تسمى زبداني بكسر الحرف الأول وسكون الثاني وتلفظ أيضاً بفتح الحرف الأول والثاني، وهذا هو الأصح، لأنه منقول عن أصله الآرامي. أما الياء الأخيرة في الكلمة فلقد وردت مخففة لا مشددة. فأصلها الآرامي كان على صيغة الجمع زابادوناي ـ ZABADONAY ثم نقلت إلى اليونانية في القرن الرابع قبل الميلاد باسم زابادوني ـ ZABADONY والأصل في اللغة الآرامية ثم العربية واحد، المفرد منها زبد ومعناه اللب أو لب الخير وخلاصته فدخلت إلى اللغة العربية بنفس اللفظ والمعنى.
ولكون هذه الكلمة مقدسة عند الآراميين فلقد أوجدوا لها إلهاً، وصنعوا له تمثالاً عبدوه وبنوا له المعابد والهياكل وجعلوه ابن الشمس (الإله الأكبر)، ويسمى عندهم إيل فسموه زبدئيل وتسمى بهذا الإسم الكثير من ملوك آدوم وملوك الأنباط وملوك تدمر، وما تزال بقايا هذا الاسم في عدد من مناطق الوطن العربي، فهناك زيدل في لبنان غربي شتورة وربدئيل في العراق، وزبدان في الجزيرة السورية على نهر الخابور وربلان في اليمن وهناك جبل زاباد.
التاريخ
ارتبط تاريخها بأقدم عاصمة في التاريخ دمشق. وتاريخ الزبداني موغل في القدم ويترافق مع تاريخ مدينة دمشق. فقد استوطـن الإنسان هذه المنطقة من الأرض لكثرة خيراتها ووفرة مياهها ، ويعتقد أن سكانها القدامى يعودون في أصولهم إلى سكان مدينة دمشق وبعلبك والأماكن المجاورة لهما مثل (الأبلية ) أي سوق وادي بردى في جبال دمشق ، و ( كلشيش ) أو عنجر وما جاورهما . لقد كانت هذه المدينة ذات أهمية كبيرة كطريق تجاري لقوافل بين المدينتين التاريخيتين ( دمشق وبعلبك ) . وكطريق عسكري للفتوحات والحروب . يعود أصل سكان هذه المدينة إلى الآراميين الذين كانوا أول من سكن هذه البلاد ، وهم من نسل سام بن نوح، الذين نسبوا إلى جدهم آرام بن سام ، وهم الذين أسسوا مدينة دمشق منذ الاف السنين وسموها باسم جدهم ( سام ) أو ( شام ) وفي ذلك الوقت تم تعمير عدد من المدن مثل الزبداني ـ السفيرة ـ حلبون ـ إيبليا أو ( سوق وادي بردى ) ـ منين ـ صيدنايا.
الجغرافيا
قع الزبادني في محافظة ريف دمشق وتبعد عن دمشق 45 كم. وتقع على الطريق العام الذي يربط دمشق بالساحل والشمال في وسط المسافة بين دمشق وبعلبك في وهدة جبلية في سلسلة اجبال السورية، حيث ترتفع عن سطح البحر 1150 – 1250م تحيط بها مجموعة من البلدات والقرى إحاطة العقد بجيد الحسناء وهي: بلودان وبقين ومضايا والروضة وتنبع من جنوبها مياه بردى رقراقة تمد دمشق وغوطتها بأعذب الماء.
تكثر الينابيع في الزبداني كنبع العرق والكبري والجرجانية وتتنوع فيها الثمار وأشجار الفاكهة من التفاح الزبداني والأجاص والخوخ والدراق والجوز والتين والعنب وغيرها.
