بسبب إلحاق اللواء بتركيا لا تقل شأناً عن العمليات التي كانوا ينظمونها ضد الاحتلال الفرنسي. نظم شـــعب اللواء بصفته شعب حضاري مظاهراته وفعالياته بطرق سلمية. ونظم أكبر كتل المظاهرات بتاريخه أمام هيئــة عصبـة الأمــم. و يجـب التأكـيــد على أن التركيبــة المتنوعة لشعب لواء اسكندرون والذي يشكل فسيفساء متنـــوعة من العــــرب والأتــــراك والتــــركمان والأرمن والأكــراد والعلويين والسنة والمسيحيين
و الإســماعليين أبـدوا رفضهم إلحاق لواء اســـكندرون بـتركيا. ولكن التوازنات الظلاميـة التي أديرت خلف الكواليـس قبل الحرب العالمية الثانيـــة منعت انتصار إرادة السوريين في قضيتهم المحقة في لواء اسكندرون وأفرزت هذه التوازنات امتداد الاحتلال العسكري للواء إلى إلحاقه بتركيا. بعد البروتوكول الثنائي بين تركيا وفـرنســا في (23 حزيران 1939) قـدم مشروع القرار إلى البرلمان التركي ذو الرقم 3658 بتاريخ (30 حزيران 1939), حيث تم قبوله في المجلس في (7 تموز 1939) وأصدر القرار رقم 3711 والذي ينص على إعتبار لواء اسكندرون محافظة من المحافظات التركية وإبتلاعه بحركة خاطفة.
هــذا أهــم عمل يــدل على أن الجمهــورية التـــركية هي استمرار للدولة العثمانية. أظهرت القوى العثمانية المتغلغلة في جينات الجمهـــورية وجهها الحقيقي بعد موت أتاتـــورك إبان عملية السلخ هذه.وفي هذا تحول مفصلي في التحليلات و المسـميات لـقضيــة لـــواء اسكندرون من قضية أمنية كما كان يزعم أتاتورك, إلى قضية احتلال أرض وسلخ واغتصاب من قبل تركيا بشكل جلي و صريح . لـقـد ادعى أتاتـــورك أن مخططه لتأسيـس الجمهـــورية يختلف جذرياً عن مخطط العثمانية ,حيث اعتبر أن العثمانيين ســــاقـوا الشـعب التـركي خلف مطامعهم و سلطنتهم التي لم ترتكز على الاقتصاد المنتج بل على الاغتصاب لثـروات الأمم الأخرى , ونحن نقترح أن تكون الجمهورية التركية كمشروع دولة منتجة باكتفاء ذاتي دون اللجوء إلى ثروات الغير و لذلك ندعو للسلام في الدولة و للسلام في العالم. برغم الصدى الرنان لهـذه التصــريحات المثـالية فإن جمهــورية تــركيا حين تعافى (الرجل المريض) سرعان ما انقضت لتنهش و تقضم أرضـاً ســـوريةً و التجـأت إلى فتــوحات داخـلية عـبــر ارتـكاب 19مجــزرة جماعية بحق الأكراد و مجـــزرة كبــرى في اســطنبول بحق الأقليات من الأرمـن و الـروم (6/7 أيلول 1955) ومن ثم التدخل بأحـداث لبنان بدءاً من عام 1958 إلى يومنا هذا و ضد الثورة العراقية 1958 و مساعدة العدو الاسرائيلي في حـــربه ضد العـرب عام 1967 و من ثم احتلال قبرص عام 1974 و ما تخلل هذه الحقبة من انقلابات عســكريـة فاشـية تدل على أن الجمهورية التركية هي وريث للعثمانيين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولذلك فإن الديكتاتور أردوغان هو صنيعة طبيعية لهذا المد غير المنقطع بل المموه بتسميات تضليلية مختلفة حسب مقتضيات المصالـح التوســعية لكل مـرحلة وهاهي العثمانية الجديدة تبرز قذارتها بقتل أبناء لواء اسكندرون لمجرد أنهم طالبوا بحق ديمقراطي .وهذا ما يسلط من جديد على قضية لواء اسكندرون من منطلق اسـتمرار معاناته من جور العثمانية الجديدة قائمة كحق لأبناء اللواء في هويتهم و هوية أرضهم.
لا يتبادرن لأحــد تغييب الحقيقـة الســـاطعة. بالوثائق والأدلة هذه هي الحقيقة. تم سلخ لواء اسكندرون بالقوة العســكرية بطريقــة غير شرعية مخالفة للقوانين الدولية وتفتقر للعدالة, متجاهلين بذلك الرفض الشعبي بكل اســتقلالية وحــرية. هذه الحقيقة التي لا تقبل الجدل عبـر التاريخ وما يزال هذا الظلم مستمر حتى يومنا هذا إن سوريا لا تنسى أرضها لواء اسكندرون بناءً على هذه الحقيقة القوية المتجذرة والبديهية.
قضية لواء اسكندرون قضيتان
قضية لواء الاسكندرون
إن كاتب هذه العبارات يرى أن أبعاد ما كتب في الأعلى تتمحور كـقضية أرض. و يضيف مؤكداً أن الطرف الأول والأصيل في هــذه القضيـة هـــو ســـورية. و يؤكد أن القضية المبدئية في نضال الحرية والديمقراطية هو مســألة الهــوية العــروبية للشعب. ويلفت النظر إلى أن تراكمات هذه المرحلة التي امتدت عبر 73عاماً ذات ميــول اجتمــاعية وسياسية يجب أن تبدأ بحقوق التعليم باللغة العربية الأم والتأكيد على حقوقهم الثقافية والسياسية والاجتماعية. بطبيعة الحال ليس من الخطأ القول أن قضية لواء اسكندرون هي قضية ذات منحيين. من جهة قضية أرض و من جهة أخـرى هي قـضية الهـوية. هاتان القضيتان تتسايران بشكل متوازٍ، وأحياناً أخرى تتقدم إحداهما على الأخرى حسب مقتضيات الأولوية. وهنا يجب التأكيد للأطراف المعنية بأن القضية محقة بكل معنى الكلمة لا يمكن أن تموت لا بالضغوط ولا بالتعتيم والتستر عليها.
النتيجة
إن الشـبكات التي تلطخت يــدها بــدمـــاء الســوريين فـي يـومنـا هـــذا لا تذكر هذه الحقائق أبداً كونهم دُمىً لدى أردوغـان. إن هـــؤلاء القتلة لم يمتلكوا أدنى شجاعة للتفوه عن هذه القضية بل سارعوا إلى تبني تتريك اللواء إذعاناً لسـيدهم أردوغان و تكريســاً لخيانتـهم العظمى و تخليهم عن أرض الوطـن الذي خانوه بطبيعة الحال. ومن الآن هم يخططون لاتفاقيات ومعاهدات لإعطاء آبار النفط في شرق البلاد للشركات الأجنبية بلا تردد. إن المؤامرة التي تحاك على سورية وتطورات الأحداث هي أهم معطىً من معطيات خيانة الوطن.وإن المنظم والمخطط لهذه المـؤامـرة هـو حكــومـة أردوغان التي أرادت أن تقتطع من لحم جارتها لتأكل, وهذه الحكـومـة البائـدة لا تقل شـأناً عـن القـوى الإمبـريالية التي تــريـــد تقســيم المنطقة ضمن سـياق الاسـتمرار بخدمة الإمبريالية بإسم العثمانية الجديدة والتحضير لبنية تحتية لفتح جميع الملفات التي لم تغلق أثناء الحرب العالمية الأولى. إن تزايد اهتمام الشعب السوري بقضية لواء اسكندرون يأتي نتيجة توازنات التطورات التي تجـري في ســورية و يـرســخ المثل القائل” من كان بيته من زجاج لا يرمي جيرانه بالحجارة” أي أن تركيا المغتصبة لأرضنا لا يمكنها أن تقنـع العالـم بأنها حـــريـصــة على وطننا الأم أكثــر منا نحن أبناؤه والنتيجة الطبيعية أن العثمانية الجديدة ستدفع ثمن كفرها هذا باهظاً. و مـن هنـا يجـب أن نـدعــو سـكان اللواء العرب السوريين الأصليين أن لا ينسوا حقوقهم الثقافية ونقول لهم “الطفل الذي لا يبكي لايطعمونه”. إن أحــداث ســورية التي انعكســت على تركيــا أظهرت الكثير من الحقائق ونجحت بتقريبها من أعين الذين لا يعرفون الكثير من الأمور المتعلقة بهذه القضية المركزية. يجب فهم وفـك المعنى الحقيقي لردة الفعل المــوحدة الناتجة عن الانعكاســـات المشتركة للشعب الواحد الذي يعيش في بلـديـن مختلفـيـن تجـاه المشاكل التي يواجهها بسبب الظلم التاريخي المتوالي. إن ما يسمى (بعرب تركيا) هم السكان الأصليـون للأرض التي يعيشــون فيها.إن هذه الأرض هي أقدم جغرافيا في التاريخ والتي تعرف بإسـم “سوريا”. وبهذا المعنى عــرب تركيا هم سوريون. لا تنسوا هذا الشيء أبداً. هذه المعرفة بعيدة كل البعـد عــن كل مـا تتهـم بـه مـن تقســيم عرقي وقومي. بل على العكس؛ تدل على المطالب المحقة ضمن مسـيرة النضال في سـبيل الحريـة والديمقـراطية. وهذه الوقفة تخدم مصالح جميع الشعوب والبلدان في سبيل تحقيق السلم والسلام.
