Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

سلوقس الأول مؤسس الأمبراطورية السلوقية

$
0
0
سلوقس الأول مؤسس الأمبراطورية السلوقية
سلوقس الاول
سلوقس الأول
السلوقيون

هم سلالة هلنستية ترجع تسميتها إلى مؤسس الأسرة الحاكمة للدولة السلوقية سلوقس الأول نيكتاروس او نيكاتور وتعريبها الظافر. 

عُرف سلوقس المؤسس في شبابه بشجاعته وقوته فقد خَلِف والده في جميع الصفات العسكرية المميزة، ربطته بحاكم مقدونيا “ألاسكندر” علاقة عسكرية وإنسانية، فقد بقي وفياً له حتى بعد مماته.

كما عرف في فترة حكمه بنشاطه وخَلقه للإمبراطورية السلوقية، التي اكتسبت أكبر توسع وازدهار أثناء حكمه كما اهتم بإدارة أراضيه وبناء مدن جديدة،  بعضها زاهرة اليوم، وعُرفَ عنه تشجيعه للبحث العلمي والعسكري في الوقت ذاته. 

بدايات سلوقس الأول

ولد سلوقس الأول عام 358 قبل الميلاد في يوروبوس بمقدونيا، لوالده أنطيوخوس وهو أحد القادة العسكريين المتميزين في جيش فيليب الثاني المقدوني والد الاسكندر،  وقد نشأ مع والده في محيط القصر المقدوني وبدأ منذ صغره بتعلم فنون القتال والقيادة، فبرز مع بداية عمره العشرين كمقاتل حربي لا يُستهان به.

حياة سلوقس الأول الشخصية

في عام 324 ق.م،  وبعدما اكتسح بلاد فارس أمر الاسكندر المقدوني  بحفل زفاف جماعي في بلاد فارس لتوحيد شعوب مقدونيا وبلاد فارس. وكان  في ذلك منفذاً لحلم ووصية  معلمه القيلسوف ارسطو بإقامة أمبراطورية عالمية واحدة تسودها الثقافة الهلينية.

وفي هذه المناسبة، تزوج سلوقس من أباما ابنة سبيتامين “حاكم باكتريا”، ورزق الزوجان بولدين هما “أنطيوخوس الأول، وأخيوس”، كما تزوّج للمرة الثانية من “ستراتونيس ابنة “ديميتريوس الأول” ورزقا بابنة هي “فيلا الثانية”.

بداية حياة سلوقس

كما هو الحال مع الخُلفاء الآخرين للإسكندر، كان سلوقس ابن أحد النبلاء المقدونيين، أحد جنرالات الملك فيليب الثاني والد الاسكندر الأكبر. في حين لا يُعرف سوى القليل عن عائلته، يتحدث المؤرخون عن حلم راود والدته وقد  اعلمته به حيث أنّهُ لم يكن ابناً لأنطيوخوس بل حملت به من الإله اليوناني ابولو. في الحلم تلقت خاتماً فريداً منقوشاً برمز مرساة. ووفقاً للأسطورة، ولد سلوقس بنفس رمز المرساة في شكل وشم على فخذه. هذه الغرابة في الولادة قادتهُ إلى المطالبةِ لاحقاً بمُلكية إلهية. ومع ذلك ، يعتقد البعض أن القصة بأكملها هي تلفيق، وكان يرغب ببساطة في محاكاة ادعاء الإسكندر المماثل بالألوهية. على الرغم من أن علاقته بالإسكندر ليست معروفة تماماً، اتبع سلوقس مسيرة الملك المقدوني الشاب الاسكندر الأكبر لغزو الإمبراطورية الفارسية، وهزيمة داريوس الثالث (حكم 336-330 قبل الميلاد) في عدد من  المعارك، وأخيراً اكتسح الإمبراطورية الفارسية الأخمينية بحلول عام 330 قبل الميلاد.

