Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all 1470 articles
Browse latest View live

رموز عيد الميلاد المجيد تاريخ العيد…المغارة…الشجرة…سانتاكلوز

$
0
0

رموز عيد الميلاد المجيد

تاريخ العيد… المغارة… الشجرة… سانتاكلوز

مقدمة

عيد الميلاد المجيد وعيد رأس السنة الميلادية مناسبات مهمة في حياتنا وان كبرنا يبقى عندنا شوق وحنين لمغارة وشجرة الميلاد ورموزها.
الأنوار تتلألأ في البيوت وعلى الشرفات و في الطرقات, كل هذه الامور تمهد لمناسبة اعياد الميلاد حيث يجتمع الاهل والاحبة لنفرح معا بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية.وبهذه المناسبة احببت ان اعد لكم شرح مفصلاً لهذه العادات والمظاهر والتقاليد التي تخص هذه المناسبات وحاولت جمع المعلومات من مختلف المصادر وقد تم ذكرها للمصداقية…ملاحظ ان تواجد بعض الاختلافات والتواريخ فهذا لا يمس العقيدة واللاهوت بشئ انما اختلافات بسبب امور اخرى
 
تاريخ العيد
منذ القدم لم يكم هنالك ما يسمى بعيد الميلاد، كان المسيحيون يحتفلون فقط بذكرى موت و قيامة الرب اي عيد الفصح او القيامة.

ولم يكن الاحتفال بميلاد المسيح موجوداً إلا في القرن الرابع المسيحي.

و قد ظهر هذا العيد في تاريخين مختلفين 25/12 (غربي) و7/1 (شرقي). وكلا التاريخين هما احتفالات وثنية بعيد الشمس، وبعيد النور. فمنذ عام 239 ق.م احتفل اليونانيون بعيد النور الذي ينمو و بميلاد الشمس في 7/1.

مع انتشار المسيحية أرادت الكنيسة تبديل هذه المعاني الوثنية لتصبح معان مسيحية وأخذت تحتفل بعيد الأنوار أو عيد الظهور، ومن المعلوم هنا أن أول ظهور للمسيح في حياته العلنية كان يوم اعتماده وفق الكنيسة التي كانت تعيد لعيد الظهور الالهي، ومن ثم اضافت الكنيسة ذكرى ميلاده ثم أخذت الكنيسة تذكر حوادث اخرى تتصل بظهور المسيح فاعتبرت الكنيسة الارثوذكسية الاعياد الميلادية المرتبطة بماتسميه في ادبياتها ب”الفصح الشتوي” تبدأ بالميلاد ثم بعيد الختانة، وتختم بعيد الظهور الالهي.

شجرة الميلاد
شجرة الميلاد

أما عن الاحتفال في 25/12 فيعود الى روما ما بين 325-354 ق.ب وقد كان المقصود من هذا الاحتفال أن يحل محل عيد وثني اخر وهو “عيد الشمس التي لا تقهر” الذي كان قد حدده الأمبراطور أوريليانس عام 274 بعد أن أضاف إليه عيد الامبراطور الإله و في عهد الامبراطور قسطنطين 313مسيحية أصبح هذا العيد الوثني عيد ميلاد السيد المسيح الذي هو حقيقة الشمس التي لا تقهر والإله العظيم، فعين عيد الميلاد في 25/12 ليحل محل عيد الشمس و عيد الأمبراطور. و منذ عام 386 انتقل الى الشرق للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 25/12 و أصبح منذ ذلك الحين في الشرق والغرب، وصارت الكنيسة ترتل مايوثق ان المسيح هو الشمس وعيده عيد الشمس

“ميلادك ايها المسيح الهنا قد اشرق نور المعرفة في العالم، لأن الساجدين للكواكب به تعلموا من الكوكب السجود لك ياشمس العدل، وان يعرفوا انك من مشارق العلو اتيت يارب المجد لك.”
مغارة عيد الميلاد

من أجمل ما يصاحب عيد الميلاد المجيد بعض التقاليد الرائعة التي يفتخر بها كل مسيحي و أهمها مغارة الطفل يسوع، هذه المغارة التي اعتاد الجميع أن ينصبوها في ذكرى ميلاد المسيح
في الواقع، فان لوقا الانجيلي هو الوحيد من الانجيليين الاربعة الذي ذكر في بشارته مكان ميلاد المسيح في بيت لحم :” وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ مدينةِ داودَ، لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى. وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ، فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ، لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ.” (لوقا 2 : 4-7)
لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.

الشجرة والمغارة
الشجرة والمغارة

وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرون الثالث والرابع تظهر رسماً لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.
وتعود هذه العادة الى عام 1223م عندما اراد القديس فرنسيس الأسيزي أن يذكر مواطنيه بميلاد المسيح الفقير، فذهب الى مغارة طبيعية بالقرب من اسيزي وبنى فيها مذوداً كمذود بيت لحم، ومن ثم وضع تمثال الطفل يسوع بداخلها ونثر على الأرض عشباً يابساً واحضر حماراً وثوراً وجعلهما بقرب المذود. وفي ليلة العيد، وبعد قرع الجرس هرع الناس وهم يحملون المشاعل بإتجاه المغارة، واقام القديس فرنسيس الصلاة في نفس المكان، مبيناً محبة يسوع وحنانه للذين دفعاه ليولد فقيرا من أجلنا. ومن ذلك الحين أصبح من المعتاد أن تقام مغارة الطفل يسوع بمناسبة عيد الميلاد، وانتشرت في العالم كله.
والمغارة التقليديّة تحتوي على رموز
يسوع المسيح طفلاً صاحب العيد

مريم العذراء ويوسف الشيخ الطاعن في السن حارس بتوليتها المصطفاة من الله
الرعاة

 وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود، الملك الّذي وُلِدَ راعياً.
المجوس

 وهم يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك
النجمة

 وهي رمزُ للنجمة التي هدت المجوس إلى المسيح، ولنور المسيح المتجسد
البقرة

 وهي رمزُ الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان، لا ليعيش من أجله وإنما ليساعده ليعيش ويتمكن من خدمة الإله الحقيقي، وهذا رمزُ البقرة التي تقوم بتدفئة المسيح

بابا نويل
بابا نويل

الحمار

 وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامّة الناس، وهو أيضاً رمزالصبر

واحتمال المشقات في سبيل الإيمان وفي خدمة المخلّص…
الخراف

:وسيلة للغذاء والتدفئة، وترمز بشكلٍ خاص إلى الوحدة الضرورية في

جماعة المؤمنين، التي تحافظ على دفء الإيمان في قلوبهم.
الملائكة

 يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر

شجرة عيد الميلاد
واكثر تقاليد الميلاد جمال شجرة العيد التي نهرع جميعاً لتزيينها ولإظهارها في غاية الجمال، تعددت الاقاويل والمصادر عن عيد الشجرة
لا يرتبط تقليد شجرة الميلاد بنص من العهد الجديد بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة.
فقد استخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر.
ومع تحديد عيد ميلاد الرب يوم 25 كانون الأول، أصبحت هذه الشجرة جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المسفوح على الصليب لخلاصنا…

أما استخدام الشجرة فيعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في انكلترا، وهي مرتبطة بطقوس خاصّة بالخصوبة.
ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوربة خاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا حين اعتبرت الشجرة تذكيراً ب”شجرة الحياة” الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزاً للحياة والنور(ومن هنا أتت عادة وضع الإنارة عليها). وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش.

هناك ثلاثة آراء بخصوص شجرة عيد الميلاد

القديس نيقولاوس اسقف ميراليكية العجائبي او سانتا كلوز
القديس نيقولاوس اسقف ميراليكية العجائبي او سانتا كلوز

الرأي الأول
أول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في ستراسبورغ سنة 1605مسيحية
لكن أول شجرةٍ ضخمةٍ كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840م على عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد.
الرأي الثاني
للشجرة قيمة كبيرة في الكتاب المقدس (شجرة المعرفة) في قصة الخلق والتي أصبحت (شجرة الحياة) مع ربنا يسوع المسيح الفادي.
أول ظهور للشجرة كان في القرن السابع ثم انتقل التقليد إلى اسكندينافيا حتى وصل بشكل واضح في القرن الثالث عشر إلى ألمانية وفرنسة وعم في كل أوربة
وفي القرن السادس عشر أقام مارتن لوثر الألماني منشىء البروتستانتية اللوثرية أول شجرة ميلاد مضاءة في العالم، ومن ثم بدأت تظهر الزينة كأكواز الصنوبر والشرائط الملونة على أبواب المنازل والأشجار وهذه عادة كانت سائدة في بلاد الغال (فرنسة) وترمز إلى شعار الإمبراطور ديونيسيوس ورمز لكهنة كنيسة غاليا (فرنسة)
أما الألوان فائماً تحمل رموزاً روحية
الأخضر رمز الحياة الجديدة والرجاء والخصب والبركة…
الذهبي رمز الملوكية والمجد والغنى…
الأحمر رمز الشهادة والفداء…
الأبيض رمز الطهارة والنقاء…
الرأي الثالث
فقد ظهرت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية.
وفي عام 727 أو 722م أوفد إليهم بابا رومية القديس بونيفاسيوس لكي يبشرهم بالمسيح، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى اشجار السنديان وكانوا يدورون حولها كعبادة لهذه الشجرة وللاله ثور اله الغابات، وقد ربطوا إبن أحد الأمراء على جذعها، وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص إبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليُهلك.

وقام بقطع تلك الشجرة ولكن مما أذهله هو ظهور شجرة صغيرة من جذور الشجرة المقطوعة (التي قام بقطعها)، ثم نقلوها إلى أحد المنازل وزينوها، وصارت فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح عند حلول القرن 16، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم امريكا، ثم أخيرا لمنطقتنا هنا. وتفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة
وإن أصول شجرة عيد الميلاد ترجع لفترة مبكرة، فقد كانت تستخدم فروع الأشجار قبل السنة الميلادية لأغراض تقليدية. وقد مرت شجرة عيد الميلاد بتطورات عدة غنية بكثير من الأساطير، حيث كان للمصريين دور بارز في الثقافات التي ادخرت وعبدت دائمة الإخضرار. فعند قدوم اقصر أيام السنة في فصل الشتاء، يحضر المصريون أوراق شجرة النخيل الخضراء الى منازلهم لترمز الى انتصار الحياة على الموت. أما الرومان فقد كانوا يحتفلون بهذا اليوم بطقس بدعى “الزحلي” نسبة الى كوكب زحل إله الزراعة و كانوا يزينون بيوتهم بالخضروات والأنوار، كما أنهم كانوا يتبادلون الهدايا ويعطون المال من أجل الأزدهار والفطائر (المعجنات) من أجل السعادة و المصابيح لإنارة رحلة الشخص اثناء حياته.

سانتا كلوزاو القديس نيقولاوس
و من اهم ما يميز عيد الميلاد المجيد ظهور شخصية في غاية المحبة و العطف وهي بابا نويل (سانتا كلوز) هذه الشخصية التي اثرت في الجميع، وخاصة الأطفال حيث اعتاد المسيحيون على وجود بابا نويل ليلة الميلاد ليحضر الى بيوتهم، ويقدم لهم الهدايا.

فمن هو بابا نويل؟

بابا نويل هو “القديس نيقولاوس اسقف ميراليكية في آسيا الصغرى”، هذا القديس الذي ولد من عائلة غنية جداً، وقد كان دائماً يعمل من أجل مساعدة الأشخاص وخاصة العائلات المحتاجة. ولأنه كان شابا قام بالارتحال الى بلدة ميرا في تركيا. المكان الذي أصبح اسقفاً لكنيسته. حيث كان يمضي كل وقته في خدمة الفقراء، وكان يحب الأطفال كثيراً، وله في ذلك قصة شهيرة جداً، حيث كان في مدينة ميرا عائلة فقيرة جداً لديها ثلاث فتيات تمت خطبتهن وتحتاج الى المال لأجل تجهيزهن، وفي ليلة من الليالي صعد هذا القديس الى سطح المنزل وأسقط أكياساً كانت تحتوي على نقودٍ فسقطت في جوارب كانت الفتيات قد وضعنها لتنشيفها على ظهر المدفأة… و في اثناء وجود القديس نيقولاوس شاهده والد الفتيات وهو يفعل ذلك ودار حديث بينه و بين القديس نيقولاوس، حيث رجاه هذا القديس أن يبقي هذا الأمر سراً والمفاجأة كانت بعد يومين، عندما أصبحت البلدة جميعها تعرف ماذا فعل هذا القديس، ومن هنا ظهرت عادة وجود جوارب حمراء اللون لتتزين بها منازلنا تذكيرا بالحادثة التي من خلالها عرفت فيها احسانات هذا القديس الاسقف بحق هؤلاء الفقراء.



مثلث الرحمات المطران بولس بندلي…أيقونة انطاكية كتبت حديثاً

$
0
0

مثلث الرحمات المطران بولس بندلي…

أيقونة انطاكية كتبت حديثاً

توطئة

تخوننا الكلمات إن أردنا الحديث عن السيرة الشريفة المتقدسة لهذا الراعي الجليل الذي عرفناه في دمشق وكيلاً بطريركياً خلال ثلاث سنوات وتعلمنا منه جميعنا معنى التواضع والمحبة ونكران الذات والتضحية والجود بمافي جيبه الخاوي في معظم الاحيان لصالح المحتاج والمستورة واليتيم…


السيرة الذاتية

هو قيصر اسكندر بندلي مواليد الميناء بطرابلس 1929 والميناء مع طرابلس والكورة يشكلون ابرشية طرابلس والكورة وتوابعها وهي ابرشية ارثوذكسية تمتع بالغيرة الايمانية على الكنيسة، مر ثلاثة بطاركة من سدتها الاسقفية هم غريغوريوس حداد 1906-1928 والكسندروس طحان1931-1958 وثيوذوسيوس ابو رجيلي 1959-1969 وماهوالا دليل على شدة ايمان ابنائها الارثوذكس وتمسكهم بكنيستهم وبايمانهم القويم، اضافة الى كوادر عظيمة الحضور من مؤسسي ومتابعي حركة الشبيبة الارثوذكسية ولايزالون كان منهم المشهور كوستي بندلي شقيق علمنا…

 توفّي والده المرحوم اسكندر عام 1941 وكانوا يومها خمسة أولاد أكبرهم كوستي وهو في السادسة عشر من عمره.

 نشأ في بيئة مؤمنة وعائلة مجاهدة ككل ابناء هذه الابرشية الانطاكية العزيزة.

 توفي شقيقه الصغير مرسيل عن عمر خمسة وثلاثين عاماً.

مع رفقته في حركة الشبيبة الارثوذكسية في الميناء
مع رفقته في حركة الشبيبة الارثوذكسية في الميناء

دراسته

حصّل علومه الابتدائيّة والمتوسّطة والثانويّة في مدرسة “إخوة المدارس المسيحيّة” أي الفرير.ثم حاز الاجازة الجامعية في الفيزياء.

 كان من الذين اجتمعوا مع المطران جورج خضر ابتداءاً من 1944 حين بدأت حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة تنتشر في الميناء بعد عامين على تأسيسها. وكان قيصر يومها في أواخر تحصيله العلمي في المرحلة التكميليّة.

انخرط في العمل النهضويّ في حركة الشبيبة الأرثوذكسية، واضطلع بالعديد من المسؤوليات.

الكهنوت

  نتيجة لعشقه للكنيسة وللكهنوت دخل الحياة الكهنوتيّة متأثراً بأجواء النهضة الأنطاكيّة وشرطن شماساً عشية 28 آب 1959 في دير القديس جاورجيوس – دير الحرف

 شرطن كاهناً لله العلي في كنيسة القديس جاورجيوس الميناء في 6 أيلول 1959 على يد المطران المطوّب الذكر ايليا كرم مطران جبل لبنان، الذي كان قد شرطنه شماساً أيضاً.

 مارس مهنة التعليم المدرسي وهو كاهن في مدرسة مار الياس ثمّ استلم ادارتها عام 1957.

انتسب الى معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في السنة الاولى لتدشينه بيد مثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع عام 1971 وحصل على اجازة في اللاهوت عام 1975 بتميز وقد شغل المسؤول الداخلي في المعهد فحاز محبة كل الطلاب والاكليريكيين لصفاته.

يتلو صك اعترافاته في الكاتدرائية المريمية حين رسامته اسقفاً وكيلاً بطريركيا لدمشق
يتلو صك اعترافاته في الكاتدرائية المريمية حين رسامته اسقفاً وكيلاً بطريركيا لدمشق

  في الوقت ذاته خدم كاهناً في ماركبتا ، قارابش ثم رعيّة الميناء في طرابلس.

اسقفيته

 في عام 1980 انتخبه المجمع المقدّس أسقفاً،وكيلاً بطريركياً في دمشق خلفاً لسيادة المتروبوليت الياس عودة الذي انتخب متروبوليتاً على ابرشية بيروت وتوابعها ، فخدم إلى جانب غبطة البطريرك أغناطيوس في الصرح البطريركي وكان بمثابة ملاك المحبة في ابرشية دمشق وتوابعها.

ونظراً لفضائله وورعه وتقواه وعظيم اطلاعه ومعارفه فقد انتخب بالاجماع متروبوليتا على ابرشية عكار وتوابعها المترامية الاطراف بقسميها السوري واللبناني خلفاً لراعيها مثلث الرحمات المتروبوليت ابيفانيوس زائد. وكان ذلك في 26 كانون الثاني 1983 دخل ابرشيته بمعية مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس ومطارنة حمص وحماة وحلب واللاذقية وجرى له استقبال عز نظيره حتى ان الجماهير حملت سيارة غبطته وكان معه فيها في مدخل بلدة الحواش واكتسى الوادي الجميل بلافتات الترحيب مبارك الآتي باسم الرب وكان عرساً لدى ابناء هذه الابرشية بعريس ابرشيتهم المطران المغبوط بولس بندلي.

نبذة من ذاكرتي عنه

تقضي الامانة ان نذكر هذا الانسان الملاك عندما تعرفنا عليه في دمشق، لست انا فقط بالرغم من مرافقتي له في الكثير من خدماته الكنسية والاجتماعية (في حال طلب ان أكون برفقته)

لقد تأخرت في الكتابة عنه، وانا اخذت على عاتقي توثيق اعلامنا، ربما ما سأكتبه عنه في شهادتي هنا، يعرفه كثيرون، وقد لايرى فيه كثيرون مجالاً للمديح والاطناب، لكن من عاش مع هذا البار يدرك كم هو بار…

هو الواجب الذي يملي علي توثيقه بحق ذكرى هذا البار، وانا كنت من الموجودين في البطريركية منذ تنصيب مثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع اي عام 1970 متطوعاً للخدمة بأي شيء وكوني كنت قائداً للفوج الكشفي الارثوذكسي الدمشقي/ الفوج الثاني جاورجيوس

مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع يرسم الارشمندريت بولس اسقفاً في الكاتدرائية المريمية بدمشق
مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع يرسم الارشمندريت بولس اسقفاً في الكاتدرائية المريمية بدمشق

وبالتالي كانت رغبتي الجامحة اعتناق الكهنوت الشريف وخاصة عند وفاة غبطته وتنصيب البطريرك اغناطيوس الرابع 1979… لذلك كان وجودي مستمراً في البطريركية حتى كان عام 1987 وقتما كلفني مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع بأمانة الوثائق البطريركية والمكتبة. وكنت قبل الظهر في الوظيفة العامة.

ماقصدته بكلامي هو وجودي الدائم تقريباً/ وحتى الآن/ في الصرح البطريركي ومعرفتيبكل نزلاء الصرح البطريركي، فالاكليريكيين جميعهم اصدقاء واخوة ومنهم من ارتقى الى الاخدار السماوية ومنهم اليوم من هو متروبوليتاً و… واعرف دار البطريركية ببنائها القديم ومكاتبها البسيطة… في حين كان فقط البناء الجنوبي مع جزء شرقي وجزءغربي، الذي بناه البطريرك الكسندروس الثالث 1953 وفيه كان مكتب البطريرك واقامته وصالون الاستقبال، وفيها كان مكتبي رفيقي علمنا، مثلثي الرحمات الاسقفين اثناسيوس صليبا (خال المتروبوليت الياس كفوري) رئيساً للديوان البطريركي والاوقاف، وغفرئيل فضول (الذي كان اسقفاً في تشيلي في زمن الازمة الانطاكية والانشقاق الذي انهاه بحكمته مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع وتمت تسوية القضية والمصالحة وتسوية اوضاع الاساقفة الذين تمت رسامتهم بمعزل عن موافقة البطريرك الياس والمجمع الانطاكي) كان منهم المطران فضول معاوناً بطريركياً رئيساً للمكتب البطريركي. وكان مكتب كل منهما في البناء الحديث على مقدار من اللياقة.

كلمة الشكر بعد تنصيبه اسقفاً في المريمية
كلمة الشكر بعد تنصيبه اسقفاً في المريمية

فيما كان مكتب المطران بولس البار الذي اولي الوكالة البطريركية بكل ثقلها في البناء القديم الجناح الغربي المتداعي …كان مكتباً بسيطاً شكلاً واثاثاً بكل المقاييس واقل من كل مكاتب البطريركية رغم كونه الوكيل البطريركي ويرفض بلباقة وتواضع اي حديث عن ضرورة ان يكون مكتبه لائقاً، “إذ الافضل ان تُخصص النقود لخدمة المحتاجين”، وهو مترفع عن البيروقراطية كأنه يعيش في زمن سابق لعهده او كأنه كاهن او راهب بسيط…

لم يكن المطران بولس بندلي يميز بين احد، بل كان المقام الاكبر عنده للفقير والمحتاج.