(بقلم الاستاذ علي كيالي)
(هذا المقال الذي يعتبر وثيقة تاريخية مهدى لأرواح شهداء سورية الجبهة الشعبية لتحرير لواء اســكندرون _ المقاومــة الســورية الصفحة الرسمية لأخبار المقاومة السورية _ المكتب الاعلامي)
كتاب مفتوح لأ؟نفسنا ولعائلاتنا ولاولادنا وللكنيسة ورعاتها
لماذا نبتعد عن الكنيسة وممارسة الصلاة فيها
لماذا الشباب يعزفون عن ذلك بينما نراهم بكثافة في اهتمامات اخرى وحتى في المقاهي او الحفلات الصاخبة…
– في الواقع
من المؤلم أن نرى ليس فقط شبابنا وبناتنا في هذا الزمن الغارق في الضّلال يبتعدون عن الإيمان وينجرّون وراء أمور يعتقدون أنّها تغني عقولهم، في حين أنّها تضلّهم وتبعدهم عن الحقيقة.بل حتى ذويهم…
المؤسف ان الاطفال يتم تعميدهم ومسحهم بالميرون المقدس ومن ثم مناولتهم الزاد الالهي اي تتمم في مناسبة المعمودية ثلاثة اسرار الهية ارثوذكسيا وبالتالي ويجب ان يتولى العرابون اولا ومن ثم الاهل متابعة الاولاد روحيا وعليهم تعليم الاولاد في البيت لغياب دور المدرسة ومن ثم وجوب اصطحابهم الى الكنيسة لحضور القداديس الالهية والتناول، ولكن بكل اسف تحول طقس العماد عند الاهل والعرابون الى مجرد حدث اجتماعي يتمم فيه الشكل المظهري، ينقضي بانتهاء مراسمه من لباس انيق وضيافة لائقة ومأدبة طعام او حفل استقبال يغالى فيها بكل شيء، بعكس المفروض ببساطة اتمام هذه الاسرار بكل روحانية وهي انها بداية للتكريس مسيحيا لاسيما ان كان الاهل مسيحيين فقط بالتسمية…
والأكثر إيلاماً واقعنا كأهل، فأغلبنا سرقنا العمل واللّياقات الاجتماعية والمظاهر الخارجيّة، والسّعي لادّخار المال وتأمين مستلزمات الحياة، حاجيّات كانت أم كماليّات، حتّى وصل بنا الأمر إلى الابتعاد نحن أنفسنا عن الحقيقة. وعن رعاية اولادنا فأصبحنا آلات تعمل وتنتج وبدأنا نفقد إنسانيّتنا المدعوّة إلى ما هو أعظم من ذلك.
فمن يدلّ أبناءنا على الحقيقة، المسيح الحيّ ..؟
ومن يؤكّد لهم أنّه الطّريق والحقّ والحياة، وسط الطّرقات الكثيرة المعوجّة والحقائق العديدة المضلّة والحيوات المؤدّية إلى الهلاك ..؟
في الماضي كان الآباء يعملون طوال اليوم في حقولهم وكانت الأمّهات أيضاً يعملن إمّا في مساعدة أزواجهنّ وإمّا في الانهماك في تأدية واجباتهنّ المنزليّة الكثيرة والعديدة. وعلى الرّغم من كلّ ضيق وصعوبة وتعب إلّا أنّهم كانوا يهتمّون في تعريف أبنائهم على المسيح الرّبّ ويواظبون على الصّلاة وعلى الخدمة والمحبّة.
أمّا اليوم ومع كلّ التّسهيلات والحياة المرفّهة والعلوم المتقدّمة إلّا أنّنا نخصّص الكثير من الوقت للتّفاهات
علينا الدور الاساس في تعليم اولادنا الايمان
والسّخافات ونجرّ أولادنا إليها، عن جهل وليس عن سوء نيّة بالتّأكيد. فعلى سبيل المثال البربارة الشهيدة التي غلبت بمظهرية الاحتفال بها غلبت الدور الروحي الذي عاشته وغلبت المظهرية بالتنكر والاكلات الخاصة التي حافظنا عليها طيلة الالفين المنصرمتين مع شدة التمسك بروحانيتها وروحانية عيد القديس يوحنا الدمشقي وكلا العيدين رتبتهما الكنيسة الارثوذكسية في يوم واحد
أبناؤنا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت إلى أن نقرّبهم من يسوع المسيح ونعلّمهم كيف يحيون فيه وكيف يصلون به ومعه إلى الحياة الحقيقيّة. هذا التّعليم يترسّخ في التّربية على يسوع المسيح. نصطحب اولادنا الى الكشاف لنفرح بهم بالبستهم المزركشة ونستمع الى العزف بينما لانعلمهم ماذا تعني هذه الاعياد التي نحتفل بها بكل هذه المراسم المبهجة…
حتى ان هذا العيد الشيطاني “هالوين” البعيد عن ايماننا ومجتمعاتنا المؤمنة والوافد الينا من الغرب الاميركي وبالرغم من كل التحذير غزا عقول الاهل مع علمهم بخطورته على اولادهم ومع ذلك فانهم يدمجون اولادهم به.
بمعنى آخر اقلع الاهل عن تربية الأبناء على منطق يسوع المسيح ومساعدتهم على معرفة قيمتهم الرّفيعة والمقدّسة في عينيه وذلك من خلال رؤيتهم لقيمتهم في عينينا.
عندما يشعر الولد أنّه مهمل ومتروك من أهله، كيف له أن يفهم اهتمام الله به ومحبّته له؟. والاهل والبيت هو الاساس في التربية للأولاد وبخاصة الروحية منها
وعندما يرى الطفل أنّ والديه استقالا من مهامّهما التّربويّة وأوكلاها للخادمة على سبيل المثال أو سواها، فكيف له أن يتبيّن حبّ الله كأب وأم ..؟
إنّ صلة الابن بأبيه وأمّه تحدّد صلته بالله، وعلاقته بهما تحدّد علاقته بالله. ولئن كان الإيمان علاقة حبّ مع الله وجب أن يتمرّس الأبناء على نوعية هذه العلاقة وتفاصيلها وحيويّتها من خلال علاقتهم بآبائهم وأمّهاتهم.
في طفولتنا كانت اضافة الى تربية اهلنا لنا على الايمان الحقيقي كان ثمة دور مكمل للمدرسة فمدارسنا اجمالا وعند كل الطوائف كانت تصطحب الاولاد يوم الاحد صباحا الى الكنائس للصلاة والمناولة… ومن يغيب كان يتعرض للعقاب من ادارة المدرسة واتحدث عن طفولتي…
دور الاشبين ودور الاهل في التربية المسيحية
وكان للكنيسة دور هام من خلال الاباء الكهنة المهتمين رعويا بزيارة الرعية وتعليم الكتاب المقدس وسرد سير القديسين كما كان يحصل في رعية القصاع ونحن منها بيد المرحوم الاب ايوب سميا… بينما اليوم ومع تزايد عدد السكان وانفتاح المجتمعات من الحارة الصغيرة لمحافظة الى شوارع واسواق اضمحل دور الرعاة وبكل اسف اصبح الدور فقط لاقامة الخدمات الروحية بكل مظهريتها الاجتماعية من اعراس وعمادات وجنازات واصبح الكهنة مرتبطون بأعمال اخرى لذا ضعف الاداء كثيرا لجهة رعاية العائلات والاولاد…بما في ذلك تكريس البيوت وفي عيد الظهور الالهي.
عند انتفاء دور المدرسة مسيحيا حلت محلها مدارس الاحد وفرق التعليم الديني والكشافة ولكنها لم تستطع استيعاب كل الاطفال والفتيان والشباب من الجنسين حتى اننا بضمير مرتاح نقول انها لاتضم اكثر من 4% من الاجيال…
ايها الاحباء
المسيحيّة تربية، والدّخول في سرّ يسوع المسيح يتجذّر في التّربية لأنّ المسيحيّة ليس فكرة أو نظريّة تُدرّس أو منهجاً فكريّاً يُعتمد. إنّها علاقة حبّ بين الله والإنسان. وبالتّالي ولكي تنجح هذه العلاقة وتنمو وتعظم، ينبغي الاهتمام بها والولوج بمن نحبّ لنتعرّف عليه أكثر ونختبره أكثر حتّى نحبّه أكثر ومن بعد لا نحبّ سواه.
من المؤكّد أنّ الرّبّ لا يترك أحداً ولا يغفل عن جذب الكلّ إليه ولكن يجب أن نذكر دائماً أنّنا عينا الله ويداه وفكره وقلبه.
بنا يلتقي بالآخر ويحبّه ويربّيه ويرافقه ويرعاه.
وبنا ومعنا يربّي أولادنا.
حببوا اولادكم بخدام الايمان
وهو الّذي أرادنا شركاء له في الخلق، أرادنا أيضاً شركاء ومؤتمنين على تربية أبنائه.
قال الرب في التكوين:
“انموا واكثروا، واملأوا الأرض وأخضعوها” (تك 1: 28).
إنّه مشروع الله لحضارة الحياة، فالمسألة ليست عدديّة وإنّما حضاريّة بحيث أنّ الإنسان موكل بإنماء صورة الله وملء الأرض بها.
النّموّ الحقيقي يبدأ بالحبّ بين الرّجل والمرأة ثمّ ينتقل إلى الأبناء ثمّ إلى المجتمع كلّه، وبهذا تتحقّق حضارة الحبّ على الأرض، أي حضارة السّماء على الأرض.
– لماذا يبتعد الشباب عن الكنيسة ؟ اويفتر اقبالهم ويتململون بينما يقبلون بنهم على كل شيء عدا الكنيسة والايمان…؟
السبب او الاسباب
لعدم وجود اشياء يفرغون فيها طاقاتهم، ووجود اشياء لاتعجبهم فيها، والبعض لايدرك خطر البعد عنها لانشغالهم في امور الحياة الفانية.
احبتي
على الشباب حمل صليب الكنيسة
كلمة “الابتعاد عن الكنيسة” شئ خطير للغاية لذا يجب ان نمسك هذا الموضوع من جذوره، وكما اسلفنا، يجب ان يغرس الوالدين البذرة ويعلموا ويعودوا اولادهم علي الذهاب الي الكنيسة بكل روح الفرح ومن الداخل وبكل اشتياق لانه ان لم يكن كذلك فعندما يكبر الشاب سيبعد عن الكنيسة حتما او ياتي اليها لاسباب اخرى حتي اننا نجد الامهات يشتكين من عدم حضور ابنائهن الي الكنيسة او عدم اقبالهم على الكهنوت والرهبنة، وبذا يقل عدد الكهنة والرعاة في كنائسنا…
“فإن زرعنا البذرة بطريقة صحيحة وهذا بمعونة الوالدين وخصوصا الام وايضا الاب له دور ومدارس الاحد والفرق الكشفية والتعليم الديني… واولا واخيرا معونة الله وروحه القدس و وتعليم الاهل وسهرهم روحيا وتعليمهم الاولاد الصلوات في البيت منذ الصغر لكي يصبح اولادهم شجرة مثمرة واناء صالح”
والحل هو ادراك الاهالي بمدي اهمية تحبيب الطفل للكنيسة كي يكبر محبته لها مع كبره…
لعدم وجود القدوة الحية من خدام الكنيسة او من الاسرة فيفقد الشاب حماسه ويبتعد عن الكنيسة مع تغير جسده فيزيولوجيا وتنامي احتياجاته الجسدية وميوله الفكرية ومناقشة الامور الدينية والظواهر الالحادية المتنامية في مجتمعاتنا…
ولكن من الخطأ التعميم اذ ليس كل الشباب يبتعدون عن الايمان وممارسته في الكنيسة ومؤسساتها، بالعكس ثمة شباب ملتصق بكثافة بالكنيسة لانه يجد بها الملجأ.لنجعل اولادنا دوما مع الرب يسوع
ولجهة الشباب البعيد عنها فلا يكون لدية ميول ناحية الكنيسة فهو يفهم الكنيسة من مفهوم (اللبس والشكل والعلاقات الاجتماعية والشبابية بعيدا عن دور الكنيسة التربوي والروحي الخ…)وهو المفهوم الخاطيء لان الكنيسة بيت كل الناس والكل اعضاء فيها.
