عيد الشهداء 6 آيار 1916
كلمة منفعة…
الشهداء منارات في سماء الوطن والشهيد هو رمز الإيثار، فكيف يمكن لنا أن لا نخصص شيئاً لهذا العظيم، فأيام الدنيا كلها تنادي بأسماء الشهداء وتلهج بذكر وصاياهم، فأنّا لنا أن لا نصغي لها.
الشهادة هي آخرطريق نضال سار به من ارتقى شهيداً، ولذلك قامت الدول بتخصيص يوم معين، عيداً للشهيد وبإقامة نُصب للشهداء وللجندي المجهول تخليداً للشهداء المجهولين…
في السادس من أيار كان تنفيذ حكم الإعدام بالزعماء الوطنيين حين بدأ جمال باشا بسياسة القتل حتى لُقّب بالسفاح لما سفك من دماء وكان أول الشهداء جوزيف هاني شنق في 5 نيسان 1916، وأصدر حكم الإعدام بعد شهر واحد بتهمة الخيانة العظمى بحق واحد وعشرين من الزعماء الوطنيين شنق سبعة منهم في ساحة المرجة بدمشق وأربعة عشر في ساحة البرج ببيروت.
وفي الساعة السادسة من صباح اليوم السادس من أيار كانت المجزرة البشرية التي ارتكبها السفاح قد انتهت. وكانوا ينشدون:
نحن أبناء الألى شادوا مجداً وعلا
نسل قحطان الأبي جدّ كلّ العرب.
وحين وصلوا إلى المشانق كانوا يردّدون:
– مرحبا بأرجوحة الشرف مرحبا بأرجوحة الابطال.
– إن الاستقلال يبنى على الجماجم
وإن جاجمنا ستكون أساسا لاستقلال بلادنا.
– نموت لتحيا بلادنا حرة عزيزة.
عيد الشهداء هو مناسبة وطنية يُحتفل بها في السادس من أيار من كل عام في كل من سورية ولبنان، وسبب اختيار التاريخ هو أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق عدد من الوطنيين السوريين في كل من بيروت ودمشق في 6 أيار 1916كونهم نادوا باستقلال سورية الكبرى عن الاحتلال التركي. بعد اتهامهم بالخيانة والاتصال بجهات أجنبية والعمل على فصل البلاد العربية عن الدولة العثمانية، أصدر جمال السفاح أحكام
الإعدام على 11 وطنياً أعدموا في بيروت في 21 آب 1915 ثم نفذت أحكام مماثلة بدفعة أخرى من الوطنيين في 6 أيار 1916 حيث أعدم 14 في ساحة البرج في بيروت و 7 في ساحة المرجة في دمشق.
ولماكانت سورية قلعة وطنية واستمر شلال دم الشهداء ضد الاستعمار الفرنسي خلال اكثر من ربع قرن، وفي معارك تحرير فلسطين والحروب اللاحقة ثم مجازر الاخوان المسلمين في الثمانينات والتسعينات في سورية، والمجازر الارهابية التكفيرية والعدوان العالمي على سورية منذ منصف آذار 2011 ولانزال واستمرار سقوط الشهداء والجرحى والمخطوفين حتى قارب عدد الشهداء في هذه السنوات الثمان العجاف حوالي المليون
واضعافهم من الجرحى والمخطوفين المغيبين لذلك عد عيد الشهداء في 6 أيار في كل عام للاحتفال بذكرى من ارتقى شهيداً لأجل سورية والقضايا القومية وسقى بدمه الطاهر ترابها كي يبقى موحداً.
ونظرة بسيطة الى شخصيات هؤلاء المناضلين الذين علقوا على اعواد المشانق في 6 ايار1916 نرى ان الوطنية في تراب سورية وهوائها وهي عنصر أساس لكل من ولد وعاش ويعيش على هذه الأرض ويتنشق هوائها وخير دليل هو الخارطة الجغرافية والمذهبية المتنوعة للشهداء فهم من كل الوطن والى الوطن وهبوا نفسهم رمزاً لوحدة شعبنا السوري(سورية الواحدة) وكرامته.
