Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all 1470 articles
Browse latest View live

شرح أيقونة عيد رقاد والدة الإله

$
0
0

شرح أيقونة عيد رقاد والدة الإله

1- الشكل الآساسيّ للأيقونة
بَقِيَ الرَّسْمُ الأيقونوغرافي لهذا العيد، بخطوطِهِ العريضةِ، ثابتاً على مدى الأجيال، مع اختلاف لبعض المشاهدِ المحيطةِ بالمشهَدِ الأساسيِّ. العذراءُ راقدةٌ وأمامَها الربُّ يسوعُ المسيح ينظرُ إليها مُتقبِّلاً بين يديهِ رُوحَها الطاهرة.

2- روح العذراء
تَظهَرُ روحُ والدةِ الإله بهيئةِ طِفلٍ ملفوفٍ بأقمطةٍ بيضاء، ببهاءِ الروحِ النقيةِ المستنيرةِ. نرى في بعضِ الأيقونات أجنحةً لروحِ العذراء تَرمُزُ إلى حالَتِها الروحية.

ليس أنَّ العذراء التي حَفِظَت كلَّ شيءٍ في قلبِها تضُمُّ إلى صدرِها الطفلَ المولود، ولدَها وإلهَها، بل الخالقَ الذي يَحمِلُ بين ذراعَيهِ والدته الفائقة القداسة.

ليس سمعانُ الشيخ مَن يقِفُ أمامَ السيّد، بل الإنسانيةُ المتألهة تقفُ مصليةً مِن عُمْقِ قَلبِها: “الآن أطلقْ عَبْدَكَ أيّها السيّد بسلام…”.

3- الرسل

ايقونة رقاد والدة الاله
ايقونة رقاد والدة الاله

“أيُّها الرسلُ اجتمعوا مِنَ الأقطارِ إلى هنا، في قرية الجسثمانية، وأَضجعوا جسدي، وأنتَ تقبَّلْ روحي، يا ابني وإلهي”. 
تَضَعُنا هذه الترتيلة أمامَ مَشاهِدِ الأيقونة السهلةِ والـمُرَكَّبَةِ في آنٍ معاً. 
في أعلى الأيقونة نُشاهِدُ سُحُباً صغيرة، وتحملها الملائكة في بعض الأيقونات، وفي وسطها التلاميذ الاثنا عشر كَلَآلِئَ في صَدَفةٍ.

نُشاهِدُ في أيقوناتٍ أخرى سَحَابَتَينِ فقط، واحدةً في كُلِّ جهةٍ من القِسم العلوي، والرسل الاثنا عشر متوزعون عليهما مُناصَفَةً.

تلتقي كلُّ الخطوطِ الأساسيةِ التي بُنيتْ عليها الأيقونةُ في وَسَطِهَا حيثُ المسيحُ يقف.

كان مجيءُ الاثني عشرَ رَسْماً لاجتماعِ الأسباطِ الاثنَي عشرَ في أورشليمَ في القيامةِ العامة.

4- محور الأيقونة
تتمحورُ الأيقونةُ حَوْلَ حدثَين متمايزَين ولكنَّهما منسجِمَين، الأولُ عاموديّ مِن الأعلى إلى الأسفل، وهو يظهرُ مع حركةِ الرسلِ النَّازِلَة نحو والدةِ الإله حيثُ الخطوطُ تسيرُ باتجاهٍ واحدٍ وهو جَسَدُ العذراءِ الـمُمَدَّدُ على سريرِ الموت؛ وأمَّا الجسدُ فيشكّلُ الحدثَ الثاني على هيئةِ محورٍ أفقيّ. وعند مركزِ التقاءِ الخطّين يتجلَّى المعنى الحقيقيُّ لهذا العيد، مريمُ نقيةٌّ تَشِعُّ بياضاً بينَ يَدَي السيدِ ابنِها وإلهِها، وهنا يَحدُثُ الانتقال.
فالأيقونةُ ليستْ جَامِدَةً بل تُعَبِّرُ عن حركتي نزول وصعود.

ايقونة رقاد والدة الاله
ايقونة رقاد والدة الاله

الخطُّ العموديُّ لا يَقْبَلُ إلا أن يَلتَقِيَ بالخطِّ الأفقي، والخطُّ الأفقيُّ يشتهي أن يلتقيَ بالخطِّ العمودي. ليس من وليدِ الصُّدْفَةِ أن يكونَ الخطُّ الأفقيُّ موضوعاً في النِّصفِ السُّفلِيِّ من الأيقونة، عُنْوانُهُ العذراءُ مريم والدة الإله، التي تعطي مثال الإنسانيةُ التي إذا قَبِلَتِ الزرعَ الإلهيَّ تُثْمِرُ وتنتقِلُ إلى الحياة الأبدية.

تضعُ الأيقونةُ أمامنا اللحظةَ القُصوى للضُّعْفِ البشري، أي الموت، وحاجَتِهِ أن يلتقيَ بالله، الرب يسوع الذي هو الحياة.

5- البناءان
البناءان في الخَلْف يمثِّلانِ المدينة، ولكنْ لم تَعُدْ هذهِ المدينةُ مدينةَ الحجرِ بل مدينةَ الروح. وهذا هو الـمُبتغى في الأيقونة: معَ المسيحِ كلُّ شيءٍ أصبحَ جديداً، زالَ الهيكلُ الحجريُّ، وحلَّ محلَّهُ الهيكلُ اللَّحْمِيُّ الذي تألَّهَ باتحادِ السَّيِّدِ فيه.

6- بطرس وبولس وآخرون
عادةً ما نُشاهِدُ في الأيقوناتِ القديسَ بطرسَ عِنْدَ رأسِ العذراء، وبولسَ الإناءَ الـمُصطفى مِن جهةِ القدمينِ في حالِ تضرّعٍ وتمجيد: “افرحي يا أم الحياة، يا نجماً عَلا سناهُ، ما عرفتُ ابنكِ بالجسدِ، ما نظرتُ مُحيّاهُ، لكنَّهُ لِيَ ظَهَرَ، وبِمَرْآكِ رُؤاهُ”.

يُشاهَدُ قُرْبَ وجهِ العذراءِ رسولٌ بلحيةٍ بيضاء، إنّه يوحنا الإنجيلي. كما يظهرُ بين الرسلِ نساءٌ، وأناسٌ بثيابٍ أسقفيّةٍ (أموفوريون) مزيّنةٍ بِصُلُبٍ (صُلبان)، وهم تيموثاوس أولُ أسقفٍ على أفسس، ديونيسيوس الأريوباغي، وهيروسي أسقفُ أثينا وتلميذُ بولس، وأحياناً نشاهِدُ أيضاً القديسَ يوحنّا الدمشقي وكوزما أسقف مايومة لأنّهم نظموا مدائحَ للعذراءِ مريم.

ايقونة رقاد والدة الاله
ايقونة رقاد والدة الاله

7- التعدّي الوثني (محاولة التدنيس)
حمق رُؤساءُ كَهَنَةِ اليهودِ مِن بهاء جنازة والدة الإله فقصدوا تدنيس الأمر. “تَعالَوا نخرجْ ونقتلِ الرسلَ، ولنقدّمْ لِلنَّارِ الجسدَ الذي وَلَدَ مُؤَسِّسَ هذه الجماعة”.

فنهضوا وخرجوا بسيوفِهِم وعِصيِّهِم ليَقتُلُوهم، ولكنَّ الملائكةَ الذين كانوا على السُّحُبِ أعمَوا أبصارَهُم، فما عادُوا يَرَون أين هم ذَاهِبون. لذا نراهم في بعضِ الأيقونات أمامَ سرير رقادِ العذراءِ مُحاوِلينَ إِخفاءَ وجوهِهِم بأيدِيهم.

وأمّا هييفوني، وهو كاهنٌ كبيرٌ، فدخلَ في موكبِ الجنازةِ، وحاول رمي التابوت فنال جزاه.

8- توما الرسول والزنار
اقتيدَ الرسولُ توما إلى جبل الزيتونِ وشاهدَ الجسدَ المغبوطَ صاعِداً إلى السماءِ فصرخَ بفرحٍ عظيم: “أيتها الأمُّ الفائقةُ القداسةِ، الأمُّ المباركةُ، الأمُّ البتولُ، إذا وجدتُ حُظْوَةً عندَكِ وأنتِ ذاهبةٌ إلى السماء فتنعَّمي على خادِمِكِ برَحْمَتِكِ”. وعلى الفورِ وَقَعَ من السماءِ زُنَّارٌ كانَ الرسلُ حزموهُ حولَ جسدِ الفائقةِ القداسة، أخذهُ توما وقبَّلَهُ، وشكرَ اللهَ على هذهِ النعمة.

(الزنار المقدس محفوظ اليوم في كنيسة دير فاتوبيذي في آثوس).

9- العرس السماويّ
وصلتِ القُوى السماويةُ مع السيّد، كما نرتِّلُ في غروبِ العيد، ورفعوا الجسدَ المكرَّمَ الذي تقبَّلَهُ الرّبّ، وصرخوا بأمرٍ عُلْوِيٍّ وبصوتِ رعدٍ لا يُوصف: “هو ذا ملكةُ الكلِّ، الفتاةُ الإلهيةُ، قد أقبلت. فارفعوا الأبوابَ وتقبَّلُوا بِحالٍ تفوقُ العالَم أمَّ النُّورِ الذي لا يَغرُب، فإنه بها قد صارَ الخلاصُ للجنسِ البشري بأسرِهِ، وهي التي لا يمكنُ النَّظَرُ إليها، ولا نستطيعُ أنْ نقدِّمَ لها الإكرامَ بحسبِ الواجِب، لأنَّ الكرامةَ التي قد تَسامتْ بها تفوقُ عَلى كُلِّ عَقلٍ”.

هذه الأيقونة عرسٌ سماويٌّ، عرسٍ قياميٍّ أبديّ.

(شروحات ارثوذكسية)

 


لماذا نطلق على سوق بيع الخضار بالجملة تسمية سوق الهال؟

$
0
0

لماذا نطلق على سوق بيع الخضار بالجملة تسمية سوق الهال؟

سيخطر في البال أن كلمة الهال مقصود بها حب “الهال” المعروف من البهارات التي تضاف إلى القهوة ، على أن الحقيقة خلف تسمية أسواق الخضار عالمياً بأسواق “الهال” تقف خلفه حكاية أخرى من الثقافة و الميثولوجيا السورية.

حيث يذكر الباحث والمؤرخ “عامر رشيد مبيض” أن “هال وهيلانة وهيلاس، كلمات آرامية سورية، معناها إله “نضوج الخضار والفواكه وسنابل القمح”، وأن باب الجنان بحلب كان أوَّل سوق هال كان يبيع جملة الخضار في التاريخ والعالم”.

وتعتبر “هالة” و”هيلانة” من صفات الشمس، والشمس في المعتقدات الأمورية والآرامية السورية القديمة، هي الإله السوري “حدد” (بعل شمين)، وهليوبوليس (الشمس والمطر).

وبنى الأموريون السوريون مدينة “هليوبوليس” في مصر لإلههم “حدد”، كما شيّدوا في أوربة مدناً على أسماء آلهتهم، أو مواقع ومعابد لتمجيدها، ومن هنا انتقل اسم “الهال” بمعناه إلى الأسواق العالمية.

كان الأموريون والآراميون السوريون يعبدون الشمس، ولم تكن الشمس تذكر باسمها احتراماً ووقاراً، بل بصفاتها “هال ـ هيلانة ـ هيلاس”.

اكتُشف معبد الإله الأموري الآرامي السوري “حَدَد” في قلعة حلب 1996 وفي موقع كاتدرائية دمشق  حيث حوله الامبراطور ثيوذوسيوس الكبير عام 387 م الى  كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان ورأسه فيها والذي حولها الوليد الى الجامع الأموي في دمشق العام 705م ، ويُعدُّ  المعبد الأقدم في التاريخ والأكبر في سورية وما حولها واطلال ابواب المسكية شاهد على عراقته.

وتؤكد الموسوعة الفرنسية أنَّ الذين أسسوا مدناً على ضفتي البحر المتوسط أتوا من سورية، ونشروا عبادة إلههم “حَدَد”، الذي اشتهر باسم “زوس” في اليونان، و “جوبتير” في روما .

ويأتي حرف السين في كلمة “هيلاس” للتعظيم، ومعنى الهلس: الخير الكثير، حيث يأتي المزارعون بمحاصيل جنانهم “الجنان” إلى سوق الهال (باب الجنان: الخيرات الكثيرة)، ويقدمون التقدمات للشمس، ومن أغانيهم “الهيلا الهيلا” .

ومن حلب انطلقت حضارة الهال، هيلان هيلينستية وهي الشمس رمز القوة الإخصابية للأرض، ولكن بعض المستشرقين جعلوا “هيلاس” جدّاً لليونانيين الأوروبيين رغم أنف التاريخ .

وفي كل المدن التي شيدت فيها معابد للشمس، كان سوق “الهال”، فالشمس تساعد على مزيد من التجفيف وزيادة المساحات المزروعة، وأصبحت أعظم الآلهة في جميع البلدان الزراعية.

ويذكر أن السوريين أول من نسبوا الألوهة للشمس والقمر والكواكب، وإن النبت في الشهر السادس الذي يبلغ فيه القيظ ذروته كان يعد شهراً مقدساً مكرساً لهذا الإله، فإن النبت في هذا الشهر يعطي أكله وثمره.

سوق هال
سوق هال

 

ديك الجن الشاعر الحمصي الحاذق

$
0
0

ديك الجن الشاعر الحمصي الحاذق

هو الشاعر عبد السلام بن رغبان، أو كما لقّبَ نفسه بـ ديك الجن ؟! 

شاعر مميز  اشتهر بزمانه بين العرب وكان له قصصٍ وحكاياتٍ غريبة  فشخصيته المتقلبة والغريبة جعلته يستحق لقبه “ديك الجن”!

لمحة عن حياة الشاعر العربي ديك الجن

ولد ديك الجن الحمصي في مدينة حمص عام 161-235 هـ /777-849 م، أصله من السلمية وهو من قبيلة تميم، كان جده الأعلى قد أسلم على يد حبيب بن سلمى الفهري، اشتهر بين شعراء حمص ولكنه كان ذو طبعٍ غريبٍ وفريد، حيث كان يحيّر كل من حوله فهو محبٌ وعاشقٌ رومانسي ولكنه أيضاً قد يقتل حبيبه عند الشك به! وكان ذو طباعٍ حادة وذو إبداع كبيرٍ مع رقةٍ مميزة وبالمقابل كان ذو لسانٍ سليط إن مسه أحدٌ بسوء، وهكذا كان لقب ديك الجن لقباً لائقاً عليه كجني في صورة إنسان! 

وكانت مدينة حمص قد اشتهرت وتعلّقت بهذا الشاعر حيث صوّرت له لهوه وأنسه وخاصةً على ضفاف العاصي، فلم يكن شاعراً عادياً من شعراء حمص بل كانت له قصةٌ مختلفة.

ويُقال بأنه عاش كل حياته في مدينة حمص، موجوداً فيها بين مكانين إما منزله الذي يقع في حي باب الدريب الحالي جنوب شرق المدينة القديمة

(تحديداً في شارع الملك الأشرف في حارة الشرفة قرب الساحة المعروفة بصليبة العصياتي)

وإما في متنزه الميماس على نهر العاصي.

ديوان ديك الجن

بالرغم من كون ديك الجن من أشهر شعراء حمص إلا أن ديوانه بقي مطوياً ومتناثراً في أعماق الكتب التراثية، ولكن مجموعة من العلماء في عصرنا الحالي قرروا جمعه ليكون باسم ديوان ديك الجن الحمصي.

وطُبع في مدينة حمص عام 1960 م وكان من نشراه هما الأستاذان (عبد المعين الملوحي) و(محي الدين درويش)

وطُبع من جديد في دمشق من قبل (دار طلاس) عام 1984م، وقد تصدرته مقدمة للأستاذ الراحل (أحمد الجندي)

أما الديوان الذي طُبع في بيروت عام 1964 م باسم ديوان ديك الجن فكان ذو مجهودٍ رائع من قبل الأستاذين (أحمد مطلوب) و(عبد الله جبوري)

حيث اعتمدا على مخطوطة للشيخ (محمد السماوي) 1950م، وكان قد جمع بها الاشعار  وسماها ” الملتقط من شعر عبد السلام بن رغبان_ ديك الجن”، وأكملا ما نقص من عدة مصادر مختلفة استطاعا العثور عليها.

ونُشر بعده ديوان ديك الجن الحمصي من قبل الأستاذ (مظهر الحجي) في دمشق عام 1987م

ليكون ضمن سلسلة إحياء التراث التي تصدرها وزارة الثقافة السورية.