فتصبح الكنيسة بالنسبة لهم مجرد نادي، عندها يتجه الشباب الى الاندية ، حيث يجدون فيها راحتهم مع جميع الشباب، يجدون في النت ضالتهم بكل ايجابياته وسيئاته وموبقاته وهي التي تلهيهم عن الرب يسوع
من الاسباب القراءة والضغوط في الجامعات والعمل أولا.
وعدم وجود المواضيع الهادفة في الاجتماعات ثانيا.
ثالثا عدم وجود انشطة وبرامج تفيد الكنيسة اي جماعة المؤمنين ويشعر الشباب انهم اداة لتنفيذها…
الرب يسوع هو الالف والياء
لذلك يجب أن تراجع الكنيسة برامج الاطفال والفتيان والشباب لديها. بدلاً من تسليتهم بالبرامج المختلفة يجب أن نعلمهم الكتاب المقدس بطريقة منطقية، صادقة، وبمفهوم مسيحي للعالم. يقول فرانك توريك، وهو كاتب مسيحي معروف ومحاضر في مجال الدفاعيات، عن مشكلة إبتعاد الشباب عن الإيمان: “لقد فشلنا في إدراك أن ما نربحهم به … هو ما نربحهم إليه”.
يجب أن يبذل الأهل المسيحيون وكذلك الكنيسة جهداً أكبر في تطوير قلوب وأذهان الشباب عن طريق كلمة الله (بطرس الأولى 3: 15؛ كورنثوس الثانية 10: 5).
في الرابع من كانون اول نعيد للقديس يوحنا الدمشقي و القديسة بربارة
فكل عام وانتم بخير…
– القديسة الشهيدة بربارة
أجمعت الكنائس الرسولية عامة والمشرقية منها خاصة على تكريم القديسة بربارة في 4 /12 . إنما اختلف المؤرخون في تحديد زمن ولادتها و استشهادها . فقد ارتأى بعضهم أنها نالت الشهادة عام 235م إبان الإضهاد السابع الذي أثاره الإمبراطور مكسيمانس الغوثي ضد المسيحية ، ومما يؤكد صحة هذا الرأي ، ما جاء في قصتها أنها راسلت العلامة أوريجانس المتوفي عام 255.القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة
ولادتها ونشأتها
ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة “نيقوميدية” ، وكانت الإبنة الوحيدة لوالدها “ديوسقورس”الوثني المتعصب الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش ، والجاه، وقساوة القلب ، وبكرهه للمسيحية . أما وحيدته بربارة فكانت دمثة الأخلاق ، لطيفة ومتواضعة ، تحب الناس كافة . ماتت والدتها وهي صغيرة ، فأقام والدها حرسا على بربارة لتبقى في القصر المنيف من شدة خوفه عليها ، كما جلب لها أساتذة بارعين ليعلموها شتى أنواع العلوم اللغوية والفلسفية والتاريخية لتنشأ كسائر فتيات الأغنياء في عصرها ، كما ملىء والدها جوانب القصر أصناما لشتى الآلهة التي كان يعبدها لتتمثل به وحيدته بالسجود والعبادة .
نالت بربارة ثقافة دنيوية عالية ، لكنها كانت تشعر بفراغ كبير في عقلها وقلبها ، ، وكان بين خدمها بعض المسيحيين فاستفسرت منهم عن إلههم الذي لايسكن في الحجارة فشرحوا لهاأصول الدين المسيحي وأشاروا عليها مراسلة العلامة ” أوريجانس” استاذ مدرسة الإسكندرية الكبير ، الذي بإمكانه ان يبسِّط أمام أمثالها من المثقفين حقائق الدين .
كتبت بربارة الى وريجانس بما يدور في رأسها من أفكار دينية فلسفية . وطلبت اليه أن يتنازل ليكون معلما لها ، فابتهج أورجانس بذلك وأجابها على رسالتها موضحا حقائق الإيمان المسيحي ، وأرسل لها كتابا بيد تلميذه “فالنتيانس” الذي أوصاه أن يشرح لبربارة تعاليم الرب يسوع . ولما قرأت بربارة رسالته امتلأت من الروح القدس ، وبشجاعة فائقة أدخلت “فالنتيانس” الى قصرها ليكون أحد أساتذتها فلقنها أصول الإيمان المسيحي ، وشرح لها عقيدة التجسد الإلهي ، وبتولية العذراء مريم والدة الإله . وبعد أن تعمقت بأصول الدين طلبت أن تنال نعملة العماد ، فعمدها الأب “فالنتيانس “، وكرست نفسها للرب يسوع ، وكانت تواظب على الصلاة والتأمل بسيرة الفادي سواد ليلها ، وبياض نهارها ، وازداد احتقارها للأصنام التي ملأ أبوها القصر فيها
رفضها الزواج بوثني
طلب يد بربارة أحد أبناء النبلاء من الوثنيين في “نيقوميدية ” ، ففاتحها أبوها بذلك فرفضت الإقتران به ، محتجة برغبتها في البقاء الى جانب أبيها وصعوبة فراقه والإبتعاد عنه . فقرر أبوها أن يعودها البقاء دونه فسافر الى مدينة أخرى بضعة أيام .
تحطيمها الأصنام وتقديسها الثالوث
وانتهزت بربارة فرصة غياب أبيها عن القصر فأكثرت في الصيام والصلاة والتأمل ، بالكتب المقدسةوسيرة القديسين ، كما حطمت أصنام أبيها الكثيرة المنتشرة في جوانب القصر ، وكان أبوها قد أمر أن يشيد لها حمام خاص في القصر ، ويفتح فيه شباكان ففي غيابه أمرت البنائين أن يفتحوا شباكا ثالثا كي يكون عدد الشبابيك الذي يدخل خلالها النور على عدد الثالوث الأقدس .
ظهور السيد المسيح لها
وظهر لها الرب يسوع بهيئة طفل صغي جميل جدا ، فسرت بذلك لحظات من الزمن وانقلب سرورها حزنا عميقا ، لما تغير هيئة الطفل الإلهي ، إذ تخضب جسمه بالدم فتذكرت الفادي وتحمله الآلام والصلب في سبيل فداء البشرية . وكانت الملائكة تظهر لها وتعزيها وتشجعها ، وهكذا عاشت بربارة السماء وهي على الأرض وزشابهت الملائكة طهرا ونقاء.
معرفة أبوها
عندما عاد ” ديوسقوروس” أبيها من رحلته ووجد إن ابنته بربارة قد حطمت أصنامه هاج كالوحش الكاسر وأوشك في ثورة غضبه أن يقضي عليها ضربا وتجريحا ولكنها هربت من أمام وجهه ، وبعد أيام فاتحها ثانية بأمر تزويجها من شاب وثني ، فرفضت معلنة له بأنها قد وهبت نفسها للرب يسوع ، فخر عن طوره وكاد أن يفتك بها معتبرا كلامها إهانة له ولدينه الوثني ، وحاول أن يوضح لها أنها إذا بقيت على هذه الحال سوف يفقد مركزه المرموق في الدولة ، وإذا بقيت مسيحية فسوف يغسل عاره بسفك دمها بيده ، هنا لبت منه بربارة أن يستمع لها ولو مرة واحدة فشرحت له بطلان عبادة الأوثان فغضب والده من لامها وشكاها الى حاكم المدينة
اعترافها بالمسيح جهرا
بناء على شكوى والدها استدعاها الحاكم ليحاكمها أمام الجمهور وحاول إغرائها بالوعود الذهبية اذا تراجعت عن ايمانها بالمسيح ، لكنه باء بالفشل عندما أظهرت احتقارها لكل ما في العالم من مال وسلطة ، وافتخارها بالمسيح يسوع ، فأمر الحاكم بتكبيل بربارة ، ثم عروها من ثيابها وجلدوها بسياط مسننة كالسكاكين ، فتمزق جسدها وهي صابرة لا تشتكي ، بل تمجد المسيح وتسأله أن يمنحها القوة لتعترف به أمام المحكمة . ثم أمر الحاكم في اليوم التالي بإستجوابها أمام الناس الذين تعجبوا جدا إذ رؤوا جسمها خاليا من آثار السياط . وحاول الحاكم ثانية إغرائها وإذ لم تؤثر فيها وعوده ووعيده أمر بتهميش ساقيها بأمشاط من حديد ، وحرقوها بمشاعل موقودة ، وأكثروا من الضرب على رأسها وقطعوا ثدييها ، ثم ملحوا جسدها المثخن بالجروح وكل هذا حدث وهي تسبح الله وتعترب بإيمانه بيسوع.
مواصلة بربارة جهادها وتحملها العذاب
أعادوا بربارة الى سجنها المظلم وفي اليوم الثاني قادوها أمام الحاكم وكم كانت دهشة اناس عظيمة إذ رؤوها بكامل صحتها ، ونسب الوالي شفاءها الى آلهته . فقال لها” أنظري كيف استطاعت الآلهة أن تحميك “فأجابت بربارة ” لو كان لأصنامك حياة لأستطاعت أن تحمي نفسها في اليوم الذي حطمتها في قصر أبي ، الإله الحي هو الذي ضمد جروحي “. فاستشاط الحاكم غضبا وطلب من جنوده أن يقطعوا رأس بربارة بعد جرها في الشوارع عارية ، فسترها الله بضياء سماوي .