كان يبدأ دوامه اليومي الساعة 8 صباحاً بعد ان يدخل الى الكاتدرائية المريمية او كنيسة القديس يوحنا الدمشقي الساعة 7 صباحاً ليصلي ثم يجتمع والاسقفين مع غبطة البطريرك اغناطيوس يومياً لتبادل المعلومات وتلقي التوجيهات البطريركية، ويعود الى مكتبه، وكان بابه مفتوحاً على الدوام لجميع الناس وبدون شماس او سكرتير لتنسيق المواعيد والزيارات… مستقبلاً الجميع بكل محبة وتواضع وخاصة ذوي الحاجات، ويستمر حتى الساعة11 صباحاً، ثم ينطلق في تجواله الرعائي والاجتماعي لخدمة الناس، ليعود لاستقبال الناس من الساعة 3وحتى آخر الليل، وكم زار بيوت فقراء سراً واعطاهم مابجيبه من نقود قليلة…وخاصة في الاعياد، لم تكن لديه سيارة ولم تكن لديه القدرة على اقتناء سيارة لضعف الموارد فقط كانت ثمة سيارة لغبطته، واخرى للمطران اثناسيوس احضرها معه من اميركا حيث خدم كاهناً قبل انتخابه اسقفاً معاوناً بطريركياً.

وكانت رواتب الاكليروس في البطريركية، وعائدات الخدمات قليلة جداً ذاك الزمن، فيذهب علمنا سيراً على الأقدام الى الطبالة والدويلعة والقصاع، فإن تأخر عن الموعد على غير عادته، كان يستقل سيارة اجرة على الماشي، ولايشعر بحرج ان استقل شاحنة صغيرة سوزوكي ليصل في الموعد… وكان بكل الطريق يسلم بتواضع واحناء الرأس على كل الناس يعرفهم او لايعرفهم، حتى الصغار فيتسابق الناس الى السلام عليه والوقوف معه محاولين تقبيل يمينه وهو يتمنع، وخاصة في الشارع المستقيم من البطريركية الى باب الشرقي، كان هذا المشهد مألوفاً عن هذا البار ويُشعرنا بتواضعه وبشموخه بآن. في وجوده بالشام التي احبته جداً عائلات ورعايا ومؤسسات وبادلها المحبة فقد اعطانا دروساً في التواضع ونكران الذات وكيف يتوجب ان يكون الاكليروس عامة والاساقفة خاصة.

كان يضع المشاركة في خدمة الجناز في أوّل سلّم أولوياته وقبل اي واجب آخروخاصة للفقراء، وكثيراً ماكان يرأس صلوات الجنازات بدون اي تكليف او دعوة، ويعتبر ذلك من واجبات الكهنة، لذا كان يزور المحزونين مقدماً لهم التعزية باسم غبطته وباسمه شخصياً لذلك صار مضرب المثل بحسه الرعائي المتميز.

المطران بولس يوم رسامته في هيكل المريمية مع المطران جورج خضر
المطران بولس يوم رسامته في هيكل المريمية مع المطران جورج خضر

وكان يذهب مع قاصديه من ذوي الحاجات الى اصحاب القرار في اي موقع كانوا، متوسطاً لتحقيق مطالبهم ويتبناها، بقوله للمسؤول “ان هذا الانسان المحتاج هو ابنكم كما هو ابننا” (وكم قالها لهم امامي) ولذلك كان مصير وساطاته النجاح…

اما لجهة الخلافات الزوجية فكان قد حد منها كثيراً بمحبته ومتابعته بجمعه الزوجين المختلفين في مكتبه مع كاهن الرعية وزيارته المتكررة لهما لأنه كان يقول دوماً “ان ماجمعه الله لايفرقه انسان”.

لم يتأخر للحظة عن اي واجب رعائي مهما كان وفي اي وقت كان حتى ولو في ساعة متأخرة ليلاً.

ذات مرة وقع حادث لأحد الشباب في جوقتنا، وقد صدمته سيارة مسرعة وتأذى كثيراً، وخسر ساعة يده، فقمنا بجمع ثمن ساعة جديدة، فطلب مني ان اذهب معه انا والشباب لعيادته في بيته، وسألني عما يأخذ بيده، فقلت له عن مشروعنا بجمع ثمن ساعة جديدة بديلة، فأجاب على الفور انه هو من سيدفع ثمنها، وطلب مني ارجاع ماجمعناه الى الشباب لكنهم رأوا ان نقدمه لزميلنا للشاب الذي تعطل عن العمل…

 الملفت انني من غير ان ينتبه، لاحظت ان لانقود مع المطران بعدما انتحى جانباً وبحث في كل جيوبه بدون نتيجة، لم استغرب ذلك لتكرر هذا الموقف مرات ولم اكن اعلم كيف كان يتدبر المبالغ ويقدمها للناس المحتاجين، ومنهم هذا الشاب الذي كانت فرحته وفرحة اهله ان المطران بولس اتى لعيادته على رأس الجوقة، وقدم له الساعة.

كان راعياً محباً لكل مؤسسات الكنيسة وبخاصة للشباب من كشافة ومدارس الاحد واخويات السيدات ومدارس الآسية ويوحنا الدمشقي والجالية اليونانية، ويتفانى في رعاية انشطتها واجتماعاتها بشكل لم نشهده قبلاً لذلك كان الالم كبيراً على انتقاله مطراناً لأبرشية عكار ولكنه كان موازياً لفرحة الجميع له بتوليه ابرشية مستقلة وخاصة ابرشية عكار المحتاجة لحنانه ورعايته.

حديث روحي للمطران بولس في مخيم الكشافة
حديث روحي للمطران بولس في مخيم الكشافة

بعدما استلم ابرشيته اقمنا مخيم الفوج في اراضي دير مار الياس الريح في الصفصافة اواخر صيف 1983، بعد الحصول على اذن من رئاسة الدير، فبادرت للاتصال بسيادته لأعلمه بذلك كون الدير تابعاً له، ولم استغرب وخاصة انا من يطلب ذلك منه ان اجد ترحيباً كبيراً منه، ورجوته حضور حفلة نار المخيم التي ستكون تحت رعايته بحضور اهالي الاولاد الذين سيحضرون يومها من الشام فوعدني.

في الساعة المحددة وصل سيادته، وجرى له استقبال حافل بالموسيقى من الفوج ومن الاهالي، وفي ختام الحفلة القى كلمة ترحيبية بنا في ديره، وتحدث بحديث روحي اخاذ عن دور الكشافة والشباب في الكنيسة الارثوذكسية، وشكرنا على تخييمنا في هذا الدير وفي ابرشية عكار، وماقمنا به من خدمة عامة في اراضي الدير (كعادتنا في كل مكان نخيم به)، وخصني رحمه الله بالشكروبالبركة واصفاً اياي بالصديق.

الملفت ان سائق سيادته اقسم لي باليمين الحاسمة ان لهما ثلاثة ايام لم يناما والمطران يتنقل من مكان لآخر في عكار بين القسمين السوري واللبناني لتفقد الاحوال والرعاية وانه اصر على تلبية دعوتي بهذه الحفلة معتبراً انها من اصول الرعاية والضيافة…

هذه بعض من شهادتي وخبرتي الشخصية مع مثلث الرحمات المطران بولس ايقونة انطاكية الحديثة.

اعماله في ابرشية عكار

 أسّس العديد من المؤسسات والجمعيّات الصحية والاجتماعية منها المدرسة المهنية الأرثوذكسية، ومركز القديس بولس للخدمات الشاملة، ومركز القديس جاورجيوس للخدمات الصحيّة والاجتماعيّة، ولعلّ المشروع الأبرز هو اطلاق المدرسة الوطنيّة الأرثوذكسيّة عام 1984التي أمست بمدّة قياسيّة الأولى في عكار ومن كبريات مدارس لبنان.

 عرفت عكّار في عهده نهضة روحيّة وفكريّة وثقافيّة، وكان مرافقاً لانطلاقة حركة الشبيبة الأرثوذكسية فيها وكان راعياً لها، كما أسّس وأطلق مجالس الرعايا ورافق اجتماعاتها ونظّم أعمالها.

انتقاله الى الأخدار السماوية

البطريرك اغناطيوس الرابع والمطران يوحنا يازجي في تشييع المطران بولس
البطريرك اغناطيوس الرابع والمطران يوحنا يازجي في تشييع المطران بولس

انتقل الى رحمة الله الثلاثاء 3 حزيران 2008 رئس خدمة الجنازة مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع وشارك في تشييعه المطارنة اسبريدون خوري يوحنا يازجي وبولس يازجي وسابا اسبر باسيليوس نصور…وكل الاكليروس في ابرشية عكار وحمل جثمانه الطاهر في نعش مكشوف من قبل الكهنة الى مدفن المطارنة في مطرانية عكارحيث وري الثرى 

 

 شهادة احد اصدقائه به هو السيد أنطوان ألفرد حبيب في ذكرى رحيله

“تؤكد شهادتي وخبرتي معه:

لقد عرفته منذ صغري في مدينة الميناء التي ننتمي اليها، وتعمقت معرفتي به عندما أصبح مطراناً لعكار وتوابعها، وكنت آنذاك مديراً عاماً لمؤسسة عصام فارس.

ولا بد لي من تسجيل واقعة حية حصلت معي قبل عدة سنوات، حتى تتكون في أذهاننا ماهية هذا الرجل الكبير الذي كان رمزاً للمحبة والتواضع والايمان، وقد رواها أحد الاصدقاء، جهاد نافع، في احدى الصحف المحلية والتي أذكرها كما يلي:

ألمت وعكة صحية بالمطران بندلي، وشئت ان أعوده في دار المطرانية، دخلت مع صديقي جهاد الى غرفة نومه حيث كان يرتاح، وكان المشهد مفاجئاً لنا.

غرفة نومه عبارة عن سرير حديدي اكل الدهر عليه وشرب، تكاد تتساقط أطرافه، خال من اي مظهر حديث.. يهتز يمنة ويسرة، والى جانب السرير طاولة قديمة جداً صغيرة وضع عليها أدويته وبعض أغراضه الخاصة..

ما عدا ذلك تخلو غرفة النوم من اي اثاث، حتى من السجادة التي تحتاجها اي غرفة نوم في فصل الخريف..

دخلنا.. ورغم مرضه ابى الا ان ينزل عن سريره ليقف مسلّماً بمسحة من خجل رسولي، فكان العجب العجاب.. انه يرتدي ثوب نوم مهلهلاً ممزقاً على جانبيه، وباتت المزق واضحة كأن الثوب الذي يلبسه منذ عهده الاول في الكهنوت..

كان السؤال، فكان الجواب المفحم: “أتريدني ان أصرف من مال المطرانية والكنيسة وهناك من أحوج اليهم مني؟ أنا مرتاح الضمير والنفس، وليس المهم أين أنام وكيف أنام بل المهم ان أخدم الرعية وكل انسان محتاج”.

علماً ان دولة الرئيس عصام فارس، الذي يكن للبنانيين جميعاً، وخصوصاً لأهالي عكار، وبالتحديد للمطران بندلي، محبة مميزة، كان يطلب مني دائماً ان اضع بتصرفه جميع امكانيات مؤسسة فارس حتى يستطيع ان يخدم من خلالها.

وكلمة حق تقال ان المطران بندلي لم يميّز أبداً بين انسان وآخر، وشملت محبته الابوية أبناء الشمال وبالتحديد عكار ومن جميع الطوائف المسيحية والاسلامية.

هكذا عاش المطران بندلي حياته، وهكذا رحل كبيراً، متواضعاً ومحباً الجميع.

سنفتقدك يا “أبونا بولس”، كما أحببتَ دائماً ان أدعوك، عندما كنت في مينائنا العزيزة، وسيفتقدك رجل الكرم والانسانية دولة الرئيس عصام فارس الذي أحبّك وعلّمنا ان نحبك ونخدمك بدون اي منة.”

(انتهت الشهادة)

خاتمة

المطران بولس مسجى لالقاء نظرة الوداع الاخيرة على جثمانه
المطران بولس مسجى لالقاء نظرة الوداع الاخيرة على جثمانه

يامثلث الرحمات…

لن أقتبس شعارات التبجيل والرفعة بحقك وفعلاً تستحق لقب مثلث الرحمات أيّها السيّد العزيز، لأنّك ما آثرت يوماً غير التواضع والمحبة، وعشت على غرار السيدله المجد تنفذ وصية المحبة، ولولاها لما اختارك الروح القدس راعياً لابرشية عكار الخزان الشعبي الارثوذكسي المهمل رعائياً وروحياً ربما لقرون مضت، فكنت انت الزارع والساقي، واليوم بدأ موسم الحصاد فيها من خلال هذه النهضة الروحية التي قمت بها في هذا الوادي الجميل وصافيتا وطرطوس وسهل عكار اللبناني…كنت في جلساتك الروحية معنا ايها البار تذكرنا دوماً بأن:

“المسيح هو الحقّ والحياة… لا يضلّنكم أحدٌ ولا تقهرنّكم ضيقاتٌ أو تجارب… لا مفرّ من كأس الموت حتى نتلذّذ بالحياة الأبديّة… وطبعاً إيماننا باطل إن لم نؤمن بالقيامة…”

سيدنا بولس البار انت كنت اميناً على القليل في كل مكان خَدمته وخاصة في السنوات الثلاث في ابرشية دمشق العطشى الى تعاليمك ياعاشق المسيح، فحملت بمحبّةٍ وصمتٍ صليبنا وصليبك مع المسيح… تألّمت لأتراحنا، كما لم تغفل عن أفراحنا فعمّدتنا وكلّلتنا وانا كنت من المباركين برفع اكليلي بيمينك المقدسة على رأسي ورأس زوجتي فكنا مباركين طيلة هذا العمر على اسم الآب والإبن والروح القدس.
أنت ذاهبٌ اليوم إلى حيث لا يضيع حقٌّ… إلى حيث لا يُهلّل لك إلا مَن الصديقين لحماً ودماً… فادخل إلى فرح السيّد حيث ستكون أميناً على الكثير…

صلِّ لأجلنا ايها البار…

في تشييعه الى مدفن المطارنة في مطرانية عكار
في تشييعه الى مدفن المطارنة في مطرانية عكار

لقد اعتدنا ان يقدم قديسونا دماءهم شهادة نقية لأجل الرب يسوع، ولكن ايضاً ثمة قديسون كثر فعلوا مافعلت انت ولكن الفارق اننا في عصر المادة الاجوف وانت كنت تعيش بالروح النقية التي سحقها الروح القدس فصيرها نقية لانسان قديس هو بولس بندلي…

صل لأجلنا ايها البار المغبوط…

ليكن ذكرك مؤبداً

 

خربشات سياسية… 23 /12/2017

$
0
0

خربشات سياسية… 23 /12/2017
– الشيء الايجابي في السياسة ان يتسلم السياسة في بلد عدوك شخص عدواني احمق وهذا حالنا مع اعدائنا امريكا والكيان الصهيوني.
حجم الحقد والكراهية يزداد في كل يوم من قبل اتباع امريكا من السياسة الحمقاء التي كشفت زيف ادعائهم بالعالم الديموقراطي الحر.
النتن ياهووووو يقود سياسة الاحمق ترامب من خلال الضغط عليه في الكونغرس، ورغبة ترامب من الخروج من مازق الكونغرس، يدفعه لاتخاذ قرارات لاتخدم حتى مصالح الكيان الصهيوني.

– ثمة رجل في البيت الأبيض يعتبر نفسه امبراطور العالم، ويغتصب الكرة الأرضية. ويتعاطى مع دول العالم، كما التعاطي مع بنات الهوى على أرصفة لاس فيغاس. الدعارة السياسية، والاستراتيجية، أو “الموت جوعاً تحت أقدامنا”
كل أبــاطرة الـرومان وفارس، كل قادة المغول والفايكينغ، كل سلاطين بني عثمان لم يفعلوا ما يفعله دونالد ترامب بالعرب، والحق معه لأنهم لاشيء عنده.!!! اسرائيل هي كل شيء. العرب لا شيء، الآخرون لا شيء… لا ايران ولا كوريا ولا القارة العجوز حتى روسيا والصين يحاول ان يجعلها لاشيء…!
– هؤلاء هم نماذج حكام العربان المنبطحين في بلاط الامبراطور ترامب، حين كان الأخير يهدد بقطع المعونات عن الدول التي تصوّت لعروبة القدس، كان “خادم الحرمين الشريفين” يتصل به، شاكياً باكياً ومستغيثاً من الصاروخ اليمني، دون أن يرف له جفن لآلاف الصواريخ التي تسقط حتى على قاعات العزاء وعلى حفلات الزفاف في اليمن، ومن دون ان يشعر بواجب من يحمل هذا اللقب تجاه عروبة القدس. بالرغم من ملايين الاطفال اليمنيين الشهداء والجرحى واموبوئين بالكوليرا وسواها بفضل التحالف السعودي… المدعوم اميركياً…
– المثير هنا، أن ترامب وضع الحلفاء العرب أمام الحائط. هل تستطيع المملكة التي تطرح نفسها قائدة الدول الاسلامية (في وجه كل ما هو الأميركي والاسرائيلي في المنطقة) ألاّ تصوّت الى جانب الأكثرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
واشنطن ستقطع المساعدات (ذلك الفتات الذي يثير الخجل) عن مصر، وعن دول عربية أخرى. ولكن هل ستأمر أساطيلها التي تحمي بعض العروش، بل كل العروش، في دنيا العرب، بالعودة الى قواعدها أم أن هذه الأساطيل بنيت أساساً لحماية العروش التي وضعت كل ثروات العرب، كل أزمنة العرب، بتصرف الضميرالسياسي في الولايات المتحدة.
– ذروة النذالة السياسية. على أبواب نيويورك ترتفع شعلة الحرية، وبنيامين فرانكلين وصف الكونغرس (وقبل أن يتحول الى هيكل سليمان) بالهيكل المقدس لأنه هيكل الديمقراطية. هكذا ارتدت الحسناء الحقودة نيكي هايلي وجه دراكولا، وهي تهدد بـتسجيل أسماء الدول التي تخرج، ولو شكلاً، ولو فولكلورياً، من القاعة الأميركية، من الزنزانة الأميركية!!!
في تلك اللحظة، بدت الكرة الأرضية على شاكلة “الحظيرة التي توضع فيها الأبقار داخل الأسوار المكهربة”. ماذا كان يعني تهديد ترامب، ومندوبته لدى الأمم المتحدة، سوى النظر الى العالم على أنه حظيرة للمواشي؟

– بالرغم من اصرار اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة على تفكيك القارة العربية، ان السيناريو الخاص باعادة تركيب الخرائط قد تعثر، ودون أن تكون المصادفة وراء التزامن بين استفتاء كردستان واستفتاء كاتالونيا الاسبانية.
مبدئياً، وربما منطقياً، الخارطة السورية ستبقى على حالها…
لا تفكيك. البيت الأبيض فقط يحاول فرض البلطجة على الشعوب الضعيفة ومنها سورية الشامخة المدمرة والمذبوحة وقفت في وجه الغطرسة الاميركية الصهيونية التركية العربانية…، بينما يحاول الكرملين ارساء قواعد جديدة للعبة.

– لقد تمكنت سورية من تجاوز أشرس حرب شنت عليها في تاريخها وهي الآن تقف على أبواب انتصار تاريخي غير مسبوق في تاريخ المنطقة والصراعات الإقليمية والدولية بمساعدة روسيا وايران ومحور المقاومة… فإن حقائق التاريخ والجغرافيا ستفرض أسسها وقوانينها والتي تقول بان هذا الصراع سينتهي بانهيار قريب للكيان الصهيوني، وهذا الانهيار سيكون اقرب مما نتوقع، ولن يستغرق أكثر مما استغرقه العدوان على سورية الذي سيدخل سنته الثامنة وربما أقل من ذلك وستعود سورية دولة قوية راسخة الأسس والأركان، ستعود سورية كما هي بلاد الشام كلها وفي مدى وحيز استراتيجي واحد مع العراق الظهير الاستراتيجي لسورية (بلاد الشام) باسم (سوراقيا) وسيفرض منطقه وأسسه على المنطقة كلها لقرن مقبل من الزمن على الأقل.

– حول التواجد العدواني الأميركي والتركي في سورية تتوالى التصريحات من قبل الروس بضرورة انسحاب القوات الامريكية منها، والتصريحات السورية ايضاً التي تطلب من القوات الامريكية والتركية الانسحاب، وتعتبرها قوات احتلال، يعزز التوقعات الامريكية بوجود تحضيرات من قبل حلف المقاومة للبدء بعمليات عسكرية في مناطق تواجد العصابة الداعشية الاميركية الجديدة المسماة “قسد” خاصة بعد الانذار الاخير من قبل الجيش السوري، بإخلاء مدينة الرقة وحقول النفط واصرار الجيش السوري على دخول تلك المناطق محرراً.
– المستعمر الامريكي مهما أرغى وأزبد في حال خسر أحد من جنوده فسيعود الى القانون الامريكي، الذي لم يمنح الادارة الامريكية صلاحية خوض حرب ضد الجيش السوري، ولنا في عدوانه على فيتنام وخروجه ذليلاً منكسراً هارباً خير تذكير هلى هذه الهزيمة الاميركية النكراء، وخاصة بعد اعتراض الطائرات الروسية لطائرة امريكية شرقي نهر الفرات، الذي يعني احتمال تطور المواجهة الى اصطدام اكبر.