يخترقها نهر العِرق الزبداني السيلي القادم من سهل سرغايا في شماليها.. تشرف عليها من شرقها وغربها سفوح شديدة الميل، فتصبغها بالطبيعة الجبلية الجميلة. تتنافر فيها ألوان الخضرة لغطائها النباتي مع لون تربتها الأحمر، ولون صخورها الكلسية البيضاء والرمادية، مناخها معتدل صيفا وبارد شتاء، لذا فهي بلدة اصطياف جميلة هادئة وادعة تعج بالمصطافين في العطلة الصيفية، حيث يرتادها محبو الأجواء الجبلية والمناخ المعتدل من سكان دمشق وضيوفها من دول الخليج . شيدت المدينة القديمة قبل الآراميين، أي قبل عهد الألف الأول ق. م، عند التقاء المجرى النهري بالسهل المسمى باسمها، وحيث يتفرع نهرها عند جسر الجامع إلى أربعة فروع. ترامت على السفوح المحيطة بها، وانتظمت فيها أعداد كبيرة من المساكن والأبنية الطابقية الخاصة بالمصطافين المالكين من مدينة دمشق، إضافة إلى مساكن وشقق كثيرة معدة للاستثمار السياحي. تتوافر فيها الخدمات السياحية المناسبة من مطاعم ومقاهي ومتنزهات وطرق مواصلات وأسواق.
تجاورها وتتصل بها عمرانياً من جهة الجنوب والشرق الفردوس والجرجانية. ومع القرى والمدن المجاورة الآتية: سرغايا ـ بلودان ـ بقين ـ مضايا. تتوسع في الاتجاهات كافة، بسبب توافر الأمن وخدمات المواصلات السريعة، التي تصلها بقرى المنطقة ونواحيها كافة، تتوسطها عند الساحة العامة محطة القطار ومركز المنطقة ومركز تجمع الحافلات الصغيرة وانطلاقها لنقل الركاب من المواطنين والزائرين. تربطها محطة القطار ذات الخط الحديدي الضيق بشبكة الطرق الحديدية السورية، عبر وادي بردى فدمشق، وبشبكة الخطوط الحديدية اللبنانية عبر سرغايا شمالاً فرياق.
المناخ
يتصف مناخها عامة، بالبرودة شتاء، إذ يهبط معدل درجات الحرارة إلى مادون الـ 10 ْ مئوية طوال أكثر من 4 أشهر، والاعتدال صيفاً، إذ لايتجاوز معدل الحرارة القصوى في أشد الأشهر حرارة 32 ْمئوية، كما تتناقص كميات الهطول السنوية من الغرب (700مم) باتجاه الشرق (350مم)، وتتكدس الثلوج لفترة محدودة على معظم أراضيها. مما يجعل منها خزاناً آمناً نسبياً لتزويد نهر بردى وينابيعه الرئيسة (نبع بردى ونبع الفيجة) بالمياه، لذا تعد المنطقة عامة مورد المياه الرئيس لحياة دمشق وغوطتها . تربتها سميكة وعميقة وخصبة في سهل الزبداني، تتناقص باتجاه المرتفعات حتى تنعدم كليا فوق الصخور الكلسية الصلبة العارية بسبب الميول الشديدة والانجراف. تكسو سطح جبالها ومنحدراتها بقايا الغابة المتدهورة والمناطق المشجرة بالأشجار المثمرة والحراجية.
يعتمد قسم من سكانها على ما يكسبونه من إنتاج بساتين الفاكهة والحقول المتبقية من أراضيهم، وتربية المواشي والدواجن. كما يعتمد قسم آخر من السكان على موارد الخدمات السياحية صيفاً في المقاهي والفنادق والمطاعم والنقل والتجارة وتأجير الشقق السكنية. ويعمل الباقي في الوظائف الحكومية والخدمات التجارية والمهن الأخرى في بلدتهم وفي مدينة دمشق.