استشهادها بيد أبيها
وطلب أبوها من الحاكم أن يأذن له بقطع لرأسها بيده فسمح له بذلك ، فقادها أبوها الى خارج المدينة وهو يزبد ، وعندما وصل الى قمة الهضبة جثت بربارة على الأرض وضمت يديها الى صدرها على شكل صليب وحنت هامتها ، فتناول أبوها الفأس وهوى به على رقبتها وقطعه.
طروبارية باللحن الرابع
لنكرمن القديسة بربارة الكلية الوقار، لأنها حطمت فخاخ العدو، ونجت منها كالعصفور، بمعونة الصليب وسلاحه.
قنداق باللحن الربع
أيتها الشريفة بربارة اللابسة الجهاد، لقد تبعت الثالوث المسبح بحسن العبادة، فأهملت المعبودات الوثنية، ولما جاهدت في وسط الميدان بعزمٍ ثابتٍ، لم تجزعي من تهديدات المغتصبين، صارخةً بصوتٍ عظيم، أيتها النقية: إني أعبد ثالوثاً بلاهوتٍ واحد.
وترنّم الكنيسة للقديسة بربارة، في صلاة السحر، هذه الأنشودة المعبّرة:
“يا بربارة الكلية الوقار، لما جزتِ سبيل الجهاد، فررت من رأي أجدادك، وكبتول حكيمة دخلت إلى ديار ربك حاملة مصباحك. وبما أنك شهيدة شجاعة. نلت نعمة لتشفي الأمراض الجسدية. فأنقذينا، نحن مادحيك، من أسواء النفس بصلواتك إلى الرب إلهنا”.
(صلاة السحر – على ذكصا الاينوس)
– سيرة القديس يوحنا الدمشقي
طروبارية
“هلموا نمتدح البلبل الغريد الشجي النغم الذي أطرب كنيسة المسيح و أبهجها بأناشيده الحسنة الإيقاع الطلية أعني به يوحنا الدمشقي الكلي الحكمة زعيم ناظمي التسابيح الذي كان مملوءاً حكمة إلهية و عالمية…
السيرة الذاتيةالقديس يوحنا الدمشقي
ولد القديس يوحنا في مدينة دمشق في سورية نحو سنة 676 م، أيام الخلافة الأموية و كان أبوه المنصور (سرجيوس) وزيراً للخليفة عبد الملك بن مروان و كان محبوباً عند الخلفاء مكرماً عند المسيحيين و المسلمين لما إتصف به من خصال عالية و أخلاق حميدة، و كان يستخدم ماله من إعتبار لدى الخلفاء لإعتاق المأسورين ، عني منصور بتربية ولده يوحنا و أراد له أن يتعلم العلوم و الفلسفة فحار لمن يسلم أمره و بينما كان كعادته يتفقد أسرى الحروب مر بفرقة معدة للقتل و رأى كاهناً راهباً فرثي لحاله و سأله عن إسمه و نسبه فعرفه ذلك الراهب بحاله و أسفه على ضياع حياته قبل أن يستفيد أحد من علمه ، فتنبه المنصور للأمر و أتي به إلي الخليفة فإستوهبه إياه فوهبه له ، فأتي به إلي بيته و سلم إليه مقاليد تربية إبنه يوحنا وولده الثاني بالتبني قزماً .
كان ذلك الكاهن يدعى قزماً أيضاً وكان ماهراً في العلوم و الفنون فشغف بالوزير و بولديه و أخذ يلقنهما أصول البيان و الفلسفة و رأى من الولدين ميلاً كبيراً إلي الإلهيات فجعل يشرح لهما علم اللاهوت فنبغ يوحنا في تلك العلوم نبوغاً عظيماً و لما أتما علومهما استأذن قزماً الوزير المنصور في الذهاب إلي دير القديس سابا ليمارس أعمال النسك فأذن له و أطلقه ، فأتى قزماً دير القديس سابا و نسك هناك و مات الوزير المنصور فسلم الخليفة إلي يوحنا مقاليد السلطة التي كانت بيد أبيه و أقامه وزيراً بدلاً منه لما كان يتمتع به يوحنا من علوم عالية و مبادئ سامية فقام يوحنا بأعباء منصبه أحسن قيام رغم حداثة سنه .
في ذلك الوقت ظهرت بدعة غريبة قام بها الملك لاون الإيصوري يقول فيها إن إكرام الأيقونات هي عبادة وثنية و أمر بتحطيم الأيقونات و نزعها من الكنائس و البيوت و أثار على الكنيسة حرباً و أرسل الجند إلي الكنائس و المنازل فأخذوا يكسرون ما وصلت إليه أيديهم من الأيقونات الثمينة و يحملون إلي خزائن الملك صفائح الذهب و أكوام الحجارة الكريمة التي كانت تزين تلك الأيقونات فثار الأساقفة و الكهنة و الرهبان و جمهور الشعب و إستماتوا في الدفاع عن إيمانهم الذي لا يقدم عبادة سجود للذهب و للخشب و للمواد المصنوعة منها الأيقونة ، و إنما يكرم الأشخاص الذين تمثلهم الأيقونات و تقدم السجود لله وحده فقط و قد شارك يوحنا أبناء الكنيسة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ، و كتب رسائل شرح فيها العقيدة الأرثوذكسية و تعاليمها ببراهين لاهوتية و منطقية .
المؤامرة عليه والاعجوبة
يقال أن الملك لاون حاول أن يخنق صوت الدمشقي بالحيلة فاستدعى أمهر الخطاطين لديه و طلب منهم أن ينسخوا له رسالة كتبها زوراً و كأنها مرسلة إليه من القديس يوحنا يستعين به( الإمبراطور) على الخليفة و أرفق لاون الرسالة المزورة بأخرى شخصية عبر فيها للخليفة عن رغبته في السلم و الصلح بينهما و للتأكيد على ذلك يرسل إليه صورة الرسالة التي أرسلها إليه يوحنا، فلما أطلع الخليفة عمر بن عبد العزيز على الرسالتين إستبد به الغضب الشديد و أرسل في طلب يوحنا وواجهه بهما فدافع القديس عن نفسه و لكن جدوى ، فأمر الخليفة السياف بقطع يد القديس اليمنى ، فأخذ قديسنا يده و دخل إلي بيته و إرتمى عند أيقونة والدة الإله و صلى بدموع غزيرة لتردها له و فيما هو مستغرق في صلاته غفاً، و إذا بوالدة الإله تتراءى له في الحلم قائلة : ها إن يدك قد عوفيت الآن . فاستيقظ يوحنا من النوم ليكتشف أن يده قد عادت بالفعل صحيحة و موضع القطع ظاهر عليها كخط أحمر .
أثر الأعجوبة ، حاول الخليفة إستعادة يوحنا و لكن قديسنا كان قد زهد في الدنيا و تاقت نفسه إلي حياة النسك و العبادة فاستأذن الخليفة و ترك البلاط و باع أملاكه و وزع ثمنها على الفقراء و الأيتام و الكنائس و الأديرة و سافر قاصداً دير القديس سابا و أتى الدير و تضرع إلي الآباء أن يقبلوه في عداد صغار الرهبان . دخل يوحنا الدير مشغوفاً بحب الإبتعاد عن العالم و ممارسة الفضائل الرهبانية و الطاعة و التواضع و قهر النفس.
و لما كان إسمه قد ملاء الدنيا خاف رئيس الدير أن يكون دخوله مؤقتاً ثم يعود إلي حياة النعيم التي تعودها و أراد أن يمتحنه فعين له مرشداً راهباً طاعناً في السن كثير التقشف شديداً على نفسه و على غيره فكان يوحنا يسير بموجب إرشادات أبيه الروحي فادهشت طاعته رهبان الدير و لا سيما عندما رأوه يجيد أحقر أعمال الخدمة التي كان يفرضها عليه مرشده، و بعد أن تحقق رئيس دير القديس سابا فضيلة يوحنا السامية و تواضعه و علمه الغزير فكر في رسامته كاهناً لينفع الشعب بمعارفه و فضائله فقدمه للبطريرك الذي رسمه كاهناً و أوكل إليه الوعظ و الإرشاد في كنيسة القيامة ، فشرح التعاليم اللاهوتيه و دافع عن الأيقونات و دحض حجج لاون الأيصوري و أتباعه و أخذ يطوف مدن سورية و فلسطين ليثبت المؤمنين في عبادة الله و يبعدهم عن شر تلك البدعة الهرطقية التي جاهر بها لاون و أتباعه.
ابداعه المكتوب ومؤلفاته
ألف القديس يوحنا الدمشقي كتباً نفيسة عديدة منها اللاهوتية و الفلسفية التي شرح فيها عقائد الإيمان ووضع التسابيح الكنسية و الألحان الثمانية التي لا زالت كنيستنا الأرثوذكسية تستعملها إلي اليوم في صلواتها و طقوسها جمعها في كتاب المعزي. رقد بالرب نحو السنة 760 م، و له من العمر84 سنة . تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بتذكاره في الرابع من شهر كانون أول شرقي(17 كانون أول غربي) من كل عام.
طروبارية على اللحن الثامن
“لقد ظهرت مرشداً إلي الإيمان القويم و معلماً لحسن العبادة و لطهارة السيرة. فأنرت الجميع بتعاليمك يا معزفة الروح القدس . و كوكب المسكونة. و جمال رؤساء الكهنة يوحنا الحكيم المتأله اللب. فتشفع إلي المسيح الإله في خلاص نفوسنا.”
عقوبة جريمة الاغتصاب وفق قانون العقوبات السوري واركانها
جاء في المادة 984 منه : «1- من أكره غير زوجه بالعنف أو بالتهديد على الجماع عوقب بالأشغال الشاقة خمس عشرة سنة على الأقل . 2- ولا تنتقص العقوبة عن إحدى وعشرون سنة إذا كان المعتدى عليه لم يتم الخامسة عشرة من عمره » حيث اعتبر قانون العقوبات السوري جرم الاغتصاب جنائي الوصف إلا أنه اشترط لإيقاع العقوبة أن يترافق الفعل بالعنف أو التهديد وشدد العقوبة إذا كان المعتدي عليه لم يتم الخامسة عشرة من عمره نظراً لظروفه وطبيعته الخاصة.