اليقين الوحيد فيما يتعلق بدور سلوقس الأول في الحملة الفارسية هو أنه كان أحد قادة الهيباسبيستس او الدروع الفضية. كان هذا الحرس المنتخب بمثابة حاجز بين سلاح الفرسان والمشاة – وهو نوع من قوة شرطة النخبة في ايامنا، وقد تم اختيار كل فرد من قوة الدروع الفضية بعناية على أساس فردي ليس فقط لمكانتهم الاجتماعية (كان هنالك فرقة الدروع الفضية العادية والملكية) ولكن أيضاً لقوتهم البدنية وشجاعتهم. كان جنود الدروع الفضية معروفين بحركتهم البارعة وغالباً ما استُخدِموا في المهام الخاصة في التضاريس الوعرة وكذلك في المواقف التي تتطلب القتال القريب.

القليل قد ذُكر عن وجود سلوقس في المصادر القديمة قبل معركة هيداسبس ضد الملك بوروس ملك الهند. (326 قبل الميلاد). فقبل المعركة، عندما عبر الإسكندر وقواته نهر هيداسبس واستعدوا للقاء الملك الهندي وفيله، غيّر الإسكندر من انتظامه الدفاعي الطبيعي. قام بمركزة رُماتهِ (أكثر من 1000) قبل فرسانه الكومبانيون – وكان هذا بمثابة غطاء ضد الفيلة. وتبعهم المشاة والفرسان المتبقون وأخيرا سلوقس وفرقة الدروع الفضية. كان خطة الانتشار التي وضعها الاسكندر عسكرية ومدروسة باحكام. كان يريد تجنب وضع فرسانه مباشرة  بمواجهة الفيلة. لحسن حظ الإسكندر ورجاله ، أثبتت الأفيال عدم فعاليتها ، مما تسبب في الواقع في إلحاق ضرر أكبر بالهنود من المقدونيين.

عندما تحرك الإسكندر عبر آسيا لمحاربة الفرس من جرانيكوس (334 قبل الميلاد) إلى إيسوس (333 قبل الميلاد) وغوغاميلا (331 قبل الميلاد)، كان يأمل في توحيد العالمين ضمن امبراطوريته، ونشر الثقافة الهلنستية كما اسلفنا. ومع ذلك ، أثبتت معركة هيداسبس أنها آخر صراع كبير للإسكندر. وقال انه لن يذهب ولا يمكن أن يذهب أبعد من ذلك. بعد هزيمة الملك بوروس في الهند، امتنع رجاله عن الذهاب أبعد من ذلك، ما أُجبر الإسكندر على العودة إلى بابل. وأثناء وجوده هناك كان عليه أن يتصالح مع التمردات المتتالية، ليس فقط من قبل المقاطعات الفارسية ولكن أيضا من قبل العديد من رجاله. كانوا مستائين من وجود الفرس داخل الجيش وإجبارهم على اتخاذ زوجات فارسيات. (فقط سلوقس احتفظ بزوجته الفارسية أباما). توفي الإسكندر في عام 323 قبل الميلاد قبل أن يتم حل العديد من هذه المشاكل.

موت الإسكندر

لم يظهر اسم سلوقس  بين أولئك القادة والعسكريين الذين اختاروا التمرد ضد الإسكندر، إلا أنه ذُكر قبل وفاة الإسكندر مباشرة.

كان السؤال الذي طرح نفسه بين جنرالاته: “ماذا تفعل بجسد الملك الساقط إذا مات”.

يذكر المؤرخ بلوتارخ في كتابه حياة الإسكندر سلوقس مرة واحدة فقط عندما كتب: “في هذا اليوم أيضا تم إرسال بايثون وسلوقس إلى حرم سارابيس لسؤالهما عما إذا كان ينبغي عليهما إحضار الإسكندر إلى هناك، لكن الإله أخبرهما أن يتركاه حيثما كان. ثم توفي في وقت متأخر من بعد ظهر يوم الثامن والعشرين”.

مع وفاة الاسكندر، كان مستقبل امبراطوريته الشاسعة التي اسسها في حالة خراب!!! من سيحكم؟ يختلف المؤرخون حول ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم. على الرغم من أن معظمهم يشيرون إلى أن الاسكندر كان صامتاً أو غير قادر على الكلام، إلّا أن البعض يدعي أنه لم يذكر أي شخص على وجه التحديد، فقط قائلاً إن خليفته كان الأقوى. نصح أحد جنرالاته، بيرديكوس، الآخرين بتأجيل اتخاذ قرار حتى ولادة طفل الإسكندر (ألاسكندر الرابع في المستقبل) من قبل زوجته روكسان. اختار بطليموس عدم الانتظار، وقاد المعركة من أجل تقسيم الإمبراطورية بين الجنرالات الباقين على قيد الحياة. خسر بيرديكوس الحجة وانقسمت الإمبراطورية وبدأت حروب ديادوتشي أو  ماتُعرف بحروب الخُلفاء. كانت التحالفات التي تشكلت بعد الانقسام هشة في أحسن الأحوال، وستستمر الحرب لمدة 50 عاما أخرى.

