لغز قارة اتلانتس المفقودة
اعتقد القدماء بوجود قارة اسموها اطلانتس – او اتلانتس كما يتم ترجمتها في بعض المصادر -واعتقدوا انها كانت مصدر القوة على الارض وحكمت العالم لفترات طويلة قبل ان تختفي لاسباب غامضة، وقد ظلت هذة القارة اسطورة تتناقلها الاجيال منذ ان تحدث عنها افلاطون في وصفه للمدينة الفاضلة، واعتقد الناس على مر العصور انها مجرد قارة وهمية، افترضها افلاطون او احد الفلاسفة قبله، ليبنوا عليها بعض رواياتهم الغريبة او الخيالية، لكن مع الاكتشافات الجديدة، واهمها مدينة طروادة الاسطورية التي انتشرت حولها الكتابات والاشعار التي تناولت الحروب، وصراعات بعض آلهة الاغريق حولها والاثار التي وجدت مغيبة في اعماق البحر المتوسط والمحيط الاطلسي، بدأ الاعتقاد القائل بأن المدينة هي حقيقية وانها اندثرت بفعل اما طوفان عارم او زلزال مدمر، فيما يشكك البعض بوجود هذة المدينة او الجزيرة، وذلك لأن حدوث زلزال يؤدي الى ضياع جزيرة كبيرة بالحجم الموصوف في الروايات، لابد ان يؤثر على قارات اخرى وهو ما لا يستطيع العلماء اثباته في الاماكن المقترحة لتواجد الاطلانتس.
وصل ذكر اتلانتس الى العصر الحديث من خلال ثلاثة طرق مختلفة، تم رصدها في المخطوطات القديمة، فبالاضافة الى وصف افلاطون لهذة المدينة وان كان به جزء من الخيال عند حديثه عن بعض آلهة الاغريق، كذلك مخطوطة مصرية قديمة تشير الى ان احد الفراعنة طلب من احد وزرائه تسيير رحلة بحرية الى الغرب للبحث في مصير المدينة المفقودة، فيما احتوت بعض الخرائط القديمة التي وجدت ضمن مقتنيات بعض سلاطين الدولة العثمانية لجزيرة في البحر الاحمر ليس لها وجود في الخرائط الحديثة، ويعتقد انها نفس الخرائط التي اعتمد عليها الرحالة الشهير كولومبوس في استكشاف العالم.
فى حزيران 1940 أعلن الوسيط الروحي الشهير “إدجار كايس” واحدة من أشهر نبوءاته عبر تاريخه الطويل، إذ قال انه ومن خلال وساطة روحية قوية يتوقع ان يبرز جزء من قارة أتلانتس الغارقة بالقرب من جزر بهاما مابين عامي 1968 و 1969م
ولقد أتهم عديدون كايس بالشعوذة والنصب عندما أعلن هذه النبوءة، وعلى الرغم من هذا فقد انتظر العالم ظهور اتلانتيس بفارغ الصبر ..
