العلويون هل كانوا من الروم المسيحيين ؟
اولاً بداية نسلط الضوء على العلويين استنادا الى موقع المعرفة
العلويون او النصيريون
النصيرية او العلوية هي فرقة دينية مسلمة ـ يعيش جزء من أفرادها في منطقة جبل العلويين في سورية ، وتوجد أعداد منهم في تركيا ويقدرون ببضعة ملايين، إلا أنهم مختلفون عن علويي سورية بشكل كبير، حيث تضم البكداشية ممارسات غير موجودة في الديانة الإسلامية ومختلفة مع عادات وممارسات الطائفة العلوية.
ومعظم العلويين يحتشدون في سلسلة الجبال الممتدة من عكار جنوباً إلى طوروس شمالاً، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحماه ودمشق وحوران وكيليكيا ولواء الاسكندرون في سورية، ويوجد في المهاجر الأمريكية أكثر من ربع مليون علوي فضلاً عن الموجود منهم في لبنان والعراق وفلسطين وايران، وكذلك في اوربة من تركيا واليونان وبلغاريا الى البانيا السفلى.
كان الاسم الشائع للمذهب العلوي هو “النصيرية” وعرف أتباعه بالنصيريين، إلا أنه نظرا لخدماتهم الجليلة للفرنسيين أثناء الإستعمار الفرنسي لسورية، أطلق عليهم الفرنسيون لقب “علوي” كناية عن الولاء، ومن أشهر العلويين في الشرق الأوسط الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وابنه الرئيس بشار الأسد، بالإضافه إلى عدد من رواد الفكر والكتاب والمفكرين كالشاعر ادونيس والشاعر بدوي الجبل والشاعر سليمان العيسى والشاعر والمسرحي ممدوح عدوان والمرشح لجائزة نوبل سعد الله ونوس وصالح العلي وغيرهم.
يعتقد الكثيرون أن النصيرية فرقة منفصلة عن بقية المذاهب الاسلامية، ويصنفها البعض كفرقة لاتنتمي للإسلام نظرا للمعتقدات والعبادات المختلفة التي لديهم، ويعتبر العلويون بقايا القبائل العربية التي قاتلت مع الإمام علي بن أبي طالب في معركة صفين، والتي هاجرت مع الزمن، حتى رسا بهم الحال على ضفاف الأنهار وفي الجبال الوعرة. وينظر البعض الآخر في أصولهم إلى التطور الديني لدى الفينيقيين. إلا أن النصيرية يعتبرون انفسهم من شيعة علي بن أبي طالب الأوائل، وانه لا يميزهم عن الشيعة الجعفرية والإمامية شيء. تحدث عنهم الكثير من الباحثين مثل: الشيخ محمد رضا شمس الدين في كتابه (العلويون في سورية )- الدكتور مصطفى الرافعي في كتابه (إسلامنا في التوفيق بين السنة والشيعة)- الأستاذ أدهم آل الجندي في كتابه عن تاريخ الثورات السورية عهد الإنتداب الفرنسي – الكاتب منير الشريف الدمشقي محافظ اللاذقية سابقاً – الأستاذ محمد كرد علي في كتابه خطط الشام – … الخ وغيرهم كثيرون..
أصل التسمية بالنصيرية
سبب تسمية العلويين بالنصيرية لأنّه لما فتحت جهات بعلبك وحمص استمد أبو عبيدة الجراح نجدة، فأتاه من العراق خالد بن الوليد، ومن مصر عمرو بن العاص، وأتاه من المدينة جماعة من أتباع علي وهم ممّن حضروا بيعة غدير خم، وهم من الأنصار، وعددهم يزيد عن أربع مائة وخمسين، فسميت هذه القوة الصغيرة، نصيرية، إذ كان من قواعد الجهاد تمليك الاَرض التي يفتحها الجيش لذلك الجيش نفسه، فقد سميت الاَراضي التي امتلكها جماعة النصيرية: جبل النصيرية، وهو عبارة عن جهات جبل الحلو وبعض قضاء العمرانية المعروف الآن ثمّ أصبح هذا الاسم علماً خاصاً لكلّ جبال العلويين من جبل لبنان إلى أنطاكية.
وهذه إحدى الروايات وإن كان يشك في صحتها، ذلك أنّ الموَرّخين الفرنجة أطلقوا على هذا الجبل اسم «النصيرة» ويبدو انّ هذا الاسم قد حرّف إلى نصيرية و الذي يعزز القناعة بصحة هذا الرأي هو أنّ إطلاق اسم نصيرية على هذا الجبل، لم يظهر إلاّ أثناء الحملات الصليبية، أي بعد عـام 498هـ ، وإذا كان معنى ذلك أنّ اسم نصيرية قد تغلّب على اسم الجبل في زمن الشهرستاني.
وثمة آراء أُخرى قليلة ترى أنّ تسمية نصيرية نسبة إلى نصير غلام الاِمام عليّ بن أبي طالب ويبدو لنا خلط هذه الآراء، خاصة وأنّ التاريخ لم يذكر أنّ للاِمام علي غلاماً يدعى نصيراً.
ونسب كثيرون التسمية إلى محمد بن نصير النميري الذي كان من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي واتهمه البعض بالغلو في الأئمة، ولكن المستغرب ان يتم النسبه اليه حيث ان فرقة النصيرية التابعه لمحمد بن نصير يُعتقد انها من الفرق البائدة وليس من المنطقي ان ينسب اليها العلويون المنتشرون في الشام والعراق وتركيا وإيران. ولاينكر العلويون ارتباطهم بأبي شعيب محمد بن نصير النُميري الباب الشرعي للإمام الحسن العسكري(ع) في المنهاج العلوي الأصيل، إلا أنهم يفضلون عليه تسمية العلويون لأنهم من وجهة نظرهم أتباع علي بن أبي طالب وأنصاره في الأساس، ويذكرون في هذا حديثا نبويا في كتبهم: أنّ الذي أطلق عليهم هذا الاسم هو النبي محمد حيث يقول في بعض أحاديثه:”ألا أنّ شيعة علي يقولون يوم القيامة نحن العلويون فتقول لهم الملائكة أنتم الآمنون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون”.