حروب الخُلفاء

كان سبب رغبة بطليموس في تقسيم الإمبراطورية أنانياً، لأنه حقق هدفاً طويلاً واستحوذ على مصر. في حين أنه أثبت أنه “فرعونٌ” مُتمكّن ومقتدر، كان أحد أعماله الأولى هو اختطاف جثة الإسكندر وإحضاره إلى مصر. كان بيرديكوس ،الذي رأى نفسه الخليفة الحقيقي للإسكندر، قد خطط لشحن جثة الملك إلى مقدونيا حيث كان يجري بناء قبر خاص. ومع ذلك، سرق بطليموس الجثة فور وصولها إلى دمشق. أدى هذا الإجراء إلى حرب فورية وطويلة بين بيريديكوس وبطليموس. على الرغم من أنه خدم كضابط تحت قيادة بيرديكوس ووقف في البداية إلى جانبه، إلا أن سلوقس انقلب ضده وانحاز إلى بطليموس. حتى أن بعض المؤرخين يعتقدون أنه شارك في اغتيال بيريديكوس. كمكافأة على مساعدته، تم تعيين سلوقس حاكماً على بابل من قبل أنتيباتر.

بسبب الغيرة والطموح بين الخُلفاء الآخرين، لم يتمكن سلوقس من الحفاظ على حدود مقاطعته، وعندما غزا أنتيغونوس الأعور بابل، فرَّ سلوقس إلى مصر في عام 316 قبل الميلاد، طالباً المساعدة واللجوء من بطليموس. في عام 312 قبل الميلاد، وبمساعدة بطليموس وكاساندر وليسيماندير، تمكّن سلوقس من هزيمة أنتيغونوس في معركة غزة واستعادة أراضيه المفقودة.

حقائق عن سلوقس الأول

لُقب القائد العسكري سلوقس الأول ب “نيكاتور”  وفي بعض الترجمات (نيكتاروس) وهي بمعنى ” الظافر او المنتصر” لكثرة انتصاراته في المعارك التي شارك فيها. في عام 305 ق.م  أثناء إبرام الاتفاقية بين سلوقس وامبراطور الهند،  فقد قيل إن هذه الاتفاقية احتوت على شرط زواج أيضاً، لكن الأمر بقي مخفيّاً بعض الشيء!!! فعندها وافق سلوقس على ارسال ابنة من ممالكه إلى الهند لإتمام مراسم زفاف معيّن إلا أن تفاصيل هذه الشروط ليست معروفة إلى الآن. في عام 294 ق.م وقعت فضيحة مثيرة بحق سلوقس. فقد وقع ابنه أنطيوخوس في حب زوجة أبيه الجميلة “ستراتونيس” والمفاجأة أن سلوقس قد أعطاه ستراتونيس وعينه القائد الأعلى للقوات العليا وشريكاً حاكماً.

أنطيوخوس الأول استولى على رماد والده بعد وفاته وأحضره إلى سلوقية، وأمر بتكريمه كزيوس نيكاتور.

وقد تم العثور على تمثال نصفي من البرونز لسلوقس في هيركولانيوم “في إيطاليا” وهو الآن في نابولي.

إنجازات سلوقس الأول

في بدايته شارك الملك “الاسكندر المقدوني” ابن الملك فيليب الثاني في معاركه وكان قائداً عسكرياً في صفوفه،

ففي عام 326 قبل الميلاد قاد المشاة المقدونية ضد ملك بوروس في الهند في معركة على نهر هيدبيس، وشاركه في عدة معارك وحروب إلا أن توفّى الاسكندر المقدوني في عام 323 ق.م.