-عروبة القدس وفلسطين هي بوصلة سورية بالرغم من الطعنات التي طعنتها بها الكثير من الفصائل المسلحة الفلسطينية، وابرزها حماس التي عاش مشعلها وكوادرها في سورية اباطرة وتغذوا كالعلق من لقمة السوريين واستمدوا صمودهم من الصواريخ السورية، والله يعلم كم عانت سورية لتصل هذه الصواريخ الى غزة المحاصرة…

– بات واضحاً أن الله لا يكترث لا لصلواتنا، ولا لأدعيتنا، والا لما ابتلينا بأنفسنا قبل أن نبتلى بحكامنا، لا أحد يصغي الينا لا في السماء، ولا في الأرض، هل من مكان ثالث.

عوة الى البكاء، حفل بكاء، على قبور العرب، لم يبق من العرب سوى… قبور العرب.
حين تابع العالم… الغريب قبل العرب… كلمات أحمد أبو الغيط، وعادل الجبير، وخالد بن أحمد آل خليفة، شعر بالعار من هذه الامة. رفعوا أصواتهم، ورفعوا كوفياتهم، تنديداً بالاعتداءات الايرانية على بلدانهم. بينما يمدون الايدي تحت الطاولة للكيان الصهيوني وحتى في العلن للصلح معها على حساب دماء هذا الشعب الفلسطيني المعتر والمنكوب وقد صار عدد الشهداء بثلاثة اسابيع العشرات والجرحى والمعتقلين بالآلاف جراء القمع الصهيوني ضد الغضب الفلسطيني بشعبه الاعزل وحده دون العربان.

– كان أمرًا مُعيبًا أن يَقف مَندوب سوريتنا الشامخة على مِنبر الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة مُتحدّثًا ومُؤكّدًا أن حُكومَة بِلاده لن تتراجع عن مَوقِفها الثّابت إزاء القُدس المُحتلّة، والقضيّة الفِلسطينيّة، وحَتميّة استعادة جميع الأراضي العَربيّة المُحتلّة كامِلةً، وإنهاء الاحتلال، وقِيام الدّولة الفِلسطينيّةِ المُستقلّة، بينما تُجمّد الجامعة العَربيّة عُضويّة سورية، ولا تُوجّه لها مُنظّمة التّعاون الإسلاميّ التي تُهيمٍن عليها السعوديّة الدّعوة للمُشاركةِ في قِمّة إسطنبول الإسلاميّة التي انعقدت لبَحث تَهويد المَدينة المُقدّسة والاعتراف بها كعاصِمَةٍ للكيان الصهيوني.

الأردن من جانبه ولو متأخراً يَقود تَحرّكًا قَويًّا هذهِ الأيّام في مُحاولةٍ ، لتَصحيح هذا الاعوجاج، وإعادة سورية الدّولة والشّعب إلى المُؤسّسات العَربيّة مُجدّدًا، وتَمثّل هذا التحرّك في الاحتجاج العَنيف الذي عَبّر عنه مشكوراً السيد عاطف الطراونة، رئيس مجلس النوّاب الأردني في اجتماعٍ لاتحاد البرلمانيين العَرب في المغرب، استثنى دَعوة وَفد بَرلماني سوري للمُشاركة، وزِيارة القائِم بالأعمال السوري في عمّان للسيد الطراونة، ومُباركة الاخير بانتصارات الجيش السوري واستعادة مُعظم الأراضي السوريّة من قَبضة الجَماعات الإرهابيّة المُسلّحة.

– يَصعُب علينا أن نَفهم استمرار حُكومات العربان في مُقاطعة سورية بالطّريقة التي تَقوم عليها حاليًّا، وكأنّها لا تَقرأ الوقائع على الأرض، ولا تَرى المُتغيّرات الاستراتيجيّة في مِنطقة الشرق الأوسط بُرمّتها، وظُهورِ مَحاور سياسيّةٍ جديدةٍ بقِيادة روسيا بَدأت تُعيد رَسم مُعادلات القُوّة وِفق هذهِ المُتغيّرات، مِثلما تُكابر في الوَقت نَفسه، وتَرفض الاعتراف بفَشل مَشاريعِها في تَفتيت هذهِ الأُمّة، وتدمير أعمِدتها المُقاومة للكيان الصهيوني.

فإذا كان الرئيس الفرنسي ماكرون يُؤكّد أن بِلاده ستُعيد فَتح قَنوات الاتصال مع سورية بعد هَزيمة داعش/ وان كانت دعوته المقرونة بتحميل سورية فشل محاثات جنيف 8/ وجدت رفضاً من الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد مشيراً الى دور فرنسا الدموي في سورية، فهل الحُكومات العَربيّة الأُخرى أكثر فَهمًا وقوّة من فرنسا التي قادت الحَرب في سورية ومولت الارهابييين واعداد كبيرة منهم ممن يحملون جنسيتها، ولَعِبت دَورًا كَبيرًا في دَعم المُعارضة السوريّة عَسكريًّا وسياسيًّا وماليًّا؟ فالمَسألة ليست مَسألة عِناد ومُكابرة، وإنّما مَسألة مُتغيّرات على الأرض لا يُمكن تجاهُلها، أو القَفز فَوقها، ووَضع السياسات التي تتلائم مَعها. تَصويت الأردن القويّ في الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة لصالح قرار يُدين مَشروع ترامب في تَهويد القُدس المُحتلّة، ربّما يُعرّضه إلى مُضايقاتٍ وضُغوطٍ، وربّما إجراءاتٍ انتقاميّة بخَفض المُساعدات الماليّة، أو حتى وَقفِها، وتَرحيل آلاف الفِلسطينيين إليه، وجَعله الوَطن البديل، لأنّه رَفض أن يَبيع كرامَته الوطنيّة، مُقابل حِفنةٍ من الفِضّة، وهذا يَتطلّب التفافًا شعبيًّا حول السّلطة، والوقوف في خَندَقِها في مُواجهة هذهِ التّهديدات، لتَصليب عُودِها، وتَعزيز صُمودِها.

في النتيجة ان معادلة القوة التي فرضها الجيش السوري ومحور المقاومة بدعم من روسيا ومجموعة البريكس هي الضامن الاساس لانتصار سورية الغد بالرغم من شلالات الدماء الطاهرة والدمار الذي لايتخيله بشر بفضل الحرب العدوانية الكونية على سورية.

لقد استطاعت سورية خلال سبع سنوات من الصمود لتنتقل الى الهجوم والهجوم هو خير الطرق للنصر…

دولار واحد…

$
0
0


دولار واحد…

قصة وجدانية روحية
مرَّ طفل فقير بائع مناديل ورقية على سيارة فاخرة واقفة، وعرض على السائق شراء المناديل، فاعتذر ولكن أعطاه دولار واحد، وتابع تصفح هاتفه الفاخر…

ذهب الطفل شاكراً، ثم وقف أمام محل للأحذية ينظر للأحذية المعروضة في واجهة المحل، وينظر في الوقت ذاته إلى حذائه المهترىء…

ولكن الأسعار غالية جداً منها بـ 75 دولار ومنها بـ 90 دولار ولكن هو لا يملك سوى دولار واحد فقط.
لمحه الغني الذي أعطاه المال، فخرج من السيارة، ودخل الى محل الأحذية، ثم خرج بعد فترة قصيرة، وهو يبتسم، ثم ركب سيارته وتحرك…
ثم بعدها خرج صاحب المحل وفتح واجهة محله حيث عرض احذيته الغالية… وضع ورقة مكتوب عليها “دولار واحد فقط”…

فرح الطفل فرحاً لايوصف، فدخل الى المحل واشترى الحذاء، ودفع ثمنه الدولار واحد الذي معه.

للتفكير والعبرة
ما أجمل ما فعله ذلك الغني، كان من الممكن ان يتفاخر، ويقول له تعال اشتري لك حذاءً، ولكن اراد ان يعمل الخير بدون ان يظهر تفاخره، لكي يبدو الامر طبيعياً وكأن صاحب المحل هو من رخص اسعار احذيته.

قال الرب يسوع
“مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَية هُوَ يُجَازِيكَ علانيةً.”

( قصص مسيحية)


خربشات سياسية 26/12/2017مؤتمر سوتشي

$
0
0

خربشات سياسية 26/12/2017

مؤتمر سوتشي

تعكف وزارة الخارجية الروسية حاليا على إعداد قائمة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي من المقرر أن يعقد أواخر الشهر المقبل في منتجع سوتشي، ومن المتوقع أن يشارك فيه 1500 شخصية سورية تمثل مختلف ألوان الطيف السياسي والعشائري والجغرافي والمذهبي في البلاد.

بات معلناً ومنذ جنيف الذي افشلته المعارضة وتحديداً منصة الرياض باشتراطها رحيل الاسد، بات معلناً انها اي ماتسمى “الهيئة العليا للمفاوضات” ستواجه خيارات صعبة أبرزها التخلي عن مطالبتها برحيله فالخارجية الروسية التي ستكون صاحبة الكلمة العليا في توجيه الدعوات للمشاركة اشترطت التخلي كليا عن الحديث عن بقاء الرئيس الأسد من عدمه ، و” لن تسمح بتحويل المؤتمر إلى ميدان للشعارات في هذا المضمار، لأن المطالبة برحيل الأسد تعني الرغبة في استمرار الصراع المسلح.”

– هذا الشرط الروسي يضع “الهيئة العليا للمفاوضات” برئاسة  نصر الحريري والناطق الاعلامي يحي العريضي (الذي كان قبل التحاقه بالدولار ناطقاً بكل شيء باسم الدولة السورية في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، لكنه انشق لأنه لم ينل المنصب الاعلامي الذي يرغب به)، هذا الشرط الروسي يضع هذه المجموعة التي لاسند لها على الارض السورية أمام خيارين:

– إما المشاركة والتخلي عن المطالبة برحيل الأسد، وهي التي نص عليها بيانها الذي أصدرته من الرياض قبل الذهاب إلى جولة المفاوضات الأخيرة الفاشلة في جنيف.

– أو التمسك بهذه الفقرة، أي رحيل الأسد، واستبعادها من مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وخروجها من ترتيبات تتعلق بمستقبل سورية.

– مؤتمر سوتشي سيكون “أم المؤتمرات” ومن المتوقع أن تكون قراراته حاسمة، لأنها ستتضمن تعديلات دستوريةعبر صياغة دستور جديد، وإجراء انتحابات رئاسية وتشريعية، وقد لا يكون هناك أي دور لأي فصيل معارض في هذه الانتخابات إذا أستبعد، أو أبعد نفسه من المشاركة في المؤتمر المذكور.

وسيكون نجاح مؤتمر الحوار في سوتشي مدوياً، وتتم اقرار صيغة دستورية تفسح المجال لخوض الانتخابات كافة، بغض النظر عن ماضي المرشحين، باستثناء من كان له اتصال مع الكيان الصهيوني.

– ستيفان دي ميستورا طالب المعارضة في جولة جنيف الأخيرة بالتخلي عن مطالبها برحيل الأسد، والتعاطي مع المتغيرات على الأرض السورية في إشارة إلى سيطرة الجيش العربي السوري على أكثر من 95 بالمئة من الأراضي بدعم روسي إيراني وحزب الله، وفقاً لموقف وفد الحكومة السورية برئاسة د. الجعفري الذي علق مشاركة وفد سورية، بداية، ثم في المرحلة الثانية من جنيف، وها هي الخارجية الروسية المضيفة لمؤتمر الحوار تطالب بالشيء نفسه،مما يعني أن هناك تفاهماً دولياً في هذا الصدد.

الرئيس الروسي بوتين يعرف ما يريد، ويملك خريطة طريق واضحة المعالم في الوضع السوري منذ اليوم الأول لاتخاذه قراره بالتدخل عسكريا عام 2015, ووضع كل ثقله لصالح بقاء الدولة السورية، وعندما يعلن عن سحب قواته بعد اكتمال إنجاز مهمتها، كما اعلن من حميميم امام الرئيس الأسد، فهذا يعني أن الحرب في سورية قد انتهت، وأن مرحلة السلام والاستقرار وإعادة الإعمار في سورية قد بدأت.
– بالغوص في الذاكرة التاريخية، نستذكر، عندما فكر كسينجر ثعلب الخارجية الاميركية، بإلغاء نتائج الانتصار السوري-المصري في الايام الاولى من حرب تشرين التحريرية عام 1973 بعبور الجيش المصري خط بارليف واجزاء واسعة من سيناء والجيش السوري خط الون الحصين وتحرير مرصد جبل الشيخ والقنيطرة والوصول الى مشارف الحولة وطبريا، اتبع كيسنجر “سياسة الامر الواقع” ، وسميت وقتها دبلوماسياً “سياسة الخطوة خطوة” وبدأ بحياكة اتفاقية سيناء التي اخرج بموجبها، بالتعاون مع السادات المقبور، الجيش المصري من المعركة وصرح المقبور وقتها:”انه لايستطيع محاربة اميركا”، وبقي الجيش السوري وحده في المعركة، ونقل العدو قواته الضاربة من جبهة سيناء الى جبهة الجولان اضافة الى اسراب الطيران ما ادى بعد حوالي 20 يوم من القتال السوري البطولي الى القبول بوقف اطلاق النار بعد اختراق معادٍ كبير في المناطق التي كان قد حررها الجيش السوري مع بدء الحرب… ثم عقد كيسنجر بين مصر والكيان الصهيوني “اتفاقية كامب ديفيد” وبها خرجت مصر نهائياً من النضال ضد الكيان العبري. وبدأ الحرب الأهلية في لبنان، كما تنبأ السادات المقبور في تهديده للرئيس المغفور له حافظ الاسد الذي لم يقبل للسادات ليس بمرافقته بل بزيارة الكيان العبري وبعد توقيعه اتفاقية كامب ديفيد، وشغل الجيش السوري هناك في الحرب الأهلية اللبنانية وماتلاه وقدم الجيش السوري خيرة ضباطه وجنوده (20000 شهيد غير الجرحى والمخطوفين) ومعدات وطائرات كثيرة ،والبقية معروفة.
– الآن سياسة الخطوة خطوة اصبحت عرفاً دولياً وهاهي روسيا (بوتين ولافروف…) تجيد اللعب فيها:
* بوتين يناقش مع مجلس الامن القومي الروسي مؤتمر سوتشي …
* لافروف يقول ان التواجد الامريكي في سورية يعيق عملية السلام…
* الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية يقول ان سورية لن تقبل بوجود قوات احتلال اميركي…

* مايعني انه يتزايد يوما وراء يوم تصريح القادة الروس، وابرزهم وزير الدفاع الروسي عن احتلال امريكا للشمال الشرقي السوري ومدى تأثير ذلك على الحل السياسي، وانه ينذر باصطدام قريب، وان الحكومة السورية لن تقف مكتوفة الايدي امام تواجد مناطق لتهريب الدواعش.
* روسيا وعلى لسان وزير دفاعها كانت قد صرحت بان الجيش الروسي سيدعم اي عمل يقوم به الجيش السوري للقضاء على الارهابيين واستعادة كامل اراضي سورية..ووفق سياسة الخطوة خطوة

* ستتم مصالحات بالجملة ويعود ريف دمشق بالكامل الى سيطرة الحكومة، وهذه بدأت الآن في بيت جن ومغر المير في ريف دمشق الغربي، وسفوح جبل الشيخ، وخروج من يرغب من مسلحي النصرة الى ادلب ودرعا.
* وسيتم تحرير مدينة ادلب في الاشهر الاولى من العام القادم .
* وستعود محافظة درعا بالكامل الى سيطرة االدولة، وخاصة بعد تحول المناخ السياسي في الاردن من دعم غرفة الموك و الارهابيين…الى الاشادة بانتصارات الجيش السوري على الارهابيين…
* قائد قسد العسكري يلقنه الروس درسا في العمل السياسي محذرينه بان لاتتكرر تجربة اقليم كردستان. وسيسطر الجيش السوري على منطقة عفرين وكامل ريف حلب الشمالي وستبدأ القوات التركية بالانسحاب.
*ستقع مناوشات عسكرية عنيفة بين اللجان الشعبية وقوات العشائر العربية وبقية الاطياف والقوى الرديفة للجيش وبين قسد في المنطقة الشرقية ويبسط الجيش سيطرته على حقول النفط وكامل المنطقة ، وبالتالي يتم التوصل الى حل بانسحاب كافة القوات الاجنبية المرافقة لقسد، وقبول التحاق بعض عناصر قسد بالامن الداخلي السوري.
– نحن الآن امام سياسة روسية مدعومة بالحلف المقاوم، هي سياسة يرسمها الميدان وهي سياسة الخطوة خطوة.

– الرئيس بوتين والمحور السوري- المقاوم الذي يتزعمه استطاع بسياسة الامر الواقع تجيير تركيا لصالح مخططه، وقد انتصر في الحرب الكونية والتكفيرية على سورية، وحان الوقت لفرض شروطه وتصوراته في مرحلة السلم وإعادة الإعمار، ومن يركب قطار مؤتمر سوتشي من محطة البداية سيجد له مقعدا في العملية السياسية المقبلة بلا شك، بعكس من يستنكف ويتلكأ في الصعود سيظل وحقائبه في المحطة، ويواجه صقيع الانتظار الذي سيطول حتما، بل سيكون مفتوح النهايات.

– الجيش السوري البطل مدعوماً من جماهير شعبنا الحر هو الضامن الاول والأخير لسورية الغد المنتصرة على ارهاب الكون وفي مقدمهم الصهيونية واميركا والخونة الداخليين الذين باعوا ذواتهم بحفنة من الدولارات…

وستعود سورية محجة لكل احرار العالم.

الكنيسة والعالم

$
0
0

الكنيسة والعالم

لقد شاء الرب المؤسس لكنيسته له المجد أن تكون كنيسته هذه التي اقتناها بدمه الكريم في العالم، وخارج العالم بآن…

– ماذا يعني هذا الكلام المزدوج وربما المتناقض؟ اذ كيف تكون الكنيسة في العالم وخارج العالم؟

الكنيسة تعيش في العالم

الكنيسة تعيش في العالم بتفاعلها مع كل شيء زمني، مع التاريخ وتطوراته، ومع المجتمع وحركاته، ومع البشر الرازحين تحت نير الخطيئة التواقين، عن معرفة أو عن غير معرفة، إلى خلاص المسيح. وليس ثمة في العالم شيء لا تقدر الكنيسة أن تنظر فيه أو تحكم له… أو عليه.

حكم الكنيسة في العالم على العالم لا يعني مطلقاً تدخلها في شؤونه الزمنية.

الكنيسة لايمكن لها بحال من الأحوال، أن تتحمل مسؤولية هذا أو ذاك من الأوضاع التي تبدي رأيها فيها بثقة وجرأة.

الكنيسة غير مسؤولة، والمسؤولون فقط المسؤولون عما هم مسؤولون عنه. الكنيسة إذن تعزي وتقوي وتعلم وترشد وتحكم وتغفر وتخلص وتعد الانسان بمحبة المسيح الفائقة، وإذ تفعل كل هذا تترك للانسان الحرية التامة بأن يقبل أو لايقبل هذه المحبة، وبأن يستفيد، أو، لايستفيد من هذه التعزية والتقوية والتعليم والارشاد والحكم والخلاص والغفران.

من أرفع صفات الله حريته في الوجود وفي الخلق. ومن جوهر حبه الفائق لنا أنه أرادنا أحراراً خلاقين مثله، واسمى خلق بشري حر هو خلق نفسه، أعني أنه يعين كل واحد منا نفسه في ان يختار، بين ان يكون، إما إبناً حراً لله وارثاً أمجاده وآلامه أيضاً، أو ابناً لغير الله متمردأ على روحه وكلمته. وكل بنوة لغير الله الحيّ هي، كما قال أوغسطينوس المغبوط: “عبودية”.

استجابتنا بحريتنا الشخصية الداخلية لله بالقبول أو بالرفض، هي الفعل الكياني الأخير الذي لايستطيع حتى الله ذاته تعطيله فينا.

هذا هو سر الحرية في الانسان… هذا هو عيش الكنيسة في العالم.

الكنيسة تعيش خارج العالم

لكن الكنيسة أيضاً تعيش خارج العالم، تعيش في سر الله المكنون في المسيح، وهي لأنها مثَّبَّتة في هذا السر، ممارسة إياه غنية به، أمينة عليه وله، تستطيع أن تفعل فعلها في العالم، وتصبر على هذا العالم، وتحبه. ولولا عيش الكنيسة خارج العالم، لما عاشت في العالم ايضاً، ولما بقيت فيه.

تعيش بالأسرار والطقوس، بوحدة الإيمان ورباط المحبة، بالأدعية والصلوات بالاعتراف والمناولة، بكلمة الرب، وبشراكة القديسين، بالتبحر في حياتهم وآلامهم وأقوالهم ببركة الكهنوت، بفيض المحبة النابعة من المسيح.

بهذه جميعاً تعيش الكنيسة خارج العالم في سر الله المكنون بطريقة شاءها رب الكنيسة المؤسس لها والمتابع بعيشه في وسطها.

ومن الجدير ذكره أنه لاتمكن المقابلة الصحيحة بين الكنيسة والعالم، لأن مآل هذا غير مآل تلك. و”الكنيسسة والعالم”، تعني بالفعل “العالم من أجل الكنيسة” لأن الكنيسة في أزلية، بينما العالم في زوال. مع أن كل نفس إنسانية هي خالدة… فأعمق صرخة يمكن أن تتصورها الكنيسة هي: طوبى للنفس الخالدة في الكنيسة وبالكنيسة.