ان الفعل الجرمي وفقا للمادة 984 عقوبات يستوجب توافر أركان ثلاثة حتى ينطبق الوصف الجرمي على الفعل المرتكب وهذه الاركان هي:
الركن الاول فعل الوقاع فلا تتوافر الجريمة إلا بحالة وقوع أو حدوث الوطء الطبيعي
الركن الثاني المواقعة قد تمت بصورة غير مشروعة فلا يجوز أن يسأل الزوج الذي يواقع زوجته كرهاً حال قيام الزوجية لأن الزوج يملك مواقعتها بمقتضى عقد الزواج وحتى وإن كان بغير رضا الزوجة إلا أنه يسأل إذا ارتكب الفعل الجرمي في حالة الطلاق البائن والذي يحرم عليه مواقعتها.
الركن الثالث عنصر الإكراه أي أن يتم الفعل دون رضاء المجني عليها ويتحقق عدم الرضا بأية وسيلة تقدم الإرادة وتفقدها القدرة على المقاومة لدى المجني عليها ويشترط في الإكراه أن يكون قد استعمل في الفعل دون النظر إلى استمرار عنصر الإكراه والإكراه إما أن يكون مادياً أو أدبياً.
بين عامي 1915 و1917، قتل وشرّد مئات آلاف الأرمن الذين كانوا يعيشون في السلطنة العثمانية في مجازر مروعة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. ولكن السجال حول توصيف ما حصل في تلك الفترة لا يزال دائراً، وخاصةً على المستوى السياسي.
أما في أوساط المؤرخين، فالأغلبية تميل إلى وصف ما حصل بالإبادة الجماعية، وهذا ما عبّر عنه بيان أصدرته، عام 2000، 126 شخصية أكاديمية واعتبر أن “الإبادة الجماعية للأرمن في الحرب العالمية الأولى هي حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها”.
في صحراء دير الزور سقوط الضحايا من الاطفال الجائعين
وفي ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، يقدّم رصيف22 عشر حقائق حول ما حصل:
1ـ أول إبادة جماعية في القرن العشرين
الإبادة الجماعية للأرمن هي أول إبادة جماعية في القرن العشرين، وقد سبقت الإبادة التي ارتكبها الألمان بحق اليهود، الهولوكوست، أثناء الحرب العالمية الثانية. لا بل إن الزعيم النازي أدولف هتلر، عندما قرّر غزو بولندا، عام 1939، طلب من جنرالاته أن يقتلوا كل من ينتمي إلى العرق البولندي بلا رأفة لتأمين مجال ألمانيا الحيوي. وقال لهم لتشجيعهم وإزالة الخوف من نفوسهم: “لا أحد يتحدث في هذه الأيام عما حلّ بالأرمن”.
ضحايا التهجير من الارمن الجائعين في محافظة دير الزور
2ـ علاقة الأرمن بالسلطنة العثمانية
اجتاح الجيش التركي مملكة أرمينيا لأول مرة في القرن الحادي عشر. وفي القرن السادس عشر أصبح معظم أرض أرمينيا التاريخية جزءاً من السلطنة العثمانية الممتدة آنذاك إلى جنوب شرق أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وتوزّع الأرمن بينها وبين الأمبراطورية الروسية. وقد بقيت أرمينيا تحت الحكم العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
3ـ مجازر سابقة على الإبادة
الإبادة الأرمنية ليست أولى المجازر التي تعرّض لها الأرمن الذين كانوا يعيشون في السلطنة العثمانية. فمنذ بدايات العقد الأخير من القرن التاسع عشر، راح الشباب الأرمن الذين تلقوا تعليمهم في الجامعات الأوروبية يطالبون بإصلاحات سياسية وبملكية دستورية وبانتخابات وبإلغاء التمييز ضد مسيحيي السلطنة، وهذا ما أغضب السلطان العثماني عبد الحميد الثاني المعروف بلقب السلطان الأحمر. من هذه الخلفية، ارتكب العثمانيون، بين عامي 1894 و1896، مجازر بحق الأرمن راح ضحيتها حوالى 80 ألف، وعرفت باسم المجازر الحميدية. ومن أبشع المجازر التي ارتكبت آنذاك حرق نحو 2500 امرأة أرمنية في كاتدرائية أورفة.
من داخل ميتم لايتام الارمن الفاقدين ذويهم بالمجزرة والمجاعة والراهبات الراعيات في الميتم
وفي السنوات اللاحقة، ارتكبت مجازر أخرى بحق الأرمن. على سبيل المثال، هوجمت حوالى 200 قرية أرمنية في أضنة، عام 1909، وقتل حوالى 30 ألفاً من أبنائها.
4ـ ظروف الإبادة
عام 1915، كان يسكن حوالى مليوني أرمني في الأمبراطورية العثمانية. وفي فترة الحرب العالمية الأولى، اتهم الأرمن بتأييد جيوش الحلفاء وبالتحديد بالتواطؤ مع الجيش الروسي وذلك للتغطية على الخسائر الفادحة التي لحقت بالسلطنةفي المعارك التي جرت في المحافظات الأرمنية.
هكذا راح بعض الجنرالات الأتراك يصفون الأرمن بـ”أعداء الداخل”. وشنّ العثمانيون حملة لتجريدهم من السلاح وطالب البعض بإبعادهم عن خطوط المواجهة الحربية على الجبهة الشرقية. حملات تجريد الأرمن من السلاح تمت بشكل تعسفي دفع الأرمن غير المسلحين إلى شراء قطع أسلحة من الأتراك والأكراد فقط ليسلموا شيئاً ما إلى القوات المكلفة بالمهمة. وأيضاً نزع سلاح العناصر الأرمنية في الجيش العثماني وقتل بعضهم وحوّل آخرون إلى العمل اللوجستي.
في الحقيقة، عندما زحف الجيش الروسي نحو الدولة العثمانية، رافقته خلال تقدّمه أفواج من المتطوعين الأرمن الذين يعيشون في الأمبراطورية الروسية ولحق بهم بعض الأرمن العثمانيين. وقد ارتكب هؤلاء بعض المجازر بحق الأتراك في المناطق التي دخلوا إليها. ولكن في الوقت نفسه كانت هناك أصوات أرمنية ترفض ممارسات هؤلاء.
5ـ عمليات الترحيل والإبادة
في منتصف العام 1915، أصدرت السلطنة العثمانية قراراً قضى بترحيل أرمن الأناضول وكيليكيا من أراضيها لأنهم باتوا عناصر مشكوكاً في ولائها كما صدر قرار بمصادرة ممتلكاتهم. ولكي لا ينضموا إلى الجيش الروسي الزاحف إلى السلطنة قُرر ترحيلهم جنوباً ناحية بادية الشام. نظمت قوافل للمرحلين وأمرت جميع الأسر الأرمنية بالانضمام إليها وترك أراضي السلطنة.
هكذا، رحّل الأرمن في “مسيرات موت” كانت السلطات تشجع الأتراك والأكراد على مهاجمة السائرين فيها وسرقة ممتلكاتهم. كما أحرق العديد من الأرمن أحياء أو أعدموا أو قتلوا أو ماتوا بسبب مرض التيفوئيد أو العطش أو الجوع. وحدثت آلاف حالات الاعتداء الجنسي على النساء لا بل تم خطف بعض النساء الجميلات وفرضت العبودية عليهنّ.
المهجرين الارمن في طريقهم سيرا الى سورية
ويقدّر المؤرخون أن 75% من الأرمن المجبرين على السير في هذه المسيرات ماتوا قبل أن يصلوا إلى بادية الشام. وقال السفير الأمريكي إلى السلطنة آنذاك، هنري مورغنتاو، أنه حين أمرت السلطات التركية بترحيل الأرمن كانت تحكم بالموت على عرق كامل. يتحدث البعض عن مليون قتيل أرمني ويتحدث الأرمن عن مليون ونصف المليون. أما الأتراك فإنهم يقدّرون عدد الضحايا الأرمن بما بين 300 ألف ونصف المليون.
6ـ لماذا 24 نيسان؟
اختار الأرمن 24 نيسان تاريخاً لذكرى الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها. في الحقيقة بدأت عمليات قتل وتهجير الأرمن قبل هذا التاريخ. ولكن في ذاك النهار من عام 1915، أعدم حوالى 250 أرمنياً في إسطنبول وكانوا من نخبة المجتمع الأرمني فمنهم القادة والمثقفون والكتّاب ورجال الدين.
7ـ مجازر بحق جماعات أخرى
في فترة الإبادة الجماعية للأرمن ارتكبت مجازر بحق مجموعات إثنية مسيحية أخرى كانت تعيش في السلطنة العثمانية وهي الأشوريون واليونانيون الأناضوليون والبنطيون وراح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء هاتين القوميتين (يتحدث بعض الباحثين عن نصف مليون قتيل). وهذا يظهر عدم ثقة العنصر التركي بالمسيحيين في تلك الفترة من عمر السلطنة.
8ـ من يعترف بالإبادة؟
تعترف 20 دولة فقط بالإبادة الأرمنية وهي: الأورغواي، قبرص، روسيا، كندا، لبنان، بلجيكا، فرنسا، اليونان، الفاتيكان، إيطاليا، سويسرا، الأرجنتين، سلوفاكيا، هولندا، فنزويلا، بولندا، ليتوانيا، تشيلي، السويد، وبوليفيا. كذلك تعترف بها 43 ولاية أمريكية، وأقاليم مثل إقليمي الباسك وكتالونيا في إسبانيا، إقليم القرم المنضم حديثاً إلى روسيا، نيوساوث ويلز وجنوب أستراليا في أستراليا، وكيبيك في كندا. أيضاً، تعترف بها الأمم المتحدة، البرلمان الأوروبي، ومجلس أوربة.
9ـ تركيا ترفض الاعتراف بالإبادة
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، اعترفت تركيا بجرائم الحرب التي ارتكبتها وتبدّى ذلك من مواقف لحكومتها ومن خلال المحاكمة العسكرية لبعض القادة. وأقرت بالإبادة الأرمنية محملةً المسؤولية لزعماء حزب الاتحاد والترقي الذي كان يسيطر على الحكومة. ولكن منذ العام 1921، صار الموقف الرسمي التركي ينكر إبادة الأرمن وهو موقف يستمر إلى الوقت الحاضر. ففي ذاك العام عمل مصطفى كمال على إرجاع المسؤولين السابقين المحكومين بالنفي إلى جزيرة مالطة إلى تركيا، ومنح بعضهم مناصب وأوسمة.