كما ان العثمانيين اطلقوا عليهم لقب نصيرية مصغراً لتسمية نصارى وذلك بسبب تشابه العادات والتقاليد التي يقوم بها النصارى في اعيادهم الدينية كميلاد السيد المسيح والبربارة و… اضافة الى تجاورهم في الموطن وخاصة في جبال اللاذقية.
و كعاداة جميع المذاهب الإسلامية ترفض الطائفة نسبتها لشخص معين باعتبار أن أفكارها تنبع مباشرة من الرسول محمد الذي بين ولاية علي بن ابي طالب ابن عمه.
يقول النصيرية أن أبو شعيب محمد بن نصير من خلال ما ورد عنه بأنه مسلمٌ إماميٌ علويٌ يقول ويعتقد بالأئمة المعصومين من أمير المؤمنين إلى الإمام محمد بن الحسن الحجة لم يخالفهم قيد أنملة ولم يأخذ إلا عنهم ولم يقل فيهم كما روى كتاب الفرق كالنوبختي وغيره بل قال فيهم ما يجوز عليهم من العصمة التي عصمهم الله بها في كتابه بقوله :
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )
وأما ما نُسِبَ إليه من الغلو في الأئمة فقولٌ لا أساس له من الصحة، كيف ذلك وهو من جُلساء الأئمة المعصومين والموثوق عندهم والمُلتزم بنهجهم الشريف، وما ذلك إلا من قبيل بعض حسّاده، وهذا البلاء عانى منه الكثيرون. وإنّ العلويين عندما قالوا بمدحه فعلى أساس علوّ كعبه وصفاء عقيدته وصحّة رواياته التي اعتمدها كبار العلماء، وبالنتيجة فإنا نقول بأنّ المعصومين أولى باختيار جلسائهم والمتحدثين عنهم، ولم يرد إلينا نصٌ من قبل الأئمة الذين عاصرهم يدل على عدم موثوقيته أو التشكيك بعقيدته.
يرى العلويون أن الخلافة بعد الرسول يجب أن تكون للأمام علي بن ابي طالب ابن عمه، وذلك وفق النص الإلهي المثبت في الكتاب الذي لديهم ويشبهونه بالقرآن، ووفق الأحاديث الشريفة للرسول التي يعتقدون بها ويجدون لها مخرجا من صحاح السنة والشيعة على حد سواء. كما يختلف العلويون مع رواة الحديث لدى السنة، وينتقدون راوي الحديث ابي هريرة لكثرة أحاديثة عن الرسول رغم صغر الفترة الزمنية التي عاش فيها في زمن الرسول. ويمكن القول عموما أن العلويون يقولون مقالة الشيعة الإمامية وهم فرقة منها أصلا ويختلفون بجميع اختلافات عموم الشيعة عن السنة.
الاختلاف مع الشيعة
يتفق العلويون مع الشيعة عامة بالرواية التاريخية لمرحلة الرسول وما بعد الرسول، ولكنهم قد يختلفون بالنظريات الدينية والتفاسير القرآنية حيث يملك رجال الدين من المذهب العلوي حرية كبيرة في ابداء الآراء في ظل عدم وجود مرجعيه دينية واضحة للطائفة مما يفتح الباب اما الكم الكبير من الاجتهادات والآاراء التي ضاع بعضها ومزج مع الموروث الاجتماعي حيث اصبح من الصعب التفريق بين ماهو من اصل المغتقد العلوي وبين العادة الاجتماعية لمناطق العلويين، عموما يزعم رجال العلويين انهم يعرفون النصف الآخر من الحقيقة الظاهرة بالتواتر عن الأئمة المعصومين.
أكثر ما يركز عليه العلويون هو اهتمامهم بالعقل، حيث يرمزون بالعقل للرسول الكريم. وجدنا في الشارع العلوي تداول لكم من النظريات والموروثات المختلطة بين العقائدي والاجتماعي يختلف التصديق بها من شخص لآخر ولكنها اصبحت من الملاحظ في فسيفساء المجتمع العلوي عموما وأهم هذه النظريات:
1-التقمص أو التجايل وهي تعني أن الإنسان يعيش حيوات متتالية مختلفة يختبر فيها مختلف الظروف من الغنى والفقر والقوة والعجز والإسلام والمسيحية وغيرها .. وأن الروح قد تخلق في الذكر وقد تخلق في الانثى . نظرية التقمص هذه هي الإجابة الأساسية لمبدأ العدالة الإلاهية ، كما تسمح بقبول الأديان والمذاهب الأخرى على أساس أن الإنسان سيتجايل مرات عديدة أخرى وقد يصبح علوي فيما بعد . وتكثر الأحاديث بين اوساط العلويين عن قصص التقمص التي تشاهد في القرى والتجمعات ، حيث يزعمون صحة ما يرويه الأطفال من ذكريات لحيوات سابقة عاشوها. وجدنا على الويب في كتابات بعض المشايخ العلويين ما ينفي نظرية التقمص من الناحية الشرعية والبعض الاخر اقر بامكانية وجودها ويبدو انها ليست نظرية ثابته او مفروغ منها في الاوساط الدينيه العلوية.
2-الحجاب يرى العلويون ان ما يسمى حاليا ب الحجاب ليس فريضة إسلامية من نوع الكبائر التي توجب مقولة “تاركة الحجاب داخلة النار” ، فهو نوع من الحشمة المحببة التي تظهر تعفف المرأة وطهارتها ، ويرون ضرورته في الصلاة ولكنهم لايجبرون النساء على ارتداء الحجاب .. ويملك العلويون تفاسير من القرآن الكريم يدعمون بها رأيهم ويفصلون بين الآيات المنزلة بحق نساء ال بيت الرسول وبحق باقي نساء المسلمين وعموما النسبة الاكبر من المحجبات بالارياف السورية تكون من المسنات والنساء المتزوجات في حين تقل نسبته في اوساط الشابات بشكل واضح.
