دير داما او دير المياس
(دير داما)..او (دير المياس)
قرية داما اسطورة اللجاة وتاريخها المجيد فهي تزخر بتنوع وغنى أثري وتاريخي
التسمية
اتى اسمها من معنى الديمومة والاستمرار، حيث كانت تقع ضمن غابة خضراء وغناها بالمياه العذبة.
وتبلغ أهمية داما الحديثة من خلال معركتها التي طغت على وسائل الاعلام وخلدت قصة نضال واستبسال قاده أبنائها فكانت عصيةً على الاقتحام او المساومة في الارهاب الوافد لاقتحامها عام 2014.
وهذا ما اثبته أبناء قرية داما فتكاتف الشباب والشابات النساء والامهات يداً بيد متغاضين عن كل الاختلافات في الراي وجمعتهم وحدتهم وعزتهم وتاريخ اجدادهم فخاضوا معركة يشهد لها التاريخ ويشهد لبسالتهم العدو قبل الصديق ولقد أتت الفزعةُ من كافة أبناء الجبل من أقصاه لأقصاه وادت الى صد الاعتداء وافشال المخطط الرامي الى عزل منطقة اللجاة عن قلب الجبل وجعلها منطقة عبور للمسلحين وتهديد لخاصرة الجبل الغربية ولقد تكبدت هذه العصابات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، واوصلت رسالةً واضحة المعالم لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الجبل بان يعيد حساباته الف مرة مهما دعمتهم قوى الغدر فالحق يعلو ولا يعلى عليه… ولقد نال شرف الشهادة من أبناء القرية وأبناء الجبل 13 شهيداً زغردت لهم العذارى واحتضنتهم ارض الوطن واحتضنوها بدمائهم واجسادهم فجعلوا من تضحيتهم سوراً وحصناً منيعاً للوطن والجبل.
وبالحديث عنها نقول انها قرية تنام على حوض ماء عذب، وتتميز بوداعتها وخضرتها الدائمة نتيجة هذه النعمة الكبيرة التي حباها الله بها،
تقع قرية داما في الجهة الشمالية الغربية من محافظة “السويداء”، في قلب منطقة “اللجاة”، وظلت قرية “داما” إلى وقت قريب جزءاً من الغابة الكثيفة التي قضى على اشجارها الاحتلال العثماني .
تبعد قرية “داما” عن مدينة السويداء 37 كم، ويحدها من الشرق قرية “وقم”ومن الشمال يجاورها قرية دير المياس ومن الجنوب قرية “جرين ويحدها من الغرب محافظة درعا وقرية “جدل”، ويقال أن حراج “اللجاة” كانت غابة غناء وما زالت بعض لوزياتها وزيتونها الروماني منتشراً في أطرافها،
وترتفع عن سطح البحر 745 متراً، وتعتبر من القرى الأثرية حيث تتميز بتشكيلات أثرية متنوعة (رومانية ونبطية وبيزنطية)، وتلاحظ البيوت السكنية التي تعود لمئات السنين، وأديرة كثيرة أهمها دير “داما” دير المياس ومناراتها الأربع التي كانت تهدي الحجاج على طريقهم (منارة الشريف) لوقوعها على طريق الحج، ومن مآثرها أنها من القرى القليلة التي وقفت ضد الاضطهاد العثماني، وضد الاحتلال الفرنسي،
وفيها عقد مؤتمر شباط الوطني عام 1926 الذي طالب فيه الثوار من كافة أنحاء سورية باستقلال البلاد، ووضع دستور للوطن والعفو الفوري عن كل السجناء المحتجزين داخل السجون.
ويبلغ عدد سكان القرية حسب آخر إحصائية3500 نسمة تقريبا
آثارها
الآثار في “داما” قديمة وتعود للعصر الروماني وابعد من ذلك بكثير، وقرية “داما” هي القرية الوحيدة وسط “اللجاة” التي عثر فيها على شواهد قبور مكتوبة باللغة اليونانية، وعدد من الكتابات والنقوش في العديد من آثارها، العديد من البيوت الأثرية في القرية لا تزال مأهولة إلى اليوم، وفيها العديد من الشوارع المسقوفة وفيها دير وعدد من الكنائس.