قصة ديك الجن المشهورة مع شمس القصور

كان لديك الجن شعراً مشهوراً له قصة قد تفاجئك، فقد كان الشاعر المشهور في مدينة حمص قد وقع في حب جارية نصرانية وكانت تسمى بـ”ورد بنت الناعمة”، وقد أُغرم بها أشد الغرام

حتى حال به الأمر بأن يدعوها إلى الإسلام ليتزوجها فوافقت على ذلك، وكان من شعره بها :

أنظر إلى شمس القصور وبدرها    وإلى خزاماها وبهجة زهرها

وردية الوجنات يختبر اسمها         من ريقها لا ما يحيط بخبرها

وقد كان لهذا الشاعر لهوه الشديد والذي تحدث عنه ابن أخيه (أبي وهب الحمصي) ووصفه بقوله:

“كان عمي خليعاً ماجناً عاكفاً على القصف واللهو ، متلافاً لما ورث عن آبائه ، وكان له ابن عم يكّنى أبا الطيب ، يعظه وينهاه عما يفعله ، ويحول بينه وبين ما يؤثره من لذائذ حتى هجاه ديك الجن فعدل عن عذله.”

 وحصل مع زواجه ما لم يكن متوقعاً ولا يخطر على بال! ففي أحد الأيام  ذهب ديك الجن إلى (السلمية) طالباً مساعدةً من (أحمد بن علي الهاشمي)، فأقام عنده لوقتٍ طويل،

وخلال هذا الوقت أشاع ابن عمه أبو الطيب خبراً صادماً! وهو خيانة امرأة ديك الجن لزوجها!  فعاد عبد السلام  أدراجه إلى حمص ليتأكد من الخبر…

وكانت هنا المكيدة

حيث أرسل ابن عمه، من أشاع خبر خيانة زوجته أحد غلمانه، ليدّس الرجل الذي رماه بها، وقال له بأن ينتظر عبد السلام حتى يدخل إلى منزله فيقف على بابه وكأنه لا يعلم بقدومه وينادي باسم ورد، وإن سأله عن اسمه فيقول فلان!

وهكذا عاد عبد السلام إلى منزله بالفعل وسأل زوجته عما سمع فأنكرت وأجابت بأنها لا تعرف شيئاً عن ذلك.

وبينما كانا يتحادثان قدم الرجل وطرق الباب وفعل ما أُمر به فما كان من عبد السلام إلا أن شتم زوجته واستلّ سيفه ليضربها به ويقتلها ومن ثم يحرق جثتها!!

وتقول بعض الروايات بأن الشاعر عبد السلام  قد صنع من رماد جثة محبوبته كوزاً بقي يشرب منه طوال حياته.

وبمناسبة هذه الحادثة يقول د. شوقي ضيف :

“ليس من شك أن أروع أشعار (ديك الجن) ما نظمه في بكاء صاحبته متحسراً نادماً كما لم يندم أحد”.

 

✤ القربان ✤

$
0
0

✤ القربان ✤
هو خبز التقدمة الى هيكل الرب لاتمام سر الشكر عليه عملاً بقول الرب يسوع عندما بارك وكسر الخبز في العشاء الاخير:”خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي للعهد الجديد الذي يكسر عنكم لمغفرة الخطايا.” كما اخذ له المجد الكأس بعد العشاء وقال لتلاميذه:”اشربوا منه كلكم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يراق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا.

وقد درجت الكنيسة منذ الايام الاولى ان يجتمع المؤمنون جميعاً في عشاء المحبة ويمارسون كسر الخبز وتقدمة الخمر  كما اوصاهم ربنا له المجد في العشاء الأخير…

مع بدء تنظيم الكنيسة وتنظيم الليتورجيا واعداد الاسرار ومنها سر الشكر تم ترتيب ذلك كما نعرفه بما يسمى “القداس الالهي” الذي يتناول منه المؤمنون في كنيستنا المقدسة من الكأس المشتركة التي بها جسد ودم ربنا يسوع المسيح بتلك الذبيحة غير الدموية،اي الخبز والخمر والذي يتحول الى جسد ودم الرب يسوع بحلول الروح القدس عليها وصلوات الكاهن ويقدم المؤمنون على تناوله.

مكونات سر الافخارستيا او الشكر القربان والخمر

خبز القربان
خبز القربان

القربانة

هي عبارة عن خبزة مستديرة، والدائرة لا بداية لها ولا نهاية، إشارة للمسيح الذي لا بداية أيام له ولا نهاية أيام (أي سرمدي).

هي مستديرة كقرص الشمس، والمسيح هو شمس البِرّ وكلمة قربانة تعني “Prosphora” وهي كان المؤمنون يستخدمونها منذ الكنيسة الأولى كان يأتون بتقدماتهم من الخبز والخمر، والزيت والشموع ويضعونها في غرفة خاصة تسمى أل proskomidh . وكان الكهنة ينتقون منها الخبز والخمر ما يلزم لتتميم سر الشكر (الافخارستيا) .

 مكونات القربانة
تصنع خبزات التقدمة من طحين القمح النقي، وهي مختمرة تكون مصنوعة من طحين القمح والماء، يضاف اليها الخميرة والملح ولا شيء غير ذلك. ( لا طيب ولا عطورات ولا سكر ولا منكهات) وتقال صلوات عند عجن القربانة وخبزها….ولا نستعمل  في كنيستنا الارثوذكسية في القداس الخبز الفطير أي الذي دون خميرة لأن يسوع، في العشاء الأخيرلم يأخذ فطيراً اي بدون خميرة، أخذ “خبزا” وشكر وبارك وكسر وأعطى تلاميذه قائلا: “خذوا كلوا هذا هو جسدي”. واستمر المسيحيون عبر العصور كلها يصنعون حسب الانجيل.
✥ لماذا نضع الخميرة في القربان؟

المناولة المقدسة
المناولة المقدسة

تستعمل الكنيسة الأرثوذكسية الخميرة لإتمام السر الالهي بواسطة الخبز المختمر لأنه هو المادة التي استعملها الرب يسوع في العشاء الأخير. فالقربان الذي نقدمه لا يمثل حياة المسيح الطاهرة (التي هي فطير). إنما يمثل المسيح الحمل، الذي حمل خطايا العالم كله. الذي قيل عنه “كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقة، والرب وضع عليه إثم جميعنا” (أش53: 6). فالخمير الذي في القربان هو “إثم جميعنا” الذي حمله السيد المسيح.هو كان بلا خطية، لكنه كان حامل خطايا العالم كله. كما أن الخمير يرمز إلى الشر والفطير يرمز إلى الخير؟ والمسيح كان بلا خطية قدوساً بلا عيب.

التقليد
الكنيسة الأرثوذكسية تتبع هذا التقليد والذي يستند الى كلمة الإنجيل المستعملة للدلالة على الخبز، ألا وهي artos ومعناها الخبز الخمير بينما لم تستعمل عبارة azymos والتي تدل على الخبز الفطير.

بعد العجن يتم إعداد القربانة لخبزها بحيث يتم عمل قرصان دائريان من العجينة يوضعان فوق بعضهما ليشكلا معا خبزة واحدة ..اشارة الي ان المسيح له طبيعتين … طبيعة الهية تامة وطبيعة بشرية تامة .بعد ذلك تكون القربانة جاهزة للختم … حيث ان هناك مدلولات للرموز الموضحة بالختم.

الرموز

المناولة المقدسة
المناولة المقدسة

هناك شكل مربع في وسط القربانة به صليب… وهو الجزء الذي كُتب عليه بالأحرف اليونانية “يسوع المسيح الغالب”. يُسمّى هذا الجزء “الحَمَل”، وهو “يسوع المسيح الذي يُذبح من أجل خلاصنا”. (ΙΣ ΧΣ ΝΙ ΚΑ (Ιησούς Χριστός νικά هذا يدل على أن “المسيح الحمل المذبوح من أجل خطايا العالم بملء إرادته”، قد غلب بموته قوة الشيطان والخطيئة، وأشركنا معه في غلبته التي تتجلى بصورة كاملة في مجيئه الثاني المجيد.
الى الاعلي والاسفل من الحمل الموجود في وسط القربانة يوجد حملان اضافيان يتم اخذ قطع صغيرة منها لتذكر أسماء معينة من الأحياء والأموات.
الي اليسار من الحمل الاوسط يوجد مثلث كبير وهو الجزء الخاص بتكريم كلية القداسة والدة الاله مريم … موضح بحرفين يونانيين ΜΘ ويعني Μήτηρ Θεοῦ اي والدة الاله .
الي اليمين من الحمل الاوسط توجد تسعة مثلثات ترمز الى … الرتب الملائكية … الانبياء… الرسل … الآباء القديسين … الأساقفة … الشهداء …  النساك الزاهدين … يواكيم وحنة … جميع القديسين، بما في ذلك قديس القداس اليوم.

 خدمة التقدمة

راهب في احد الأديرة يعد خبز القربان
راهب في احد الأديرة يعد خبز القربان

في كل أحد أو عيد وكلما أقيم القداس الإلهي. يسبق القداس ما يسمي التقدمة…وهي المرحلة قبل القداس حيث يُعدّ الكاهن القرابين.. يرفع الكاهن الجزء الذي على شكل مربع في وسط القربانة ويضعه على الصينية،.. وهو الجزء الذي كُتب عليه بالأحرف اليونانية “يسوع المسيح الغالب”. يُسمّى هذا الجزء الحَمَل. يرفع الكاهن الجزء المثلت الذي يذكر به والدة الإله ويضعه الي اليسار من الحمل في الصينية ثم يرفع الكاهن التسع أجزاء المثلثات من القربانة ويرتّبها الي يمين الحمل ، ويذكر بها الرتب الملائكية … الانبياء… الرسل … الآباء القديسين … الأساقفة … الشهداء … النساك الزاهدين … يواكيم وحنة … جميع القديسين، بما في ذلك قديس القداس اليوم ..
أخيرا يقتطع أجزاء بأسماء الذين نصلي من أجلهم من الأحياء والأموات. اي الذكرانيات قائلاً: “اذكر يا رب عبدك (اسم)”. ويضع الأجزاء الصغيرة في صفّين في أسفل الصينية، صف للأحياء وصف للاموات. الحَمَل فقط يصير جسد المسيح، أي المربّع الذي عليه طابع القربان، ومنه يتناول كل الموجودين في القداس. اما الأجزاء الاخرى فيضعها الكاهن في الكأس بعد المناولة قائلا:
“اغسل يا رب بدمك الكريم خطايا عبيدك المذكورين ههنا بشفاعة والدة الإله وجميع القديسين”

يختار الكاهن افضل قربانة من حيث

المناولة المقدسة
المناولة المقدسة

– السلامة و الاستدارة
– وضوح الصلبان و الثقوب
– عدم وجود اى شىء عالق بها من الخبيز
– عدم وجود تشققات بها
واختيار افضل قربانة اشارة الى ان السيد المسيح فصحنا كان حملاً بلا عيبٍ.

الْمَجْدُ لَكَ يَا رَبُّ، الْمَجْدُ لَك

 

سارة محفوض –أم الجياع في السقيلبية…

$
0
0

 

سارة محفوض – أم الجياع في السقيلبية…

مقدمة

ابتليت سورية في اواخر سنوات الاحتلال العثماني بين 1914- 1918 اي في  فترة الحرب العالمية الاولى بمجاعة ثقيلة الوطأة دعيت وقته ب”مجاعة السفر برلك” ترافقت مع هذه الحرب التي كانت فيها تركيا من دول المحور وشريكة مع المانيا وبلغاريا ضد الحلفاء الفرنسيين والانكليز والاميركان… دفعت فيها سورية خيرة شبابها استشهادا بحرب لم تكن لسورية وشعبها اي مغنم ولا ناقة او جمل ومعظمهم قضى في جبهات غريبة عن الوطن في جبهات الروملي وترعة السويس، وقد حملت الى الهجرة الى المنافي البعيدة العديد العديد من العائلات والشباب بسبب المظالم التركية والبطش الشديد والغلاء والعوز والاستعلاء العثماني التركي على الشعوب المحكومة، وفوق ذلك قضى مئات الالوف من سكان سورية جوعاً على ارصفة دمشق حيث تقول بعض المصادر المعاصرة ان عشرات الالوف من اللبنانيين حوالي 85 الف من بيروت وزحلة وجبل لبنان… قضوا جوعاً على ارصفة دمشق.

وكان السبب في هذه المجاعة العارمة  القحط والجفاف فلم تنبت الارض وصادر الاتراك كل الغلال بأوامر من السفاح التركي الاتحادي جمال السفاح حاكم سورية وقائد الجيش الرابع من اجل تموين جيشه وحليفه الجيش الالماني، وزاد في ذلك موجات الجراد وكانت على شكل جائحات قضت حتى على اوراق الاشجار وهاجمت البيوت وصار مد القمح يفوق سعره العادي بعشرين ضعفاً وكلنا نذكر مثلث الرحمات البطريرك الرحوم غريغوريوس الرابع 1906-1928 ومآثره التي اوردناها في سيرته العطرة المتقدسة بأفعال الرحمة والوطنية المستمدة من الوثائق البطريركية والتي ادرجناها باسمنا في موقع بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس، وفي موقعنا الشخصي هنا بكل اسف استلبها كثيرون ونحلوها لأنفسهم دون ذكر المصدر.ومافعله حينما فتح ابواب البطريركية لاطعام الجياع طيلة اربع سنوات من مائدة البطريركية الفقيرة اصلاً وباع ورهن الاوقاف واواني الكنائس والاديرة البطريركية الذهبية والفضية وحتى صليب جبهته الماسي واستدان بفوائد فاحشة وبلغ قيمة الدين حوالي 30 الف ليرة عثمانية ذهبية وقد بيعت معظم الاوقاف في دمشق وسواها لوفاء الديون والفوائد في عهد خليفته البطريرك الكسندروس وصارت البطريركية كما يقال في التعبير الدارج من شدة الفقر:”على الحديدة”

والحق يقال اني عثرت على سيرة مقاربة  للبطريرك غريغوريوس الرابع في افعال الرحمة واعمال الخير في ذات الفترة العصيبة وهي فترة سفر برلك اوردها كاتبها الاستاذ حسان الحموي في صفحة النادي النسائي الشامي لسيدة من السقيلبية بلدة الصمود والاصالة والجود هي السيدة سارة محفوض ابنة عبد الكريم الرستم وهو من مشايخ السقيلبية ككل آل الرستم ومن مشايخ كنيسة ابرشية حماة للروم الارثوذكس ومن الاثرياء والوجهاء في مدينة حماه والمحافظة. وشغل العديد من افراده هذه العائلة الوجيهة مواقع هامة في مفاصل الدولة السورية الحساسة وسلكها الخارجي وفي قيادات الجيش والشرطة والقضاء السوري و… في القرن العشرين.

وهنا  ارى لزاماً علي ان اُدرج بالحرف مانشرته صفحة النادي النسائي الشامي المخصصة اصلاً لاظهار تألق المرأة السورية في العصر الحديث والمعاصر وذلك حفظاً للموثوقية، وحفظاً لحق كاتبها، ومن استند عليهم بما اورد من شواهد، وما اضاف عليه الصديق الاستاذ غيث العبد الله ابن السقيلبية وصاحب “موقع السقيلبية” الثقافي المعروف. 

كتب الاستاذ حسان في صفحة النادي النسائي الشامي    

“حاتم الطائي ذبح حصانه إكراماً لضيفه! فخلده التاريخ!

و أما ضيفتنا اليوم فأطعمت أهل بلدها ما قيمته تساوي نصف قيمة حصان في حينه و على مدى أربع سنوات و بشكل يومي …

و اما من غرائب و عجائب مأثرها رحمها الله انها أمرت بخلع باب دارها و تركه مفتوحاً بعدما وجدت رجلا توفي من البرد على بابها عندما فتحته لتستقبل اصحاب الحاجات ..

“و بالرغم من أن الغالية الصديقة و الاخت و الفنانة سارة سامي الرستم الكريمة بنت الكرام و حفيدة الفاضل عبدالكريم الرستم رحمه الله هي من المقربين الى نفسي و قلبي و صديقة عمري ..

الا انها و من شدة تواضعها لم تحكي لي عن جدتها سارة و التي فاقت حاتم الطائي جوداً و كرماً!

يستند الاستاذ حسان فيقول:

كتب الأستاذ الكريم نصر سروري كيلاني المحترم ( وهو من اعيان مدينة حماه) فقال مما قال: 
“أمرني والدي بعد تعرضنا الى تعطل سيارتنا على الطريق ان اذهب الى السقيلبيه و الى منزل السيد عبدالكريم الرستم وكان باطراف البلده لأقصده و اعرفه بنفسي و ان والدي ارسلني ليرسل لنا العون، وسألت الحارس عنه فقال انه لايوجد احد منهم وكلهم بمدينة حماة، وهنا اسودت الدنيا بوجهي لانني لم اجد سياره تقلني الى حماة …”

و بعد سرد جميل للأحداث قال:
“سألت والدي بعدها لماذا طلب مني ان اذهب الى بيت المرحوم عبدالكريم الرستم بالذات!