وفى احد الايام صرخ الطيار المدني بهذه العبارة… قارة “أتلانتيس” …., وهو يقود طائرته فوق جزر البهاما عام 1968، عندما شاهد مع زميله جزيرة صغيرة تبرز من المحيط، بالقرب من جزيرة (بيمن) واسرع يلتقط الة التصوير الخاصة به ويملأ فيلمها بصور لذلك الجزء من القارة المفقودة التي ألهبت الخيال طويلاً …
وكان لظهور ذلك الجزء في نفس الزمان والمكان الذين حددهما كايس في نبوءته، وقع الصاعقة على الجميع مؤيدين ومعارضين، إذ كان في رأي الجميع الدليل الوحيد الملموس على وجود أتلانتيس…
على مدار قرون طويلة، “عثر” العلماء على “اتلانتس”، في مياه البحار قبالة السويد وفلسطين وتركيا وكريت وقرطاجة التونسية، والمكسيك و…القطب المتجمد الشمالي! تبدو اشبه بشبح افلت من كتب الفلسفة ليحتل مخيلة العلماء. فهجسوا بها. و”رأوها” كلما عثروا على اطلال تحت المياه. وللمصادفة، فقد عرضت قناة “ديسكوفري” حلقة عن “اكتشاف” علماء آثار اوروبيين لـ”اتلانتس” في مياه بحر ايجة، قبالة مدينة “سيتزريوني”، التي عُثر عليها مدفونة تحت ركام بركاني كثيف. ورأوا ان ثورة بركان في ذلك الموقع أدت الى نتيجة مزدوجة: دفن “اتلانتس” تحت مياه البحر ودفن المدينة الايجية المذكورة تحت الحمم البركانية وغبارها. وعرضت القناة شريطاً يُظهر رسوماً على جدران تلك المدينة، تتشابه مع… رسوم افلاطون عن “اتلانتس”! وفي حزيران من السنة الحالية، نشرت صحيفة “انتيكويتي”، المتخصصة بالمكتشفات الأثارية، دراسة لباحث الماني من جامعة ويبيرتال، اسمه راينار كون، “تؤكد” العثور على اتلانتس قبالة المرفأ الاسباني “كاديز”، حيث عُثرَ على آثار لمعبدين يونانيين مدفونين تحت البحر.
والحديث عن أتلانتس يعود الى زمن قديم، أقدم مما يمكن ان نتصور، فقد ورد ذكرها لاول مرة في محاورات أفلاطون حوالي عام 335 ق. م، ففي محاورته الشهيرة المعروفة باسم تيماوس، يحكي كريتياس أن الكهنة المصريين أستقبلوا صولون في معابدهم (وهذه حقيقة تاريخية) ثم يشير إلى أنهم أخبروا صولون عن قصة قديمة تحويها سجلاتهم تقول: “أنه كانت هناك إمبراطورية عظيمة تعرف باسم أتلانتس، تحتل قارة هائلة خلف “أعمدة هرقل” (مضيق جبل طارق حاليا) وأنها كانت اكبر من شمال افريقيا واسيا الصغرى مجتمعتين وخلفها سلسلة من الجزر تربط بينها وبين قارة ضخمة أخرى…
وقد وصف كريتياس اتلانتيس بأنها “جنة الله في الارض” … ففيها تنمو كل النباتات والخضروات والفواكه، وتحيا كل الحيوانات والطيور، وتتفجر فيها ينابيع المياه الحارة والباردة، وكل شيء فيها نظيف وجميل، وشعبها من ارقى الشعوب وأعظمها…
بالاضافه الى احتوائها على خبرات هندسية وعلمية تفوق – بعشرات المرات مايمكن ان تخيله في عصر افلاطون، إذ وصف كريتياس إقامتهم لشبكة من قنوات الري، والجسور، وارصفة الموانيء التي ترسو عندها سفنهم وأساطيلهم التجارية الضخمة.
وهناك العديد من المعالم المادية التي بدأأت تتكشف وتظهر تباعاً الى العلن تؤكد وجود فارة اتلانتس اهمها
1- خارطة محفوظة في مكتبة مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة (Library of Congress) تُعرف بخارطة Piri Reis التي تم العثور عليها عام 1929 في قصر السلطان التركي المعروف الآن بTopkapi، حيث يَظهر اسم وموقع قارة اتلانتس على الخارطة.
– وهنالك مخطوطة مصرية مكتوبة على ورق البَردي تُدعى مخطوطة Harris طولها 45 متراً ُتشير الى المصير الذي لاقته قارة اتلانتس وهي محفوظة في المتحف البريطاني.
3- كذلك مخطوطة مصرية أخرى محفوظة في متحف الآرميتاج Hermitage في مدينة بطرسبرغ في روسيا تشير الى ارسال الفرعون بعثة الى الغرب بحثاً عن اتلانتس.