3-الظاهر والباطن يعتقد العلويون ان للأمور ظاهر وباطن وأن روح العبادات مختلف عن كونها حركات فيزيائية ينفذها الإنسان بعناية وتكرار ، ويعتقدون أن بواطن الأمور تورث من الأئمة المعصومين حسب قولهم ويردها الله لمن يشاء من عبادة المصطفين بالبصيرة والعقل ..
4- الدعوة للدين لايدعي العلويون للمذهب العلوي أو يحاولون نشرة كما تفعل معظم الفرق، ويقولون ان الدخول بالمذهب يتطلب الإنتقاء الإلهي بخلق الإنسان في أسرة علوية بعد تطور الروح ورقيها في أجيال متعددة .. يعتقد العلويين ان الدعوة للدين والفتوحات الإسلامية انتهت على عهد الرسول، ولايجوز القيام بالحروب على الآخرين من اجل نشر الإسلام، فهذه مهمة الرسل والرسول الكريم كان خاتم الرسل، وينتظرون ظهور المهدي الذي يملا الدنيا قسطاً وعدلاً بعد أن تُملأ جوراً وظلماً.
5- الكرامات يؤمن الكثير من العلويين بالكرامات التي يمنحها الله للخصوص وتظهر على شكل ظواهر إعجازية غير مألوفة عند بعض الأولياء ، كالقدرة على الشفاء من بعض الأمراض مثلا .
تاريخ
-يعتقد أن مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270ه ) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي ( العاشر ) والحسن العسكري ( الحادي عشر ) والإمام المهدي (الثاني عشر) .
تقول بعض المصادر أنه زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارث علمه، والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي. و يقولون أنه ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية.
- خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب .
- ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 _ 287 ه من جنبلا بفارس، وكنيته العابد والزاهد والفارسي، سافر إلى مصر وهناك عرض دعوته على الخصيبي.
- حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيببي: المولود سنة 260 ه مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي، والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري.
- وقد توفي في حلب وقبره معروف بها، وله مؤلفات في المذهب وأشار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول.
- انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها.
- انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 _ 427 ه.
- اشتدت هجمات الأكراد والأتراك عليهم مما دعاهم إلى الإستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري 583 _ 638ه ومداهمة المنطقة مرتين، فشل في حملته الاولى ونجح في الثانية حيث أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية .
- ظهر فيهم عصمة الدولة حاتم الطوبان حوالي 700ه 1300م وهو كاتب الرسالة القبرصية.
- وظهر حسن عجرد من منطقة أعنا، وقد توفي في اللاذقية سنة 836 / 1432م.
- عرفوا تاريخيا باسم النصيرية، وهو اسمهم الأصلي، ولكن عندما تشكلت الأحزاب السياسية في سورية أرادت أن تُقرب النصيرية إليها لتكسبهم فأطلقت عليهم اسم العلويين، وهو إسم طائفة صوفية متشيعة في تركيا. وصادف هذا هوى في نفوسهم، لارتباط اسم النصيرية بفتاوى تكفير من أهل السنة، ولذلك هم يحرصون على هذا الإسم الجديد الآن. هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم ( دولة العلويين ) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920 إلى سنة 1936 م .
- محمد أمين غالب الطويل : شخصية نصيرية ، كان أحد قادتهم أيام الإحتلال الفرنسي لسوريا ، ألف كتاب “تاريخ العلويين” يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة .
- واستطاع العلويون ( النصيريون ) أن يدخلوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965 م بواجهة سنية ثم قام حافظ الأسد بانقلاب عسكري في 16 تشرين الثاني عام 1970 وتولى العلويون رئاسة الجمهورية.
ويعدّ سرور بن قاسم الطبراني من أعلام ومؤسسي العلوية، إذ قام بالانتقال إلى مدينة اللاذقية السورية والعمل على نشر الفكر العلوي واستقطاب السكان المحليين للدخول في العلوية. وبالرغم من أقلّية العلوية في سورية، إلا أنها تتمتع بنفوذ ديني واسع.
وفي عام 1097 ابان حملة الفرنجة الاولى، قاتل الفرنج الصليبيون العلويون في بادئ الامر، وبعدها تم حلف بينهم ضد الاسماعيليين. وفي عام1120، هزم الاسماعيليون والاكراد العلويين. وبمرور 3 سنوات على الهزيمة، تمكن العلويون من هزيمة الأكراد. وفي عام 1297، حاول الاسماعيليون والعلويون الاندماج فيما بينهما إلا ان الاختلافات المذهبية حالت بين عملية الاندماج.
وتم اضطهاد العلويين ابان حكم المماليك ابتداء من 1260. وعندما هيمنت الامبراطورية العثمانية على بلاد الشام في 1516، قام الأتراك بالبطش بالعلويين. ويذكر انه قتل للعلويين الآلاف على يد الأتراك. وبسقوط الامبراطورية العثمانية واستبدالها بالانتداب الفنسي على سورية وخلق لبنان الكبير وفق اتفاقية سايكس بيكو والانتداب عليه وعلىامه سورية، منح الفرنسيون حكماً ذاتيا للعلويين وانخرط بعضهم في صفوف الجيش الفرنسي المحلي.
وبتولي الرئيس الراحل حافظ الاسد مقاليد السلطة في الجمهورية السورية عام 1970 ساعد على تحسين الصورة العلوية في المجتمع السوري وقام الامام الشيعي اللبناني موسى الصدر بالاعتراف بالعلوية على انها فرقة من فرق الإسلام عام1974.
عقيدة
يصف العلويون أنفسهم بأنهم امتداد للإمامية الإثناعشرية إلا أن أفراد بعض الفرق الأخرى يكفرونهم لتقديسهم علي بن اب طالب مع الرسول محمد. ولقلة الادبيات العلوية، تبقى العلوية من المعتقدات المبهمة لحرص الطائفة على بقاء مطبوعات الطائفة ضمن نطاق ضيق من التداول. ويعرف أن “كتاب المجموع” من الادبيات اليتيمة التي كُتبت من قبل أحد العلويين الذين تحولوا إلى المذهب المسيحي منتصف القرن 19 وتم ترجمة الكتاب إلى الفرنسية ومقتل مؤلّفه على يد أحد العلويين لاتهامه بالخيانة.