يعتمد اقتصادها في المرتفعات الجبلية على رعي عدد ضئيل من قطعان الأغنام والماعز، لذا اشتهرت قرية إفره بإنتاجها من الجبن المتميز باسمها. كما اعتمد بعض السكان على ما تدره الأحراج من موارد، مما أدى في الماضي إلى تدهور الغطاء النباتي عامة. كما اشتهرت الزبداني بفواكهها وتفاحها الذي يسمى باسمها خاصة. وهي تتقدم على جاراتها بجودة خضارها وطيبة بقولها الصيفية المتأخرة، ونقاء مياه شربها المشهورة بمياه نبع بقين، التي تعبأ في زجاجات بلاستيكية مياهاً معدنية للتسويق داخل القطر وخارجه. تختزن صخورها الرملية العائدة للكريتاسي الأدنى كميات من فلزات الحديد التي لمّا تتأكد جدواها الاقتصادية في كل من الروضة وبلودان، كما توجد ضمن التوضعات البحيرية الرباعية في جنوبي سهل الزبداني تشكيلات غضارية تصلح لصناعة السيراميك (الخزف). وقد استفاد أهل دمشق في النصف الأول من القرن العشرين من طاقة سرعة جريان نهر بردى مابين التكية وسوق وادي بردى في إنتاج الطاقة الكهرمائية لتموين مدينة دمشق وضواحيها بها آنذاك
الزبداني مدينة عصرية حديثة جميلة ببنانها الحديث والتاريخي، حيث تعتبر من المدن السياحية الهامة في سورية يؤمها السائحون من بلاد العالم كافة ومن دول الخليج العربي خاصة، شوارعها منظمة وأرصفتها وإنارة ساحاتها فكيفما اتجهت وجدت البيوت الجميلة والفيلات الفخمة، ذات الحدائق المزروعة بأجمل الزهور والأشجار والتي تتميز بفن عمارتها وجمال مظهرها مما جعلها مجالا للاستثمار في مجال بيع وشراء العقارات.
ويتحلى أهلها بقلب مفعم بحب الآخرين ولسانا عذبا نشأ ذلك من حبهم للأرض زاده وجود السائحين جمالا ومهرجان ريف دمشق الذي يقام في صيف كل عام بين 15تموزو 15 أب ,وهو مهرجان سوار الشام، جعلها لوحة سياحية رائعة .
وتعد الزبداني من المصايف القديمة والمعروفة منذ القرن 19 ، الناس يقصدونها لجمال طبيعتها وهوائها العليل حيث تتربع المدينة المصيف في سفوج الجبل وتمتد تحتها بساتين الفاكهة وينابيع الماء والمساحات الخضراء في سهل الزبداني وجوها معتدل إلى بارد في أشهر الصيف ، وفي الشتاء تتساقط الثلوج لتغطي السفوح والمنازل بشكل جميل ، وتنتشر الفنادق السياحية بمختلف المستويات والكازينوهات والمقاهي والمطاعم والعديد من المنشأت والمرافق السياحية ، وترتبط الزبداني بخط سكة حديدية – قطارات مع مدينة دمشق صيفا. كما يقام مهرجان الزبداني السياحي سنوياً.
تعد صناعة السياحة خير نشاط للاستثمارات ذات الجدوى الاقتصادية العالية، والتي تتمثل بالدرجة الأولى في وفرة المطاعم والمقاهي على المنحدرات الجبلية التي تتمتع بأوسع إطلالة على سهل الزبداني وجباله في بلودان والجرجانية ومضايا وبقين، إضافة إلى مثيلاتها على جانبي مجرى بردى حتى أقصى ناحية عين الفيجة. وقس على ذلك مطاعم بلدة الزبداني وسهلها، ويرتاد هذه المطاعم بالدرجة الأولى الدمشقيون، يليهم اللبنانيون ومن ثم الأسر الخليجية كما تكثر فيها الفنادق (كفندق بلودان الكبير في بلدة بلودان) و«مطاعم» و«مقاه» وقاعات احتفالات ومسابح ومدينة ألعاب للأطفال، عدا الحدائق والغابات والمروج التي تزينه.
وقد أخذت هذه الحركة السياحية تمتد حالياً نحو الجنوب عبر الروضة ومنتجع المونتاروزا، الذي يتبع مجموعة منتجعات دولية وبحيرة زرزر، وجبل النبي هابيل الذي يعلوه ضريح ومقام النبي هابيل، ويزوره عدد كبير من المعتقدين بقدسيته من خارج منطقة الزبداني.
المسيحية في الزبداني
دخلت المسيحية إلى دمشق حوالي منتصف القرن الأول المسيحي ومنها إلى الزبداني ووادي بردى (الأبيلية)، يقول الخوري إلياس داود في (أوراقه): ((وانتشرت المسيحية في دمشق ومن ثم في الزبداني سنة (37م)، وهكذا أحيت الكنيسة
كان المسيحيون يستعملون اللغتين الآرامية واليونانية في كتاباتهم وصلواتهم كما في كل الريف، وقد اعتنقوا المسيحية ديانة الاله الحقيقي رافضين الوثنية، وأصبح في الزبداني أديارا عدة وكنائس لم تزل آثارها باقية إلى اليوم في كل جهاتها وفي كل مكان فيها، والتي هُدم أكثرها ولم يبق منها إلا النذر اليسير من الأحجار التي تلاحظ هنا وهناك، وكانت في أوج مجدها وعظمتها وعمرانها في القرون الخامس والسادس والسابع المسيحية.
ويقول مؤرخ دمشق معلمنا الخوري أيوب نجم سميا: “دخلت المسيحية من القرن الأول المسيحي ومنها إلى الزبداني، وفي القرن الرابع المسيحي حوَّل مسيحيو الزبداني المعبد الكبير الوثني (الآرامي) الذي كان فيها إلى كنيسة على اسم يوحنا المعمدان، وذلك لأنّ جمجمة هذا النبي التي قُطعت عن جسده بأمر هيرودوس ملك اليهود المالك في أورشليم (في القرن الأول المسيحي) قد تنقلت عدة نقلات عند المؤمنين حتى وصلت إلى مدينة دمشق بطريق القسطنطينية، وذلك عندما حوَّل الإمبراطور ثيوذوسيوس الأول ملك القسطنطينية معبد دمشق الوثني الكبير (معبد الإله الآرامي رمون) إلى معبد مسيحي سنة (385م)، فحوَّله إلى اسم النبي يوحنا المعمدان ، وفي سنة (451م) أرسل الملك مركيانوس إمبراطور القسطنطينية إلى كنيسة يوحنا بدمشق جمجمة النبي يوحنا ودفنت فيها، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الزبداني مركزا لأسقفية تابعة لمطرانية الأبيلية (سوق وادي بردى). وفي عصر حكم المماليك على مصر وسورية، في عهد الملك الظاهر بيبرس البندقداري الذي ملك من سنة 1260م إلى سنة 1275م خربت مدينة أبيلا وبطلت مطرانيتها فتبعت أسقفية الزبداني لمطرانية سلفكيا (معلولا)، وبقيت إلى القرن الثامن عشر، وكان آخر أساقفتها الأسقف ملاتيوس الذي اشترك في رسامة البطريرك أنثاسيوس سنة 1720م، ثم وقع عليها حيف فتضاءلت وألغيت”.
ويذكر الخوري إلياس داود في (أوراقه) أن سوق وادي بردى الحالية تعرف باسم الأبيلية، وورد ذكرها في العهد الجديد في إنجيل لوقا: ((وليسانياس رئيس ربع على الأبيلية)) (لوقا 3/1)، وذلك في أيام الإمبراطور طيباريوس قيصر، والقرية نفسها تعرف باسم (أبيلا) أو (أبيل) وتعني هابيل، واللفظ في اللغة اللاتينية واللغات الغربية الأخرى، وهذه كانت مدينة مزدهرة حيث كانت تمر فيها القوافل التجارية من دمشق إلى الزبداني فبعلبك (مدينة الشمس)، كما إنها كانت قد دخلت إليها المسيحية كالزبداني عن طريق دمشق، وكانت مركزا لأسقفية. وترتبط الزبداني بدمشق ارتباطا وثيقا فالطريق الذي يصل دمشق بمدينة بعلبك مارا بوادي بردى يمر في الزبداني ولا زال اسمه إلى اليوم الطريق السلطاني، وهذا من أدل الأدلة على ذلك الارتباط.
وفي القرن الخامس المسيحي كانت الأبيلية (سوق وادي بردى) مركزا لأسقفية ويتبع لها عدد من الكنائس منها الكنيسة التي في الزبداني على اسم يوحنا المعمدان، وفي سنة (451م) وفي عهد الإمبراطور مركيانوس ذهب أسقف الأبيلية (سوق وادي بردى) بروانوس إلى القسطنطينية لحضور المجمع المسكوني الرابع الذي عُقد ضد بدعة أوطيخا القائلة بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح. (تاريخ الكرسي الأنطاكي، الدكتور أسد رستم).