بعد وفاة الامبراطورالاسكندر الأكبر لم تُنسب أي من الولايات المقدونية لسلوقس في حكمها، على عكس التوقعات،

وفي عام 321 ق.م اتفق الخلفاء بإعادة عهد ولاية بابل له  كونها التي شكلت دعماً عسكرياً كبيراً استخدمه سلوقس لمحالفة ودعم أنتيغونيوس مونوفثالموس ضد قائد آخر يدعى يومينس، إلا أن أنتيغونيوس كان يطمح للاستيلاء على خلافة الاسكندر بكاملها لذلك وبعد أعدام يومينس هاجم سلوقس أيضاً رغم مساندته له، فأُجبر سلوقس على الهروب والاستعانة بحاكم مصر “بطليموس”.

من عام 316 إلى عام 312 ظل سلوقس في خدمة بطليموس، وعندها أخذ زمام المبادرة لتشكيل تحالف بين أكبر القادة ” بطليموس وليسماتشوس وكاساندر” ضد أنتيغونيوس، وفي حرب التحالف الناتجة بين عامي “311_315” أصبح سلوقس أحد جنرالات بطليموس وقاد معه المعارك الكثيرة.

في عام 312 قاد سلوقس مع بطليموس معركة هزمت قوة ديميتريوس “ابن أنتيغونيوس” في معركة غزة في جنوب سورية، وفي آب 312 ق.م تمكن من استعادة بابل بجيش صغير فقط، ليمثّل هذا الفتح بداية عهد السلوقيين.

الذي يرجع تاريخه إلى ديوس 1 “أتشرين الاول” 312 ق.م في التقويم المقدوني ونيسان 1 “3 نيسان” 311 ق.م، في التقويم البابلي.

وبعد ذلك أمر أنتيغونيوس أحد قادته بغزو بابل من الشرق وابنه ديميتريوس بمهاجمتها من الغرب، إلا أنهم هُزموا ولم ينجحوا بإخراج سلوقس من بابل، وفي عام 311 ق.م خضع أنتيغونيوس لمعاهدة سلام مع أعدائه لكنّه لم يتم تضمين سلوقس في هذه المعاهدة. لكنهم فشلوا في طرد سلوقس.

في عام 305 ق.م، اتبع مثال الخلفاء الآخرين وتولّى لقب الملك كما شرع في توسيع مملكته في جميع أنحاء الشرق الإيراني حتى الهند، ولكن تقدمه توقف في نهاية المطاف من قبل Chandragupta “مؤسس إمبراطورية موريان في الهند”، تحت اتفاقية أبرمها الامبراطوريين، ووافق سلوقس على تنازلات إقليمية مقابل 500 فيل.

التطورات في الغرب كانت أيضا عاملا في دفع سلوقس إلى إنهاء حملته في الهند (303 ق.م). وقد انضم إلى ائتلاف شكله بطليموس وكاساندر وليسماتشوس مجددًا ضد أنتيغونيوس وديمتريوس.

في شتاء عام 302 ق.م، عاد سلوقس إلى آسيا الصغرى، ومع كاساندر وليسماتشوس، هزم أنتيغونيوس في معركة إبسوس (301 ق.م). قسم المنتصرون أراضي عدوهم فيما بينهم، فمُنِح سلوقس سورية.

وعادت المعارك الطويلة بين سلوقس وبطليموس بعد ما استطاع بطليموس احتلال الجزء الجنوبي من سورية، “أثناء معركة سلوقس مع أنتيغونيوس”، وبعد نجاحه في قسم كبير من هذه المعارك رفض سلوقس فرض مطالبه، وقام فقط بنقل عاصمته من سلوقية على نهر دجلة إلى أنطاكية التي كانت قد تأسست حديثاً على العاصي بين عامي “301-300″ق.م.

في عام 285 ق.م، استولى سلوقس على سجين ديميتريوس، وبالتالي أحبط محاولته في غزو آسيا، واحتجزه في أفاميا، حيث توفي في عام 283 ق.م. وبعد ذلك، تدخل سلوقس في انشقاقات عائلة ليسيماتشوس، الذي اغتيل ابنه أغاثوكليس.

وفي شباط 281 ق.م، سقط ليسيماتشوس في معركة ضد سلوقس في كوروبيديوم، وسيطر سلوقس على مملكة ليسيماتشوس، وعندها اقترب من تحقيق هدفه بإعادة تأسيس إمبراطورية  الاسكندر، وعبر أوربة للدخول إلى مقدونيا، لكنه مع نهاية آب أو بداية ايلول قُتِل على يد بطليموس سيرانوس “ابن بطليموس حاكم مصر”.          