وقد انتشرت في دمشق اهزوجة “زينوا المرجة والمرجة لينا شامنا فرجة وهي مزينة” والمقصود بالزينة هي اعمدة المشانق التي تدلى منها الابطال الشهداء…
حرب السفر برلك
في عام 1915 قاد السفاح جمال باشا الجيش الرابع التركي لعبور قناة السويس واحتلال مصر وهو ما سمي بحرب السفر برلك او حملة ترعة السويس الاولى ، وفي ليل 2 شباط 1915 اخترق صحراء سيناء التي كانت حينها تفتقر لطرق المواصلات فكانت القوات التركية تصل إلى القناة منهوكة القوى لتحصدها البوارج البريطانية الموجودة في القناة أو القوات البريطانية التي تتحصن على الضفة الغربية للقناة بمدافعها ورشاشاتها ومع أن بعض السرايا القليلة استطاعت اجتياز القناة إلا أن الهجوم فشل فشلا ذريعا ولم ينج من الجيش الرابع إلا القليل.
كان للفشل الذريع لهذه الحملة ومسؤولية السفاح جمال المباشرة عن ذلك الفشل، وهو الحاكم العسكري المطلق على سورية، أن يصبح عصبي المزاج بشكل دائم، حاد الطباع، وصب جام غضبه على القيادات العربية العسكرية والمدنية التي حملها مسؤولية إخفاقه، فعمل على استبدال الكتائب العربية في بلاد الشام بكتائب غالبية جنودها من الأتراك، وفصل الضباط العرب البارزين من وظائفهم وأرسلهم إلى مناطق بعيدة، وأخذ باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب والتنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت، وقد كانت باكورة هؤلاء إعدام عدد من المناضلين بأحكام عرفية باطلة في عدد من المناسبات.
قام بإعدام نخبة من المثقفين العرب من مختلف مدن سورية الكبرى فقد ساق السفاح لهم مختلف التهم التي تتراوح بين التخابر مع الاستخبارات البريطانية والفرنسية للتخلص من الحكم العثماني، إلى العمل على الانفصال عن الدولة العثمانية، وهو ما يقال أنه ما كان يسعى هو بنفسه إليه.
أحال ملفاتهم إلى محكمة عرفية في عالية بجبل لبنان، حيث أديرت المحاكمة بقسوة وظلم شديدين، وبدون أن تحقق أدنى معايير المحاكمات العادلة والقانونية، صامّاً أذنيه عن جميع المناشدات والتدخلات التي سعت لإطلاق سراحهم, وخصوصاً تلك التي أطلقها الشريف حسين بن علي امير مكة، الذي أرسل البرقيات إلى السفاح وإلى السلطان وإلى الصدر الأعظم، وأوفد ابنه الأميرفبصل بن الحسين الى دمشق، وقابل السفاح ثلاث مرات في مسعى لإيقاف حكم الإعدام دون جدوى، إذ أن السفاح كان قد عقد النية على تنفيذ مخططه الرهيب.
التاريخ؟ فليتحطم على رأسك!تنقل كتب التاريخ عن الجنرال علي فؤاد رئيس الأركان التركي في دمشق قوله: إن شكري بك رئيس ديوان الحرب بعاليه جاء إلى مقر أركان الجيش الذي كان في فندق فكتوريا بدمشق لعرض نتائج المحاكمات التي قام بها مع رجاله لرجالات العروبة، وقال: إن عدد الذين يمكن الحكم عليهم بالإعدام لا يتجاوز الثلاثة أو الأربعة، وأراد عرض النتائج على جمال باشا قبل إصدار الحكم النهائي.
لكنه عندما دخل إليه راح جمال باشا يستعرض الأسماء ويكتب مقابل كل واحد منها : إعدام..إعدام… هنا استعطف شكري بك جمال باشا قائلاً له: “يا باشا، أرجوك، فكر بالتاريخ”! فرد جمال باشا بعصبية: “التاريخ؟ فليتحطم على رأسك”!
دعم جمال باشا أحكامه بفتوى ادعى فيها أن محدث الشام الشيخ بدر الدين الحسني قد قالها، وذكر أنه سأل الشيخ بدر: “ما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً، ويلقون الفتنة بين المسلمين فيقتل بعضهم بعضاً؟ فأجابه الشيخ الحسني: “إنما جزاؤهم أن يقتلوا ويصلبوا وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض”.
وإذا نظرنا إلى هذا الجواب على فرض صحة وقوعه فسنرى أنه لا يتطرق لرجال النهضة، ولا إلى إعدامهم، وتذكر المصادر التاريخية أن جمال باشا رفض واسطات كثيرة لمنع إعدامهم منها واسطة من الشريف حسين الذي قاد الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك بعد ذلك بسنتين.
دروس من 6 أيار1916يرى الباحثون ونحن منهم أن في حادثة إعدام شهداء أيار 1916 وكل شهداء سورية في نضالها الوطني والقومي دروساً يجب علينا كسوريين أن نعيها جيداً. يجب أن نكون جميعاً يداً واحدة في مواجهة الظلم والإمبريالية الاميركية والغربية و الصهيونية التي تحكم العالم وتلعب على غبائنا من حيث لا ندري.
علينا أن نراجع السياسات الدولية القديمة ونحاول استشفاف ما كانت تريده الدول الاستعمارية منا سابقاً، مستخفة بعقولنا، حيث وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من ضعف وتبعية بسبب اتباعنا قواعد سياسية رسموها لنا.
لذلك يجب أن نعود الى دراسة فترة محمد علي التاريخية بما فيها حملته التنويرية على بلاد الشام وطرد العثمانيين منها وتشكيل اول وحدة بين وادي النيل وبلاد الشام بشكل دقيق وسليم ونسبر من خلالها ما وراء السطور لاكتشاف ما كان يحاك لنا منذ ذلك الحين مع الأخذ بعين الاعتبار اتساع الساحة الدولية وزيادة عدد اللاعبين الدوليين وضيق أفق أنظمتنا الوظيفية التي تعمل لصالح السياسات الأجنبية الكبرى. وتتشابك المصالح الدولية وتتعقد في ظل ما نعيشه من حالة متردية للغاية في ظل الدناءة التي أخذت تُغرق بلادنا العربية، وبخاصة سورية الحبيبة التي أنستنا بمأساتها الإنسانية شهداء أيار الشرارة الأساسية لشهداء العصر الحديث والمعاصر، ومع ذلك فنحن في سورية دولة وامة النضال الوطني والقومي نعتبر مجزرة 6 ايار 1916 هي الاساس في عيد الشهداء مع تزايد اعدادهم بما لايوصف خلال القرن الماضي والحاضر.
تفاصيل عملية الاعدام في 6 أيار 1916
غادر قطار خاص “عاليه” في ولاية “بيروت” المنطقة التي اقيمت فيها المحاكم الميدانية الصورية للشهداء، في الخامس من شهر أيار سنة 1916 وكان يقل كل من شفيق المؤيد العظم، عبد الحميد الزهراوي، الأمير عمر الجزائري، شكري العسلي، عبد الوهاب الانكليزي، رفيق رزق سلوم ورشدي الشمعة.
حيث حمل القطار أولئك الشهداء الأبطال تحت حراسة شديدة من الجند ولما وصلوا إلى منطقة (رياق) التقوا بالقطار الذي ينقل عائلاتهم إلى المنافي في الأناضول وكما جاء في كثير من كتب التاريخ والسير الذاتية والمذكرات وصف لهذا المشهد المؤثر عندما خاطبت عائلات الشهداء ذويهم و”الدموع تنهمر من العيون وحسرات القلب تتأجج وتختلج في الصدور وكان مشهد اللقاء و الوداع مؤلما مريرا يفتت الأكباد..” ، افترق القطاران، بحسب الرواية، من “رياق” إلى حلب و دمشق.
وبحسب كتاب “شهداء الحرب العالمية الكبرى” لأدهم الجندي فقد كان جمال باشا يشاهد في شرفة بناية احمد عزة العابد التي صادرتها السلطات العسكرية التركية تنفيذ أحكام الإعدام و”حشرجة أرواح فريق من رجالات العرب الذين قضوا مضاجع الاتحاديين في البرلمان التركي بمواقفهم المشهورة”.