أنا كمسيحي وُجدت على صورة خالق افتداني بدمه الكريم المسفوح على صليب آثامي من الجدين الأولين، لا أعرف، ولا يجب علي ان أعرف، إلا الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، بدون تحزب ” انا لبولس او أنا لأبولوس وصفا…” ولذلك أحزن وأبكي واغضب بشرياً أمام ظاهرة التفسخ والتعدد والانشقاق والتباعد، والإستلاب والإحتواء وشراء الضمائر والذمم، وضم الناس مادياً بقوة الدولار لظروفهم الحزينة كما في حالة السوريين الفقراء والمذبوحين بنتيجة غدر عالمي عليهم، كما غدر الاستلاب الديني والمذهبي اللاحق والمكمل الذي يسلبهم حق الايمان كما يرون.

وأجثو على ركبتيّ مبتهلاً بحرارة من أجل خير الكنيسة ومستقبلها في التقارب والوحدة.

هذا التراث الأرثوذكسي الايماني العظيم الذي في كينونتنا، كأرثوذكس أنطاكيين تحديداً، هو أقدس ماعندنا، وان عن غير استحقاق منا به، يجب علينا أن نحبه ونتمتع فيه، ونلتصق به، ونحافظ عليه باتضاع وانكسار قلب.

– التساؤل العميق القلق عن الوحدة المسيحية لتعود واحداً، والسعي المتواضع نحوها، وبالتالي نحو حقيقة الكنيسة الواحدة، سواء في العالم الأرثوذكسي، أو في العالم الكاثوليكي، وفي العالم البروتستانتي من أخطر ظواهر هذا العصر حيث يتفشى الالحاد بشكل كبير، وحيث تتوالى الانشقاقات أكثر فأكثر بتنامي الهرطقات بتدخل النظريات السياسية والتلمودية والمتهودة فيها، وكأننا في أول عهد الكنيسة بالمجتمع بعد القرون الدموية الثلاثة الأولى من عمر الكنيسة، عندما بدأت الهرطقات الهدامة تفعل فعلها، وتشق جسد الكنيسة جسد مؤسسها الرب يسوع.

لنصلِ إذن من أجل الوحدة في الايمان والمحبة، طالبين أولاً ارادة الرب وبره، محافظين على كل ما استلمناه من التقليد الرسولي والآبائي الشريف.

ولنَحْذَرْ من كلِ كبرياء وكل مصلحة، وكل انتفاخ و”غرور وحب الرئاسة، والكلام البطال” وهمسات الشيطان، ولنكرر كل يوم ما تعلمناه من الذهبي الفم أنه، “مهما حصل، فلله وحده ينبغي كل مجد وإكرام وسجود”.

“لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر”

$
0
0

“لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر”

تقيم كنيستنا المقدسة في اليوم التالي لعيد ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد عيداً جامعاً لوالدة الإله.

في ذلك العيد الجامع نكرم العذراء الطاهرة دائمة البتولية، فقد جاء في النص الإنجيلي في بشارة الرسول متى:

“ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” (متى٢٥:١)
بعض الناس يُخطئ عن براءة او عن قصد في تحقير العذراء وانكار طهارتها وبتوليتها الدائمة وخاصة في كنائس أخرى كالبروتستانتية بشيعها وبالأخص الانكليكانية لاتهتم بالعذراء وباستمرار عذريتها بعد ولادتها يسوع وان دامت بتوليتها او لا…! فهي عندهم مجرد امرأة انتهى دورها في عملية الولادة ومنهم من يصفها بدارج الكلام الشعبي :” لمَ نكرمها فقط نكرم المسيح الرب، هي نكرمها مؤقتاً كونها حملت به وانتهى دورها، فما هي إلا كوارة وفرغت”…!

في تفسير هذه الآية ” لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” يزعمون وعند اول حوار عن العذراء بقولهم أن يوسف خطيب والدة الإله مريم أقام علاقة مع والدة الإله كزوجة له بعد ولادتها ليسوع، وانجب منها اولاداً، وبالتالي يكون للرّب يسوع المسيح إخوة في الجسد.
ويبنون زعمهم هذا على كلمتي “حتى” و “بكر”، ويدعمونه بعبارة “إخوة يسوع” التي ترد في الإنجيل.

كلمة حتّى
أوّلًا، لغويًّا

كلمة حتى سَواءٌ في اللغة العربيّة أو في اللغة اليونانيّة التي كُتبت فيها الأناجيل

والرسائل

، ἕως οὗ” لا تعني بالضرورة انتهاء أو توقّف الحالة التي قبلها
فمثلًا: “عيوننا نحو الرّبّ إلهنا حتّى يترأف علينا” (مز٢:١٢٣)
فهل نتوقّف عن طلب الرحمة من الله بعد أن ننالها؟ بالطبع لا…
وفي الكتاب المقدّس أمثلة كثيرة على هذا النحو…
ثانيًّا، لجهة البتولية

تتمسّك الكنيسة ببتوليّة والدة الإله ليس تحقيرًا للزواج، ولاتنظر إلى العلاقة الزوجيّة الطاهرة كأنّها دنسة.
على العكس، الكنيسة تقدّس الزواج وتباركه، وهو سرٌ قائمٌ فيها بحد ذاته. سر مقدس ويتمم بالبركة الكنسية، وهو باكورة عجائب الرّبّ يسوع المسيح كانت في تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل.
وإنّما التمسّك ببتوليّة العذراء، هو شهادةٌ حقيقيّةٌ وصادقةٌ لما كانت عليه مريم إنطلاقًا من رغبتها بتكريس نفسها بالكليّة منذ صغرها، روحًا وجسدًا، لخالقها.
كلمة بكر
البكر هو الولد الأول، وليس من الضرورة أبدًا أن يتبعه إخوة أو أخوات (عدد١٥:١٨).
الخلاصة بعجالة وبدون توسع
عبارة “إخوة يسوع”، لا تعني بالضرورة إخوة في الجسد، فهي في اللغة الساميّة تشير إلى القربى، وحتّى الرفقة، وفي المجتمع اليهودي تنصرف الى الاقارب، وتنصرق هنا الى أبناء يوسف من زواجه سابقاً قبل ترمله، كما تنصرف الى ابناء قريبات ونسيبات العذراء الطاهرة اللواتي كن معها على الدوام وقد عاش يسوع طفولته وصبوته معهم كالاخوة، ورافقوه في تجواله في ارجاء فلسطين، لذا هم يصدق عليهم وصف الاخوة.

ومجرد التفكير ان يوسف الصديق كان شيخاً طاعناً في السن، وهو بعيد كحال كل البشر تقريباً عن موضوع الزواج، عدا عن انه كان ورعاً جداً وخاف عندما شاهد بوادر الحمل بيسوع على العذراء هم بتخليتها سراً، ولما عرف من الملاك ان الحمل هو من الروح القدس وان المولود هو المسيح المنتظر عمانوئيل ، فكيف به ومع كل ورعه ان يقدر ومع كونه شيخاً طاعناً في السن ان يقيم علاقة زوجية مع العذراء علماً ان خطبته منها كانت بمثابة زواج بدون عرس تبيح له شرعاً المعاشرة الزوجية.

فكفى طعناً وتجريحاً بالعذراء أمنا فهي دائمة البتولية قبل الحبل بيسوع، واثناء الحمل، وبعد الولادة بدليل النجوم الثلاث على جبينها وكتفيها في الايقونات رمزاً لبتوليتها الدائمة.

وعلى كل الاحوال فإن العذراء الطاهرة تستطيع الدفاع عن بتوليتها وطهارتها بأفعالها مهما نحن دافعنا بالكلام، وهي مجترحة العجائب والشفيعة الحارة في إيماننا الارثوذكسي القويم.


أطفال بيت لحم الشهداء…أول الشهداء بالمسيح والمسيحية

$
0
0

أطفال بيت لحم الشهداء…

أول الشهداء بالمسيح والمسيحية

تقيم كنيستنا المقدسة الارثوذكسية الرسولية في 29 كانون الاول من كل عام تذكاراً جامعاً لأطفال بيت لحم الشهداء الاربعة عشر الفاً

من هم؟ وماقصة استشهادهم؟

– في ذلك الزمان، أتى إلى مدينة أورشليم مجوس من المشرق الى هيرودس ملك اليهودية قائلين: “أين هو المولود ملك اليهود. فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له” (متى2:2).

هيرودس ملك اليهودية

اضطرب هيرودوس الملك، المعروف بالكبير، واضطربت أورشليم معه. كان الملك مريض النفس، شديد الخوف على ملكه، ظنّاناً ، شكاكاً بأهل بيته وأعوانه، بكل قريب وبعيد، حاسباً الجميع متآمراً عليه. ولم يكن خوفه من دون مبرّر ولو بلغ لديه مبلغ الوسواس. فقد احتسبه اليهود مغتصباً لأنه آدومي من غير جنسهم، رغم أن الآدوميين كانوا قد اقتبلوا اليهودية عنوة كمذهب منذ بعض الوقت (في حدود السنة125ق.م).

ذبح اطفال بيت لحم
ذبح اطفال بيت لحم

كان هيرودوس قد ‏تزوّج عشر نساء فقد أنجبن له ذكوراً كثراً، كلهم اشتهى خلافته، حتى بات القصر مسرحاً لعشرات المؤامرات والفتن.

في هذا الجو الموبوء، المشحون، الحافل بالمؤامرات والمكائد، لجأ هيرودوس إلى التصفية الجسدية، ففتك بأبرز ‏أعضاء مشيخته وبزوجته مريمني وأمِّها الكسندرا وابنيها وورثته وخيرة أصدقائه. وكان مستعداً للتخلّص من أي كان إذا ظنّ أنه طامع بملكه. لهذا السبب كان لخبر المجوس عليه وقع الصاعقة، فاستدعى، للحال، رؤساء الكهنة والكتبة وسألهم أين يولد المسيح. قبل ذلك كان الجو عابقاً بالحديث عن المسيح الأتي. ولم يكن هيرودوس غريباً عن أحاديث الناس، لاسيما وقد ‏ارتبطت صورة المسيح في الأذهان باسترداد المُلك المغتصب وعودة اليهود إلى الواجهة. لهذا كان هيرودوس معنياً بالأمر بصورة مباشرة.

القصد الخبيث

لما فهم هيرودس أن بيت لحم اليهودية هي المكان المقصود، اصطنع حيلة للقضاء على الصبي، فاستدعى المجوس، سراً، واستعلم منهم منذ كم من الوقت ظهر لهم النجم. لأن هذا كان من المفترض أن يعطيه فكرة عن عمر الصبي. وتظاهر بأنه مثلهم مهتم بالسجود له كما هم يريدون، فأطلقهم إلى بيت لحم ليبحثوا عن الصبي، ومتى وجدوه أن يرجعوا إليه ويخبروه.

رفات شهداء بيت لحم الاطفال  مغارة بيت لحم
رفات شهداء بيت لحم الاطفال
مغارة بيت لحم

‏خرج المجوس إلى بيت لحم لا يلوون على شيء. لكن كانت للآخذ الحكماء بمكرهم حكاية أخرى معهم. فإن ملاك الرب هداهم، بهيئة نجم، إلى موضع الصبي فسجدوا وقدّموا له هدايا. وإذ همّوا بالعودة إلى بلادهم عن طريق أورشليم، أُوحي إليهم في حلم الليل فانصرفوا في طريق أخرى. أما الصبي وأمه فأخذهما يوسف، بأمر الملاك، وانحدر بهما إلى مصر. انتظر هيرودوس بفارغ الصبر عودة المجوس فلم يعودوا ولا أرسلوا له خبراً بشأن الصبي. ولما طال انتظاره، على غير طائل، تيقّن أنهم سخروا به وخدعوه، فاستبدّ به غضب شديد، وقام فأرسل إلى بيت لحم والتخوم وقتل جميع الصبيان فيها، من عمر سنتين فما دون، على حسب الزمان الذي تحقّقه من المجوس.

اول الشهداء بالمسيح

‏هؤلاء هم الشهداء الأوائل الذين ارتقوا باسم يسوع بعد ولادته بالجسد. كم كان عددهم؟ لسنا نعلم. قيل أربعة عشر ألفاً وقيل مائة وأربعاً وأربعين ألفاً (الأقباط). وهذا عدد رمزي، إشارة إلى المائة والأربع والأربعين ألفاً الواردين في سفر الرؤيا. والرقم برأينا مبالغ فيه بكثرة فبيت لحم كانت مجرد بلدة، واكيد ليس فيها هذا العدد الكبير من الاطفال الذكور من عمر سنتين فمادون…

النص الانجيلي

تفرد الانجيلي القديس متّى في بشارته بذكر هذه الحادثة المؤلمة: (مت ٢ : ١٣ – ٢٣) في الاصحاح الثاني…

13- ” بَعْدَمَا انْصَرَفَ الْـمَجُوسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل:«مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني».16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ.17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ20قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ».21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.22وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ.23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا”.

العهد القديم

صورة تمثل مذبحة اطفال بيت لحم
صورة تمثل مذبحة اطفال بيت لحم

‏- اعتبر متى الإنجيلي الذي أورد خبر أطفال بيت لحم بتفرد دون سائر الإنجيليّين، أن استشهاد الصبيان هي في خط مرثية أرميا النبي القائل: “صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزّى لأنهم ليسوا بموجودين” (15:31‏). إرميا كان يتحدث عن القبائل المنتمية إلى راحيل، كأفرام ومنسّى، وهي في طريق السبي إلى آشور، وربما بابل.

نذَّكِّر بأن قبر راحيل كان قريباً من بيت لحم وان إرميا بعدما أشار إلى بكاء راحيل أردف قائلاً: “هكذا قال الرب. امنعي صوتك عن البكاء وعينيك عن الدموع لأنه يوجد جزاء لعملك يقول الرب… ويوجد رجاء لآخرتك…” (إرميا31‏:16-17‏). ثم أضاف، في الإصحاح عينه: “ها أيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً… أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً… سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم لأني أصفح عن إثمهم…” (إرميا31:31-34). من هنا يبدو استشهاد أطفال بيت لحم رسماً لمعاناة الشعب المعاند لله ‏في كل تاريخه وإيذاناً بتمام وعود الله بأنبيائه في شخص الصبي الالهي يَسوعَ.

الليتورجيا

‏-نصوصنا الليتورجية الارثوذكسية تقول عنهم إنهم “مقدِّمة للحمل الجديد الذي سيتألم ويُذبح لأجل خلاصنا” (صلاة السحر- قطعة الأبوستيخن الثالثة).

وقد حصلوا ذبيحة أولى لميلاد المسيح الإله الطاهر وقُدِّموا له كعناقيد، وصار لهم أن يتهلّلوا” لأنهم ذُبحوا من أجل المسيح” (صلاة الغروب – ذكصا الأيوستيخن).

وقد قال القديس يوحنا الانجيلي:”انه رأى نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لاتقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الرض فأعطوا كل واحد مناثياباً بيضاء، وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضاً العتيدون أن يُقتلوا مثلهم وقد قيل ان التسبحة التي يسبح بها الاربعة الحيوانات والشيوخ لايعرفها الا المائة والأربعة والأربعون ألفاً هؤلاء الابكار الذين لم يتنجسوا من النساء لأنهم أطهار، وهم مع الرب كل حين، ويمسح كل دمعة من عيونهم.

فطوبى لهم وطوبى للبطون التي حملتهم، شفاعتهم تكون معنا ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.”

 اطفال بيت لحم الشهداء
اطفال بيت لحم الشهداء

من هنا يبدو استشهاد أطفال بيت لحم رسماً لمعاناة الشعب العبراني المعاند لله ‏في كل تاريخه وإيذاناً بتمام وعود الله بأنبيائه في شخص الصبي الالهي يَسوعَ، الذي عاقبوه على محبته لهم بكل مافعله من الخير له فكانوا كملكهم هيرودس القاتل قتلة فصلبوه “اصلبه …اصلبه… دمه علينا وعلى اولادنا…” ولكنه قام من بين الاموات منتصراً…

وتابع أحفاد القتلة غزاة فلسطين منذ 1948 وحتى الآن في قتل إخوة يسوع الكبار والصغار في سورية والمشرق وفلسطين…

هذا هو حالهم…



القديس يعقوب الرسول أخو الرب أول أساقفة اورشليم

$
0
0

القديس يعقوب الرسول أخو الرب أول أساقفة اورشليم

مقدمة
هو غير الرسولين القديسين يعقوب بن زبدى ويعقوب بن حلفى المعدودين ضمن الإثني عشر.

نسبة هؤلاء الإخوة إلى الربّ يسوع وليس على الربّ يسوع. يوسف كان أرملاً عندما خطب مريم العذراء وليس اقترن بمريم.

أوّل‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬ذكر‭ ‬القدّيس‭ ‬يعقوب،‭ ‬الذي‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬صدد‭ ‬الكلام‭ ‬عنه‭ ‬هنا،‭ ‬في‭ ‬إنجيلي‭ ‬(متى‭ (‬55:13‭)و ‬مرقص‭ (‬3:6‭). ‬وقد‭ ‬أشير‭ ‬إليه‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أخوة‭ ‬الرب‭ ‬يسوع‭ ‬الأربعة. ‬والثلاثة‭ ‬الباقون‭ ‬هم‭ ‬يوسي‭ ‬وسمعان‭ ‬ويهوذا‭.‬

نسبة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأخوة‭ ‬على‭ ‬الرّب‭ ‬يسوع‭ ‬كان‭ ‬لها،‭ ‬منذ‭ ‬البدء،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تفسير.
‬أبرز‭ ‬التفاسير‭ ‬اثنان‭
‭-‬الأوّل‭ ‬أنّهم‭ ‬كانوا‭ ‬أولاد‭ ‬أخت‭ ‬مريم‭ ‬أو‭ ‬أولاد‭ ‬أخ‭ ‬يوسف،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬في‭ ‬عرف،‭ ‬اليهود‭ ‬أخوة.‭ ‬
‭-‬الثاني،‭ ‬وهو‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعًا‭ ‬في‭ ‬التراث،‭ ‬أنّهم‭ ‬أولاد‭ ‬يوسف‭ ‬البار‭ ‬خطيب‭ ‬مريم‭ ‬من‭ ‬زواج‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬قبل‭ ‬مريم،‭ ‬وهذا‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬يوسف‭ ‬كان‭ ‬أرملاً‭ ‬قبل خطبته للفتاة مريم.
يبدو‭ ‬أن‭ ‬أحداً‭ ‬من‭ ‬أخوة‭ ‬يسوع‭ ‬لم‭ ‬يؤمن‭ ‬به،‭ ‬أوّل‭ ‬الأمر،‭ ‬وإنجيل‭ ‬يوحنا‭ ‬1:7-5‭ ‬يذكر‭ ‬ذلك‭ ‬صراحة‭.‬

يعقوب‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬وعبد‭ ‬الرّب‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‭

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ليس ‬واضحًا‭ ‬تماماً ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬ليعقوب‭ ‬حتى‭ ‬آمن‭ ‬ودعا‭ ‬نفسه‭ ‬‮”‬عبد‭ ‬الله‭ ‬وعبد‭ ‬الرب‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‮”‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تُنسب‭ ‬إليه‭ ‬وتحمل‭ ‬اسمه‭ ‬1:1‭)‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الرسول‭ ‬بولس‭ ‬يذكر‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬كورنثوس‭ ‬أن‭ ‬الربّ‭ ‬يسوع‭ ‬ظهر‭ ‬ليعقوب‭ ‬شخصيًّا‭ ‬بعد‭ ‬قيامته‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأموات‭ (‬1كورنثوس7‭:‬15‭).‬

ويبدو،‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬الكتابية،‭ ‬أن‭ ‬يعقوب‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الوجوه‭ ‬في‭ ‬الكنيسة‭ ‬في‭ ‬أورشليم‭. ‬فالرسول‭ ‬بولس‭ ‬يذكره‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬غلاطية‭ ‬19:1؛‭ ‬9‭:‬2‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬الثلاثة‭ ‬المعتبرين‭ ‬أعمدة‭ ‬الكنيسة‭ ‬فيها‭. ‬والاثنان‭ ‬الآخران‭ ‬هما‭ ‬صفا‭ ‬بطرس‭ ‬ويوحنا‭. ‬

والأمر‭ ‬عينه‭ ‬يبدو‭ ‬جليًّاً ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬أعمال‭ ‬الرسل‭ ‬حيث‭ ‬ورد‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬اجتماع‭ ‬عقده‭ ‬الرسل‭ ‬والمشايخ‭ ‬أعمال‭ ‬15‭ ‬لينظروا‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬الختان‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يشمل‭ ‬الأمميين‭ ‬المقبلين‭ ‬إلى‭ ‬المسيح‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬يوم‭ ‬ذاك‭ ‬وقف‭ ‬يعقوب،‭ ‬كرأس‭ ‬للجماعة‭ ‬في‭ ‬أورشليم،‭ ‬ولفظ‭ ‬الكلمة‭ ‬الفصل‭.‬

رسائله‭‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تنسب‭ ‬إليه‭ ‬أولى‭ ‬الرسائل‭ ‬الرعائية‭ ‬السبع‭ ‬يعقوب،‭ ‬بطرس‭ ‬الأولى‭… ‬التي‭ ‬تشكّل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مجموعات‭ ‬أسفار‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬وهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬خرجت‭ ‬إلى‭ ‬الوجود،‭ ‬في‭ ‬رأي‭ ‬الدارسين، ‬بين‭ ‬العامين‭ ‬50‭ ‬و60‭ ‬للميلاد،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬حكم‭ ‬وإرشادات‭ ‬تتناول‭ ‬السلوك‭ ‬المسيحي‭ ‬والحياة‭ ‬الرعائية‭ ‬كالصبر‭ ‬في‭ ‬الشدائد‭ ‬والإيمان‭ ‬الفاعل‭ ‬بالمحبة‭ ‬وضبط‭ ‬اللسان‭ ‬وأهمية‭ ‬الصلاة‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬الله‭ ‬والمال‭ ‬سواء‭ ‬بسواء‭.‬