 

امتداد الإمبراطورية السلوقية في أقصى إتساعها باللون الأصفر

الامتداد

غنم  الاسكندر المقدوني أراضي الأمبراطورية الاخمينية وكانت حصّة السلوقيين الجزء الأكبر منها بعد قسمة موته، فيما عدا  مصر التي نالها  البطالسة، وهكذا كانت حدود الدولة السلوقية:

  • شرقاً: دولة ماوريا في الهند
  • غرباً: الدولة المقدونية في  اليونان
  • شمالاً: المملكة الاغريقية الباخترية
  • جنوباً: شبه الجزيرة العربية،  ومصر البطلمية

شاملة بذلك كلاً من آسيا الصغرى والهلال الخصيب وفارس

كانت عاصمة الدولة السلوقية مدينة  سلوقية على نهر دجلة في العراق لكن تم نقل عاصمتهم في ما بعد إلى مدينة أنطاكية في سورية  التي أسسوها. ومع هذا الامتداد الهائل إلا أنه يمكن اعتبار منطقة شمال غرب الهلال الخصيب هي المنطقة النواة للإمبرطورية السلوقية، وذلك من خلال المدن الأربعة  تترابوليس التي أزدهرت في هذه المرحلة وهي:

– سلوقية

– أنطاكية عند مصب العاصي

– اللاذقية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط التي اعتبرت الميناء الهام لأنطاكية على بعد 32 كم منها.

– أفامية

عملة معدنية تعود لحقبة الملك السلوقي سلوقس الأول الظافر

إمبراطورية سلوقس

على مدى السنوات القليلة التالية، ساعد في هزيمة وموت أنتيغونوس في معركة إبسوس في عام 301 قبل الميلاد، وتوسيع إمبراطوريته في سورية. وفي وقتٍ لاحق، أسر ابن أنتيغونوس، ديمتريوس، واحتجزهُ سجيناً حتى وفاة ديمتريوس في عام 285 قبل الميلاد. وبالمثل، أثبت سلوقس أنه جنرال واستراتيجي قدير في حد ذاته. قام بتوسيع أراضيه الخاصة إلى آسيا الصغرى والهند، وصنع السلام وتأمين حدوده الجنوبية مع الحاكم الهندي تشاندراغوتا أثبت سلوقس أنه جنرال واستراتيجي قدير في حد ذاته. قام بتوسيع أراضيه الخاصة إلى آسيا الصغرى والهند، وصنع السلام وتأمين حدوده الجنوبية مع الحاكم الهندي تشاندراغوتا..

وكان  سلوقس الأول ( الظافر) أحد ملوك الطوائف الذين اجتمعوا بعد موت الاسكندر المقدوني في اتفاقية تريباراديسوس (Triparadisus) عند  نهر العاصي في سورية عام 321 ق.م. لتقاسم الإمبرطورية، وكان أن نال  سلوقس الاول نيكاتور ولاية  بابل، لكنه ما لبث أن اتّجه إلى بطليموس الاول إثر الهجوم الذي شنه القائد انتيغونوس الأول مونوفثالموس في العام (316 ق.م) على شرق الهلال الخصيب، لكنه عاد في العام 312 ق.م. وأعلن بداية الحكم السلوقي رسمياً، وتبع ذلك في العام 305 ق.م. بتلقيب نفسه ملكاً أسوة بباقي ملوك الطوائف، وجعل من سلوقية على نهر دجلة  عاصمة لحكمه، وتابع سلسلة من المعارك في شرق الإمبرطورية، وكان قد تخلى بعد صلح عن مناطق قريبة من الهند لصالح دولة ماوريا.

ولقد شكل  انتيغونوس الأول خطراً على بقية ملوك الطوائف بمطالبته لنفسه بخلافة الاسكندر المقدوني، فما كان من سلوقوس الأول إلا أن تحالف مع القائد لسيماخوس وهزماه في معركة اسوس السنة (301 ق.م) في فريجيا، وبذلك ضم غرب  الهلال الخصيب وطور أنطاكية في شمال غرب سورية التي كان قد بناها لتصبح عاصمة لحكمه. إلا أن لسيماخوس  الذي سيطر على مقدونيا أصبح مصدر خطر على سلوقس الأول، مما أدى إلى وقوع معركة بينهما  معركة كوروبيديوم  (عند مانيسا المعاصرة) في عام 281 ق م، انتصر فيها سلوقس الاول . ووضع تحت قيادته الجزء الأكبر من إمبراطورية الاسكندر الأكبر وفي أثناء تقدمه نحو مقدونيا اغتاله  بطليموس كيرانوس  أحد المطالبين بالعرش المقدوني في نفس العام 281 ق م.

