تجسيد فني نادر للأفكار المجردة على هيئات بشرية
لوحة العدالة والتربية والفلسفة – فسيفساء من مدينة شهبا الأثرية…
في عام 1925 قدم أحد البيوت الاثرية القديمة في مدينة شهبا لوحة فسيفساء حملت ولأول مرة تجسيداً للأفكار المجردة على هيئات بشرية…
ففي هذه اللوحة المعروضة في متحف دمشق الوطني، يظهر تجسيد رمزي لثلاث فتيات في وضعيات مختلفة، ارتدين ثياب طويلة تعلوها عباءة فضفاضة. وقد تم تميز هوية تلك الفتيات من خلال كتابات يونانية دونت بالقرب من كل واحدة منهن على النحو التالي
◘ الفتاة التي في الوسط تجلس على مقعد اشبه بأريكة.. وقد مدت يدها اليمنى في إشارة ربما لاستقبال أحد ما ..؟ وقد نقش أسمها فوق رأسها أتكنيا ΕΥΤΕΚΝΕΙΑ وتعني التربية.
◘ إلى اليمن من الفتاة في الوسط وبنفس إيحاء اليد الممدودة تقف فتاة، وأمامها قد وضعت علبة مفتوحة احتوت على لفائف ورقية. وقد أشير إلى هذه الفتاة بكتابة يونانية فوق رأسها وهي فلسوفيا ΦΙΛΟCΟΦΙΑ وتعني الفلسفة.
◘أما إلى اليسار منها نجد فتاة أخرى أيضاً تقف بنفس وضعية الفتاة السابقة وقد مدت يدها اليمنى أيضاً مقدمة نفس الإيحاء المفترض للاستقبال. وقد حددت هوية هذه الفتاة ديكيوسنيه ΔΙΚΑΙΟCΥΝΗ وتعني العدالة…
أحيطت اللوحة بإطار عريض ضم تشكيلات متنوعة من الزخارف الهندسية …وقد ارخت هذه اللوحة وفق معطيات فنية مقارنة إلى نهاية القرن الثالث
الميلادي….
المشاهد الاسطورية في الفسيفساء السورية خلال العصر الروماني