قد يظن البعض أن مصدر المسيحية والإسلام هو نفس الإله، وكلاهما يؤديان إليه. هل هذا الاعتقاد صحيح؟ لو كان صحيحا، لكانت تعاليمهما الاهوتية والأخلاقية الرئيسية متطابقة. إن الفحص الدقيق يظهر بشكل قاطع أنه على الرغم من وجود أوجه تشابه، فإن تعاليمهما اللاهوتية والأخلاقية الرئيسية متباينة ومتناقضة.
تناقش هذه الصفحة (الايقاظ) تعاليم كل منهما بشأن مواضيع رئيسية مثل: المحبة، الغفران، الخلاص، التسيير، الدينونة، المصير الأبدي، العنف، الشريعة الإسلامية، حرية الدين، حرية الرأي، اضطهاد المرأة، الزواج، تعدد الزوجات، إلخ. يوضح هذا التحليل الهوة الهائلة التي تفصل بين تعاليمهما.
تحلل صفحة الايقاظ الاختلافات الرئيسية بين إله الكتاب المقدس وإله القرآن.
تناقشصفحة الايقاظ الإختلافات الرئيسية بين السيد المسيح ومحمد.
المصدر الرئيسي للعقيدة والممارسات الإسلامية هو القرآن. إدعي محمد أن القرآن هو حق من ربه. يعلم الإسلام أن القرآن هو الكلمة الأبدية الغير مخلوقة للإله الإسلامي، ومحمد مبلغها، وليس مؤلفها. ومع ذلك، فإنه من المستحيل معارضة الاستنتاج بأن الإسلام قد تشكل بالتأكيد بحسب فكر وشخصية الرجل محمد. يعتقد الإسلام أن محمدا نبيه تلقى القرآن من إله الإسلام مبتدأ من عام 610 م ومنتهيا قبل موته في عام 632 م.
يكمل الحديث النبوي القرآن، فهو ضروري لفهم القرآن حيث أنه يقدم سياقه التاريخي وتسلسله الزمني. كما أنه يحتوي على السنة لحياة وأعمال وأقوال محمد. مجموعات الحديث السنية الأصلية هي تلك التي للإمام البخاري (9 مجلدات، 810-870 م)، حوالى 200 سنة بعد وفاة محمد؛ ومسلم بن الحجاج (818-875 م). أهم مجموعة حديث للشيعة هي مجموعة الكليني (ت. 939 م). وقد كتب ابن إسحاق سيرة حياة محمد (سيرة رسول الله) في عام 750 م، أي حوالي 120 عاما بعد موت محمد. عدله وراجعه إبن هشام وأزال منه الأمور المشينة والمهينة في 850 م. كل شيء مكتوب بعد ذلك منمق ومليء بالخرافات والأساطير.
يعتقد الإسلام أن القرآن هو الكلام الحرفي للإله الإسلامي. أعطاه الملاك جبرائيل لمحمد بدون أي مساهمة وتأثير من محمد. إذا كان هذا هو الحال، يتساءل المرء لماذا لم يعطي الإله الإسلامي القرآن لمحمد في هيئة كتاب مكتوب على ألواح من الحجر، كما أعطى الإله الحي الوصايا العشر لموسى النبي على جبل سيناء (خروج 31: 18؛ 32: 15-16). يتكون القرآن من 114 سورة، لكل واحدة منها رقم وعنوان، مثل سورة 2 المدعوة سورة البقرة. بحسب التعليم الإسلامي، أول سورة أعطاها محمد هي سورة 96 (العلق)، وآخر سورتين هما سورة 5 (المائدة) و 9 (التوبة). حيثما يوجد تناقض في القرآن، هاتان السورتان تلغيان – تنسخان) جميع الآيات السابقة السلمية المتسامحة فيه. يدعوان إلى الحرب المقدسة (الجهاد) ضد غير المسلمين جميعا إلى الأبد، بما في ذلك قتل واستعباد ونهب واغتصاب غير المسلمين بإسم الإله الإسلامي.
يتم ترتيب السور القرآنية حسب طولها. أطول سورة في بداية القرآن، وأقصر سورة في نهايته. الاستثناء الوحيد هو سورة 1 (الفاتحة) التي تحتوي على سبعة آيات. كما أن السور تُميز أيضا بصفة “مكية” أو “مدنية،” بحسب ما إذا كان محمد قد أعطاها قبل أو بعد هجرته من مكة إلى المدينة عام 622 م. تكثر تفسيرات القرآن. من أقدم وأكبر هذه المؤلفات تفسير الطبري المتعدد الأجزاء (839-923 م). تناقش صفحة الايقاظ بالتفصيل جوانب متعددة للقرآن.
وضع علماء الإسلام قواعد الشريعة الإسلامية. تستند الشريعة الإسلامية على أربعة مصادر: القرآن، الحديث، الإجماع (إجماع علماء المسلمين على مسألة)، والقياس (التعليل على أساس التشابه). بحسب علماء الشيعة، يحل الاجتهاد (الاستدلال الفردي) محل القياس. نشأت أربع مدارس (مذاهب) قانونية في القرنين الثامن والتاسع: الحنفي (تسود في آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية)، والمالكي (في شمال أفريقيا)، والشافعي (في إندونيسيا ومصر وماليزيا)، و الحنبلي (في السعودية). تتفق جميع المدارس الرئيسية للشريعة على أكثر من 70% من المسائل الهامة. دراسة الشريعة الإسلامية تسمى الفقه.
يعلن القرآن أن محمدا قد جاء لتجديد ملة إبراهيم (النساء 4: 125). نعلم من الكتاب المقدس أن الدين الأصلي لإبراهيم لم يتضمن تشريعات قانونية، لكنه أسس عهدا يشمل وعدا بين الله وإبراهيم. أنشأ الله هذا العهد قبل إعطاء شريعة موسى بحوالي 430 عاما (غلاطية 3: 17). لم تكن ملة إبراهيم شريعة موسى النبي. كان دين إبراهيم مؤسسا على الإيمان بوعد الله. وعد الله إبراهيم قائلا: “وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ” ( التكوين 12: 3). وقد تم الوفاء بذلك الوعد بولادة يسوع، المسيح الموعود، من نسل إبراهيم. خضع إبراهيم لمحبة ووعود الله بالايمان وحده. هذا هو السبب في انه يدعى خليل الله وليس مجرد عبدا له.
على العكس من ذلك، الإسلام مؤسس على قوانين الشريعة الإسلامية التي تتطلب الخضوع لإرادة الإله الإسلامي كعبيد بسبب الخوف من العقاب والرجاء في المكافئة. هذا لا يدع مجالا لمحبة الله وصداقته. ولذلك، خلافا للبيان القرآني، إن الإسلام يناقض دين إبراهيم. العقائد الإسلامية تنبذ ملة إبراهيم.
المزار الرئيسي للاسلام هو الكعبة في مدينة مكة، وهو محظور على غير المسلمين. بحسب المعتقدات الإسلامية، قام آدم ببناء المبنى المكعب للكعبة، ثم أعاد إبراهيم وابنه إسماعيل بناؤها وتنقيتها. على العكس من ذلك، يخبرنا الكتاب المقدس ان ابراهيم لم يذهب إلى الجزيرة العربية. يخبرنا التاريخ أن الكعبة كانت معبدا وثنيا تقدسه جميع القبائل العربية. كان به 360 صنما في زمن محمد الذي دمرهم. يصلوا المسلمون في اتجاه الكعبة، ويطوفوا حولها سبع مرات في حجهم. يُوجد في إحدى زوايا الكعبة حجر أسود صغير يقدسه المسلمون، ربما كان نيزكا أو جزءا من تمثال إله وثني قديم.
حوالي 85% من المسلمين ينتمون إلى الإسلام السني، وحوالي 12% إلى إسلام الشيعة. جذور الانقسام بين السنة والشيعة تعود الى الصراع التاريخي على خلافة محمد. إختار عدد قليل من زعماء المسلمين أبو بكر، وهو من أتباع محمد الوثيقين، ليكون أول خليفة. أراد آخرون علي بن أبي طالب، زوج فاطمة ابنة محمد، أن يكون خليفته. في نهاية المطاف، اغتيل علي عام 661 م. نشأت الحركة الشيعية من الحزب المؤيد لعلي. وفقا لاعتقاد الشيعة، ينبغي أن يكون زعيم، أو إمام، المسلمين من نسل علي من زوجته فاطمة، ابنة محمد. ينتظر الشيعة الإمام الثاني عشر (المشار إليه باسم الإمام المهدي). في أثناء فترة الإنتظار، تُمنح كامل سلطته القانونية والدينية إلى العلماء المسلمين البارزين.
ظهر التصوف الإسلامي في القرن التاسع والعاشر وانتشر في كافة العالم الإسلامي في 1200-1500م. يوفر التصوف الإسلامي للمسلم الروحاني ملاذا بعيدا عن قيود الشريعة الإسلامية وطقوس الإسلام العقيمة. الصوفية، متأثرة كثيرا بالرهبنة المسيحية، تؤكد وجود علاقة شخصية مع إله الإسلام. تاريخيا، كان للصوفية دور كبير في انتشار الإسلام. على الرغم من أن بعض علماء الإسلام التقليديين (مثل الغزالي) يعتقدوا أن الصوفية جزء من الإسلام، الكثير من التعاليم الصوفية تناقض مبادئ الإسلام الأساسية. على سبيل المثال، الفكرة الصوفية عن الله هو انه في كل الأشياء وجميع الأشياء فيه (ألوهية الكون الهندوسية). كل المخلوقات ليست متميزة عنه. هذا مفهوم هرطقي عن الله. إعتقاد صوفي آخر هرطقي هو أن الإنسان يمكن أن يصبح مثل الله بامتصاصه واستيعابه في الكيان الإلهي (يسمى هذا الفناء—العدمية البوذية). بعض الجماعات الصوفية يعتبرون أنفسهم فوق الشريعة الاسلامية.
ظهر الإسلام في الحجاز، المنطقة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية، مع التركيز بشكل خاص على مدينتي مكة ويثرب، التي عرفت فيما بعد باسم المدينة. كانت مكة مركزا تجاريا صغيرا. واعتمدت يثرب على الزراعة. كان معظم العرب في ذلك الوقت بدو رحل يرعون المواشي. كانت القبيلة هي المنظمة الرئيسية لحياتهم الاجتماعية والسياسية. زودتهم بالأمن وبالشعور بالهوية.
يوحد الإسلام كل شيء تحت الدين. انه يرفض العلمانية. لا يوجد فصل بين الجامع والدولة في الإسلام. أنشأ محمد أول دولة إسلامية في المدينة. وكان هو أول زعيم لها. لم تؤيده القبائل اليهودية في المدينة. لذلك، نفي اثنين منهم وقتل رجال القبيلة الثالثة. عند موته في 8 حزيران (يونية)، 632 م، حكم محمد الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية. في غضون 100 سنة بعد موته، أنشأت الجيوش العربية الإسلامية امبراطورية اسلامية شاسعة تمتد من وسط آسيا إلى شمال الهند والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأيبيريا. عاش العرب المحتلون في البداية في مدن حاميات عسكرية في ثراء. تمتعوا بنمط الحياة الجديدة التي دعمتها الضرائب على الأراضي المحتلة، وغنائم الحملات العسكرية المتواصلة.
دعا الإسلام أهل الكتاب (اليهود والمسيحيين) “أهل الذمة” أو “الشعوب المحمية” في المناطق المحتلة، واعتبرهم أقل شأنا من المسلمين. مُنعوا من نشر دينهم ومن بناء أماكن جديدة للعبادة. كانوا مطالبين بدفع الجزية، المفروضة على غير المسلمين فقط. في أماكن كثيرة، وعصور مختلفة، كان مطلوبا من الذمي إرتداء ملابس مميزة، وكان يُحظر عليه حمل السلاح. كان وصمة عار وضع الذمي واحدة من العوامل التي أجبرت العديد من غير المسلمين على اعتناق الإسلام.
أركان الإسلام الخمسة هي:
1. الشهادة الإسلامية: “لا إله إلا الله، ومحمدا رسول الله.” تلاوة الشهادة في وجود مسلم يجعل الشخص مسلما. عندما يُولد الطفل، يهمس والده أو جده الشهادة في أذنه ليجعله مسلما.
2. خمس صلوات طقسية في اليوم بعد طقس الوضوء الذي يتطلب غسل جميع الأجزاء المكشوفة من الجسم بالماء أو بالرمل، إذا لم يتوفر الماء (المائدة 5: 6). إذا لمس مسلم غير مسلم بعد وضوئه تنجس، وينبغي أن يؤدي الوضوء مرة أخرى.
3. الزكاة (الصدقة الإجبارية).
4. صيام شهر رمضان. خلال شهر رمضان بأكمله، كل مسلم يتجاوز عمره 14 سنة يجب أن يمتنع عن الأكل والشرب والتدخين والجماع من الفجر الى غروب الشمس. عدم الصيام بدون عذر شرعي هو خطيئة لا تُغفر (البقرة 2: 183-187). يتبع الإسلام تقويما قمريا. السنة القمرية أقصر من السنة الميلادية بأحد عشر أو اثني عشر يوما. وبالتالي، فإن شهر رمضان يحل في مختلف فصول السنة.
5. الحج إلى مكة على الأقل لؤلك الذين يستطيعون تحمل نفقات الرحلة (آل عمران 3: 97).
بالإضافة إلى ذلك ، حث محمد في المدينة المسلمين على الانخراط في الجهاد المسلح ضد غير المسلمين.
الممارسات الدينية للإسلام تركز على طقوس سطحية فارغة جافة لا تؤثر على الحالة الروحية الداخلية للشخص.
لقد بدأ بعض العلماء والفقهاء الإسلاميين في انتقاد العديد من الأحاديث، بينما رفض آخرون كل الأحاديث بأكملها. قام ملك المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز، بتعيين مجلس من علماء وفقهاء الدين الإسلامي يقوم بحذف جميع الأحاديث التي تجلب العار على الإسلام.
يقوم بعض العلماء والفقهاء الإسلاميين أيضًا بتعديل بعض أسس الدين الإسلامي التي كانت راسخة في الإسلام على مدى القرون الأربعة عشر الماضية، مثل “أسماء الله الحسنى.” عدلت جامعة الأزهر هذه 99 اسمًا بحذف 29 اسمًا قبيحًا واستبدالها بـ 30 أسماء أكثر جاذبية. في جميع الأسماء المائة المنقحة لإله الإسلام، لا يوجد شيء قريب من “الله محبة.”
يقدم الكتاب المقدس حق الله في شخص كلمته المتجسد، السيد المسيح. هو الحق الوحيد للإله الحي: “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً” (يوحنا 1: 14؛ 14: 6).
حياة وموت وقيامة السيد المسيح تشكل أساس المسيحية. يتركز الإيمان المسيحي على السيد المسيح. السيد المسيح هو أهم إعلان لله عن ذاته في التاريخ. لقد أظهر الله ذاته في تاريخ البشرية بشخص إلهي، وليس بكتاب. كل شيء من الله، وبالله. الله هو الموحي والمُوحى به، الآب وكلمته، الابن. الروح القدس للإله الحي هو قوته العاملة في الكنيسة المسيحية. إله متسامي جدا. ورغم ذلك، هو يملأ الكون ويهتم بشئون البشر وفعال في التاريخ البشري. في المسيح ، يولد المؤمن المسيحي ولادة جديدة، ويسمو بالنعمة. التجديد الروحي والتقديس الداخلي التدريجي ليصبح مثل السيد المسيح هما محور حياة المؤمن بالمسيح.
الايمان المسيحي الحقيقي يتكون من ثلاثة عناصر أساسية: العنصر الفكري (القبول العقلي للعقائد المسيحية الأساسية)، العنصر العاطفي (رباط المحبة بين الله والشخص)، والعنصر الإرادي (الالتزام الكامل بإتباع تعاليم السيد المسيح). وبالتالي، الايمان المسيحي الحقيقي يشمل الإنسان بأكمله: عقله، وعاطفته، وإرادته. الحياة المسيحية ترتكز على محبة الله الحي الحقيقي، ومحبة الآخرين.
هذه الصفحة تقدم موجزا لأسس الإيمان المسيحي الارثوذكسي.
تعاني جميع الديانات الكبرى من الطائفية والانقسامات بأشكال مختلفة متفاوتة. يمتلك جميع المسيحيين كنز المسيح في بشريتهم الضعيفة الناقصة (كورنثوس الثانية 4: 7). هناك ثلاثة مذاهب مسيحية رئيسية: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. من المتوقع أن الايمان المسيحي الذي يتبعه ما يقرب من 2.2 بليون من البشر أن يكون له مذاهب مختلفة. الإختلافات متأصلة في الطبيعة الساقطة للبشرية. هناك اختلافات بين هذه المذاهب. لا نحاول التقليل من أهمية هذه الإختلافات. ومع ذلك، فمن المهم التأكيد على حقيقة أن كل المذاهب المسيحية، بما في ذلك العديد من الطوائف البروتستانتية المحافظة، يؤمنون بنفس المبادئ الأساسية للدين المسيحي، مثل: الوحي الإلهي للكتاب المقدس، الثالوث الأقدس، لاهوت السيد المسيح، ميلاد المسيح من العذراء، معجزات المسيح، صلب المسيح وقيامته، المجيء الثاني للسيد المسيح في مجد وقوة، عمل الروح القدس، الخلاص، قيامة الموتى، الدينونة، إلخ. ما يوحد بين مختلف المذاهب المسيحية هو أعظم بكثير مما يفرق بينهم.
يعتقد الكثير من المسلمين أن بشارة السيد المسيح كانت فقط لبني إسرائيل (المائدة 5: 46-47). ينسبوا إنتشار المسيحية في العالم إلى تعاليم كنيسة الأمم الأولى. في الواقع، بعد قيامته من الأموات، أمر السيد المسيح تلاميذه بالتبشير بالمسيحية لجميع أمم الأرض: “فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ. فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ” (متى 28: 18-19؛ أعمال الرسل 1: 8).
يخبرنا التاريخ أن رسله أطاعوا أمره، وسافروا بعيدا، وأعلنوا بشارة الإنجيل إلى الوثنيين خارج فلسطين. على سبيل المثال، بشر بولس الرسول بالمسيحية في آسيا الصغرى وأوروبا. بشر متى الرسول في الهند، ويوحنا الرسول في آسيا الصغرى، ومرقس الإنجيلي في شمال أفريقيا.
يسوع في القرآن يختلف كثيرا عن يسوع في الانجيل المقدس. يعلم الإسلام انه وُلد من عذراء، وبشر بالحق. يعلم الكتاب المقدس انه وُلد من عذراء، وانه الحق نفسه (كلمة الله): “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” (يوحنا 14: 6). لم يكن مجرد مثال للبر والتقوى. بل كان ذبيحة التكفير التي هيأت للبشرية الطريق الوحيد للحصول على البر. في المسيحية، السيد المسيح هو المخلص وملك الملوك السائد. ومملكته لن يكون لها نهاية (لوقا 1: 33؛ عبرانيين 1: 8؛ بطرس الثانية 1: 11؛ دانيال 7: 14، 27).
يدعي الإسلام أن السيد المسيح ما هو إلا نبي آخر مثل رسل الله الأخرين قبله. كما يدعي أن السيد المسيح لم يُصلب (النساء 4: 157-159). في الواقع، مصادر غير مسيحية تشهد وتأكد هذا الحدث التاريخي لصلبه.
الرسالة الرئيسية في المسيحية هي ان السيد المسيح هو كلمة (ابن) الله المتجسد. مات على الصليب، ودُفن وقام من بين الأموات بعد ثلاثة أيام. إنها تدحض الرسالة المركزية للإسلام التي مؤداها أن ليس لله إبن أزلي، وأن السيد المسيح لم يمت على الصليب، ولم يقم من الأموات بعد ثلاثة أيام، وأن محمدا هو خاتم الأنبياء. ليست هناك حاجة لأنبياء يعلنون ديانات جديدة بعد السيد المسيح للأسباب التالية:
1. السيد المسيح هو كلمة (إبن) الله المتجسد. لقد تحققت بمجيئه كل النبوءات الخاصة بمجيئه الأول. انه ذروة النبوءة جمعاء. المسيح، كلمة الله المتجسد، هو الوحي النهائي من الله، الذي به تحقق واكتمل كل الوحي السابق القديم. من ناحية أخرى، تتوقع المسيحية قدوم النبي الكذاب والمسيح الدجال (تسالونيكي الثانية 2: 3؛ رؤيا 19: 20؛ 20: 10) قبل المجيء الثاني للسيد المسيح في مجده ليدين الأحياء و الأموات في نهاية هذا العصر.
2. بعد صعوده إلى السماء، أرسل السيد المسيح الروح القدس للإله الحي ليحل في المؤمنين ويرشد كنيسته على الأرض. يرشد الروح القدس المؤمنين في رحلتهم مع السيد المسيح على الأرض، ويثبتهم في الإيمان، وينميهم في القداسة تدريجيا: “يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ” (أعمال الرسل 2: 17-18؛ يوئيل 2: 28-29)؛ “ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ” (كورنثوس الثانية 3: 3). لذلك، ليس هناك حاجة للأنبياء أخرى تعطي وحيا من روح الله وتنشئ دينا جديدا بعد السيد المسيح (متى 21: 33-44).
3. من أحد الأسباب الرئيسية لارسال الانبياء هو ان الله يريد تحسين أخلاق البشر ورفعها إلى مستوى أعلى، إذ أن البشرية في حركة مستمرة من التطور والنضج الأخلاقي على مر القرون مما يمكنها من قبول مستوى أخلاقي أرفع. كل نبي رئيسي يرتفع بأخلاق البشرية إلى درجة أعلى. على سبيل المثال، أعطى الله موسى النبي قانونا قائلا: “… تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ وَعَيْناً بِعَيْنٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ وَيَداً بِيَدٍ وَرِجْلاً بِرِجْلٍ وَكَيّاً بِكَيٍّ وَجُرْحاً بِجُرْحٍ وَرَضّاً بِرَضٍّ” (خروج 21: 23-25). كان العرف القديم قبل وقت موسى النبي أن العقوبة يجب أن تكون أكثر من الضرر الأصلي. خفف ناموس موسى العقوبة من أجل منع وقوع سلسلة من أعمال العنف الدامية التي يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة، بدلا من الانتقام عشرة أمثال، يكون هناك مساواة في المعاناة. كان هذا تطويرا للأخلاق البشرية إلى مستوى أعلى.
ثم جاء السيد المسيح بعد موسى النبي بحوالي أربعة عشر قرنا ورفع الإنسانية إلى المستوى الأخلاقي المثالي بالدعوة إلى المحبة والغفران، بدلا من الانتقام: “سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ” (متى 5: 38، 44-45). “لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ” (رومية 12: 19-21).
في الواقع، طبّق يسوع هذا التعليم شخصيا في حياته على الأرض ليعطي أعلى مثلا للمحبة والغفران. بينما كان ينزف ويعاني من آلام الموت على الصليب، لم يدن أولئك الذين صلبوه ولم يلعنهم بالموت والدمار. بدلا من ذلك، صلي من أجل المغفرة لهم: “وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»…” (لوقا 23: 33-34).
بدلا من الصفح والتسامح ألذي دعا إليه السيد المسيح، التعاليم الإسلامية الأخلاقية هي خطوة هائلة الى الوراء لأخلاق البشر (البقرة 2: 178)، لأنها تدعوا إلى القتل والتعصب: “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (الإله الإسلامي) وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ (الإسلام) مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (اليهود والمسيحيين) حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ. وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ” (التوبة 9: 29-30)؛ “فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ…” (محمد 47: 4)
بالإضافة إلى ذلك، يبيح الإسلام تعدد الزوجات (بدلا من الزوجة الواحدة في المسيحية)، وأخذ المحظيات (على سبيل المثال: أخذ محمد ريحانة ومريم المصرية التي لم تكن من بين زوجاته)، والزواج بالمحارم (تزوج محمد من كنته زينب بنت جحش بعد أن طلقها ابنه بالتبني زيد (الأحزاب 33: 37))، ورضاعة الكبار، وتزويج الطفلات (تزوج محمد عائشة عندما كانت تبلغ من العمر ست سنوات، وأتم الزواج عندما كانت في التاسعة من عمرها، لا تزال طفلة (الطلاق 65: 4))، وضرب الزوجات (النساء : 4: 34)، وزواج المتعة الذي هو الدعارة، إلخ. لم يسمح موسى النبي والسيد المسيح بهذا التدهور الأخلاقي.
كانت مريم، أم يسوع، قديسة عذراء. بينما كانت أم محمد امرأة وثنية تعبد أصنام الجاهلية، وتمارس السحر الأسود. كان يسوع تقيا ورعا طوال حياته. بينما عبد محمد الأصنام الوثنية حتى بلغ سن الأربعين من عمره، وارتكب شرورا جدية هائلة. كان يسوع رجل سلام ورحمة ومغفرة. كان محمد رجلا عنيفا دمويا لا يفارقه سيفه؟
على عكس ادعاء سورة الأحزاب 33: 40 أن محمدا هو خاتم الأنبياء، يعلن الكتاب المقدس أن السيد المسيح هو خاتم النبوة ونهاية وحي الله للبشرية: “… اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ” (يوحنا 6: 27؛ مرقس 12: 1-11)؛ “… اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ” (رؤيا 19: 10؛ لوقا 20: 9-18). لا يمكن أن يكون هناك أنبياء من الله الحي الحقيقي بعد السيد المسيح، إبنه المتجسد. في الواقع، أعلن السيد المسيح قائلا: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” (يوحنا 14: 6). لكن يرسل السيد المسيح الرسل والأنبياء بسلطته وبإسمه للتبشير بإنجيله للأمم (أفسس 4: 7، 11-16؛ أعمال الرسل 11: 28؛ 15: 32؛ رؤيا 1: 1-3؛ 11: 3-6). أعلن محمد دينا مختلفا يناقض التعاليم الأساسية لإنجيل السيد المسيح.
من أهم التعاليم المركزية للمسيحية هي محبة الله ومحبة الآخر: “لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يوحنا 3: 16؛ 17: 24، 26)؛ “وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ” (يوحنا الأولى 4: 8)؛ “فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَﭐلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ” (مَتَّى 22: 37-39). في تعاليمه ومعجزاته، ركز السيد المسيح على إثنين من أهم الحقائق: محبة الله الفائقة للبشر، وقبول البشر لهذه المحبة وسماحهم لها بالتدفق من خلالهم إلى الآخرين. يتجلى الحب في علاقات. محبة الله تعني أن نهب أنفسنا تماما له، ونعيش كل يوم من حياتنا لرضائه. هذا هو أرفع مستوى للعبادة التي يمكن أن نقدمها إلى الله. سوف نفحص العلاقات الهامة في الإسلام والمسيحية.
1. العلاقة بين الرسول وإلهه.
لا يتحدث القرآن والحديث عن محبة محمد لإلهه، أو عن محبة إلهه له. وصف محمد نفسه بأنه عبد ربه (البقرة 2: 23). في الواقع ، لا توجد في الأسماء الحسنى للإله الإسلامي أي إشارة اليه كمحبة.
على العكس من ذلك، علاقة السيدالمسيح بالله الآب مؤسسة على المحبة الإلهية المتبادلة. تحدث الله الآب عن محبته لإبنه المتجسد: “وَفِيمَا هُوَ (يسوع) يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا” (متى 17: 5؛ 12: 18؛ 3: 17). وأكد السيد المسيح طاعته ومحبته لله الآب بدون خوف (يوحنا 14: 31). الحب الإلهي هو المثال الأعلى للمحبة المثالية التي دعا إليها السيد المسيح: “كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يوحنا 15: 9، 12-13؛ 3: 16).
أوصى السيد المسيح المسيحيين إن يحبوا الله وجيرانهم: “فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَﭐلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ” (متى 22: 37-40؛ مرقس 12: 28-31؛ يوحنا 13: 34-35؛ 15: 9، 12؛ رومية 13: 10؛ يوحنا الأولى 4: 7-10، 15-16، 20-21؛ بطرس الأولى 3: 8-9).
2. العلاقة بين الرسول وشعبه.
على الرغم من أن القرآن يقدم إشارة عابرة لمحبة الإله الإسلامي (هود 11: 90)، فإنه يركز على طاعة إله الإسلام كعبد لسيده (ق 50: 8؛ الأنفال 8: 13). إعتاد محمد أن يفرض عقوبات قاسية وحشية ادعى أن إلهه أرادها سواء عن طريق الجلد، وقطع أطراف جسد الإنسان، والرجم حتى الموت، الخ. بالإضافة إلى ذلك، لا يحب إله الإسلام الكافرين (آل عمران 3: 32). انه يضلهم ليملأ الجحيم الذي خلقه: “وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”( السجدة 32: 13).
التعاليم المسيحية تناقض التعاليم الاسلامية. يتجلى الحب الإلهي الأزلي بين الله الآب والسيد المسيح، ابنه المتجسد، في علاقتهما مع البشرية. أكد السيد المسيح لتلاميذه ان الله الآب يحبهم: “لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ” (يوحنا 16: 27). كما أعرب السيد المسيح أيضا عن حبه لأتباعه: “كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ” (يوحنا 15: 9-10). في الواقع، أحبهم لدرجة انه قد ضحى بحياته على الأرض لينقذهم من الهلاك الأبدي (يوحنا 10: 14-15). رفع السيد المسيح تلاميذه المؤمنين به إلى مستوى الأصدقاء: “لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15).
بالإضافة إلى محبته لأتباعه، أحب السيد المسيح ألئك الذين لم يؤمنوا به وحاول مساعدتهم (مرقس 2: 17؛ يوحنا 4: 1-26، لوقا 7: 36-50؛ 15: 1-2؛ 23: 39-43). كما علم السيد المسيح أن الله الآب هو “… مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ” (لوقا 6 : 35؛ متى 5: 45؛ يوحنا 3: 16؛ رومية 5: 8).
3. العلاقة بين المؤمنين، وغير المؤمنين، والأعداء.
على الرغم من أن محمد دعا المسلمين إلى أن يعاملوا بعضهم البعض كأخوة (آل عمران 3: 103؛ الحجرات 49: 10)، حثهم على رفض صداقات مع غير المسلمين (آل عمران 3: 28؛ المائدة 5: 51؛ الممتحنة 60: 1)، وعلى المشاركة في الحرب المقدسة (الجهاد) وقتل غير المؤمنين إذا كان ذلك ضروريا من اجل اجبارهم على قبول الإسلام (التوبة 9: 5، 29؛ البقرة 2: 193؛ الخ). يُقتل شهداء المسيحية واليهودية لإيمانهم. شهداء الإسلام المجاهدون الذين يسقطوا في ميدان القتال يقتلوا الآخرين لرفضهم الإسلام الذي يؤمن به المجاهدون. سيطر محمد على أتباعه بالمكافآت والعقوبات، وحثهم بأن يحذوا حذوه فيكافئوا المؤمنين ويمعاقبوا غير المؤمنين.
التعاليم الإسلامية العنصرية التي تدعي تفوق المسلمين على غير المسلمين (آل عمران 3: 110، 85؛ التوبة 9: 28) تجعل الإسلاميين يغترون بنفوسهم. فيعاملون غير المسلمين بازدراء كمواطنين من الدرجة الثانية وأقل من بشر (الأنفال 8: 55؛ المائدة 5: 59-60؛ البقرة 2: 65؛ الأعراف 7: 166)، ويضطهدونهم في الدول الإسلامية. معاناتهم على أيدي الإسلاميين تسمم المجتمع الإسلامي بالكراهية والظلم.
المحبة هي جوهر الحياة. هي التي تعول الرضيع في مهده. هي التي توطد وتقوي المجتمع البشري. الإسلام ينكر وينفي واقع وجوهر المحبة. الرجل المسلم الذي يضرب ويقتل أمه، أو أخته، أو زوجته، أو ابنته لا يكن لهن أي محبة. المسلمون الذين يفرضون الجزية المذلة على جيرانهم من غير المسلمين لا يحبوهم؛ الخ.
دعا السيد المسيح المسيحيين إلى أن يحبوا بعضهم بعضا كما أحبهم “وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ” (يوحنا 13: 34-35). هذا ليس حبًا رومانتيكيًا عاطفيا. بل هو الحب الخالي من الأنانية المؤسس على نكران الذات التي تجد سعادتها في الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، دعا السيد المسيح المسيحيين إلى محبة الغير مؤمنين والأعداء، والصلاة لأجلهم، وتبشيرهم بالإنجيل، وشفاء مرضاهم، وإقامة موتاهم. “سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ” (متى 5: 43-45، 48؛ لوقا 6: 27-28، 32-33، 35؛ رومية 12: 14). تعلم المسيحية المغفرة، وتمنع الانتقام. “لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ” (رومية 12: 19-21؛ متى 5: 38-42). يدعو الإسلام إلى الإنتقام (البقرة 2: 178، 194؛ الإسراء 17: 33؛ الخ).
في العصور القديمة ، دعا موسى النبي اليهود إلى: “فَأَحِبُّوا الغَرِيبَ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ” (التثنية 10: 19؛ اللاويين 19: 34).
تعلم المسيحية أن الغفران هو علاج علاقة مكسورة بين السيد المسيح والخاطئ التائب. هناك طريق واحد فقط إلى المغفرة والمصالحة مع الله وهو قبول التكفير الذي قدمه السيد المسيح على الصليب بالإيمان العامل التائب: “وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 8؛ بطرس الأولى 3: 18). بدون موت المسيح الفدائي التكفيري عن الخاطئ التائب الذي يضع ايمانه في المسيح، الإنسان ضائع مفقود في طرقه الخاطئة وطبيعته الساقطة. “وَهُوَ (السيد المسيح) مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا” (إشعياء 53: 5).
يعطي إله الإنجيل والتوراة النعمة لكل الذين يؤمنوا بالسيد المسيح كربهم ومخلصم ويقبلوا هدية تكفيره المجانية. التكفير الذي قدمه السيد المسيح على الصليب يضمن مغفرة ذنوب التائب: “… وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا… “( يوحنا الأولى 2: 1-2؛ رومية 5: 1-2؛ بطرس الأولى 2: 24-25؛ أفسس 1: 7-8)؛ “فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!” (عبرانيين 9: 14)؛ “وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ” (أعمال الرسل 4: 12). وبذلك يتحرر المسيحيون من عبودية الخطيئة والموت الروحي (رومية 6: 6-7؛ غلاطية 5: 13 ؛ بطرس الأولى 2: 16). المسيحيون مطالبون أن يغفروا للآخرين، لتوسيع نطاق المغفرة التي يتلقونها من الله.
لا يقدم الإسلام أي وسائل تؤدي إلى مغفرة خطايا المسلم والصلح بينه وإلهه الإسلامي. ليس هناك وسيط للمسلم يتوسل عنه إلى الإله الإسلامي. ليس لدى المسلم أي ضمانات بأن ذنوبه قد غفرت له بعد توبته (التوبة 9: 102؛ النحل 16: 61). يعطي إله الإسلام النعمة عشوائيا لمن يشاء (المائدة 5: 18؛ التوبة 9: 27؛ العنكبوت 29: 21؛ إلخ). في الواقع، لا يستطيع المسلم أن يتأكد من أن إلهه الإسلامي لا يوجهه لفعل الشر، لأن هذا الإله يقود الناس إلى الخطيئة والشر: “… مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (الأنعام 6: 39؛ إبراهيم 14: 4).
يخبر القرآن أن إله الإسلام خلق آدم ونفخ فيه روحه (الحجر 15: 26؛ السجدة 32: 9). لا يذكر القرآن أي شيء عن زمان وطريقة خلق حواء. يعتقد الإسلام أن الإنسان لا يشابه إلهه في شيء. ويفهم أن نفخ الهه بروح آدم يعني إضفاء قدراته للمعرفة والإرادة إلى الإنسان.
يخبر الكتاب المقدس أن الله خلق آدم من تراب الأرض، ثم خلق حواء من أحد أضلاع آدم (تكوين 1: 26-27؛ 2: 7، 18-23). وهذا يجعلها مساوية لآدم. لقد خلق الله الإنسان على صورته مما يشير إلى حصول الإنسان على ملكات وقدرات يحتاج إلى استخدامها ليتطور وينمو فيصبح مشابها لله من حيث الكمال الاخلاقي والقداسة التي يريدها الله له.
يُعلم الإسلام أن طاعة وحي الإله الاسلامي هو السبيل الى الخلاص. يشتمل هذا على العمل الصالح والإيمان الصحيح في الله الاسلامي، وكتبه، ورسله، ويوم القيامة، بما في ذلك ممارسة أركان العبادة الإسلامية الخمسة الطقسية (المائدة 5: 10). الخلاص الإسلامي هو مغفرة الذنوب في الأبدية. الخلاص الإسلامي لا يؤدي إلى التحرر من قبضة الخطيئة على عقل وقلب وحياة المؤمن المسلم في العصر الحاضر. الخلاص الإسلامي لا يؤدي إلى التجدد الروحي الداخلي.
يصف الإسلام الإله الإسلامي بأنه رحيم وعادل في نفس الوقت. لكنه غير قادر على التوفيق بين عدله ورحمته، لأن الإسلام لا يقدم وسيلة ترضي مطالب غضب إلهه ودينونته ضد الخطيئة من أجل السماح لرحمته وغفرانه بالتدفق نحو الخطاة. الإله العادل لا يغفر الخطايا والذنوب عشوائيا كيفما اتفق بدون أي أساس عادل لمنحه الغفران. لا يوفر الإسلام أساسا حقيقيا لغفران إلهه، ولا يقدم طريقة للفداء والخلاص، لأنه يرفض العمل التكفيري الذي قدمه السيد المسيح، الديان العادل، على الصليب لإرضاء عدالة الله. بناء على هذا التكفير، يستطيع الله أن يبرر بعدل التائبين الذين يقبلون الكفارة التي قدمها السيد المسيح عنهم. إذ أن السيد المسيح قد أخذ عقوبة خطاياهم ودفع ثمها نيابة عنهم على الصليب.
على الرغم من الرفض الإسلامي لعقيدة التكفير البدلية التعويضية (الأنعام 6: 164)، يقدم القرآن مثالا لها في تضحية موسى ببقرة (البقرة 2: 67-71)، وفي تضحية إبراهيم بابنه على جبل موريا (الصّفّت 37: 102-107). يؤكد الكتاب المقدس أنه كما افتدى الله ابن ابراهيم بذبيحة الكبش، افتدى الله العالم بدم يسوع المسيح، “…حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ” (يُوحَنَّا 1: 29). يسوع هو حمل الله الذي ضحى بنفسه مرة واحدة لتجديد ألئك التائبين الذين يؤمنون به وتحريرهم من عبودية الخطيئة.
في عيد الأضحى الإسلامي، يُقدم حيوان كذبيحة في ذكرى تقديم إبراهيم ابنه كضحية كما أمره الله (الصافات 37: 99-111). يعتبر المسلمون هذه التقدمة ذبيحة خطية للتكفير عن ذنوبهم (الحج 22: 36-37) على غرار وصايا التوراة لليهود في القديم (عدد 29: 7-11). جميع ذبائح الخطيئة في التوراة ترمز وتشير إلى الكفارة الكاملة الكافية التي قدمها السيد المسيح على الصليب.
يُعلم الكتاب المقدس أن أي خطيئة يرتكبها الإنسان هي إساءة لانهائية ضد الله الانهائي، ولذلك يجب أن يكون حكمها عقوبة لانهائية. أعمال الخير (طاعة الله) هي دنيويه ومحدودة، ومطلوبة من الإنسان. أنها ليست معروفا وجميلا يقدمه الإنسان لله. إنها لا تكفي لدفع ثمن خطايا الإنسان. لذلك، فإنّ فكرة ميزان للدينونة يزن الأعمال الصالحة للشخص ضدّ أعماله الشريّرة هي فكرة خاطئة. إذا كانت دينونة الله مؤسسة على عدله فقط، ما خلصت نفس بشرية في الأبدية (رومية 3: 10). الأعمال الصالحة لا تغطي، ولا تعوض عن، الأعمال السيئة، تماما مثلما لا تزيل الأعمال الصالحة ذنب القاتل. أعمال صالحة عديدة مختلطة بأعمال سيئة مثل عجة البيض التي تحتوي على بيض جيد وبيض فاسد. لا يمكن لأحد أن يأكل هذه العجة. كما أنه لا يمكن لأحد قبول كأس ماء إذا أُضيفت إليه قطرة حبر. الحسنات لا تعوض عن السيئات. الحسنات لا تمحو السيئات لا في القوانين البشرية ولا في قوانين الله. لا يمكن للإنسان أن يلغي خطايا ارتكبها في الماضي.
يقرر القانون ما هو صواب وما هو خطأ، ولكن لا يمكنه تغيير وتنقية الشخص داخليا وجعله صالحا. هو ببساطة المعيار الذي يُستخدم للحكم على الشخص (غلاطية 5: 4). الإله الحقيقي القدوس لا يقبل حياة ملوثة بالخطيئة. الأعمال الصالحة لا تكسب الخلاص الأبدي. الأعمال الصالحة لا تشفي الشخص من مرض الخطيئة. الأعمال الصالحة لا تؤدّي إلى تغيير داخلي يُطهر ويرفع الطبيعة البشرية الساقطة. الأعمال الصالحة في حد ذاتها عاجزة عن عبور الهوة العظيمة التي تفصل بين البشرية الساقطة والإله الأقدس. لذا، لا تستطيع الأعمال الصالحة أن تؤدي إلى حياة الشركة بين الرب الإله والإنسان: “لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ” (غلاطية 2: 21). “قَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا” (إِشَعْيَاءَ 64: 6). “…بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا” (غَلاَطِيَّةَ 2: 16). “مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ” (يَعْقُوبَ 2: 10). إذا تاب الخاطئ وقبل تكفير السيد المسيح عنه بإيمان حقيقي، ينتقل ذنبه إلى حساب السيد المسيح الذي أخذ عقوبته العادلة على الصليب.
إذا كان من الممكن تجديد الطبيعة البشرية بالتوجيه والإرشاد فقط، فلماذا أرسل الله أنبياءا كثيرين على مدى القرون، بدلا من نبي واحد فقط؟ لماذا استمر البشر في عصيانهم وإثمهم؟ يدل هذا على أنه لا يمكن تجديد الطبيعة البشرية التي حل بها الفساد بعد سقوط آدم وحواء بالتوجيه والإرشاد فقط. إنها تحتاج الى الفداء، وليس مجرد الوحي. تقدم هذه الصفحة التعليم المسيحي الأرثوذكسي بشأن التكفير والخلاص بالإيمان التائب العامل ألذي يقبل هدية التكفير المجانية التي قدمها السيد المسيح على الصليب. لا يوفر الإسلام علاجا لمرض الخطيئة. إذ أنه لا يوفر وسيلة لتحويل الطبيعة البشرية الساقطة وتغيير طابع الشخص. إنه لا يغير الشخص من الداخل ولا يعطيه سماتا جديدة. المسيح يفعل ذلك.
يعترض بعض الإسلاميين على صلب المسيح معتقدين أن الله لا يسمح لخادمه أن يتألم. هذا هو منطق الفكر البشري. لا يعرف الإنسان فكر الرب الإله. أعلن الله من خلال إشعياء النبي قائلا: “لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرَّبُّ” (إشعياء 55: 8). عانى الاضطهادات الكثير من أنبياء الله. بالإضافة إلى ذلك، يخبر القرآن أن هذا الاعتراض غير صحيح، لأن العديد من الأنبياء والرسل قد قُتلوا في الماضي (البقرة 2: 87، 91؛ آل عمران 3: 21، 112، 181، 183؛ النساء 4: 155؛ المائدة 5: 70). في الواقع، إنتصر السيد المسيح على أعدائه عندما أقامه الله من بين الاموات في اليوم الثالث منتصرا على الخطيئة والشيطان والموت. “سَبَقَ (داود النبي) فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً. فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ.. . “(أعمال الرسل 2: 31-33). بموت المسيح وقيامته “. . . ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ” (كورنثوس الأولى 15: 54). لقد أثبتت قيامة السيد المسيح من الأموات أن الله قد قبل تضحيته الكفارية. كما أنها أكدت إدعاءاته بالألوهية. يعبر موت وقيامة السيد المسيح عن رحمة الله وعدله تجاه البشرية الساقطة: “وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 8). قال السيد المسيح: “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يوحنا 15: 13). صليب السيد المسيح يدل على محبة الله للخاطئ وكذلك كراهيته للخطيئة. تتجلى عظمة الله بشكل فريد في محبته الفائقة للبشرية من خلال آلام المسيح.
السيد المسيح هو الوحيد الذي يستطيع أن يتشفع لأجل البشرية أمام العرش الإلهي ليس لمجرد أنه كان نبيا بلا خطيئة، ولكن أيضا لأنه قدم كفارة بموته على الصليب. لا يخشى المسيحيون الوقوف أمام عرش الله في الدينونة لأن السيد المسيح، ابن الله المتجسد، قدم تكفيرا لانهائيا بموته من أجلهم على الصليب آخذا غضب الإله القدوس اللانهائي ضد الخطيئة. السيد المسيح، ابن الله الأزلي، الذي صُلب وقام وملك، هو المخلص الوحيد الكافي لجميع المؤمنين به في كل مكان وزمان. حياة الشركة المقدسة بمحبة وثيقة لله في المسيح الذي يشفع فينا أمام العرش الإلهي تعطينا ثقة وتزيل الخوف والقلق بشأن مصيرنا الأبدي (رومية 8: 26، 27، 34؛ تيموثاؤس الأولى 2: 5، 6؛ العبرانيين 7: 25؛ 9: 24؛ يوحنا الأولى 2: 1). “اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ” (يوحنا 3: 36، 16؛ 5: 24؛ 14: 1-3؛ 1: 10-13)؛ “لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ” (يوحنا الأولى 4: 18؛ 5: 9-12؛ لوقا 12: 32؛ عبرانيين 7: 25 ؛ تسالونيكي الأولى 5: 9-10). هو الله معنا والله لنا إلى الأبد. لقد أنعم السيد المسيح بالسلام على المؤمنين به قائلا: “سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ” (يوحنا 14: 27). “فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (رومية 5: 1).
لا يوجد في الإسلام مبدأ المحبة التي تضحي. يُعلم الإسلام أنه إذا ارتكب مسلم خطيئة عظيمة (عبادة إله آخر، إنكار المعتقدات الأساسية للإسلام، إهانة محمد، قتل مسلمين، الخ)، قد يغفر أو لا يغفر له الإله الإسلامي عند توبته. إذ أنه عشوائي في غفرانه (المائدة 5: 18). في يوم الدينونة، سوف يكتشف إذا كان قد حصل على الغفران أم لا. من ناحية أخرى، إذا ارتكب خطيئة صغيرة (إهمال صلاة، كذب، كسر صوم رمضان، الخ)، يمكنه كسب الغفران بأعمال صالحة أو بالحج.
من المأمول أن يحصل المسلم على خلاصه بأعماله الصالحة (آل عمران 3: 31). أمل المسلم الوحيد أن تزيد حسناته على سيئاته وترجح كفة ميزان الدينونة لصالحه: “وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ” (الأعراف 7: 8-9؛ البقرة 2: 277). كما ناقشنا سابقا، الصالحات لا تزيل السيئات. في وقت لاحق في تبشيره عندما بدأ يرسل الحملات العسكرية من المدينة، ادعى محمد انه تلقى وحيا عن وسيلة مضمونة لكسب غفران ربه ورضاه وذلك بالقتال والموت في الجهاد الإسلامي (آل عمران 3: 195، 157-158؛ الصف 61: 10-13؛ النساء 4: 74 ؛ البخاري، الجهاد والسير 48.52.4، 46). من المعتقد أن المسلم الذي يموت في الجهاد الإسلامي، يذهب مباشرة الى الجنة الإسلامية دون الانتظار في قبره ليوم الدينونة. الذي يكافأ بالجنة الإسلامية بدون دينونة هو المسلم الجهادي الذي يقتل الآخرين من أجل قضية الإسلام، وليس فاعل الصالحات.
لا يوجد أي ضمان للخلاص في الإسلام بالنسبة للمسلمين الذين لا يشاركون ويُقتلون في الجهاد الإسلامي. إعتمد محمد على أعماله، وعلى رحمة إلهه المرجوة لكسب الجنة. لكن، يسر الإله الإسلامي أن يرسل الناس الى الجحيم عشوائيا (ابراهيم 14: 4)، وهو متقلب في غفرانه (البقرة 2: 284؛ المائدة 5: 18). انه لا يمكن الوثوق به. لذلك، كان محمد نفسه قلقا على مصيره الأبدي وأعرب عن شكوكه وقلقه عما إذا كان سيقبله إلهه عندما قال: “… وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ…” (الأحقاف 46: 9؛ البخاري، مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ 266.58.5؛ الْجَنَائِزِ 334.23.2؛ التَّعْبِيرِ 145.87.9). في الواقع، طلب محمد من المسلمين الصلاة من اجل خلاص نفسه في الأبدية (الأحزاب 33: 56). في الصلوات الإسلامية الخمس اليومية، واحدة من الصلوات الختامية في كثير من الأحيان تقول: “يا الله! إرحم محمد وذريته، كما رحمت إبراهيم وذريته.” إذا كان محمد في سلام في الفردوس ما احتاج إلى صلاة أحد؟
قال عمر إبن الخطاب، أحد الخلفاء الراشدين، قبل موته: “. . .إذا إمتلكت كل الشرق والغرب، لأتخلى عنهما بكل سرور كي أنجو من هذا الإرهاب الفظيع الذي يحيق بي.” ولقد عانى أبو بكر، أول الخلفاء الراشدين، من نفس القلق والألم على فراش موته. بكي عمرو بن العاص على فراش موته قلقا على مصيره الأبدي. في الواقع، باستثناء الشهداء الذين يموتوا مقاتلين في سبيل الإسلام في الجهاد (التوبة 9: 111؛ الصف 61: 4، 10-13)، سيقضي جميع المسلمين بعض الوقت في جهنم (مريم 19: 71). الجحيم هو مصير مرعب حقا. لكن نار جحيم الشعور بالذنب في هذه الحياة بسبب عدم وجود ضمان لغفران الخطايا في الوقت الحاضر تعذب الإنسان بشدة. هذا يثبت القول الشائع بأن “الإسلام قاحل مجدب مثل الصحراء التي ولدته.” الرسالة النهائية للإسلام ليست رسالة خلاص وحياة جديدة، إنما هي رسالة يأس.
لا يكرر الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل، إلخ) كثيرا ذكر عذاب الجحيم. أما القرآن، الذي يماثل في الحجم العهد الجديد (الإنجيل، إلخ)، فيذكر كلمة “جهنم” سبعة وتسعين مرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يصف الجحيم دون استخدام كلمة “جهنم” مرات أخري كثيرة. يقدر العلماء أن القرآن يذكر تهديد جهنم، في المتوسط، كل 7.9 آيات (783 آيات من مجموع 6151 آيات).
مخاوف محمد وقلقه بشأن خلاصه الأبدي يشكك كثيرا في إدعاءاته بالنبوة. كان الضمان الوحيد المؤكد لدى محمد من إلهه هو انه سيموت (الزمر 39: 30-31) وسيمر عبر الجحيم (مريم 19: 68-72). ليس هناك طمأنينة للمسلمين. إذا كان نبي الإسلام وأعظم المسلمون، أبو بكر وعمر إبن الخطاب، خائفين وقلقين بالنسبة لخلاص نفوسهم ومصيرهم الأبدي، فكم من شأن المسلم العادي؟
لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس والقرآن تحض المؤمنين على الصلاة من اجل خلاص أي من أنبياء ورسل الكتاب المقدس الحقيقيين بعد موته. جميع الأنبياء والرسل الحقيقيين للإله الحي لم يشكّوا في خلاصهم. عند موته على الصليب، غفر السيد المسيح للمجرم التائب الذي كان مصلوبا على يمينه قائلا له: “…ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ” (لوقا 23 : 43). علم السيد المسيح يقينا أنه ذاهب إلى الفردوس. لذلك لم يخشى الموت. كانت آخر كلمات قالها على الصليب قبل ان يُطلق روحه: “… يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي…”(لوقا 23: 46). يعطي الكتاب المقدس تأكيدات بأن جميع المؤمنين الحقيقيين، بما في ذلك أنبياء الله ورسله الحقيقيين، سيذهبون إلى الفردوس السماوي في حضرة الله بعد وفاتهم مباشرة (كورنثوس الثانية 5: 1-10؛ فيلبي 1: 21، 23؛ تيموثاوس الثانية 4: 6-8؛ عبرانيين 12: 22-24؛ رؤيا 6: 9-11؛ 7: 9-17؛ إلخ). يعد السيد المسيح المؤمنين به قائلا: “لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ… أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” (يوحنا 14: 1-4، 6).
يعلن الإسلام أن إلهه هو أصل ومصدر الخير والشر على حد سواء. تناقش هذه الصفحة العقيدة الإسلامية بالتسيير المطلق، وتشرح العقيدة المسيحية بخصوص هذا الموضوع الهام.
يقود الإله الإسلامي من يشاء إلى الصلاح وإلى الضلال. ملء الجحيم هو أحد أهدافه. تناقش هذه الصفحة موقف الإله الإسلامي تجاه الخطاة، وتشرح الموقف المسيحي منهم.
( أ ) التعاليم الإسلامية
يعلن الإسلام عقيدة “عذاب القبر.” من المعتقد أن روح المسلم تعود إلى جثته بعد دفنها في القبر. يدعي الإسلام أن المسلم الميت يدرك مشاعر جسدية. بعد الدفن، يحكم اثنين من الملائكة على النفس. بعد ذلك تُمنح إما الجنة أو عذاب القبر. هذا العذاب يشمل تحطيم الجثة بمطرقة ضخمة من الحديد حتى تتحول إلى غبار. ولكن يعيد تجميعها الإله الإسلامي، فتُضرب مرارا وتكرارا. ثم يضيق القبر حول الجثة، حتى تتحطم عظامها. ثم تأكل أفعى القبر (أو 70-99 تنينا) لحم الجثة. ولكن يعود الجسد ويُؤكل مرارا وتكرارا. أعلن محمد أن من أعظم الذنوب التي تسبب عذاب القبر هو عدم تنظيف الشخص لنفسه بعد التبول. الطريقة الوحيدة المؤكدة لتجنب عذاب القبر هي الإستشهاد في الجهاد الإسلامي (البخاري، الجهاد والسير 72.52.4، 73). خاف محمد من عذاب القبر، واعتاد أن يصلي حتى يُنقذ منه (البخاري، الجنائز 454.23.2؛ الكسوف 164.18.2).
هذه العقيدة الإسلامية لا تتناول ما يحدث للجثة التي دمرتها النار أو التهمتها حيوانات الأرض أو البحر؟ تثبت الأدلة المادية أن عذاب القبر هو مجرد خيال ووهم لأن الجثث، التي اُستخرجت من القبور، وُجدت سليمة. عظامها ليست مكسورة ومسحوقة، وحجم القبر لا يتغير.
يؤمن الإسلام بأن السيد المسيح سيجئ إلى الأرض في آخر الدهر ليدين الأحياء والأموات (البخاري، أحاديث الأنبياء 657.55.4). يعتقد الإسلام أن كل مسلم، شرير أو صالح على حد سواء، يذهب أولا إلى جهنم بعد موته (مريم 19: 70-72). الطريق إلى الفردوس الإسلامي يمر بأبواب الجحيم؟ في وصف الدينونة النهائية، يقدم الإسلام صورتين: الميزان والجسر.
1. ميزان الدينونة يزن الأعمال الصالحة للمسلم ضد أعماله الشريرة. أولئك الذين تفوق أعمالهم الصالحة أعمالهم السيئة سيذهبون إلى الجنة. سوف يذهب الآخرون الى الجحيم. “وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ” (الأعراف 7: 8-9؛ البقرة 2: 277؛ الأنبياء 21: 47؛ القارعة 101: 6-11؛ هود 11: 114؛ المؤمنون 23: 102-103). ماذا يحدث إذا تساوت الأعمال الصالحة بالأعمال السيئة؟ لا يجيب الإسلام على هذا السؤال؟ لم يعط إله الإسلام تعليمات واضحة بخصوص نظام تقييم ووزن الأعمال الصالحة والسيئة. لذلك، لا يعلم أحد إذا كانت أعماله الصالحة كافية؟ مبدأ ميزان الدينونة يشجع، ويؤدي إلى، انتشار الشر والفساد. إذ قد يرتكب شخص عملا شريرا، ثم يفعل عملا صالحا حتى يُرجح ميزان الدينونة نحو الصلاح. حتى المجرمون المحترفون وأمهاتهم يشعرون أن أعمالهم الصالحة تفوق أعمالهم الشريرة. في نهاية المطاف، تتدفق الشرور، وتندر الصالحات.