حروب ومعارك 

لم يعترف السلوقيون بسيادة البطالمة على القسم الجنوبي الغربي من الهلال الخصيب، المسمى (Coele-Syria / كل سورية) أو سورية الجوفاء وخاضوا ضدهم سلسلة من الحروب عرفت باسم الحروب السورية (278 – 168 ق.م) لم يستطيعوا في الأربع سنوات الأولى منها تثبيت سيادتهم العسكرية، كما حاربت الدويلات الهلنستية بعضها  في الاناضول، وحارب السلوقيون مجموعات البدو البارثيين  الذين نزلوا منطقة جنوب بحر قزوين وشكلوا ماعرف بدولة الأشكانيان أو  الأرشيكون.

ودام أمر الحروب بعد تولي |أنطيوخوس الأول سوتر (281- 261 ق.م) (Antiochus I Soter) ابن سلوقس الأول، حيث تحالف مع ماجاس القوريني (Magas of Cyrene) ضد بطليموس الثاني في الحرب السورية الأولى وحقق نجاحاً محدوداً، وبعد أن قتل في إحدى المعارك ضد  الكلت، تولى بعده ابنه أنطويوخس الثاني ثيوس (Antiochus II Theos) حكم(261- 246 ق.م) الذي حصل في الحرب السورية الثانية  على أجزاء من ايونيا (Ionia)، ثم تولى سلوقس الثاني كالينيكوس (Seleucus II Callinicus) حكم (246- 226 ق.م) والذي حصلت الحرب السورية الثالثة في عهده.

مع اعتلاء  انطيوخوس الثالث الكبير  الحكم في (123- 187 ق.م) وهو الأخ الأصغر لسلوقس الثالث كيرانوس (Seleucus III Ceraunus)، عادت الدولة السلوقية لتستعيد قوتها وتبسط سيطرتها على أجزاء واسعة، فقد أعادت السيطرة على أجزاء من الأناضول وصولاً إلى  ارمينيا  وأجزاء من (كل سورية) في الحرب السورية الرابعة في موقعة رفح في العام (217 ق.م) الذي واجه بها بطليموس الرابع، إلا أنه استطاع في العام (200 ق.م) السيطرة التامة على منطقة جنوب غرب الهلال الخصيب في معركة بانياس في الجولان جنوب غرب سورية، كما وعمت سيطرة الدولة السلوقية بدءً من العام (196 ق.م) على كل آسيا الصغرى بما في ذلك المناطق الساحلية، وامتد نفوذ الدولة حتى  تراقيا، مما أدى إلى المواجهة مع  الرومان الذين دخلوا المنطقة اليونانية في نفس الفترة بما عرف باسم الحروب الرومانية السورية (Roman-Syrian War) في الفترة ما بين(192- 188 ق.م) والتي انتهت بخسارة السلوقيين في معركة ماغنسيا (Magnesia) في العام (190 ق.م) فاضطر السلوقيون إلى توقيع معاهدة صلح أفاميا (في فريجيا) في  سورية عام (188 ق.م) مع الجمهورية الرومانية، فتراجعت بموجبها الدولة السلوقية حتى  كيليكيا.

المصادر

تاريخ مدينة الله انطاكية العظمى، د. اسد رستم

موسوعة تاريخ العالم بواسطة سامي الاطرش دونالد واسون وتعريب سامي الاطرش 

تاريخ الكرسي الانطاكي المقدس، ومختصر تاريخ الكرسي الانطاكي المقدس د. جوزيف زيتون / موقعنا هنا باب كنيسة انطاكية

كتابنا زيارة غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع الى أنطاكية والاسكندرونة وكيليكيا 1992 /د.جوزيف زيتون 

كتاب انطاكية القديمة/ نخلة ورد

موقع عريق

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles