“قد وجدنا طريق دمشق”..
أمسية تستضيف فيها دار الأوبرا المرتّل البيزنطي اليوناني العالمي الأرشمندريت كابارنوس ..
دون أن يُضيّع العنوان؛ استقبلته دمشق قادماً من اليونان ليعتلي مسرح دار الأوبرا، حيث أحيا المرتّل البيزنطي العالمي الأرشمندريت كابارنوس أمسية فصحيّة تحت عنوان “قد وجدنا طريق دمشق” مساء الثلاثاء 22 آذار 2022، في حفل لم يخلُ من حضور الطقس البيزنطي باللغتين العربية واليونانية من خلال مشاركة جوقة الكنّارة الروحيّة البطريركية بقيادة الأرشمندريت ملاتيوس شطّاحي.
إحياء الأرشمندريت اليوناني كابارنوس هذه الأَمسية جاء بدعوة من دار الأوبرا وبرعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح، هذه الدعوة التي لاقت صداها لدى الأرشمندريت الذي عبّر عن سعادته الغامرة بقدومه إلى سورية بما تتمتّع به من قيمة حضارية وتاريخية وثقافية كبيرة، كما أبدى المرتّل البيزنطي العالمي إعجابه الكبير بدار الأوبرا وبالجمهور السوري خاصة مع نفاد البطاقات خلال الساعات الأولى، ما دلّ على أن هذا الجمهور نوعي واستثنائي، وهو ما استدعى إضافة أمسية ثانية في اليوم التالي.
التراث الموسيقي البيزنطي وهو طقس كنسيّ، تأتي أمسيته متزامنة مع فترة الصوم الكبير، حيثُ تضمّنت الأمسية برنامجاً منوّعاً فيه تراتيل ومزامير وأناشيد من وحي هذه المناسبة، إضافة إلى ما كُتب لسورية بشكل خاص، بينما كان التراث العربي حاضراً مع التراث اليوناني من خلال التمازج في الموسيقا واللغة مع جوقة الكنّارة، ولا يأتي هذا التمازج فقط بهدف إسقاط كل عمل جديد على العمل السوري بغية توظيف الإمكانات المحلية بالطريقة الأمثل؛ بل للتذكير أيضاً بأن واضع أسس وقواعد الموسيقا والألحان الكنسية البيزنطية هو القدّيس يوحنّا الدمشقي، الذي يُلقّب “زعيم ناظمي التسابيح”، وهو من نظم الألحان وأعطاها الصّبغة الأكاديمية، ما يعني أن الموسيقا البيزنطية انطلقت من دمشق بلونها الحالي وانتشرت في أنحاء العالم.
مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون المايسترو اندريه المعلولي أكد أن دار الأوبرا حريصة على تقديم جميع أنواع التراث الإنساني، لافتاً إلى ضرورة أن تكون دمشق ضمن محطات الأرشمندريت اليوناني كابارنوس الذي يُعتبر من أهم الشخصيات في الترتيل البيزنطي، إذ إن دار الأوبرا تعمل على استقطاب أهم الشخصيات، لتعزيز حضورها على خريطة دور الأوبرا العالمية.
وعن التراث البيزنطي قال معلولي إنه انطلق من سورية إلى اليونان وروسيا والعالم أجمع، فكان لا بدّ من إعادة هذه المكانة التاريخية والمحورية لهذا التراث، ومن هنا جاء عنوان الأمسية الذي يؤكد أن دمشق هي قبلة العالم.
وأوضح معلولي أن إحساس الشرقيين بالموسيقا البيزنطية التي وضع أُسسها يوحنا الدمشقي مختلف، لأنها تشترك مع الموسيقا العربية باعتمادها على أرباع التون والـ “كومات” التي هي أقل من الربع، وهذا غير موجود في الموسيقا العالمية التي تعتمد على أنصاف الأبعاد والأبعاد الكاملة، لذلك نؤديها نحن العرب بإحساسٍ عالٍ.
وحول الإقبال الكبير على شراء بطاقات الأمسية أوضح مدير عام دار الأوبرا أن من الجمهور من هو مطّلع ومهتم بهذا النمط، ومنهم من دفعه الفضول المعرفي مع ثقته بالسّويّة العالية للحفلات التي تقيمها دار الأوبرا.
المكتب الصحفي في دار الأوبرا