يتصف المذهب العلوي عموما بالغموض وبالسرية، فعلى عكس مذاهب أخرى تسعى لجذب الأفراد وحثهم على التحول إليها، نجد المذهب العلوي يرتبط بمنطقة جبل النصيريين جغرافية محددة على الساحل السوري، ولا توجد مؤسسة رسمية تعمل على نشر المذهب والتبشير به. يقوم مجموعة من الرجال على حفظ الادبيات العلوية ومنعها من التداول بين غير العلويين. وعندما يبلغ الصبيان عمر 15 أو 16 سنة، يخصصون سويعات من اليوم لتعليمهم العقيدة العلوية، ويترك الاختيار للصبيان إن أرادوا الاستمرار في التعمق في الامور الدينية والارتباط مع احد المشايخ للتوغل في امور الدين.
في الوقت الحاضر، ينسب النصيرية أو العلوية انفسهم إلى الشيعة الاثني عشرية، لكنهم تاريخيا كانوا يصنفون على انهم من غلاة الشيعة، أي المغالين في حب علي بن أبي طالب، لدرجة أن البعض يتهمهم بتأليه علي، ضمن تصريحاتهم لا يعترف العلويون سوى بالقرآن ككتاب مقدس لكنهم يؤكدون أنه بدون محبة آل البيت لا يمكن لأحد أن يفهم القرآن ويفسره . إضافة للقرآن يدرس مشايخ النصيرية كتاب “الحفة الشريفة” al-hefat al-shariif الذي ترجم إلى الفرنسية وتمت طباعته في بيروت في منتصف القرن التاسع عشر عن طريق نصيري اعتنق المسيحية، و تم لاحقا اغتياله لإفشائه كتابا مقدسا سريا .
يتشابه النصيرية في عدة امور مع الاسماعيلية، فعلي هو خليفة النبي محمد بن عبد الله وهو الباب إلى العلم القدسي لمعرفة احكام الشريعة وتفسير القرآن. لكنهم يختلفون عن الإسماعيلية باعتبارأن معرفة علي هي الغاية والمضمون الإلهي للرسالة الخاتمة التي أتى بها محمد بن عبد الله. والشهادة لديهم :”لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وعلي ولي الله” و يذكر في كتبهم : ” أنني اتجهت إلى باب العلم ليمنحني الله المفتاح، هذه هو جزاء معرفة علي ” “I turn to the door of knowledge. In order for the father to provide me with a key; Thus receiving the reward which is the knowledge of ‘Ali’ ” .
في مراجع هناك ادعاءات أن العلوية النصيرية يقولون ان لا إله إلا علي، و ان علي خلق محمدا… لكن مثل هذا الكلام يمكن تفسيره في إطار الأفكار الحلولية التي سادت الكثير من الفرق الإسلامية نتيجة ارتباطها بالفلسفة الغنوصية ورواسب الافلاطونية المحدثة.
في كل عصر من العصور (وهمي سبعة عصور) هناك تجلي و حلول للإله في صورة إنسان، آخر هذه التجليات هوعلي بن أبي طالب. لكل عصر من هذه العصور هناك أساس base، وناطق utterer: الأسس على مر العصور هم :أبيل، سيث ، يوسف، يحيى، بطرس (يتم ذكره أحيانا)، و آخرهم علي. أما الناطقون فهم : آدم ، نوح ، يعقوب ، موسى ، سليمان ، المسيح عيسى بن مريم، محمد بن عبد الله. اما النبي الحقيقي في العقيدة النصيرية سيختفي و يترك في إثره من يرشد إليه لحين موعد عودته ، هذا المفهوم قريب من مفهوم الغيبة occultation عند الإثني عشرية .
تحتل ثلاثة شخصيات اهمية خاصة في الإيمان عند النصيرية هم: علي، محمد، و سلمان الفارسي، و يطلق عليهم أمساء: الفكرة ، الاسم، الباب على الترتيب. يرد في احدى النصوص المقدسة للنصيرية (المجمع):” أبجل الباب، وأسجد للاسم، وأعبد الفكرة” “I make for the Door, I prostrate myself before the Name, I worship the Idea”.
تدعي بعد المصادر أن النصيرية جعلوا علياً إلها، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص .
- لم يكن ظهور (الإله علي) في صورة الناسوت إلا إيناساً لخلقه وعبيده .
- يحبون (عبد الرحمن بن ملجم) قاتل الإمام علي ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه.
- يعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده، وإذا مر بهم السحاب قالوا: “السلام عليك أبا الحسن”، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه.
- يعتقدون أن علياً خلق محمد مثل هذه العقائد والتأويلات الباطنية لا تقتصر على العلويين النصيرية بل كانت ظاهرة منتشرة في التاريخ الإسلامي بتأثير من الفلسفات الغنوصية والأفلاطونية المحدثة التي تعتمد التفريق بين ما يدهى الباطن و الظاهر، فحتى ضمن الجناح السني وجدت مثل هذه التوجهات الباطنية والتأويلات في ما عرف بالطرق الصوفية.
أهم عقائدهم
حسب المصادر المطّلعة على حالهم، فإنّ عقائد العلويين لا تختلف عن عقائد الشيعة الاثني عشرية الاِمامية، وهي معروفة مسجّلة. وما يوجب السكون والاطمئنان في ذلك أنّ جميع الموَلفين وأرباب كتب الفرق والمذاهب عدّوهم من الشيعة الاِمامية الاثنا عشرية على الرغم ممّا نسبوا إليهم ورموهم بالغلو والتطرّف والباطنية وأمثال ذلك ممّا ستأتي الاِشارة إليه.
فالعلويون يوَمنون برسالة محمد بن عبد اللّه، ولا يشكّون بإمامة ابن عمه علي بن أبي طالب والاَئمة الاَحد عشر من صلبه وينطقون بالشهادتين عن إيمان، فحصنهم شهادة “أنْ لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه” والموالاة لآل بيته والصلاة والصوم والحج والزكاة والجهاد في سبيل اللّه والمعاد في اليوم الآخر، وكتابهم القرآن، ما زاغوا عن هواه ولانهجوا منهجاً غير شريعته، ولهم مراجع دينية عرفوا بتمسّكهم بالدين وإقامة شعائرهم الدينية الاِسلامية، ويطرحون كلَّ حديث لم يشر إليه القرآن وجاء مخالفاً له، كما وأنّهم لا يؤيّدون قول من يقول بصحّة تأويل الآيات التي بحق محمد وآل محمد ويحترمون كل الشرائع السماوية، ويقدّسون كلَّ الاَنبياء، ولا يشكّون بصحّة ما أُنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاَسباط، وما أُوتي موسى وعيسى والنبيون من ربّهم، وهم للّه مسلمون، ولم يعصوا الرسول في عمل ولم يخالفوه في قول، ويحصرون كلمة العلم الكاملة بأهل البيت، ويعتمدون على جعفر بن محمد الصادق في أبحاثهم الدينية وتأويل القرآن والفقه والفتوى، فلا شافعي ولا حنبلي ولا مالكي ولا حنفي عندهم، وكلّهم للّه حنفاء متّبعون ملّة أبيهم إبراهيم، وهو الذي سمّاهم المسلمين ويعبدون اللّه تعالى لا يشركون في عبادته حداً.
ونترك الحديث إلى أحد كتابهم وهو الشيخ عبد الرحمان الخيّر يتحدث عن عقيدتهم في أُصول الدين وفروعه، حيث يقول:
أُصول الدين خمسة، وهي:
التوحيد و العدل والنبوّة والاِمامة والمعاد.
التوحيد: نعتقد بوجود إله واحد خالق للعالم المرئي وغير المرئي، لا شريك له في الملك متصف بصفات الكمال، منزّه عن صفات النقص والمحال:”لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ الْسَمِيعُ الْبَصِير” (الشورى|11).
العدل: نعتقد بأنّ اللّه تعالى عادل منزّه عن الظلم، وعن فعل القبيح والعبث، لا يكلّف البشر غير ما هو في وسعهم وطاقتهم ولا يأمرهم إلاّ بما فيه صلاحهم ولا ينهاهم إلاّ عمّا فيه فسادهم ولو جهل كثير من العباد وجه الصلاح والفساد في أمره ونهيه سبحانه.
النبوّة: نعتقد بأنّ اللّه سبحانه يصطفي من خيرة عباده الصالحين رسلاً لاِبلاغ رسالاته إلى الناس، ليرشدهم إلى ما فيه صلاحهم ويحذّروهم عمّا فيه فسادهم في الدنيا والآخرة.
ونعتقد بأنّ الاَنبياء كثيرون، ذكر منهم في القرآن الكريم خمسة وعشرون نبياً ورسولاً، أوّلهم سيدنا آدم وآخرهم سيدنا محمد بن عبد اللّه وشريعته هي آخر الشرائع الاِلهية وأكملها، ونعتقد بأنّها صالحة لكلّ زمان و مكان.
ونعتقد بعصمة جميع الاَنبياء من السهو والنسيان، وارتكاب الذنوب عمداً وخطأ قبل البعثة، وبعدها، وأنّهم منزّهون عن جميع العيوب والنقائص، وأنّهم أكمل أهل زمانهم وأفضلهم وأجمعهم للصفات الحميدة، صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.
الاِمامة: نعتقد بأنّ الاِمامة منصب تقتضيه الحكمة الاِلهية لمصلحة البشر في موَازرة الاَنبياء بنشر الدعوة الاِلهية، وفي القيام بعدهم بالمحافظة على تطبيق أحكامها بين الناس وبصون التشريع من التغيير والتحريف والتفسيرات الخاطئة.
ولذلك نعتقد اقتضاء اللطف الاِلهي بأن يكون الاِمام معيّناً بنص إلهي وأن يكون معصوماً مثل النبي سواء بسواء ليطمئن الموَمنون إلى الاقتداء به في جميع أعماله وأقواله.
ونعتقد بأنّ الاِمام بعد نبينا محمد هو سيدنا الاِمام علي بن أبي طالب عليه السّلام، ومن بعده ابناه الحسن والحسين، ثمّ تسعة من ذرية الحسين – عليه السّلام- ، آخرهم المهدي عجّل اللّه فرجه، وعجل به فرج الموَمنين.
المعاد: نعتقد بأنّ اللّه سبحانه يعيد الناس بعد الموت للحساب، فيجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
كما ونوَمن بكل ما جاء في القرآن الكريم، وبما حدّث به النبي – صلّى الله عليه وآله وسلّم – من أخبار يوم البعث والنشور والجنّة والنار والعذاب والنعيم والصراط والميزان وغير ذلك ممّا أثبته كتاب اللّه وحديث رسوله الصحيح.
وأمّا فروع الدين: فكثيرة أهمّها الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد.
الجبر والاختيار والتفويض
يقول أحد كتّابهم في هذا الصدد: عقيدة المسلمين العلويين في هذه المسألة هي طبق ما جاء عن الاِمام أمير الموَمنين علي بن أبي طالب – عليه السّلام- وهو ينفي الجبر والاِهمال، وقد منح اللّه العباد القوّة على أفعالهم وأوكلهم فيها إلى نفوسهم فعلاً وتركاً بعد الوعد والوعيد، قال – عليه السّلام- في نهج البلاغة: «إنّ اللّه سبحانه أمر عباده تخييراً ونهاهم تحذيراً، وكلّف يسيراً ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يعص مغلوباً ولم يطع مكرهاً، ولم يرسل الاَنبياء لعباً ولم ينزل الكتاب عبثاً، ولا خلق السماوات والاَرض وما بينهما باطلاً، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار».
وقد شنع الاَمير الشاعر المكزون السنجاري على القائلين بالجبر ووصفهم بأنّ عبيد اللات خير منهم قال:
عبيد اللات فيما جاء عنهم * يسبّون الاِله بغير علم
وأما المجبرون فعن يقين * يسبّون الاِله بكل ظلم
ويقول أيضاً:
إذا كان فعلي له مرادا * فلم بما قد أراد يعصى
ولم دعاني إلى أُمور * مني لها الخلف ليس يحصى
ومن احتجاجه على القائلين بالجبر قوله:
قل لمن قال إنّ باري البرايا * ليس في خلقه مريد سواه
من ترى ان أراد بالعبد سوءاً * راح في العبد كارهاً ما قضاه
اتقوا اللّه ذاك أمر محال * أن يرى ساخطاً رضاه رضاه
وإذا لم يكن فقد ثبت القو * ل لعبد ومان في مدعاه.