ومن أساقفة الأبيلية في القرن الخامس الميلادي الأسقف جردان وبعده الأسقف يوحنا، ذكر ذلك المطران يوسف الدبس في (تاريخ سورية) فقال: ((ومن أساقفة الأبيلية (وهي المعروفة الآن بسوق وادي بردى) جردان، وقد شهد مجمع أنطاكية الذي حكم على أثناسيوس أسقف البارة، وأعمال هذا المجمع مثبتة في المجلس الرابع عشر من المجمع الخلقيدوني (451م)، وترى في أعمال هذا المجمع توقيع بترينس خوريه الأسقفي نائبا عنه. وقام بعده الأسقف يوحنا، ترى توقيعه في رسالة أساقفة فونيقي الثانية إلى لاون الملك (472م) في شأن مقتل برتوريوس بطريرك الإسكندرية))
نكبت المسيحية في الزبداني مع كل منطقة وادي بردى في احداث 1860 من الوجود المسيحي وكانت هذه آخر نكبة وسبقتها نكبات وكانت اشنعها زمن الظاهر بيبرس الذي جعل همه تطهير بلاد الشام ومصر من الوجود المسيحي ، وكل مناطق سورية تشهد على ذلك عقابا للمسيحيين كونهم يدينون بدين الفرنجة الغزاة وكانت انطاكية اولا والمدن المنسية وسهول حلب والقلمون الشرقي ومنطقة الزبداني وحتى في دمشق، وفرغت كل منطقة وادي بردى وتحولت كنائسها واديرتها الى مساجد وبقي فقط وجود مسيحي قليل في الزبداني واكثرية في بلودان التي كانت مسيحية بالمطلق نتيجة هجرات اسلامية متعاقبة اليها.
اما المسيحيون فهم في معظمهم في بلودان والزبداني من الروم الارثوذكس مع ندرة من الروم الكاثوليك في البلدتين، اضافة الى بعض البروتستانت الذين تحولوا من الارثوذكسية في بلودان والزبداني نتيجة الفقر والاوضاع الاقتصادية الصعبة ومساعدات الانجيليين لهم.
الآثار القديمة ومعظمها لأديار مسيحية مندثرة
في نفس مكان وموقع المدينة الحالية كانت مدينة الزبداني الآرامية القديمة مدفونة تحت المدينة الحالية والعديد من اثارها موجوده في اماكن متفرقة من الزبداني الحالية .
1ـ بعض الأعمدة والقطع الحجرية الضخمة ، تقع في أساسات بعض البيوت القديمة التي بنيت فوقها الجدران.
2ـ كان هناك كنيسة كبرى للقديس يوحنا المعمدان، وهي في الأصل معبد وثني آرامي، وكان يقع في وسط البلدة، عند الجامع الكبير (جامع الجسر ) وما تزال منه بقايا حجارة ضخمة.
3 ـ يوجد في موقع دير النحاس المسيحي المندثر بقايا معبد آرامي وثني اعمدة وغيرها، يسمى معبد الإله ( زابادوني ) وهو اسم المدينة.
4 ـ بردى (قنوى) ورد هذا الاسم في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي (1228 م )، وكلمة ( قنوى ) تعني القصب وأصله ( قنا ) بضم النون ، وقيل أنه كان لنهر بردى ينابيع متقاربة، تنبجس من الصخور في سفح الجبل وتؤلف في المنبسط الذي أمامها بحيرة واسعة بحيرة بردى تكتنف شواطئها أدغال من القصب، وكانت تعيش فيها الحيوانات المتوحشة. فبنى الآراميون في الزبداني الذين كانوا ينتفعون بتلك الأقصاب أكواخاً على شاطئ البحيرة سموها ( قنا )، وكانوا يقيمون فيها أيام العمل، ثم تحولت الأكواخ إلى بيوت دائمة، وبحادث جيولوجي صار انهيار من الجبل على النبع والبحيرة، بأبعد مكان تدفق الماء من النبع إلى المكان الحالي، وأصاب البلدة، ولم يبقِ إلا على قليلها. وأما بردى فمعناه البارد بالآرامية بصيغة الجمع ( BARADI ) لنبوع النهر.