مفهوم ميزان الدينونة غير صحيح، لأن العمل الصالح، بدون خلاص النفس، هو شيء سطحي خارجي لا يؤدي إلى تحول داخلي وتنقية للطبيعة البشرية الساقطة. الأعمال الصالحة لا تغطي ولا تلغي الأعمال السيئة تماما مثلما لا يمكن أن يزيل عمل صالح ذنب القاتل. أعمال صالحة عديدة مختلطة بأعمال سيئة مثل عجة البيض التي تحتوي على بيض جيد وبيض فاسد. لا يمكن لأحد أن يأكل هذه العجة. كما أنه لا يمكن لأحد قبول كأس ماء إذا أُضيفت إليه قطرة حبر. الحسنات لا تعوض عن السيئات. الحسنات لا تمحو السيئات لا في القوانين البشرية ولا في قوانين الله. لا يمكن للإنسان أن يلغي خطايا ارتكبها في الماضي. الأعمال الصالحة، في حد ذاتها، غير قادرة على عبور الهوة الهائلة التي تفصل البشرية الساقطة من الإله القدوس. وبالتالي، فإنها لا يمكنها تأسيس حياة شركة بين الإنسان والله. “وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا” (إِشَعْيَاءَ 64: 6). “لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ” (غلاطية 2: 21).
عقيدة ميزان الدينونة يمكن عزوها الى كتاب هرطقي يدعى “عهد ابراهيم” كُتب قبل وقت محمد بحوالي 800 سنة، وإلى “كتاب الموتى” الذي أُكتشف في مقابر الفراعنة بمصر.
2. تستند فكرة الجسر على الصفت 37: 23-24؛ ويس 36: 66 (البخاري، صفة الصلاة 770.12.1؛ التوحيد 532.93.9). هذه هي المرحلة الأخيرة في الدينونة. يجب على جميع المسلمين أن يأتوا في النهاية إلى جسر رفيع مثل شعرة عبر نار جهنم. سوف يعبره الصالحون بسرعة وأمان. لكن أولئك الذين لا تتفق أعمالهم مع مستوى إله الإسلام يتعثروا ويقعوا في لهيب جهنم تحتهم. تنبع هذه الفكرة من أصل زرداشي فارسي يدعى “شينافاد” بمعنى “حلقة الوصل” التي توصل الأرض والجنة.
لا يكرر الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل، إلخ) كثيرا ذكر عذاب الجحيم. أما القرآن، الذي يماثل في الحجم العهد الجديد (الإنجيل، إلخ)، فيذكر كلمة “جهنم” سبعة وتسعين مرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يصف الجحيم دون استخدام كلمة “جهنم” مرات أخري كثيرة. يقدر العلماء أن القرآن يذكر تهديد جهنم، في المتوسط، كل 7.9 آيات (783 آيات من مجموع 6151 آيات).
على الرغم من ذكر بعض الهبات الروحية باختصار (مثل السلام (يس 36: 58؛ مريم 19: 62)، الرضوان (التوبة 9: 72))، الجنة الإسلامية هي أساسا جنة مادية جسدية (النساء 57: 4؛ الحج 22: 23؛ مريم 19: 22؛ الزخرف 43: 71؛ الدخان 44: 51-56؛ الدهر 76: 5، 21؛ المطففين 83: 25). تثير وترضي الغرائز البشرية الدنيئة. انها تضفي الشرعية على الملذات الجسدية الناتجة من شراهة الطعام والشراب وتعدد الزوجات. تحتوي الجنة الإسلامية على الحوريات اللائي خلقهن إله الإسلام كأدوات للمتعة الشهوانية لإرضاء المسلمين الذين يخشونه (الدخان 44: 51-54؛ الرحمن 55: 72؛ الواقعة 56: 22، 35-37؛ البقرة 2: 25؛ النساء 4: 57). الحوريات البكر مثل الياقوت (الصافات 37: 49؛ الرحمن 55: 56-58). يستعدن عذريتهن بعد الجماع. كما توفر الجنة الإسلامية الكواعب (النبأ 78: 33)، وهن شابات فاتنات (الواقعة 56: 23؛ الرحمن 55: 58). بالإضافة إلى صحبة الإناث، بالجنة الإسلامية غلمان في نضارة دائمة (الطور 52: 24؛ الواقعة 56: 17؛ الإنسان 76: 19) وُهبوا شبابا أبديا. جنة القرآن تشير إلى سلوك جنسي غير أخلاقي منحرف، الإنغماس في الشهوانية الجنسية الزائدة، الخمر المفرط (محمد 47: 15)، الخدم، الخ.
ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن الأشياء التي ينتقدها الاسلاميون ويقولون أنها خطايا الغرب الشيطانية هي أساس الجنة الإسلامية. الجنة الإسلامية هي فقط لمكافأة الرجل. يتم تجاهل المرأة المسلمة تماما؟ المرأة المسلمة مظلومة حتى في الجنة الإسلامية. ليس لديها أي تأكيدات للحصول حتى على رجل واحد؟ مرة أخرى، يتم استغلالها على الدوام لإرضاء ومتعة الرجل. الغرض من وجود العذارى في الجنة الإسلامية هو فقط إشباع الشهوات الجنسية للرجال المسلمين (البقرة 2: 25؛ الصافات 37: 39-49؛ الدخان 44: 51-59؛ محمد 47: 15؛ الطور 52: 17-24؛ الواقعة 56: 12-39؛ الرحمن 55: 54-59، 70-77؛ النباء 78: 31-34). ادعى محمد ان كل مسلم سيُعطى 72 حوريات ومقدرة جنسية مساوية لمئة رجل عند دخوله الجنة الإسلامية. من الواضح أن هناك سوق للجنس في الجنة الإسلامية مما يجعلها تبدو وكأنها بيت دعارة إسلامية يعج بالعاهرات. الجنة الإسلامية ليست إختبارا للحرية والإنطلاق الروحي. يعيش فيها المسلم في عبودية شراهة الطعام والشراب، وشهوة الجنس. تنبع هذه التعاليم الإسلامية من مصادر زرداشية وهندوسية. في الواقع ، كلمة “حوري” مُشتقة من مصدر فارسي.
من الواضح أن الجنة الإسلامية الشهوانية الخيالية، التي ليست سوى سراب صحراء، قد اخترعها محمد وأتباعه من أجل تحفيز البدو الأميين على القتال والموت لتوسيع الإمبراطورية العربية. إنها تعطيهم سببا للموت.
علم السيد المسيح قائلا: “ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَﭐلْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً” (يوحنا 8: 34-36).
تؤكد نبوات الكتاب المقدس بشأن الدينونة النهائية بشكل قاطع أن “إِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ” (رؤيا 20: 10).
يعلمنا الكتاب المقدس أن روح الإنسان خالدة بنعمة الله (متى 22: 32؛ لوقا 20: 38). الموت الجسدي هو خروج الروح من الجسد (كورنثوس الثانية 5: 1-4؛ بطرس الثانية 1: 14؛ فيلبي 1: 23؛ تيموثاؤس الثانية 4: 6). يميز الكتاب المقدس بين حالتين للنفس البشرية بعد الموت الجسدي: حالتها بعد الموت مباشرة، وحالتها بعد الدينونة العامة النهائية. بعد الموت مباشرة، تحدث دينونة خاصة لكل شخص، تبدأ بعدها المرحلة المتوسطة للنفس البشرية التي بدون جسد: إما في النعيم الروحي مع الملائكة والقديسين المنتقلين في حضرة السيد المسيح المباشرة (لوقا 23: 43؛ 16: 22-23)، أو في عذاب وظلام منفصلة عن الله. عند هذه النقطة، يتحدد مصير الشخص الذي مات إلى الأبد ولا يمكن تغييره (لوقا 16: 19-31). ومع ذلك، فإن الشخص لا يحصل على المكافأة أو العقاب الأبدي بالكامل حتى بعد القيامة والدينونة العامة.
المجيء الثاني للسيد المسيح سيكون في قوة ومجد (متى 24: 30؛ لوقا 21: 27). هو أهم حدث في مستقبل تاريخ البشرية. فإنه يدل على الإنتصار النهائي للعدالة والحياة على الشر والموت. في الواقع، علماء الإسلام يُجمعون على الاعتقاد بأن المسيح على قيد الحياة جسديا في الوقت الحاضر في السماء، وسيعود إلى الأرض. ما يقرب من سبعين حديثا يدعموا عقيدة عودة المسيح إلى الأرض في الأيام الأخيرة لهذا الدهر. الله وحده يعلم وقت المجيء الثاني (متى 24: 36؛ أعمال الرسل 1: 7). وسوف يسبقه ظهور صليب هائل من النور للسيد المسيح المعطي الحياة يملأ السماء (متى 24: 27، 30-31؛ مرقس 13: 26-27؛ لوقا 21: 27). في مجيئه الأول، جاء السيد المسيح في بساطة وتواضع ليفدي، ويخلص، ويشفي، ويجدد روح الإنسان (يوحنا 3: 17؛ متى 20: 28). في مجيئه الثاني، سوف يأتي في قوة ومجد مع حشود من الملائكة والقديسين ليدين الأحياء والأموات، بما في ذلك محمد نبي الإسلام، في الدينونة العامة النهائية (متى 13: 41-43؛ 16: 27؛ 25: 31-46؛ يوحنا 5: 22، 28-29؛ أعمال الرسل 10: 42؛ 17: 31؛ رؤيا 19: 11-16؛ 22: 12). ستحدث الدينونة العامة بعد قيامة الأموات مباشرة (يوحنا 5: 28-29)، حيث تتحد النفس بجسد القيامة إلى الأبد.
هناك مستويات مختلفة من المكافآت والعقوبات بحسب الحالة الأخلاقية لكل شخص عند موته. ألئك الذين ماتوا في المسيح والمسيحيون الأحياء في المسيح عند مجيئه الثاني سوف يهبهم أجسادا روحية مضيئة ليست معرضة للفساد والموت “حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ…” (متى 13: 43؛ كورنثوس الأولى 15: 35-50؛ فيلبي 3: 20-21؛ يُوحَنَّا الأُولَى 3: 1-3). سوف يعيشوا في نعيم روحي أبدي في سماء جديدة (رؤيا 21: 1-4؛ بطرس الثانية 3: 13). “…مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ” (كورنثوس الأولى 2: 9). سيكونوا في حالة تقديس وفي حياة شركة وثيقة متواصلة مع الإله الحي في ملكوته الأبدي (دانيال 2: 44؛ 7: 13-14؛ تَسَالُونِيكِي الأُولَى 4: 17). لن يتوقف نموهم الروحي نحو الله اللانهائي إلى الأبد. النعيم الأبدي هو نعيم روحي في الحضرة الإلهية في مستوى أفضل وأعلى من الوجود. إنه يتألف من الخلاص من الألم، والحزن، والفساد، إلخ؛ ورؤية الله في جلاله وبهائه، ولقاء نفوس الصالحين الأخرى. إنه لن يكون وجود مادي جسدي شهواني يتركز على شراهة الطعام، وتعدد الزوجات، والملذات الحسية. إله الكتاب المقدس يدين ويمقت هذا الغلو والإفراط، “لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ” (رومية 14: 17؛ حبقوق 1: 13).
علم السيد المسيح أنه لا يوجد زواج في جنة الكتاب المقدس: “لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ” (متى 22: 30؛ لوقا 20: 35-36). هذا يعني أنه لا وجود للشهوة الجنسية في الأبدية.
الجحيم الأبدي هو حالة العذاب للأشرار وللشياطين. يُمثل رمزيا بالنار والديدان التي لا تموت أبدا (مرقس 9: 43-48؛ تسالونيكي الثانية 1: 8؛ رؤيا 21: 8)، حيث يكون هناك البكاء وصرير الأسنان (متى 8: 12). ويسمى بحيرة النار (رؤيا 19: 20). أقسى عذاب أبدي هو الحرمان من مجد الله وملكوته الأبدي، والانفصال الأبدي عن رؤية الله في الظلمة الخارجية. فقط في الله، خالقها، يمكن للنفس البشرية العثور على راحتها الأبدية واستنارتها. لذلك يسمى الجحيم الأبدي الموت الثاني (رؤيا 20: 14).
الإسلام ليس دين سلام. إنه الدين الوحيد في العالم اليوم الذي يدعو إلى العنف ضد غير المسلمين، ويسميه “الجهاد” (الحرب المقدسة). آيات كثيرة في القرآن تحث المسلمين على شن الجهاد ضد أولئك الذين يرفضون الإسلام، وضد المسلمين الذين لا يمارسون الإسلام بالكامل. يحتوي القرآن على سورة كاملة عن غنائم الحرب تدعى سورة الأنفال #8. ليس هناك شك من السجل التاريخي لمحمد، نبي الإسلام، وأتباعه أنه قد قصد المفهوم الحرفي لآيات الجهاد في القرآن، وليس المفهوم الروحي (النساء 4: 95؛ الأنفال 8 : 65؛ الخ). لا يوجد بالقرآن سورة تسمى سورة “السلام”. ست وخمسون آية فقط في القرآن بأكمله تذكر السلام، ومعظمها تذكره في سياق التحية الإسلامية “السلام عليكم.” آيات أخرى تتحدث عن السلام الذي يحدث بعد معركة عسكرية. يركز القرآن كثيرا على موضوعي الجهاد وعذاب جهنم.
تظهر كلمة “الجهاد” في أشكالها المختلفة خمس وثلاثون مرة في القرآن: تسع مرات في السور المكية، وست وعشرون مرة في السور المدنية. يظهر فعل “قتل” في تصريفاته المختلفة حوالي مائة وثلاثة وعشرون مرة في القرآن: أربع وثلاثون مرة في السور المكية، وتسع وثمانون مرة في السور المدنية. زيادة هذه الكلمات في القرآن المدني يعكس نمو القوة العسكرية لنبي الإسلام بعد هجرته إلى المدينة. قليل من استخدام هذه الكلمات في سياق غير عسكري. تُستخدم كل من هاتين الكلمتين عشر مرات في سياق الحرب في سورة التوبة القرآنية، التي يُعتقد أنها كانت من أواخر سور القرآن. في الواقع، كل من آياتي التوبة 111 والنساء 74 تحتوي على ثلاثة كلمات من تصريفات الفعل “قتل”: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ … ” (التوبة 9: 111)؟
على النقيض من ذلك، فإن الكتاب المقدس يحتوي على 420 آية عن موضوع السلام. سعى الإنسان إلى السلام منذ العصور القديمة (إشعياء 52: 7). السلام الداخلي العميق هو هدية من الله الحي للنفس البشرية. لا يستطيع الإنسان أن يحقق السلام لنفسه. “وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (فيليبي 4: 7)؛ “وَرَبُّ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُعْطِيكُمُ السَّلاَمَ دَائِماً مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. الرَّبُّ مَعَ جَمِيعِكُمْ” (تسالونيكي الثانية 3: 16؛ يعقوب 3: 17-18)؛ “لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ” (إشعياء 48: 22؛ 57: 20-21؛ 59: 1-4، 7-11؛ إلخ).
يحث الإسلام المسلمين إلى نشر الإسلام بإخضاع وقهر غير المسلمين. تؤيد وتشجع التعاليم الإسلامية أعمال العنف للمسلمين المتعصبين. قال محمد: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله” (البخاري، الجهاد والسير 196.52.4، 496؛ الإيمان 25.2.1؛ 392.8.1؛ إلخ). الجهاد هو واجب ديني للمسلم، مثل الحج. رفض الجهاد هو رفض عقيدة قرآنية أساسية. يحتل المجاهدون رتبة رفيعة في الإسلام. تكثر في القرآن الدعوة إلى الجهاد وإلى قتل الكفار الذين يرفضون الإسلام والمرتدين الذين يتركون الإسلام: البقرة 2: 193، 216، 244؛ النساء 4: 47، 76؛ المائدة 5: 33، 51؛ الأنفال 8: 12-17، 39، 59-60، 65، 67؛ التوبة 9: 5، 12، 14، 20، 29، 36، 41، 73، 81، 86، 88، 111، 123؛ محمد 47: 4-6؛ الفتح 48: 16؛ الممتحنة 60: 1؛ إلخ. الدعوة إلى الجهاد مفتوحة وعالمية.
يقسم الإسلام البشرية إلى طبقتين: طبقة عليا من المسلمين (آل عمران 3: 110؛ التوبة 9: 33)، وطبقة وضيعة من غير المسلمين. يجرد القرآن غير المسلمين من إنسانيتهم ويحتقرهم ويدعوهم “… شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ…” (الأنفال 8: 55)، و”… شَرُّ الْبَرِيَّةِ” (البينة 98: 6؛ المجادلة 58: 20). ويدّعي أن اليهود قد تحولوا إلى قردة (البقرة 2: 65؛ الأعراف 7: 166)، واليهود والمسيحيين إلى خنازير (المائدة 5 : 59-60). إله الإسلام سوف يبيدهم (التوبة 9: 30). ويشبه اليهود بالحمير (ألجمعة 62: 5). كما يقول أن اليهود ملعونون بسبب عدم إيمانهم (المائدة 5: 78، 64). ولقد ادعى محمد أن المسلمين سوف يبيدوا اليهود عند نهاية العالم (البخاري، الجهاد والسير 177.52.4).
يأمر القرآن المسلمين أن يتجنبوا الصداقات مع غير المسلمين، بما في ذلك المسيحيين واليهود (آل عمران 3: 28، 118؛ النساء 4: 89، 101، 144؛ المائدة 5: 51، 82)، حتى لو كانوا آبائهم أوأبنائهم أوإخوتهم أو أقربائهم (التوبة 9: 23، 114؛ المجادلة 58 : 22). أبو عبيدة ابن جاره، الذي حاز مديح نبي الأسلام، قتل أبيه لرفضه الإسلام. مُصعب ابن عُمير لم يلبي صراخ أمه طالبة المساعدة وتركها تموت لأنها رفضت الإسلام. أخبر أبو بكر، أول الخلفاء الراشدين، أبيه انه انتوى قتله إذا رفض الإسلام، وحاول أن يقتل ابنه الغير مسلم. قتل عمر ابن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، أقاربه الغير مسلمين.
في حين أن الحروب هي الاستثناء من القاعدة في تاريخ أي حضارة، هي العرف السائد في الحضارة الإسلامية في دار الحرب (البلاد الغير إسلامية). الجهاد هو مبدأ أساسي إسلامي، وليس مجرد حدث في التاريخ الإسلامي. التاريخ الطويل الدامي للإسلام يعكس هذه التعاليم. فهو يعج بمضايقات مستمرة واضطهادات وقهر وقتل الغير مسلمين. لقد كانت جميع معارك محمد هجومية عدوانية باستثناء معارك الأحود (625 م) والخندق (627 م) التي كانت دفاعية. كان محمد مسئولا عن مذبحة قبيلة بني قريظة، آخر قبيلة يهودية في المدينة، في 627 م. قُطعت رؤوس كل رجال القبيلة (800-900 رجلا) بدون قتال (سورة الأحزاب 33: 26). أثناء مكوث محمد في المدينة، قام أتباعه المسلمين بخمس وسبعين غارات وحملات عسكرية.
يضمن الإسلام أن المجاهد، الذي يُقتل في الجهاد الإسلامي من أجل إله محمد، سيُكافأ بالجنة الإسلامية التي تعج بالطعام والشراب والنساء، وسيتجنب عذاب القبر والجحيم (الصف 61: 10-13؛ الدخان 44: 51-56؛ الطور 52: 17-29؛ الرحمن 55: 46-78؛ التوبة 9: 111؛ آل عمران 3: 157-8، 169؛ النساء 4: 74؛ الفاطر 35: 50؛ محمد 47: 6؛ إلخ). لقد قال محمد: “واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف” (البخاري، الجهاد والسير 73.52.4، 72، 46، 48، 53؛ فرض الخمس 386.53.4). وعد محمد بهذه المكافآت الوهمية، التي ليست إلا سراب صحراء، من أجل تحفيز مقاتليه. ما استطاع أن يعطيهم سببا للحياة، فأعطاهم سببا للموت.
من ناحية أخرى، إذا عاش المجاهد بعد القتال، فإنه يحصل على نصيبه من غنائم الحرب التي تشمل ثروة ونساء (الأنفال 8: 41، 60). بالإضافة إلى ذلك، يحصل على مغفرة خطاياه (الصف 61: 11-12)، ومحبة الإله الإسلامي (النساء 4: 95؛ الأنفال 8: 16). وفقا للعقيدة الإسلامية، الإستشهاد في الجهاد الاسلامي هو الوسيلة الوحيدة المؤكدة التي تُجنب المسلم عذاب القبر والجحيم المروع، وتضمن وصوله الى الجنة الإسلامية. في الواقع، عند موت مسلم في الجهاد، لا يتم غسل جثته وإلباسها ملابس نظيفة. توضع في تابوته تماما كما مات. بقع الدم عليها هي الشاهد له أمام إله الإسلام. الإعتقاد الشائع أنها علامة شرف تؤدي إلى أن تعامله الملائكة بطريقة متميزة خاصة.
لقد نجح محمد في تخدير وإزالة حساسية ضمير أتباعه بادعائه أن سلطة إلهية وهمية باركت وشجعت الفظائع التي ارتكبوها، وبوعده بجنةجسدية وهمية كمكافأة. لذلك، قام أتباعه بالقتل والتشويه واغتصاب النساء والنهب بدون الاستجابة لاستغاثة ضحاياهم، وبدون الشعور بالأسف والندم، وبدون الشعور بالخجل وبالذنب لجرائمهم. كتب باسكال، الفيلسوف وعالم الرياضة الفرنسي: “لا يفعل الرجال تمام الشر بابتهاج إلا عندما يفعلونه عن اعتقاد ديني.” وقال اللورد أكتون، وهو مؤرخ مشهور في القرن التاسع عشر، “السلطة تميل إلى الفساد، والسلطة المطلقة تُفسد تماما.”
على الرغم من أن محمد أعلن في سورة البقرة 2: 256 أنه لا يوجد إكراه في الدين، فقد ألغى ونسخ هذا المبدأ في البقرة 2: 193؛ آل عمران 3: 83، 85؛ النساء 4: 89، 101- 102؛ الأنفال 8: 9، 12-13؛ التوبة 9: 5، 29؛ محمد 47: 4؛ الحشر 59: 7. في الواقع، آية السيف (التوبة 9: 5) التي تأمر المسلمين أن يقاتلوا جميع الذين رفضوا اعتناق الإسلام، سواء كانوا داخل أو خارج الجزيرة العربية، قد نسخت وألغت ما لا يقل عن 124 آية في القرآن تتحدث عن المحبة والسلام والتسامح. مارس محمد وحث على الاضطهاد والغزو العسكري والقهر والإكراه وقتل غير المسلمين. بينما يمنع الإسلام المسلمين من دفع أو تحصيل الفائدة، يسمح لهم بابتزاز الأموال من غير المسلمين واستغلالهم بالربا لتكون لهم اليد العليا.
في نهاية حياته، أعلن محمد قائلا: “… ونُصرت بالرعب فبينما أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي …” (البخاري، الجهاد والسير 220.52.4). على فراش موته، طلب من أنصاره أن يُخرجوا الذين رفضوا الإسلام من الجزيرة العربية (البخاري، الجهاد والسير 288.52.4؛ المغازي 716.59.5؛ فرض الخمس 392.53.4، 380). بدأ العملية (مسلم، الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ 4366.19)، وأتمها أتباعه بعده. في الواقع، وحتى يومنا هذا، من غير القانوني بناء كنيسة في السعودية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشرطة الدينية تغير على أي منزل يجتمع فيه المسيحيون للعبادة، ويلقوا القبض على رئيس الخدمة ويعذبوه في السجن.
على النقيض من مبدأ الجهاد الإسلامي، يدين إله الكتاب المقدس العنف الظالم المستبد، قائلا: “فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَماً” (إشعياء 1: 15؛ المَزَامير 5: 6). أوصى السيد المسيح تلاميذه أن يبشروا بالإنجيل سلميا: “وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. إشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا” (متى 10: 7-8؛ 28: 18-20، مرقس 16: 20). التبشير بإنجيل السيد المسيح يتضمن القيام بأعمال الخير والرحمة كما فعل السيد المسيح. يريد المسيحيون التبشير بالإنجيل بدافع محبتهم لإلههم ولجيرانهم.
من المهم توضيح الفارق الكبير بين انتشار المسيحية في القرون الثلاثة الأولى من العصر المسيحي، وعملية الأسلمة تحت ضغوط طوال التاريخ الإسلامي. على عكس الإسلام، لم تعتمد المسيحية في قرونها الأولى على قوة دولة أرضية لنشرها بالتوسع المسلح. رفض السيد المسيح أن يُتوج ملكا على مملكة أرضية (يوحنا 6: 15؛ 18: 36). هو لم يتجسد لاقامة امبراطورية دنيوية في هذا العصر، ولكن لتأسيس مملكة الله الروحية، التي هي بداية الخليقة الجديدة. اعتنق الناس المسيحية عن اقتناع واعتقاد راسخ والتزام ومحبتهم للسيد المسيح. لم يرسل السيد المسيح وتلاميذه من بعده الجيوش الغازية للقهر، والسيادة، والضغط على الناس ليعتنقوا المسيحية. بدلا من ذلك، بعث المبشرين للتبشير بإنجيله في سلام وبدون سلاح.
في القرون الثلاثة الأولى للمسيحية، إنتشرت المسيحية بالتبشير بالانجيل وبالمعجزات المدعمة، وفقا لتعاليم وأعمال السيد المسيح على الأرض. يدعي بعض الإسلاميين بأن متى 10: 34-35 ولوقا 22: 36، 38 قد تشير إلى الحرب المقدسة. هذا فهم خاطئ لهذه الآيات. متى 10 : 34-35 يتحدث مجازيا عن إنقسامات ومجادلات ناجمة عن خلافات حول رسالة السيد المسيح. قد تؤدي هذه الخلافات الى تهديدات للذين اختاروا أن يتبعوه. لوقا 22: 36، 38 يشير إلى خنجر أو سيف قصير إستخدمه المسافرون لحماية أنفسهم من قطاع الطرق والحيوانات البرية. في الواقع، في ليلة القبض عليه، عندما ضرب بطرس عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه، أجاب السيد المسيح قائلا: “… رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟” (متى 26: 52-54).
عندما تعرض السيد المسيح للتهديد، لم يقاوم بأسلحة. لكنه ببساطة ابتعد عن مصدر التهديد (يوحنا 7: 1؛ 8: 59؛ متى 12: 14-15؛ لوقا 4: 28-30). وقد أوصى تلاميذه أن يحذوا حذوه إذا تعرضوا لتهديد (متى 10: 23). وتبعوا تعاليمه (أعمال الرسل 8: 1، 4؛ 9: 28-30؛ 13: 50-51؛ 14: 5-7). رفض السيد المسيح معاقبة الناس الذين رفضوه (لوقا 9: 55-56). وتنبأ عن اضطهاد المسيحيين قائلا: “سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ” (يوحنا 16: 2؛ رؤيا 12: 7، 8، 17).
تدعو المسيحية إلى العيش في سلام مع الجميع (رومية 12: 18؛ بطرس الأولى 3: 8-12). وتحظر العنف إلا إذا كان ضروريا جدا للدفاع عن النفس. في الواقع، علم السيد المسيح أن الغضب خطيئة: “قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ” (متى 5: 21-22). بالإضافة إلى ذلك، تحظر المسيحية الانتقام: “لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ” (رومية 12: 19-21).
كما أوصى السيد المسيح قائلا: “سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ” (متى 5: 43-48).