ما نسب إليهم
وفي غياب المصادر الموثوقة، نسب اليهم عقائد وآراء شتى نشير في ما يلي إلى بعضها:
1. الاعتقاد بالحلول والغلو في حقّ الاَئمّة سيّما الاِمام علي بن أبي طالب.
2. التناسخ.
3. نبوّة النميري محمد بن نصير.
4. شركة الاِمام علي مع رسول اللّه في نبوته.
5. افتراقهم إلى ثلاث فرق في خلافة محمد بن نصير النميري.
6. التقليل من شأن العبادات الظاهرية والاهتمام بالفكرة والجوهر الذي ضاع عنه عموم المسلمين
للحديث عن عقيدة العلويين باختصار:
ليس للعلويين مذهب خاصّ بهم يختلف عن مذهب أهل البيت كما يحاول أن يصوّر ذلك بعض الجهّال السذّج، وإنّما هم شيعة إمامية اثنا عشرية يتمذهبون بمذهب أهل البيت ويعولون عليه في أحكامهم ومعاملاتهم، إلاّ أنّ ثمة بعض المعتقدات العلوية المتميّزة كما هو الحال في كل الفرق والمذاهب.
أ. الطريقة الجنبلائية
يقال أحدثها في الشيعة العلويين رجل اسمه أبو محمد عبد اللّه الجنبلاني المعروف بالجنَّان، ويعتقد بعض العلويين أنّه من روَسائهم الكبار، ومن أعلم أهل عصره في التصوّف، وكان يقيم في العراق العجمي في بلدة جنبلا، ومن هنا اشتهر بالفارسي، ويقال إنّه سافر إلى مصر وهناك أدخل الحسين بن حمدان الخصيبي في طريقته، وقد تبعه الاَخير إلى جنبلا عند عودته فأخذ عنه الاَحكام الصوفية والفلسفية وعلوم النجوم والهيئة وبقية العلوم العصرية.
والخصيبي أحد مشايخ العلويين الكبار وقد خلّف الجنبلاني في رئاسة مشيخة الطريقة وعنه يقول صاحب كتاب تاريخ العلويين:
كان دأب السيد حسين بن حمدان الخصيبي ووكلاوَه في الدين إرشاد بعض أفراد بقيّة الاَديان إلى دين الاِسلام، وهوَلاء يبقون بصفة أفراد مسلمين شيعة أي جعفرية، والذين يشاهد فيهم الكفاءة يدخلهم في الطريقة الجنبلائية. من هنا نعلم أنّ الرجل كانت غايته أن يدعو الناس إلى مذهب أهل البيت كما هو ظاهر، وأنّ الطريقة الجنبلائية ليست سوى معتقد صوفي كبقية المعتقدات الصوفية المكتومة لدى أكثر فرق المسلمين.
المحنة والاضطهاد المتواصل
الشيعة عموماً كانوا يعتقدون عدم استحقاق الحكام العباسيين الذين استندوا إلى وسادة الخلافة، وكانوا يضطهدون الشعوب الاِسلامية باسم الدين، ومن جملة هوَلاء العلويون، فعمدت السلطة إلى قمعهم وتشريدهم وتعذيبهم، ونشير فيما يلي إلى بعض محنهم ومعاناتهم:
1. أيّام المتوكل العباسي اشتد الضغط على أتباع أهل البيت، فهاجر جمع غفير منهم إلى أقاصي البلاد كبلاد خراسان وبلاد الاَكراد، وذلك عام 236هـ ، حيث أمر باستحضار أئمّة أهل البيت إلى العراق.وفي القرون التالية، هجم الجيش العباسي بمعاونة جماعة من المتعصبين من حي الرصافة ببغداد على حيٍّ آخر يسمى الكرخ، فنهبوا الدور، وأحرقوا المكتبات و المحلات التجارية والبيوت حيث أمر الخليفة المنتصر بقتل الشيع ضحيتها أربعون ألفاً.
2. أيام السلطان المملوكي محمد بن قلاوون في عام 1305م أمر بتسيير حملة عسكرية عظيمة إلى جبال كسروان (جونيه حالياً بقرب بيروت) في لبنان لاِبادة الطوائف الشيعية هناك، ومن جملة من فتك بهم العرب العلويون الذين كانوا في شمال لبنان، ولا سيما في القنيطرة و العاقورة ونواحي البترون وعكا ثمّ امتدوا إلى كسروان، والذين تخلّصوا من الموت رحلوا إلى الشمال، أي جهات اللاذقية وانطاكية. )
3. أيام السلطان سليم العثماني صدرت فتوى بطلب السلطان، اشتهرت بالفتوى الحامدية، فقتل على إثرها عدد كثير من الشيعة في حلب وجبال العلويين ذى هذا بالاِضافة إلى تعذيبهم، وكان ذلك بعد انتصار 1516م في معركة مرج دابق، فزجّ السلطان بنصف مليون من الشعب التركي لمواجهة العلويين.
4. حوالي نهاية القرن الثامن عشر وعلى أثر مقتل طبيب انكليزي استحضر سليمان باشا وتسلّم ولاية طرابلس فقتل من قتل من العلويين.
5. أيام ثورة الشيخ صالح العلي، في شهر ايار عام 1921 م قام الفرنسيون بحرب دون هوادة ضد الشعب العلوي وقتلوا جمعاً غفيراً منهم، وانتهت المعارك بانتصار الفرنسيين، وقيام الحكم الانتدابي في البلاد.
هذا مع غض النظر عن المعارك الدامية بينهم وبين الفرنج الصليبيين والقراصنة الذين كانوا يهاجمون الساحل الشامي وحدود الاَراضي الاِسلامية منذ القرن الثاني إلى أواخر أيام العثمانيين فيأخذون ضحايا من العلويين. وإضافة إلى المعارك الداخلية والحروب الاَهلية الطائفية التي كانت تتأجّج نيرانها بدسائس أصحاب السلطة أو المستعمرين والصليبيين؛ كما نشاهد في حروب العلويين والاِسماعيلية، والحروب القبلية بين العشائر العلوية.
الخلط بين العلويين والاِسماعيليين والقرامطة
هذا الاشتباه والخلط حصل لكثير من الباحثين منهم ابن تيمية في فتواه المشهورة حيث رمى الجميع بنبل واحد مدّعياً أنّ الملاحدة الاِسماعيلية والقرامطة والباطنية والخرمية والمحمدة أسماء لطائفة واحدة.
على الرغم من أنّ الخلافات العقائدية والمناوشات العسكرية لم تترك مجالاً للخلط والاشتباه، فنذكر فيما يلي الحروب الطاحنة التي قامت بين العلويين والاِسماعيلية على سبيل الاِيجاز:
1. في أيام حسن الصباح سكنت قوى الاِسماعيليين جبل القصيرة واستأجرت قلعة القدموس حتى استولوا على قلاع العلويين في مصياف والعليقة والخوابي وأبو قبيس وصهيون، وفي عام 520هـ استولوا على قلعة بانياس، ولما هجم عليهم المسلمون من كلّ ناحية عندما رأوا عدم مساعدتهم، حالف الاِسماعيليون الصليبيين وسلّموهم قلعة بانياس عام 523هـ.
2. تداوم العداء بعد ذلك بين العلويين والاِسماعيليين حتى سنة 977هـ، حيث هجم عليهم العلويون واستولوا على قلاعهم ولكن سرعان ما أنجدت الحكومة العثمانية الاِسماعيليين وأعادت لهم مواقعهم.
3. في خلال سنة 1115هـ جاءت عشيرة بني رسلان واستولت على قلعة مصياف، وقتلت جميع الذكور الكبار، وسكنت مدّة ثمان سنين، وهذه العشيرة من العشائر العلوية.
4. ثمّ هاجمت بعض القوات العثمانية القلاع لنجدة الاِسماعيليين وقذفوهم بالمدافع وسلموا القلعة للاِسماعيليين.
5. تكررت هذه المناوشات حتى لم يبق للاِسماعيليين سوى القدموس.
وممن شهد بذلك من المحقّقين، الدكتور عارف تامر في كتابيه القرامطة، ومعجم الفرق الاِسلامية.
6. كانت هناك محاولات للتقريب بين عقائد الاِسماعيلية والعلويين باءت بالفشل بمساعي مشايخ العلويين العلماء على رأسهم حاتم الطوياني سنة 745هـ.
أهمّ العشائر العلوية
العشائر الرئيسة أربع: الحداديون والنميلانيون والرشاونة والخياطيون، وتقسم كلّ واحدة من هذه العشائر إلى أفخاذ وبطون، وترجع الثلاث الاَُولى منها إلى عشيرة المحارزة البشازعة التي هي أقدم العشائر جميعاً.
ومن عشائرهم نواصرة وقراحلة ورشاونة ورسالنة، جروية باشوطية ومقاورة، ومهالبة.
العشائر الحيدرية وهم يسكنون بغالبيتهم شمال اللاذقية ويمتازون بطيبتهم وانفتاحهم على الطوائف الأخرى من أهم عائلاتهم ال غزال وال حاتم وال صالح نسبة إلى الشيخ نصر صالح وال الشيخ حيدر (حيدر) منهم سالم حيدر وال الدوير الجدير بالذكر أن أبناء العشيرة الحيدرية من الجيل الصاعد قد أثبت حضوره علميا خاصة بالجامعات من أهم قراهم بلوران دمسرخو زغرين مزرعة قنديل (الحراجية)
العشائر الرئيسة يرجعون في نسبهم إلى فرعين رئيسين
1. فرع القبائل اليمنية (العرب القحطانيين) من همدان وكندة.
2. فرع القبائل الشاميّة والعراقية من غسّان وبهرا وتنوخ.
الذين اعتنقوا المذهب الشيعي في وقت مبكر ثم انحرفوا عن التشيع إلى ما يسمى حاليا بالعلويين. بعض قبائلهم كالمحارزة يدّعون أنّهم هاشميون، وبعضهم ازداد عددهم بهجرة قبائل طيء (نهاية القرن الثالث الهجري) وغسّان الذين دفعتهم الحروب الصليبية ومعهم الاَمير حسن بن المكزون (ت638هـ) من جبل سنجار في العراق إلى منطقة الشام في المنطقة الممتدة من طبرية وجبل عامل حتى حلب.
العشائر العلوية كانوا يسكنون بادية الشام أوّلاً ثمّ نزحوا إلى ديار ربيعة في الجزيرة الفراتية، وفي العهد العثماني تركوا بلادهم وسكنوا بيلان، اضنه وانطاكية وقسم منهم سكنوا منطقة الكلبية بقرب اللاذقية في سورية وقسم آخر منهم في جبال البهرة مع الاِسماعيليين، وتسمى جبال لكام، وقسم آخر منهم في جند الاَردن وطبريا بفلسطين المحتلة.
المرجع: موقع المعرفة بتصرف بسيط
دراسة موثقة
لقد دفعت أوجه الشبه بين العلويين والروم المسيحيين، المستشرق والعالم الاب هنري لامنس(1862-1937) الى كتابة بحث له بعنوان “العلويون: هل كانوا مسيحيين”؟ … نشره في مجلة “الشرق المسيحي” عام 1901 و كتبه بالفرنسية في بيروت في 22 كانون الأول عام 1900.
(1)ويخلص إلى نتيجة مفادها “أن العلويين كانوا سابقاً من المسيحيين الذين أخفوا ديانتهم وادعوا أنهم مسلمون كي لا يتعرضوا للاضطهاد الديني”.(2)بينما بقيت النسبة الاقل بكثير تدين بالمسيحية الرومية الارثوذكسية من اتباع الكرسي الانطاكي المقدس.
