Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

سور حلب…برج الغنم

$
0
0
سور حلب… برج الغنم
“برج الغنم”.. الذي سخر من مهاجميه
يعد “برج الغنم” أحد الأبراج الدفاعية الهامة ضمن أسوار مدينة “حلب” والذي ساهم في صد هجمات المعتدين عليها.
.
توجد ضمن أسوار مدينة “حلب” العديد من الأبراج الدفاعية التي بُنيت لصد هجمات المعتدين على المدينة وردّها، وقد لعبت هذه الأبراج تاريخياً دوراً أساسياً في وظيفتها الدفاعية لحماية المدينة وسكانها.
.
وبالنسبة لأصل تسمية هذا البرج الواقع على بعد عشرات الأمتار إلى الغرب من “باب قنسرين” برج الغنم فلا توجد حتى الآن أية وثيقة تاريخية رسمية تشير إلى سبب التسمية ولكن يجب هنا القول بأن أسماء الأبراج والأبواب عموماً أُطلقت عليها نتيجة حوادث تاريخية معينة أو حكايات شعبية قديمة أو نسبة لأسماء الذين بنوها وغير ذلك فهناك مثلاً “برج الثعابين” الذي يوجد بقاياه حالياً أمام “فندق الشيراتون” في “باب الفرج” ويُعتقد بأنه ربما كانت الثعابين تخرج منه.
سور حلب... برج الغنم
سور حلب… برج الغنم
.
وقد ورد “برج الغنم” بهذا الاسم في المصادر والمراجع التاريخية المكتوبة حول مدينة “حلب” كنهر الذهب في تاريخ مملكة حلب للشيخ “الغزي” و”إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء” للطباخ وغيرهما دون ذكر سبب التسمية ولكن يعتقد أن أصل التسمية جاءت إما من وجود خان يقع خلفه داخل الأسوار وكان متخصصاً ببيع الغنم والماشية وهو غير موجود حالياً /مندثر/ أو بسبب وجود سوق أسبوعية للغنم والماشية يقع أمامه ولذلك أُطلق عليه هذه التسمية.
.
نلاحظ أن الخندق الذي كان يحيط بأسوار المدينة من الخارج ما زال ظاهراً بين “باب قنسرين” وجزء السور الممتد حتى الزاوية الجنوبية الغربية من الأسوار، ونلاحظ في عمق الخندق الحجارة الضخمة التي بني بها أسفل جدار السور وتعود إلى فترات قديمة تليها أحجار أصغر حجماً من القرن الثالث عشر وفي الأعلى حجارة مبنية أيام المماليك وفي فترات أكثر حداثة، كما نشاهد غرف السكن التي بنيت على جدران السور فشوهته.
.
وفي السور أيضاً يوجد برج يسمى “برج الغنم” وهو برج هام في السور ويقع إلى الغرب من “باب قنسرين” وكان بينهما “مسجد النور” الذي كان يتعبد فيه “ابن أبي نمير العابد”».
سور حلب... برج الغنم
سور حلب… برج الغنم
وحول القصة الشهيرة المتداولة حول البرج فيذكر ان مدينة “حلب” غالباً ما كانت تهاجم من جهة هذا البرج أيام “سيف الدولة” و”بني مرداس” و”الزنكيين”، وهناك قصة طريفة حول هذا البرج جرت أيام “محمود بن نصر بن صالح بن مرداس” في العام 463 هجرية 1071م حيث هاجم السلطان “ألب أرسلان” مدينة “حلب” من الجنوب وحاصرها لمدة شهر ويومين ولكن دون قدرته على دخولها وأخذها.
.
ولكي يوحوا للروم بأن المدينة مستعصية على الفاتحين- بحسب المؤرخ “ابن العديم”- قام الحلبيون فعصّبوا “برج الغنم” بقماش من الأطلس مازحين ولما سألهم المهاجمون عن السبب أجابوا ساخرين بأن البرج قد صدع /تألم/ رأسه بسبب ضربات المنجنيق لذلك قاموا فعصّبوا رأسه، وقد كان ذلك التصرف سبباً في غضب السلطان فجدد الهجوم بقوة وحزم، عندها خرج “محمود المرداسي” ووالدته “علوية” المعروفة بالسيدة إلى السلطان طالبين العفو فعفا عنهما وترك “المرداسي” يحكم “حلب”.
سور حلب... برج الغنم
سور حلب… برج الغنم
.
لقد قامت مديرية الآثار بترميم أحد الأبراج الدفاعية البارزة إلى الغرب من “باب قنسرين” وقد ذكر اسم السلطان “مؤيد الشيخ” الذي قام بترميمه في وسط أعلى البرج ضمن سطر واحد بأبعاد 2,50 سم -0,50 سم وهذا نصه: أمر بعمارته مولانا السلطان المؤيد أبو النصر شيخ في شهور أحد وعشرين وثمانمائة /1418م.
أما آخر برج في السور الجنوبي جهة الغرب ففيه نافذة جميلة الزخرفة وكتابة بسطر نسخي مملوكي وبأبعاد 600 سم -0,50 سم نصها: بسم الله الرحمن الرحيم من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد».
سور حلب... برج الغنم
سور حلب… برج الغنم

Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>