وفي الوقت الذي لبست به دمشق والبلاد العربية أثواب الحداد أسى ولوعة على أبنائها انطلق “السفاح جمال في ذلك اليوم المشؤوم الى قرية (لخيارة) في غوطة دمشق فنقلت ثلاث عربات بعض النساء إلى هذه القرية حيث قضين النهار في نشوة خمر وغناء ورقص .. ثم عاد الجميع في المساء يجولون في الأسواق حاملين باقات من الزهر رمزا لذلك الانتصار المشين بإعدام أحرار العرب”.
ولم يكتف السفاح بأعمال الاغتيال والاعدام التي بدأها منذ العام 1915، وإنما تم ايضا تنفيذ أحكام النفي بزهاء ثلاثمائة أسرة من خيرة الأسر العربية في سورية ولبنان وقد بدأ ترحيل المنفيين في شهر نيسان سنة 1916 إلى الأناضول حيث وزعوا في مدنه وقراه بين قونيه وانقره وديار بكر وبروسه واضنه وسيواس.
كما ذكرنا بان هذه الاعدامات لم تكن سوى جزء من السوء الذي عاشه اهلنا في تلك الحقبة السوداء من الزمن من مجاعة اودت بحياة 80000 لبناني على ارصفة دمشق جوعا عدا الدمشقيين اضعافهم كان يتم نقلهم بطنابر القمامة الى المدافن الجماعية وابادة بالقتل… وهتك اعراض.
تعبير سفر برلك
لم يأتي تعبير “سفر برلك” إلا لوصف ما كان يجري في تلك الأيام من مجاعة قضت على مئات الآلاف، وقصص مروعة عن أطفال ماتت في الشوارع ونهشتها الكلاب، ومصادرات جمال باشا لكل المواد الغذائية وسحب الرجال الى الخدمة العسكرية، إضافة الى الكوليرا والأمراض التي ذهبت بحياة الآلاف.
واليوم في الذكرى الـ96 لعيد الشهداء، نتذكر هؤلاء الشهداء برؤوس مرفوعة ونحيي ذكراهم، لكننا نتذكر أيضاً أن ذكرى شهداء 6 أيار يبقى إرث جمال باشا السفاح.
نفذت أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين: واحدة في21 آب 1915 وأخرى في6 ايار 1916 في كل من ساحة البرج في بيروت فسميت ساحة الشهداء، وساحة المرجة في دمشق وسميت ساحة الشهداء ايضاً..
بقي السفاح ممعنا في غيه، إلى أن شعرت الدولة العثمانية بنتائج سياسته الفظيعة فنقلته من سورية وعينت بدلاً منه جمال باشا المرسيني الملقب بالصغير الذي بقي في دمشق الى حين تحريرها وطرد الاتراك منها 1918 على يد قوات الثورة العربية الكبرى بقيادة الامير حسين شريف مكة.
قـُتل جمال السفاح في مدينة تبليسي عاصمة جورجيا عام 1921 على يد فدائي أرمني يدعى اسطفان زاغكيان، يروى انه شق صدره بعد قتله واكل قلبه نيئاً وقال وقتها والقلب بين يديه والدم في فمه: “الآن وفيت بوعدي لأهلي الشهداء فقد قتل ابي واخوتي وامي واغتصب اخواتي… وقتل كل شعبي الارمني وقد عاهدتهم اني سأقتله بيدي الاثنتين وآكل قلبه…” وقد روي عن طلعت بك زميل جمال باشا السفاح في جرائمه أنه خاطب زميله هذا بقوله: “لو أنفقنا كل القروض التي أخذناها لستر شرورك وآثامك لما كفتنا”. وهي شهادة من شريكه في الاستبداد وسفك دماء الابرياء.
ومن هؤلاء الشهداء
اولاً شهداء الحادي والعشرين من آب 1915
شهداء الحادي والعشرين من آب 1915 وهم:
عبد الكريم محمود الخليل: من مواليد الشياح في بيروت 1886، مؤسس المنتدى الأدبي، خريج مدرسة الحقوق.
عبد القادر الخرسا: ولد في حي القيمرية بدمشق عام 1885، كان يؤمن بالقومية العربية، وقد هتف بها ساعة تنفيذ إعدامه.