وهناك حجر بجدار بيت في وسط القرية يحمل الرقم 2451 حروفه خشنة مؤطرة وسالمة وهي من تسطير شخص لا يفقه اليونانية “جادرا” هو اسم أنثى “آغوت توبياس” رغب بها وتزوجها ثم أضاف اسمها إلى النص. الحجر الآخر والذي يحمل الرقم 2452 يوجد في المبنى ذاته، حروفه مؤطرة أيضاً والكتابة جنائزية، يوجد حول القبر شجرة تين وتحت الباحة خزان مياه، والخزانات كثيرة في “داما” للحاجة لها في الشرب وسقاية الماشية والسبب وقوعها في وسط “اللجاة” دون ينابيع وسكنت عام 1862 م. وبالنسبة للآثار في القرية فيقال انها شيدت من قبل الفلاحين والجنود المسرّحين من الجيش الروماني ، وما بقي من آثارها النفق البركاني الذي تشكل من تراكم الحمم والمقذوفات البركانية على نحو ترك تحته فراغاً واسعاً، وقد سكنه اللصوص والخارجون عن العادات الاجتماعية في ذلك الوقت ويتراوح عرضه من 8 – 10 م وارتفاعه بين 6 – 8 م ويزيد طوله على كيلومتر واحد. وتحتوي القرية على معلم اثري هام هو الهرم المدرّج والذي يعد هو الأهم من بين أوابدها المعمارية، وهو المميز في حوران أيضاً، عبارة عن برج شاهق يضم حتى الآن طابقين تنحني جدرانه الخارجية انحناءة خفيفة نحو الداخل، ويرتفع حوالي 15 م فوق الصخور البركانية التي ينتصب عليها، يراه المرء من أي مكان مرتفع في “اللجاة”، يحيط بالهرم سور مبني من حجارة مشذبه غير منحوتة وكبيرة عند الهرم، وعلى بعد حوالي 100 م منه إلى الجنوب الشرقي يوجد سور ومكان للعبادة وزال البناء المقدس الذي يقوم في موضعه حالياً بيت حديث، البوابة الرئيسية هي الباقية وتزينها عريشة عنب، وتغلقها درفات باب حجري، ثبت فوق ساكف الباب كتابة يونانية تفيد أن المكان المقدس كان يخص الربة “أثينا”، بني هذا المكان المقدس بين القرنين الأول قبل الميلاد والثاني الميلادي، وربما تكون قد بنيت في عصر مبكر وأثناء سيطرة الأنباط على جنوب سورية.
بجانب هذه الأوابد يوجد ضريح متهدم إلى الشرق من الهرم وكنيسة متهدمة أيضاً إلى الغرب من مركز المدينة القديمة، هذا بالإضافة إلى البيوت القديمة المسكونة وكل هذا يدل على تاريخ عريق عاشته هذه المنطقة فخلدته أوابدها الباقية لتحكي قصة المكان بكل تفاصيله.
لاينفصل تاريخ قرية داما الحديث عن ماض الاجداد العريق فلقد كانت من القرى الرائدة في مقارعة الاستعمار الفرنسي وقدمت عشرات الشهداء.
قرية دير المياس هذه القرية النائية الصغيرة التي عشقت اللجاة وعشقتها وتغنّت بالجبل والجبل تغنى باهلها وشجاعته… .
هذه القرية التي حفرت بين الصخر ارضها الزراعية وعاشت بوئام مع جيرانها من القرى البدوية المحيطة بها، ولم توصد مضافاتها يوماً بوجه ضيفٍ او مستجير، بل شكلوا بلحمتهم الاجتماعية وحسن معشرهم مقصداً لكل كريم وصاحب حاجة.
موقعها
تقع قرية دير داما في أقصى ريف السويداء الشمالي الغربي لمحافظة السويداء، وتزخر بتاريخ أثري غني ومتنوع لحضارات قديمة، تعاقبت عليها. تتحدث عنها معالمها وحجارتها ونقوشها أبرزها الدير الذي أخذت تسميتها منه.
الدير الأثري
القرية التي تتموضع في منطقة اللجاة الصخرية إلى الشمال الشرقي من قرية داما بنحو 2 كم تتميز بديرها الذي يعتبر من أقدم الأديرة في سورية وقد بني بحجارة مقصبة ومشذبة شبه منحوتة ونوافذه وأبوابه صغيرة جميعها من الحجر البازلتي.
أطلال الدير ما تزال واضحة تمكننا من تصور هيكله فيبدو من تصميم جدرانه وأعمدته تحفة فنية لم يتجرأ الزمن أن يطمس آثارها وزخارفها ونقوشها ورسوماتها الفريدة التي زينت سطحها وكتاباتها التي لم تفك طلاسمها بعد لحضارات يونانية ورومانية وبيزنطية توالت على المكان.
أن دير داما أو ما يسمى الدير الجواني يعود لتاريخ أثري موغل بالقدم حيث بني في عصر إمارة آل الجفنة الغسانية ويتألف من الدير والكنيسة وجامع وبعض البيوت القديمة حيث تتصل الكنيسة بالدير وهي ذات مخطط متميز وتختلف عن باقي الكنائس لأنها تمتد من الشمال إلى الجنوب.
أن اللافت في الكنيسة أن قدس الأقداس عند ضلع الطول منها وليس عند ضلع العرض كما هو مألوف إضافة إلى وجود أربع قناطر تحمل السقف ويقع مدخلها قبالة قدس الأقداس تتقدمه حجرة صغيرة ندخلها من الجهة الجنوبية. أما المصلى المنفرد فتم تشييده على تلة إلى الشرق من الكنيسة ولم يبق منه سوى قدس الأقداس بقبته الفريدة التي شيدت بحجارة صغيرة مغموسة بالطين.