4- وجود سلسلة جبال في قعر المحيط الأطلسي غرب مضيق جبل طارق صورتها بعثة روسية بواسطة غواصة تدعى Academian Petrovsky عام 1974. فبعد دراسة نوعية سلسلة الجبال هذه، تبين أنها كانت في القديم على سطح المحيط… ويقول الباحثون انها كانت جزءاً من القارة المفقودة، اتلانتس.
5- جمجمة من كريستال الكوارتز تم العثور عليها عام 1924 على رأس معبد مهدم في هندوراس تحمل تفاصيل دقيقة جداً لجمجمة انسان عادي دون أثر لأية خدوش عليها. بعد دراسة هذه الجمجمة في المختبرات العلمية لشركة هيوليت- باكرد، تبين ان لها خصائص ضوئية لأنها اذا تعرضت لنور الشمس من زاوية معينة، انبثقت الانوار من العينين والانف والفم. وما أثار حيرة العلماء ان حجر كريستال الكوارتز يعتبر من اقسى الحجارة على الاطلاق بعد الألماس وبالتالي يصعب نحته. وان نُحِتْ، فلا بد لأثر(أو خدوش) الادوات الحادة من ان تظهر عليه، في حين ان أي أثر لا يظهر على هذه الجمجمة حتى تحت المجهر. تبقى هذه القطعة المميزة والغامضة من أبرز الدلائل على وجود حضارة تكنولوجية متقدمة علينا وبالتالي ينسب بعض اشهر علماء اليوم جمجمة الكريستال هذه الى الحضارة المندثرة أتلانتس.
ومن هذا المنطلق بدأت عشرات المحاولات لاثبات وجود أتلانتس وراح العلماء يبحثون عن اماكن أخرى بخلاف المحيط الاطلسي يمكن ان تكون المهد الحقيقي لاتلانتس، فاشار احد العلماء الى ان اتلانتس هي نفسها قارة امريكا، واكد اخر ان الجزر البريطانية هي جزء من قارة اتلانتس في حين اقترح البعض الاخر وجودها في السويد او المحيط الهندي أو حتى القطب الشمالي…
ثم جاءت نبوءة كايس لتضع قاعدة جديدة للقضية كلها…
وبعد ظهور جزيرة كايس الصغيرة والمباني أو الاطلال الاثرية فوقها قرر باحث وأديب وغواص شهير يدعى ” تشارلز بير ليتز ” ان يبحث عن اتلانتيس في نفس الموقع وبدا بحثه بالفعل ليلتقط عدداً من الصور لاطلال واضحة في قاع المحيط ومكعبات صخرية ضخمة ذات زوايا قائمة مقدارها تسعين درجة بالضبط مما ينفي احتمال صنعها بوساطة الطبيعة وعوامل التعرية وحدها…!
ولم يكن هذا وحده ماتم العثور عليه في تلك المنطقة من المحيط …
لقد عثر الباحثون بالقرب من سواحل فنزويلا على سور طوله أكثر من مائة وعشرين كيلومتراً في اعماق المحيط، وعثر السوفييت شمال كوبا على عشرة افدنة من اطلال المباني القديمة في قاع المحيط…وشاهدت ماسحة محيطات فرنسية درجات سلم منحوتة في القاع بالقرب من بورتوريكو.
الحواشي
1- الكاتب المصري انيس منصور الذي افترض ان سكان اتلانتس هم من كواكب اخرى اتوا في ذاك الوقت على متن مركبات فضائية، ولما شعروا بعلائم حدوث هذا الانفجار الذي شبهه الكاتب بأنه قنبلة هيدروجينية ركب السكان المركبات الفضائية ذاتها وانتقلوا الى مصر وهم الفراعنة…
2- وقد اصدر كتبه التي تروي ذلك في : الذين اتوا من السماء، ” الذين عادوا الى السماء” و”لعنة الفراعنة”.