وهنا قال لي، يا ولدي، بالاضافة للصداقه بين عائلتينا فانني سوف اقص لك عن والدته الفاضلة المرحومة سارة محفوض – أم عبد الكريم الرستم.

سارة محفوض .. كانت ابان الحرب العالمية الاولى و مجاعة “السفر برلك” وعند اشتداد الجوع وغلاء القمح بحيث اصبح قيمة القنطار منه يبلغ اربعون ليرة ذهبيه عثمانيه، والقنطار عباره عن ٢٥٦ كيلو غرام!

كانت كل يوم تخبز نصف قنطار طحين وتطبخ نصف قنطار برغل!

وتقف على بيدر السقيلبيه وتقوم باطعام الجياع بيدها، حيث تعطي كل شخص رغيفاً من الخبز وتضع له عليه مغرفة برغل من الدست الذي طبخت منه..

كانت تقف وتصيح “عَ العيش ياجوعان”!

وكان ذلك كل مدة ” سفر برلك” الذي امتد زهاء اربع سنوات.”

أليست هذه السيدة من النسوة التي يجب ان لايَغِبن عن الذاكرة؟ 
أليست أكرم من حاتم الطائي؟
أليست من الاشخاص النادرين عبر الزمن؟”
إنتهى…

نعم .. رحم الله أم عبد الكريم! 
رحم الله الفاضلة سارة محفوض أم النخوة و الكرم و الجود ..

و اطال الله بعمر سارة سامي الرستم Sara Sami Al Rustom الاخت و الصديقة الغالية و التي حملت اسم جدتها و هي تحمل ايضا خصالها ..

لمن لا يعرف فإن آل رستم كانوا من أثرياء حماه و عائلاتها الاصيلة ..
و كانوا من اكبر من عمل بتجارة القمح و البذار …

و لكنهم لم يهربوا اموالهم و ارزاقهم في ايام القحط و الشدة بل فتحوها للفقير ..

و هاهي الفاضلة أم اكرم تطهو و تخبز و تقدم الطعام و تنادي عليه ليقدم الفقير و يشبع …
و لم تجلس على اريكتها الفاخره في بيتها المنيف لتتمتع بالخير و تنسى الغير …”

 اضاف الاستاذ غيث العبد الله المداخلة التالية على النص اعلاه

” اسمحوا لي أن اساهم معكم حول جدتنا السيدة سارة بنت محفوض بهذه الإضاءة:

سارة بنت محفوض أم عبد الكريم زوجة الشيخ رستم ابن ابراهيم المتوفي سنة1893 والذي على أيامه شيدت كنيسة القديس جاورجيوس في السقيلبية.
مازال أهل السقيلبية حتى اليوم يسترجعون تلك الحادثة الشهيرة التي حدثت قبل أكثر من مائة سنة خلت، والتي تحكي عن كرم وضيافة السيدة سارة بنت محفوض أم عبد الكريم، فقد استيقظت صبيحة نهار شتائي لتجد أمام بيت دارها الموصد جثة فقير جائع، أماته الجوع والعوز والحاجة، والصقيع حين كان يقصد أهل البيت في وقت متأخر من الليل طلباً لسد جوعه، فما كان من سارة أمام هذا المشهد المفاجئ و الحدث المفجع إلا أن خلعت ذلك الباب نهائياً وألقت به جانباً لتُبقي ذلك الدار بلا حاجزٍ أمام من يقصدها من طالبي الحاجة وعلى مر السنين.
في”كتاب الذكرى” يخاطب الصحفي المهجري انطونيوس الخوري الشيخ عبد الكريم الرستم قائلاً:
سلام على أمكم سارة التي كانت بهيبتها وكمالها تشبه الملكات وقد يصدق فيها قول الشاعر :
تَغضيْ حياءً ويُغضى من مهابتِهـا فلا تكلّم إلا حينَ تبتسمُ
وكانت جوادةً متلافة ورثت الجود عن بعلها، والجود فيها سجية، وكانت في الجود كنوّار امرأة حاتم أو تزيد، فسلام عليها وغيثٌ وقطرٌعلى ضريح ضمّ رفاتها.
توفيت السيدة سارة بنت محفوض سنة 1930″.

خاتمة 

حفلت بلدة السقيلبية برجالات قل ان يجود التاريخ بمثلهم في امكنة اخرى، في صدق الانتماء للوطن السوري، وللكنيسة الارثوذكسية وهي موطن الشهامة والعزة والاباء وحتى الآن تقف هذه المدينة التي قدمت (مع شقيقتها وجارتها) محردة اعداداً من الضحايا من الشهداء والجرحى والمخطوفين والدمار بكل شيء حتى في الكنائس والمستشفيات اضافة الى البيوت والمؤسسات الخاصة، ومع ذلك وقت السقيلبية كالطود شامخة منذ قرون خلت وحتى اليوم وهي تتابع هذا الصمود وهي المسماة مدينة السباع وشقيقتها محردة مدينة الفهود واتخذ العدوان المستمر عليهما طابع الحرب الطائفية التكفيرية وصمدتت السقيلبية بدفاعها الوطني وقاومت بقيادة الصديق السبع نابل العبد الله وهو احد احفاد هذه الجدة الطائية التي عاشت على غرار البطريرك غريغوريوس الرابع في جوده وكرمه كأهلها… هذا البطريرك الذي كتبنا عنه شذرة صغيرة جداً في المقدمة.

علما ن هذه الاسرة كانت مع آل العبد الله بسبب مكانتهما وخدمتهما للكنيسة الارثوذكسية في حماه ودير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي  من المقربين لكل بطاركة ومطارنة الكرسي الانطاكي المقدس في حماة وطرابلس وحمص… وبخاصة  البطريركين العظيمين غريغوريوس الرابع والكسندروس الثالث1931-1958… والبطريرك اغناطيوس الرابع 1979-2012

كان من واجبي انا أن انشر في موقعي هنا المخصص لابراز شخصيات من كرسينا الانطاكي المقدس ومن الوطن الغالي سورية لذا نشرت عن هذه الفااضلة وهي ابنة الكنيسة بامتياز وعملت بما تؤمن به مماعلمنا اياه الرب يسوع في اطعام الجياع والعطاش…

فطوبى لهذه السيدة وأسرتها أفعال الرحمة التي خلدتها وقد بنت لها مساكن في السماء…

طوبى لمدينتها السقيلبية وهذا ليس غريبا عن اهلها وابنائها.

المراجع

– النادي النسائي الشامي/ الاستاذ حسان حموي

– الاستاذ غيث العبد الله

– سيرة البطريرك غريغوريوس الرابع/ موقعنا د.جوزيف زيتون 

منذر الموصلي : ايلي كوهين أكذوبة … وكان جاسوساً أقل من عادي

$
0
0
كتب إبراهيم حميدي – صحيفة الحياة 18 -11-2003 مقالاً صحفياً  ادناه بعنوان:
“منذر الموصلي : ايلي كوهين أكذوبة … وكان جاسوساً أقل من عادي

كشف منذر الموصلي مدير مكتب الرئيس السوري الاسبق امين الحافظ ان الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين ابلغه قبل اعدامه في 18 ايار مايو 1965 انه كان ينوي عقد مؤتمر صحافي قبل كشف امره ليعلن “ندمه على عمله القذر والمخجل وطلبه اللجوء السياسي” في سورية. وقال الموصللي لـ”الحياة” ان كوهين “اكذوبة القرن العشرين، لأن الاسرائيليين بالغوا في دوره وسموا شوارع باسمه فيما كان جاسوساً اقل من عادي”.

ولد كوهين في الاسكندرية في 16 كانون الأول ديسمبر 1924، وانتقل الى القاهرة في سن 23 قبل ان تجنده الاستخبارات الاسرائيلية موساد عام 1955 مستفيدة من اتقانه العربية، وانتقل الى اسرائيل وتزوج فيها بعد ثلاث سنوات من فتاة اسمها ناديا.

وأمضى كوهين بين 1957 و1960 في التدريب على ايدي خبراء الموساد، الى حين بدء مهمته انطلاقاً من الارجنتين إذ ارسل اليها بجواز سفر ارجنتيني مزور يحمل اسم كامل امين ثابت ليغادرها الى دمشق باعتباره مغترباً من اصل سوري عاد الى بلده لـ”يخدمها من ثرائه بلا غايات مالية”. وكان يخفي وراء ذلك جهوداً كبيرة لبناء شبكة واسعة من العلاقات في الاوساط النافذة وزيارة مواقع حساسة.

لكن “جيمس بوند” اسرائيل وقع في الفخ السوري. اذ عندما ظهرت تساؤلات حول الاخبار الحساسة التي تبثها الاذاعة العبرية، وضعت اجهزة الامن خطة تضمنت اقفال البث الاذاعي المحلي والتنصت برادار روسي عالي الحساسية على الموجات الصادرة في الحي الذي سكنه كامل ثابت كوهين وتم دهم منزله في 24 كانون الثاني  واكتشاف معدات عالية التقنية مخبأة في خزانات المنزل.

الجاسوس الياهو كوهين معلقا على عمود المشنقة في ساحة المرجة
الجاسوس الياهو كوهين معلقا على عمود المشنقة في ساحة المرجة

وبعد سجنه والتحقيق معه خمسة اشهر،أُعدم في ساحة المرجة وسط دمشق، وشاهد جثمانه معلقاً نحو عشرة آلاف سوري، قبل ان يُدفن في مكان لا يعرفه سوى عدد قليل من المسؤولين السوريـين الذيـن رفضـوا عبر السنين تسليم رفاته على رغم الضغوط الاميركية والوساطات الاجنبية التي استمرت الى نهاية التسعينات.

وفيما يعتقد ان المعلومات التي قدمها كوهين ساهمت فـي هزيمـة العرب في هزيمة حرب 5حزيران 1967 الى حد ان الاسرائيليين يعتبرونه “اهم وأخطر جاسوس” جندوه، بحيث سمـوا شـوارع باسمه ووضعوه في مصاف مؤسسي الدولة العبرية، قلل الموصللي الذي كان ضابطاً وعمل مديراً لمكتب الحافظ بين عامي 1964 و1966 من اهميته معتبراً ان مبالغة تل ابيب في دوره تضمنت “أكاذيب وقحة”، نافياً حصول كوهين على “معلومات عسكرية مهمة”.

وانطلق الموصللي بصفته مطلعاً على الملف، من حديث عضو مجلس قيادة الثورة الاسبق احمد ابو صالح عن القضية في قناة “الجزيرة” لسرد ما يعرفه شخصياً. وقال في مقال طويل نشره في موقع “كلنا شركاء في الوطن” الذي يشرف عليه المهندس السوري ايمن عبدالنور: “في مساء يوم الاعدام طلبني الرئيس أمين الحافظ وأبلغني انه سيتم إعدام الجاسوس كوهين بعد منتصف الليل وعليك الحضور والمشاركة في الاشراف على الاجراءات وإعلامي هاتفياً وعلى الفور عن اي شيء يستحق الابلاغ”.

وكانت الجهات المختصة رتبت لتنفيذ حكم الاعدام برئاسة القاضي ابو الخير اسطواني وحضور الحاخام نسيم لممارسة الشعائر الدينية، وآلاف من عناصر الأمن الذين التفوا في شكل دائري.

وسألت “الحياة” الموصللي عما دار بينه وبين كوهين، فقال: “عندما اختليت به سألته: ماذا تريد ان تحدثني به ولم تقله في التحقيق او المحاكمة؟ وهل لديك خواطر معينة؟ فأجاب: حضرت الى سورية بهذه المهمة في عهد الانفصال عام 1962 وهي محددة في أربع سنوات، وكانوا سيسحبونني هذا العام حيث انتهت مهمتي، لكن حظي السيئ ادى الى كشفي والقبض علي”.

ومما نقله الموصللي الذي عمل ايضاً مديراً للأنباء ومشرفاً على مكتب الحاكم العرفي بعد ثورة آذار 1963، عن الجاسوس الاسرائيلي ان زوجته ناديا “لم تكن تعرف انه يعمل جاسوساً وكان يفسر غيابه الطويل بأنه لعمل تجاري في اوربة وهو ما ثبت في التحقيق”، الى ان قال: “انني آسف وخجل ونادم على هذه المهمة القذرة التي قمت بها فأنا لست من هذا الوسط ولم أمارس لا السياسة ولا التعامل مع اجهزة الامن والاستخبارات، وليتها زوجتي تعلم انني تورطت، واستميحها العذر كوني خدعتها ولم اصارحها عن مهمتي لأنهم حظروا عليّ ذلك”.

وأضاف موصللي لـ”الحياة” انه يملك نص رسالة من كوهين الى زوجته. ونقل عن كوهين ايضاً قوله: “امضيت في سورية اربعة اعوام واحتككت بشعبها وتعرفت على العديد من ابنائها مسلمين ومسيحيين وأحببتهم وأحبوني، هي تجربة عاطفية انسانية لم تمر معي في وسطي اليهودي بصرف النظر عن مهمتي كجاسوس”، لافتاً الى انه كان ينوي “بعد انتهاء مهمتي ان استدعي زوجتي ناديا وأولادي الى اوربة وأعقد مؤتمراً صحافياً اكشف فيه انني أنا فلان عملت جاسوساً لاسرائيل في سورية وانني نادم وأحببت شعب سورية وأطلب اللجوء السياسي فيها”.

واستند موصللي في “تصديق” الجاسوس كوهين الى كونه كان “قاب قوسين او ادنى من حبل المشنقة وهو يَسرْ لشخص امامه كائناً من كان كاشفاً عن مشاعره … وقد قال ان الجيران كانوا يحبونه ويدعونه الى بيوتهم، وفي رمضان يتسابقون لارسال الطعام اليه ساعة الافطار، كما تمنت عليه احدى الجارات ان يخطب ابنتها ويتزوجها”.

وبعدما قال موصللي: “هولوا في الخارج عن الجاسوس كوهين وتناقلوا اكاذيب وقحة بينها انه حصل على معلومات عسكرية مهمة، واحتك بالأوساط السياسية والحزبية، وجرى تنظيمه في الحزب”، اكد ان كوهين لم يكن سوى “جاسوس” اقل من عادي، حيث كان يرسل برقيات عادية من نشرات اخبـارية مثـل تعيـين وليـد طالب وزيراً للخارجية بالوكالة، خصوصاً ان الموساد قالت له ان يرسل كل شيء وان لا علاقة له بتقويم الخبر. ولم يتعرف على احد سوى من احيلوا معه الى المحاكمة او من جرى استجوابهم كشهود”، كان بينهم جورج سيف الذي عمل موظفاً عادياً في وزارة الاعلام.

وعندما وضعوا الحبل في عنقه خشي الموصللي “ان يبصق علي وعلى من حولي مثلاً ويحيي اسرائيل، وهو ما يفعله اي جاسوس متمسك بوطنيته الى حد الفداء”، لكن كوهين “بدا انساناً ضعيفاً مستسلماً زائغاً يدعو للشفقة لو لم يكن يهودياً اسرائيلياً”، الى ان اعلن للصحافيين انه “نادم على ما قام به، وانه يعتذر عن كل اساءة تجاه سورية”.

وكان الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو ارسل المحامي جان مارسيه الذي الف كتاباً عنه، الى دمشق للقاء الرئيس السوري. وقال الموصللي: “حدد الحافظ موعداً، لكنه طلب لاحقاً الغاءه. وعندما اعترض مارسيه على عدم وجود محام في المحكمة، طلب مني ان ابلغه: بهذه المحاكم نحاكم مواطنينا وأبناء البلد، فما بالك بالجواسيس والعملاء”.

وعلى عكس ما تردد، يعتقد موصللي ان كوهين “لم يكن زير نساء لأنه اما كان مخلصاً لزوجته او لأن الاستخبارات حظرت عليه ذلك”.

وختم موصللي: “جعلوا من حكاية الجاسوس كوهين اسطورة من اساطير التجسس، وألبسوها من تهويل الاعلام، وجعلوا منه لدى الشعب اليهودي بطلاً كبيراً وكبروا دوره واختلقوا له ادواراً في سورية لم تكن صحيحة ابداً”، لافتاً الى “ان سورية دولة مؤسسات في كل زمان. وان اجهزة الامن الساهرة كشفته ولو انها تأخرت قليلاً بسبب ما كان من مؤامرات وفتن داخلية ضد حكم الحزب وثورته ما شغل اجهزة الامن قليلاً عن اكتشافه. وهو لم يكن اول وآخر جاسوس نكتشفه ونعدمه. والدنيا كلها يقوم فيها عالم كبير من الجواسيس، فقد كشفوا في اسرائيل عن جواسيس لسورية مرات ومرات”.