تاريخيا، تقررت نقط التحول الحاسمة في العلاقات المسيحية-الإسلامية في ساحة المعركة بالقوة العسكرية: الغزو العربي الإسلامي للقدس في عام 638م، ومصر في عام 640م، والغزو العثماني الإسلامي للقسطنطينية في عام 1453م، والإنتصار الأوروبي على العرب المسلمين في معركة بواتييه (بالقرب من مدينة تورز في جنوب فرنسا) في عام 732 م، والانتصار الروسي على التتار المسلمين في معركة حقل كوليكوفو في عام 1380م، والانتصار الأوروبي على العثمانيين المسلمين في معركة فيينا في عام 1683م.
تناقش هذه الصفحة الحروب الاسلامية المقدسة (الجهاد)، والحروب المسيحية، وحروب العهد القديم للكتاب المقدس.
يمدح بعض الإسلاميين الشريعة الإسلامية ويدّعون أنها تعبر عن أرفع وأفضل الغايات لجميع المجتمعات. يبين التحليل التالي الموجز أسباب عدم صحة هذا الادعاء، وأن الشريعة هي عائق ضخم لتقدم الدول الإسلامية. تفرض الشريعة على المسلم طريقة مفصلة للحياة (الاجتماعية والثقافية والدينية والعسكرية والسياسية). إنها تحكم حياة المسلم من المهد إلى اللحد. الشريعة هي نظام قانوني استبدادي قامع وحشي فُرض على المسلمين بإسم الإله الإسلامي. المسلمون يعيشون في عبودية لأحكام الشريعة. في بداية عام 900 م، إتخذت الشريعة شكلها النهائي الثابت المتجمد. هي راكدة وغير قابلة للتغيير والتطور. لا يمكن تعديلها لتتفق مع تطور القيم والمعايير والاحتياجات الإنسانية. وذلك لأن الإسلاميين يعتقدون أنها موحي بها إلهيا وصالحة لكل زمان ومكان. يعتقد فقهاء الإسلام الكلاسيكيون أن الحكومة التي لا تعمل بمبادئ الشريعة هي حكومة غير شرعية. لهذا تنص دساتير العديد من الدول الإسلامية على أن الشريعة مصدر جميع التشريعات.
هناك أربع مذاهب رئيسية للفقه الإسلامي السني: المالكي والحنبلي والحنفي والشافعي. الاختلافات الجوهرية بين هذه المذاهب الأربعة للشريعة طفيفة إلا في ما يتعلق بالطقوس. بالمثل، هناك أربع مذاهب رئيسية للفقه الإسلامي الشيعي: الزيدية، الاثني-عشرية، الجعفرية، والزاهرية. لا يسمح الإسلام السني بأي تطور في الشريعة. بينما يمكن لأئمة الشيعة إعادة تفسير الشريعة الإسلامية الشيعية وتطويرها. إذا لم يكن متاحا الإتصال بأي من أئمة الشيعة الاثني عشر، يمكن أن يفسر ويطور الشريعة الشيعية خبراء الشيعة القانونيون (المجتهدون).
تدعم وتنظم قوانين الشريعة الإسلامية أساليب عدم المساواة الثلاثة الأساسية الظالمة في تاريخ البشرية بين: السيد والعبد، الرجل والمرأة، المؤمن وغير المؤمن. السلوك البغيض الذي تأمر به، أو تتغاضى عنه، القوانين الوحشية للشريعة الإسلامية يتضمن زواج الأطفال (الطلاق 65: 4)، والزواج العرفي، والقتل دفاعا عن الشرف (عمدة السالك، o2.1)، وختان الإناث، وتعدد الزوجات (النساء 4: 3)، والعنف الزوجي (النساء 4: 34)، بما في ذلك الاغتصاب الزوجي (البقرة 2: 223)، إلخ. المذهب الشافعي للشريعة يأمر بختان الإناث. إذا كانت عائلة الفتاة المسلمة تتبع المذهب الشافعي للشريعة، فيمكن أن تجبرها على إجراء عملية ختان الإناث في سن مبكرة بقطع بظرها. ختان الإناث هو عملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (أبو داود، الأدب 5251.41؛ عمدة السالك e3.4). تُمارس هذه الجريمة لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على نطاق واسع في المناطق التي يسود فيها المذهب الشافعي للشريعة، مثل اندونيسيا ومصر وجنوب الجزيرة العربية، وكردستان، والصومال وماليزيا، إلخ. الآباء والأجداد لا يُعاقبوا لقتل ذريتهم، مما يشجع على جرائم الشرف.
تؤسس الشريعة الإسلامية طبقات مميزة في الدولة الإسلامية. قوانين الشريعة الظالمة تشجع التمييز ضد المرأة، وغير المسلمين، والطبقات الأدنى. شهادة العبد، والمغنية، وشخص من الطبقة الأدنى (كناس الشوارع، إلخ) وغير المسلم ضد مسلم ليست مقبولة في محاكم الشريعة. يعتمد التعويض عن القتيل (الدية) على دين القتيل وجنسه. التعويض المدفوع عن موت أو إصابة امرأة نصف التعويض المدفوع عن الرجل، التعويض عن اليهودي أو المسيحي هو ثلث التعويض المدفوع عن المسلم، و التعويض عن الزردشي هو 1\15 التعويض المدفوع عن المسلم. تحمي الشريعة بعض القاتلين من العقاب بالإعدام: المسلم لقتله الغير مسلم، واليهودي أو المسيحي لقتله مرتد عن الإسلام (البخاري، الديات 50.83.9؛ العلم 111.3.1). تشجع الشريعة المسلمين على إساءة معاملة غير المسلمين بحمايتهم من العقاب (عمدة السالك، أحمد بن نجيب المصري، o1، o9.4، o11، إلخ).
تفرض الشريعة عقوبات غير عادية وقاسية جدا، ولا تسمح بأي مجال للمغفرة والتأهيل والإصلاح. تقضي بالموت للمرتدين، وقتل منتقدي محمد والقرآن والشريعة من المسلمين وغير المسلمين، ورجم الزناة المتزوجين حتى الموت؛ وجلد الزناة الغير متزوجين والمقامرين والذين يشربون الخمور، وقتل المصابين بالشذوذ الجنسي، وصلب أو تشويه قطاع الطرق، وقطع يد اللص، والانتقام (البقرة 2: 178)، وضرب الزوجات، الخ.
تشجع الشريعة الإسلامية العدالة الأهلية في ظل ظروف معينة، لأن المسلم ليس مطالبا فقط بطاعة قوانين الإله الإسلامي، وإنما هو أيضا مكلف بتنفيذها على الأرض دون الحاجة إلى تصريح من الحكومة. تكثر الأمثلة على ذلك: المحاولة الاسلامية في عام 1994 في مصر لاغتيال الدكتور نجيب محفوظ (مسلم معتدل) الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب لعام 1988؛ قيام إسلامي متعصب بقتل الدكتور فرج فودة، وهو مسلم ليبرالي، في عام 1992 في مصر؛ فتوى الموت لآية الله الخميني زعيم إيران ضد الكاتب سلمان رشدي الهندي لروايته عن الآيات الشيطانية للقرآن؛ قيام إسلامي متعصب في عام 2004 بقتل مخرج الفيلم الهولندي ثيو فان جوخ في أمستردام لإنتاجه فيلم قصير ينتقد إساءة معاملة النساء المسلمات؛ الخ.
كل مسلم مطالب بتصحيح سلوك زملائه المسلمين. قاتل المرتد الذي ترك الإسلام، أو السارق، أو الزاني يُعفى عنه ولا يُعاقب على جرائم القتل في ظل الشريعة الاسلامية. لا تعاقب الشريعة المسلمين الذين يرتكبون جرائم الإبادة الجماعية إذا تابوا. الفتاوى الصادرة عن رجال الدين الإسلامي لقتل المرتدين ليست ملزمة للحكومة الإسلامية. لكن إذا نفذها أي إسلامي لا يُعاقب على جريمته. يصف الاسلاميون جميع الذين يختلفون معهم بأنهم أعداء للإسلام ومرتدين. يخشى المخالفون لأحكام الشريعة العدالة الأهلية الإسلامية من قبل الإسلاميين، مثل أصدقائهم وجيرانهم وأقاربهم وأهلهم وإخوتهم وأخواتهم.
ليس للعدالة الأهلية قيود وحدود ويُساء استخدامها. تؤدي إلى علاقات مؤسسة على الخوف والغطرسة بين المسلمين. كما أنها تؤدي إلى مجتمع تسوده الفوضى. جماعات القتل أو غوغاء الشارع يأخذوا العدالة بأيديهم. ترجم الغوغاء النساء المتهمات بالزنا. يلقي الفتيان حامض حارق على الفتيات لأنهم لا يحبون لباسهن، إلخ. وينقلب المسلمون ضد بعضهم البعض. عليهم أن يحموا ظهورهم من الآخرين. العديد من اتهامات الردة والتجديف هي نتيجة احقاد شخصية للمتهمون ضد المتهمين لتصفية حسابات شخصية، أو هي وسائل للحكومات الإسلامية لاسكات المعارضة. عدم الثقة العميق الجذور يعذب المجتمع الإسلامي. يحصل الإسلام على قوته من العدالة الأهلية. إنها ليست قوة الاقتناع، ولكنها قوة الخوف.
يستند المفهوم الغربي لحقوق الإنسان على مبدأ أن ” جميع الناس قد وُلدوا أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق” (المادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، 1948 م). يناقض هذا “إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام” (5 أغسطس 1990)، الذي يخضع لأحكام الشريعة، وبذلك يديم عدم المساواة بين الجنسين والأديان.
لا تنتج الشريعة إلا الاستبداد والدكتاتورية. بسبب قسوتها وطبيعتها القمعية، لا يمكن أن تتعايش الشريعة الإسلامية سلميا مع ثقافات وحضارات المجتمعات الحرة. كان هذا الخوف من الاختلاط مع الثقافات الأخرى الغير إسلامية سبب الدمار العربي للحضارات العريقة العظيمة بمصر وبلاد الفرس (التوبة 9: 14).
أنشأ الشريعة رجال أقوياء لخدمة مصالحهم، من محمد في القرن السابع الميلادي الذي كان له الإختيار الأول من النساء أسرى الحرب، ثم الخلفاء، ثم الملوك العرب، ثم الدكتاتوريين المسلمين. يستفيد منها الرجال الأثرياء الأقوياء الذين يستطيعون أن يعولوا أربعة زوجات وخادمات وإماء بلا حدود. لا يستطيع الرجل المسلم الفقير أن يعول زوجة واحدة أو حتى يستأجر شقة. قوانين الشريعة المتحجرة منذ أحد عشر قرنا تحمي الظالمين وتعاقب المظلومين. إنها تجرد النساء وغير المسلمين من الحق الذي وهبه الله لهم بأن يكونوا كائنات بشرية مستمتعين بكامل حقوق الإنسان.
في نهاية المطاف يتدهور المجتمع الإسلامي تحت حكم الشريعة وتقل حرياته. لذلك يختار العديد من المسلمين الارتفاع فوق الإغراءات الفاسدة للشريعة الإسلامية ورفض ما يحلله لهم إله الإسلام ومثل محمد. يختاروا الصلاح الذي ترشده إليه ضمائرهم البشرية، ليس بسبب الإسلام، ولكن على الرغم منه. هم أكثر إنسانية وتحضرا من الشريعة الإسلامية. من ناحية أخرى، يشعر الكثير من الرجال المسلمين بالضعف بدون أحكام الشريعة الإسلامية التي تمنحهم علاقة السيد بالعبد في بيوتهم، لذلك يطالبون بالشريعة، حتى في الغرب. بسبب الطبيعة المثيرة للاشمئزاز لقوانين الشريعة الإسلامية المحرجة، يُحتفظ بها كأسرار عميقة لا تُلفظ وتُخفى حقيقتها وتُزيف صورتها.
لم يسعى السيد المسيح إلى وضع قوانين، ولكن بدلا من ذلك سعى إلى القضاء على جذور الشر أينما وُجدت (لوقا 12: 13-15). لا يؤسس إنجيل المسيح نظام قانوني. إذ تستند الأخلاق المسيحية، ليس على القوانين واللوائح الصارمة، كما هو الحال في الإسلام، ولكن على المبادئ والقيم الصالحة. بينما لا يؤسس الإنجيل لائحة قوانين عقوبات معينة، إنه يؤكد أهمية اقرار العدالة ومعاقبة المجرمين، الذي هو مسئولية الدولة (رومية 13: 1-4). حث يسوع على المحبة والمغفرة، ولكنه حذر ألئك الذين يتجاهلوا حق الله ويرفضوا الإيمان به (لوقا 11: 37-52). يؤكد الإنجيل نعمة ورحمة الله بدون إهمال عدله. موت السيد المسيح الكفاري على الصليب وفق بين عدل الله ورحمته. لم يأت يسوع ليلغي وينقض التوراة، ولكن ليكملها (متى 5: 17-20). لذلك، فإن القوانين الأخلاقية والمدنية للتوراة تعطينا إرشادات حيوية على قيم وأولويات الله للمجتمع، آخذين في الاعتبار أن المجتمعات الحديثة تختلف كثيرا عن المجتمع الاسرائيلي القديم للتوراة. لذلك، فإن التطبيق الحرفي لقوانين التوراة أمر مستحيل وغير مرغوب فيه.
ينبغي أن تتطور القوانين وفقا للحالة الخاصة التي تطبق فيها. من الضروري فقط أن تكون قوانين عادلة تحمي حقوق الضعفاء. ميزة الإنجيل، الذي لا يحتوي على قوانين، أنه يعطي كل جيل وكل دولة حرية ومسئولية تطبيق العدالة في ضوء تعاليم الإنجيل، مع مراعاة الظروف التاريخية المعاصرة. تستند القوانين الغربية على مبادئ الكتاب المقدس، وحقوق الإنسان، والعدل. إنها ليست متحجرة لأنها لا تدعي وحيا إلهيا. تتطور وتنضج بحسب تطور ونضج المجتمع البشري. على العكس من ذلك، الشريعة الإسلامية راكدة ترفض أي تغيير. تطويرها وإصلاحها، يتطلب نبذ آيات كثيرة من القرآن والعديد من الأحاديث. يُعتبر هذا تجديفا، لأن الإسلام يدعي أن القرآن هو كلام الإله الإسلامي.
“… قال النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه” (البخاري، الجهاد والسير 260.52.4؛ المغازي 632.59.5؛ الديات 17.83.9؛ 57.84.9). الإسلام لا يسمح بحرية الدين (التوبة 9: 5، 11، 12، 29؛ البقرة 2: 217؛ النساء 4: 89؛ المائدة 5: 33). هذا يتناقض مع حرية الضمير التي تنادي بها المسيحية (لوقا 10: 10-12). في الإسلام، الشخص المولود في عائلة مسلمة لا يختار أن يكون مسلما. وُلد مسلما إذا كان إبويه مسلمين. الإسلام أقسى بكثير من الشيوعية والنازية. إذ يمكن أن يترك الشخص كلاهما بدون أن يفقد حياته. المسلمون ليسوا أحرارا في ترك الإسلام. الإسلام هو سجن لأولئك الذين يرغبون تركه. إذاترك رجل مسلم الإسلام، يعتبر مرتدا، وأدين بتجريده من ممتلكاته والموت. يمارس الإسلام القبضة الخانقة على المسلمين من المهد إلى اللحد. لقد عاش الإسلام لفترة أطول بكثير من الشيوعية والنازية، لأنه يدعي سلطة إلهية وتفوق.
هناك توافق في الآراء من قبل جميع المذاهب الفقهية الرئيسية الأربعة السنية الإسلامية (المالكي والحنبلي والحنفي والشافعي)، وكذلك الشيعة أنه ينبغي إعدام الذكر البالغ العاقل لارتداده عن الاسلام إذا رفض العودة إلى الإسلام في فترة وجيزة من الوقت، عادة ثلاثة أيام (النساء 4: 89؛ النحل 16: 106؛ البخاري، الديات 17.83.9؛ اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ 57.84.9؛ عمدة السالك، 8o). تختلف الآراء حول ما إذا كان ينبغي قتل الأنثى التي تترك الإسلام أو سجنها فقط. وقد صرح الشيخ يوسف القرضاوي، أحد أشهر رجال الدين المسلمين في العالم، قائلاً: “إذا تخلصوا من عقوبة الردة، فإن الإسلام لن يوجد اليوم.”
الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يهدد أتباعه بالقتل إذا حاولوا تركه. ولذلك، فإن العديد من الدول الإسلامية يشرعون قوانين ضد الإرتداد عن الإسلام، ويعتبرونه جريمة عقوبتها الإعدام. ومع ذلك، فإن المشكلة أكبر من الحكومة الإسلامية، وذلك لأن علماء السنة والشيعة الإسلامية يتفقوا الى حد كبير على ان الشريعة الاسلامية تعطي الحق للمسلمين أن يمارسوا العدالة الأهلية ويعاقبوا المسلمين المرتدين بالقتل، وتعد القتلة بمكافآت سماوية لجرائمهم. ولذلك، فإن أكبر تهديد للمسلم المرتد هو من أقاربه وأصدقائه المسلمين الغاضبين. غالبا ما تتجاهل السلطات الإسلامية الهجمات على المسلمين المرتدين، لأنها متعاطفة مع المهاجمين. للأسف، لقد تبعت هذه المشكلة المسلمين في الغرب.
يوسع الإسلاميين نطاق تعريف “المرتد” ليشمل كل من يختلف مع ما يعتقدون بأنه الإسلام الأصلي. هذا يترك الباب مفتوحا على مصراعيه لإدانة مسلمين آخرين كمرتدين يستحقون عقوبة الإعدام. يؤدي ذلك إلى انعدام الثقة العميق الجذور، وانعدام الأمن الذي يعذب المجتمع الإسلامي. أبو عبيدة ابن جاره، الذي حاز مديح نبي الأسلام، قتل أبيه لرفضه الإسلام. مُصعب ابن عُمير لم يلبي صراخ أمه طالبة المساعدة وتركها تموت لأنها رفضت الإسلام. أخبر أبو بكر، أول الخلفاء الراشدين، أبيه انه انتوى قتله إذا رفض الإسلام، وحاول أن يقتل ابنه الغير مسلم. قتل عمر ابن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، أقاربه الغير مسلمين (التوبة 9: 23، 114؛ المجادلة 58: 22).
لا تسمح المذاهب السنية الأربعة الرئيسية للشريعة ببناء كنائس أو معابد يهودية جديدة في قرى ومدن الدول الإسلامية. لكن يسمح المذهب الحنفي للشريعة بذلك إذا كان المعبد أو الكنيسة خارج البلدة بأكثر من ميل.
وقد رفض العديد من الدول الإسلامية التوقيع على إعلان حقوق الإنسان (1948) في الأمم المتحدة بسبب إصراره على مبدأ حرية الدين، حيث تنص المادة 18 على الآتي:
“لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة. “
تحارب منظمة المؤتمر الإسلامي “الإساءة إلى الدين (الإسلام على وجه التحديد)” من أجل قمع وإسكات النقد الموضوعي للإسلام. وذلك ليس بدافع الالتزام بالحقيقة والتسامح والسلام، ولكن بدافع خوفها أن تفقد أتباعها من المسلمين. هذا ما يدفع الطغاة في العالم الإسلامي إلى القمع العنيف المتعصب الذي لا هوادة فيه.
في المسيحية، إذا جدف مسيحي على الدين المسيحي، يُحرم (يُطرد) من الكنيسة لارتكاب هذا الذنب (تيموثاؤس الأولى 1: 13، 14، 20). إذا غير رأيه وتاب، تقبله الكنيسة ويعود اليها. باب التوبة مفتوح مدى حياته على الأرض.
أنبياء الكتاب المقدس الحقيقين لم يضطهدوا، ولم يقتلوا الذين عارضوا رسالتهم ورفضوها. تدعو المسيحية إلى مبدأ حرية الضمير: “فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً” (غلاطية 5: 13؛ بطرس الأولى 2: 16). في الواقع، يُدعى السيد المسيح رئيس السلام (اشعياء 9: 6). علّم قائلا: “طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ” (متى 5: 9؛ يوحنا 14: 27). السيد المسيح لم يُكره أو يضغط أو يهدد أي شخص لكي يتبعه. لم يملك سيفا، لم يقتل ولم يأمر بقتل أي شخص. لم يهدد حياة أي شخص. يصف الكتاب المقدس طبيعة يسوع المُحبة قائلا: “قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ…” (متى 12: 20؛ إشعياء 42: 3). بشر السيد المسيح وتلاميذه بالسلام وكانوا أمثلة للسلام (فيليبي 4: 7؛ أفسس 2: 17). قبل صلبه، طمأن السيد المسيح تلاميذه قائلا: “سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ” (يوحنا 14: 27).
عدم وجود حرية الضمير في الإسلام، يجعل حقوقا أخرى مثل حق حرية الفكر والتعبير بلا معنى.
لا يشجع القرآن المسلمين على طرح الأسئلة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ. قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ” (المائدة 5: 101-102؛ البخاري، الزكاة 555.24.2؛ الإستقراض 591.41.3؛ إلخ). حث محمد أتباعه المسلمين على قتل منتقديه لإسكاتهم، ومدحهم بعد إرتكابهم جرائمهم. أدى هذا إلى اغتيال عصماء بنت مروان (أم خمسة أطفال) بينما كانت ترضع طفلها في بيتها (السيرة النبوية لابن هشام، الطبقات الكبرى لابن سعد، إلخ)، وأبو عفك البالغ من العمر 120 عاما (ابن سعد ، كتاب الطبقات الكبرى، المجلد 2)، وكعب بن الأشرف (البخاري، الْمَغَازِي 369.59.5؛ مسلم، الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ 4436.19)، وأبي رافع سلام (البخاري، الْمَغَازِي 371.59.5)، إلخ. قتلوا لإعلانهم حقيقة محمد البشعة. ولقد سنت الشريعة الإسلامية شرائع على أساس هذا النموذج الدموي. الإنتقاد الموضوعي للإسلام أو نبيه أو إلهه أو القرآن أوالحديث أوالشريعة يُعاقب بالإعدام في جميع مذاهب الشريعة. هذا يقيد ويخنق حرية الفكر والتعبير. كما يغلق باب النقد الموضوعي البناء للإسلام. أدى هذا إلى فجوة كبيرة بين ما هو في كتب الإسلام (الإسلام الحقيقي) وبين ما يعتقده المسلمون عن الإسلام.
قبل دخول مكة، أمر محمد قادة جيشه بقتال فقط الذين قاوموهم باستثناء عدد قليل من الأشخاص أراد محمد قتلهم حتى لو وجدوهم مختبئين تحت ستائر الكعبة. كان عبد الله بن سعد واحدا من هؤلاء الأشخاص (الطبري 178:8). كان مسلما من الذين اعتادوا كتابة الوحي القرآني المزعوم لمحمد. إعتاد أن يقترح لمحد كلماتا وجملا بأكملها لتحسين بلاغة القرآن. وافق محمد على الكثير من هذه الإقتراحات وأدرجها في وحيه القرآني. ناقض ذلك نهي القرآن عن تغيير نصه (يونس 10: 15؛ الحآقة 69: 40-46). أقنع ذلك عبد الله بأن محمدا لم يتلقى أي وحي في الواقع، لأنه لو كان ذلك الوحي المزعوم من الله ما أمكن تغيير كلماته بحسب اقتراحات كاتب. ولذلك ترك الإسلام. لقد عرف أكثر من اللازم. ولهذا لعنه محمد في آية الأنعام 6: 93 وأراد قتله. تشفع عنه عثمان ابن عفان، شقيقه بالتربية، وأنقذ حياته (أبو داود، الحدود 4345.38، 4346؛ تفسير الطبري؛ تفسير القرطبي؛ الخ). يوجد هذا التحريف في القرآن حتى يومنا هذا.
النقد الموضوعي لمحمد أو القرآن استنادا إلى وثائق تاريخية أصلية يسيء إلى الاسلاميين. تدعوا المنظمات الإسلامية إلى منع نشر أي انتقاد للإسلام مدعيين أنه يهينهم (عمدة السالك، 10.11o). هذه خدعة تمارسها الحركات والحكومات الإستبدادية. إنهم يدعون أن أي نقد موضوعي صادق هو إهانة لهم، وذلك ليعاقبوا ويسكتوا مصدره. لا يستطيعون قبول حقيقة أن التعاليم الإسلامية هي المسئولة عن الجرائم التي يرتكبها المجاهدون الإسلاميون، ويلومون أسبابا أخرى يخترعونها ويتوهمونها. إنهم يعتقدون ان الاسلام دائما بريء، بغض النظر عن مدى وضوح الأدلة على عكس ذلك. إنهم يريدون فقط إعلان ما يمكن أن يجلب المديح للإسلام، وإخفاء ما يجلب العار عليه. يمنع هذا نور الحقيقة من الإضاءة، إذ يغلق جميع الأبواب والنوافذ حول عقل المسلم. بقتل المرتدين ومنتقدي الإسلام في سجن الإسلام الواسع، يُنتج الإسلام أتباعا مرتعبين، وليس مؤمنين. لكي يكون الشخص مسلما عليه أن يُكوّن علاقة، ليس مع إله الإسلام، ولكن مع الدولة الإسلامية التي تحكم بالشريعة الإسلامية.
كلما حدث انتقاد للقرآن ونبيه، تبدأ الأئمة في إصدار فتاوي الموت التي تسمح للمسلمين بقتل مصدر الانتقادات. أعمال شغب عنيفة مدمرة تترتب على ذلك في البلاد الإسلامية، وترتفع صيحات لتقييد حرية الفكر من أجل منع انتقاد الإسلام حتى يظل الغرب في غفلته. حوالي ثلثي السجناء السياسيين في العالم في بلاد إسلامية. ونحو 80 في المئة من جميع عمليات الإعدام تتم في بلاد إسلامية كل عام.
لقد أعطى الله سبحانه وتعالى حرية الفكر للإنسان. وبالتالي، فإنه لا يمكن إزالتها دون عصيان الله. أيد ودعم الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية حرية الرأي. فقد قال الرئيس جورج واشنطن، “إذا إزيلت حرية الرأي، فسنُساق صامتين وبكم، مثل الغنم للذبح.” ولقد فهم بنيامين فرانكلين هذا المبدأ فقال، “وفي تلك البلدان المتخلفة حيث لا يستطيع رجل أن يقول أنه يمتلك لسانه، فانه لا يستطيع أن يدعي أنه يملك أي شيء. من يريد الإطاحة بحرية أمة عليه أن يبدأ بكبت حريتها الفكرية.”
تقييد التفكير والتساؤل الحر أدى إلى شلل العقل الإسلامي وتدمير المبادرة والابتكار. أتباع عُمي في مناخ فكري تحت رقابة مشددة تحظر التساؤل يقلقوا على أمنهم وبقائهم أكثر من اهتمامهم بالابتكار والاكتشاف. ألإسلاميون مدربون على عدم الشك أبدا، وعلى عدم انتقاد القرآن أو الشريعة. لذلك فانهم يلقوا اللوم للجوانب العديدة المختلة في المجتمع الإسلامي على عوامل خارجية، مثل النفوذ الأجنبي، الخ.
في الغرب، يمكننا القيام بدراسة ناقدة للمسيحية واليهودية. في البلاد الإسلامية، يهاجم الكتاب الاسلاميون المسيحية. لكن لا يُسمح للمسيحيين الإنتقاد الموضوعي للإسلام ودحضه. الإرهاب والرقابة تنتج من انعدام الثقة وضعف في الدين الإسلامي وتعاليمه. لا يمكن الدفاع عنه بالمنطق. لذلك يلجأ أتباعه للعنف. ينبغي أن يُكتسب الإحترام، ولا يُجبر بالتخويف والتهديد.
يعاني المسلمون بشكل غير متناسب من حكم الطغاة. يصر الإسلام أن يكون الإيديولوجية الحاكمة للدولة. يمنح الإسلام حقوق سياسية وإنسانية قليلة. الشريعة الإسلامية التي صدرت منذ أكثر من ألف عام هي ضد الديمقراطية. إنها تفضل القوة الاستبدادية للإله الإسلامي الجائر بحسب مفهوم الاسلاميين على السيادة الشعبية، وتشجع الجهاد الدموي من أجل فرض الإسلام وتوسيع حدوده. انها تميز المسلمين على غير المسلمين، والرجال على النساء، والأحرار على العبيد. إنها تفرض عقوبة الإعدام لتهمة التجديف (انتقاد الإسلام) والردة (ترك الإسلام). تمتد جذور هذه الأفكار الأساسية لعدم المساواة في الثقافات الإسلامية. يتعارض مبدأ التفوق الإسلامي الوهمي مع الديمقراطية جذريا، ولا يمكنهما التعايش معا لفترة طويلة في نفس البلد. تتطلب الديمقراطية الحريات الأساسية للفكر والضمير والدين والتعبير. تعمل الديمقراطية بالنقاش النقدي، وبالتوفيق بين الآراء المتعارضة، وبالحلول الوسط. هذه مفاهيم غريبة على الثيوقراطية الإسلامية الاستبدادية.
الغرض الرئيسي للإسلام هو إقامة دولة ثيوقراطية استبدادية تحكمها الشريعة الإسلامية الجائرة على أساس أيديولوجيتها. تناقض مبادئ الإسلام الشمولية العلمانية. الديمقراطية تناقض الشريعة الإسلامية. تحمي الشريعة الإسلامية رئيس الدولة المسلم من اتهامه بارتكاب جرائم خطيرة (مثل القتل والزنا والسرقة والاغتصاب، الخ). الديمقراطية تفضح الحاكم المسلم والشريعة الظالمة نفسها. تجعل الشريعة التمرد ضد الخليفة (الحاكم الإسلامي) جريمة خطيرة، حتى لو كان غير عادل. تلغي الشريعة حمايتها للحاكم المسلم فقط إذا ترك الإسلام، أو إذا خالف أحكام الشريعة. في هذه الحالة، تدعو رعاياه المسلمين للاطاحة به او اغتياله.
الحركة الاسلامية القوية تسعى إلى خلق أنظمة ثيوقراطية إستبدادية معادية للديمقراطية. أنشئت أول ثيوقراطية إسلامية في التاريخ في المدينة في القرن السابع الميلادي وكان محمد، نبي الإسلام، زعيمها. هذا هو نموذج الثيوقراطية الإسلامية الذي يحاول الإسلاميون فرضه. لا يوجد فصل بين الدين والدولة في الإسلام. هذا الفصل هو ضرورة أساسية في الديمقراطية. يؤدي هذا إلى اضطهاد الأقليات والمنشقين وكبت حرية الضمير، إلخ في الدولة الإسلامية. في الثيوقراطية الإسلامية، الإله الإسلامي هو الحاكم المطلق الذي لا يمكن مناقشته. يحكم الإله الإسلامي بواسطة الخليفة المسلم الذي يعتبر ظله على الأرض. لذلك، ينبغي أن يُطاع الخليفة طاعة عمياء كواجب ديني. أي شخص يتمرد ضده يعتبر متمردا ضد الإله الإسلامي (النساء 4: 59 ، 83). لقد كانت الخلافة الإسلامية حكما مطلقا للفرد (الخليفة) بسلطة إستبدادية. وأصبحت وراثية في عائلات الأمويين والعباسيين مع احتفاظها بممارسة البيعة التقليدية التي رمزت إلى انتخابات وهمية. لا توجد مهمة تشريعية في الدولة الاسلامية. لذلك، ليس هناك حاجة لمجالس تشريعية ديمقراطية. هذه ليست مبادئ ديمقراطية.
تفرض الشريعة على المسلم طريقة للحياة بكامل جوانبها (الاجتماعية والثقافية والدينية والعسكرية والسياسية). إنها تحكم حياة المسلم من المهد إلى اللحد. الشريعة هي نظام قانوني استبدادي قامع وحشي فُرض على المسلمين بإسم الإله الإسلامي. المسلمون يعيشون في عبودية لأحكام الشريعة. هي راكدة غير قابلة للتغيير والتطور. لا يمكن تعديلها لتتفق مع تطور القيم والمعايير والاحتياجات الإنسانية. وذلك لأن الإسلاميين يعتقدون أنها موحي بها إلهيا وصالحة لكل زمان ومكان. الديمقراطية هي حكم الشعب. الشريعة هي الحكم المزعوم للإله الإسلامي.
يندد الإسلاميون بالديمقراطية ويصفونها بأنها غير إسلامية. حسن البنا، مؤسس جماعة الاخوان المسلمين، إعتبر الديمقراطية خيانة للقيم الإسلامية. رفض سيد قطب، أحد زعماء جماعة الاخوان المسلمين، السيادة الشعبية. يوسف القرضاوي، إمام قناة الجزيرة التلفزيونية، يدعي أن الانتخابات هرطقة. ومع ذلك، يستخدم الاسلاميون الانتخابات للوصول إلى السلطة. لقد فازت حركة حماس الاسلامية في الانتخابات في غزة. أوضح اردوغان، رئيس الوزراء الإسلامي في تركيا، أن “الديمقراطية هي مثل الترام. عندما تصل إلى محطتك، تتركه.” مثل الشيوعيين، بعد استيلاء الإسلاميين على السلطة عن طريق الانتخابات، يتم إنهاء الديمقراطية. يشكل الإسلاميون أكبر قوة في العالم معادية للديمقراطية.
على عكس الإسلام، إن المسيحية ليست نظام ديني-سياسي. رفض السيد المسيح أن يُتوج ملكا أرضيا، “وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ” (يوحنا 6: 15). وقد قال: “…مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا” (يوحنا 18: 36)؛ “… أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ” (متى 22: 21). تعلم المسيحية الفصل بين الكنيسة والدولة.
على الرغم من أن محمد قد حسّن بعض أحوال المرأة في يومه وساعد الأرامل، تلك التحسينات قاصرة وغير كافية، لأن الإسلام لا يحمي المرأة من إساءات واضطهادات المجتمعات الإسلامية المحافظة. تُعامل المرأة في الإسلام مثل شيء يمتلكه الرجل. وتعتبر المرأة أقل شأنا من الرجل (البقرة 2: 228 ؛ النساء 4: 34).
1. النساء تحت سيطرة الأقارب من الرجال أو أزواجهن الذين يُعتبرون أولياء أمورهن. تعتبر المرأة شيئا يمتلكه الرجل. وقد يكون هذا الرجل أبيها أو أخيها أوزوجها، إلخ (آل عمران 3: 14). لذلك، الاستقلال المالي والحرية الجنسية أمرا مستحيلا بالنسبة للمرأة في الإسلام. من حق الرجل ولي الأمر أن يمنع المرأة المتسلط عليها من التعليم، والسفر، والعمل، ومغادرة المنزل، الخ (عمدة السالك 4.10m). غير مسموح للمرأة المسلمة السفر بدون صحبة زوجها أو أحد الرجال المحارم، إلا أذا كان السفر إلزاميا مثل الحج (عمدة السالك 3.10m).
2. يوصي الإله الإسلامي بضرب الزوجة لأسباب متنوعة: “. . . وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ.. .”(النساء 4: 34). ضرب محمد نفسه عائشة، زوجته الطفلة (مسلم، الصلاة 2127.4). وقد قال محمد: “لا يُسأل الرجل فيما ضرب امرأته” (أبو داود، النكاح 2147.5، 2146). هذا العنف العائلي هو شكل من أشكال إساءة معاملة الزوجة، ويُعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في الغرب. بالإضافة إلى ذلك، إن القرآن يسمح للزوج المسلم بمعاقبة زوجته بمنع العلاقة الزوجية معها لمدة أربعة أشهر (النساء 4: 34؛ البقرة 2: 226). ومع ذلك، على الزوجة المسلمة أن تسوي الخلافات الزوجية بالمفاوضات مع زوجها المتمرد (النساء 4: 128). المعايير المزدوجة واضحة.
3. عند ولادة الطفل يتم إجراء طقس العقيقة الإسلامي. يتطلب هذا الطقس تضحية إثنين من الأغنام أو الماعز أو الخراف إذا كان المولود طفلا ذكرا. أما إذا كانت طفلة أنثى، فيتم تضحية واحد فقط من الأغنام أو الماعز أو الخراف (البخاري، العقيقة 380.66.7؛ أبو داود، الضحايا 2836.15؛ عمدة السالك j15).
4. يمكن للمرأة أن ترث فقط نصف ما يرثه شقيقها، أو زوجها أو ابنها (النساء 4: 11، 176). لا يعتمد هذا على ما إذا كان يعولها رجل (النساء 4: 34)، أو على رفضها العمل كيما تعول نفسها. لا تحصل المرأة على جزء من غنائم الحرب.
5. تعطى محكمة الشريعة الإسلامية شهادة امرأتين قيمة شهادة رجل واحد (البقرة 2: 282؛ البخاري، الشهادات 826.48.3). كما أن القاعدة هي عدم قبول شهادة المرأة في مسائل الحدود (عمدة السالك 8.24o).
6. إذا قُتلت إمرأة، التعويض المالي عنها (الدية) هو نصف التعويض عن الرجل المقتول (عمدة السالك 9.4o).
7. إذا كانت عائلة الفتاة المسلمة تتبع المذهب الشافعي للشريعة، فيمكن أن تجبرها على إجراء عملية ختان الإناث في سن مبكرة. ختان الإناث هو عملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (أبو داود، الأدب 5251.41؛ عمدة السالك 3.4e). ألتشويه البسيط يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفاة بنحو 20٪، في حين يؤدي التشويه الشامل إلى ارتفاع معدلات الوفاة بأكثر من 50٪. تشويه الأعضاء التناسلية يتسبب في ظهور ندوب ممتدة في منطقة المهبل والمناطق المحيطة بها. هذا يؤدي إلى مصاعب في الولادة.
8. يبيح الإسلام زواج الطفلات. يجيز الإسلام إنتهاك حرمات الطفلات بذريعة الزواج (الطلاق 65: 4). تزوج محمد، قدوة المسلمين، بعائشة بنت أبي بكر، صديقه، عندما كانت تبلغ من العمر ست سنوات. ودخل عليها عندما كان عمرها تسع سنوات… ما زالت طفلة لم تبلغ سن المراهقة بعد (مسلم، النكاح 3309.8-3311؛ فضائل الصحابة 5981.31؛ البخاري، مناقب الأنصار 234.58.5، 236؛ النكاح 64.62.7، 65، 88؛ الأطعمة 88.65.7). وكان يبلغ من العمر 54 سنة، أي أكبر منها بحوالي 45 سنة، ما يكفي ليكون جدها. من حق المسلم أن يجبر ابنته على الزواج بدون موافقتها. إنتهاك حرمة الطفلة جنسيا هو جريمة بشعة يعاقب عليها القانون في الغرب.
9. تعتبر الزوجة المسلمة من ممتلكات زوجها ووسيلة متعة جنسية (البقرة 2: 223). إذا رفضت زوجة مسلمة مطالب زوجها الجنسية، فأنها ملعونة طوال الليل (البخاري، بدء الخلق 460.54.4؛ النكاح 121.62.7)، وزوجها ليس ملزما بإعالتها (عمدة السالك 9.11m). بالإضافة إلى أربع زوجات، يسمح القرآن للمسلم (الأحزاب 33: 50؛ النساء 4: 3، 24) بالعديد من النساء كيفما شاء (أسرى الحرب، والإماء، والمحظيات). يمكن للمسلم أن يتزوج بأكثر من أربعة زوجات وذلك بطلاق واحدة واستبدالها بأخرى (النساء 4: 20). يتجاهل تماما مبدأ تعدد الزوجات مشاعر المرأة ولا يحترمها. الحريم هو نظام العبودية المنزلية.
10. في الإسلام، يمكن للرجال تطليق زوجاتهم لأي سبب (التحريم 66: 5). للرجل فقط الحق في تطليق زوجته وذلك بقوله ثلاث مرات “أنت طالق” (البقرة 2: 226-232). لا تملك امرأة هذا الحق. الطلاق والمصالحة دائما بحسب شروط الرجل (البخاري، النكاح 134.62.7؛ الصلح 859.49.3).
11. أهان محمد المرأة بسماحه بزواج المتعة المؤقت الذي يدوم بين ساعة واحدة وثلاثة أيام مما يجعل المرأة أداة متعة (البخاري، تفسير القرآن 139.60.6؛ النكاح 13.62.7، 52). الشيء الوحيد الذي تحصل عليه المرأة من هذا الذل هو تعويض مادي من الرجل (المسلم، النكاح 3243.8؛ البخاري، النكاح 13.62.7؛ إلخ). هذا هو نوع من أنواع الدعارة المشروعة دينيا في الإسلام.
12. يبيح الإسلام للمسلم أن يجبر جاريته على البغاء من أجل الربح المالي له (النور 24: 33).
13. علّم محمد، نبي الإسلام، أن معظم سكان جهنم من النساء (البخاري، الحيض 301.6.1؛ الإيمان 29.2.1؛ الزكاة 541.24.2؛ الرقاق 456.76.8؛ بدء الخلق 464.54.4؛ مسلم، الرقاق 6596.36، 6597، 6600).
14. علّم محمد أن المرأة تعاني من نقص في الذكاء والدين (البخاري، الزكاة 541.24.2؛ الحيض 301.6.1؛ الشهادات 826.48.3).
15. يتم فرض مجموعة من القوانين القمعية المتعلقة بالمرأة أينما تُطبق الشريعة الاسلامية بصرامة (على سبيل المثال: ارتداء الحجاب (النقاب) وغض البصر (الأحزاب 33: 59، 33؛ النور 24: 31، 58)، ومنع تعليم المرأة، الخ). الإسلام يعتبر المرأة عورة. بتغطية جسم المرأة المسلمة كله باستثناء معصميها وعينيها وقدميها، يزيد النقاب من عزلتها ووحدتها. النقاب هو درع العزلة ورمز القهر والقمع. فهو يجعل المرأة المسلمة تبدو وكأنها شبح من أشباح الموتى، ويعلن مستواها الوضيع في المجتمع.
16. تعامل الشريعة الإسلامية ضحايا الاغتصاب بطريقة ظالمة للغاية. المطلوب من أجل إثبات الاغتصاب، إما أن يعترف المُغتصب، أو يشهد أربعة شهود من الرجال بالاغتصاب (النور 24: 4). شهادة المرأة الضحية غير مقبولة. يجعل هذا من المستحيل على أي امرأة إثبات الاغتصاب. حينئذ، قد تصبح المرأة ضحية لجريمة القتل دفاعا عن الشرف، أو ضحية للرجم أو للجلد بحكم الشريعة الإسلامية بتهمة ارتكاب الزنا أو ممارسة الجنس قبل الزواج. حتى لو ثبتت تهمة الاغتصاب، يستطيع المُغتصب التخلص من العقاب بدفع مهر العروس دون أن يتزوجها.
17. يعلم القرآن أن المرأة نجسة بطبيعتها. يُعتبر الرجل نجسا إذا لمس امرأة (حتى زوجته) قبل الصلاة (النساء 4: 43؛ المائدة 5: 6). إذا سار كلب أو حمار أو امرأة أمام رجل يصلي، يتم إلغاء صلاته، وعليه أن يؤدي الصلاة مرة أخرى من البداية (البخاري 490.9.1؛ مسلم، الصلاة 1032.4، 1034). اعترضت عائشة، أصغر زوجات محمد، على أن هذا يجعل المرأة متساوية مع الكلب والحمار!” (مسلم، الصلاة 1039.4؛ إلخ). تعتبر المرأة نجسة أثناء فترة الحيض الشهرية ولا تستطيع أن تصلي أو تصوم في تلك الأيام (البخاري، الحيض 301.6.1). المرأة هي نذير شؤم (البخاري، الجهاد والسير 110.52.4؛ النكاح 33.62.7). إذا تم السماح للنساء بدخول المساجد لصلاة الجمعة، يصلون في قاعات منفصلة أو خلف الرجال. عادة، لا يمكن للمرأة أن تدخل المسجد من خلال مدخله الأمامي.
إذا تم إكرام واحترام إمرأة في أسرة إسلامية، فهذا على الرغم من تعاليم الإسلام، وليس بسببها.
تناقض تعاليم المسيحية تعاليم الإسلام بشأن المرأة بشكل كبير. تعلم المسيحية أن الرجال والنساء متساوون أمام الله: “لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (غلاطية 3: 28، كولوسي 3: 11). خلق الله الرجل والمرأة متساويين على صورته. “فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ” (تكوين 1: 27). عامل السيد المسيح الرجال والنساء على حد سوي. مدح النساء لإيمانهن (لوقا 21: 1-4؛ متى 15: 28). شفى نساءا (مرقس 5: 21-34)، وأخرج شياطين منهن (لوقا 8: 1-3؛ 13: 10-13). كما انه غفر خطاياهن (يوحنا 4: 1-42؛ 8: 3-11؛ لوقا 7: 36-50) وباركهن (لوقا 7: 50).
القديس الذي يحتل أعلى مرتبة قداسة في المسيحية هو امرأة، القديسة العذراء مريم والدة السيد المسيح. وكان أول مبشر بالمسيحية المرأة السامرية (يوحنا 4: 5-43). وكان أول شخص رأى وتحدث مع السيد المسيح بعد قيامته من الأموات امرأة، مريم المجدلية (يوحنا 20: 11-18). لم يعتبر ولم يعلم السيد المسيح أبدا ان لمس امرأة يدنس وينجس.
القرآن (النساء 4: 3) لا يسمح بأكثر من أربع زوجات لرجل مسلم في وقت واحد. كسرمحمد هذا القانون واتخذ ثلاثة عشر زوجة بالإضافة إلى محظيات وإماء وأسرى الحرب، ونساء مسلمات متدينات سلمن أنفسهن له (الأحزاب 33: 50). إدعى محمد انه تلقى وحيا بأن إلهه قد استثناه من هذا القانون (الأحزاب 33: 50). فيمكنه أن يتزوج بأي عدد من النساء، بالإضافة إلى أخذ الإماء والمحظيات. بالإضافة إلى أربع زوجات القانونية، يسمح القرآن (الأحزاب 33: 50؛ النساء، 4: 3، 24؛ المؤمنون 23: 5-6) للمسلم العديد من النساء كيفما يريد (أسرى الحرب، والإماء، والمحظيات). كما يمكن للمسلم أن يتزوج بأكثر من أربعة زوجات بمجرد طلاق واحدة والاستعاضة عنها بأخرى (النساء، 4: 20). يتجاهل تعدد الزوجات تماما ويحتقر مشاعر المرأة. الحريم هو نظام عبودية عائلية.
مطلوب من الزوج المسلم أن يعدل بين زوجاته ولا يظلم أيا منهن. لكن هذا يتعلق فقط بالدعم المالي والوقت الذي يقضيه مع كل منهن (النساء، 4: 3). لا يُشترط المساواة في عاطفة الزوج تجاه زوجاته (النساء، 4: 129). فقد كان محمد نفسه متحيزا في عواطفه نحو زوجاته. إذ كان يحب عائشة أكثر من غيرها من زوجاته.
إقتداءا بمحمد وتعاليمه، تزوج عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني، سبع نساء، وامتلك اثنين من الإماء؛ عثمان بن عفان، الخليفة الثالث، ثماني نساء. بعد وفاة فاطمة، ابنة محمد، تزوج زوجها علي بن أبي طالب عشر نساء وحصل على تسعة عشر محظيات وإماء، وبذلك كان لديه 29 امرأة. تزوج ابنه الحسن بن علي، حفيد محمد، سبعين امرأة وأنجب واحد وثلاثين طفلا. في بعض الأحيان، اعتاد أن يطلق امرأتين في يوم واحد.
يشجع إله محمد تعدد الزوجات (التحريم 66: 1، 5). لا يمكن للزوجة أن تمنع زوجها من اتخاذ زوجات أخرى. ليس لها رأي في هذه المسألة. ينظر الإسلام إلى العلاقة الزوجية على أنها علاقة إستغلالية لمنفعة الرجل. يسبب تعدد الزوجات عدم الاستقرار للعائلة وخلافات عائلية، وكثرة الجرائم، والعنف، وعدم المساواة بين الجنسين. تعدد الزوجات يتلف الأسرة التي هي أساس المجتمع. كما أنه يؤدي إلى ارتفاع معدلات الخصوبة والفقر. هو وسيلة يستخدمها الإسلام لزيادة عدد المسلمين، ليس فقط لأن الرجل ينجب أطفالا من عدة زوجات، ولكن أيضا لأن الزوجة القلقة على زواجها تُحمّل زوجها عبء عدد أكبر من الأطفال حتى لا يأخذ زوجات أخرى عليها. شجع محمد تعدد الزوجات.
تعدد الزوجات يسبب معظم العلل والاستياء والبغضاء والتعاسة في الأسرة المسلمة. تعدد الزوجات يشتت ويمزق الأسرة المسلمة، حيث تصبح كل زوجة مركزا مستقلا للسلطة داخل الأسرة مما يؤدي إلى المنافسة الشرسة والعداء والخصومة. ينموا الأطفال في هذا الجو المسموم من التشاجر والإهانات مما يجعلهم ينظرون إلى الحياة بطريقة سلبية. فهم يكرهون زوجات أبيهم وأبيهم الذي تسبب في تلك المشاكل. إعتماد الأم على أبنائها لحمايتها يعقد علاقتها مع بناتها اللائي يشعرن بالإهمال لمعاملتها الخاصة لأبنائها، التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى أبناء مدللين متعجرفين، وعلاقات مضطربة بين الأم وكناتها. خوف المرأة المسلمة من تعدد الزوجات عميق الجذور في وجدانها حتى في الزيجات السعيدة بزوجة واحدة.
قصد إله الكتاب المقدس أن يكون الزواج بزوجة واحدة فقط. فقد خلق الله امرأة واحدة فقط حواء لرجل واحد آدم في البداية (تكوين 2: 24؛ متى 19: 5-6؛ مرقس 10: 7-8). ورغم أنه قد سمح بتعدد الزوجات في العصور القديمة، إلا أنه لم يشجعها (ملاخي 2: 13-15). معظم الأنبياء الرئيسيون لله (موسى، إرميا، حزقيال، الخ) إتخذوا زوجة واحدة فقط، وكان بعضهم بتوليين (إيليا، أليشع، الخ). لم يتزوج السيد المسيح أبدا. تؤكد المسيحية الزوجة الواحدة (متى 19: 4-5؛ كورنثوس الأولى 7: 2). تعلم المسيحية الزواج الآحادي (تيموثاؤس الأولى 3: 2-3، 12؛ تيطس 1: 6)، وتعلم أن الزوجة شريكا على قدم المساواة بزوجها.
تعطي المسيحية الزواج مكانة روحية رفيعة، وتقيد الطلاق. إله الكتاب المقدس يكره الطلاق (ملاخي 2: 16). تمنع المسيحية الزوج من الإساءة إلى زوجته بأي شكل من الأشكال. يكمل الزوجين بعضهما البعض. فعلى الزوج أن يحب زوجته كما يحب السيد المسيح كنيسته. فقد ضحى بحياته من أجلها. وعلى الزوجة أن تحترم زوجها. “أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ… أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا… كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ… فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هَكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا” (أفسس 5: 22-33؛ بطرس الأولى 3: 7؛ كورنثوس الأولى 7: 14، 23؛ كولوسي 3: 19).
تعلم المسيحية أن الزواج هو تقليد مكرم. فهو ارتباط مقدس مدى الحياة يباركه الله بين الرجل وزوجته. إنه يوحد الشخصين في عائلة واحدة (أفسس 5: 31 ؛ التكوين 2: 24). مراسم الزواج هو طقس مقدس يقوم به الكاهن في الكنيسة. يتبادل العروس والعريس تعهدات الزواج المقدسة بالوفاء والمحبة والكرامة في عهد الزواج المقدس الذي يباركه الله. هي بداية جديدة للزوجين توحدهما في رباط الزواج مدى الحياة، الذي ينتهي فقط إما بالموت أو بالزنا أو بما يعادلهما.
الزواج الإسلامي يختلف بشكل كبير. هو خطوة كبيرة الى الوراء بالنسبة للزواج المسيحي. وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية، الزواج الإسلامي هو عقد قانوني مالي بين العائلات. ليس عهدا مدى الحياة بين رجل وامرأة يباركه الله. لا يتم عقده في المسجد. تقليديا، يطلق على عقد الزواج الإسلامي “عقد نكاح” الذي يعني “عقد جماع.” غيرته بعض الدول العربية إلى “عقد زواج” لأنهم وجدوا أن كلمة “نكاح،” وهي الكلمة المستخدمة في القرآن والحديث لوصف الزواج، مسيئة للمشاعر.
عقد الزواج الإسلامي هو وثيقة تمنح الرجل حقوق ممارسة الجنس مع زوجته. أنه ينقل السيطرة على المرأة وحياتها الجنسية من ولي أمرها إلى زوجها. يسأل العروس عن حالة عذريتها، وينص على مقدار المهر المطلوب من العريس. يطلب من العريس ذكر ثلاثة زوجات، إذا كان لديه زوجات غيرها. دفع المهر (ثمن العروس) يؤدي إلى علاقة السيد والعبد بين الزوج المسلم وزوجته. يدعو القرآن في كثير من الأحيان المهر “أجور” (النساء 4: 24 ؛ الأحزاب 33: 50؛ الخ). ). يشتري الرجل المسلم حقوقه الجنسية مع زوجته بدفع المهر. من حق الزوجة أن ترفض الجماع الجنسي بزوجها حتى يدفع المهر بالكامل. من الواضح أن عقد الزواج الإسلامي يدور حول الحياة الجنسية. إنه يقلل ويحط من شأن الزواج إلى مستوى صفقة تجارية. في الواقع، عرّف الإمام الغزالي (1058-1111 م) الزواج الإسلامي بأنه “شكل من أشكال العبودية. فالمرأة هي أمة الرجل، ولذا فمن واجبها الطاعة المطلقة للزوج في كل ما يطلبه من شخصها” (الغزالي، كتاب آداب النكاح).
السعادة لبعض الزيجات الإسلامية هي على الرغم من عقد الزواج الإسلامي، وليست بسببه. عقد الزواج الإسلامي يحط من شأن الزواج، هو ناقص ويجب تغييره. انه يحط من شأن المرأة ويجعلها متاعا يُمتلك. إنه لا يُنتج إلا علاقة دنيئة مؤسسة على القلق والأنانية والبؤس.
وفقا لمذاهب المالكي والحنبلي والشافعي للشريعة الإسلامية، من حق الرجل ولي أمر المرأة المسلمة العذراء البالغة أي سن أن يرغمها على الزواج من شخص من اختياره دون موافقتها. يسمح المذهب الحنفي للشريعة لها أن تقول “نعم” أو “لا” للشخص الذي اختاره الرجل ولي أمرها.
تمنع الشريعة الإسلامية المرأة المسلمة من الزواج من غير المسلم (البقرة 2: 221؛ عمدة السالك، m7.6). لكنها تسمح للرجل المسلم بالزواج من نساء غير مسلمات (المائدة 5: 5). يصبح أطفال هذا الزواج المختلط مسلمين. هذه هي إحدى جوانب الشريعة الإسلامية التي تتحامل على المرأة.
يخبر القرآن الزوجة أنها يمكن استبدالها (التحريم 66: 5؛ النساء 4: 20). مشكلة تعدد الزوجات الإسلامية تجعل الزواج الإسلامي غير مستقر وغير آمن. تحاول بعض الزوجات المسلمات إنجاب المزيد من الأطفال من أجل منع أزواجهن من الزواج من نساء أخريات لأنهم لن يقدروا أن يعولهن.
الطلاق الإسلامي سهل. يمكن للرجال تطليق زوجاتهم لأي سبب (التحريم 66: 5). في الواقع، يمكن للرجل تطليق زوجته كيما يتزوجها صديقه (البخاري، النكاح 10.62.7). للرجل فقط الحق في تطليق زوجته وذلك بقوله “أنت طالق” (البقرة 2: 226-232). كما أنه بامكانه أن يفعل ذلك بمذكرة لزوجته، أو بترك رسالة على آلة الرد للتلفون، أو بالبريد الإلكتروني. الطلاق والمصالحة دائما بحسب شروط الرجل (البخاري، النكاح 134.62.7؛ الصلح 859.49.3). بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تجبر محكمة الشريعة الزوجين على الطلاق لأسباب متنوعة، مثل ترك أحد الزوجين للإسلام، أو إنتماء أحد الزوجين إلى طبقة اجتماعية مختلفة، إلخ. لا تملك امرأة حق طلب الطلاق إلا إذا منحه لها زوجها. في بعض البلاد الإسلامية، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحصل بها الزوجة على الطلاق هي بإقناع محكمة الشريعة ودفع مبلغ كبير من المال يفوق مهرها إلى زوجها. تحصل المرأة المطلقة على مأوي، والنفقة المالية بعد الطلاق لمدة أقصاها ثلاثة أشهر إذا كان الطلاق ليس ثلاثيا نهائيا، وربما تفقد أطفالها. أما إذا كانت حاملا، يستمر حصولها على النفقة حتي ولادة الطفل (عمدة السالك، 10.11m). سوف تفقد بالتأكيد حضانة أطفالها إذا تزوجت ثانية.
يمكن لرجل مسلم أن يطلق زوجته ثلاثة مرات. كما يمكن أن يقول لها، “أنت طالق ثلاث مرات” (عمدة السالك n2.3). بعد ذلك، لا يستطيع الزواج بها إلا بعد أن تتزوج من رجل آخر وتُطلق منه (البقرة 2: 229-230؛ مسلم، النكاح 3354.8، 3359؛ البخاري، الأدب 107.73.8؛ عمدة السالك n7.7). وقد أدى ذلك إلى ظاهرة الزوج المؤقت (المُحلل). يجوز لرجل أن يتزوج امرأة مطلقة لمدة ليلة واحدة، ويدخل عليها ثم يطلقها من أجل السماح لها بالزواج من زوجها الأصلي. إله الكتاب المقدس يمنع هذ الفعل ويصفه بأنه “رجس” (تثنية 24: 1-4). فلا يمكن لزوجها الأول الذي كان قد طلقها من الزواج بها ثانية بعد طلاقها من زوجها الثاني أو موته.
ثلاثة أنواع من الزيجات الإسلامية متاحة للرجل المسلم: الزواج المألوف المعترف به في المجتمع والذي يتم تسجيله في المحكمة؛ والزواج العرفي (العقد العرفي) الذي لا يتم توثيقه في المحكمة ولا يقدم أي ضمانات قانونية للزوجة، وعادة يتم سرا بشهود؛ وزواج المتعة (أكثر إنتشارا في المذهب الشيعي) وهو عقد زواج مؤقت يبيح علاقة جنسية قصيرة قد تستمر من ساعة واحدة إلى بضعة أيام (البخاري، تفسير القرآن 139.60.6؛ النكاح 13.62.7؛ مسلم، النكاح 3243.8، 3248). يدفع الرجل المسلم المهر في مقابل علاقة جنسية. هذا هو بغاء متنكر بقناع الزواج ويُصدق عليه الإسلام. نساء مسلمات يغطيهن النقاب من الرأس حتى أخمص القدمين يُعاملن ويتصرفن مثل العاهرات في زيجات المتعة المؤقتة التي يقرها الإسلام. أقر محمد هذا النوع من الزواج في أوقات الحرب عندما كان الرجال بعيدين عن منازلهم. ألغاه عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني، في وقت لاحق. لكن لا تزال الشيعة وبعض السنة تمارسه. يحظر الكتاب المقدس البغاء بكافة أشكاله (لاويين 19: 29؛ التثنية 23: 18).
وفقا لمذاهب الشريعة الإسلامية الأربعة، لا تحصل الزوجة المسلمة على نفقتها اليومية من زوجها إلا إذا جعلت نفسها متاحة له للجماع الجنسي. الإنفاق للحصول على الجنس في شكل أو آخر هو أساس الزواج الإسلامي. يتم معاملة الزوجة المسلمة كأداة لمتعة زوجها. بينما يعطي القرآن الزوج الحق في حرمان زوجته المتمردة من العلاقة الزوجية وضربها (النساء 4: 34)، فإنه يلزم الزوجة المسلمة بتسوية الخلافات مع زوجها المتمرد بالمفاوضات معه (النساء 4: 128). إزدواجية المعايير واضحة. حتى في الجنة الإسلامية الشهوانية، على المرأة المسلمة أن تتنافس باستمرار مع الحوريات للحصول على زوجها. قد تكون لديه 72 منهن.
تخاف الكثير من النساء المسلمات أزواجهن. لن تتدخل الشرطة وتنقذ الزوجة المسلمة عندما يضربها زوجها في بلد إسلامي. ليس لديها خيار سوى أن تقبل الإهانة إذا قرر زوجها اتخاذ زوجات أخريات عليها. لا تستطيع الشكوى إلى وسائل الإعلام المحلية أو الأجنبية، لأن هذا يُعتبر تمردا ضد الإسلام نفسه يعاقب بشدة بسيف الشريعة الإسلامية.
تعدد الزوجات ليس من مخلفات الماضي المنبوذ. إذ أنه يُمارس في الغالبية العظمى من الدول الإسلامية حتى يومنا هذا. تعدد الزوجات وسهولة الطلاق تجعل الزواج الإسلامي غير مستقر للغاية. بالتأكيد، تستمتع الزوجة المسيحية بحياة زوجية أكثر أمانا واستقرارا من الزوجة المسلمة، لأنها ليست قلقة ولا تخشى أن يفاجئها زوجها بزوجة ثانية أو بطلاق.
( أ ) الصلاة
مطلوب من المسلم الصلاة الطقسية خمس مرات يوميا بعد الوضوء بالماء أو بالرمل، إذا لم يتوفر الماء (النساء 4: 43؛ المائدة 5: 6؛ البخاري 345.8.1). إذا لمس مسلم غير مسلم بعد وضوئه تنجس، وينبغي أن يؤدي الوضوء مرة أخرى. يؤدي أول صلاة قبل الفجر في حوالي الساعة 4 صباحا، وخامس صلاة في المساء في حوالي الساعة 8:30. الصلاة الإسلامية ليست اتصالا شخصيا بين الإنسان وربه. هي واجب إلزامي لا يمس قلب الشخص وروحه مشبع بطقوس رسمية (المائدة 5: 6). بالإضافة إلى ذلك، يؤدي بعض المسلمين طوعا صلوات إضافية طقسية في فترات محددة من اليوم. إذا سار كلب أو حمار أو امرأة أمام رجل يصلي، يتم إلغاء صلاته، وعليه أن يؤدي الصلاة مرة أخرى من البداية (البخاري 490.9.1؛ مسلم، الصلاة 1032.4، 1034). تُعتبر المرأة نجسة أثناء فترة الحيض الشهرية ولا تستطيع أن تصلي أو تصوم في تلك الأيام (البخاري، الحيض 301.6.1؛ 172.31.3). لا يشجع الإسلام صلوات شخصية غير طقسية. تركز الطائفة الصوفية الصغيرة على هذا النوع من الصلاة. توقيت الخمس صلوات الإسلامية اليومية، الذي نشأ في المدينة، يماثل توقيت خمس من السبع صلوات الزرداشية. بالإضافة إلى ذلك، سمح محمد باستمرار الممارسة العربية الجاهلية الوثنية بترديد التعويذات والرقيات طالما إتخذت طابعا إسلاميا. السحر الاسود هو أصل هذه الممارسات (مسلم 5457.26).
الصلاة في الإسلام فرض مطلوب. انها ممارسة خارجية سطحية، وليست عبادة داخلية تسمو بالروح. أنها ليست حديثا واتصالا بإله الإسلام. علم محمد أنه إذا رفض مسلم القيام بالصلوات الخمس، فإنه لم يعد مسلما. أمر محمد بحرق المسلمين الذين يرفضون أداء الخمس صلوات الطقسية اليومية المفروضة ومنازلهم (البخاري، الآذان 626.11.1، 617). تعاقب الشريعة الإسلامية المسلم الذي يترك الصلاة مع اعتقاده بوجوبها بقطع رأسه، إلا إذا قدم توبة (عمدة السالك f4.1). بواسطة صلواتهم، يأمل المسلمون أن يتجنبوا غضب إلههم وعقابه يوم الدينونة، وأن يدخلوا جنته. لن يعرف المسلمون إذا كان إلههم قد قبل صلواتهم إلا في يوم الدينونة. صلاة الجمعة هي فرض مطلوب من جميع الرجال، وهي الصلاة الوحيدة العمومية (الجمعة 62: 9).
يُعلم الإسلام أن إلهه لا يتعامل مع الناس بشكل مباشر (النبأ 78: 37). إنه يفعل ذلك عن طريق الملاك جبرائيل الذي لا يمكن أن يوجد إلا في مكان واحد فقط في أي وقت (البقرة 2: 97-98؛ الشعراء 26: 193؛ النحل 16: 102). يدعو الإسلام الملاك جبرائيل الروح القدس. لكنه مخلوق محدود مختلف عن الإله الإسلامي. لذلك، لا يتوقع المسلمون أن يتصل بهم إلههم مباشرة أثناء صلواتهم. كما أنهم لا يتوقعون أن يأتي إليهم الملاك جبرائيل ويتحدث معهم. يأمل المسلمون أن يسمعوا من الههم عن طريق جبرائيل في آخر ليلة من صوم رمضان (القدر 97: 4).
تعليم الكتاب المقدس عن الروح القدس مختلف تماما. الروح القدس هو روح الله الحي. إنه الشخص الثالث في الثالوث الالهي الأقدس. ولذلك، فهو حاضر في كل مكان في آن واحد، وقادر على الإتصال بأي عدد من الأشخاص في نفس الوقت.
حث السيد المسيح على الصلاة مرارا في أي وقت، وعلّم أن الله يكافئ الشخص الذي يصلي في الخفاء في غرفته الخاصة، وأنه لا يستمع إلى المنافقين الذين يحبون أن يصلوا أمام الناس حتى يحصلوا على مديحهم (متى 6: 5 -6). المشاركة في الصلوات العامة في الكنائس والإجتماعات الروحية جيدة ومفيدة طالما أنها ليست بدافع المجد الباطل. على العكس من ذلك، أراد محمد أن يصلي المسلمون علنا دائما، وعلّم أن الصلاة المنفردة الخاصة أقل شأنا من صلاة العموم.
صلي السيد المسيح في أي وقت: في الفجر (مرقس 1: 35؛ 6: 46)، وخلال اليوم (لوقا 5: 16)، وفي الليل (لوقا 6: 12). إعتاد أن يصلي وحده، لكن في بعض الأحيان أخذ معه تلاميذه (لوقا 9: 28؛ 22: 39). لم يوصي السيد المسيح تلاميذه أبدا بالصلاة في أوقات محددة خلال اليوم، أو بطقس محدد جامد: “صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ” (تسالونيكي الأولى 5: 17؛ لوقا 18: 1). ما هدد بعقاب من الله لعدم كفاية الصلاة. الصلاة الإسلامية مؤسسة على شكل جامد من الكلمات والحركات الطقسية الروتينية. نهى عن ذلك السيد المسيح قائلا: “وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ” (متى 6: 7).
المؤمن المسيحي هو من أبناء الله بالتبنى. يحبه الله ويعتني به. لذلك، أوصى السيد المسيح مخاطبة الله في الصلاة كأب (متى 6: 9-13؛ لوقا 11: 11-13). هذا يختلف تماما عن العلاقة بين الإله الإسلامي ورعاياه المسلمين، التي هي علاقة السيد بالعبد. الصلاة المسيحية هي وسيلة هامة للإتصال بالله، وعبادته، وتمجيده، وشكره، وطلب غفرانه ومساعدته. تركيزها على الحديث الشخصي مع الله الذي يحب البشر، والذي يمكن الإقتراب إليه بقبول الكفارة التي قدمها الرب يسوع المسيح على الصليب. يمكن أن تُقدم الصلوات لاحتياجات الشخص، أو لاحتياجات الآخرين تعبيرا عن رباط المحبة بين أعضاء الكنيسة الواحدة (لوقا 22: 32؛ تسالونيكي الثانية 3: 1؛ رومية 15: 30؛ يعقوب 5: 16). لكن يجب أن تركز الصلوات على تمجيد ومديح الله، وليس على الطلبات الشخصية.
مارس عرب الجاهلية الصدقة قبل الإسلام. تدعى الزكاة (عمدة السالك، H)، وهي واحدة من أركان العبادة الإسلامية الخمسة (التوبة 9: 60، 20، 34، 35، 41، 103؛ الحجرات 49: 15؛ الصف 61: 10، 11). هي فرض على كل مسلم يملك الحد الأدنى من الثروة التي تتطلبها. تُعطى لمساعدة المحتاجين من المسلمين فقط، ولا تعطى لغير المسلمين أبدا (الفتح 48: 29). بالإضافة إلى مساعدة المسلمين المحتاجين، إنها تمول أيضا حركة الجهاد الاسلامي.
لم يميز السيد المسيح بين الناس من حوله في تلبية إحتياجاتهم الروحية والمادية. أطعم الجياع، وشفى المرضى، وأقام الموتى، وغفر خطايا الرجال والنساء المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء. تدعو المسيحية إلى إعطاء الصدقة لجميع المحتاجين على حد سواء، وليس فقط للمسيحيين المحتاجين (متى 5: 42؛ التثنية 10: 17-18).
أوصى السيد المسيح بالعطاء الخيري في الخفاء: “فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (متى 6: 2- 4). علّم أيضا السيد المسيح أن قيمة الصدقة الصغيرة من شخص فقير أكبر جدا في نظر الله من هبة كبيرة من شخص غني: “وَتَطَلَّعَ فَرَأَى الأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي الْخِزَانَةِ وَرَأَى أَيْضاً أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْنِ. فَقَالَ: بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ لأَنَّ هَؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ اللهِ وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ الْمَعِيشَةِ الَّتِي لَهَا” (لوقا 21: 1-4).
يوجد فرق رئيسي بين الأعياد المسيحية والإسلامية. تحتفل الأعياد المسيحية بذكرى التدخل الإلهي لخلاص البشرية. بينا تحتفل الأعياد الإسلامية بذكرى الإنجازات البشرية. يحتفل عيد الميلاد المجيد بذكرى ميلاد السيد المسيح مخلص البشرية. يحتفل عيد القيامة بقيامة السيد المسيح منتصرا على الموت، الذي يتمم عمله الخلاصي على الصليب. تعترف المسيحية واليهودية بعيد الفصح لأنه عمل الله لإنقاذ أبكار بني اسرائيل من الموت.
يحتفل عيد الفطر بنهاية صوم شهر رمضان، الذي يمثل نهاية تضحية المسلم الشخصية في الصيام. في عيد الأضحى الإسلامي، الذي يأتي بعد رمضان بسبعين يوم، يُقدم حيوان كذبيحة في ذكرى تقديم إبراهيم ابنه كضحية كما أمره الله (الصافات 37: 99-111). يعتبر المسلمون هذه التقدمة ذبيحة خطية (الحج 22: 36-37) على غرار وصايا التوراة لليهود في القديم (عدد 29: 7-11). جميع ذبائح الخطيئة في التوراة ترمز وتشير إلى الكفارة الكاملة الكافية التي قدمها السيد المسيح على الصليب.
( أ ) زواج المحارم
تبنى محمد زيد، أحد عبيد خديجة زوجته الأولى. إشتهى محمد جنسيا كنته زينب بنت جحش، زوجة زيد ابنه بالتبني. تزوجها محمد بعد أن طلقها ابنه زيد بن حريثة. في الواقع، قال محمد قرآنا لمنفعته الشخصية لتبرير خطيئته الجسيمة بالزنا بالمحارم: “. . .لَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا.. . “(الأحزاب 33: 37؛ الطبري، المجلد 8، ص. 2-3). تسمح هذه الآية بما تمنعه المسيحية واليهودية. تحلل الحرام. تحظر اليهودية والمسيحية زواج الرجل من كنته سواء كانت زوجة لابنه الطبيعي أو لإبنه بالتبني: “لاَ يَقْتَرِبْ إِنْسَانٌ إِلَى قَرِيبِ جَسَدِهِ لِيَكْشِفَ الْعَوْرَةَ. أَنَا الرَّبُّ. عَوْرَةَ كَنَّتِكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا امْرَأَةُ ابْنِكَ. لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا” (لاويين 18: 6، 15). عموما، لا يُسمح للمسلمين بتبني الأطفال. وذلك لأن محمد منع التبني في وقت لاحق حتى يضفي الشرعية على زواجه بالمحارم (الأحزاب 33: 4) بعد أن اعترض المجتمع العربي عليه. يسبب هذا ضررا كبيرا لكثير من الأيتام، إذ لا يجدون آباءا للتبني. لكن هذا لا يغير من الحقيقة التاريخية أن محمدا ارتكب هذا الذنب العظيم، خطيئة الزواج (الزنا) بالمحارم انتهاكا لوصايا الكتاب المقدس. ما يجعلها أسوأ بكثير، انه لم يتب عن فعله.
يبيح الإسلام انتهاك حرمة الطفلات جنسيا بذريعة زواج الأطفال. يعتبر القرآن زواج الطفلات أمرا مسلما به عندما يتحدث عن فترة الانتظار المطلوبة بعد الطلاق من أجل تحديد ما إذا كانت المرأة حاملا (الطلاق 65: 4). تزوج محمد، قدوة الإسلام، بعائشة بنت أبي بكر صديقه عندما كانت تبلغ من العمر ست سنوات. مارس معها التفخيذ، ودخل عليها عندما كانت في التاسعة من عمرها، لا تزال طفلة لم تبلغ سن المراهقة بعد (مسلم، النكاح 3309.8-3311؛ فضائل الصحابة 5981.31؛ البخاري، مناقب الأنصار 234.58.5، 236؛ النكاح 64.62.7، 65، 88؛ الأطعمة 88.65.7). وكان يبلغ من العمر 54 سنة، مما يجعله في عمر جدها. إرتكب محمد الفحشاء بانتهاكه حرمة الطفلة جنسيا بذريعة الزواج. زواج الطفلات غير أخلاقي على الرغم من أنه كان مقبولا في تقاليد القرن السابع الميلادي في الجزيرة العربية. هذا السلوك الفاسد قانوني ومقنن في الشريعة الإسلامية. من حق الرجل المسلم أن يجبر ابنته على الزواج بدون موافقتها. الاعتداء الجنسي على الطفلات هو جريمة بشعة يعاقب عليها القانون في الغرب.
لا يوجد حد أدنى لسن الزواج في الإسلام. لا يمكن لطفلة أن توافق على، أو ترفض، الزواج. عندما تنمو سوف تكتشف ببساطة أنها متزوجة. يمنع الزواج المبكر الفتاة من إكمال تعليمها، ويزيد من احتمال الطلاق في وقت لاحق. احتمال الوفاة للفتيات البالغات من العمر 10-14 عاما أثناء الولادة نحو خمسة أمثال الإحتمال للنساء البالغات من العمر 20-45 عاما، لأن أحواضهن غير ناضجة وصغيرة جدا. والعديد منهن يصابون بالشلل عند الولادة. هذا بالإضافة إلى الأضرار العاطفية والنفسية التي تعاني منها الطفلات لأنهن ليست ناضجات بعد للزواج.
الكتاب المقدس يحدد الحد الأدنى لسن الزواج بسن البلوغ (حزقيال 16: 4-14).
يُسمح للرجل المسلم أن يمارس علاقات جنسية مع الإماء وأسرى الحرب، حتى إذا كانت أسرى الحرب متزوجات وأزواجهن أحياءا (النساء 4: 3، 24، 29؛ المؤمنون 23: 5-6؛ الأحزاب 33: 49-50؛ فاطر 35: 50؛ التحريم 66: 1؛ المعارج 70: 29-30؛ عمدة السالك 13.9o). ويشمل هذا الإغتصاب. إغتصاب تلك النساء مُقنن في القرآن والحديث والشريعة (البخاري، المغازي 637.59.5، 459؛ مسلم، النكاح 3371.8، 3373-7، 3384، 3432). مارس محمد نفسه هذا الفجور (الأحزاب 33: 50؛ البخاري، العتق 717.46.3؛ المغازي 512.59.5؛ الأحكام 321.89.9). الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يشجع على جريمة اغتصاب أسرى الحرب من النساء كمكافأة للجنود المسلمين لإنتصارهم على غير المسلمين. لا يزال الرق يُمارس في بعض الدول الإسلامية حتى يومنا هذا.
أجبر محمد صفية بنت حوياي (الأسيرة اليهودية) على الزواج به متجاهلا تماما مشاعرها بالنسبة لقتله أبيها وأخويها وزوجها (البخاري، الصلاة 367.8.1؛ المغازي 522.59.5؛ مسلم، النكاح 3329.8). إغتصبها في مساء يوم تعذيب وقطع رأس زوجها قنانة. يخبرنا كتاب فتوح البلدان للبالاضوري (القرن التاسع)، أنه بعد موت محمد، اعترفت صفية بأنها قد كرهت النبي كثيرا لأنه قتل زوجها وأبيها وإخوتها، قبل اغتصابها. كما أنه أخذ ريحانة بنت عمرو محظية له بعد قتل جميع رجال عائلتها في مجزرة بني قريظة بدون احترام مشاعرها. كرهن محمدا لقتله رجال عائلتهن. لقد اغتصبهن محمد.
اقتداءا بمحمد، قام خالد بن الوليد “سيف الله،” البطل العسكري في العصر الإسلامي الأول، باغتصاب امرأة تدعى ليلى مشهورة بجمالها في ساحة القتال بعد ان قطع رأس زوجها المرتد، وأشعل بها النار، وطهي طعامه عليها.
على النقيض من ذلك ، يوصي الكتاب المقدس بمعاملة أسرى الحرب من النساء باحترام، وينهي عن استغلالهن جنسيا. وإذا تزوجن، يستمتعن بكافة حقوق الزوجة (تثنية 21: 10-14).
يُسمح للرجل المسلم إجبار أمته على ممارسة الدعارة للربح منها. وسوف يغفر له إله الإسلام هذه الفحشاء (النور 24: 33).
ثلاثة أنواع من الزيجات الإسلامية متاحة للرجل المسلم: الزواج المألوف المعترف به في المجتمع والذي يتم تسجيله في المحكمة؛ والزواج العرفي (العقد العرفي) الذي لا يتم توثيقه في المحكمة ولا يقدم أي ضمانات قانونية للزوجة، وعادة يتم سرا بشهود؛ وزواج المتعة (أكثر إنتشارا في المذهب الشيعي) وهو عقد زواج مؤقت بدون شهود يبيح علاقة جنسية قصيرة قد تستمر من ساعة واحدة إلى بضعة أيام (النساء 4: 24؛ البخاري، تفسير القرآن 139.60.6؛ النكاح 13.62.7، 52؛ مسلم، النكاح 3243.8، 3248، 3250، 3261). يدفع الرجل المسلم المهر في مقابل علاقة جنسية. هذا هو بغاء متنكرا بقناع الزواج ويُصدق عليه الإسلام. الجنس في مقابل المال بغاء، وليس زواج. هذا هو إهانة لمؤسسة الزواج، وإساءة وإذلال للمرأة، إذ يجعلها أداة للجنس. نساء مسلمات يغطيهن النقاب من الرأس حتى أخمص القدمين يُعاملن ويتصرفن مثل العاهرات في زيجات المتعة المؤقتة التي يقرها الإسلام. أقر محمد هذا النوع من الزواج في أوقات الحرب عندما كان الرجال بعيدا عن منازلهم. ألغاه عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني، في وقت لاحق. لكن لا تزال الشيعة وبعض السنة تمارسه. وينتهي هذا النوع من الزواج بالطلاق التلقائي في نهاية المدة المتفق عليها في العقد. إذا أدى إلى أطفال، فيأخذون اسم الأم، لأن الأب غالبًا ما يكون مجرد عابر سبيل. لا يقتصر عدد الزوجات في هذا النوع من الزواج على أربعة.
يدين الكتاب المقدس البغاء بكافة أشكاله (لاويين 19: 29؛ التثنية 23: 18).
يخبر صحيح مسلم، النكاح 3428.8، 3425 عن الحادث الذي يشكل الأساس لمبدأ رضاعة الرجال في الإسلام. يروي هذا الحديث أن محمدا أمر امرأة متزوجة، سهلة بنت سهيل، أن ترضع ابن زوجها بالتبني، على الرغم من انه رجل بالغ. على أساس هذا التعليم، كانت عائشة، أصغر زوجات محمد، تطلب من أختها أم كلثوم ومن بنات اخوتها أن ترضعن الرجال قبل أن تقابلهم. رفضت زوجات محمد الأخر القيام بذلك. تحدد آراء إسلامية أخرى القرابة الناتجة من الرضاعة لأول سنتين من حياة الطفل فقط. مع ذلك، تظل الحقيقة أن محمدا قد أمر امرأة مسلمة أن ترضع رجلا بالغا. هذا سلوك غير أخلاقي فاسد، ومخجل ومثير للاشمئزاز في أي مجتمع تحت أي من الظروف. إنه يهين المرأة.
حث محمد المسلمين المهاجرين من مكة إلى المدينة على مهاجمة القوافل المكية ونهبها بدون اي استفزاز. وقد قاد شخصيا ثلاثة غارات من هذا النوع في السنة الأولى له في المدينة. وقال قرآنا يشجع هذه الأعمال اللصوصية (الحج 22: 39-40). فشلت كل غارات المسلمين التي وقعت في غضون الثمانية عشر شهرا الأولى بعد الهجرة أن تنتج أي غنائم. نهب محمد القبائل الثلاثة اليهودية في المدينة. طرد قبيلتين منهما من المدينة، وذبح القبيلة الثالثة. لقد اعتمد الاقتصاد الإسلامي على القرصنة والنهب وتجارة الرقيق.
إستخدم محمد التعذيب للوصول إلى أهدافه. قاده جشعه للمال ألى سلوك همجي وحشي. أمر محمد بتعذيب قنانة بن رابي، أمين الصندوق لقبيلة بني نادر اليهودية، للحصول على معلومات عن مكان كنز القبيلة. تعرض قنانة لتعذيب وحشي بالنار حتى كاد أن يموت. ثم أمر محمد بضرب عنقه. كان لقنانة زوجة جميلة تدعى صفية بنت حوياي تبلغ من العمر سبعة عشر عاما. أخذها محمد لنفسه وتزوجها متجاهلا تماما مشاعرها بالنسبة لقتله أبيها وإخوتها وزوجها (البخاري، الصلاة 367.8.1؛ المغازي 522.59.5؛ مسلم، النكاح 3329.8). يخبرنا كتاب فتوح البلدان للبالاضوري (القرن التاسع)، أنه بعد موت محمد، اعترفت صفية بأنها قد كرهت النبي كثيرا لأنه قتل زوجها وأبيها وإخوتها، قبل اغتصابها.
أمر محمد بالقبض على ثمانية رجال مسلمين من عشيرة أرينه لقتلهم راعي جماله، وسرقة الجمال. ثم أمر بقطع أيديهم وأقدامهم وعدم معالجتها بالكي، وحرق عيونهم بمكاوي ساخنة ثم اقتلاعها. ثم أمر بإلقائهم على صخور الصحراء الساخنة حيث لقوا حتفهم ببطء من النزيف والعطش في حر الصحراء الحارق (البخاري، الوضوء 234.4.1؛ الجهاد والسير 261.52.4؛ مسلم، القسامة 4130.16). هذا تعذيب وحشي، وعقاب في غاية القسوة لجريمتهم. من الهام أن نتذكر أن محمدا نفسه هاجم وسلب القوافل المكية بدون اي استفزاز مباشر، مما أدى إلى قتل أبرياء.
بعد هزيمة قبيلة بني فزاره في 628 م، أمر الزعيم المسلم زيد بن حارثة بقتل أم قرفة، وهي امرأة عجوز زعيمة عشيرتها، بطريقة وحشية جدا. ربطوا رجليها بالحبال بإثنين من الإبل إقتادوهما في اتجاهين متضادين، فانشقت المرأة إلى جزئين. ثم أمر محمد بعرض رأسها المقطوعة في شوارع المدينة.
اقتداءا بمحمد، قام أبو بكر، أول خليفة، بحرق إياس بن عبد ياليل بالنار حيا لخيانته في حرب الردة. كما حرق خالد بن الوليد، البطل العسكري الإسلامي، بالنار بعض المرتدين.