يعقوب‭ ‬في‭ ‬التراث
هذا‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬نستقيه‭ ‬من‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬عن‭ ‬يعقوب‭ ‬الرسول‭ ‬أخي‭ ‬الرب. أما‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬شائع‭ ‬عنه،‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬فينتمي‭ ‬إلى‭ ‬التراث،‭ ‬إذ‭ ‬انّه‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬بيعقوب‭ ‬البار،‭ ‬وأنّه‭ ‬كان‭ ‬نذيراً‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬لا‭ ‬يأكل‭ ‬الزبد‭ ‬ولا‭ ‬يشرب‭ ‬الخمر‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬شعره‭ ‬الموس،‭ ‬وأنّه‭ ‬بقي‭ ‬عفيفاً ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬حياته،‭ ‬وكان‭ ‬يكتفي‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬بأقلّه،‭ ‬وأنّه‭ ‬كثيراً ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يحيي‭ ‬لياليه‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬حتى‭ ‬أضحت‭ ‬ركبتاه‭ ‬كالحجر‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬السجود‭. ‬

يعقوب‭ ‬أوّل‭ ‬أسقف‭ ‬على‭ ‬أورشليم‭

اختاره‭ ‬الرسل‭ ‬بالإجماع‭ ‬أوّل‭ ‬أسقف‭ ‬على‭ ‬أورشليم، فأقام‭ ‬عليها‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً

‬كذلك‭ ‬إليه‭ ‬تُنسب‭ ‬أقدم‭ ‬ليتورجيا،‭ ‬‮‬قدّاس‭ ‬”القدّيس‭ ‬يعقوب‭ ‬الرسول‮”‬‭ ‬التي‭ ‬يظّن‭ ‬الدارسون‭ ‬أنّها‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬قدّاس‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬القدّيسين‭ ‬باسيليوس‭ ‬الكبير‭ ‬ويوحنا‭ ‬الذهبي‭ ‬الفم‭.‬

استشهاده‭
وقد‭ ‬قيل‭ ‬إنّه‭ ‬جاء‭ ‬بالكثيرين،‭ ‬يهوداً وأمميين‭ ‬إلى‭ ‬الإيمان‭ ‬بالمسيح،‭ ‬فحقد‭ ‬عليه‭ ‬اليهود‭ ‬وقرّروا‭ ‬التخلّص‭ ‬منه. ‬وقد‭ ‬وعظ‭ ‬الشعب‭ ‬مرّةً‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬أحد‭ ‬البيوت،‭ ‬أو‭ ‬ربّما‭ ‬من‭ ‬جناح‭ ‬الهيكل،‭ ‬فجاءه‭ ‬الكتبة‭ ‬والفريسيون‭ ‬وألقوه‭ ‬من‭ ‬علوٍ‭ ‬فسقط‭ ‬أرضاً ‬وأصيب‭ ‬ولكنّه‭ ‬لم‭ ‬يمت. ‬
غير‭ ‬أن‭ ‬مهووسًا‭ ‬عاجله‭ ‬بضربةٍ‭ ‬عصا‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬فقضت‭ ‬عليه،‭ ‬فرقد‭ ‬في‭ ‬الربّ‭ ‬شهيدًا‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬والستين‭ ‬من‭ ‬العمر.
وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬٦٢‭ ‬للميلاد… ‬ثم‭ ‬أن‭ ‬يهود‭ ‬أتقياء‭ ‬أشاعوا،‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬أن‭ ‬محاصرة‭ ‬أورشليم‭ ‬وهدمها‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬السبعين‭ ‬كان‭ ‬عقابًا‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬قتله‭.

وهل ثمة اعظم من الرب يسوع الذي أطاع حتى الموت…

$
0
0

وهل ثمة اعظم من الرب يسوع الذي أطاع حتى الموت…

تكمن عظمة الرب يسوع في تواضعه
الرب يسوع له المجد أخلى ذاته، آخذاً صورة عبد صائراً في شبه البشر…

“فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ
” (فيليبي 2: 5- 8) هذا ماقاله بولس الرسول في رسالته الى اهل فيليبي عن الرب يسوع بأنه اخلى ذاته من قدرته الالهية…

لم يستخدم قوته على صنع المعجزات إلا في الضرورة القصوى…

لم يستخدم قوته من أجل ذاته، ولا من أجل منفعة خاصة لم يستخدم لاهوته ليمنع عن نفسه الجوع أو العطش أو التعب أو الألم. رفض أن يحول الحجارة إلى خبز لسد جوعه الشخصي واسترضاء لابليس، بينما بارك الخمس خبزات من أجل إشفاقه على الناس…

لم يستخدم قوته ليهبر الناس بالمعجزات، ولا من أجل الإيمان. وعندما كانوا يطلبون منه معجزة لأجل (الفرجة) لم يكن يقبل. بل كان يبكتهم قائلًا: “جيل فاسق وشرير يطلب آية ولا تعطي له…” (متى12: 39). لم يبهر الناس بالمعجزات مثلما فعل سيميون الساحر، ومثلما فعلت عرافة فيلبي، ومثلما سيحدث في الأزمنة الأخيرة من المسيح الدجال والوحش والتنين…

رفض أن يلقي نفسه من على جناح الهيكل، لتحمله الملائكة…

ويري الناس المنظر فينذهلون ويؤمنون معجبين بعظمته…! رفض ذلك، لأنه أخلى ذاته من إعجاب الناس.

إن معلمنا الراعي الصالح لم يحط نفسه بالمجد، لأنه أراد أن يلتف الناس حول التواضع وليس حول المجد.

ومعجزة كحادثة التجلي التي كان يمكن أن تبهر الجماهير، لم يشأ أن يراها كل الشعب، ولا حتى كل تلاميذه الاثني عشر، بل رآها ثلاثة فقط، وأوصاهم ألا يظهروها…

كان زاهدًا في كل هذه الأمور التي يبحث عنها من يريدون أن يظهروا ذواتهم… بل أكثر من هذا أنه بعد كل معجزة تبهر البصر كان يخفي تلك المعجزة بعمل من أعمال الضعف البشري أو بكلام عن آلامه… أو يطلب ممن حدثت معه أن يخفيها…

وحتى من أجل الإيمان لم يشأ أن يبهر الناس بالمعجزات. أراد أن يكون إيمانهم بدافع من الحب والاقتناع وليس بسبب المعجزات.

ما الدليل على هذا؟

دليلنا أنه كان يطلب الإيمان قبل المعجزة، وليس كنتيجة لها. وكثيرًا ما كان يسأل الذي يجري معه المعجزة “أتؤمن؟”، أو يقول له: “ليكن لك حسب إيمانك”.

وإن كان يؤمن قبلًا تحدث معه المعجزة… ولذلك قيل عنه إنه في وطنه: “لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم” (مت13: 58). كان الإيمان يسبق المعجزة. وكانت المعجزة نتيجة للإيمان وليست سببباً

وكثير من معجزات السيد الرب له المجد كانت أعمال رحمة وحب، وكانت لها أهداف روحية… تتبعوا عنصر الحب والحنان في معجزات الرب يظهر لكم واضحاً وجلياً… وهكذا نرى في إقامته العازر بعد اربعة ايام على موته أنه بكي قبل أن يقيمه.

إن الحب الذي كان يعتصر قلبه، ظهر أولًا في عينيه الدامعتين، قبل أن تظهر قوته في عبارة: ” يالعازرهلم خارجًا”.

الكثير من معجزات الشفاء كانت تسبقها عبارة: “فتحنن يسوع” أو “أشفق” أو ما شابه ذلك…

ولم يستخدم معجزاته في الدفاع عن نفسه، أو في الانتقام من مضطهديه وشاتميه. أهانوه بكل أنواع الإهانة، وأشبعوه شتماً وتعييراً. وكان يستطيع أن يجعل الأرض تفتح فاها وتبتلعهم، أو تنزل نار من السماء وتفنيهم. ولكنه لم يفعل. كان قد أخلي ذاته من استخدام هذه القوة التي فيه


عشر حقائق تاريخية عن الاغريق قد تكون مثيرة للاشمئزاز

$
0
0

عشر حقائق تاريخية عن الاغريق قد تكون مثيرة للاشمئزاز

نشر موقع “آف.بي.ري” الروسي تقريراً استعرض فيه بعض الحقائق عن الحضارة الإغريقية التي تعتبر من أثرى الحضارات وأعرقها في العالم، والتي يرتبط تاريخها بالفلسفة والأساطير، إلى جانب العديد من العادات الغريبة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمه موقع”عربي21″:

إن تذوق شمع (الصملاخ) أذن المريض كان من بين الممارسات الشائعة لدى الأطباء الإغريقيين القدامى، لتشخيص المرض. ويعزى هذا التصرف المقزز إلى اعتقاد الأطباء بأن لكل سائل بيولوجي طعماً خاصاً به، وأن أي تغير يطرأ عليه يشير إلى الإصابة بمرض معين. لذلك، كان الطبيب الإغريقي يضع إصبعه في أذن المريض لتذوق شمع الأذن، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن طريقة تعاملهم مع بقية سوائل الجسم الأخرى.
وذكر الموقع أن وضع زيت الزيتون على الجسم كان من بين الأمور التي يقوم بها الرياضيون قبل بداية التدريبات، ليتم إزالته فيما بعد من الجسم، مختلطا بالعرق والغبار، بواسطة كاشطات معدنية. ويتم جمع هذا الخليط وبيعه لأغراض طبية، ومن بينها التخفيف من حدة التوتر العضلي.

والأمر المثير للدهشة أنّ الإغريقيين القدامى كانوا يقبلون على شراء واستعمال هذا الخليط.
وأورد الموقع أن الإغريق القدامى كانوا يعتقدون أن النساء أكثر عرضة للحساسية، ولمعالجة بعض الأمراض استخدمت النساء بعض الطرق المثيرة للاشمئزاز. فعلى سبيل المثال، ينبغي للمرأة تناول خليطاً يتكون من النبيذ وبراز البغال مباشرة بعد عملية الإجهاض.
وبين الموقع أن سكان اليونان القديمة، يعتقدون أن عطس المرأة بعد الجماع، يندرج ضمن وسائل منع الحمل. ولكن، في حال كانت هذه الطريقة غير فعالة، ولم تقدم النتائج المرجوة، يقوم الزوجان بتحضير عجينة من الصمغ والعسل يتم وضعها على الأعضاء التناسلية. وعموما، كانت هذه الوسيلة غير ناجعة في منع الحمل.
وأفاد الموقع أن الإغريق القدامى من عامة الشعب، كانوا يستخدمون الحجارة أو شظايا السيراميك دائرية الشكل بدلا من مناديل الحمام بعد قضاء حاجتهم. أما الأغنياء فكانوا يستخدمون قطعا من الإسفنج لقضاء حوائجهم.
وأورد الموقع أن علماء الآثار عثروا على بعض الحجارة التي كانت توضع على أيادي وأقدام ورؤوس الموتى في بعض قبور الإغريق القدامى. ويظن العلماء أن الإغريقيين كانوا يعتقدون، أن هذه الحجارة تحول دون خروج الموتى من قبورهم. وعلى الرغم من أن الحضارة الإغريقية معروفة بالفلسفة والتفكير العقلاني، إلا أن ذلك لم يساعدها في التخلص من بعض الخرافات. ومن المرجح أن الخوف من الزومبي هو الذي دفع الإغريق القدامى إلى القيام بمثل هذه الممارسات مع موتاهم.
وأوضح الموقع أن معايير جمال الرجال عند الإغريق القدامى، كانت ذات طابع خاص ومنفرد. ويتجلى ذلك في جميع اللوحات الجدارية، ورسومات المعابد، وتماثيل الآلهة والرياضيين، حيث يكون جسم الرجل رشيقاً ومفتول العضلات وذا عضو تناسلي صغير جداً. ومن ناحية أخرى، كان الرجل القبيح يظهر في رسومات الإغريق بأعضاء تناسلية مثيرة.
وأكد الموقع أن القوانين اليونانية تُلزم الطلاب بنزع جميع ملابسهم عند ممارسة التمارين الرياضية، داخل القاعات المخصصة لهذا النشاط، نظرا لعدم امتلاكهم لزي موحد.

في المقابل، يتعرض الطالب الذي يرفض الامتثال لهذه الأوامر للتوبيخ الشديد ويتهم بالتفكير البربري.
وذكر الموقع، تاسعاً، أن الرجل في العصر الحديث يعبر عن حبه للمرأة من خلال إهدائها باقة من الزهور، أو علبة من الشوكولاتة، على عكس الرجل الإغريقي القديم الذي كان يرمي بتفاحة للمرأة التي يحبها، وقد يعبر هذا التصرف في معظم الأحيان عن رغبته في الزواج بها.
وأشار الموقع إلى أن المرأة اليونانية القديمة التي ترغب في الزواج لا بدا أن تتبع معايير الجمال الإغريقية، على غرار تكثيف حاجبيها الذي يمنحها مظهراً جذاباً.

في المقابل، تقوم الفتاة ذات الحاجبين الخفيفين برسم حاجبيها أو إلصاق وبر الحيوانات على حاجبيها لجعلهما يبدوان أكثر كثافة.

(عربي 21)

فطيرة القديس باسيليوس الكبير أو الفاسيلوبيتا

$
0
0

فطيرة القديس باسيليوس الكبير أو الفاسيلوبيتا

كان القديس باسيليوس الكبير وهو احد معلمي المسكونة الثلاثة باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم، وغريغوريوس الكبير، كان رئيس اساقفة قيصرية كبادوكية، التي تقع في آسية الصغرى. وكان مشهوراً بعمله الخيري والنشاط الدؤوب في الدفاع عن العقيدة الارثوذكسية في وجه الهرطقات.
باسيليوس الكبير هو أكبر مؤسس للاديرة الرهبانية والمؤسسات الخيرية والاستشفائية التي حملت اسم “الباسيليات”، وله مؤلفات لاهوتية غزيرة في اللاهوت والدفاع عن العقيدة الارثوذكسي القويم، والكثير منها وصلت الينا…

القصة التالية الفاسيلوبيتا ترتبط بالقديس باسيليوس الكبير وتعتبر تقليداً من تقاليد رأس السنة أي في الاول من كانون الثاني من كل عام، وثمة اكثر من تقليد ينقل الينا مانسميه كعكة القديس باسيليوس الكبير…

التقليد الاول

” فقد فرض الامبراطور الروماني يوليانوس المرتد (361 – 363 مسيحية) ضرائب فاحشة، على سكان مدينة قيصرية في آسية الصغرى، وكان يقصد الامبراطوراستعباد شعبها المؤمن بالحصول على مدخراته.

القديس باسيليوس الكبير
القديس باسيليوس الكبير

وكان القديس باسيليوس الكبير هو رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية فالتجأ اليه السكان، ذهب الامبراطور وبرفقته حاكم مقاطعة كبادوكيا لجمع هذه الضرائب على رأس حملة عسكرية قوية، وكان الحاكم أساساً عسكرياً سيء المزاج ويسير على خطى معلمه الامبراطور المرتد يوليانوس في ظلم الناس، ويخشاه السكان في مقاطعة كبادوكية. ولما التجأ السكان إلى القديس باسيليوس الكبير طالبين حمايته. فطلب القديس باسيليوس منهم أن يجمعوا كل ما لديهم من الأشياء الثمينة ليقدموها للامبراطور المرتد إتقاء لشره. حين وصل الامبراطورومعه الحاكم على رأس حملته لجباية الضرائب واستلاب مدخرات سكان قيصرية كبادوكية، واذ بسحابة ظهرت ضمت القديس مرقوريوس برفقة الملائكة، ما أوقع في نفوس الامبراطور والحاكم والحملة الخوف والرعب، وتدخل القديس باسيليوس لدى الامبراطور وتمكن من إقناعه بالعودة عن قراره.

فطيرة القديس باسيليوس الكبير
فطيرة القديس باسيليوس الكبير

عندها سجد القديس والشعب للرب، وقدموا له الشكر لمساعدتهم ليقفوا امام جبروت هذا الامبراطوروعامله الحاكم كانت تلك الليلة، ليلة رأس السنة. ولكن كان من الصعب بعد ذلك إعادة الأشياء الثمينة إلى أصحابها. فقام السكان عملاً بنصيحة القديس باسيليوس بعجن الكعك، ووضعوا في كل كعكة قطعة ثمينة، ومن ثم قام القديس بتوزيعها، وكانت المعجزة أن كل شخص أخذ القطعة التي تحوى الغرض الثمين خاصته. ثم تم نقل الكنوز المتبقية للمؤسسات الخيرية التي يرعاها قديسنا. ومنذ ذلك الحين جرى التقليد على صنع الكعكة في اول كل عام، ووضع قطع نقدية بداخلها وتمت تسميتها بكعكة خبز القديس باسيليوس شكراً للرب وتوزع على المسيحيين.

وهكذا ولدت الأفكار التي بقيت حتى يومنا هذا بصنع فطيرة خبز بداخلها عملة من وقتها أسميت كعكة القديس باسيليوس الكبير. Vasilopita

ترمز كعكة الخبز المقدسة انها هدية من الله، أما قطعة العملة الواحدة فهي علامة على مصير وضعف الإنسان من المستقبل المجهول.
تعتبركعكة القديس باسيليوس الكبيرأو(الفاسيلوبيتا) من التقاليد اليونانية المرتبطة بعيد رأس السنة. جرى التقليد على وضع قطعة من العملة المعدنية بداخل الكعكة ومن يجدها أثناء توزيع الكعكة على أفراد العائلة والضيوف يكون هو صاحب الحظ في العام الجديد. جرت العادة أيضاً على تخصيص القطع الأولى من الكعكة للسيد المسيح ولوالدة الإله وللقديس باسيليوس الكبير

ويحفظ تقليد مناطق يونانية اخرى قصة كعكة الفاسيلوبيتا المرتبطة بالقديس باسيليوس الكبير بالمضمون والنتيجة ذاتها مع الاختلاف في القصة بعض الشيء عن قصة كعكة القديس باسيليوس الكبير:
التقليد الثاني
انه في يوم عيد رأس السنة وعيد الختان الالهي وعيد القديس باسيليوس الكبير

الأقمار الثلاثة غريغوريوس الكبير وباسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم
الأقمار الثلاثة غريغوريوس الكبير وباسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم


وقد جرت العادة في هذا العيد أن تقطع وتوزع كعكة الفاسيلوبيتا على المؤمنين في القداس الالهي.
ومن بين قطع الكعكة توجد قطعة واحدة تحمل قطعة ذهبية، وتكون من نصيب صاحب القطعة.
وتعود قصة كعكة الفاسيلوبيتا، وفق هذا التقليد الى القديس باسيليوس الكبير، والذي أراد بناء دير يحتوي على مأوى للأيتام ومستوصف ولكن النقود لم تكن كافية لاتمام المشروع.
فطلب من المؤمنين أن يقدموا ما يملكون من الحلي والذهب لاتمام مشروعه الخيري الانساني هذا.
وعندما تم جمع الحلي والذهب جاءه رسول ملكي يحمل له أكياساً من النقود الذهبية تكفي وتزيد عن حاجة تكاليف البناء.
فتحير كيف يعيد الذهب والحلي لمقدميه…
فبإلهام من الروح القدس قام بعجن كعكة كبيرة، ونثر فيها الحلي والذهب، وبعد خبزها قسمها الى قطع، ووزع القطع على المؤمنين، وكان كل مؤمن راضياً بما حصل عليه من القطعة ومابداخلها حيث ان الجميع حصلوا على قطع ثمينة، وشكروا الله.

الخاتمة

بشفاعات قديس الله أيها الرب يسوع المسيح، أعطنا سنة جديدة بخيراتها، وهبنا موهبة العطاء على مثال القديس باسيليوس…
ولربنا المجد إلى الأبد امين.

المخرج السوري وديع يوسف

$
0
0

المخرج السوري وديع يوسف

مقدمة…

كم نحن مقصرون بحق أعلامنا، وترانا نسلط الضوء على أبطال وهميين، حشرهم في تاريخنا، مدعون في التأريخ … رائدهم غايات خاصة… فجعلوهم أنصاف الهة وتسمت شوارع ومدارس ومؤسسات بأسمائهم، وهم لايعرفهم إلا من ابتدعهم…
كما ان “مزاريبنا لبرا” فنسلط الضوء على من هم غير سوريين…!!

وبدوره إعلامنا المقروء والمرئي والمسموع أيضاً يجعل منهم خبزاً لانعيش ان لم نأكله، ونترك المبدعين لدينا ناسين المثل الشعبي:” زيوان بلدك ولا القمح الغريب” فكيف ان كان قمح بلدنا النضر والذي يشبعنا…
فمن هو وديع يوسف
نجم سوري من الغسانية ادلب
في فضاء الفن، اسم عريق لمبدع سوري لم ينل كفايته من التكريم في حياته، عاش وأنتج وأبدع بوداعة ورحل بصمت ووداعة…

هو المخرج السوري وديع يوسف

ولد في في 7 ايلول1937 في قرية جميلة جداً وكأنها قطعة من الجنة هي بلدة الغسانية في محافظة ادلب الخضراء منطقة منطقة جسر الشغور وتربى في اسرة عاشقة لهذه البيئة السورية الجميلة المتمثلة بقريته ومحيطها.

بعض من السيرة الذاتية

اسرته كانت من ابناء الريف المؤمنين بالكنيسة والممارسين لطقوسها، وكنيسة ادلب بقراها تتبع لابرشية حلب والاسكندرونة للروم الارثوذكس، حيث درس في مدرسة كنيسة البلدة.