المصدر

إبراهيم حميدي – صحيفة الحياة 18 -11-2003

في صفحة التاريخ السوري المعاصر
في صفحة التاريخ السوري المعاصر
التاريخ السوري المعاصر

مريانا فتح الله نصرالله بطرس مراش

$
0
0

مريانا فتح الله نصرالله بطرس مراش

مريانا مراش كاتبة وأديبة من سورية، ومن أهم رواد النهضة العربية ويمكن اعتبارها أول صحفيةٍ عربية نشرت في الصحف وشجعت النساء على الكتابة والعلم.

نبذة عن مريانا مرّاش

مريانا فَتح الله نصر الله مرّاش. وهي أيضاً مريانا المرّاش أو مريانا مرَّاش الحلبية، وهي كاتبةٌ وشاعرةٌ من سورية، لمع نجمها خلال فترة النهضة العربية وكانت أول سيدةٍ عربية كتبت ونشرت مقالاتها في الصحف وأول أديبةٍ من سورية تنشر مجموعةً شعرية، كما أنشأت أول صالونٍ أدبي بمفهومه الحديث.

“إنها سليلة بيت العلم، وشعلة الذكاء والفهم، فصيحة الخطاب، ألمعية الجواب، تسبي ذوي النهى بألطافها، ويكاد يعصر الظرف من أعطافها، تحن إلى الألحان والطرب، حنينها إلى الفضل والأدب، وكانت رخيمة الصوت، عليمة بالأنغام، تضرب على القانون فتنطقه إنطاقها الأقلام”. هكذا عرف الكاتب والشاعر السوري قسطاكي الحمصي عن مريانا مرّاش، السيدة العربيّة الأولى التي خطت بقلمها مقالات بارزة في الصحافة. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن مريانا مرّاش.

بعض سيرتها الذاتية

ولدت مريانا مراش في حلب عام 1848 في الفترة التي كانت فيها سورية تحت الاحتلال العثماني، وكانت عائلتها من طائفة الروم الكاثوليك  وتعمل بالتجارة، كانت قد تأسَّست وترسَّخت عائلة المرّاش في الأوساط الحلبيّة بعد جمعها لثروة طائلة خلال القرن الثامن عشر وكانت هذه الاسرة تهتم بالأدب أيضاً.

كانت حلب آنذاك مركزاً فكرياً رئيسياً للإمبراطوريّة العثمانيّة، إذ ضمَّت في ذلك الوقت العديدَ من المفكرين والكتّاب المهتمين بمستقبل العرب. تعلّمت عائلة مرَّاش اللغتين العربيّة والفرنسيّة ولغات أجنبيّة أُخرى (كاللاتينيّة والإنجليزيّة)، في مدارس التبشير الفرنسيّة. تعلّمت مريانا مراش في وقت لم تتلقين النساء في الشرق الأوسط تعليماً بشكل كبير، إذ مثَّل تعليم والدي مريانا مراش لمريانا تحدياً للاعتقاد السائد آنذاك بأنه لا يجب تعليم الفتيات، وقد قالت مارلين بوث عن تلك الفترة بأن الوضع وصل آنذاك إلى حد أنه “لا ينبغي على الفتاة أن تجلس في غرفة استقبال [الضيوف] الرجال.

في تلك الفترة وحيث كانت النساء محروماتٍ من حقوقهنّ في التعليم قام والد مريانا بتعليمها متحدياً جميع الاعتقادات السائدة آنذاك، فتعلمت مريانا اللغة العربية على يدي أخوها فرنسيس، وتعلمت اللغة الفرنسية في ديرٍ للراهبات كما تعلمت الموسيقا أيضاً.

مريانا فتح الله مراش
مريانا فتح الله مراش

تلقت دراستها طفلة  وهي في الخامسة من عمرها بالمدرسة المارونية في حلب، ثم أتمت تعليمها الابتدائي في مدرسة مار يوسف  الكاثوليكية بحلب، بعدها انتقلت إلى المدرسة الإنجليزية البروتستانتية في بيروت، هناك تعمقت في دراساتها للثقافات الفرنسية ووالأنجلوساكسونيّة ودرست مبادئ اللغة العربية والحساب وبعض العلوم.

كان بيت أبيها فتح الله من البيوتات العريقة التي لها مشاركة بحياة الفكر والأدب، وكان لأخويها اكبر الأثر في توجيهها نحو حياة الفكر.

في الخامسة عشرة من عمرها أخذ والدها يعلمها الصرف والنحو والعروض، ثم تتلمذت على يد أخويها اللذين أشربا قلبها بحب الأدب، فقد كان اخواها فرنسيس وعبد الله مراش من اركان النهضة الادبية التي حدثت في سورية الشمالية.

تلقت دروسا” في الموسيقى وأتقنت العزف على القانون والبيانو و اشتهرت بجمال صوتها وشغفها بالموسيقى.

حياة مريانا مرّاش الشخصية

كانت علمنا مريانا مراش في البداية تريد البقاء عزباء دون زواج، ولكنّها عدلت عن رأيها بعد وفاة والدها فتزوجت من حبيب الغضبان وأنجبا ابنتين اثنتين وابناً.

مريانا مراش اديبة

– صالونها الادبي

يعتبر الأثر الأكبر لمراش هو صالونها الأدبي، الذي افتتحته عقب رحلاتها إلى أوربة، ومشاهدتها للكثير من الصالونات الأدبية المقامة هناك، وقد شعرت بإعجابٍ شديد بنمط الحياة الأوروبية فكانت اول اديبة تفتح بيتها لاستقبال الادباء، بالرغم من ان عصرها كان عصر تزمت وتقاليد. تشجّعت مريانا وقامت بافتتاح صالونها الأدبي الذي أصبح وجهة الأدباء والمثقفين ورجال السياسة.

هذا الصالون الأدبي أرسى دعائم الأدب الحديث في الشرق العربي، وجمع في رحابه كبار الأدباء في مدينة حلب آنذاك مثل قسطاكي الحمصي، وجبرائيل الدلاّل، وكامل الغزّي، رزق الله حسون، وعبد الرحمن الكواكبي وعبد المسيح أنطاكي، إضافة إلى جميل باشا والي حلب النهضوي . كان هؤلاء المثقفون يجتمعون في صالونها ويتبادلون الآراء النقدية ويناقشون آخر نتاجاتهم الفكرية ومطالعة كتب الأدب والتراث ومناقشة الأوضاع السياسية، وتطول السهرات وتكثر النقاشات.

– مريانا صحفية

كانت اديبتنا مريانا أول أديبة سورية كتبت في الصحف، كما روى الفيكونت دي طرزي صاحب كتاب “تاريخ الصحافة العربية”، 

وقد انطلقت مريانا مراش إلى عالم الصحافة في بدايات سبعينيات القرن التاسع عشر حين أخذت تكتب القصائد والمقالات للجرائد وخاصةً جريدة الجنان ولسان الحال في بيروت. 

في عام 1870 نُشرت مقالةٌ بعنوان “شامة الجنان” ضمن “مجلة الجنان” وذلك بعد دعوة محرر المجلة سليم البستاني إلى مباراة إنشاءٍ دعا إليها الأديبات السوريات، وكانت تلك المقالة أول مقالةٍ كُتبت بيد امرأة تنشر في الصحف.

كانت مريانا أيضاً تنشر في “جريدة لسان الحال”، وكانت في المقال التي تكتبها تُشجع النساء على طلب العلم، وتحاول دفعهنّ باتجاه الأدب والكتابة، وأشهر مقالاتها كانت مقالة “جنون القلم” التي دعت فيها إلى تحسين الإنشاء وترفيه المواضيع والتفنن بها.

في مقالاتها كانت مريانا مراش تنتقد ظروف المرأة العربية وتشجعها على طلب العلم والتعبير عن أنفسهن.

قال عنها الشاعر والمفكر قسطاكي الحمصي بأنها ” سليلة بيت العلم، وشعلة الذكاء والفهم، فصيحة الخطاب، ألمعية الجواب، تسبي ذوي النهى بألطافها، ويكاد يعصر الظرف من أعطافها، تحن إلى الألحان والطرب، حنينها إلى الفضل والأدب، وكانت رخيمة الصوت، عليمة بالأنغام، تضرب على القانون فتنطقه إنطاقها الأقلام”.

وصفها  الأديب سامي الكيالي بقوله: “عاشت مريانا حياتها في جو من النعم والألم، عاشت مع الأدباء والشعراء ورجال الفن وقرأت ما كتبه الأدباء الفرنسيين وأدباء العرب فتكونت لديها ثقافة تجمع بين القديم والحديث”.

إنجازات مريانا مرّاش الشعرية

في عام 1893 نشرت مريانا مجموعةً شعريةً تُدعى “بنت فكر”، وكانت هذه المجموعة الشعرية تتضمن تجميعةً من القصائد التي كتبتها في أعوامٍ سابقة، وتضمنت قصائد في الغزل والمدح والرثاء.

بعد أن قامت  مريانا مراش بتأليف قصيدةٍ شعريةٍ مدحت فيها السلطان عبد الحميد الثاني، حصلت على إذن من الحكومة العثمانية لطبع كتابها.

كما كتبت كتاباً عن تاريخ سورية في آواخر العهد العثمانيّ، بعنوان “تاريخ سورية الحديث”، وكان أول كتاب يتحدَّث عن هذا الموضوع.

أشهر أقوال مريانا مرّاش

وفاة مريانا مرّاشتوفيت مريانا مراش في عام 1919 عن عمرٍ يناهز الـ71 عاماً في حلب بعد أن أرهقها الداء العصبي”مرض العصاب”

حقائق سريعة عن مريانا مرّاش
  • وفقاً لما كُتب في سيرة مراش الذاتية أنّها كانت متفوقةً في كلّ من الرياضيات، العربية والرياضيات وأنّها أيضاً كانت تتقن العزف على البيانو والقانون والغناء.
  • وصف سامي الكيالي أنّ مريانا كانت أشبه بنجمٍ ساطعٍ في السماء.

الخاتمة

سؤال يقتحم واقعي بحكم انتمائي لهذا الوطن الحبيب سورية وهو:

هل قام المسؤولون عن الوطن بتكريم مريانا مراش ورفيقات دربها من الرائدات السوريات اللواتي ارسين عصر التفلت من الجهل والتجهيل للنساء السوريات، ناضلن بالقلم والفكر والصحافة والشعر والنوادي الادبية والموسيقا و…

هل اعطاهن الوطن حقهن من خلال هؤلاء المسؤولين؟ ام لازالت النسوة اللواتي اسمت الدولة بأسمائهن المدارس والمعاهد من الذين لم نعرف لهن مكاناً في تاريخنا السوري المنير( دون ذكر الاسماء…!!!)

انا لم ارى مؤسسة ثقافية  سورية عامة او خاصة  أُسميت على اسم مريانا مراش…

بكل اسف…

اربع نساء عملن كبائعات هوىً وخلّفن أثراً كبيراً في التاريخ

$
0
0

  اربع نساء عملن كبائعات هوىً وخلّفن أثراً كبيراً في التاريخ

النظرة الى  أقدم مهنة في التاريخ، بالرغم من مرور كل ذلك الزمن الانساني الا انها لم تتغير،  فنظرة المجتمعات إلى العاملات بجسدهن يبعن المتعة مقابل المال في هذا المجال  لم تتغير كثيراً، ولا تزال بائعات الهوى منبوذات ومكروهات نوعاً ما،  حتى في المجتمعات المتقدمة في النظرة الى الحرية الفردية والحقوق الشخصية وبالرغم من معظم هؤلاء لم يعملن بهذه المهنة القديمة قدم التاريخ حباً بها بل كن مدفوعات اليها بفعل الفاقة او المآسي الاجتماعية، او الحروب… ولم يخلو مجتمع في الكون من هذه المهنة وحتى في اشد المجتمعات محافظة او المتزمتة 

ثمة مصطلح شائع يقول : ”مومس ذات قلب من ذهب“ يوحي بأن العثور على عاملة جنس قادرة على التعاطف هو أمر نادر الحدوث.

من الجدير ذكره ان الكثير من المومسات غيرن حكومات بلادهن، ومنهن كن جاسوسات غيرن مجرى المعارك من هزيمة الى انتصار…

على كل حال تستحق العاملات في مجال الجنس كل الإحترام، بغض النظر عمّا يقمن به لكسب المال طالما أنهن لا يسلبنه من أحد، وقد حظي عدد كبير منهن بالاحترام، لأنهن ساهمن في تغيير مسار التاريخ وأنجزن الكثير من الأشياء المثيرة للإعجاب أكثر من أي سمسار بورصة، او تاجر سلاح، او مافيات المخدرات مثلاً، وفي هذا المقال أمثلة عديدة على ذلك.

1- “تشينغ شي”، بائعة الهوى التي قادت أحد أكبر أساطيل القراصنة في التاريخ

القرصانة (تشينغ شي) في إحدى المعارك وهي تحمل السيف وتقاتل الرجال بشراسة.
القرصانة (تشينغ شي) في إحدى المعارك وهي تحمل السيف وتقاتل الرجال بشراسة.

في فيلم “قراصنة الكراييبي: في نهاية العالم” Pirates of the Caribbean: At World’s End الذي خرج إلى صالات السينما عام 2007، كان يشار إلى شخصية أحد أسياد القراصنة التسعة باسم Mistress Cheng أو “العشيقة تشينغ” حيث اتضح بعدها أنها لم تكن خيالية بل كانت تستند إلى شخصية امرأة حقيقية 

تعتبر “تشينغ شي” بكل تأكيد واحدة من أنجح القراصنة الذين أبحروا يوماً ما، وكانت في الأصل بائعة هوى في كانتون في جنوب الصين قبل أن تلفت أنظار القرصان “زانغ يي” الذي تزوجها بعقد وصفه البعض بأنه صفقة تجارية كبرى. لقد جمع الإثنان معاً أسطولاً ضخماً متكوناً من آلاف السفن وعشرات الآلاف من الرجال، وأدى ذلك إلى تقزيم جميع القوات البحرية في العديد من البلدان.

كان الزوجان يشكلان أكثر الثنائيات صلابة وقوة في العالم، وعندما مات الزوج زانغ يي استغلت زوجته شينغ شي الفرصة فأصبحت تمتلك قوة حقيقية خاصة بها، وتولت السيطرة التامة على أسطول القراصنة برمته.

(صورة تبرز القرصانة (تشينغ شي) في إحدى المعارك وهي تحمل السيف وتقاتل الرجال بشراسة.)

بدأت بعدها تشينغ شي بسَن قوانين سلوك صارمة للغاية يجب على كل قراصنتها اتباعها تتمثل في

– عدم السرقة من القرويين وعدم الهروب من المعارك.

– كانت تسهر على أن تتم معاملة أي سجين وأسير -خاصة الإناث منهم- باحترام.

– على الرغم من أن قراصنتها كانوا لا يزالون يرغمون السجينات علی الزواج بهم، إلا أنهم كانوا مضطرين للبقاء مخلصين لهن.

كانت نتيجة عدم اتباع هذه القواعد هي الإعدام، وكان لا بد من تنفيذ مثل هذه الأحكام من قبل القرصانة القائدة، فلا يمكنك أن تكون رئيساً لقراصنة أشدّاء دون أن تكون غليظ القلب على مرأىً من الجميع.

بعد إحباطها لهجمات متعددة شنتها ضدها العديد من الدول التي تتطلع إلى إسقاطها، تفاوضت “تشينغ” مع الحكومة على إقامة هدنة، بما أن الغالبية العظمى من طاقمها تمكن من النجاة من تلك الهجمات، وفي نهاية المطاف استطاعت “تشينغ شي” التفاوض على شروط استسلامها وتمكنت بطريقة ما من الحصول على صفقة جيدة، حيث مُنحت حق الإبقاء على كل ما كانت قد جنته خلال سنواتها كقرصانة سيدة.

تقاعدت بذلك من مهنة القرصنة، وهو أمر لم يقدر على فعله سوى عدد قليل من القراصنة، وغيرت طبيعة عملها كلياً فأصبحت تدير داراً للمراهنات في كانتون حتى توفيت عام 1844 عن عمر يناهز الـ69 عاماً.

2- “نينون دو لونكلو”، عاملة في مجال الجنس ومفكرةً فرنسية تعطي الرجال دروساً حول المساواة بين الجنسين

رسم للجميلة (نينون دو لونكلو)
رسم للجميلة (نينون دو لونكلو)

بمجرد ذكر موضوع حركة التنوير الفرنسية تتبادر إلى أذهان معظم الناس أسماء مثل فولتير وموليير، فقد كان الإثنان فعلا مهووسَيَّن بالعلم لدرجة قضيا وقت فراغهما في خدمة الحركة التنويرية الفرنسية، لكن لا يكتمل الحديث عن الثقافة الفرنسية في القرن السابع عشر دون الإتيان على ذكر “نينون دو لونكلو”.