نور الدين بن الحاج زين القاضي: ولد في بيروت 1884، وقد استولت السلطات على مراسلات ورد فيها اسمه، فسيق إلى الديوان العرفي الحربي في عاليه، ونال تعذيباً وتنكيلاً في السجن قبل إعدامه.
سليم أحمد عبد الهادي: ولد في نابلس 1870، انخدع بوعود جمال باشا فاستسلم له، وأخذ من جنين، وسيق إلى عاليه، وكان نصيبه الشنق في اليوم التالي.
محمود محمد نجاعجم: ولد في بيروت 1879، واستقبل موته باسماً هادئاً، وكانت آخر كلمات قالها بتحد: “روحي فداء لعروبة بلادي، واستقلالها، عشت شريفاً وأموت شريفاً”.
مسلم عابدين: ولد في حي سوق ساروجة بدمشق 1898، أصدر جريدة دمشق التي استمرت سبعة أشهر وكانت منبراً للأدباء، صحفي لامع، كتب في وصيته المؤثرة أن يدفن في دمشق وقد سامح من وشى به والذي كان سبب إعدامه.
نايف تللو: ولد في دمشق 1885، عمل صحفياً مراسلاً لجريدة المقتبس، كتب العديد من المقالات الوطنية والحماسية، وكان صابراً متجلداً، رغم ما لقيه من عذاب وتنكيل.
صالح أسعد حيدر: ولد في بعلبك 1884، سلمه عمه إلى جمال باشا، فكان نصيبه الإعدام، وكانت آخر كلماته: “نموت ولتكن جماجمنا أساس الاستقلال العربي”، وقد أمر جمال باشا بنفي أسرته الى الأناضول.
علي محمد الأرمنازي: ولد في حماة عام 1894، أصدر جريدة نهر العاصي 1912، والتي امتلأت بمقالات تطالب بالاستقلال والحرية.
محمد المحمصاني: ولد في بيروت 1888، دكتوراه في الحقوق من جامعات فرنسا، ألف كتاباً بعنوان “الفكرة الصهيونية”.
محمود المحمصاني: ولد في بيروت عام 1884 وتخرج في مدرسة بيروت، وكان يتقن اللغات العربية والتركية والفرنسية، عمل موظفاً في مصلحة البرق
وكان أول الشهداء الشهيد البيروتي جوزيف هاني شنق في 5 نيسان 1916 اعدم في ساحة البرج في بيروت وقد تسمت لاحقا بساحة الشهداء بعد الاستقلال.
ثانياً شهداء 6 أيار 1916
1- دمشق ساحة الشهداء ( المرجة)
شهداء 6 أيار 1916
2- بيروت ساحة البرج (الشهداء)
أصدر جمال باشا السفاح أوامره بتنفيذ حكم الإعدام بشهداء بيروت فجر يوم السبت 6 أيار، في ساحة البرج التي أصبحت تعرف لاحقاً بساحة الشهداء، وهم حسب تسلسل الإعدام:
بترو باولي: ولد في بيروت 1886، أصدر مع رفاقه جريدة الوطن، ثم حرر جريدة المراقب، وفي تشرين الثاني 1914 اعتقل وسجن في دمشق، ولم يفلح توسط القنصل اليوناني في إطلاق سراحه بادئ الأمر، إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد دفع البدل النقدي عن خدمته العسكرية، ثم أفرج عنه، وفي شهر آذار 1916 سيق الى عاليه وجرت محاكمته أمام الديوان العرفي الحربي.
جرجي موسى الحداد: ولد في بيروت 1880، كان أديباً وثائراً بليغاً، وقد امتهن الصحافة وأقام في دمشق، وقد نشر بعض المقالات الوطنية في جريدة العصر الجديد يطالب فيها باستقلال بلاده.
سعيد فاضل بشارة عقل: ولد في الدامور 1888، اشتد ولعه بنظم قوافي الشعر، وأصدر في بلاد الغربة جريدة صدى المكسيك وتولى تحرير عدة جرائد بالوطن، وترأس تحرير جريدة النصير، كان لولب الحركة السياسية بما يحظى من دعم الرأي العالمي، وفي 10 شباط 1916 قبض عليه وأبدى شجاعة وصبراً وجرأة نادرة حتى في لحظة موته.