في موسكو

وبعد حيازته الثانوية العامة، سافر الى الاتحاد السوفيتي على نفقته الخاصة ليدرس فن الإخراج السينمائي، وانتسب الى المعهد العالي للسينما (بموسكو)، وتخرج منه في عام 1969.

تتلمذ هناك على يد المخرج الروسي الكبير (غريغوري تشوخراي) صاحب أروع الافلام الروسية، و يعتبر المخرج وديع يوسف هو الوحيد بين المخرجين السوريين الذي درس السينما بالمعهد المذكور غلى نفقته الشخصية بدون ايفاد او منحة دراسية كما كل المخرجين السوريين الموفدين على حساب وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما.

انتاجه

وديع يوسف مع ابنه
وديع يوسف مع ابنه

كان هو أول مخرج سوري يتخرج من هذا المعهد العريق، وأخرج وهو هناك فيلمين كمشروع تخرج، هما الفيلم الروائي المتوسط الطول “المتهم” والفيلم القصير”النزهة”.

وأنجز خلال رحلته السينمائية أكثر من خمسين فيلماً قصيراً، وكان أولها في عام 1969 بعنوان:”مقابلات”، وقد صوره بطريقة الكاميرا الخفية، حيث يتحدث الناس عن أحلامهم وطموحاتهم بتلقائية، واهتم بالمبدعين الشعبيين فصور فيلماً عن الرسام “التيناوي” وعن أمير البزق “محمد عبد الكريم” وكلها من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.‏
شارك سنة ال 1974بفيلم “العار” المكون من ثلاثة أجزاء، وأخرج أول أفلامه الروائية الطويلة في عام 1980 بعنوان: “المصيدة” بطولة النجمين سمر سامي وعبد الهادي الصباغ، وحقق حضوراً جماهيرياً لافتاً عند عرضه في الصالات السورية، وقد عُرض لمدة ثمانية أسابيع في عرضه الأول بدمشق،وحازعلى الجائزة الأولى في مهرجان طهران السينمائي.‏
كما انه شارك في عدد من الأفلام المشتركة (السوفيتية – العربية)، فكان هو المخرج عن الجانب العربي، من هذه الأفلام:”معروف الاسكافي”، و”الحسناء والمارد”، وكان المخرج عن الجانب السوفييتي المخرج طاهر مختار.

شارك بعد ذلك في إخراج فيلم “الظاهر بيبرس” من بطولة النجم المصري نور الشريف، وكان المخرج عن الجانب السوفييتي بولات منصوروف.

تكريمه
وقد نال المخرج وديع يوسف جوائز عديدة لقاء أفلامه الروائية والوثائقية، بلغت ثمانية جوائز في مهرجانات (موسكو ) و(طشقند) و(كارلو فيفاري) و(طهران).‏ 
وفاته

كما عاش في حياته بعيداً عن الظهور الاعلامي، أيضاً رحل بصمت تاركاً بصمات لا تنسى في عالم الاخراج السوري والعربي.
توفي في دمشق نتيجة أزمة قلبية حادة في 4 حزيران 2007 سنة احالته على التقاعد.
بوفاة المخرج السينمائي السوري المتميز وديع يوسف، تفقد السينما السورية أحد المخرجين المخضرمين الذين واكبوا انطلاقتها الإنتاجية منذ أواخر الستينيات، وحتى أواخر التسعينيات عندما أحيل على التقاعد 2007.

شهادات قيلت فيه

كتب عنه الناقد السينمائي أ. محمد قاسم خليل في صفحة “شؤون ثقافية” بجريدة الثورة بتاريخ: الاربعاء 24/10/2007
“عرفت المخرج الراحل وديع يوسف منذ ثلاثين عاماً، وطوال الأعوام الثلاثين لم يغير تعامله مع الناس، وكان اسمه متناغماً مع سلوكه وعلاقته بالآخرين، فكان وديعاً لطيفاً هادئاً، لا ينم على أحد كما كان الحال السائد في الوسط السينمائي، ورغم أن كثيرين كانوا يتحدثون عنه، ويحسدونه بسبب حيويته ونشاطه السينمائي، كان يقابل ما يصله عنهم بالمسامحة. ومن أهم أفلامه التسجيلية مجموعة أفلام سينمائية رصدت زيارات الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى الدول الصديقة، وثلاثية تشرين التي صوّر فيها قتل الأبرياء من خلال مقابلة مع طيار صهيوني أسير قصف مدينة دمشق.

كتب عنه الناقد السينمائي الاستاذ ادريس مراد في “موقع دمشق” الخميس 14 ايلول 2017 بعنوان:

“وديع يوسف”… رقيّ الصورة السينمائية

اعتمد المخرج السينمائي “وديع يوسف” في أفلامه الروائية الطويلة على مشكلات المجتمع السوري بجدارة، وجسّد في أفلامه التسجيلية والوثائقية المواضيع الوطنية والقومية…مدونة وطن التقت بتاريخ 7 ايلول 2017 الاعلامي نبيل نبي رئيس تحرير مجلة عشتروت والمهتم بشؤون المسرح والسينما ليحدثنا عن الفنان وديع يوسف حيث بدأ حديثه بالقول:” سبق وديع يوسف الجميع في دراسة  السينما بجامعة الفغيغ- موسكو ذلك المعهد السينمائي السوفيتي الشهير وتخرج منه 1969 بعد ان انجز مشروع تخرج تحت عنوان:”المتهم” حيث درس تحت يد عملاق السنما الروسية ” تشوخراي الذي سحرنا بأفلامه المشهورة” الطلقة 41″، و، “انشودة الجندي”…وأضاف:” مازال فيلمه “مقابلات”طازجاً على الرغم من مرور نحو اربعين عاماً على انجازه، فقد استطاع بلطفه أن يجعل الناس يبوحون أمام الكاميرا بأحلامهم المشبعة ببساطة، فالتقط حسهم ونقل مشاعرهم وعواطفهم الى الجميع، ومن حبه للبساطة ذهب بالسينما لتأريخ ظاهرة الرسام الشعبي”ابو صبحي التيناوي”، ومازالت تُعرض مقتطفات من هذا الفيلم على شاشات التلفزيون، ولعل الفيلم الذي حققه عن”محمد عبد الكريم” أمير البزق هو الوثيقة الوحيدة عن هذا الفنان الكبير…”

ويختم عن وديع يوسف بأنه كان دقيقاً في عمله، ولديه تلك القدرة الهائلة على الإحاطة بكافة التفاصيل، ويستطيع أن يقيد نفسه بالعمل، وهذا جعله متميزاً في سرعة الإنجاز، فهو من أولئك السينمائيين الذين يرتقون بالمهنة خطوة حقيقية إلى الأمام، غير ذلك، فقد صور العديد من المناسبات الوطنية وخلدها كأفلام وثائقية، منها توثيق عدد من دورات مهرجان “دمشق” السينمائي، أما آخر أفلامه، فكان عن زيارة “البابا يوحنا بولس الثاني” إلى سورية العام 


 

اللواء أرام كارا مانوكيان 1910-1996

$
0
0



اللواء أرام كارا مانوكيان 1910-1996

آرام كارا مانوكيان (1910-1996) عين قائداً عاماً للقوات المدفعية السورية خلال حرب فلسطين عام 1948 وبفي في منصبه حتى عام 1957. بالإضافة إلى دوره المشرف في تنظيم الجيش.

مقدمة

تميز الأرمن عموماً والسوريون خصوصاً بميزات عديدة منها النبوغ والتألق والمهارة، والاخلاص في العمل، والاخلاص لوطنهم المعذب أرمينيا وإخلاصهم للاوطان التي لجأوا اليها وتحديداً ارمن سورية، ولم يسجل التاريخ في أي مكان غدر ارمني بالوطن البديل بل كانوا جنوداً متميزين لخدمته ومواطنين صالحين… وخاصة في سورية ولم يبيعوها تحت اي ثمن، ولم يضعوا ايديهم بأيدي اعداء سورية، وشهروا السلاح وطعنوها من الوجه او الخلف كما فعل الكثيرون من الذين استضافتهم سورية وخاصة في العدوان الكوني على سورية منذ 2011…

وبالعودة للتاريخ وانا  ساهمت في كتابة بعض ما،  من التاريخ الارمني في كتابتي لسيرة جدي وفاء لبني امي الارمن، ولجدي المناضل الثائروالفدائي القائد المؤسس للوحدات الفدائية الارمنية الرائد في الجيش التركي منذ المجازر 1915 ديكران اواكيميان اللاجيء الى سورية فور نجاته من حبل المشنقة، والتي أحبها وبالذات دمشق التي فتحت ذراعيها لاستضافته كما استضافت بحب وحنو لبقية الارمن المنكل بهم  بادلوها إخلاصاً ومحبة… وكان جدي ديكران رحمه الله تواقاً لتأسيس جيش أرمني يستعيد فيه استقلال بلاده، كما رسم لحظة نجاته من حبل المشنقة، وقد كتبنا سيرته المؤلمة في موقعنا هنا تحت عنوان “أفتخر بك ياجدي الارمني”

وأقول مع الاعلامية السورية السيدة رادو:” لو كان الأتراك يستطيعون تحويل جبل آرارات الى قبور للارمن لفعلوا ذلك منذ أمد بعيد… ففي العام 1915 استغل الأتراك انشغال العالم بالحرب العالمية الأولى واستغلوا طيبة واخلاص الشعب الأرمني في ارمينيا الغربية المحتلة الذي ارسل كل شبابه لخدمة لعلم استجابة للنفير العام الذي أعلنه الأتراك، وهم لم يعرفوا ان أبناءهم اقتيدوا الى أماكن منعزلة حيث حفروا قبورهم بأنفسهم ظناً منهم أنها خنادق دفاعية وتم قتلهم جميعاً ورميهم في هذه الخنادق.

وفي العام 1915 تم سوق كل القيادات من مفكرين وسياسيين وقادة أحزاب وأعضاء مجلس المبعوثان والأطباء والمحامين والأدباءوالشعراء ورجال الدين من الأرمن الى الموت.

اما الذين نجوا وشكلوا ارمن الشتات برعوا في شتى المجالات وذاع صيت العديد منهم في العالم أجمع قمن المعروف أن الأرمن اشتهروا بعشقهم للعمل في مختلف الميادين منذ القديم ويوجد في سورية التي احتضنت العديد من المهجرين ورعتهم وساندتهم الكثير من الأسماء التي وصلت الى العالمية في مجالات عدة.

منهم علمنا اللواء آرام كارا مانوكيان وغيره من ضباط أرمن خدموا في جيشنا السوري بكل كفاءة استدعوا ذكراً متألقاً دائماً مترافقاً مع اسمائهم،عند ذكرهم، وان كانوا من القيادات الاصغر في الجيش والشرطة والدرك في سورية عبر كل ادوارها ماقبل الاستقلال وحتى وقتنا الحاضر، إضافة الى أعلام اكاديميين واساتذة جامعات وفي مراكز الابحاث واطباء ومهندسين … وحتى في الامور الصناعية والحرفية… ناهيكم عن اخلاقياتهم الرفيعة وخاصة في خدمة سورية الام البديلة…

من هذا الضابط السوري الارمني الرفيع اللواء آرام كارا مانوكيان؟

هو من الضباط الاوائل المؤسسين للجيش السوري

السيرة الذاتية

ولد عام 1910 في عينتاب.

كان والده آغوب أفندي محامياً.

في فترة التهجير التي تعرض لها الأرمن، تم تهجير قسم كبير من عائلة كارامانوكيان إلى دير الزور، أما أفراد عائلة آرام فأرسلت إلى حماة حيث احتموا تحت الخيم لعدة أشهر ثم انتقلوا إلى السليمانية.

وأثناء تواجدهم تحت الخيم، كانت والدته تعلمه اللغة الأرمنية من خلال كتابة الأحرف على ورق، ثم من خلال نصوص الكتاب المقدس، لعدم توفر الكتب.

انتقلت العائلة إلى حلب بعد أن حصلت على إذن بالذهاب من وزارة الداخلية، وساعدهم فيها النائب السابق في مجلس المبعوثان هاروتيون أفندي بوشكيزينيان وهو من عينتاب أيضاً. دخل آرام مدرسة الأمجاد (هايكازيان) في حلب بين 1918-1923

لعدة أسباب منها عدم استقرار العائلة، ولأسباب مادية، لم يتمكن آرام من متابعة الدراسة بين عامي 1923-1928. إنما كان يقرأ الكتب في مكتب والده وينمي ثقافته ومعرفته. وفيما بعد، تدارك الأمر وحصل على تعليمه الأول في مدرسة أرمنية بحلب. ثم تابع دراسته في مدرسة الأخوة الفرنسية.

عمل لدى طبيب أسنان ليتسنى له التدرب في طب الأسنان عام 1924، ثم ساعده شقيقه ليتابع تعليمه الثانوي في كلية الأخوة الفرنسية عام 1928

أثناء ذلك اقتنع والده أن لا عودة إلى عينتاب، فعمل والده في مجال التدريس في العديد من المدارس لتأمين لقمة العيش. وبعد ذلك شارك أحدهم في مكتب للمحاماة.

في الجندية

وفي عام 1930 ترك آرام الدراسة وانخرط في الجيش الفرنسي. وفي ربيع عام 1932 التحق في الكلية العسكرية بدمشق بعد تجاوزه الامتحان، حيث تخرج عام 1934. ثم تم إرساله إلى بيروت حتى عام 1937 ليعود من جديد إلى حلب ويخدم في الفرقة المدعية.

تم إيفاده إلى فرنسا لاتباع دورة تطبيقات مدفعية في مدرسة فونتيلو في فرنسا بين عامي 1938-1939. وفي عام 1941 شارك في سورية في المعارك الانكليزية-الفرنسية، ومنح وسام صليب الحرب الفرنسية.

في أيار عام 1945 تم إيفاده من قبل رئاسة الأركان لاتباع دورة ضباط الأركان في المدرسة الحربية العليا في فرنسا.

خدم آرام في الجيش من 8/9/1932 حتى 2/4/1958، حيث تم ترفيعه في الرتب العسكرية على النحو التالي:

رفع لرتبة ملازم اعتباراً من 1/6/1934، ورفع لرتبة ملازم أول اعتباراً من 1/9/1938، ورفع لرتبة نقيب اعتباراً من 1/6/1942، وصنف برتبة مقدم اعتباراً من 1/11/1947، ورفع لرتبة عقيد اعتباراً من 16/4/1949، ورفع لرتبة عميد بتاريخ 1/7/1953، وسمي ضابط ركن بتاريخ 23/6/1953، ثم رفع لرتبة لواء اعتباراً من 1/8/1956. حيث تم تقليده في العام نفسه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.

كان كارامانوكيان يترأس العروض العسكرية التي كانت تقام بدمشق بمناسبة عيد الاستقلال بحضور الرؤساء والقادة العسكريين.

تميز بسمعته الحميدة وخصاله الطيبة وإخلاصه لواجبه الوطني وتفانيه في العمل. حاز على ميداليات وجوائز تكريمية من الحكومة السورية والفرنسية والمصرية واللبنانية والأرمنية.

مسؤولياته العسكرية

وأسندت إليه مسؤوليات عديدة في الجيش العربي السوري، فقد خدم على جبهة القنيطرة عام 1949

وخلال عام 1949 تم إيفاده إلى فرنسا لاتباع دورة عسكرية لمدة ستة أشهر في مدرسة الحرب العليا في فرنسا ليطلع على صنوف الأسلحة.

تم تعيينه عضو هيئة الأركان عام 1949-1950. وكذلك قائداً عاماً للقوات المدفعية السورية بين عام 1949-1957

والجدير بالذكر أنه شارك في حرب فلسطين 1948 ضد العدو الاسرائيلي كقائد لسلاح المدفعية السورية، وأبلى فيها بلاء حسناً، ورفع إلى رتبة لواء فيما بعد.

السلك الدبلوماسي

وبقرار من وزير الدفاع في 12/6/1957 نقل اللواء آرام قره مانوكيان من بطارية قيادة سلاح المدفعية إلى فوج القيادة العامة وعين ملحقاً عسكرياً لدى السفارة السورية في واشنطن اعتباراً من 11/6/1957

البرلمان السوري

بالإضافة إلى دوره المشرف في تنظيم الجيش وخدمة الوطن، وبعد تقاعده تم انتخابه نائباً عن حلب في المجلس التأسيسي والنيابي عام 1961. (كان عدد أعضاء حلب 11 مسلماً و5 مسيحيين. وجاء ترتيبه الثاني في قائمة مرشحي حلب). انتخب عضواً في لجنة الدفاع الوطني.

الدكتوراة

وفي عام 1964 اتبع العديد من الدورات في كلية الحقوق في بيروت، وفيما بعد انتقل إلى باريس، ليتمكن من متابعة دراساته العليا في جامعة باريس، حيث حصل على الإجازة، ورغم مرضه دأب على البحث وتفرغ للدراسة، وحصل على دكتوراه دولة في الحقوق الدولية العامة عام 1972 بعمر الستين. وكان موضوع الرسالة “الأجانب والخدمة العسكرية” حيث يتطرق إلى الحقوق الدولية والقانون الجزائي. وجاء في العدد 5-6 عام 1975-1976 من المجلة الشهرية الخاصة بوزارة الدفاع بقلم نبيل النفوري أن الاطروحة تعرض لدراسة واسعة في الحقوق الدولية العامة المتعلقة بالخدمة العسكرية التي يؤديها الأجنبي تطوعاً اختيارياً أو بصفة إلزامية في جيش غير جيش بلاده الأصلية.

الأوسمة

تم تقليده بعدة أوسمة رفيعة من سورية ولبنان ومصر، حيث قلدته الحكومة السورية وسام الاستحقاق السوري، ووسام الحربية، ووسام الحرب الفلسطينية.

ومنحته فرنسا وسام شرف كضابط حرب. أما الحكومة اللبنانية فمنحته وسام الاستحقاق. تم تقليده من قبل كاثوليكوس عموم الأرمن في أرمينيا وسام “نرسيس شنورهالي”، ومن قبل كاثوليكوس بيت كيليكيا في لبنان وسام “فارس كيليكيا”.

ومما يذكر عنه أنه كان مشجعاً للرياضة حيث كان يشارك ويحضر نشاطات “نادي ليك” فرع حلب لمباريات كرة القدم. سميت إحدى المدارس في (نور عنتاب)، قرية (عنتاب الجديدة) القريبة من يريفان في أرمينيا باسم اللواء آرام كارمانوكيان.

وفاته

توفي في نيويورك عام 1996 عن عمر يناهز 86 عاماً. وحسب وصيته نقل جزء من رفاته إلى يريفان (أرمينيا) ليدفن إلى جانب شقيقه ليفون، ونقل الجزء الآخر إلى حلب ليدفن في مقبرة الأرمن الأرثوذكس بحلب بحضور حشد من القيادات والفعاليات.

اهتماماته

شارك بنشاط في حياة الأرمن الاجتماعية، فكان من مؤسسي الجمعية الخيرية للشباب الأرمن في حلب، وشغل منصب رئيس الهيئة الاستشارية لمؤسسة كولبنكيان التربوية، وكان له العديد من المشاركات في جريدة “الفرات”.

يعد اللواء آرام كارامانوكيان الضابط الأرمني السوري الأول الذي تسلم دوراً قيادياً، وخدم الجيش العربي السوري مدة 32 عاماً بكل شرف وإخلاص ووفاء حتى تاريخ تقاعده.

الخاتمة

رائعة هي سورية الأم الحاضنة لأبنائها جميعاً في فسيفساء رائعة، حيث لدينا هذا القائد الارمني الكبير في الجيش الوطني الحبيب الذي خدم في ظروف نشأة الجيش السوري ماقبل الاستقلال، وكان له دوراً مميزاً بعد الاستقلال كقائد في المدفعية السورية التي اقضت مضجع الكيان العبري الدخيل قبل نكبة فلسطين الى مابعدها، وينقل عسكريون سوريون من مختلف الرتب العسكرية عن نبوغه وكفاءته كضابط مدفعية متميز بالرغم من ضعف التسليح ولكنه كان، كما قال احد الذين خدموا عنده كضابط صف رامي مدفعية كيف نشر بطارية المدفعية القليلة فوق المرتفعات المطلة على طبريا ومعظمها وهمي، ولكنه كان يستخدم المدافع الحقيقية القليلة بطريقة احترافية متميزة لامجال للخطأ في رميها واصابتها لأهدافها، وعلى قول الشهود كان يستخدم اية وسيلة من الوسائل حتى ولوكانت يدوية وبدائية في تحديد سموت الأهداف المعادية وخاصة منها قوافل المدرعات الصهيونية على ضفة طبريا ويعطي الامر بالقصف ويكون الهدف مدمراً، مايرفع معنويات مقاتليه الأمر الذي ساهم في ترفيعه وسط فرحة مرؤوسيه العارمة وكأن على قول شاهدنا كان الترفيع لهم جميعاً.

وبقي صيته مدوياً وخاصة في كل المعارك اللاحقة مااستدعى دوماً منهم كلمة اعجاب:” سقى الله اللواء ارام…”

تحية لذكرى هذا العلم السوري الأرمني، تحية لأرمينيا التي انحدر منها، وتحية له ولكل الارمن الذين عاشوا في سورية وخدموها باخلاص، وكان منهم جدي وكم كنت اتمنى لو تحققت امنيته.

مصادر البحث

– ارمن سورية…القصة مأخوذة من كتاب (الأرمن في المجالس النيابية السورية) للكاتبة نورا آريسيان.