حالياً الموقف التركي الرسمي عبّر عنه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بحديثه عن “المعاناة” التي عاشها أيضاً في تلك الحقبة “الأتراك المسلمون”، مضيفاً: “نحن مستعدون لمشاطرة الآلام لكننا لن نتنازل أبداً”.
10ـ الوضع الحالي
يقدر عدد الأرمن المسيحيين في تركيا اليوم بحوالى 60 ألفاً. لكن عددهم أكثر من ذلك، فخلال الحرب العالمية الأولى، اعتنق عشرات الآلاف منهم الإسلام للهرب من الموت وبقيت هويتهم دفينة. ويشارك بعض الأرمن في مناصب سياسية كبيرة، فالكاتب إتيان محجوبيان يشغل منصب كبير مستشاري رئيس الحكومة.
ترفض السلطات التركية الاعتراف بالإبادة الأرمنية وتجرّم المادة 305 من قانون العقوبات كل من يعترف بها. وتعمل السلطات على محو تلك الذكرى من أذهان مواطنيها. فهذه السنة قرّرت إحياء ذكرى معركة “غاليبولي” (دارت بين القوات العثمانية والحلفاء عند مضيق الدردنيل) في يوم ذكرى إبادة الأرمن، في محاولة لاستبدال مشاعر تأنيب الضمير بمشاعر الفخر القومي لكون المعركة المذكورة أسست لنشأة الجمهورية التركية الحديثة.
في المقابل، هناك بعض الأصوات التركية التي تطالب بالاعتراف بالإبادة الأرمنية. وعام 2008، أطلق أربعة مثقفين هم أحمد أنسل وعلي بيرم أوغلو وجنكيز أكتر وباسكن وران عريضة وقع عليها 32 ألف تركي تطلب المغفرة من الأرمن. ولكن في إحصاء حديث ظهر أن 9% فقط من الأتراك يؤيدون الاعتراف بالإبادة الأرمنية.
لماذا الاصرار التركي على انكار ابادة الارمن؟
“لن يقول الأتراك أبداً عن آبائهم إنهم كانوا قتلة”. هكذا أنهى المؤرخ جستن مكارثي خطابه في البرلمان التركي عام 2005، فوقف النواب الأتراك مصفقين بحرارة لما قاله. تلخص هذه الجملة الختامية الموقف التركي الرسمي تجاه مذابح الأرمن على يد العثمانيين، هذه المذابح التي يصفها أغلب المؤرخين في العالم بأنها أول إبادة جماعية في القرن العشرين.
السلطان الدموي عبد الحميد الثاني مرتكب مجازر الارمن واليونان و…
ففي الرابع والعشرين من نيسان 1915 جمعت الحكومة العثمانية ما يقرب من 250 شخصية أرمنية في إسطنبول وأعدمتهم. وبهذا انطلقت شرارة أعمال القتل والتهجير القسري والاغتصاب والتعذيب والتجويع ضد الشعب الأرمني في شرق الأناضول، فأدى ذلك إلى مقتل نحو مليون أرمني. كان لاشتراك بعض الأرمن في العمليات العسكرية إلى جانب الجيش الروسي، إضافة للنشاط الأرمني المحموم ضد الحكومة العثمانية في المطالبة بالحقوق السياسية أسوة بالشعوب الأخرى كالبلغار واليونانيين، أثره في ما تعرضوا له.
ورغم الاعتراف التركي الحالي بسقوط ضحايا أرمن في عمليات التهجير والقتل، فإن الموقف الرسمي يرفض اعتماد تسمية “الإبادة” ويقول إن الأرمن كانوا ضحايا حرب سقط فيها أيضاً مئات الألوف من الأتراك والعرب الروم الارثوذكس واليونان الارثوذكس والسريان والآشوريين وغيرهم. علماً أن الرواية التركية السائدة تعتبر أن الأرمن كانوا طابوراً خامساً في الحرب العالمية الأولى وخونة تحالفوا مع أعداء الدولة العثمانية الروس. وعليه، فإن سقوط ضحايا، ضمن ضحايا آخرين في وقت الحرب، أمر مؤسف ولكنه مفهوم ولا يعد قتلاً منهجياً متعمداً يمكن إدراجه تحت خانة الإبادة التي تفترض وجود سياسة مرسومة لإبادة أتباع دين أو مذهب أو عرق ما.
أما الرأي العام التركي تجاه تلك الأحداث، فيمكن تلخيص موقفه بما قاله السيد بايزيدهان عثمان أوغلو الحفيد الثالث لآخر السلاطين العثمانيين، محمد السادس، لرصيف22. قال: “ما سمعته من جدي الذي ولد عام 1922 في قصر يلدز وتوفي عام 2004 نقلاً عن أبيه السلطان أنه لم تكن هناك أية أوامر رسمية بالقيام بإبادة جماعية ضد الأرمن، بل كان الهدف هو التصدي للجماعات الأرمنية المسلحة التي هاجمت القرى وقتلت مدنيين وكانت تهدف إلى إنشاء أرمينيا الكبرى على حساب السلطنة العثمانية وبالتعاون مع أعدائها في الحرب العالمية الأولى، مثل الروس”. وأضاف: “لو كانت هناك نية لإبادتهم فلماذا تركنا الأرمن يعيشون في إسطنبول وإزمير وغيرها من المدن التركية؟”.
ولكن الجمعية الدولية للباحثين في الإبادة الجماعية حسمت هذا الجدل وأقرت منذ فترة طويلة بأن ما حدث للشعب الأرمني هو إبادة جماعية بالفعل. وهذا يتطابق مع التعريف الدولي للإبادة الجماعية، الذي يقول إنها أفعال تقصد التدمير الجزئي أو الكلي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.
لماذا تستمر تركيا في سياسة الإنكار هذه رغم وفرة الأدلة التاريخية؟ يمكن أن نوجز الأسباب في ما يلي
1ـ الخوف من المساس بأسس قيام الجمهورية التركية
كمال اتاتورك
رغم أن الحكومات الجمهورية التي حكمت تركيا منذ إسقاط الخلافة عام 1923 لا علاقة لها بالإبادة الأرمنية، فإن العديد من المسؤولين الذين شاركوا في المجازر أصبحوا في ما بعد جزءاً من النظام. ومن الأمثلة على ذلك التشكيلات المخصوصة Teshkilat mahsusa التي لعبت دوراً في مذابح الأرمن عام 1915، ومن ثم أصبح بعض زعمائها جزءاً من منظمة الدفاع الوطني التي أسسها أتاتورك عام 1921.
ولم يكن لمؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، دور في تلك المجازر لا بل أنه اعتبرها عملاً سيئاً. إلا أنه بسبب شعوره القومي الطاغي بدأ حملة لإعادة بناء الهوية التركية محت كل أخطاء الماضي، وأسدلت الستار على كل مجازر الأتراك وانتهاكاتهم لحقوق الأقليات. لذلك، فإن تذكر تلك الأحداث يعيد إلى الذاكرة فترة تفكك الأمبراطورية العثمانية وهزيمة الأتراك وهو ما يفضل الجميع تجنب الحديث عنه.
وعوضاً عن الخوض في الماضي المأسوي، تعتزم تركيا الاحتفال هذا العام بذكرى معركة “غاليبولي”، أو ما يسمى أيضاً “حملة الدردنيل”، وهي المعركة التي انتصر فيها العثمانيون على الحلفاء الذين حاولوا احتلال إسطنبول. واللافت أن المعركة بدأت في الخامس والعشرين من أبريل، إلا أن الحكومة التركية قررت الاحتفال بها في الرابع والعشرين منه، في ذكرى بدء المذبحة الأرمنية، بل وجهت دعوة للرئيس الأرمني الذي رفض حضور الاحتفال.
يبين هذا الاحتفال المدى الذي تذهب إليه الجمهورية التركية في الحفاظ على الموروث القائم على الفخر بالماضي ونسيان أخطائه. فوضع درة انتصارات الأمة التركية والذي مهد لحرب الاستقلال وإقامة الجمهورية على يد أتاتورك محل ذكرى المذبحة، هو رفض واضح للاعتراف بأية أخطاء ويصل إلى حد إهانة ذكرى الضحايا.
2ـ إعادة تشكيل الذاكرة التركية
ارمينيا الكبرى تاريخيا
منذ أن تم تغيير الأبجدية التركية عام 1928، انقطعت الأجيال الشابة عن قراءة تاريخها. فلم تعد الأجيال التي ولدت بعد ذلك التاريخ تعرف شيئاً عما حدث إلا من خلال الكتب والإصدارات الرسمية. ونتيجة للتوجه الحكومي، منذ إعلان الجمهورية التركية، المشبع بالروح الكمالية المفرطة في التوجه القومي، جرى تصوير الأمة التركية على أنها ضحية لخيانات الأقليات من الأرمن والعرب وغيرهما، والتي أدت إلى تفتت الأمبراطورية.
وبسبب هذا التعتيم التاريخي، نشأت أجيال من الأتراك تنكر ما اقترفته الحكومات التركية من جرائم ضد الأقليات إبان الحكم العثماني. ويبدو أثر هذه السياسة جلياً في ما نشره أخيراً مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية من نتائج لاستطلاع للرأي بيَّن أن 9% فقط من الأتراك يرون أن على حكومتهم أن تعترف بإبادة الأرمن وتعتذر عنها.
نموذج من ابادة الارمن
إن إنكار إبادة الأرمن يرقى إلى موقف وطني يوحد الغالبية العظمى من الأتراك في وجه أعداء الأمة ومن يحاولون تدنيس تاريخها. وربما تذكّرنا حادثة الملاحقة القضائية للكاتب الشهير الحائز نوبل للآداب، أورهان باموك، بتهمة إهانة الدولة التركية وجيشها حين تحدث عام 2005 عن مقتل مليون أرمني على يد الأتراك، بمدى حساسية الأتراك تجاه هذا الأمر. إن الإعتراف بالإبادة الأرمنية سيتطلب إعادة قراءة للتاريخ التركي، وإعادة تشكيل لذاكرة أمة بكاملها ويبدو أن تركيا غير مستعدة لذلك الآن.