5 ـ السفيرة: تقع غربي الزبداني على سفح الجبل واسمها ( شفيرا )، وله عدة معاني شجر النهر ـ عصفور جميل ـ كان يوجد بكثرة في ذلك المكان، وموقع السفيرة عبارة عن مساحة واسعة من الأرض ملأى بالأساسات والأنقاض القديمة من آثار مسيحية، وكانت عامرة الى زمن دخول المسلمين، وفي موقع من السفير هضبة عالية تسمى شحرايا ومعناها السواد بالآرامية وهي عبارة عن مغاور وكهوف لقبور قديمة، وكان يوجد فيها عدد من التماثيل من الحجارة ، كتب على قطعة منها اسم ( زاباد ) بالآرامية .
6 ـ قلعة الكوكو: اسم يوناني KOKKOS ومعناه الحبوب، ويوجد في هذا المكان معبد يوناني لإله الحبوب، وفيه كثير من بقايا العواميد المكسورة والقواعد الحجرية، وحجارة ضخمة مبعثرة عليها كتابات يونانية، وفيه كذلك بقايا لمعصرة زيت ومعصرة عنب منحوتتين في الصخور، وبقايا مغارات في كل منها ستة قبور قديمة، وينتهي المعبد المنحوت في الصخر بشق واسع فيه موضع للأصنام وتوجد على سقفه كتابات اغريقية، وأمامه بقايا أعمدة على إحداها كلمة ممسوحة باليونانية كوكوس وكلمة ثانية سولالاس (SOLALAS) وهي اسم لراعي غنم يوناني ورد في الميثولوجيا القديمة كان مغرماً بآلهة الشعر اليونانية الجميلة (زاراهو) (ZARAHO) وكان يعزف لها أشعارها على شبابته فأرضعته من ثدييها وبذلك منحته الخلود الإلهي. وعلى عمود آخر توجد كتابة يونانية (ZABADONY -THEOS -TODOROS) ومعناها الإله زاباد هبة الشمس.
7 ـ خربة الدلة: تقع بين الزبداني ومصيف بلودان، مساحة من الارض ذات آثار يونانية تدل على اسم دالي ( DALY ). وفيها بقايا مدفونة من الآثار ولهذا الإسم أشباه عديدة في جزيرة قبرص ومدينة في جنوب اليونان في ولاية أيليزوس وله اهمية خاصة.
8 ـ الكبرى: شمال الزبداني يقوم نبع العرق ودير النحاس، وهناك كان يوجد معبد وثني آرامي قديم كان متصدعاً، وبدخول اليونان سورية بنوه مجدداً واستعملوه، ويظهر أنهم عملوا بقربه معمل نحاس أو اكتشفوا وجود النحاس بقربه فسموه بلغتهم كيبري ( KYPRI ) ومعناها النحاس وفي أرض الكبرى وهي مكان مصيف الفردوس حالياً ، وقد وجد أحد الفلاحين قطعة من الفسيفساء تعود الى الزمن اليوناني- الروماني تلقت بين يديه وهو يحفر الأرض وينقبها وذلك في عام 1929م .
9 ـ آثار متفرقة: قدمها التاريخي وتوالي العهود المختلفة عليها، وقد اثرت عوادي الزمن ومنها تكرار الحوادث الطبيعية من زلازل وسيول وانهيارات جبلية ومنها حروب عديدة جرت في المنطقة ، ويلاحظ أن معظم البيوت القديمة بنيت حجارة أساساتها من بقايا الحجارة المنحوتة التي كانت مبعثرة في المنطقة لمعابد وأديرة مختلفة، وفي وادي قاق ، كان يوجد دير وبالقرب منه كنيسة لا تزال بعض آثارها. وفيه عدد من قطع الحجارة الضخمة كانت تقتطع وتنقل إلى بعلبك لبناء قلعتها. وهناك مجموعة من المواقع في سفح الجبل الغربي للزبداني ، كانت تقوم فيها بعض القلاع القديمة أو أنها سميت قلاعاً لارتفاعها وتسمى حاليا قلعة التل، وقلعة الزهراء في الشمال الغربي، وقلعة عبد الله غرب نبع بردى . وفي شمال البلدة وقرب نبع العرق، توجد أساسات لأبنية ضخمة منتشرة هناك وكان من بين تلك الحجارة، حجر يصل طوله إلى سبعة أمتار وعرضه وارتفاعه إلى متر واحد وكذلك قاعدة عمود تبلغ المترين علواً والمتر المربع تربيعاً وقطع أخرى حجرية تآكلت بفعل العوامل الطبيعية. هناك أيضاً مواقع أثرية لم يبق منها إلا الاسم وبقايا حجارة مدفونة بفعل السيول وانجراف التربة.
كانت تقوم في منطقة الزبداني قرى عديدة مثل كفر نفاخ و كفر عامر ويقال أنهما كانت بلدات صناعية ذات مستوى اقتصادي جيد يعملان في صناعة الحرير الطبيعي وفي مزارع الكروم والعنب ومعاصره . أما ما يسمى بـ ( النبي عبدان ) وهي موقع شمال البلدة أيضاً يقال أنه مقاماً لرجلين صالحين دفنا هناك وكان يزوره أهالي المدينة. وفي ظاهر البلدة القديمة وعلى بعد ألفي متر تقريباً باتجاه الجنوب وعلى الطريق المؤدية إلى دمشق، تقوم مساحة من الأرض فيها نبع ماء رقراق وبمساحة ( 4 ) دونمات من الأرض. وتسمى خان الفندق فيه بقايا اثرية، حيث كان يقوم هناك سوق عام أسبوعي. ويحوي المكان على استراحة للقوافل ولإيواء المسافرين، وأمكنة لمبيت مواشيهم وخيولهم وجمالهم، وفيه حمام كبير تأتيه المياه من نبع الجرجانية، وتعرض في هذا السوق البضائع المختلفة القادمة من دمشق ومن وغيرها. وجدير بالذكر أن في منطقة الزبداني كانت تقوم مجموعة كبيرة من الأديرة للرهبان والنساك والزهاد على مساحات صغيرة من الأرض يستثمرها الرهبان، واخيراً وليس آخراً هناك كنيسة القديس جاورجيوس الارثوذكسية الحالية كانت في اصلها ديراً على اسم القديس جاورجيوس وعثر فيه على هيكل بشرية لرهبان عاشوا ونسكوا فيه واعطيت الرخصة من حاكم دولة دمشق حقي بك العظم لبنائه كنيسة البلدة، اضافة الى دير اليونان الواقع في جبل اليونان اعلى بلودان ويطل على سهل الزبداني والبقاع وكان مشروع اعادة بعثه من قبل البطريركية الارثوذكسية في دمشق حيث كانت قد انهيت مراحل في بنائه ولكن تمكن منه الارهاب مؤخرا وتم تدمير ماقد نم انجازه واليوم هو احد مشاريع البطريركية لاحيائه كدير اثري يعاد بعثه باذن الله.
دير سلامة وهناك العديد من المواقع في كافة المناطقة التابعة للزبداني.
تدمرت الكنيسة وبيوت المسيحيين والكثير من ابنية المدينة بنتيجة احتلالها من الارهابيين بين العامين 2011-2012 وتم تحريرها وخروج الارهابيين منها وعاد بعض اهاليها المسيحيين اليها بعد ترميم جزئي لمنازلهم وكذلك قامت البطريركية بترميم الكنيسة على مراحل وبمساهمة لاحقة من الكنيسة الروسية الارثوذكسية…
Anthony, Chairman of the Moscow Patriarchate’s Department for External Church Relations (DECR), at the patriarchal headquarters in Damascus, at the head of a delegation that included Father Nikolai Balashov, Archimandrite Philip Vsevolodovich, Representative of the Russian Church to the Church of Antioch, and a group of fathers and laity.