عمر مصطفى حمد: ولد عام 1893، وهو مصري الأصل، لبناني الولادة، درس اللغة العربية على يد أعلامها، وترك بعد استشهاده قصائد جمعت بديوان من مائة صفحة، حاول الفرار مع رفاقه الثلاثة إلى البادية، لكن السلطات التركية ألقت القبض عليهم في مدائن صالح، وسيق إلى السجن ثم المحاكمة فالموت على أعواد المشانق.
عبد الغني بن محمد العريسي: ولد في بيروت 1890، أصدر جريدة المفيد وكانت لسان العرب في دعوتهم إلى استقلالهم، وقد أوقفتها الحكومة التركية عدة مرات، وفي عام 1914 انتقل مع جريدته إلى دمشق، ثم اختفى عن الأنظار مع إخوانه الشهداء وقبض عليهم في مدائن صالح، قال قبل إعدامه: “إن مجد الأمم لا يبنى إلا على جماجم الأبطال، فلتكن جماجمنا حجر الزاوية في بناء مجد الأمة”.
الأمير عارف بن سعيد الشهابي: ولد في حاصبيا 1889، وكان محرراً في جريدة المفيد، ومن المحامين اللامعين، هرب مع رفاقه الثلاثة إلى البادية وقبض عليهم في مدائن صالح، ويعد من رواد القومية العربية.
الشهيد أحمد طبارة: ولد في بيروت 1870، دخل معترك الصحافة وكان من البارزين فيها، أصدر جريدة الاتحاد العثماني وجريدة الإصلاح، وامتاز بقلمه البليغ في نصرة القومية العربية، مؤسس أول مطبعة إسلامية في بيروت.
توفيق أحمد البساط: ولد في صيدا بلبنان 1888، خدم بالجيش ضابط احتياط، ألقى قصيدة وطنية أنشدها الضباط أمام السفاح جمال باشا، على أثرها أمر السفاح بسوقهم إلى جبهة جناق قلعة، وقد ألقي القبض عليه مع رفاقه في مدائن صالح، كان هادئاً وصابراً عند محاكمته رغم ما لقيه من تعذيب وتنكيل، وهتف على المشنقة: “مرحباً بأرجوحة الشرف، مرحباً بأرجوحة الأبطال، مرحباً بالموت في سبيل الوطن”، ووضع الحبل بنفسه وركل الكرسي.
سيف الدين الخطيب: ولد في دمشق 1888، مؤسس المنتدى الأدبي، وينتمي إلى أسرة مثقفة، تلقى العلوم على أعلام عصره وكان شاعراً كاتباً أديباً، واستشهد في سبيل المبادىء الوطنية والقومية التي كان يطالب بها.
علي بن محمد بن حاجي عمر النشاشيبي: ولد في دمشق 1883، ويعود أصله إلى القدس، كان مثقفاً ومتعلماً، وفي 1 آذار 1916 ألقي القبض عليه وسيق إلى الديوان العرفي في عاليه، تعرض للتعذيب والإهانات وأعدم شنقاًً.
العقيد سليم بن محمد سعيد الجزائري: ولد في دمشق 1879، كان من الضباط العرب بالجيش التركي وخاض حرب البلقان، صرخ بالجلاد: “قل لجمال أن روحي ستظل حية، وستعلم أبناء الوطن من وراء القبر دروس الوطنية”، واستشهد ببزته العسكرية بعدما رفض نزع شاراته ورتبته العسكرية.
العقيد أمين بن لطفي الحافظ: ولد في دمشق 1879، من الضباط العرب، عندما وقف على كرسي الإعدام، تناول الحبل ووضعه بنفسه حول عنقه، ولكن الجلاد عاجله بركلة الكرسي قبل إحكام ربطها، تعذب كثيراً حتى قضى نحبه.
محمد جلال الدين بن سليم البخاري: ولد في دمشق 1894، كان حقوقياً وعضواً في إحدى المحاكم الكبرى، وضابطاً كبيراً في الجيش التركي، سيق إلى الديوان العرفي الحربي في عاليه لمطالبته بالإصلاحات.