– شهادات شفهية

-التاريخ السوري

عيد ختانة ربّنا يسوع المسيح بالجسد

$
0
0

عيد ختانة ربّنا يسوع المسيح  بالجسد

مقدمّة

” أيّها الرّبُ الجزيلُ التحنُن، إنّك وأنتَ إله بحسب الجوهر قد اتّخَذتَ صورةً بشرية بغير استحالة، وإذا أتممتَ الشريعة تقبّلت باختيارك ختانة جسدية.، لكي تنسخَ الرُسومَ الظِّليّة ..”

هذا ما ترتّله الكنيسة في هذا العيد السيّدي.

يأتي هذا العيد بعد ثمانية أيّام من الولادة كما هو الناموس.

“ولما تمّت ثمانية أيام ليُختن الصبي، سمّي يسوع كما سماه الملاك قبل أن يُحبل به في البطن” (لو 21:2).

تعريف العيد

الختان هو قطع جزء “من طرف العضو الذكري”. هذا يجري لكلّ مولود صبي بحسب وصية الله المُعطاة لإبراهيم في البداية. يرد النص التالي في العهد القديم: “وهذا هوَ عهدي الذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم. فتَختِنونَ الغُلْفةَ مِنْ أبدانِكُم، ويكونُ ذلِكَ علامةَ عَهدٍ بَيني وبَينَكُم. كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم اَبنُ ثمانيةِ أيّامِ تَختِنونَه مدَى أجيالِكُم، ومِنهُمُ المَولودونَ في بُيوتِكُم أوِ المُقتَنونَ بِمالٍ وهُم غُرَباءُ عَنْ نسلِكُم” (تكوين 10:17-12).

ايقونة الختانة
ايقونة الختانة

الوصية نفسها تكرّرت لموسى: “وفي اليومِ الثَّامنِ يُختَنُ المولودُ” (تثنية 3:12). وفي محادثته مع اليهود، ذكّرهم المسيح بأنّ الختان أُعطي بموسى لكنّه كان موجوداً من قبله: “أمَركُم موسى بالخِتانِ، وما كانَ الخِتانُ مِنْ موسى بل مِنَ الآباءِ، فأخَذتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السَّبتِ” (يوحنا 22:7).

لقد ارتبط الختان بالصلاح والتقوى وإطاعة الناموس، وهو يُشير إلى الإسرائيلي الطاهر، بينما أُشير إلى الإنسان غير الطاهر غير التقي بأنّه غير مختتن. إذاً الخِتان وعدمه هما مفهومان وممارستان متناقضتان، تشير الأولى إلى اليهود والثانية إلى الأمم الوثنيين.

إن طقس الختان كان جرحاً مؤلِماً وخاصةً بالطريقة التي كان يجري فيها في تلك الأيام. الوسائل المُستَعمَلة كانت سكيناً وموسى وحجراً حادّاً. استعمال سيفورة لحجر حاد لختان ابنها كما يرد في خروج (25:4) “فأخذَت صَفُّورَةُ اَمرأتُه صَوَّانَةً فختَنَتِ اَبنَها ومسَّت بِها رِجلَي موسى وقالت: «أنتَ الآنَ عريسُ دَمِ لي»” هي حادثة مميزة. معروف أيضاً أنّ يشوع “فصنَعَ يَشوعُ سكاكينَ مِنْ صَوَّانٍ وختَنَ بَني إِسرائيلَ عِندَ جبعَةَ هاعَرلوتَ” (يشوع 3:5).

إنّه لجلي بأنّ الختان كان عملاً مؤلِماً يسبب النزف. وإذا فكّرنا بأنه كان يُجرى لمولود جديد يمكننا أن نفهم ألَمَه وأيضاً ألَم أهله الذين أتمّوا الختان ورأوا تمزيق طفلهم.

تقدمة ابراهيم ابنه اسحق ذبيحة للرب
تقدمة ابراهيم ابنه اسحق ذبيحة للرب

في أي حال، لقد كان للختان محتوى لاهوتي عميق ومعنى جوهري ولم يكن يتمّ لمجرّد التطهير. وبهذا المعنى هو يختلف عن الختان عند الشعوب الأخرى كالمصريين وغيرهم. يقول القديس أبيفانيوس القبرصي أن الشعوب الأخرى عرفت الختان، كالوثنيين وكهنة المصريين وشعوب أخرى، لكنّ أغلبهم لم يختتنوا لناموس الله بل لعادات “غير عاقلة”.

كلمة الله لإبراهيم التي بها تأسّس الختان أيضاً تُظهِر السبب الأساسي. قال الله: “وهذا هوَ عهدي الذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم” (تكوين 11:17). بكلمات أخرى، إنّه اتفاق بين الله وشعبه الخاص، إنه عهد. هذا الاتفاق يجب أن يُثَبَّت بالدم. نحن نرى هذا أيضاً في العهد الجديد حيث يُثبَّت اتفاق الله مع البشر بدم المسيح.

إذًا الختان الختان بحدّ ذاته لم يكن عهداً بل علامة على العهد والاتّفاق. هذه الممارسة خدمت أيضاً لتذكِّر الإسرائيليين بأنّ عليهم أن يثابروا في تقوى أسلافهم فلا يأتوا إلى احتكاك غزلي مع الوثنيين والشعوب الأخرى. بهذه الطريقة تلافوا الزيجات المشتركة وبالطبع تلافوا نتائجها أي التغرّب عن الإيمان المعلَن. يخبرنا القديس أبيفانيوس أنّ الختان اشتغل كَخَتْم على أجسادهم، مذكِّراً لهم وضابطاً إياهم ليبقوا “على إيمان آبائهم”.

إذاً الإسرائيليون بعد ختانهم عليهم أن يبقوا في أمّتهم وعلى الإيمان بالإله الحقيقي.

إعطاء الاسم والأسرار الثلاثة

ايقونة ميلاد ربنا يسوع المسيح بالجسد
ايقونة ميلاد ربنا يسوع المسيح بالجسد

 (التغطيس والختم ومناولة القدسات)

إن طقس الختان الذي جرى في اليوم الثامن مرتبط أيضاً بإعطاء الاسم، وقد ضُمَّ إليه في الفترة المسيحية احتفال “ختم الولد متّخذاً اسماً في اليوم الثامن من بعد ميلاده “. والختم هنا مرتبط بالمعمودية أي بالتغطيس وتناول القدسات وهي أسراس ثلاثة مرتبطة ببعضها بعضًا وقد مورست منذ البدء وما تزال حتى اليوم.

العيد في المسيحية

يخاطب القدّيس كيرلس الإسكندري المؤمنين في عظته حول هذا العيد:

 لقد جئتم بفرح إلى هذ العيد، فلنحمل مشاعلنا ببهجة ولنتأمل بوقار ما قد تمّمه الرّب في هذا اليوم، ممّا يوطّدنا في الإيمان والتقوى.

بالأمس القريب، رأينا عمانوئيل طفلاً في المذود ملفوفًا في الأقمطة بطريقة بشرية، لكن مسبّحًا كإله من الملائكة القدّيسين الذين أعلنوا للرعاة عن ولادته.

وقد رأيناه اليوم مطيعاً لأوامر موسى، أو بالأحرى رأيناه، هو الله الذي سن الشريعة، يخضع لأوامره الخاصة. كم هذا مذهل وعجيب.

  يخبرنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية كيف الوارث ما دام قاصراً وانما اقول ما دام الوارث قاصراً يبقى تحت الوصيّة إلى حين يأتي الوقت المحدد. ” ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امراةٍ مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني (غلا 3:4 – 4).”

معمودية يسوع في نهر الاردن على يد يوحنا المعمدان
معمودية يسوع في نهر الاردن على يد يوحنا المعمدان

هكذا، فإن المسيح قد افتدى أولئك الذين كانوا خاضعين للناموس بطاعته ” كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطأة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً” (رو 19:5).

وهكذا أحنى الرّب الخالق عنقه للناموس بمعيّتنا لأنّه كان ينبغي أن يتمّم كلّ برّ.

لقد اتخذ صورة عبد، واضعاً نفسه تحت نير الطبيعة البشرية، ودافعاً الجزية لجباة الضريبة، مع كونه الله المتجسّد وغير ملزم بذلك.

فلا تتعجبوا إذا ما رأيتموه يتمّم أوامر الناموس، ولا تصنفوه مع العبيد، بل بالأحرى تأملوا عمق تدبير الخلاص.

في اليوم الثامن، يوم ختانة الصبي حسب أوامر الناموس، أخذ اسمه يسوع ، الذي يعني الله يخلّص. ومن يقتبله يصبح إبنًا له بالتبنّي.

الأسرار التي يقودنا اليها هذا الحدث

“ليس الختان شيئاً، ولا القَلَف” (1 كور 19:7). ورُبَّ معترض: أيُعقل أن يكون إله الكل قد سنّ، عن طريق موسى، وصيةً لا قيمة لها؟ بل أيعقل أن يعاقب الذي يتخطّاها؟

بالطبع لا، ولكن كان الله يحضّر الإنسان بالطاعة والوفاء والالتزام. فعندما كان الذكر يُختن  كان يُصبح ابناً لإبراهيم، والبنوّة هنا لا تعني الارتباط الجسدي أو القبلي أو العشائري أو السبطي إنمًا هو إرتباط وعهد مع إله ابراهيم، هو التزام مع سيّد ابراهيم،ولهذا الإله وصايا ومسلكيّة وصلاة.

الرب يسوع
الرب يسوع

فإن الختانة أي نزع قطعة من الجسد لا تعني بحدّ ذاتها شيئاً، لكنها تشكّل علامة البنوّة روحيًا وجسديًا :” اسمع يا اسرائيل.الرّب الهنا رّب واحد. فتحب الرّب الهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك وقصّها على أولادك وتكلّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم  واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى ابوابك (تثنية 4:6) ”  وها اليوم في المعمودية نحن نقول الشيء نفسه ونلتزم بالرّب يسوع المسيح إلهًا وربّا لحياة مقدّسة.

اليوم مطلوب أن نختن روحيّاً. نخلع إنسان الشهوات وإنسان الملذّات لنلبس المسيح. ( القدّيس يوحنا الدمشقي).

فعندما قال لنا الرّب ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (مت 19:28) عنى بذلك ألبسوهم ما لبستم وعلّموهم ما تعلّمتم وكونوا لهم مثالًاً وقدوةً ولا تنسوا أن فاقد الشيء لا يعطيه.

هذه هي مسؤوليتنا اليوم لا بل دينونتنا

في المعمودية المقدسة يجعلنا المسيح شركاء في الروح القدس. الغاية إذاً في عمليّة تطهيرٍ كاملة روحيّة وجسديّة، إنّه موعدنا مع الله: ”  فاذ لنا هذه المواعيد أيّها الأحبّاء لنطّهر ذواتنا من كلّ دنس الجسد والروح مكمّلين القدّاسة في خوف الله (اكو1:7) “.

في اليوم الثامن أُخُتن المسيح، واقتبل اسمه. واليوم الثامن بالنسبة لنا هو يوم الخليقة الجديدة، يوم الملكوت الذي حقّقه يسوع بقيامته.

ونحن أيضًا لنا يوماً ثامناً إن شئنا. نحن أيضًا نستطيع أن نكون خليقةً جديدة مع الرّب إن قمنا معه.

أتانا الخلاص فماذا ننتظر؟

أتانا الخلاص فلم لا نسرع كالرعيان إلى المذود الإلهي ونعاين من أتى من السماوات، ونشاهد الخالق الذي أصبح إنسانًا لأجلنا؟

أتانا الخلاص فلنتبع نجمه مثل المجوس، ولا نخاف عتمة الليل لأن النور معنا ويسير دومًا أمامنا. في الماضي غمامة من نور ونار سارت مع الشعب العبراني لتنير طريقهم وتفصل بينهم وبين جيش فرعون، والنجم سار مع المجوس وروى عطشهم بإرشادهم إلى البيت حيث الطفل وأمّه وفصل بينهم وبين هيرودس وشره.

 فتعالوا نحظو حظوهم وندخل بيتنا الأبوي، ولا نخشى لا هيرودس هذا الزمان ولا مشقّة السفر، لأن الله معنا  “وبه أيضًا ختنّا ختاناً غير مصنوع بيد،  ختنّا بخلع جسم خطايانا بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية التي فيها قمنا أيضاً معه” (كول 11:2 – 12).

صلبه كان من أجلنا، وكذلك قيامته وختانته. لأنه يقول أيضاً: “إن كنا قد متنا معه، فسنحيا أيضاً معه” (2 تيم 11:2)

وعندما حل الإبن بيننا، على الرغم من كونه إلهاً، لم يحتقر قياسنا، بل خضع للناموس مرافقاً إيانا. وخُتن في اليوم الثامن كما يُختن اليهود، وهو الذي وضع الناموس، ليبرهن عن مجيئه من صلبهم، لعلهم لا ينكرونه. ومع أنه جاء من نسل داوود، قالوا عنه: “وأما هذا فما تعلم من أين هو” (يو 29:9). لذلك، اختُتن بالجسد لكي لا يترك لهم عذراً في نكرانهم إياه.

فلنعلن بفرح  كما أعلنا بالميلاد

–  اليوم تنجلي الرموز سرياً.

– اليوم خُتم عهد وفتح عهد آخر.

– في العهد القديم كانت الختانة علامة تميّز شعب الله عن غيره. الآن معمودية المسيح تميّز عائلة الله بالبنوّة.

– وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان.الذي منحه ليس من الناس بل من الله (رو29:2)

نعم الخلاص تم على الصليب الذي بدأ ينكشف رويدًا رويدًا من اللحظة الأولى لسقوط الإنسان وبات دم المسيح هو العلامة التي تربطنا بالله، فلم نعد بحاجة إلى دم الختان الذي كان في القديم علامة العهد مع الله، وبعد أن صار المسيح إنسانًا اختبر ألماً عظيماً خلال طقس هذا الختان وكأن هذا الاختبار مقدمة للصليب نفسه.

هذه حب الله لنا لا بل عشقه للإنسانية جمعاء.

معلومات إضافيّة

– يُظهر الختان أن يسوع اتّخذ طبيعة بشرية حقيقية. في كنيسة القرون الأولى ظهرت هرطقة الدوسيتيين التي قالت بأنّ المسيح لم يتّخّذ الطبيعة البشرية الحقيقية وجسداً بشرياً حقيقياً، بل أنّ جسده كان جسداً ظاهرياً خيالياً. هذا قاد إلى الاستنتاج بأنّ المسيح لم يُصلَب على الصليب إذ لم يكن له جسم حقيقي. لكنّ هذه النظرة لا تخلّص الإنسان فحسّب لا بل تتضارب مع جوهر التدبير الخلاصي بجوهره . كيف يخلُص الإنسان إن لم يتّخذ الربّ الطبيعة البشرية؟ في المسيح اتّحد غير المخلوق بالمخلوق.

– بعد العنصرة، ظهر في الكنيسة يهود مهتدين نادوا بإختان المهتدين الوثنيين إلى الإيمان المسيحي بحجّة تطبيق ناموس العهد القديم ” وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلّمون الأخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا ” و” قام أناس من الذين كانوا قد أمنوا من مذهب الفريسيين وقالوا انه ينبغي أن يختنوا ويوصوا بأن يحفظوا ناموس موسى “، على أثر هذا إنعقد مجمع أورشليم وإنتهي الأمر بعدم الختان (أعمال 15).

تكلّم في المجمع الرسولي كلٌ من الرسل بطرس وبرنابا وبولس ويعقوب أخو الرب. قرار المجمع كان بأن الذين يأتون إلى الإيمان المسيحي من الأمم يجب ألاّ يختتنوا، بل عليهم أن يحفظوا أنفسهم أنقياء، ممسكين عن تقدمات الأوثان والدم والمخنوق والفجور الجنسي. يقول القرار الذي نُقل لاحقاً برسالة إلى المسيحيين: ” فالرُّوحُ القُدُسُ ونَحنُ رأينا أنْ لا نُحَمِّلَكُم مِنَ الأثقالِ إلاَّ ما لا بدَ مِنهُ، وهوَ أنْ تَمتَنِعوا عَنْ ذَبائِحِ الأصنامِ، وعَنِ الدَّمِ والحيوانِ المخنوقِ والزِّنى. فإذا صُنتُم أنفُسَكُم مِنها، فحَسَنًا تَفعَلونَ. والله مَعكُم” (أعمال 28:15-29).

وهكذا كان الافتخارالوحيد هو بيسوع المصلوب والقائم  ليكون الإنسان خليقةً جديدةً كما أعلن بولس الرسول هذا الجوهر الإيماني للأمم ” وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ، لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ.” (غلاطية 6).

وإذا لا بد لنا من علامة فلتكن سمات يسوع “لأنِّي أحمِلُ في جَسَدي سِماتِ يَسوعَ” (غلاطية 17:6).

خلاصة

لو كان بالناموس فقط يخلص الإنسان لما كان هناك حاجة للتجسّد.

الناموس كان تهيئة لنقول مع القدّيسين ديدمس الضرير وأثناسيوس الكبير وآباء الكنيسة  ” الله أصبح إنسانًا ليصبح الإنسان إلهاً.”

ويبقى السؤال  الذي طرحه بولس على أهل غلاطية مفتوحًا على مصراعيه : ” أبأعمال الناموس اخذتم الروح ام بخبر الايمان؟ ” ( 2:3) ومن خَبِرَ الإيمان عاشه.

وهنا تتجلّى عبارة شعب الله المختار ويسقط  كلّ إنغلاق فئوي أرضي فان لا أساس له ولا مبرر.

” لأن الناموس بموسى اعطي، اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ”  (يوحنا17:1).

من مصادر البحث: صفحة البطريركية الارثوذكسية



كيف يسقط المطر؟

$
0
0

كيف يسقط المطر؟ 
قالت: يا من صورت لي الدنيا كقصيدة شعر…
أن كنت أعز عليك فخذ بيدي…
يا كل الحاضر والماضي هل تسمع صوتي القادم…

إنها إلهة القمر ”سيلفية”
احبت شاباً من الرعيان فاتن الجمال، وأحبها الشاب وعرف ان سر محبة الآلهة له هو شبابه.
نام الشاب نوماً عميقاً على سفح جبل”لاتموس” فانحنت اليه إلهة القمر تقبله، وتوسلت الى الإله ”تزوس” ليلبي أماني الشاب… أجاب الإله اني سأنفذ أمنية واحدة للشاب الجميل.
استيقظ الشاب وتمنى ان ينام نوماً ابدياً كي يحتفظ بشبابه، وتحققت الأمنية، ومازالت إلهة القمر العاشقة تلقى الشمس عند الغروب لتقبل من تعشق…
هي اذا السعادة؟
سؤال يتكرر…
يحوم حول ذاك المتشتت بين أفكاره ومنعكسات الواقع على سمعه وبصره وفؤاده…
أيها المعلم…
كيف تصور الحياة كقصيدة شعر؟
بني: إزرع بذورك في السماء واحذر مغريات الارض إنها تمتلىء بالسارقين والفاسدين الذين يتقمصون ثيابك ويتركونها مثقلة بأوساخهم…

هذه قصيدة شعرك…
السعادة يابني تتشكل من الصبر والجد والتضحية، وتكون جذوراً للشجرة الطيبة…
هل فكرت كيف يورق الحب وكيف تنمو التضحية ؟

لا يكون ذلك إلا بالفناء والصفاء ،انه الفناء بالاشياء الكاملة فيكون الحي في كلها، عندما يزهر الحزن يتفتق الخير وتتساقط الامطار…
السعادة إشعاع في كل المحيط، ولايقطف ثمارها إلا من تخلص من الأمنيات، وصار حلماً وامنية للمسافرين…

قال الرب يسوع”أنا هو الألف والياء”

$
0
0

قال الرب يسوع

“أنا هو الألف والياء”

توطئة

الرب يسوع يعلن صراحة أنه هو الرب الاله الواحد المعبود، والكائن الأزلي الأبدي الذي لابداية له ولا نهاية!!!

قال يسوع:” أنا هو الطريق والحق والحياة… ومن الواضح أنه هو الصورة الحقيقية لله غير المنظور. وكانت تصريحاته في هذا الموضوع واضحة كل الوضوح عندما قال” صدقوني إني أنا في الآب والآب فيَّ”…” والذي رآني فقد رأى الآب”(يو30:10)…”أنا والآب واحد.”(يو11:9،14)

الابن الذي هو صورة الله غير المنظور بِكرُ كل خليقة. فإنه فيه خلق الكل ما في السماوات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواءٌ كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل»(كولوسي ١٥:١ – ١ ولذلك فعندما قال له تلميذه توما “رَبِّي وَإِلَهِي” قال له “لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا” (يو20/28-29).

هذا ما أكَّده مرَّات عديدة 

1ـ فقد أعلن أنه الأزلي الأبدي الذي لا بداية له ولا نهاية (غير المحدود بالزمان)

حيث يقول هو في سفر الرؤيا “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. “(رؤ1/8

” “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ.” (رؤ1/11)

“أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا” (رؤ21/6)

“أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤ22/13)

” “لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤ1/17)
2- ويقول” أنا ” و” أنا ” هو بنفس القوة الإلهية،كما يقولها الله

فيستخدم تعبير ” أنا ” و” أنا هو έγώ ειμί ـ I am “بمعنى أنا صاحب السلطان علي الكون كله والخليقة كلها، وأنا، الله، الكائن على الكل ” الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ” (رو9/5)، بنفس الأسلوب والطريقة التي تكلم بها، الله في العهد القديم. فعندما سأل موسي النبيّ اللَّه عن اسمه قال له الله: ” اهْيَهِ الَّذِي اهْيَهْ ( أكون الذي أكون )” (خر3/15) والتي تعني، كما بينا أعلاه ” أنا كائن “، “أنا الكائن الدائم ” والإله الوحيد الذي ليس مثله أو سواه ولا يُوجد آخر غيره أو معه، كقوله اللَّه ذاته في العهد القديم:

“اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ” (تث32/39)

“مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ.” (اش41/4)

“أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.” (اش43/10)

“أَنَا هُوَ وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ وَمَنْ يَرُدُّ؟” (اش43/13)

“أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا.” (اش43/25)

“أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ” (اش48/12)

“أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ.” (اش51/12)

ويستخدم الرب يسوع المسيح تعبير ” أَنَا ” في الموعظة علي الجبل بالمقابلة مع الله، فيقول:

“قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَقْتُلْ…وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ ” (مت5/21-22)

“قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَزْنِ… وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.” (مت5/27-28)

“وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ…وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.” (مت5/31-32)

“سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ” (مت5/33-34)

“سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.” (مت5/38-39)

“سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ” (مت5/43-44)

“وهو هنا يتكلم كصاحب السلطان على الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها

كما يستخدم تعبير ” أنا هو έγώ ειμί ـ I am ” كما استخدمها اللَّه في العهد القديم، بكل معانيها اللاهوتية التي تؤكِّد لاهوته وكونه هو ذاته اللَّه، اللَّه الكلمة
تشجعوا، أنا هو. لا تخافوا” – متى 14: 27

“فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا».” (مت14/27)

“لأَنَّ الْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَاضْطَرَبُوا. فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ: «ثِقُوا. أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُ” (مر6/50)

“فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ” (مر14/62)

“فَقَالَ الْجَمِيعُ: “أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟” فَقَالَ لَهُمْ: “أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ” (لو22/70)

“فَقَالَ لَهُمْ: “أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا”.” (يو6/20)

“فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:”أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا.” (يو6/35)

“فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ: “أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ” (يو6/41)

“أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ” (يو6/48)

“أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ”. (يو6/51)

“ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ.” (يو8/12)

“لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ” (يو8/24)

“فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.” (يو8/28)

“أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى.”(يو10/9)

“أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.” (يو10/11)

“قَالَ لَهَا يَسُوعُ: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” (يو11/25)

“أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ.” (يو13/19)

“قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يو14/6)

“فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ» رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ.”(يو18/6)

“أنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” (رؤ1/8)

قَائِلًا لِي:”لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ” ( رؤ1/17)

“أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.” (رؤ2/23)

“أنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا “(رؤ21/6)

… 3- ولذا فقد أعلن أنه النازل من السماء

“لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي.” (يو6/38)

“أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ.” (يو6/51)

“هَذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هَذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ” (يو6/58)

“وهذا ما جعل اليهود يتذمرون عليه قائلين:” وَقَالُوا: “أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟” (يو6/42)

“فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ:”أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ” (يو6/41)
4- والخارج من عند الله والذي هو من ذات الآب وفي ذات الآب…

“فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:”لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ” (يو8/42)

“خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضًا أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ” (يو16/28)

“لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ.” (يو17/8)

“أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي” (يو8/38)

“فَقَالَ يَسُوعُ:”أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي” (يو10/32)

“لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ.” (يو16/27)

“خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضًا أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ” (يو28:16)

“ويُؤكِّد أنه خرج من عند اللَّه الآب، من قِبَل اللَّه الآب، لأنه هو نفسه من الآب، من ذات الآب، وفي ذات الآب، فهو عند الآب، في حضن الآب

أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي” (يو7/29)

أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ” (يو14/10)

“صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ” (يو14/11)

“فهو كما يقول القديس يوحنا بالروح”اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ” (يو1/18)، كان عند الآب، في ذات الآب ومن ذات الآب لأنه كلمة اللَّه وعقله الناطق ” فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.” (يو1/1)

وعندما قال الرب يسوع” انا هو الحق” كان يعني أيضاً أنه هو الموجود في كل مكان اجتمع” اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون أنا…”وهو الذي قال:” وها انامعكم كل الايام والى انقضاء الدهر” (متى20:18)

الخاتمة

إن يسوع عندما قال: “أنا هو الحق”، إنما أراد أن يقول في نفس الوقت، “أنا هو الحب” حتى نستطيع أن نجد في ذلك الحق المحب راحتنا وسعادتنا، أن الرب يسوع كان يؤكد أنه “هو الحق” وهو أيضا الحب عندما أطلق ذلك النداء العظيم. فقبل أن يقول:” أنا هو الحق” قال “أنا هو الطريق”، والطريق إلى الحق هو طريق الدم، طريق الصليب، طريق صنعه بالجسد المذبوح. إنه طريق الحب الدامي الذي يؤدي إلى الحق الذي فيه نجد الحياة…

ان يسوع اراد ان يؤكد “أنه هو الحق” و”هو الحب” ايضاً حتى انه بعد ان صعد الى السماوات هناك تراءى ليوحنا، وهو في أوج المجد والعظمة، كان وجهه كالشمس وعيناه لهيب نار، هذه صورة الحق دائماً.

يقول يوحنا:” فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى علي قائلاً:” لاتخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتاً وها انا حي الى ابد الآبدين آمين ولي مفتاح الهاوية والموت.” (رؤ18:17،1) هكذا اراد الرب يسوع حتى وهو في عرشه السماوي ان يؤكد هذه المعاني مجتمعة معاً…

“أنا هو الحق…أنا هو الأول والآخر…

إن الرب يسوع يريدنا أن نراه من كل هذه النواحي دفعة واحدة، ليولد فينا مشاعر الخشوع والتعبد والراحة والسعادة…وكان يقول: “أنا هو الحب…تعالوا اليَّ

انا هو الحق…انا هو الحب…”

نداء يولد الرهبة والخشوع، ويدعو للتعبد والخضوع ويبعث بالراحة والسعادة والسلام في كل الربوع…


هنا يرقد أتفه رجل فى العالم

$
0
0

هنا يرقد أتفه رجل فى العالم

قصة واقعية


إنه شاب أسبانى ورث عن أبيه ملايين الدولارات، وتزوج من فتاه جميلة أكثر منه ثراء…

بعد سته شهور من الزواج توفيت الزوجة، وورث زوجها كل ثروتها، وقال لنفسه: “هذا نصيبي ولن أتزوج ثانيه وسأخصص كل أموالي لمن هم في حاجة إلى المساعدة”

وابتدأ بالقصر الذي كان يقيم فيه، بأن تركه وأعده دار ضيافة لكبار السن يأكلون و يشربون و ينامون فيه مجاناً…

وقام ببناء أكبر مستشفى في أسبانيا أسماها ” مستشفى السامري الصالح ” للعلاج المجاني، وخصص لنفسه حجرة في المستشفى لإقامته.

وكانت مهمته الوحيدة هي خدمة المرضى…

على مسافة قريبة من المستشفى، قام ببناء كنيسة جميلة في أسبانيا، أيقوناتها الزيتية قمة الروعة، تحيط بها حديقة جميلة. وكانت ابواب الكنيسة مفتوحة دائماً والناس يأتون إليها للصلاة والترتيل… وفي كل أحد كان الرجل يذهب باكراً إلى المزارع ويشتري الورد والأزهار ويوزعها في أنحاء الكنيسة لينعم الشعب برائحتها أثناء القداس.

وفي يوم ذهب إلى مصنع الرخام، واشترى قطعة كبيرة، وحفرعليها بضع كلمات ووضعها داخل إحدى غرف المستشفى التي أغلقها، واحتفظ بمفتاحها معه. وكتب وصية من ثلاث صور، أودع إحداها في دار الضيافة، والثانية في الكنيسة، والثالثة في المستشفي.

في الوصية، طلب أن يدفنوه بعد موته، تحت مدخل الكنيسة، بحيث يمر الداخلون إليها على قبره، وأن توضع قطعة الرخام فوق القبر.

فلما مات دفنوه حسب وصيته، وذهبوا إلى المستشفى، وأحضروا قطعة الرخام ووضعوها فوق القبر طبقا للوصية، وقد وجدوا جملة مكتوب عليها:

“هنا يرقد أتفه رجل في العالم… أين هو من عظمة الخالق؟ إدعوا له عند دخول الكنيسة”


ذكريات الزمن الجميل وعبق الياسمين الدمشقي

$
0
0

ذكريات الزمن الجميل وعبق الياسمين الدمشقي

حكايات التاريخ القديم والحديث، قصص ونوادر لا يعرفها إلا رواتها. طرائف في السياسة وشخصياتها، طرائف في الفن وأبطاله، طرائف اجتماعية وأدبية…

سرد لقصص دمشقية حُفرت في ذاكرة جيل لم يبقَ منه إلا القليل ليحكوه لأبنائهم وأحفادهم.

– قليلون يعلمون أن فرشاة الأسنان دخلت إلى مدينة دمشق بدلاً عن نبتة المسواك عام 1914، قبل الحرب العالمية الأولى بأشهر قليلة.

“وأن 60% من الدمشقيين باتوا يمتلكون فراشاتهم الخاصة عام 1930.

– قليلون أيضاً يعلمون أن النساء الدمشقيات ارتدوا الحذاء ب “الكعب العالي” مع صيف عام 1924، حيث أدخل تجار المدينة هذا المنتج إلى أسواق الحميدية وغيرها، نقلاً عن باريس.والمنتج الاساس كان كبير عائلة اجمان المسيحية الدمشقية التي انشأت معملاً للأكعاب الخشبية وعمل فيه الكثير من اولاد وبنات حي القصاع وكان مكانه في آخر حي القصاع الناشيء في منطقة وسط بين المستشفى الانكليزي وماتعرف الآن بساحة العباسيين.

وتابع اولاده ووسعوا هذا المعمل منذ ذاك التاريخ، ولايزال هذا المنتج حصراً لصاحبه الحفيد السيد نبيل اجمان بعد تطوير معاصر وصار المعمل في منطقة كرجات العباسيين بدمشق.

– هناك مَن لا يعلم أيضاً أن جامع بني أمية الكبير هو أول بناء تدخله الكهرباء في مدينة دمشق في شباط من العام 1907، وأن الكهرباء دخلت إلى دمشق بهذا التاريخ، وان صاحبة الامتياز هي شركة بلجيكية عام 1904… اتخذت مقراً وسط دمشق هي منطقة الفردوس الموقع الحالي، وقد اتخذت اسم شركة الجر والتنوير العثمانية. وسيرت حافلات الترامواي من مكانها ولا تزال بقايا السكة الحديدية في هذا الموقع بينما كان انطلاقة الحافلات من ساحة المرجة الى كل المناطق في دمشق ومحيطها بسبعة خطوط، وكان يتم توليد الكهرباء من مساقط شلالات الهامة على نهري بردى والفيجة، وهناك كان اول معمل للكهرباء في سورية.

دخلت الكهرباء الى دمشق قبل أن تدخل إلى ولاية لوس أنجلوس الأمريكية.

– كثيرون أيضاً لا يعلمون أن السيدة اللبنانية فيروز لم تبدأ مشوارها الفني في مهرجانات بعلبك عام 1957، كما يعتقد كثيرون، بل كانت البداية على مسرح سينما دمشق في فبراير1952. كانت فيروز “نهاد حداد” لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها عند قدومها الى سوريا بعد اكتشافها من قبل مدير إذاعة دمشق أحمد عسة ومدير البرامج الأمير يحيى الشهابي. بحضور العقيد أديب الشيشكلي رئيس سورية آنذاك.

– قليلون أيضاً يعلمون أن قماش ثوب زفاف الملكة البريطانية إليزابيت الثانية، يوم كانت ولية العهد في العام 1947، جاء من أسواق دمشق وهو من الحرير الطبيعي وكان مكان انتاجه في حارة القيمرية وكان صناعه ونساجه ( سدي ولحمة) من قبل عائلات مسيحية وفريق كبير من الصباغين من المسيحيين الدمشقيين كانت مقيمة وورشاتها في القيمرية واستشهد معظمهم في مذبحة المسيحيين عام 1860 والنصف الآخر من اليهود الدمشقيين.

-أن أول مدرسة باليه في العالم العربي تأسست في دمشق في العام 1951 في منزل الوجيه مظفر البكري، كان البكري متزوّجاً من الفنانة اليونانيّة آنا فرانكولي، وكانت مأخوذة برقص الباليه، فقررت إدخال ذلك الفنّ إلى دمشق.

-أنّ الممثل والمخرج الكوميدي الشهير تشارلي شابلن زار دمشق لحضور افتتاح فيلمه “السيرك” في سينما “فلور دو داماس” في ساحة المرجة في خريف العام 1929 وكان في استقباله السياسي السوري فخري البارودي.

يكشف المؤرخ سامي مبيض عن أخطاء تاريخية وفنية وتراثية وقع فيها منتجو مسلسل “باب الحارة” الدمشقي الشهير الذي أُنتج منه عدة أجزاء ولاقى متابعة جماهيرية عربية كبيرة ومن بين تلك الأخطاء مثلاً يقول سامي مبيض أن دمشق لم تكن تغلق أبوابها يوماُ، فكانت دوماً مدينة النور والعلم والتجارة. لا يوجد باب يغلق في حارات دمشق، مثل العصور الوسطى في أوروبا. وأن العلم الفرنسي الموجود في مخفر باب الحارة معلق بالاتجاه الخطأ، فألوانه عمودية وليست أفقية. وأنه لا يوجد في دمشق شخص اسمه “العقيد”، هناك زعيم يمثل الأهالي ويحمي مصالحهم، وهناك “ازعر” يسطو على أرزاقهم. دمشق لم  تكن مثل مدينة شيكاغو في أفلام المافيا أو ما شابهها في أفلام الكاوبوي. لا أحد يخرج خنجره للقتال في أي وقت أو أي ظرفٍ كان، الخنجر كان سلاحاً أبيض ولم تكن فرنسا التي كانت تحتل سورية آنذاك تسمح باستخدامه بهذا الشكل الكوميدي الذي ظهر في المسلسل. أسماء العائلات وعن أسماء الكثير من العائلات الدمشقية فيروي “الشامي العتيق” أن بعضها منسوب لمذهب أو طريقة: مثل بيت الشافعي، والمالكي، والحنبلي، والجعفري والرفاعي، والنقشبندي. والبعض الأخر حسب وصفه: بيت الطويل، والقصير، والرفيع، والدعبول والبيضاوي، والفقير، والحافي، والبردان، والسواح، والرحال، والمهاجر، والفقيه، والحباب، والحبوب، والنفاخ، والنعسان والنعوس. والآخر نسبة للورود والأشجار: بيت ياسمينة، وقرنفل، والجوري، والوردي، وفلة، وريحان، وبيت نخلة وبعضها منسوب للحيوانات مثل بيت الجمل، والعصفور، والنمر، والفهد، والسنجاب، والأرنب، وزرافة، وغزال، وسمكة، والجاجة، والديك، وجرادة، ودبانة. كما أن الكثير من أسماء العائلات منسوب للطعام مثل بيت المالح، والحلو، والحامض، والمر، والفتوش، والملوخية، وسليق، وهليون، والعجة، وبقدونس، وبصلة، وسكر، والبزرة، والدبس، ودبس وزيت، ودبس ولبن، والرز، وزعتر، وعدس، وحلاوة، وقبوات، وكبة، وسمسمية، وعرنوس، وكوسا، وتفاحة، وبقلة، وبيتنجانة، وخيارة، وجزرة. وبعض اسماء العائلات مشتقة عن اعضاء الجسم: بيت أبو دان، أبو شعر، وابو الشامات، وعيون السود، وابو شنب، وأبو لسان، وابو ظهر، وابو شوشة، وبيت الباهم وبيت سنان… والبعض الأخر لعاهات جسدية: بيت الأخرس، والاطرش، والأبرص، والبرصا، والأبرش، والاكتع، والأعوز والأعرج. والبعض الأخر للألوان: بيت الأسمر، والأسود، والأبيض، والأخضر، والأزرق، والذهبي، والأشقر، والأصفر، والأحمر والبني، والحديدي، والبحري، والسماوي.

– يروي سامي مبيض أيضاً أن سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم جاءت إلى دمشق في صيف العام 1931 لإحياء ثلاث حفلات في إحدى الحدائق بالهواء الطلق. كانت قيمة البطاقة لحضور الحفل “ليرة ذهبية” مما أجبر بعض المعجبين أن يبيعوا سجاد منازلهم، أو يرهنوا مصاغ زوجاتهم، من أجل حضور الحفل ومشاهدتها شخصياً، وبمجرد وصولها إلى مشارف العاصمة عن طريق بيروت القديم، كان في استقبالها الألوف يتقدمهم السياسي الشهير فخري البارودي، وأمين العاصمة، ومدير الشرطة والأمن العام، ونخبة من رجالات الصناعة والتجارة والاقتصاد، وأصحاب الصحف الخاصة وسيدات يمثلن الجمعيات النسائية بدمشق وطلبة المدارس. انتقلت أم كلثوم وسط هذا الزحام البشري غير المألوف في الحياة اليومية الدمشقية إلى فندق أمية وهناك كان في انتظارها مجموعة شباب قابلوها بالقدح والذم في المساء قبل بدء الحفل ورشقوها “بنترات الفضة” محاولين إحراق وجهها ومطالبين أم كلثوم بإلغاء الحفل و”بالاحتشام.” وطالبوا أيضاً أن تضع حجاباً على رأسها بالرغم من أن أم كلثوم كانت ملتزمة دينياً، حافظة للقرآن، ومحتشمة للغاية.وحسب ما يروي سامي مبيض فإن أم كلثوم غضبت من هذا التصرف وقاطعت دمشق لسنوات طويلة. وأنها روت هذه القصة للرئيس السوري آنذاك ناظم القدسي عند استقباله لها في مطار دمشق في سبتمبر 1955، مبررة الغياب الطويل عن الشام. فعوضتها دمشق بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى واستقبال باهر في المرة الثانية وإحياء في حفلات لا تنسى على مسرح سينما دمشق.

– قبل 80 عام يوغل سامي مبيض في البحث والتنقيب عن خفايا دمشق وما قيل عن أهلها فيُزيح الستار عن وثيقة فرنسية صادرة عن دبلوماسي فرنسي في العام 1940 تتحدث تلك الوثيقة عن السلوك الشرائي للدمشقيين قبل ثمانية عقود، ومما ورد في تلك الوثيقة: “تغير الدمشقيون كثيراً في السنوات الأخيرة. باتوا أكثر تواصلاً مع العالم الخارجي. نجد مستلزمات حديثة في بيوتهم لم يعرفوها من قبل، مثل جرس الباب، والمراوح الكهربائية، والبرادات الأميركية، وكل هذا بسبب توفر الكهرباء للعموم بشكل تدريجي وكبير منذ عام 1907.”وجاء أيضاً في ذات الوثيقة: “بالنسبة للكهرباء، بلغ عدد المشتركين بدمشق 80 ألف مشترك عام 1920، يوم كان عدد سكان المدينة آنذاك 950 ألف نسمة فقط. أما المذياع، فقد بلغ عدد مبيعاته بدمشق وحدها 11 ألف جهاز ما بين 1933 1938، معظمهم في المنازل والمقاهي وفي محلات الحلاقين.”

(الذاكريات الشعبية بتصرف واضافات مني)

سفينة الروزانا بين حلب ولبنان

$
0
0

سفينة الروزانا بين حلب ولبنان

الصورة أعلاه  نادرة جداً مأخوذة في العام ١٩١٦ من منطقة البترون اللبنانية خلال فترة المجاعة الكبرى في لبنان إبان الحرب العالمية الأولى

تقول قصة أُغنية الروزانا أن ولايات بلاد الشام تعرضت لمجاعة كبرى “مجاعة سفر برلك” خلال فترة الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ – ١٩١٨ وذلك بسبب الحصار الاقتصادي الكبير الذي فرضه الحلفاء على شواطئ الولايات العثمانية في بلاد الشام … وقضى عشرات الألوف جوعاً ومنهم أعداد كبيرة جداً من أبناء بيروت وجبل لبنان على أرصفة دمشق…

وكانت الدولة العثمانية قبلاً قد منعت تلك الولايات من استيراد أو تصدير أي من السلع والمنتجات الغذائية، وسخرت جميع موارد تلك الولايات في خدمة الجيش العثماني … وبسبب ندرة القمح في متصرفية جبل لبنان (لبنان الصغير) فقد عانى أهله من مجاعة حقيقية لعدم توفر الخبز، كما عانوا من كساد لبضائعهم من العنب والتفاح … ويذكر أن سفينة ايطالية تدعى (الروزانا) حاولت كسر هذا الحصار وحملت مادة القمح الشامي لأخذه إلى متصرفية جبل لبنان وميناء بيروت: إلا أن الباخرة لم تصل إلى ميناء بيروت بسبب تحولها إلى سفينة للحلفاء الرابضين على الشواطئ الشامية …

ونتيجة لذلك ورغم القحط الذي كانت تعانيه حلب ككل الديار السورية بسبب ظلم العثمانيين في تلك الفترة، إلا أن التجار الحلبيين رفضوا إلا نصرة إخوانهم في لبنان وقاموا بتهريب مادة القمح بشكل كبير إليهم وشراء سلعهم من التفاح والعنب قبل كسادها … ما انقذ اللبنانيون من مجاعة كبيرة كانت لتودي بحياة الكثير من الاخوة اللبنانيين … وفي سبيل ذلك درجت أغنية (الروزانا) الشعبية التي غنتها السيدة فيروز والأستاذ صباح فخري والتي تقول في جزء من كلماتها: “عالروزانا عالروزانا كل الهنا فيها … شو عملت الروزانا الله يجازيها … يا رايحين عحلب حبي معاكم راح … يامحملين العنب تحت العنب تفاح …”



Viewing all 1470 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>