3ـ التعويضات
يقول أغلب المؤرخين إن إبادة الأرمن هي أول إبادة جماعية حدثت في القرن العشرين. وعليه، فإن الاعتراف بها سيضع تركيا القديمة في مرتبة ألمانيا النازية. وسيتم التعامل مع إبادة الأرمن على أنها شبيهة بالهولوكوست النازي. وهذا أمر سيرتب على تركيا، إضافة للتبعات المعنوية المحرجة دولياً، تبعات قانونية بصرف تعويضات لأسر الضحايا وهو أمر مهول إذا ما نظرنا إلى أرقام الضحايا التي يقدرها المؤرخون بما بين مليون ومليون ونصف المليون.
4ـ تعقيدات السياسة المحلية
إن أي اعتراف بالإبادة الأرمنية، أو تراخ في الحفاظ على الكبرياء الوطني من قبل أردوغان وحزبه، سيعرضهما لخسائر فادحة في صفوف الرأي العام التركي. فالشباب الأتراك الذين تربوا على مقولة إن الأرمن كانوا خونة وإن الإبادة كذبة كبرى، والذين رأوا معاناة الأتراك على أيدي المسلحين الأرمن معروضة في المتحف العسكري التركي في إسطنبول، لن يتقبلوا من قادتهم أن يمسوا شعورهم الوطني. وهذا أمر، برغم أنه مستبعد الحدوث، سيمنح المعارضة اليمينية ذخيرة كافية في الانتخابات المقبلة للنيل من معسكر أردوغان الساعي إلى تأسيس جمهوريته الجديدة.
وفي تطور لافت، رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو صرح أن تركيا “تشاطر آلام الأرمن الذين قتل أسلافهم منذ 100 عام في الدولة العثمانية”. كما قال أوغلو إن إسطنبول ستحتضن هذا العام مؤتمراً لإحياء ذكرى مقتل الأرمن. ومع هذا، فإنه شدد على أن بلاده ترفض تماماً وصف ما حدث بأنه إبادة جماعية، وأعاد التأكيد على أنها أعمال قتل وقعت بحكم ظروف الحرب آنذاك. ويعتقد أن هذا التطور سببه تزايد الضغوط الدولية على تركيا في ما يخص مذبحة الأرمن. فقد أيد الاتحاد الأوروبي أخيراً اعتبار المذبحة “إبادة جماعية” بحق الأرمن. كما أن البابا فرنسيس قام بالشيء ذاته في خطاب علني، وهو ما احتجت عليه تركيا رسمياً.
شعار ارمينيا
قد تحمل الذكرى المئوية شيئاً من التغيير في الموقف التركي الذي كسر المنع الصارم للنقاش العلني حول الموضوع. لكن الطريق يبدو مسدوداً أمام اعتراف الأتراك بأن أجدادهم أبادوا عن سابق إصرار مئات الآلاف من الأرمن بحجة حماية الأمبراطورية التركية المتداعية آنذاك.
ولد الحكيم السوري أحيقار “Ahicar” في كالح عاصمة آشور القديمة، واسمه مُركّب من كلمتين (أح ، يقر) ومعناها أخو الكرم. وكلمة أحيقار تعني باللغة الآرامية (الحكيم ) ويوصف أنه رجل الدهاء وحسن التدبير. ولقد انتشر اسمه في جميع البلدان، حتى تألفت حوله قصة شهيرة في الآداب القديمة، وهي نوع من الأدب الحكمي الوعظي, وتدور حول الفكرة التي يتضمّنها المثل الآرامي القديم, (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها). كما أن حكمة أحيقار مدوّنة في كتاب مؤلف من مجموعتين من الأمثال والحكم الآشورية والبابلية كتبت باللغة الآرامية حوالي عام 550 ق. م. كان أحيقار معلّماً لراعية أغنام اسمها نقية أصبحت فيما بعد زوجة للملك الآشوري “سنحاريب” الذي عيّن أحيقار وزيراً عنده, ولقد استمر في عمله كوزير في عهد أسرحدون ابن سنحاريب . وتولّى هذه الوظيفة بعده ابن أخته نادان، وكان أحيقار قد تبنّاه وتولّى تربيته وتعليمه لأنه لم يكن عنده ولد.
الحكيم السوري احيقار
ومع ذلك منح ثروته لابن أخته الأصغر “نيوزاردان” لأن نادان لم يعد يسمع إليه، وهذا أثار حقد نادان على خاله, فتآمر عليه طمعاً في ثروته, وزوّر رسالة ادعى فيها أن خاله أحيقار كتبها, وفيها دعوة الفرس والمصريين لغزو آشور, وسلّم الرسالة إلى أسرحدون الذي استولى عليه الغضب دون أن يتأكد من صحّة الرسالة أو يتحقق منها, وأمر “شموسكين” أحد ضباطه باعتقال أحيقار وقتله, لكن الضابط خالف أمر الملك وخبأ أحيقار وأخبر الملك أنه قتله. وبعد فترة ندم الملك على قراره، وافتقد مشورة أحيقار، وعرف شموسكين بندم الملك، فذهب إليه وأخبره أن أحيقار لم يزل حياً . فذهب الملك إلى أحيقار وعفا عنه وأظهر له أسفه، وأنه اكتشف تآمر نادان، ولقد تُرجمت قصة أحيقار إلى لغات عدة, وهي محفوظة كمخطوطات آرامية في خزانة كمبردج , وفي برلين . ولقد تأثر بعض الفلاسفة الذين كتبوا باللغة اليونانية بأحيقار وحكمته، ومنهم ديموقريطس الأبديري الذي كتب مؤلفين هما ترجمة كاملة لحكمة أحيقار. كذلك تأثر به الفيلسوف “تيوفرست”، كما ذكره في كتاباته المؤرخ “سترابون”، ومن الحِكم التي وجهها إلى ابن أخته نادان نذكر :
يا بنيّ لا تذع كل كلمة ولا تفش كل سر، لأنه في كل مكان عيون وآذان، فاضبط لسانك ولا تدعه يضرّك.
لا تكن حلواً لئلا يبتلعوك، ولا تكن مرّاً لئلا يبصقونك.
من يصنع خيراً يلقى خيراً، ومن يحفر حفرة لأخيه يملؤها بقامته.
في دفاعه عن رواية: “بُعِثْتُ بين يديْ الساعةِ بالسيفِ حتى يُعْبَدَ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وجُعِلَ رزقي تحتَ ظِلِّ رُمْحِي” سألني أخ سلفي من الجزائر” كيف انتشر الإسلام في بلادي الجزائر، وأحببت أن أطلعكم على إجابتي للأخ السلفي الجزائري: “نعم بلادكم فتحت بالسيف . وهذا أمر لا يشرف الإسلام: بلادكم فتجت باسم الإسلام ، ولكنها لم تفتح لنشر الإسلام، بلادكم فتحت من أجل التوسع الاستعماري ، ومن أجل السبايا والجواري الأمازيغيات”.
وتابع الموقع في رده: “اقرأ هذه الرسالة من هشام بن عبد الملك إلى عامله في إفريقيا: رسالة تاريخية أرسلها أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك الاموي: كتب هشام إلى عامله على إفريقيا أما بعد, فان أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى, أراد مثله منك و عندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب, ما هو معوز لنا بالشام و ما ولاه. فتلطف في الانتقاء, و توخ أنيق الجمال, و عظم الاكفال, وسعة الصدور’ و لين الأجساد’ و رقة الأنامل’ وسبوطة العصب’ و جدالة الاسوق’ وجثول الفروع’ و نجالة الأعين, و سهولة الخدود, وصغر الأفواه, و حسن الثغور, و شطاط الأجسام, و اعتدال القوام’ و رخام الكلام’ و مع دلك, فاقصد رشدة و طهارة المنشأ. فأنهن يتخذن أمهات أولاد و السلام. “ (المصدر : من كتاب الدولة الأغلبية 909-)
يتابع المصدر بالقول “وسواء صحت هذه الرسالة أم لم تصح ، فقد تواترت الأخبار عن انتشار الجواري البيض من أمازيغيات وفارسيات ومن شتى الأجناس من البلدان التي فتحتها الجيوش الأموية، باسم الإسلام والإسلام منها براء. لا أدري كيف تنتشر جميع الديانات في هذا الكون بالدعوة والكلمة الطيبة، إلا دين الحق الإسلام فلا سبيل له للانتشار إلا بالسيف والجواري؟! لديك المسيحية ، الديانة الأولى في العالم ، هل انتشرت بالسيف؟! الهندوسية، البوذية ، هل انتشرتا بالسيف. كيف تنتشر جميع الديانات على باطلها بالدعوة والكلمة الطيبة والأسوة الحسنة إلا دين الله سبحانه وتعالى فلا ينتشر إلا بالسيف وإكراه الناس على دخول الإسلام أو الجزية أو القتل واغتصاب النساء تحت اسم ( السبايا) عجبا لكم ،جميع الأديان في هذا الكون انتشرت عن طريق الدعوة والكلمة الطيبة، إلا دين الحق دين الإسلام فلقد انتشر بالسيف؟! ديننا الإسلامي الحنيف بريء من كل الفتوحات التي تمت باسمه بالسيف ، إذا كان المسلمون هم الذين بدؤوا العدوان على الأمم الأخرى ، فالله لا يحب المعتدين : “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، إن الله لايحب المعتدين” جميع آيات القتال في كتاب الله سبحانه وتعالى تقع تحت سقف هذه الآية الكريمة. بالنسبة للقتال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحليفتيه الأول والثاني إنما كان تحت سقف هذه الآية الكريمة بما في ذلك قتال مشركي الجزيرة العربية ، وقتال الروم. عندما يستشهد أدعياء السلفية بأيات القتال التي في سورة براءة ، ليثبتوا أن الإسلام يجيز الاعتداء على الآخرين وقتلهم دون وجه حق ، نجدهم يغضون الطرف عن آيتين كريمتين في سورة براءة نفسها تبيننان أن الأمر بفتال المشركين في هذه السورة الكريمة إنما هو لرد العدوان وليس للإعتداء على المشركين ، وهاتات الآيتان الكريمتان هما: “إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الۡمُشۡرِكِينَ ثُمَّ لَمۡ يَنقُصُوكُمۡ شَيۡئًا وَلَمۡ يُظَاهِرُوا۟ عَلَيۡكُمۡ أَحَدًا فَأَتِمُّوا۟ إِلَيۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَى مُدَّتِهِمۡ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الۡمُتَّقِينَ” والآية الأخرى هي:”أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوۡمًا نَّكَثُوا۟ أَيۡمَانَهُمۡ وَهَمُّوا۟ بِإِخۡرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ” وهاتان الآيتان الكريمتان من سورة براءة تبينان بوضوح لا لبس فيه أن آيات القتال في سورة براءة ، هي لقتال المشركين الذين بدؤوا العدوان على المسلمين ، وليست لقتال المشركين الذين لم يعتدوا على المسلمين ، لأن الأصل في قتال المسلمين لغيرهم هو قوله تعالى : ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” أما السبايا واغتصاب النساء فديننا الإسلامي الحنيف ورسولنا الكريم بريئان من السبايا. ديننا الإسلامي الحنيف جاء لتحرير العبيد ولم يأت لاستعباد النساء واغتصاب النساء تحت مسمى السبايا. روايات السبايا هي روايات مكذوبة وضعها علماء السلاطين في عهد بني أمية ليبيحوا لفجار بني أمية التمتع والتلذذ بنساء البشر. أي دين هذا الذي لا ينتشر إلا بالسيف ، ويغتصب نساء الأمم المقهورة تحت مسمى السبايا؟! دينناالإسلامي الحنيف بريء من كل هذه السخافات. لو لم يقوموا بفتوحاتهم الاستعمارية، لا نتشر الإسلام بالكلمة الطيبة وبالأسوة الحسنة، ولكنهم شوهوا صورة الإسلام وأساؤوا إلى الإسلام وجعلوا البشرية جمعاء تنفر من هذا الدين ، لأنهم صوروه للبشرية دين قتل واغتصاب. الدين الإسلامي الحنيف أحق أن ينتشر عن طريق الدعوة والكلمة الطيبة من الدين المسيحي أو البوذي أو الهندوسي. “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن” هذه هو سبيل الدعوة إلى الله، أما السيف فهو سبيل القهر والظلم والعدوان. ملاحظة أخيرة: تذكر رواياتكم أن عشرة آلاف مسلم قتلوا جلهم من الصحابة قتلوا في معركة الجمل ، وأن سبعين ألف مسلم قتلوا في صفين. سؤالي هو : هل قتل هؤلاء جميعا في سبيل نشر الدعوة الإسلامية؟!”