ويبني الأب لامنس نظريته على عادات وتقاليد مسيحية كثيرة بقيت لدى العلويين منها
أنهم لا يحرمون الخمر، ويخبر أنه زار “مريمين” في 4 أيلول 1899، حيث وجد أن شيخ الدين العلوي هناك قام “بمسح طفل أمامه بالزيت على صدره” ولاحظ أنه يدهن الزيت عليه “بشكل صليب”. وأفهمه الشيخ أن هذه العادة كانت عامة في البلدة فكانوا يدهنون كل الأطفال بالزيت بعد أشهر قليلة من ولادتهم. ويعتبر الأب لامنس أن هذه العادة بقيت لدى العلويين من إرثهم المسيحي إذ إن مسيحيي الشرق كانوا “يدهنون الطفل بالميرون بعد المعمودية”.
(3) ويخبر أن الشيخ العلوي في “بلقسه ” بارك الزيت أمامه بصلاة استعمل فيها عبارة :”المسيح الذي أحيا الموتى” مما أدهش الأب لامنس. ويقول إن لدى العلويين نظاماً لتعليم الدين يقوم على علاقة بين المعلم والمبتدئ، تشبه العلاقة بين “العرّاب” او الاشبين و”المعمّد” في المسيحية. ويقول إنهم يعيّدون عيد الميلاد كالمسيحيين في ليلة 24 – 25 كانون الأول كما يستدل من كتاب “مجموع الأعياد” لديهم، حيث ورد فيه :”في هذه الليلة يولد السيد المسيح من سيدتنا مريم العذراء”.
4) كما يعيدون عيد “البربارة” ويكرمون القديس يوحنا الذهبي الفم (ويعتبر العلامة الأب لامنس أن إكرام هذا القديس بقي عند العلويين كونه هو الذي هداهم سابقا إلى المسيحية. ويقول إنهم يكرمون القديس جاورجيوس (الخضر) و”سمعان العامودي” (الذي تحور معهم الى شيخ سماعين) … كما يقول: ” ومن يدري فإن بعض الإشارات من فتات أوراق قديمة تدل على إكرامهم السابق للقديسين ديمتريوس ونيقولاوس…”.
(5) ويبني الأب لامنس نظريته أيضاً “على الآثار المسيحية الرومية البيزنطية الكثيرة المتبقية في القرى ذات الطابع العلوي والتي لا يزال العلويون كالمسيحيين يزورونها للتبرك حتى اليوم”. كزيارتهم باحترام شديد لدير مار الياس الريح في منطقة الصفصافة في محافظة طرطوس.
(6) ويزور الأب لامنس تلك القرى، وسائر البلدات التي تشير الوثائق التاريخية إلى أنها كانت مأهولة بالعلويين، ويعددها ( قرى جبل برجيلوس،غرب بحيرة حمص، الوعر، منطقة الحولة شمال شرق الوعر، تل الدهب والسهول الواقعة إلى الغرب من خط حمص – حماه …) ثم يقول : “إليكم هنا تعداداً للأماكن التي وجدنا فيها آثاراً يونانية مسيحية (رومية)”
(7) – بهلونية ( أعتاب بيوت عليها صلبان ، وخرائب بكتابات يونانية تبدأ بكلمة “ايتوس” … و كنيسة قديمة مع عتبة باب محفور عليها صليب بيزنطي جميل…
– تل سارين ( كتابة يونانية مع صليب واسم الكاهن زخريا)
– بيت قارون ( آثار كنيستين قديمتين حيث يذهب العلويون للصلاة
– خربة حزور
– عين الشمس
– سنون( مقبرة مع صلبان)( كتابات يونانية وصلبان ) … ويعدد الكثير الكثير ويقول إنها كانت مليئة بالآثار الرومية المسيحية وبحرفي الفا واوميغا اليونانيين ( Α – ω ) المشيرين للسيد المسيح. ويقول ان اشارات الصليب والكتابات اليونانية في بلداتهم أكثر من أن تعد وتحصى.
ويخلص الأب لامنس في نهاية دراسته إلى أن المنطقة المسكونة بالعلويين (جبل برجيلوس) و”مدن وادي العاصي والساحل” منذ القرن الثامن قد تعرضت للغزو من قبل الإسلاميين وسكنتها قبائل “لم تكن معتدلة ” إطلاقا، فاضطر أولئك المسيحيون أن يخفوا دينهم المسيحي، وأن يكيفوا عاداتهم المسيحية مع بعض المظاهر الإسلامية كي يصبحوا مقبولين من “الحاكم الإسلامي” … فكانت “الطائفة العلوية”.
( ويستدل من الآثار التي يعددها الأب لامنس أن لغة أولئك المسيحيين كانت “الرومية – اليونانية” ويفهم من إشاراته العديدة أنهم كانوا على ما يبدو من “الروم الأرثوذكسيين” الذين اضطروا لإخفاء دينهم. * تعددت النظريات حول اصول العلويين كشعب، فالبعض نسبهم الى قبائل عربية أتت وسكنت الى جانب الروم من السكان وتأثرت بهم، والبعض الاخر كالعالم دوسو نسبهم للفينيقيين … ونحن مع عدم تبنينا بالضرورة لنظرية معينة من هذه النظريات، لا بد لنا من الاعتراف بان هذا المشرق كله كان مسيحيا بامتياز قبل الاسلام: ففي كل بقعة منه ما يشهد على عظمة أجدادنا وانتشارهم الكبير وإنجازاتهم الضخمة، وفي كل بقعة ايضا ما يشهد على الاضطهاد الفظيع الذي عانوا منه على مر الزمن.
مراجع السؤال: هل كان العلويون من المسيحيين الروم
1- ( Revue de l’orient chrétien , recueil trimestriel, 6ème année , 6eme volume n. 1 , 1901 , paris , librairie A.Picard et fils , 82, rue Bonaparte , 82, page 33-51 , les nosairis furent-ils chrétiens? ,à propos d’un livre récent , par le R.P . LAMMENS , S.J.)
2- ص 47 ، المرجع السابق .
3- ص 44 ، المرجع السابق .
4- ص 46 ، المرجع السابق .
5- ص 46 ، المرجع السابق .
6- ص 34 ، المرجع السابق .
7- ص 35 ، المرجع السابق.
8- ص 47 ، المرجع السابق .