لم يسمح أبدا موسى النبي والسيد المسيح بالتعذيب. لم يأت السيد المسيح لتشويه وتعذيب البشر. لقد جاء ليمنحهم حياة جديدة.
وفقا للشريعة الإسلامية، ينبغي على المسلم أن يكذب في بعض الحالات (التحريم 66: 1). هذا على الرغم من أن القرآن لا يوافق على خداع المسلمين لبعضهم (المومن 40: 28). يشجع الإسلام الكذب في إعطاء توجيهات لشخص يعتزم القيام بعمل خطأ، وفي تسوية الخلافات، وفي الحرب، وفي النزاعات المنزلية، ولكسب ميزات على غير المسلمين (مسلم، البر والصلاة 6303.32؛ عمدة السالك 0.8r، 0.10r).
نشأت التقية في الإسلام الشيعي، لكن يمارسها الآن كافة المسلمين. التقية هي الكذب المنهجي، خصوصا على غير المسلمين، من أجل تقدم الإسلام (آل عمران 3: 28؛ النحل 16: 106؛ البخاري، المغازي 369.59.5). كما أنها تظاهر كاذب متعمد يشجعه الإسلام كوسيلة لإخفاء الايمان الحقيقي للمسلم في أوقات الاضطهاد (البقرة 2: 173، 185، 195؛ النساء 4: 29؛ الحج 22: 78؛ المؤمن 40: 28). تمنح التقية المسلم رخصة لخداع غير المسلم. قد يظهر إسلامي الصداقة لغير المسلمين خارجيا فقط، ولكن ليس باطنا أبدا. قد يبتسم في وجوههم، لكنه يلعنهم في قلبه. تؤدي التقية إلى رسائل مزدوجة خادعة، واحدة للمسلمين مختلفة تماما عما يوجه لغير المسلمين. يوجد في الإسلام اثنين من المعايير الأخلاقية: واحد للتعامل مع المسلمين وآخر للتعامل مع غير المسلمين. في الواقع، يصف القرآن الإله الإسلامي بأنه “خير الماكرين” (آل عمران 3: 54؛ النساء 4: 142؛ الأنفال 8: 30، 43-44؛ يونس 10: 21). لذلك، فإن مبدأ التقية يتفق مع شخصيته. هذا يجعل الكذب والخداع أجزاءا لا تتجزأ من التقاليد والحياة الإسلامية.
شجع محمد أحد أتباعه أن يكذب على عدو يُدعى صُفيان بن خالد من أجل قتله. وتمت الجريمة. أمر محمد بقتل كعب بن الأشرف، أحد زعماء اليهود، باستخدام الحيل والخداع لتأليفه القصائد الساخرة ضده. قتله أربعة مسلمون، وعادوا إلى محمد برأسه المقطوعة (البخاري، الْمَغَازِي 369.59.5؛ مسلم، الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ 4436.19).
يبيح الإسلام للمسلم أن يكذب إذا هدده شيء، وليكتسب ميزة على غير المسلمين. الكذب المسموح للمسلم يتضمن إنكار وإهانة الإسلام ومحمد والمشاركة في شعائر دين آخر. يستطيع أن ينكر إيمانه وإلهه إذا تعرض للتهديد (التوبة 9: 73-74). ويبيح الإسلام للمسلم أن يحنث بيمينه (البقرة 2: 225؛ المائدة 5: 89). يستطيع الكذب بعد حلف اليمين بضمير هادئ طالما أنه يعتقد انه يفعل ذلك لتقدم الإسلام.
تستخدم الجماعات والحكومات الإسلامية محادثات السلام واتفاقات الهدنة لكسب الوقت حتى يتمكنوا من وضع خطط جديدة وتجميع صفوفهم وإعداد أنفسهم لتحقيق النصر العسكري. سوف يكسروا اتفاقاتهم ومعاهداتهم عندما يصلوا إلى مركز أقوى.
يستفيد الإسلاميون من مبدأ التقية في الدفاع عن الإسلام. في الواقع، الترجمات الإنجليزية للقرآن لا تعكس بدقة في بعض الأحيان النسخة العربية الأصلية، ولا سيما عندما تكون الآيات مسيئة لمشاعر ومعتقدات الغربيين. يغيروا معاني بعض آيات القرآن في الترجمة ليجعلوها تبدو جيدة لخداع الغربيين. ويستشهدون بآيات مكية من القرآن تدعو إلى السلام والتسامح تجاه غير المسلمين. هذا هو تحريف كبير للإسلام، لأنهم يعلمون تماما أن هذه الآيات قد نُسخت وألغيت بآيات مدنية غير متسامحة تدعو إلى العنف ضد غير المسلمين. يحاولوا أن يخدعوا الناس حتى لا يروا حقائق الإسلام والشريعة.
على النقيض من ذلك، لا يمكن للمسيحيين أن ينكروا إيمانهم بالسيد المسيح تحت الاضطهاد حتى لو أدى هذا إلى الاستشهاد. قال السيد المسيح: “مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (متى 10: 33؛ مرقس 8: 38؛ لوقا 9: 26؛ 12: 9). “إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا” (تيموثاؤس الثانية 2: 12). بالإضافة إلى ذلك، إله الكتاب المقدس يدين الكذب ويوصي بالصدق، “لاَ تَسْرِقُوا وَلاَ تَكْذِبُوا وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ. وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ” (لاويين 19: 11-12؛ يوحنا 8: 44). يحظر الكتاب المقدس شهادة الزور، “لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ” (خروج 20: 16).
1. الرجم
تأمر سورة النور 24: 2 والبخاري 818.82.8 بمئة جلدة للعلاقات الجنسية بين غير المتزوجين. مئة جلدة يمكن أن تسبب الموت. كما أن الشريعة تعاقب الزناة (المتزوجين) بالرجم حتى الموت (البخاري، الجنائز 413.23.2؛ الحدود 816.82.8؛ مسلم، الحدود 4191.17، 4206؛ عمدة السالك o0.12-o6.12). لا يعطي الإله الإسلامي مجالا للتوبة والرحمة والمغفرة.
غفر السيد المسيح خطايا زانية وأوصاها أن تذهب ولا تخطئ أيضا (يوحنا 8: 1-11). أراد أن يعطيها حياة جديدة وبداية جديدة خالية من الخطيئة.
الإسلام التقليدي التاريخي يتطلب قتل المصابين بالشذوذ الجنسي إما بحرقهم أحياءا، أو بهدم حائط عليهم، أو بألقائهم من على جرف، أو برجمهم (أبو داود 4447.33؛ عمدة السالك o12). وقد يتم جلدهم أيضا. يعامل الإسلام الشذوذ الجنسي كجريمة، بدلا من خطيئة.
على العكس من ذلك، تتعامل المسيحية مع الشذوذ الجنسي مثل أي خطيئة أخرى في احتياج إلى التوبة والغفران والإبراء والتجديد.
يعاقب الإسلام قاطع الطريق ببتر اليد اليمنى والقدم اليسرى، أو بالصلب، أو بالنفي. فيما عدا استثنائات قليلة، يعاقب اللص ببتر يده، حتى لو أرجع المسروقات (المائدة 5: 33، 38). لا يستطيع اللص أن يعمل بعد قطع يده. أدخل محمد في القرآن عقابا بربريا وحشيا وثنيا مارسه العرب في القرن السابع. لم يحاول تحسينه. توبة اللص مقبولة فقط بعد تعرضه لعقاب التشويه (البخاري، الحدود 788.81.8، 792؛ مسلم، الحدود 4178.17، 4188).
الإله الحقيقي للكتاب المقدس لم يأمر أبدا بإلحاق ضرر جسدي كعقوبة لأضرار في الممتلكات. لقد أمر في ناموس موسى النبي بإلحاق ضرر جسدي كعقوبة لضرر جسدي بالآخر (خروج 21: 24)، وضرر في الممتلكات لأضرار في الممتلكات. الوثنيون في القديم هم الذين مارسوا إلحاق أضرار جسدية كعقوبة لأضرار في الممتلكات (الفرس، والأشوريين، وقوانين حمورابي، إلخ).
كلمة الله الحقيقي في التوراة لا تأمر بقطع يد السارق. بدلا من ذلك، ينبغي عليه تقديم تعويضا. إذا لم يستطع، فينبغي عليه أن يعمل لدفع دينه (يُباع كعبد، ويُطلق سراحه بعد ست سنوات (خروج 22: 3؛ 21: 2؛ اللاويين 6: 4)). بعد إطلاق سراحه، ينبغي تزويده بموارد أساسية لمساعدته على بدء حياة جديدة (تثنية 15: 12-14). كان هذا تحسنا كبيرا على قوانين حمورابي، إمبراطور بابل (حكم 1792-1750 ق.م.)، التي عاقبت اللص بقتله إذا لم يتمكن من سداد عشرة أمثال (ثلاثين مثل إذا سرق من القصر) قيمة المسروقات.
يهيء الإنجيل طريقا لإصلاح اللص. ينبغي استخدام يده في عمل منتج نافع، وليس قطعها (أفسس 4: 28).
الخمر ممنوع في البقرة 2: 219 والمائدة 5: 90، لكنه مسموح في النحل 16: 67؛ ومحمد 47: 15 والمطففين 83: 25، 26. الخمر هو مشروب الجنة الإسلامية (محمد 47: 15؛ الدهر 76: 5، 21؛ المطففين 83: 25).
لا تقدم الشريعة الإسلامية أي مساعدة وإصلاح لمدمني الكحول والمقامرين. بدلا من ذلك، تأمر بعقاب الجلد لشاربي الخمور (40-80 جلدة) (مسلم، الحدود 4226.17؛ عمدة السالك 3.16o). تنطبق هذه عقوبة حتى على الذين يشربوا قليلا في المناسبات الاجتماعية ولا يسكروا. يوافق الكثير من المسيحيين على أن إدمان الكحول والقمار خطايا. ولكن لا يمكن لأحد أن يوافق على العقوبات الإسلامية.
ليس الخمر شرا في ذاته، بل الشر هو إساءة استخدامه. في الواقع، شرب الخمر باعتدال له فوائد صحية. تسمح التوراة بالخمر باعتدال (الجامعة 9: 7)، وتأمر بتقديمه قربانا للرب (خروج 29: 40؛ اللاويين 23: 13؛ عدد 15: 5-10؛ 28: 7). يدين العهد القديم السكر، ولكن لا يأمر بعقوبة له (صموئيل الأول 1: 13-14؛ 25: 36؛ صموئيل الثاني 11: 13؛ إشعياء 19: 14؛ 24: 20؛ 28: 1-3؛ يوئيل 1: 5؛ الخ). وبالمثل، يندد العهد الجديد بالسكر (كُورِنْثُوسَ الأُولَى 6: 9-11؛ رُومِيَةَ 13: 13؛ أفسس 5: 18)، ولكن يسمح بالشرب المعتدل (تِيمُوثَاوُسَ الأُولَى 5: 23).
يُشجع الإسلام الرق (النساء 4: 24؛ المؤمنون 23: 6؛ الأحزاب 33: 50؛ المعارج 70: 29-31؛ البخاري، الصلاة 367.8.1 الخ). ولذلك، يتخذ الاسلاميين غير المسلمين، والمسلمين السود كعبيد. لقد امتلك محمد نفسه العبيد وتاجر فيهم (البخاري، المغازي 541.59.5؛ الأطعمة 344.65.7؛ مسلم، البيوع 3901.10). لقد امتلك محمد ما لا يقل عن تسعة وخمسين عبيدا من وقت لآخر، بالإضافة إلى ثمانية وثلاثين خادما. في الإسلام، يُعامل العبيد بجور وبظلم. يُعتبر العبد ملكا لسيده الذي يمكنه أن يتخلص منه بأي طريقة يختارها. إذا قُتل عبد، بدلا من إعدام القاتل، يُقتل عبد بريء في مقابله (البقرة 2: 178). لا يمكن إعدام مسلم لقتله عبد. كما أن شهادة العبد غير مقبولة في محكمة الشريعة. لا يمكن للعبد أن يكون وصيا قانونيا، وكل ما يكتسبه يمتلكه سيده. لا يحصل العبد على جزء من غنائم المعركة حتى لو كان قد اشترك في القتال. يحتاج العبد الى موافقة سيده عند زواجه. من حق سيده أن يجبره على الزواج ضد إرادته وبدون موافقته.
تم الحصول على أعداد هائلة من العبيد الغير مسلمين في الغزوات العسكرية الإسلامية للأراضي الأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، اضطرت بعض الدول التابعة للحكم الإسلامي أن تقدم العبيد سنويا كجزء من الجزية. عندما غزا عمرو بن العاص طرابلس (ليبيا) في 643، أرغم البربر اليهود والمسيحيين على إعطاء زوجاتهم وأطفالهم عبيدا للجيش العربي لدفع جزءا من الجزية المفروضة عليهم. من 652 حتى احتلالها في 1276، اضطرت النوبة على إرسال مجموعة من العبيد سنويا إلى القاهرة. معاهدات مدن ما راء النهر (آسيا الوسطى الإيرانية)، وسجستان (شرق إيران)، وأرمينيا وفزان (المغرب) المبرمة مع الأمويين والعباسيين نصت على إرسال العبيد من الجنسين سنويا إليهم.
جعل القراصنة البربر المسلمون، الذين كان مقرهم في شمال أفريقيا، أجزاءا كبيرة من الساحل الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط غير صالحة للسكن للمسيحيين. وتشير التقديرات إلى أنه ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر إختطفوا واستعبدوا ما يزيد على مليون الأوروبي. أصبحت قرطبة في أسبانيا الإسلامية (الأندلس) مركزا لتجارة الرقيق، حيث تم استيراد مئات الآلاف من العبيد المسيحيين والسلافيين الأوروبيين. بين 1574 و 1681، تم استعباد ثلاثة ملايين مجر مسيحيين في الإمبراطورية العثمانية. ويقدر أن خانة القرم الإسلامية (في جنوب روسيا) استعبدت حوالي ثلاثة ملايين من الأوكرانيين والروس المسيحيين بين عامي 1450 و 1783. تم بيعهم مثل الأغنام إلى العثمانيين في آسيا الصغرى. إزدهرت تجارة الرق في أسواق الرق في كل مدن العالم الإسلامي. كثير من العبيد عانوا من ظروف مهينة وغير إنسانية، ومات الكثير منهم من الإرهاق والأمراض. كانت حالة الإماء يُرثى لها. أُستُخدمت هي وبناتها لإشباع شهوات سيدها الجنسية. وكان يبيعها سيدها عندما يسئم منها، وبذلك تنتقل من سيد إلى آخر. كان من المسموح للجندي المسلم أن يفعل ما يشاء مع أي امرأة غير مسلمة يلتقي بها في مسيرة الجهاد الإسلامي.
من المؤسف حقا أن المسلمين أسياد العبيد اعتادوا أن يخصوا الذكور الأفريقيين السود اللذين أسروهم، لأن ملاك العبيد المسلمين أرادوا أن تكون علاقاتهم الجنسية مع الإماء من النساء والفتيات السود مقتصرة عليهم فقط. هذا هو السبب في أن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإسلامية ليس بهم زنوج أفريقيين اليوم. بدلا من ذلك، بهم عشرات الملايين من الهراري البني البشرة من نسل آباء عرب وأمهات أفريقيات سود. عمل الخصيان الأفريقيون بالكعبة حتى أواخر القرن التاسع عشر. كما أنهم أدوا العديد من الوظائف في الإمبراطوريات الإسلامية.
إنتشرت تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلنطي بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، واشتملت على حوالي 10.5 مليون من العبيد الأفريقيين. من ناحية أخرى، بدأت تجارة الرقيق الإسلامية في الصحراء الكبرى، والبحر الأحمر، والمحيط الهندي في القرن السابع الميلادي واستمرت حتى القرن التاسع عشر. واشتملت على حوالي 17 مليون من العبيد. لم تقم أي مبادرة إسلامية لإلغاء الرق. لم يحاول المسلمون في أي وقت من الأوقات أن يوقفوا تجارتهم في الرقيق. لم تنتهى تجارة الرقيق في العالم الإسلامي نتيجة جهود إسلامية، بل إنتهت بالقوة العسكرية البريطانية. في الواقع، قاوم العالم الإسلامي بشدة الجهود الأوروبية لإنهاء تجارة الرقيق الإسلامية.
توصي التوراة بحماية العبيد (خروج 21: 20-21؛ لاويين 25: 39؛ تثنية 21: 11-14؛ 23: 15-16). كما توصي التوراة بتحرير العبيد اليهود كل سبعة أعوام (لاويين 25: 40-41). ينبع مفهوم حقوق الإنسان من تعاليم الإنجيل. ندد بولس الرسول بتجار الرقيق (تيموثاوس الأولى 1: 10). أدان القادة المسيحيون، مثل غريغوريوس النيصي (335-394)، ويوحنا الذهبي الفم (ت. 407) الرق وطالبوا بتحسين معاملة العبيد. كان بعض الباباوات عبيدا سابقين (كليمنت الأول (92-99)، بيوس الأول (158-167)، وكاليستوس الأول (217-222)). استعادت الكنيسة للعبيد حق الزواج وتكوين أسرة. لفترة من الوقت، ارتفع عدد العبيد بعد الغزوات الجرمانية. تدخلت الكنيسة بتحرير العبيد، والتشريع لمنفعتهم في مجالسها، والمطالبة بمعاملتهم بطريقة إنسانية. كان المسيحيون أول من بدأ جهودا لمكافحة الرق في أواخر القرن الثامن عشر في بريطانيا. انتشرت هذه الحركة إلى بلاد أخرى في أوروبا، وبلغت ذروتها في الولايات المتحدة في الحرب الاهلية الأمريكية (1861-1865) التي انهت الرق في الولايات المتحدة. التعديل رقم 13 للدستور الأميركي (1865) يحظر الرق في جميع أنحاء البلاد.
هناك أدلة على أن الرق لا يزال يُمارس حتى يومنا هذا في الخفاء في بعض الدول الإسلامية، مثل في المملكة العربية السعودية وباكستان حيث أُلغي الرق قانونيا في عام 1962، وفي اليمن وسلطنة عمان حيث أُلغي الرق في عام 1970، وفي النيجر حيث أُلغي الرق في عام2004 . ما زال يُمارس الرق علنا اليوم في ثلاث بلاد إسلامية: السودان ومالي وموريتانيا، حيث يتاجر العرب في العبيد الأفريقيين السود. من الصعب إلغاء الرق في بعض البلاد الإسلامية لأن جذوره وأصوله في القرآن ومثال محمد نفسه. انها لحقيقة تاريخية لا جدال فيها أن الدول الإسلامية لم تحرر العبيد. لقد قام بذلك العالم الغربي المسيحي.
لم يمتلك السيد المسيح ورسله عبيدا ولم يتاجروا فيهم. تعلم المسيحية أن الله لا يفرق بين عبد وحر (أعمال 10: 34؛ يعقوب 3: 17). العبيد والأحرار متساوون أمام الله، “لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (غلاطية 3: 28؛ كولوسي 3: 11؛ كورنثوس الأولى 12: 13). قامت آراء مناهضة للرق في العالم المسيحي منذ العصور الوسطى. الأفكار المسيحية هي التي أدت إلى إلغاء الرق في عالم اليوم.
يعلم الإسلام كسر يمين المرء إذا كان هناك منفعة من ذلك (البقرة 2: 225). إذا وجد المسلم خيارا أفضل بعد حلف اليمين، سُمح له بكسر يمينه واتخاذ الخيار الأفضل وتقديم كفارة (المائدة 5: 89؛ البخاري، الذبائح والصيد 427.67.7؛ مسلم، الأيمان 4054.15). الإسلام يبيح كسر اليمين في مقابل القيام بأعمال خيرية معينة (عمدة السالك o0.20-4).
مارس محمد علاقة جنسية مع مريم المصرية، خادمة زوجته حفصة ابنة عمر بن الخطاب، في بيت حفصة. لقد خان زوجته حفصة. غضبت حفصة جدا عندما عادت إلى بيتها واكتشفت ذلك. حاول محمد تهدئتها بأن حلف يمينا انه لن يلمس خادمتها مرة أخرى. لكنه استمر يشتهي مريم المصرية. لذلك، ادعى أن إلهه قد سمح له بكسر يمينه (التحريم 66: 1-5؛ البخاري، الذبائح والصيد 427.67.7؛ الأحكام 260.89.9).
حنث محمد بيمينه وكسر قسمه (التحريم 66: 2) ومعاهداته (الأنفال 8: 58؛ التوبة 9: 3؛ التحريم 66: 2) مع بني قينوقة، وقريش (معاهدة الحديبية، 628-630)، إلخ (البخاري، الأيمان والنذور 619.78.8؛ الْأَحْكَامِ 260.89.9). في عيني محمد، بررت الغاية الوسيلة مهما كانت وحشية وغدر الوسيلة. هذا يعني أنه لا يمكن جعل اليمين ملزم قانونيا بحسب الشريعة الإسلامية.
على النقيض من ذلك، يحظر الكتاب المقدس بصرامة كسر اليمين (عدد 30: 1-2).
1. تعلم المسيحية أن التجربة تأتي من الشيطان، وأن الله يساعد الشخص الذي تحت التجربة على التغلب عليها إذا ما طلب منه ذلك: “لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً” (يعقوب 1: 13-15). إنتصر السيد المسيح على تجربة الشيطان في البرية (متى 4: 1-11).
يدعي الإسلام أن التجربة قد تأتي إما من الشيطان أو من الإله الإسلامي الذي يستخدم الشياطين لقيادة البشر إلى الضلال حتى يملء الجحيم الذي خلقه (السجدة 32: 13؛ هود 11: 118-119)؟
2. يدعي الإسلام أن الشخص الميت يُعاقب بسبب بكاء ونوح أقاربه (البخاري، الجنائز 375.23.2، 391).
3. عذاب القبر مُوضّح في هذا الموضوع.
4. وفقا للبخاري، الجنائز 460.23.2؛ الأدب 78.73.8، 81، كل أعمال المسلم الصالحة لن تستطيع أن تنقذه من عذاب القبر اذا تلوثت جثته ببوله في قبره.
5. يدعي الإسلام أنه إذا تحدث أحد بالسوء عن آخر، فالجحيم مؤكد للشخص المذموم المُحتقر (البخاري، الجنائز 448.23.2).
6. إدعى محمد أن حرارة نار جهنم تسبب الحمى، ويمكن شفاؤها بالماء (البخاري، بدء الخلق 485.54.4؛ الطب 619.71.7). كما ادعى أيضا أن نار الجحيم تسبب شدة حرارة يوم في الصيف (البخاري، مواقيت الصلاة 514.10.1).
7. يدعي الإسلام أن لبول الإبل قيمة طبية لعلاج الأمراض (البخاري، الطب 590.71.7؛ الوضوء 234.4.1؛ مسلم، القسامة 4130.16). هذا يدل على أن محمدا صدق الخرافات السائدة في الجزيرة العربية قبل الاسلام. المأساة هي أن شرب بول الإبل ليس مفيدا، بل يبدو أنه يؤدي بشكل مباشر إلى تفشي فيروس كورونا. في عام 2012، عانت المملكة العربية السعودية، موطن الإسلام ومدنه المقدسة، من وبأ أحد أنواع فيروس كورونا (MERS-CoV، المعروف أيضًا باسم ” أنفلونزا الجمل”). مات 40٪ من أكثر من ألف سعودي أصيبوا به. شرب بول البعير من أسبابه الهامة التي حذرت منها منظمة الصحة العالمية بشدة.
8. أوصى محمد أتباعه أنه إذا ذهب أحدهم إلى خلاء ليقضي حاجته، فعليه ألا يواجه القبلة ولا يدير ظهره لها، بل يواجه الشرق أو الغرب: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره شرقوا أو غربوا” (البخاري ، الوضوء 146.4.1). كما أوصى أنه عند الوضوء ينبغي استنشاق ماء في الأنف ثم نفخه خارجا. ومن ينظف نفسه بعد قضاء حاجته بحجارة، فعليه أن يستخدم عدد فردي من الحجارة: “رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ثم لينثر ومن استجمر فليوتر وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده” (البخاري، الوضوء 163.4.1).
9. إدعى محمد أنه إذا أكل شخص سبع تمرات في الصباح، فلن يتأثر بالسم أو بالسحر في ذلك اليوم: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر” (البخاري، الطب 671.71.7). كما انه ادعى أن الديك يرى ملائكة عند صياحه، وقد يجلب نهيق حمار الشيطان (مسلم، الذكر 6581.35).
10. إعتقد محمد أنه يمكن للذبابة علاج المرض الذي تنقله. أحد أجنحة الذبابة ملوث بالمرض، والعلاج بجناحها الآخر (البخاري، بدء الخلق 537.54.4؛ الطب 673.71.7). يخبرنا العلم الحديث أن الجناحين متشابهين.
11. إدعى محمد أنه تتحدد المعالم الجسدية للطفل بحسب من يصل إلى الشبق أولا من والديه (البخاري، مناقب الأنصار 275.58.5؛ 546.55.4). يخبرنا علم الوراثة الحديث أن هذه خرافات سخيفة. هذا هو خطأ فادح لأن محمدا ادعى أن جبريل أعطاه هذه المعلومات الخاطئة. كما أنه قد زعم أن جبريل أعطاه القرآن أيضا؟
12. يحذر القرآن “مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” (الفلق 113: 5). علّم محمد أن تأثير العين الشريرة هو حقيقة واقعة (البخاري، الطب 636.71.7). وقال: “العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين…” (مسلم، السلام 5427.26). هذا يعلم المسلمين أن الحسد يؤذي الشخص المحسود.
تُعلم المسيحية أن الحسد خطيئة جدية. لكنه يؤذي فقط الشخص الذي يغار ويحسد. ليس لقوى الشر سلطانا على المؤمنين المسيحيين.
13. إعتاد محمد أن يمتص مياه في أنفه ثم ينفخها خارجا ثلاث مرات لانه إعتقد ان الشيطان يمكث في الجزء العلوي من الأنف طوال الليل (البخاري، بدء الخلق 516.54.4). لا يوجد الشيطان في كل مكان. الإله الحقيقي هو الموجود في كل مكان.
14. يُعلم الإسلام بوجود ملائكة (كائنات من النور) وجان (مخلوقين من النار) (البقرة 2: 177، 97-98؛ الذاريات 51: 56؛ الأحقاف 46: 29؛ الرحمن 55: 15؛ الجن 72: 1-2). كما أنه يُعلم أن الملائكة لا تخطئ، وأن الشيطان هو جن متمرد (الكهف 18: 50 ؛ ص 38: 71-77).
يُعلم الكتاب المقدس أنه توجد ملائكة، ولكن لا يوجد جن، وأن الشيطان هو ملاك رفيع الرتبة سقط في خطيئة الكبرياء: “كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لَكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ” (إشعياء 14: 12-17؛ حزقيال 28: 12-17). لقد خلق الله الملائكة في حالة من البراءة. سقط ابليس وجنوده وأصبحوا أشرارا بأعمالهم الشريرة وتمردهم على الله، قبل سقوط الإنسان. ثم أغوى إبليس آدم وحواء، فسقطا.
15. إعتقد محمد أن إلهه قد خلق النجوم ليستخدمها كصواريخ يلقيها على الشياطين (الحجر 15: 16-18؛ الملك 67: 5؛ الجن 72: 9؛ الصافات 37: 6-10). إعتقد خطأ أن النجوم هي نفس الشيء مثل النيازك.
16. كانت مكة مركزا للحج السنوي في الجزيرة العربية قبل محمد بزمن طويل. وقد قام عرب الجاهلية بجميع مراسم الحج والعمرة للكعبة بكافة تفاصيلها قبل أن يولد محمد بزمن طويل، بما في ذلك الطواف سبع مرات حول الكعبة، والذبائح الحيوانية في وادي مينا، والتدافع الجماعي من جبل عرفات، إلخ.