العثمانيون والألمان والإنكليز والفرنسيون مروّا من هنا …
يندر أن تجد زائراً لحلب لم يسمع بفندق «بارون»، ولا سيّما أن الفندق الشهير أعطى اسمه لشارع حيوي في قلب المدينة. ومنذ إنشائه، كان الفندق شاهداً على معظم الأحداث والتغيّرات التي عرفتها البلاد. اليوم، يستعدّ الفندق لتوديع قرن كامل من تاريخه وتاريخ المدينة المحفور في ردهاته، بعدما قرّر أصحابه بيعه
عبثاً تحاول روبينا تاشجيان إخفاء رجفة قلبها وراء نبرة صوت واثقة، فيما تتحدّث عن فندق «بارون» الذي يستعدّ لطيّ صفحةٍ استثنائيّة من السجلات العريقة لمدينة حلب. وبات في حكم المؤكّد أنّ أصحاب الفندق اتّخذوا قرارهم ببيعه، ليتحوّل قرنٌ من التاريخ الحلبي إلى «أمانة» في عهدة المجهول. تتولّى روبينا مسؤولية
ردهة فندق بارون
«المرحلة الانتقالية» للفندق الشهير، وتتابع بهدوء الاستعداد لمرحلة إقفال أبوابه نهائيّاً في انتظار مآلات عمليّة البيع. في مطلع عام 2016 توفي أرمين مظلوميان، مالك الفندق (وحامل اسم جدّه مؤسس بارون مع شقيقه أونيك)، وواصلت أرملته روبينا الاهتمام بشؤون الفندق الذي كان قد توقّف فعليّاً عن استقبال النزلاء قبل سنوات. تقول تاشجيان «بعد تفجير ساحة سعد الله الجابري (تشرين الأول 2012) أُغلق الفندق. وفي عام 2014 أعيد فتحه لاستقبال النازحين». اقترنت روبينا بمظلوميان قبل وفاته بعامين فقط، لكنّ علاقتها بالفندق أقدم من ذلك بكثير، بفعل صداقة طويلة جمعت بينها وبين أرمين. كانت عائلة مظلوميان قد خسرت ملكيّة «بارون» في عام 1961 في إطار موجة «التأميم» وأُتيح لها الاحتفاظ بحق الانتفاع فقط («فروغ»). وتقول روبينا إنّ وريثات هذا الحق من آل مظلوميان، المغتربات، قرّرن بيعه. تحكي تاشجيان عن الفندق بشغف استثنائي، من طراز بنائه إلى تاريخه، إلى أدق التفاصيل المتعلقة به: اللوحات والصور والرسومات المتنوعة، الأواني التي كانت تُستورد خصيصاً من أوروبا (سويسرا وبريطانيا) ممهورة بشعار الفندق (اللوغو)، وتوضح كيف تبدّل هذا الشعار ثلاث مرات بتعاقب الأجيال الثلاثة التي توارثته. تتوقّف عند كتاب جمع فيه توماس إدوارد لورنس («لورنس العرب») رسائله إلى أمّه، وتشير إلى رسالة يقول فيها «أجلس الآن على شرفة هذا الفندق العظيم (بارون) وأشاهد البط والإوز يسبح في النهر». توضح: «كان نهر قويق يجري في تلك الأيام». تعدّد روبينا الغرف المهمة في الفندق، بدءاً بغرفة الملك فيصل (رقم 215) الذي أعلن استقلال سورية عن العثمانيين من شرفتها سنة 1920.
بات في حكم المؤكّد أنّ أصحاب الفندق اتّخذوا قرارهم ببيعه
ثم تشير إلى غرفة كمال أتاتورك مشفوعةً بمقدمة قصيرة «ما بدي أفتخر فيها طبعاً، بس هي موجودة، والسياح الأتراك كانوا يهتموا فيها كتير». نسأل: «أي الغرف تحبين؟» فتشرد، نضيف: «جميعها باستثناء غرفة أتاتورك؟»، لتجيب بحماسة «إيه». تنام تاشجيان حاليّاً في «الجناح الرئاسي/ رقم 213»، الذي استقبل كثيراً من الزعماء والمشاهير (من العرب: جمال عبد الناصر الذي ألقى كلمة من شرفته عام 1958، وحافظ الأسد حين كان وزير دفاع، والحبيب بورقيبة، وزايد آل نهيان، وإبراهيم هنانو، وفارس الخوري) وغيرهم الكثير. أقامت هنا أيضاً العائلة الملكية السويدية عام 1936 في طريقها نحو الهند، وشارل ديغول، وتيودور روزفلت، ورائد الفضاء الروسي يوري غاغارين، ورائدة الفضاء الروسية فالنتينا تيرشكوفا، والملياردير الأميركي ديفيد روكفلر، إلخ، إضافة إلى عدد كبير من الكتّاب العالميين (الإنكليزية أغاثا كريستي، الأميركي الأرمني وليام سارويان، الإنكليزية فريا ستارك…). كذلك استضاف الفندق العالم الإيطالي باولو ماتييه، والعالم البريطاني جورج سميث (مكتشف اللوح السابع من «ملحمة جلجامش»). مات سميث في الفندق، ودفن في «مقابر اللاتين» في حي الشيخ مقصودموجز تاريخ «بارون» عام 1868 مرّ كريكور مظلوميان بحلب (في طريقه إلى الحجّ في القدس) محمّلاً برصيد من الانبهار المسبق، بفعل ما سمعه وقرأه عنها. وقع الرجل في غرام المدينة بالفعل، لكنه فوجئ بعدم وجود فنادق فيها (كان المسافرون حتى ذلك الوقت ينزلون في الخانات). بعد سنوات، عاد مظلوميان إلى حلب، وافتتح «فندق أرارات» في «حي الجلّوم» الذي تكوّن من 12 غرفة، وهو أوّل فندق في حلب وواحد من أوائلها في سوريا. لاحقاً، واصل ولداه (أرمين وأونيك) المسيرة، وافتتح كلّ منهما فندقاً: «العزيزية بالاس»، و«أليبو بالاس». في عام 1906 ومع سريان أحاديث عن اقتراب افتتاح خط «برلين ــــ بغداد» الحديدي الشهير، قرر الأخوان بناء فندق ضخم على الطراز الأوروبي. اشتريا الأرض عام 1907، وأنجزا الطبقة الأرضية عام 1909، ثم الطبقة الأولى عام 1911، وافتتحا الفندق رسميّاً. وفي أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، أضيفت الطبقة الثالثة. شهد الفندق الحربين العالميتين، العثمانيون والألمان والإنكليز والفرنسيون مروّا من هنا، وفي عام 2012 بدأ العد العكسي لمسيرته الحافلة. نسأل تاشجيان «هل لديك فكرة عمّن يمكن أن يشتري الفندق، أو ما قد يفعله به؟»، لكنها لا تملك جواباً. تخبرنا أنّها مشغولة في الفترة الحالية بالتجهيز لإقامة معرض يوثّق تاريخ الفندق، ويعرض مقتنياته.
العاشقة الحماسة التي تصبغ حديث تاشجيان عن «بارون» لا تتوقّف عنده، بل تتعدّاه إلى كامل مدينة حلب. تقارن بينها وبين دمشق، وترى أن حلب كانت أكثر انفتاحاً بفضل طبيعتها الكوزموبوليتية. تقول «دمشق كان فيها شدة أكثر، يمكن لأنها كانت عاصمة الأمويين، واستمرّت عاصمة لسوريا. في حلب، كان عدد المسيحيين أكبر، وعدد اليهود أكبر، وتداخل الثقافات أكبر». وتضيف «كان يجب أن تكون دمشق هي عاصمة الثقافة الإسلامية، وحلب عاصمة الثقافة العربية». نقول «واضح أنك تحبين حلب»، فتجيب «أنا أحب سوريا كلها، نحن وطنيون. نحن الأرمن خسرنا وطناً في زمن مضى، لذلك نعرف تماماً قيمة الوطن، وسوريا وطني».