محمد الشنطي: وهو مناضل عروبي من يافا.
وهناك العديد من الشهداء الأخرين منهم:
الخوري يوسف الحايك، من سن الفيل في بيروت، أُعدم في دمشق يوم 22 آذار سنة 1915م.
نخلة باشا المطران، من أهالي بعلبك أغتيل قرب أُورفه بالأناضول في 17 تشرين الأول سنة 1915م.
الشقيقان فيليب وفريد الخازن من جونية بلبنان أُعدما ببيروت يوم الثاني من أيار سنة 1916م.
عبد الله الظاهر، من عكار، أُعدم ببيروت يوم الأول من آذار سنة 1916م.
يوسف سعيد بيضون، من بيروت، أُعدم بعاليه بلبنان يوم العاشر من شهر آذار سنة 1916م.
يوسف الهاني، من بيروت، أُعدم ببيروت في نيسان سنة 1916م.
محمد الملحم، شيخ عشيرة الحسنة، أُعدم بدمشق في أوائل سنة 1917م.
فجر المحمود، من عشيرة الموالي، أُعدم بدمشق أوائل سنة 1917م.
شاهر بن رحيل العلي، من عشيرة التركي، أُعدم بدمشق على أثر إعلان الثورة العربية.
الشيخ أحمد عارف، مفتي غزة، وولده، من مدينة غزة أُعدما في القدس الشريف سنة 1917م.
الشقيقان أنطوان وتوفيق زريق، من طرابلس، أُعدما بدمشق سنة 1916م.
خاتمة
نختم بالدعاء لشهداء الحق في سورية كلها والمشرق عبر التاريخ الاحتلالي الهمجي لمنطقة سورية الكبرى ( الهلال الخصيب) من سوريين روم ويونان اتباع الكرسي الانطاكي بملايينهم الاربعة بيد الحقد التركي السلجوقي والعثماني وافراغ آسية الصغرى منهم بعد ابادة ثلاث ابرشيات انطاكية روم ارثوذكس هي كيليكيا وارضروم وديار بكر في المجازر بحقهم والتي استمرت من 1914 الى حين سلخ كيليكيا عام 1923 ، والشهداء عام 1915 الارمن المليون ونصف من منطقة ارمينيا الغربية والشهداء السريان، و الآشوريين الكلدان وكل منهم سبعمائة الف… ومن سبقهم من الشهداء الموارنة في جبل لبنان المائتي الف، والشهداء العلويين حوالي اربعمائة الف
الرحمة لشهداء 6 أيار 1916 فإعدامهم كان الشرارة التي جعلت المغفور له الامير فيصل بن الحسين ان يطلق صرخته الشهيرة” طاب الموت ياعرب” من قصر آل البكري في مزرعتهم بالقابون/ دمشق ايذاناً ببدء الثورة العربية الكبرى التي حررتنا من هذا العدو الهمجي بعد أربعة قرون بغيضة.
ان ذكرى شهداء 1916 هي تذكار دائم لشعلة شهداء سورية وسائر المشرق ماقبل ومابعد ونقول بحق شهدائنا الابرار:” إن القلم يخجل وتنحني الهامات لشهداء الحق في سورية الذين لم يذكرهم التاريخ العاري بأقلام من كتبوه كما يريدون له أن يكون لا كما كان بالفعل”.
ويكفي ان حكومة لبنان السنيورية الغت عطلة عيد الشهداء في 6 ايار، وماذلك الا رضوخا للتريك الحالي الاردوغاني الاخونجي وفق عقيدة حزب العدالة والتنمية التركية وتأثيرها في النفوس… وكما سبق لدولة الكويت ان اوقفت عرض ملحمة “اخوة التراب” من العرض في تلفزيونها اواخر القرن الماضي بسبب احتجاج السفارة التركية ولارضاء الاتراك الذين في رقابهم كل هذا السيل من دماء شعبنا في سورية وسائر المشرق…
رحم الله جميع شهداء سورية وسائر المشرق بكافة اطيافهم، والخلود لنضالنا.