بالكعبة حجر أسود يقبله المسلمون في شعائر الحج الإسلامية. إشمئز عمر بن الخطاب من هذه الممارسة التي قد تنشر الأمراض المعدية (البخاري، الحج 675.26.2). إدعى محمد أن الحجر الأسود يُحييه (مسلم 5654.30). كان هذا الحجر الأسود في الكعبة قبل زمن محمد عندما كان العرب يعبدون الأصنام الوثنية المصنوعة من صخر وخشب. وكانت تقدسه الديانات الوثنية لعرب الجاهلية قبل الإسلام. في إطاره الفضي، يشبه الأعضاء التناسلية الخارجية (الفرج) للمرأة. إعتاد عرب الجاهلية أن يلطخوا الحجر الأسود بدماء ذبيحة حيوانية. تدعي أسطورة إسلامية أن الملاك جبرائيل أعطى ذلك الحجر لإبراهيم. لكن، على الأرجح، هو قطعة من أحد أصنام الجاهلية. يؤكد الكتاب البيزنطيين أنه كان في الأصل حجرا أسودا للإلهة الوثنية أفروديت التي كانت تُعبد في الجاهلية. تبجيل الحجارة المقدسة كان منتشرا في الديانات القديمة السامية الوثنية. عبد النباتيون في شمال الجزيرة العربية إلههم الوثني دوشارا عن طريق مسلة من الحجر الأسود. كانت الحجارة السوداء المخروطية تُبجل في معبد بعلبك في العصر الروماني الاحق. قديما في مدينة ايميسا بسورية، بجلوا نيزك أسود منتسب إلى إله الشمس.
17. تُستخدم عبارة “صلى الله عليه وسلم” في الإسلام كلما ذُكر اسم محمد (الأحزاب 33: 43، 56). السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى من يصلي إله الإسلام؟ كلمة “يصلي” ليس لها أي معنى آخر غير الصلاة. إنها لا تعني رحمة، ولا تعني بركة (هود 11: 73؛ إلخ). تشير هذه الآيات إلى أن الإله الإسلامي وملائكته يصلوا. من الاكثر ترجيحا، هذه العبارة كانت مستخدمة في دين وثني قديم لعرب الجاهلية ووجدت طريقها الى الاسلام.
على النقيض من ذلك، فإن إله الكتاب المقدس يرفض أي ممارسات وثنية في اليهودية والمسيحية.
18. إذا كان القرآن هو كلام الإله الإسلامي كما يدعي الإسلام، فالإله الإسلامي لا يحب شيئا أكثر من مدح نفسه (الأنعام 6: 1؛ النحل 16: 75؛ الإسراء 17: 1؛ الحشر 59: 23؛ الخ). يؤكد الحديث هذه النزعة والممارسة (البخاري 158.60.6، 161؛ مسلم 6647.37، 6648؛ 986.4). قد يكون المديح الذاتي نتيجة إما كبرياء مفرط (خطيئة الشيطان المميتة) أو عدم الثقة بالنفس الذي في احتياج إلى تدعيم من مصادر خارج كيانه. يحتاج الإله الإسلامي إلى الثناء وعبادة مخلوقاته (الذريت 51: 56). هذا نقص خطير فيه، لأنه يحتاج إلى شيء من مصادر خارج ذاته.
19. فقرات كثيرة في القرآن تتحدث عن أن إله الإسلام هو الشفيع والوسيط الوحيد للمسلمين (الأنعام 6: 51، 70؛ السجدة 32: 4؛ الزمر 39: 44). الشفاعة والوساطة تتطلب ثلاثة أشخاص. شخص يتوسط نيابة عن شخص آخر أمام طرف ثالث. أمام من يتوسط ويتوسل الإله الإسلامي؟ لا يمكن أن يتوسط أمام نفسه لأن هذا يعني انه لا يعرف ما يريد، وهذا يعني أيضا أنه يتحدث مع نفسه؟ هل يشير هذا إلى أنه ليس وحيد الشخص كما يدعي الإسلام؟
السيد المسيح هو الشفيع للمسيحيين أمام عرش الله.
20. يأمر محمد أتباعه بحماية كعوبهم من النار بمسحهم بأيد مبللة (البخاري، العلم 57.3.1). لم يكن هذا بسبب القلق على النظافة. إعتقد محمد أن ألمرء يستطيع أن ينقذ نفسه من نار جهنم بمسح كعبه أو جوربه بيد مبللة بالماء.
21. لعن محمد أعدائه في صلاته (البخاري، فضائل المدينة 113.30.3؛ الجهاد والسير 182.52.4-184؛ الخمس 409.53.4؛ المغازي 297.59.5؛ الإعتصام بالكتاب 445.92.9؛ مسلم، البر والصلة 6297.32). لا عجب أن الشتائم هي تقليد مقبول في المساجد والمجتمع الإسلامي، لأن محمد مارسها. لذلك تُعتبر الكراهية والشتائم أمرا جيدا ومقدسا في الإسلام؟
تعلم المسيحية العكس تماما. إنها تدعو إلى المحبة والمغفرة. قال السيد المسيح: “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ” (متى 5: 44-45). عند موته على صليب العار والألم، صلى يسوع لغفران أولئك الذين صلبوه قائلا: “… يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ…” (لوقا 23: 34).
22. سورة البقرة 2: 65 والأعراف 7: 166 تخبران أن إله الإسلام قد حول اليهود إلى قردة، والمسيحيين واليهود إلى خنازير (المائدة 5: 59-60)؟ لم يحدث هذا قط في التاريخ؟ بالإضافة إلى ذلك، تدعو الأنفال 8: 55 غير المسلمين “… شَرَّ الدَّوَابِّ…”
23. يحرم الإسلام أكل لحم الخنزير (البقرة 2: 173؛ المائدة 5: 3؛ الأنعام 6: 145؛ النحل 16: 115). هذا الحظر على الرغم من أن ثلاثة من مذاهب الشريعة السنية الرئيسية تسمح بأكل السحلية، ومذهبي الشافعي والحنبلي للشريعة يسمحان بأكل الضبع القذر؛ ويسمح المالكي والشافعي بأكل القنفذ. علم السيد المسيح قائلا: “… أَفَأَنْتُمْ أَيْضاً هَكَذَا غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْجَوْفِ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاَءِ وَذَلِكَ يُطَهِّرُ كُلَّ الأَطْعِمَةِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ ذَلِكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً فِسْقٌ قَتْلٌ سِرْقَةٌ طَمَعٌ خُبْثٌ مَكْرٌ عَهَارَةٌ عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ تَجْدِيفٌ كِبْرِيَاءُ جَهْلٌ. جَمِيعُ هَذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ” (مرقس 7: 18-23).
تركز المسيحية على حالة الإنسان الداخلية، نقاء قلبه وحياته الأخلاقية الداخلية الشخصية، وليس على طقوس خارجية شكلية. يدعي الإسلام عكس ذلك، أن مصادر النجاسة والشرور ليست في قلب الإنسان، ولكن في قوى خارجية، وبالتالي يركز الإسلام على طقوس الغسل قبل الصلاة (الوضوء)، والخوف من لمس الأشياء النجسة (لحم الخنزير، والكلاب، والبول، والخمر، والبراز والجثث، وغير المسلمين، إلخ).
24. يدعي القرآن أن الشمس تغرب في عين ماء عكر: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ (ذو القرنين) مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ…” (الكهف 18: 86). إعتقد محمد في المعنى الحرفي لهذه الآية (الزمخشري، كشاف، الجزء الثاني، ص. 743، الطبعة الثالثة، 1987). هذا الإدعاء هو خطأ علمي واضح. يخبرنا العلم الحديث أن الشمس أكبر كثيرا من الأرض ودرجة حرارتها أعلى كثيرا منها. أذا اقتربت الأرض من الشمس، فستحترق وتتبخر من شدة حرارة الشمس. تشبه هذه الفكرة الخاطئة الأساطير المتداولة في وقت محمد.
25. أمر نبي الإسلام بحرق المسلمين الذين يرفضون أداء الخمس صلوات الطقسية اليومية المفروضة ومنازلهم (البخاري، الآذان 626.11.1، 617).
26. كان لمحمد معتقدات خرافية غريبة بخصوص الكلاب. أمر بقتل جميع الكلاب السوداء (مسلم، البيوع 3813.10؛ بخاري، بدء الخلق 540.54.4؛ الخ) لأنه إعتقد أن الكلب الأسود شيطان (مسلم، الصلاة 1032.4). إدعى أنه إذا كان لمسلم كلب أليف، إله الإسلام سيلغي بعض المكافآت السماوية لأعماله الصالحة (البخاري، المزارعة 515.39.3؛ مسلم، البيوع 3815.10). ولن تدخل الملائكة بيته (البخاري، بدء الخلق 539.54.4، 448؛ المغازي 338.59.5؛ مسلم، اللباس والزينة 5246.24). إذا مر كلب أمام المصلين، أبطلت صلواتهم (البخاري 490.9.1؛ مسلم، الصلاة 1032.4). غير محمد موقفه في نهاية المطاف، وعفى عن الكلاب المستخدمة في الحقول وفي الصيد (مسلم، البيوع 3812.10؛ اللباس والزينة 5248.24). المسلمون محرومون من فوائد ملكية الحيوان الأليف.
27. إعتقد محمد أن بعض الجن قد قبلت الاسلام (الأحقاف 46: 29-32) وتحولت الى أفاعي. لذلك، أوصى أنه إذا وجد مسلم أفعى في منزله، فينبغي أن يحذره لمدة ثلاثة أيام. إذا لم يترك الأفعى منزله، فعليه أن يقتله لأنه شرير (مسلم، السلام 5557.26، 5558، 5559؛ الخ). بالطبع، من الخطير جدا ترك أفعى في المنزل لمدة ثلاثة أيام لأنه قد يكون ساما. بدلا من اتباع نصيحة محمد المؤسسة على خرافات، يجب على المسلم الذي يجد أفعى أن يستدعي الشرطة لمساعدته. كما اعتقد محمد أن الجن تأكل العظام وروث الحيوانات (البخاري، مناقب الأنصار 200.58.5). لذلك، أوصى المسلمين ألا ينظفوا أنفسهم بعظام وروث الحيوانات المذبوحة لأنها غذاء الجن المسلم (مسلم، الصلاة 903.4؛ أبو داود، الطهارة 39.1).
28. ألشخص الأشول غير مقبول، لأن محمد اعتقد أن الشيطان يأكل ويشرب بشماله. ينبغي على المسلمين تناول الطعام والشراب بأيديهم اليمنى (مسلم، الأشربة 5008.23). يتساءل المرء عما يحدث لشخص لا يملك اليد اليمنى؟ حقيقة الأمر أن الشيطان لا يأكل ولا يشرب على الإطلاق لأنه روح. الأرواح لا تأكل ولا تشرب.
29. إعتقد محمد ان الشيطان يتبول في آذان الناس (البخاري، التهجد 245.21.2)، وأن التثاؤب من الشيطان (البخاري، بدء الخلق 509.54.4؛ الأدب 242.73.8). الشيطان هو روح. ليس له جسد ولا بول. ولقد إعتقد محمد أيضا أن شيطانا يلتصق بكل شخص، بما في ذلك محمد نفسه (مسلم، صفة القيامة 6757.39، 6759؛ البخاري، الإعتكاف 254.33.3).
30. علم محمد أن لعب الشطرنج ينجس المسلم (مسلم، الشعر 5612.28).
31. يدعي الإسلام أن أرواح الشهداء المسلمين تعيش في أجساد الطيور الخضراء (مسلم، الإمارة 4651.20).
32. إعتقد محمد أن الأحلام الجيدة إلهية، أما السيئة فهي من الشيطان. إذا رأى المسلم حلما سيئا، فينبغي عليه البصق ثلاث مرات على جنبه الأيسر ويستعوذ الله من الشيطان (البخاري، بدء الخلق 513.54.4؛ التعبير 124.87.9، 115، 133؛ مسلم، الرؤيا 5613.29). سيحميه هذا من الأذى؟
33. علم محمد أن آدم كان يبلغ طوله 90 قدما (البخاري، أحاديث الأنبياء 543.55.4؛ الإستئذان 246.74.8). لا يوجد أي دليل على الإطلاق من السجلات القديمة ومن الحفريات أن قامة الإنسان كانت 90 قدما في القديم. هذا التعليم هو خطأ علمي جدي.
34. وفقا للبخاري، الجنائز 340.23.2، موت ثلاثة أطفال قبل بلوغهم سن المراهقة ينقذ والديهم من جهنم إذا استسلما لإرادة الإله الإسلامي. لكن، وفقا لمسلم، البر والآداب 6367.32، فقد اثنين فقط من الأطفال يضمن الفردوس.
35. يمكن أن يؤدي الحج شخصا نائبا عن شخص آخر حيا أو ميتا (عمدة السالك، 10.1j). بذلك يصبح الحج ليس عبادة شخصية، وإنما مجرد طقوس جافة لا فائدة منها على الشخص المسلم أن يؤديها بحسب المتطلبات الإسلامية.
36. يحتم الإسلام الوضوء قبل كل صلاة. إذا لم يتوفر الماء، يتم الوضوء بالرمال (المائدة 5: 6). المشكلة هي أن الرمل لا ينظف أي شيء. لماذا يتم استخدامه في الوضوء؟
37. إعتقد محمد أن جثة الميت المدفونة حديثا تسمع كلام شخص حي يخاطبها، ولكن لا يمكنها الرد عليه (مسلم، الجنة 6869.40). ولذلك، ينبغي تلقين الميت، وتذكيره بالعقيدة الإسلامية (عمدة السالك، w0.32).
38. علم محمد أن المسلمين المقدر عليهم أن يُقتلوا في معركة جهاد إسلامي سوف يموتوا حتى لو بقوا في ديارهم ولم يشاركوا في المعركة (آل عمران 3: 154). هذا لم يحدث قط في التاريخ!
39. علم محمد أن نار جهنم (المطهر) سوف تحرق المسلمين إلى رماد باستثناء علامة السجود على الجبهة التي نتجت من لمس الأرض مرارا وتكرارا أثناء الصلاة. ثم تأخذ الملائكة المسلمين من النار بواسطة علامات السجود، وتعيد تكوينهم من جديد (البخاري، الرقاق 577.76.8؛ التوحيد 532.93.9).
40. إعتقد محمد أن الحجارة تسرق الملابس (البخاري 277.5.1؛ مسلم، الفضائل 5849.30-5850)، وأن الحجارة والأشجار يمكنها الحديث (البخاري، الجهاد والسير 176.52.4-177؛ مسلم، الفتن 6981.41-6985).
41. تنتهي طقوس الحج الإسلامي بطقس رجم الشيطان. يجمع الحاج المسلم الحصى تحت ضوء القمر ليلا في جبل مزدلفة، ثم يذهب في العصر إلى سهل مينى ليرجم ثلاثة أعمدة (رجم الشيطان). تُدعى هذه الأعمدة “الشيطان الأكبر.” هذه الطقوس عديمة الفائدة، لأن الشيطان روح. لا تضره الحصى ولا تؤثر فيه على الإطلاق؟
42. علم محمد أن إله الإسلام سوف يعاقب اليهود والمسيحيين في الجحيم على خطايا المسلمين وتجاوزاتهم بدلا من معاقبة المسلمين (مسلم، التوبة 6665.37، 6666، 6668).
43. وفقًا للمصادر الإسلامية (الإمام مالك، الحلبي، القرطبي، المفتي محمد علي جمعة، إلخ)، وُلد محمد بعد أربع سنوات من موت أبيه المزعوم عبد الله بن عبد المطلب. على الرغم من الأدلة العلمية القاطعة بخطئهم، يصر علماء الإسلام على أن محمدا لم يكن طفلاً غير شرعي (إبن زنى)؟ يدعون أن فترة الحمل هي أربعة سنوات، وليست التسعة أشهر المعتادة. يبقى سؤال بلا إجابة: من هو أبو محمد؟
من الواضح من هذا التحليل أن تعاليم المسيحية والإسلام مختلفة جدا ومتناقضة بالنسبة إلى العقائد الرئيسية والمسائل الأخلاقية. تقدم المسيحية البشرية إلى الأمام. يأخر ويجذب الإسلام البشرية إلى الوراء.
الله الحقيقي القدير الحي لا يعطي دينا جديدا يؤدي إلى تدهور وفساد المستوى الأخلاقي للبشرية، ويدفعه خطوة هائلة الى الوراء:
- من التعليم المسيحي بمحبة وبركة العدو إلى التعليم الإسلامي بالكراهية والانتقام والإغتيال والقتل والإستعباد والاغتصاب والنهب والسلب، إلخ؛
- من وحدة الزوجة في الزواج المسيحي إلى تعدد الزوجات وزواج المتعة المؤقت الإسلامي؛
- من الإحترام المسيحي للنساء والأطفال إلى التعاليم الإسلامية بإذلال المرأة، وختان النساء (تشويه الأعضاء التناسلية للنساء)، وضرب الزوجة، واغتصاب أسرى الحرب، ورضاعة الكبار، وانتهاك حرمات الطفلات بذريعة زواجهن (زواج الطفلات)؛
- من التسامح المسيحي الى عقوبات الشريعة الإسلامية الوحشية ببتر أطراف الجسم والجلد والرجم؛
- من حرية الضمير في المسيحية إلى الاضطهاد الإسلامي والدين بالإرغام؛
- من الجنة الروحية المسيحية الى الجنة الإسلامية الجسدية المؤسسة على شراهة الطعام والجنس؛
- من المبادئ الأخلاقية المسيحية المغروسة داخليا في أعماق قلب الإنسان إلى سطحية قوانين الشريعة الإسلامية والطقوس الجافة التي لا تجدد قلب الإنسان من الداخل؛
- من الصدق والأمانة المسيحية إلى خداع التقية الإسلامي والحنث باليمين؛ الخ.
يقدس الإسلام ما هو دنيوي دنس. يبيح الكثير من الفجور. إنه يفشل في التمييز بين الماديات والروحيات. أنه لا يعترف بالمستويات التدريجية من الأخلاق والروحيات. لا يفهم الإسلام مبدأ إرادة الله التي تملك على قلب المؤمن، ملكوت السموات الداخلي في نفس المؤمن. الطبيعة المادية للتعاليم الإسلامية لا تسمح بالطبيعة الروحية لملكوت السماوات وفرديته. لا يلبي الإسلام عطش وشوق النفس البشرية للحب الإلهي، والغفران، وضمان الخلاص. التدهور الاقتصادي والتأخر الفكري والتخلف الثقافي يميز الدول الاسلامية التي تصر على مراعاة تقاليد وعادات القرن السابع لبدو الجزيرة العربية. الإسلام هو أثقل سلسلة قيدت البشرية في كافة الأزمنة.
لقد انتشر الإسلام بقوة سيف محمد وأتباعه من بعده، وبالإغراءات المادية الجذابة لأحط رغبات ودوافع الإنسان للغزو والجنس والنهب والكبرياء. إنها لحقيقة تاريخية أنه ،باستثناء بعض الجزر الإندونيسية، لم تقبل أي أمة على وجه الأرض الإسلام طوعا. الإسلام هو مذهب سياسي، أكثر منه دينا. إنه مذهب سياسي مغطى بقشرة رقيقة خادعة من الطقوس الدينية السطحية العقيمة التي لا تجدد قلب الإنسان من الداخل. ينطبق على هذا المثل الشائع الذي يقول: “يصلي الفرض، وينقب الأرض.” يفعل الشر بعد أداء الصلاة الطقسية الإسلامية لأنها لم تمس قلبه من الداخل. الإسلام هو حركة سياسية فاشية تشبه الشيوعية والنازية إخترعها نبي الإسلام وأتباعه. هو أداة قوية من الهيمنة والتسلط لأنه، على عكس الشيوعية والنازية، يدعي سلطة إلهية، مما يجعله أكثر خطورة منهم. هدف الإسلام ليس خلاص النفوس، بل هو بناء إمبراطورية عالمية. الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يدعو إلى الأعمال الغير أخلاقية الشريرة الإجرامية التالية:
1. الإسلام يأمر بالعنف ضد غير المسلمين وقتالهم داعيا ذلك جهادا لأسلمة سكان البلاد المحتلة. الفعل الأقصى للعبادة في الإسلام هو قتل غير المسلمين باسم إله الإسلام. الشريعة الإسلامية لا تفرض عقوبة الإعدام لهذه الجريمة.
2. يفرض الإسلام عقوبة الإعدام على الرجال المسلمين المرتدين الذين يتركونه، ولا يعاقب الفقهاء الذين يحرضوا على قتل المرتد. ينقل هذا الإسلام من مجال الدين إلى مجال الأيديولوجية السياسية الاستبدادية.
3. يبيح الإسلام ويشجع جنوده على ارتكاب جريمة إغتصاب أسرى الحرب من النساء، حتى المتزوجات منهن، كجزء من مكافأتهم لقهر غير المسلمين.
4. يبيح الإسلام انتهاك حرمة الطفلات جنسيا بذريعة زواج الأطفال.
ينكر الإسلام النعمة والرحمة اللتين جلبهما السيد المسيح، وبذلك يأخر البشرية حوالي 2000 سنة إلى عصر الخوف والانتقام والموت. يناقض الإسلام إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (1948) لإصراره على حق الإنسان في اختيار دينه (حرية الدين) وحرية كل البشر والمساواة بينهم في الحقوق والكرامة.
لا تستند جذور الإسلام إلى سجلات تاريخية أصلية قديمة قوية. تُظهر السجلات التاريخية لعرب منتصف القرن السابع الميلادي أنهم لم يُشار إليهم كمسلمين، ولم تشير أبداً إلى القرآن، كتابهم المقدس، ولم تذكر أبداً اسم محمد نبي الإسلام، ولم تشير أبداً إلى مكة، ولم تذكر أنهم قد صلوا في إتجاه مكة؟
بحسب الإدعاءات الإسلامية، نشأ الإسلام في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي. لم يكن محمد مؤمنا يهوديا أو مسيحيا. كان وثنيا عبد الأصنام لمدة أربعين سنة على الأقل. الإسلام مبني على الجذور الوثنية لعرب الجاهلية. الى حد كبير، معظمه وثنية مُعاد إنتاجها. بالإضافة إلى ذلك، اقترض باستفاضة من اليهودية، وإلى حد أقل، من المسيحية والزرداشية. يشبه مبنى مُشيد على أسس ضريح وثني قديم، واستُخدم لبنائه مواد من كنيسة ومعبد يهودي قريب. المبنى مسجد ذو تصميم وهوية خاصة به. هو ليس كنيسة ولا معبد يهودي تم تجديده.
وحي محمد المزعوم ليس متفقا وليس منسجما مع قرون من الوحي الإلهي السابق لكثير من الانبياء القديسين، الذين أعلنوا العهد الأبدي لإله التوراة والإنجيل مع البشرية، الذي خُتم بدم المسيح (عبرانيين 13: 20). في الواقع، وحي محمد المزعوم يناقض خطة الله لفداء وخلاص الجنس البشري. بدأ إله التوراة والإنجيل تنفيذ خطته لخلاص البشرية منذ آلاف السنين بعد سقوط آدم وحواء في جنة عدن القديمة. ولقد تمت خطة الخلاص بواسطة ابنه المتجسد يسوع المسيح. قال السيد المسيح من على الصليب: “… قَدْ أُكْمِلَ…” (يوحنا 19: 30). بعد إتمام الفداء والتكفير عن البشرية الساقطة على الصليب، ليست هناك حاجة لأنبياء يعطون ديانات جديدة. تؤكد نبوات الكتاب المقدس بشأن الدينونة النهائية بشكل قاطع أن “إِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ” (رؤيا 20: 10).
في مجيئه الأول، جاء السيد المسيح ليمنح شفاءا وتجديدا روحيا للذين يقبلونه، وليس لإدانة الذين يرفضونه، وليس لبناء امبرطورية عالمية. وقد قال: “وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ” (يوحنا 12: 47). جاء ليبني، وليس ليدمر. في مجيئه الثاني، سوف يعود في مجد وقوة ليدين الأحياء والأموات، بما فيهم محمد، الذي أعلن أنه نبي الإسلام. يدين الكتاب المقدس ويندد بالتعاليم التي تتعارض مع التعاليم المسيحية: “وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا” (غلاطية 1: 8).
في مجيئه الأول، حقق السيد المسيح أعظم انتصار في تاريخ البشرية. هزم الخطيئة والموت الروحي، الأعداء الحقيقيين للبشرية. ملكه روحي عالمي، ولكنه لا يُفرض على أي شخص بالإرغام والقهر. ملكوته لا يعتمد على، ولا يرتبط بأي قوة سياسية أرضية. في الانجيل، يقدم الله الحياة الأبدية مع المسيح لجميع الذين يقبلونه ربا ومخلصا لهم. تستمر هذه الدعوة حتى المجيء الثاني للسيد المسيح. “هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ. أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ” (رُؤْيَا 1: 7-8).
كانت مريم، أم يسوع، قديسة عذراء. بينما كانت أم محمد امرأة وثنية تعبد أصنام الجاهلية، وتمارس السحر الأسود مصيرها الجحيم (مسلم 2130.4). كان يسوع تقيا ورعا طوال حياته. بينما عبد محمد الأصنام الوثنية حتى بلغ سن الأربعين من عمره، وارتكب شرورا جدية هائلة. كان يسوع رجل محبة وسلام ورحمة ومغفرة. كان محمد رجلا عنيفا دمويا لا يفارقه سيفه؟ يسوع يتفوق بكثير على محمد في كل ما يقوله القرآن والحديث عن محمد. هو في مرتبة أعلى وأرفع بكثير من محمد.
سعى محمد، نبي الإسلام، وراء مصالحه وطموحاته الدنيوية الأنانية، فحصل على السلطة والثروة وكثير من النساء. ضحى بنفوس الآخرين لبناء امبراطوريته الدنيوية. ماذا فعل محمد من أجلك؟ على النقيض من ذلك، لقد ضحى السيد المسيح بحياته من أجلك على الصليب لكي ينقذك من اللعنة الأبدية ويحررك من عبودية الخطيئة والفساد الروحي، لأنه يحبك. هل ترحب به في قلبك وحياتك كربك ومخلصك اليوم؟
المسيحية هي الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى حياة الشركة مع الإله الحقيقي الحي القدير. الإسلام لا يؤدي إلى هذا. قال السيد المسيح : “… أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي”(يوحنا 14: 6). يسوع يحبك. لقد ضحى بنفسه على صليب العار والألم ليخلص نفسك من العذاب الأبدي. وهو يبحث عنك قائلا: “هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي” (رؤيا 3: 20). هل تفتح له باب قلبك اليوم؟ إذا قبلته ودعوته ان يأتي الى قلبك وحياتك كربك ومخلصك، سيغير مجرى حياتك من الداخل إلى الأبد. سيأخذك معه في رحلة مثيرة إلى الحياة الأبدية والنور الإلهي. قال السيد المسيح: “… إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ… سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ” (يوحنا 14: 19، 27). من ناحية أخرى، إذا رفضته أو عاملته على أنه مجرد نبي آخر، تفصل نفسك من الله الحي الحقيقي إلى الأبد، وتسكن في الظلام الخارجي والعذاب الأبدي. يمكنك أن تبدأ حياتك الجديدة مع السيد المسيح الآن بترديد هذه الصلاة القصيرة التي تعبر عن إيمانك الجديد والتزامك أن تسير معه:
ربي الحبيب يسوع المسيح، إني أومن بك كإبن الله الحي، الذي تجسد، وصُلب، ومات، وأقامه الله من بين الأموات. أرجو أن تغفر لي خطاياي. أثق بك تماما لخلاص نفسي. أدعوك إلى قلبي. قدس حياتي كربي ومخلصي الشخصي. إنني أنبذ الشيطان وكل أعماله، بما في ذلك الإسلام. إنني أتحد بك يامسيحي. أومن بك كملِكي وإلهي. إنني أعبد الأبّ والإبن والروح القدس، الثالوث الأقدس، إله واحد في الجوهر وغير منقسم.
في العصور القديمة، بعد أن أعطى موسى النبي وصايا الله لشعبه، قال لهم: “أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ. البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لِتَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ” (تثنية 30: 19). لعل الإله الحي الحقيقي يهديك لاختيار الحياة على الموت، النور على الظلام، التجديد الروحي على الفساد، الحرية على العبودية، المحبة على الكراهية، والسلام على النزاع؟ السيد المسيح حي في السماء، ويتدخل حسب ما يتطلبه الموقف هنا الآن على وجه الأرض. لبي دعوته لك. قد مات محمد ودُفن في المدينة ولا حول له ولا قوة. إتبع الحي، وليس الميت. الأمر متروك لك.
موقع الايقاظ