بعد أن تم نفي والدها لقيامه بقتل أحد الرجال، أجبرتها والدتها على العمل في مجال الجنس في سن مبكرة، وفي نهاية المطاف أصبحت “نينون” بائعة هوىً بارزةً للغاية، حيث كانت تتعامل مع العديد من عشاقها من الشخصيات البارزة في المجتمع وخلقت لنفسها سمعة جيدة، وسرعان ما أصبحت عاملة دائمة في صالونات محلية حيث كانت تتحدث إلى الرجال والنساء حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك مفهوم الحب -الذي لا يعتبر موضوعاً علاجياً بالضرورة – وكانت أكثر نصائحها المعترف بها والموجهة إلى الرجال تقول: ”تحدث إلى المرأة التي تحب واجعلها محور الحديث باستمرار ولا تتحدث عن نفسك إلا قليلاً“.

كانت هذه النصيحة مثيرةً للجدل في ذلك الوقت إلا أننا في وقتنا الحالي ربما نتفق على كون هذا المعنى لا يزال صحيحًا وصالحاً، ويتلخص في مقولة موجهة للرجال: ”لا تكن كومة كبيرة من الأنانية“.

قدمت “نينون” الكثير لمجتمعها الصغير، ولم يقتصر ذلك على مجرد تقديم النصائح الخاصة بالعلاقات، حيث أنها قامت بإنشاء صالونٍ يمكن للرسامين والملحنين والموسيقيين الإلتقاء فيه ومناقشة القضايا الفكرية والفلسفية، وكانت أيضاً من المؤيدين الأوائل للمساواة بين الجنسين وعلّمت الرجال كيفية التعاطف مع النساء بدلاً من اعتبارهن مجرد وسائل للمتعة يتسابقون في نيلها، ويعتبر هذا المفهوم من المواضيع التي يصعب الخوض فيها في وقتنا الحالي، لذا يمكننا أن نتخيل كيف مثّل الموضوع تغيراً فكرياً جذرياً في القرن السابع عشر.

ساعدت هذه المرأة بشكل غير مباشر في التمهيد لمسيرة فولتير وموليير المهنية، فقد تركت بعد وفاتها ثروة كبيرة لابن محاسبها “فرانسوا أرويت” الذي هو “فولتير” نفسه، فبدون تلك الأموال لم يكن بإمكان “فولتير” كتابة ونشر كتبه مثل “كانديد”، كما أنها كانت تقرأ عمل “موليير” الشهير بعنوان: “تارتوفي” في صالونها مما عزز سمعته.

بعبارة أخرى: عززت “نينون” ظهور بعض الفلاسفة الأكثر احتراماً في عصر التنوير.

3- “بروك ماغنينتي”، عملت كبائعة هوى للحصول على درجة الدكتوراه، وقامت أيضا بدراسة سرطان الأطفال

هذه هي الدكتورة (بال دي جور) وهي (بروك ماغنينتي) نفسها.
هذه هي الدكتورة (بال دي جور) وهي (بروك ماغنينتي) نفسها.

ما هو الأمر الأكثر صعوبة من محاولة علاج السرطان؟ ربما توجد أشياء أخرى يمكنها أن تثير اهتمامنا الكلي لكنها لا تقارن نسبياً بمحاولة إيجاد علاج للأطفال الذين يعانون مع السرطان.

بغض النظر عن صعوبة ذلك، كرست”بروك ماغنينتي” حياتها وأسهمت في العديد من الأبحاث العلمية حول هذا الموضوع، وتضمن عملها ورقة بحث عن الكيفية التي يمكن أن يؤدي بها “كلوربيريفوس” -وهو مبيد حشري شائع الإستعمال- إلى قصور في النمو العصبي لدى الأطفال.

كانت الطريقة الوحيدة لمواصلة بحوثها انطلاقاً من تلك النقطة هي الحصول على درجة الدكتوراه والتي كانت تكلف الكثير من المال، فاضطرت للعمل في مجال الجنس لتتمكن من تسديد مستحقات شهادة الدكتوراه.

من المؤكد أن الكثير من طلاب الجامعات قد راودتهم أفكار مشابهة لتسديد قروضهم التعليمية، لكن في حين أن معظم الناس يفكرون في العمل في مثل هذا المجال لتحقيق مصالحهم الشخصية فقط، فإن هدف ماغنينتي كان أسمی بكثير: وهو المساهمة في إيجاد دواء للسرطان يساعد الأطفال للتغلب علی هذا المرض والتقليل من معاناتهم.

كسبت ماغنينتي ما يكفيها من المال من خلال عملها في مجال الجنس من عام 2003 إلى عام 2004، وخلال هذا الوقت أنشأت مدونة الكترونية تنشر فيها مغامراتها في هذا المجال تحت اسم مستعار “بيل دي جور” أو “جميلة اليوم”، والتي لاقت رواجاً كبيرا لدی الجمهور الأوروبي، وفي عام 2009 كشفت عن نفسها بأنها الدكتورة بروك ماغنينتي وبيل دي جور بائعة الهوی الشهيرة ولم يؤثر ذلك علی احترام وترحيب المجتمع العلمي لها بتاتاً.

هذه هي الدكتورة (بيل دي جور) وهي (بروك ماغنينتي) نفسها.

لقد ساهمت ماغنينتي كثيرا في المجتمع العلمي، لكنها لم تنس أصلها الذي كانت تكسب منه المال، وظلت مؤيدة بقوة لعدم تجريم تلك المهنة، كما ظهرت أمام مبنى البرلمان الفرنسي، وشجعت أعضاءه للتصويت علی إلغاء قانون تجريم هذه الممارسة، حتى يزداد احتمال لجوء المشتغلين في الجنس للسلطات عند تعرضهم للإساءات.

للمرة الأولى منذ عقود استمع نواب برلمانيون بجدية إلى تلك المخاوف والمطالب، وبينما لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتمكين عاملات الجنس من نيل حقوقهن في العمل بشكل قانوني وضمان حقوقهن المدنية، فإن مستقبل هذه القضايا يبدو مشرقا خاصة عندما تكون من قادته شخصيات قوية مثل ماغنينتي.

4- “جوليا بوليت”، بائعة الهوى التي تبرعت بالكثير من ما جنته لفائدة جنود الاتحاد في الحرب الأهلية الأمريكية ورجال الإطفاء.

جوليا بوليت) وهي ترتدي حزاماً يحمل رقم واحد وخوذة رجال الإطفاء موضوعة بجانبها تحمل نفس الرقم الذي منحتها إياه دائرة الإطفاء
جوليا بوليت) وهي ترتدي حزاماً يحمل رقم واحد وخوذة رجال الإطفاء موضوعة بجانبها تحمل نفس الرقم الذي منحتها إياه دائرة الإطفاء

لم تستخدم جوليا بوليت الأموال التي كسبتها في مجال الجنس في إغراق نفسها في كومة من الأغراض الباهظة وغير المجدية على غرار أفخر الملابس والمقتنيات، بل قامت بدلا من ذلك بمساعدة مواطنيها.

كانت بوليت قد امتهنت الجنس عندما كانت تقطن في كاليفورنيا، ثم انتقلت إلى مدينتي فيرجينيا ونيفادا حيث واصلت عملها، وسرعان ما حظيت بشهرة واسعة بين عمال المناجم هناك الذين أصبحوا زبائن مخلصين لها.

قامت بوليت خلال حياتها بالعديد من الأعمال لتحسين المدينة التي تعيش فيها، نذكر منها على سبيل المثال أنها كانت تندد بالعمل في مجال التعدين حيث أنه لم يكن عملا آمناً، وعندما أصيبت مجموعة من عمال المناجم بالمرض بعد شربهم لمياه ملوثة جراء التعدين، حولت بوليت بيتها المعروف باسم “قصر جوليا” إلى مستشفى لعلاجهم، حتى أنها ساهمت في رعاية المرضى استناداً على مهارتها في التمريض.

تبرعت بوليت بأموال طائلة لفائدة “لجنة لينكولن الصحية”

“لجنة لينكولن الصحية”هي وكالة إغاثة تهدف إلى دعم جنود الاتحاد من الجرحى والمرضى خلال الحرب الأهلية.

كما تبرعت بسخاء لمراكز الإطفاء في البلدة، ولم تقتصر مساهماتها على الأموال فقط فقد أشارت بعض التقارير إلى أنها كانت تنضم في بعض الأحيان إلى رجال الإطفاء في سياراتهم وتبقی هناك لتشغيل مكابح محركات سيارات رجال الإطفاء التي كانت تعمل يدوياً حينها.

صورة لـجوليا بوليت وهي ترتدي حزاماً يحمل رقم واحد وخوذة رجال الإطفاء موضوعة بجانبها تحمل نفس الرقم الذي منحتها إياه دائرة الإطفاء

للأسف، تم اغتيال جوليا بوليت في 20 يناير من سنة 1867، وقد اجتمع سكان البلدة وقدموا لها جنازة تليق بالملوك، وسار الآلاف من الناس في موكب جنازتها لتكريمها، بما في ذلك رجال الإطفاء الذين عملت معهم جنبا إلى جنب، بالإضافة إلى ميليشيا نيفادا.

تم القبض على الجاني جون ميلان بعد مضي أكثر من عام على اغتياله لها، وعندما حان يوم تنفيذ الحكم فيه، أغلقت كل المتاجر أبوابها.

مصادر البحث

– ويكيبيديا

– دخلك بتعرف


خربشات سياسية…تحرير الريف الشمالي الحموي…والطموح ادلب…وطريق حلب -دمشق الدولي

$
0
0

خربشات سياسية…

تحرير الريف الشمالي الحموي… والطموح ادلب… وطريق حلب -دمشق الدولي

كلمة لابد منها
 الجيش السوري بدون اي تنميق صار من اقوى الجيوش وبات مرهوب الجانب بالرغم من كل التضحيات التي قدمها، بعد نضال مستمر وعلى كل الجغرافيا السورية خلال تسع سنوات وتحرير معظم اراضي  سورية التي تتعرض لهجمة عدوانية عالمية من قرابة مائة دولة دوليا واقليميا اضافة الى جيوش من الارهابيين بمئات الألوف ومزودين بأحدث الاسلحة بما فيها الطائرات دون طيار والدبابات والمصفحات و…
سبب قوة وانتصار الجيش اضافة الى وقوف الشعب السوري المضحي بكل شيء وحتى بلقمة عيشه وهدر قيمة العملة الوطنية وانعكاس ذلك على كل مستويات الحياة اليومية، لأنه صاحب عقيدة بها انتصر وهو اعجاز تلو اعجاز واكبر من انجاز يسجله الجيش السوري وحلفاؤه…
الآن تشن اسرائيل عدوانا بالصواريخ على محيط دمشق رصدته دفاعاتنا الجوية واسقطت معظمه، وكان هذا العدوان تنفيساً عن النفسية الصهيونية المأزومة في هذا الانتصار….
لقد اصابت الازمة ترامب الذي لم يستطع ان يقيم منطقة عازلة تركية في شمال سورية، ودمرت نفسية الكيان الصهيوني وتركيا الغازية… ونذكر كيف ان دمشق صمدت وانتصرت على العدوان الثلاثي عام 2018 الاميركي الفرنسي البريطاني ولولا هذا الانتصار لسيطر ترامب على كل العالم…
الصمود السوري دخل الى كل العالم بقوة وهو الحقيقة الواقعة، نحن اصبحنا المثل الاعلى لكل شعوب الارض المكافحة…

  الواقع الميداني

خربشات سياسية... تحرير الريف الشمالي الحموي... والطموح ادلب... وطريق حلب -دمشق الدولي
خربشات سياسية… تحرير الريف الشمالي الحموي… والطموح ادلب… وطريق حلب -دمشق الدولي
بعد الزحف الكبير الذي يقوم به الجيش السوري في محافظة ادلب التي تحولت الى وكر كبير للإرهاب المدعوم من تركيا ،قالت امس تقارير ميدانية ان الخلافات والانشقاقات ضربت صفوف هؤلاء المقاتلين

 وقد كشفت مصادر مطلعة في إدلب أن عددا كبيرا من القياديين المحليين في تنظيمي «جبهة النصرة» و»جيش العزة»  الارهابيين قاموا خلال الأيام الأخيرة بنقل أفراد أسرهم وممتلكاتهم، من مناطق مختلفة من محافظة إدلب وريف حماة الشمالي باتجاه الحدود التركية تمهيداً للهرب إلى الأراضي التركية. وقالت المصادر «إن حالة من التخبط والانهيار دبت في صفوف التنظيمين الارهابيين المذكورين بعد العمليات الخاطفة التي شنها الجيش السوري في ريفي حماة وإدلب والتي أسفرت عن تحريره العديد من البلدات والتلال الإستراتيجية، لافتة إلى أن خلافات شديدة وقعت بين التنظيمين وسط تبادل التخوين والاتهامات بينهما بالتخاذل أمام تقدم الجيش السوري».
من جهة ثانية، أكدت مصادر محلية في إدلب أن الفصائل الإرهابية التابعة لتنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني» الارهابي عززت مواقعها في بعض قرى جسر الشغور ومنعت دخول المسلحين المحليين إلى القرى التي يسيطرون بعد وقوع عدة عمليات تصفية طالت عشرات المسلحين الصينيين والأوزبك والشيشان والبلجيكيين بعد إعلان وقف إطلاق النار الأخير.
استطاع الجيش السوري خلال الأيام القليلة الماضية أن يحقق تقدماً واسعاً في جميع المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية المسلحة في ريفي حماة وإدلب، مستخدماً أسلوب الهجوم المباغت من عدة محاور في آن واحد. وتسبب هذا التقدم في ارباك الإرهابيين وتشتيت صفوفهم، كما أن انتشار الجيش باتجاه خان شيخون والتمانعة اسقط ريف حماه الشمالي بالكامل بقيضة ابطال الجيش السوري ووضع الإرهابيين في  ريف إدلب بين فكي كماشة، فلا يبقى أمامهم إلا خيار المواجهة أو الهروب باتجاه الحدود التركية كما فعل بعض قادتهم آخذين معهم عائلاتهم .

خربشات سياسية... تحرير الريف الشمالي الحموي... والطموح ادلب... وطريق حلب -دمشق الدولي
خربشات سياسية… تحرير الريف الشمالي الحموي… والطموح ادلب… وطريق حلب -دمشق الدولي

– وفي تصعيد جديد قد يشعل مواجهة عسكرية بين تركيا وسورية طوّق الجيش السوري امس اكبر نقطة للجنود الاتراك في مدينة ادلب السورية بعد ان حرر كافة المناطق المحيطة بها من الارهابيين المدعومين من قبل انقرة ،وهو ما دفع بالرئيس التركي الى الاستنجاد بنظيره الروسي لفك الحصار عن قواته .اقرت امس تقارير رسمية تركية بان قوات تركية اصبحت محاصرة من الاتجاهات الاربعة جنوب ادلب في سورية. و حرر الجيش السوري امس كفر زيتا اكبر بلدات ريف حماة الشمالي، وسيطر على العديد من المناطق هناك بينها اللطامنة ولطمين ومعركبة ولحايا ومورك جنوب ادلب. كذلك بات الجيش السوري يحاصر بالكامل مجموعات من الارهابيين في المنطقة ونقطة المراقبة التركية في مورك جنوب ادلب.و نقطة المراقبة التركية ببلدة مورك جنوبي إدلب هي نقطة المراقبة الأكبر في إدلب ومحيطها حيث تتواجد القوات التركية في 12 موقعاً بموجب اتفاق مع روسيا. وقد سقطت كل هذه الاتفاقات امام تقدم الجيش السوري.
ومن جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بلندن) أن قوات الجيش السوري تواصل توغلها حيث بسطت سيطرتها على بلدة كفر زيتا واللطامنة وقرى الصياد والبويضة ومعر كبة ولطمين ولحايا وتلال أخرى في محيط المنطقة، إذ تعد هذه المرة الأولى التي تسيطر قوات الجيش على بلدات وقرى ريف حماة الشمالي منذ عام 2012، فيما لا تزال النقطة التركية التاسعة ومن معها من مقاتلين في بلدة مورك محاصرة من قبل الجيش.
وبسيطرة الجيش السوري على اللطامنة يكون قد أنهى ما اصطلح على تسميته بـ «مثلث الموت» الذي ظل لسنوات مصدرا للقنص وإطلاق القذائف الصاروخية التي قتلت وأصابت آلاف المدنيين في البلدات والقرى الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، وخاصة مدينتا محردة والسقيلبية والقرى والبلدات المجاورة لهما.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية التركي، مولود غاويش أوغلو، في بيروت،امس الجمعة، أن جنود بلاده لن يغادروا نقطة المراقبة المطوقة جنوب إدلب، بعد وقت قصير من سيطرة الجيش السوري على المنطقة. وقال جاويش أوغلو في تصريحات للصحفيين في مقر وزارة الخارجية على هامش زيارته لبنان: “لسنا هناك لأننا لا نستطيع المغادرة ولكن لأننا لا نريد المغادرة”، نافياً أن تكون القوات التركية في بلدة مورك “معزولة”.
وفي سياق متصل حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي تطورات الوضع الميداني في شمال غرب سوريا بعد أن باتت نقطة المراقبة التركية في المنطقة مطوقة ومحاصرة من قبل قوات الجيش السوري التي نجحت في استعادة السيطرة على عدة بلدات.
ووجد أردوغان نفسه في ورطة بين عدم إغضاب حليفين مهمين لبلاده هما إيران وروسيا وهما أيضا الحليفين الأساسيين للدولة السوري، وبين الردّ العسكري بعد أن طوقت القوات السورية عدد من جنوده في نقطة المراقبة. وبالرغم من عنتريات المسؤولين الاتراك الا ان الرئيس التركي على ما يبدو يسعى للبحث عن مخرج لهذه الورطة مراهناً على تحرك روسي يبعد القوات السورية عن نقاط المراقبة التركية التي أنشأت بموجب اتفاق سوتشي الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في ايلول الماضي.وتشير المشاورات التركية الروسية إلى مخاوف من تطور الوضع في ادلب إلى مواجهة عسكرية بين أنقرة ودمشق. وتصف سورية الوجود التركي في سوريا بأنه «احتلال» وسبق أن تعهدت بأنها لن تتخلى عن شبر واحد من أراضيهاكما جاء اليوم على لسان د. بثينة شعبان المستشارة السياسية للرئاسة السورية وقد سلطت الضوء على الدعم اللامحدود التركي للارهابيين، وماذلك الا لاثبات الموقف السوري المصمم على التحرير واخراج الغزاة الاتراك من نقاطهم وهي مناطق دعم للمجموعات الارهابية.

– بعد استعادة خان شيخون: الجيش السوري يحشد قواته في إدلب استعدادا لمواصلة التقدم

خربشات سياسية... تحرير الريف الشمالي الحموي... والطموح ادلب... وطريق حلب -دمشق الدولي
خربشات سياسية… تحرير الريف الشمالي الحموي… والطموح ادلب… وطريق حلب -دمشق الدولي

أفاد نشطاء سوريون معارضون باستقدام تعزيزات إلى شمالي مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، استعدادا لمواصلة تقدمها في المنطقة واستعادة بلدة التمانعة.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، ومقره في بريطانيا، اليوم السبت، أن الجيش السوري يحشد قواته في محور التمانعة وسط توقعات لشنه حملة عسكرية برية على قرى ريف مدينة معرة النعمان، وذلك بعد إحرازه تقدما استراتيجيا مهما من خلال استعادة السيطرة على كامل ريف حماة الشمالي وبلدات ومدن مهمة في ريف إدلب الجنوبي، أكبرها خان شيخون.
وأشار “المرصد” إلى أن قوات الجيش السوري تنفذ قصفا جوياً وبرياً مكثفاً على ريف معرة النعمان، وذلك بالتزامن مع استمرار القصف المتبادل بين قوات الجيش السوري وارهابيي جبهة تحرير الشام على محور تل جعفر.
وتقع مدينة معرة النعمان على بعد نحو 25 كيلومترا شمال خان شيخون، وتعد موقعا استراتيجيا بسبب مرور طريق حلب-دمشق الدولي عبرها.
من جانب آخر بأن قزاتنا المنتصرة  تواصل تمشيط المناطق المحررة حديثا، والعمل جار على فتح الطرق بين القرى والبلدات بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
ونشر ت صفحات موالية  لقطات قيل إنها تظهر قائد “مجموعة النمر” وهي قوات النخبة في الجيش السوري العميد سهيل حسن، وهو يتفقد من مروحية المناطق التي سيطرت عليها قواته مؤخرا في ريف حماة.

يبقى اخيرا القول ان رهان اردوغان على ادعائه الفروسية

واذ به يسقط في مراوغته بانتصار الجيش السوري وتطلعه نحو تحرير ادلب وغرب حلب…

تحية لفرسان الدفاع الجوي وعيونهم اليقظة الذين اثبتوا ان قواتنا كلها صامدة وليست فقط التي هي بخطوط النار وتقاتل الارهاب بملاحم بطولية سطرها لهم سجل الشرف ولاشك انها ستدرس في مناهج اقوى الجيوش العسكرية عالمياً…

تحية للجيش السوري وقوات الدفاع الوطني والقوات الرديفة والحليفة…

خربشات سياسية...  تحرير الريف الشمالي الحموي... والطموح ادلب... وطريق حلب -دمشق الدولي
خربشات سياسية… تحرير الريف الشمالي الحموي… والطموح ادلب… وطريق حلب -دمشق الدولي

تحيا سورية

 

ألبرت شفايتزر – Albert Schweitzer

$
0
0

ألبرت شفايتزر – Albert Schweitzer

الدكتور ألبرت شفايتزر (1875 – 1965)هو عالم لاهوت ألماني فرنسي ولد في فرنسا، إضافة لكونه طبيب وفيلسوف أيضاً.  ٲصله من  الالزاس حصل عام 1952 على جائزة نوبل للسلام لفلسفته عن تقديس الحياة. لكن من أعظم وأشهر أعماله تأسيس وإدارة مستشفى في  الغابون، غرب وسط أفريقيا.

نبذة عن ألبرت شفايتزر

يعتبر ألبرت شفايتزر أحد أبرز علماء اللاهوت و الأطباء والفلاسفة، أسس مستشفى ألبرت شفايتزر في لامباريني غرب أفريقيا الوسطى، معروف أيضاً بعزفه للموسيقى ومعرفته الكبيرة بها، واشتهر بكونه عالماً عميقاً لموسيقى الملحن الألماني سيباستيان باخ.

كان شفايتزر أيضاً مؤسس الفلسفة الأخلاقية العالمية والواقعية العالمية، وقد تحدى شفايتزر وجهة النظر العلمانية المسيحية وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1952 لفلسفته “الإيمان بالحياة”.

بدايات ألبرت شفايتزرولد ألبرت شفايتزر في 14 يناير سنة 1875 في كايسرسبرغ الفرنسية وهي قرية صغيرة من منطقة ألساس العليا، والده لويز شفايتزر كان قسيساً لمجموعة صغيرة من البروتستانت، ووالدته أديل ني شيلينجر ابنة القس ملباش.

كان ترتيب شفاينزر الثاني بين أخوته، وخسر أبويه عدة أطفال ليتبقى منهم في النهاية 5 بينهم ألبرت الذي ولد بجسد ضعيف أيضاً.

ألبرت شفايتزر - Albert Schweitzer
ألبرت شفايتزر – Albert Schweitzer

بعد عدة أشهر من ولدته أنتقلت أمه إلى غونسباك وهي قرية صغير أخرى في الالزاس، وهناك بدأ ألبرت يستعيد صحته و يتحسن جسده وأصبح أقوى، وعاش طفولة سعيدة مع عائلته.

درس ألبرت في مدرسة القرية حتى اصبح في العاشرة وبدأ بأخذ دروس موسيقى من والده.

وبما أن والده كان قسيساً كان عليه السير لمسافة ميل إضافي لكي يقبله أولاد القرية، وكان عليه أن يرفض ارتداء المعاطف العصرية أو القبعات المرغوبة من قبل بقية الأولاد.

هذا الجو المتدين الذي تربى فيه كان له اثر كبير على حياته بمختلف اشكالها، وظهر ذلك في أعماله ومعتقداته لاحقاً.

عندما بلغ ألبرت العاشرة أي في عام 1885 تم إرساله ليعيش مع جده في مولهاوس لكي يتعلم في صالة الألعاب الرياضية، وفي الوقت ذاته بدأ بتعلم الموسيقى.

تلقى ألبرت شفايتزر شهادته الثانوية وانتقل ليدرس في الكلية اللاهوتية سانت توماس  والتابعة لجامعة  كايزر فيلهلم  والمعروفة اليوم بجامعة ستراسبورغ وذلك عام 1893 وكان يتعلم في ذلك الوقت البيانو مع الأستاذ غوستاف جاكوبستال.

ذهب للخدمة العسكرية الالزامية سنة 1894 وبقي لمدة سنة واحدة، واستأنف بعدها دراسته في اللاهوت والموسيقى.

انتقل إلى باريس لاستكمال أطروحة الدكتوراه في السوربون عام 1898 وكان لا يزال منشغل بالموسيقى، وعاد إلى ستراسبورغ عام 1899 ليدافع عن أطروحته ” The Religious Philosophy of Kant”  ليحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة، وفي سنة 1900 ححصل على مجاز في اللاهوت، وحينها بدأ بشكل فعلي العمل في كنيسة القديس نيكولاس في ستراسبورغ.

إنجازات ألبرت شفايتز

ربدأ ألبرت شفايتزر مسيرته المهنية في وقت مبكر سنة 1901 في كلية اللاهوت سانت توماس، وأصبح عمله دائماً عام 1903 واستمر في التبشير في كنيسة القديس نيكولاس. لكن كل تلك الأعمال لم تجعله يبتعد عن الموسيقى، وطلب منه تشارلز ماري ويدور أن يكتب له عن موسيقا العظيم سيباستيان باخ.

عمل على هذا الموضوع و نشر كتابه عام 1905 وكان باللغة الفرنسية، والذي لقي اهتماماً كبيراً لدى القراء الناطقين بالألمانية، وبدلاً من ترجمة الكتاب قام شفايتزر بكتابة كتاب جديد عام 1908.

وكان قد نشر له عدة أعمال في عام 1906 منها ” Geschichte der Leben-Jesu-Forschung” الذي لقي رواجاً كبيراً، وتمت ترجمته إلى الانكليزية.

تخلى شفايتزر عن حياته المهنية الناجحة في سنة 1909 وانتقل لدراسة الطب في جامعة ستراسبورغ بهدف خدمة أفريقيا، وكان قد أعلن سابقاً عن هذه الفكرة منذ عام 1905.

ألبرت شفايتزر - Albert Schweitzer
ألبرت شفايتزر – Albert Schweitzer

وبفضل اجتهاده الكبير أنهى دراسته عام 1911 وحصل على شهادة دكتوراه في الطب سنة 1912، وفي تلك الفترة كان قد جمع ما يكفي من المال من حفلاته الموسيقية وبيع كتبه وقام بافتتاح مستشفى في أفريقيا.

وانتقل في عام 1913 إلى لامباريني في مقاطعة غابون الاستوائية الفرنسية في افريقيا مع زوجته هيلين بريسلاو التي تعمل كممرضة ومدربة، وأقاموا مستشفى خاص بهم على ضفاف نهر أوغوي على حافة غابة.

وعلى الرغم من قلة الموارد المادية إلا أن هذه المشفى عالجت آلاف المرضى، وتطورت وأصبحت تحوي غرفة عمليات مصنوعة من الحديد المموج عام 1913.

قام الجيش الفرنسي في بداية الحرب العالمية الأولى بالإشراف على شفايتزر وزوجته باعتبارهما موطنان ألمانيان على الأراضي الفرنسية، وعلى الرغم من ذلك واصلوا عملهم حتى عام 1917 حيث اضطروا للانتقال لفرنسا بسبب مرض شفايتزر حيث تعرض لفقر الدم.

بقي شفايتزر في أوربة لست سنوات لاحقة قام خلالها بجمع الأموال لمستشفاه في أفريقيا من خلال إلقاء المحاضرات والحفلات الموسيقية وشارك في المزيد من الدورات الطبية وكتب عدداً من الكتب.

قدم شفايتزر عدداً من المحاضرات في انكلترا عام 1922 وقام دايل ميموريال في عدد من محاضراته في جامعة أكسفورد بعرض اثنين من أعماله الهامة ” The Decay and Restoration of Civilization” و”Civilization and Ethics”، وتم نشرهم بشكل مفصل عام 1923 ومن ثم تم ضمهم إلى “Philosophy of Life” كجزء دائم منها.

ظهر واحد من أهم أعماله في سلسلة محاضرات في كليات سلي أوك في برمنغهام عام 1922 وهو “Christianity and the Religions of the World” وتم نشره أيضاً عام 1923 إلى جانب كتابه الرابع ” On the Edge of the Primeval Forest”.

عاد بمفرده إلى لامباريني عام 1924 بعد أن جمع كمية كافية من المال لإعادة بناء هيكل المستشفى وتأسيسه، وبعد مدة بدأ بتلقي التبرعات من جميع أنحاء العالم.

ألبرت شفايتزر - Albert Schweitzer
ألبرت شفايتزر – Albert Schweitzer

ذهب إلى أوربة سنة 1927 وبقي لمدة عامين هناك وفي هذه الفترة كان المستشفى الذي أسسه في أفريقيا ما يزال قائماً ونشطاً حيث أنه لم يسافر قبل أن يؤسسه بشكل جيد حتى يعود في سنة 1929.

وعلى الرغم من كل هذا الازدحام والانشغال فقد واصل شفايتزر كتابة ونشر أعماله اللاهوتية الهامة مثل ” The Mysticism of Paul the Apostle” في عام 1930.

نشر سيرته الذاتية عام 1931 ” Aus meinem Leben und Denken” و في عام 1932 عاد من جديد إلى أوروبا ليعمل في إلقاء المحاضرات وكان ذلك الوقت هو الوقت المناسب ليعود للعمل في مؤلفه عن باخ والذي بدأ فيه عام 1912.

استمر في عمله وسفره وكتابة مؤلفاته ونشر آخرهم ” Indian Thought and its Development”، ولكنه بقي مجبراً في لامباريني بين عامي 1937 إلى 1948 وذلك بسبب الحرب العالمية الثانية.

سافر شفايتزر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1949 وتنقل في أوروبا قدر المستطاع وعمل في ذات الوقت على توسيع المستشفى.

عمل ضد التجارب والأسلحة النووية بدءاً من عام 1952 و ألقى أربع كلمات على راديو أوسلو، وقد نشر ذلك في كتابه الأخير ” Peace or Atomic War” وشارك في نفس العام في تأسيس لجنة من أجل وضع سياسات نووية عقلانية.

الفلسفة

نظرة شفايتزر للعالم تقوم على فكرته عن تقديس الحياة، التي كان يُعتقد أنها واحدة من ٲكبر مساهماته للبشرية. في رأيه، اضمحلال الحضارة الغربية يعود بالأساس إلى التخلي عن الاسس الأخلاقية.

وأعرب عن قناعته الراسخة بأن احترام الحياة هو أعلى مبدأ يجب التحلي به، وهذا التمجيد للحياة هو مماثل لتمجيد فريدريك نيتشة في كتابه:  فلسفة الحضارة في الفصل 26: الفلسفة الحقيقية يجب أن تنطلق من الواقع الفوري والمفهوم الواعي: (ٲنا مخلوق وٲريد ٲن ٲعيش في وسط مخلوقات تريد أن تعيش). الحياة والحب في رأيه يستندان ويتبعان نفس المبدأ، ألا وهو احترام كل مظهر من مظاهر الحياة سواءً منها الشخصية أو الروحية اتجاه الكون.

الاخلاق وفقا لشفايتزر

 تكمن في الالتزام بإظهار الإرادة في العيش من طرف المرء خاصة ومن كل كائن مخلوق أيضا. ويبدو أن الظروف التي نكون فيها تمنعنا من أداء التزامنا، لا ينبغي ان تؤدي بنا إلى الانهزام، لأن رغبتنا في العيش هي في تجدد دائم وتطور مستمر.

ولكن كما أشار شفايتزر نفسه، ليس مستحيلا ولا صعبا على المرء أن يقضي حياته دون اتباع هذا المبدأ: تاريخ الفلسفة والدين في هذا العالم يعرب بشكل واضح عن كثير من حالات الحرمان من مبدأ تقديس الحياة. مشيرا بالخصوص إلى الفلسفة السائدة في العصور الوسطى بأوربة  وإلى الفلسفة البراهمانية بالهند.

“منذ جِئنا هذا العالم مُنحنا ظروفا رهيبة لأن إرادة الحياة تتناقض مع ما يريده الفرد منا. الوجود مواجه للآخر وكل منهم مهدم للآخر أيضا. فقط بواسطة الفكر يتمكن الكائن من إرادة الحياة واعيا بإرادة عيش الآخر ورغبته في التضامن معه. هذا التضامُن للأسف لا يمكن أن يتحقق، لأن الحياة البشرية لا نجاة لها من الحيرة والظروف الرهيبة التي يجب أن نعيشها على حساب الآخرين. ولكن باعتبار ذلك ضرورة أخلاقيّة، الواحد منَّا يسعى إلى الهرب كلما كان ذلك ممكنا، ويضع الحد لهذا الانشقاق عن الرغبة في العيش.”

شفايتزر نادى بمفهوم تقديس الحياة طِوال حياته، كما ٲشار إلى اضْمِحلال وفساد الفترة التاريخيّة المعروفة بالتنوير. كان يُؤكد ٲيضا على ٲساس الفكر الذي لم يكن جيِّدا بما فيه الكفاية. لهذا السَّبب كان يتطلَّع إلى مستقبل متجدِّد وبالتالي ٲكثر عُمقا لنهْضة وتنوير البشريّة (رٲيٌ كان قد ٲعرب عنه في خاتمةٍ لهُ الخروج من حياتي والفكر(مسيرة ذاتية)).

ٲلبرت شفايتزر كان يُغذِّي ٲمله في الجنس البشري الذي اعتبرهُ دائماً ٲكثر وعياً وٳدراكاً بالكون. تفاؤلُه استند في الاعتقاد في الحقيقة. فالرُّوح المتولِّدة عنِ الحقيقة هي ٲكبر من قُوَّةِ الظروف، كما ٲصرَّ على ضرورة التفكير ٲكثر من اتِّباع الاراء المنتشِرة على نِطاقٍ واسعٍ.

لا يُمكن لنا ٲن نضع جانباً المُثل العُليا التي ٲنشٲها المجتمع. ونحن نعْرفُ دائماً ٲن المجتمع مليء بالحماقة وسوف نُخدع بخصوص المسٲلة الإنسانية… الإنسانية تعني النَّظر عن وُجود وسعادة البشر كٲفراد.

احترام الحياة، كنتيجة للتَّٲمُّل ٳلى نفس ٳرادة المرء الواعي بعيْشه تؤدِّي به ٳلى العيش في خدمة الشعب وكلِّ المخلوقات الحيَّة. شوايتزر تمتَّع باحترامٍ كبيرٍ نظراً لوضع نظريَّتِه مَوضِع التطبيق العمليّ في حياته.

الموسيقى

ٲلبرت شفايتزر كان عازفاً مشهوراً للأرغن، وكان مُهتماً جداً بموسيقى باخ. طوَّر أسلوباً بسيطاً في الأداء ٳلى حيث ٲنَّه كان يعتقدُ أنه أقرب ٳلى ما كان يريد الوصول ٳليه باخ. كما قيل أنه استند ٲساساً على ٳعادة تفسير وتقييم باخ الدِّينيَّة.

من خلال آخر نُسخة كتاب جوهان سبستيان باخ لعام 1907/1907، يتبيَّن أنه دعا ٳلى هذا الأُسلوب الجديد والذي كان له أثر كبير على طريقة أداء موسيقى باخ حاليا.ً ألبيرت شوايتزر كان دائما مشهورا ببناء جهاز الأرغن. وتسجيلاتُه وهو يلعب موسيقى باخ هي متواجدة على الاقراص المدمجة CDs.

الطب

ألبرت شفايتزر أمضى مُعظم حياته في لمباريني المعروف الآن بالغابون في أفريقيا. بعد إنهائه الدراسات الطبية عام 1913/1913، ذهب مع زوجته هناك لإنشاء مستشفى قريبٍ من بعثةٍ متواجدة بالمكان. عالج الالاف من المرضى، وتكلَّف بعناية مئاتٍ من مرضى الجُذام. كما تعامل مع العديد من ضحايا الشر الأفريقي أي مرض النوم.

في عام 1914/1914 اندلعت الحرب العالمية الاولى وبما أن شفايتزر وزوجته كانا ألمانيِّي الجنسية، فقد قُبض عليهما ووُضعا مؤقتا تحت إشراف العسكريين الفرنسيين. في 1918/1918 نُقِلا إلى ڭاريزون بفرنسا، وفي 1918/1918 بإقليم سان ريمي. هناك درس وكتب كتابه المشهور، كلما سمحت له الظروف ثقافة وأخلاق الذي نُشر في عام1923/1923 وفي يوليوز 1917/1917 حصل على حريته عندما كان يعمل كمساعد طبيب وكمساعد قِسّ في استراسبورغ. بعد ذلك القى محاضرات عدة في كل الأماكن التي دعي إليها. وكان غرضه من ذلك هو نشر افكاره المتعلقة بالثقافة والأخلاق وفي نفس الوقت جمع الأموال الكافية لإعادة بناء مستشفى لمباريني.

في 1924/1924 عاد إلى لمباريني حيث أدار إعادة بناء المستشفى، وبعد ذلك استانف ممارسته للطب، وأسفارَه المتوالية إلى أوربة لالقاء محاضراته في جامعات عديدة، وهكذا انتشرت افكاره ونظرياته شيئا فشيئا في أوروبا بأكملها وفي باقي ٲنحاء العالم أيضا.

الدين

كعالم ديني شاب، أول أعماله المهمة التي حاز بها على سُمعة كبيرة كان كتابه׃ البحث عن اليسوع التاريخي 1930/1930، اسكتولوجكل بولس.

أشهر أقوال ألبرت شفايتزر

حياة ألبرت شفايتزر الشخصية

تزوج ألبرت شفايتزر من هيلين بريسلاو وهي ابنة أحد أساتذته وبعد زواجه مباشرة أنتقلا إلى إفريقيا حيث قاما ببناء المستشفى الخاص بهما.

لديه ابنه وحيدة ولدت في عام 1919 في أوروبا، وبقيت الطفلة مع والدتها في كونيغسفيلد عندما سافر والجها إلى أفريقيا عام 1924.

كانت لقاءات الطفلة وأبيها قليلة إلا أنها سافرت إلى افريقيا بعد مدة وتولت الإدارة بدلاً من والدها واستمرت بذلك حتى بعد وفاته.

آخر سنواته

في الفترة من 1939─1948، شفايتزر مكث في لمباريني لأنه لم يستطع العودة في هذه الفترة إلى أوربة بسبب الحرب العالمية الثانية. وبعد مُرور ثلاث سنوات من نهاية الحرب، عاد إلى أوربة عام 1948 وهكذا قضى السنوات الأخيرة من عُمره بين الذهاب إلى أوربة والولايات المتحدة إلى ان توفي سنة 1965.

في عام 1952 حاز على جائزة نوبل للسلام، يُعتبر الخطاب الذي ألقاه عندما مُنح الجائزة من أفضل الخطابات السابقة مشكلة السلام٬ وهكذا منذ 1952 وحتى وفاته كان يعمل بحماس دائم ضد التجارب والأسلحة النووية مع البيرت انشتاين وبيرتراند راسل. في عامي 1957─1958 ألقى باذاعة أوسلو أربع خطابات والتي تم نشرُها بعد ذلك تحت عنوان׃ السلم أو الحرب الذرية. وبهذا أصبح شوايتزر واحد من مؤسسي׃ لجنة السياسة النووية العاقلة.

في عام 1952/1952 تم إنجاز فيلم عن حياته “في منتصف الليل” بطولة بيير فريسني كالدكتور شفايتزر وجان مورو كممرضته ميري شفايتزر.

وفاة ألبرت شفايتز

رعاش سنواته الأخيرة في لامباريني وتوفي عام 1965، كان المستشفى الذي أسسه حينها يحوي 72 مبنى و 600 سرير.

تعرض ألبرت شفايتزر لسكتة دماغية في 28 آب 1965 وتوفي في 4 ايلول في العام نفسه في لامباريني وكان قد أتم عامه ال90.

دفن في مستشفاه وأطلق اسمه على المستشفى وتحول منزله في كونيغسفيلد اليوم إلى متحف.

حقائق سريعة عن ألبرت شفايتزر

حصل ألبرت شفايتزر على جائزة نوبل للسلام لعام 1952 لدوره في تعزيز السلام العالمي، ويقال إن محاضرة نوبل بعنوان “مشكلة السلام” هي واحدة من أفضل الخطب التي ألقيت على الإطلاق.

أهم الاحداث في حياته

  • 1893 /1893 درس الفلسفة وعلم الدين في جامعات ستراسبورغ٬ برلين وباريس.
  • 1901/1901 ترأس المدرسة الاهوتية في ستراسبورغ.
  • 1905/1905-1913/1913 درس الطب والجراحة.
  • 1912/1912 تزوج من هيلين.
  • 1913/1913 مارس كطبيب في لمباريني٬ أفريقيا.
  • 1915/1915 طور أخلاقيات تقديس الحياة.
  • 1917/1917 يعود مجبرا إلى فرنسا بسبب الحرب.
  • 1919/1919 أول محاضرة مهمة له حول تقديس الحياة في جامعة اوبسلا بالسويد.
  • 1919/1919 ولادة ابنته رينا.
  • 1924/1924 عودة شوايتزر إلى لمباريني كطبيب٬ القيام بزيارات متكررة إلى أوروبا لجمع الاموال من أجل بناء المستشفى.
  • 1928/1928 حصل على جائزة غوتي.
  • 1939/1939-1948/1948 مكث شفايتزر في لمباريني بسبب الحرب.
  • 1949/1949 زيارة الولايات المتحدة.
  • 1948/1948-1965/1965 بين لمباريني وأوروبا.
  • 1953/1953 جائزة نوبل للسلام لسنة 1952/1952.
  • 1957/1957-1958/1958 أربع محاضرات ضد التسلح والتجارب النووية.

بيبلوغرافيا مختارة

  • اضمحلال واستعادة الحضارة / الحضارة والاخلاق (1923/1923)
  • الفكر الهندي وتطوره (1935/1935)
  • حياتي والفكر: مسيرة ذاتية (1931/1931)
  • السلام أو الحرب الذرية (1958/1958)
  • الخروج من حياتي والفكر: مسيرة ذاتية.
  • السعي ليسوع التاريخي: دراسة نقدية للتقدم الذي اٴحرزه من ريماوس إلى وليام وردد.

خربشات سياسية 27/8/2019 فشة خلق

$
0
0

خربشات سياسية

فشة خلق

اميركا لاتسعى الى الديمقراطية في سورية كما تدعي بل تهدف الى تدمير الدولة السوريةمنذ 9سنوات وعندما تنشر على موقع سفارتها في دمشق تحذيرا بفرض عقوبات شديدة بحق المؤسسات والشركات والشخصيات العالمية ان شاركوا في معرض دمشق الدولي… فهو اعلان صريح لعدوانيتها بحق سورية…
هي لم تكتف بتجييش الشارع السوري ضد الدولة منذ 9 سنوات ودوما بموقف العدو في مجلس الأمن الدولي وهيئة الامم المتحدة ومؤخرا وبعد انتصارات الدولة السورية وتحريرها للأرض السورية بمواجهة داعش والنصرة وكل الفصائل الارهابية التي نصت عليها قرارات مجلس الامن انها ارهابية وهي تقوم بدعمها اما مباشرة او بالواسطة من خلال الجهات الاقليمية، حتى ان القوات الاميركية قصفت قواتنا في دير الزور /جبل الثردة كما قصفت مطاراتنا  وبالاخص مطار الشعيرات تحت كذبة الكيماوي في خان شيخون وقصفت دمشق بعدوانها الثلاثي…نصرة للتكفيريين…!
بعد هذه الانتصارات السورية… قامت  الادارة الاميركية بأمر من ترامب بتطبيق قانون قيصر على سورية وتناول قطاع النقل والنفط والكهرباء والغذاء والدواء والاقتصاد ومانعيشه من هدر لقيمة الليرة السورية بمواجهة الدولار الاميركي…
وجن جنونها لماتم فتح معبر جابر-نصيب مع الاردن وهددت السفارة الاميركية التجار الاردنيين والحكومة الاردنية لمنع الاتجار مع سورية…واستطاعت بتهديدها ان تمنع الاردن من الاتجار مع سورية، والاردن يحتاج الى هذه التجارة ربما اكثر من سورية…
وكانت قد احتلت الحدود السورية العراقية وشرق الفرات واستنزفت مواردنا النفطية والغازية والحبوب وحتى الآثار… ودعمت قسد داعش الكردية الجديدة بعد ان قضى الجيش السوري على داعش القديمة التي صنعتها اميركا وتحديداً هيلاري كلينتون وباعترافها واعتراف اوباما، وما التفاهمات بالأمس  مع تركيا من اجل مايسمى المنطقة العازلة في شمال سورية مؤخراً الا تدبيراً ممنهجاً لتقسيم سورية… وحتى على حساب الاكراد الانفصاليين ومايسمى مسد وقسد…، وأيضاًهي في السر تنسق مع تركيا لمقاومة تحرير الجيش السوري ادلب وشمال وغرب حلب.
اميركا تريد إخضاع سورية وقطع كل مواردها الاقتصادية والبشرية وخنقها وخنق شعبها وتجويعه… واخضاعها لها وتركيعها ومعها كل محور المقاومة…
وللعلم فإن هذا المنهج الاميركي يعود الى عام 1955 الرافض للكيان الصهيوني في فلسطين للقبول بالأمر الواقع، ولربط سورية الرافضة  لسياسة المحاور وحلف بغداد بها تابعة كبقية معظم دول المنطقة وحتى الدول الاوربية والا فالحصار والعقوبات، واستمر هذا المنهج مع مجازر الاخوان المسلمين منذ 1979 ولمدة  ست سنوات قضى فيها الالوف من الضباط القادة المبدعين وتم تفجير الثكنات كالأزبكية واغتيال الاطباء والمحامين والعلماء…ومعها العقوبات الاميركية الجائرة على سورية والتي وصلت الى ذروتها منذ عام 2011… وكنا نشتهي علبة المحارم الورقية وعلبة السمنة النباتية…!
والدعم المستمر والمتصاعد اللامحدود للكيان الصهيوني، ومنح ترامب الجولان السوري المحتل للعدو الصهيوني وهو اي الكيان الصهيوني المخطط الاساس لمأساة سورية منذ 2011 وما عدوانها المستمر على سورية كل ما انتصرت سورية وحررت جزءاً من اراضيها كالقصير والغوطة ووادي بردى ودرعا والجولان وحمص والآن حماه وباتجاه ادلب… وشمول العراق بالحشد الشعبي وعلى الضاحية الجنوبية في بيروت…
والتأييد السافر والعلني والمطلق من بومبيو وزير الخارجية الاميركي للعدوان الصهيوني على سورية…
ونطئن بومبيو وسواه اننا صامدون ومستمرون بالنضال لتحرير كل شبر محتل في سورية، وفي نفس الوقت مستمرون في دفع عجلة الاقتصاد والاعمار…
وغدا ينطلق معرض دمشق الدولي بزيادة غير مسبوقة في حجم المشاركة بالرغم من جنون الادارة الاميركية وتحذيراتها التي تطلقها يميناً ويساراً لمنع المشاركة فيه تحت طائلة القوبات الشديدة…

وسيبقى معرض دمشق الدولي بواقعيته ورمزيته أهم تظاهرة اقتصادية في الشرق الاوسط
تحيا سورية ويحيا جيشها الحبيب ومحور المقاومة ايران وحزب الله والعراق والحشد الشعبي …

والشكر لروسيا شعبا وجيشاً وللرئيس بوتين واركان دولته…لموقفهم الثابت نحو انتصار سورية في كل المنابر الدولية وبذلهم الدم لمصلحة بقاء سورية  واحدة موحدة…
والنصر ختاماً هو لارادة الشعوب واولها الشعب السوريمهما غالى ارباب العدوان وممولوه…

تحيا سورية الصامدة.

صلاة الزيت المقدّس

$
0
0

صلاة الزيت المقدّس

 تعريف

تقيم الكنيسة خدمة هذا السِّرّ مساء يوم الأربعاء المقدّس، غير أنها ترجو أن يعاد ممارسته وأن يتقبّله كلّ مريض في كلّ وقت وخاصة عندما تدعو الحاجة.
يعتبر سٍرٌّ من أسرار الكنيسة ويسّمى بسِرّ الزيت المقدس. يقام دائمًا على رجاء شفاء النفس والجسد.

 شهادات من الإنجيل حول هذا السِّرّ

مرقس الإنجيلي

يروي الإنجيلي مرقس (مرقس7:6-13) كيف أن الرّب يسوع دعا التلاميذ الإثني عشر وأرسلهم إثنين إثنين وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة، فخرجوا وعلّموا (كرزوا) من قَبِلَهم وبشّروهم بالرّب يسوع ودعوهم أن يعترفوا بخطاياهم ويتوبوا لينالوا الخلاص.

ويكمل الإنجيلي ليقول: وأخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم.

لنلاحظ هنا النقاط الأساسيّة في هذه الآيات الإنجيلية

– كان التلاميذ يبشّرون بكلام الرّب وبملكوت السَّموات والحياة الأبديّة.

– الارتباط الوثيق بين قبول الرّب يسوع وتعليمه وبين التوبة الصادقة والإقرار بالخطايا والرجوع عنها.

– عيش كلام الرّب حقيقةً وفعلاً وليس قولاً، وهذا معنى كلمة “كرازة” التي تأتي من اللغة اليونانيّة Kerygma.

فالكرازة المستقيمة وقبول الإنسان بالقلب لها يولّدان حياة جديدة بالرّب يسوع، وثمارهما شفاء النفس قبل الجسد. وهذا ما كان يركّز عليه ويقصده الرّب يسوع في حادثة شفاء المخلّع:” مغفورة لك خطاياك”.

صحيح أنّه عندما يصلّى على الزيت كما على الماء يصبحان مقدّسين، ولكن إقتبال النعمة هو الحافز للجهاد من أجب نوال الخلاص. فهناك عمل الله من جهة وعمل الإنسان من جهة أخرى، وهذا ما تعنيه الكنيسة الأرثوذكسية بتعليمها المؤازرة أي Synergie.

– العمل الخلاصي الذي قام به التلاميذ لم يكن فرديًا بل جماعيًا ونابع من الرّب يسوع مباشرةً. وفي هذا الأمر إشارة واضحة إلى الجماعة الكنسية.

فالرّب يسوع حرص من اللحظة الأولى على تأسيس جماعة متماسكة مبنية على الإيمان الذي لا تقدر عليه أبواب الجحيم، وفي خطبته الوداعية في بستان الزيتون أعلن بوضوح في صلاته:” ليكونوا واحدًا”.

رسالة القديس يعقوب

كتب القدّيس يعقوب في رسالته الجامعة: “أَعَلَى أحدٍ بينكم مشقّات فليصلِّ. أمسرور أحد فليرتّل. أمريض أحد بينكم فليدعُ شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطيئة تُغفر له. اعترفوا بعضكم لبعض بالزلّات وصلّوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا ” (5: 13-16).

يركّز القدّيس يعقوب في هذه الآيات على الأمور التالية

– الصلاة بروح الإيمان بالرّب يسوع.
– إستدعاء “شيوخ الكنيسة” أي الكهنة.
– العمل الجماعي.
– الشفاء باسم يسوع،. 
– الإعتراف بالخطايا من أجل الشفاء.

من هنا نلاحظ أن لا إنفصال بتاتًا بين الجماعة والكنيسة والرّب يسوع، ولا إنفصال أيضًا بين شفاء النفس والجسد، ونعمة قبول الروح القدس هي للإنسان ككائن واحد متكامل وغير منقسم على نفسه.

وهذا بالضبط ما تأتيه كلّ صلاة في الكنيسة مرتبطة بالشفاءات، وتدل القراءات في هذا اليوم على الارتباط الوثيق بين سِرّ الزيت وسِرّ التوبة. وهذا ما تشير إليه الأفاشين (الصلوات) التي يتلوها الكاهن طالبًا إلى الرّب شفاء المريض.

شهادات من العصور الأولى والأباء القدّيسين

كتاب الرسل الإثني عشر (الذيذاخي) 
يحوي هذا الكتاب الذي يعود إلى نهاية القرن الثاني ميلادي نصًّا حول إستعمال الزيت في الكنيسة: “أيها الرّب إلهنا، أنت قدِّس هذا الزيت وأغرس فيه موهبة التقديس للذين يوزّعونه والذين يقبلونه. به أشرت أن يُمسح الملوك والكهنة والأنبياء في القديم. هَبْنا نحن ايضا إذ نُمْسَح به صحةَ النفس والجسد”.

كثيرون من الأباء في الكنيسة والمعلّمين يذكرون هذا السِّرّ : القدّيس كيرلس الاسكندري ، وأوسابيوس اسقف قيصرية.

كما يوصي القدّيس يوحنا الذهبي الفم باستخدام الزيت المقدّس في حالات المرض كلّها، وبعدم حصره في حالات المرض القصوى اذ يشرف المريض على الموت… فالسِّرّ ليس هو سِرّ “المسحة الأخيرة”، كما هو شائع، وإنما يتقبلّه من لم يقطع رجاءه بخلاص المسيح.

 خدمة السِّرّ 

يذكر ترتيب الخدمة أن إتمام سر الزيت المقدّس يجري في الكنيسة وسط الجماعة المخلَّصة، وفي حال تعذر حضور المريض الى الكنيسة يؤدّى السِّرّ في البيت.

تضم الخدمة سبع رسائل وسبعة أناجيل وسبعة أفاشين لمباركة الزيت، وبالتالي يقيم الخدمة سبعة كهنة يمثلّون الكنيسة الجامعة الرسولية إلاّ أنّ الكنيسة أجازت تدبيريًّا إقامة عدد أقل من الكهنة أو حتى كاهن واحد.

في الأساس يمسح الكاهن المؤمن بالزيت سبع مرّات للدلالة على أن الكنيسة تعبّر عن حنانها الكامل للمريض بواسطة هذا السِّرّ، ولكن أيضًا ومن باب التدبير بات المؤمنون يُمسحون مرةً واحدة في الكنيسة.

بعد الإنجيل السابع يتناول المتقدّم في الكهنة الإنجيل المقدّس ويرفعه مفتوحًا فوق رؤؤس الحاضرين ويضع باقي الكهنة أيديهم على الإنجيل، ويتلو إفشين إلى الرّب يسوع.

هذا كله ليشير إلى أنّنا أبناء الرّب يسوع بالتبنّي والإنجيل دستور حياتنا.

 الرحمة والزيت

كلمة “رحمة” في اليونانية هي έλεος وكلمة زيت هي έλαιον ، وهي تشير أيضًا إلى “المسحة”. وهذا يعبّر عن علاقة وارتباط بين الكلمتين من ناحية اللفظ والمعنى.

فصلاة الزيت هي صلاة الرحمة الإلهيّة. فكما أن الرحمة هي صفة من صفات الله، ينبغي أيضًا أن يتّصف بها أولاده كما قال السيّد المسيح: “فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم” (لو6: 36).

الخلاصة

كم من مرة قال الرّب يسوع ” إيمانك قد شفاك” ؟

الرّب دائمًا مستعدٌ أن يدخل قلبنا، ولكن هل نحن مستعدون لفتح قلبنا له؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب أن يطرحه كلّ إنسان على ذاته وهو يُدهن بالزيت: هل أقبل الرّب مخلّصًا حقيقيًا لي؟ هل أحفظ وصاياه وأعمل بها؟ هل أعترف بخطاياي وعلى كامل الإستعداد لأن أتوب توبًة صادقة وألا أعود إليها؟ وإن عدت وسقطت عن ضعفٍ مستعد أن أتوب من جديد؟ هل أنا مدرك لحالتي؟ هل أؤمن حقًا بالرّب يسوع إلهًا ومخلّصًا لي في حياتي وأؤمن بفعالية كل كلمة تقال في هذه الصلاة المباركة؟

لنقرّب قلوبنا ونفوسنا مع جبيننا ليمسَحوا بزيت الابتهاج فنشفى من أمراضنا النفسيّة والجسديّة ونضحى إناءً ينضح بالروح القدس.

(بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس)

الأم ماريا حسون المعلوف رئيسة دير سيدة صيدنايا البطريركي

$
0
0

الأم ماريا حسون المعلوف رئيسة دير سيدة صيدنايا البطريركي

بداية لابد منها

تحية وفاء واجلال الى الأم ماريا حسون المعلوف، تلك الفتاة المتواضعة التي انجبتها قرية المحيدثة(1)، والتي لاتزال ذكراها في نفوس أبناء البلدة.

ايتها الأمّْ ماريّأ لا تخشي شرّاً، ولا تخافي فديرك دير سيدة صيدنايا البطريركي في أيدٍ أمينة، والعذراء مريم التي عشقت تحرسه، وعطر قداستك تشربته حجارته العتيقة التي لو نطقت لباحت بمكنوناتها وخبَّرَتْ عن تضحياتك.

لم تكن الحاجة ماريا حسون المعلوق  امرأة عادية أو راهبة بسيطة، بل كانت تضج بالحياة والحيوية. زادها الرب بسبب إيمانها القوي به قوة واقدام، كما زادتها العذراء الطاهرة التي نذرت ذاتها لخدمتها ثقة بقدرتها ومعونة العذراء دفعتها الى تحقيق إنجازات كبيرة، وصلت بعذ الأحيان الى حد الاعجازات. وكانت ابتسامتها المشرقة تعلو ثغرها وعيناها تشعان بنور غريب ووجهها يطفر بالحبور كلما تحدثت عن الدير وعن راهباتها وعن مساعدتها الراهبة كاترين أبو حيدر.

الأم ماريا حسون المعلوف

السيرة الذاتية

العام 1908 شهدت قرية المحيدثة المتنية ولادة طفلة أسماها والداها أليس. ابوها الأفندي الياس حسون المعلوف، خريج الجامعة الأميركية في يروت، قاضٍ ورئيس محكة جونية، ويملك الأراضي الزراعية الواسعة في البلدة. تزوج بوردة كمال ابنة المحيدثة ورزقا خمسة صبيان وستّ بنات.

تلقت أليس علومها في مدرسة العائلة المقدسة في جونيه، وتفوقت في دراستها، وأصبحت في مابعد مدَّرسة في المؤسسة ذاتها.

عشقت الرب منذ نعومة أظفارها وتأثرت بالحياة الرهبانية، ورغبت في أن تنضم الى رهبنة القلبين الأقدسين، إلا أن والدها حاول أن يماطلها آملاً ان تتزوج، وسألها لماذا اختارت هذه الرهبنة دون غيرها وعند الأرثوذكس أكثر من رهبنة.

في صيف العام 1927، حضر الى دير النبي الياس(2) شويا البطريركي البطريرك الأنطاكي غريغوريوس الرابع (حداد)(3). وكالعادة توافد المؤمنون لزيارته ومن بينهم الأفندي الياس حسون المعلوف. ورأت اليس الفرصة مؤاتيةلتتعرف الى البطريرك والى الرهبنة الأرثوذكسية، فطلبت الى أبيها أن ترافقه الى الدير فوافق على مضض. ودار حديث بين البطريرك وأليس حول الرهبنة وأخبرها عن الميتم في دير سيدة صيدنايا البطريركي.

اعجب البطريرك غريغوريوس بذكاء أليس وبتربيتها، فقال لوالدها:

“أهنئك على حسن تربيتك وأرجو ان توافق على تنفيذ نذرها في تعليم بنات الميتم وأن تسمح لها بمرافقتي الى الدير”.

لم يحسب الأفندي الياس حساب هذا الطلب، وحاول الاعتراض لكن حجة أليس بمساعدة البطريرك كانت أقوى فوافق مكرهاً.

اليس معلمة في دير سيدة صيدنايا البطريركي

اصطحب البطريرك غريغوريوس الرابع اليس معه الى دمشق ثم الى دير سيدة صيدنايا البطريركي وسلمها الى رئيسة الدير آنذاك الأم مريم الصباغ الدمشقية(4) وأوصاها بالاهتمام بالصبية اليس.

فرحت الرئيسة الام مريم بهذه الصبية الآتية من جبل لبنان، وعينتها معلمة في المدرسة، واوكلت اليها إدارة الميتم والمدرسة معاً.

مضت شهور عدة وأليس في الدير منهمكة بالادارة والتربية والتعليم. وفي أحد الأيام زارها والدها مطمئنا، وحاول أن يثنيها عن رغبتها في البقاء بالدير والعودة الى البيت، ولكن ذهبت محاولاته ادراج الرياح. إذ أرادت أليس كما قالت له أن تخدم العذراء عبر خدمة الدير والأطفال. ومما قالته ايضاً:” أرجوك افهمني إن كل لحظة أمضيها مع يتيمة من هؤلاء اليتيمات الصغيرات هي فرح لايمكنني وصفه”. كما اكدت لأبيها أنها ستبقى علمانية ولن تترهب قبل أن تفكر ملياً بالموضوع.

ادرك الأب امام هذا الاصرار ان ابنته باقية في الدير بكل قناعتها وتصميمها، لذا غادر الدير محملاً بهذا الواقع وادرك اعتناقها للرهبنة في آخر المطاف وفي دير السيدة بصيدنايا. وعاد الى بلدته وبيته وعمله.

اليس راهبة

مرت سنوات واليس منكبة على خدمة الميتم والمدرسة والادارة. وفي العام 1931 طلبت اليس من الام الرئيسة مريم الصباغ أن تقبلها في الدير، ولبست ثوب الابتداء كمبتدئة في مقام الشاغورة بحضور راهبات الدير. واتخذت اسم ماريا وذلك بكتابة اسماء القديسات على اوراق مطوية، وضعتها في طاقة الشاغورة المقدسة، وطلبت الام الرئيسة من ماريا ان تسحب ورقة فكان اسم ماريا. وهذا مانسميه في دارج الكلام الشعبي الدمشقي “بيَّتت استخارة”

أرسلت المبتدئة ماريا الى والدها تزفه خبر رهبنتها راجية ان يعذرها لأنها لم تعلمه بقرارها، ووقعت الرسالة باسم “ابنتكم الأخت ماريا”.

كان  والدها رئيس محكمة جونية الافندي الياس في قاعة المحكمة عندما وصل رسول من دير سيدة صيدنايا البطريركي يحمل الرسالة. فتح القاضي الرسالة وقرأها فبكى وأدهش الحاضرين في قاعة المحكمة الذين سألوه عن السبب فقال:” ابنتنا ارتسمت راهبة في دير صيدنايا.”

وفي التاسع من تشرين الثاني 1932 حضر والدها الأفندي الياس وزوجته واولاده الى دير سيدة صيدنايا، يوم اتشحت الأخت ماريا بالثوب الرهباني، وقدمت نذورها للرب أمام البطريرك الكسندروس الثالث(4). وكم كانت فرحة الحاجة ماريا عارمة عند رؤية عائلتها.

تسلمت الحاجة ماريا اضافة الى الميتم والمدرسة أمانة سر الدير تقديراً لعملها ولثقة الرئيسة والراهبات.

الحاجة ماريا رئيسة للدير

في العام 1942 افتقد الرب الرئيسة مريم الصباغ الى جنته السماوية، فكان ان اتفقت وكيلة الدير الحاجة هيلانة خوري وراهبات الدير على تسليم الحاجة مريم رئاسة الدير،وعرضن الأمر على البطريرك الكسندروس فوافق، وكان ذلك في العام 1946. وقام البطريرك الكسندروس برسامتها رئيس للدير وسط احتفال شعبي من اهل البلدة والشام ولبنان وخاصة من ذويها.

واقع الديرالمعاصر

دير سيدة صيدنايا البطريركي
دير سيدة صيدنايا البطريركي

1- عندما تسلمت الرئاسة شعرت بأعباء الواقع المادي المتردي للدير وكان بحاجة ماسة الى صيانة في كل المرافق وخاصة في غرف الراهبات والضيافة وسطوح الدير والدرج…، ولم يكن ممكنا القيام بهذه الصيانة الضرورية بسبب الديون المتراكمة، كما ان الاوقاف الكثيرة التي كانت في دمشق وانطاكية وحلب …لاتدر الريعية اللازمة والكافية بالرغم من تدبير لجنة ادارة املاك دير سيدة صيدنايا البطريركية والتي كانت والحق يقال متفانية لخدمة مالية الدير وسداد ماعليه من ديون.

2- من حيث الادارة كانت كل راهبة تتدخل بشؤون الاخرى من دون تحديد الصلاحيات وتوزيع العمل.

3- من حيث الترتيب والنظام كان بعض الزوار يتدخلون بشؤون الدير من دون رادع ويتصرفون على هواهم.

شمرت الام الرئيسة ماريا عن ساعد الجد بعزيمة الرجال وتصدت لهذا الواقع في سلبياته كافة، واستطاعت بعد جهود مضنية ان تضع الدير على سكة الازدهار، وليكون منارة للنفوس العطشى الى الهدوء والصلاة.

العمل كبير والعجز المالي كبير ولكن الارادة اكبر والايمان بالعمل اكبر واكبر، ولكن لم يكن بمقدور الأم ماريا ان تقوم بالعمل وحدها فاختارت لها مساعدة كفؤة هي الحاجة كاترين ابي حيدر (5).

وبالاتكال على الله وعلى سيدة الدير العذراء الطاهرة، نجحت الأم ماريا بمساعدة الجاجة كاتريت ذات الارادة الفولاذية التي شهد لها الجميع ونحن منهم، في ترميم الدير وإعادة الترتيب والنظام. وتوزع العمل بينهما، فكانت الأم ماريا تسعى الى تأمين الأموال اللازمة لتسديد الديون الكثيرة، والحاجة كاترين تنفذ المهام الموكلة اليها. واضطرت الم ماريا الى السفر الى بلدان الانتشار والاغتراب الأنطاكي لاستدرار أكف المحسنين وخاصة منهم الذين لم يكن بمقدورهم المجيء الى سورية والحج الى دير العذراء الطاهرة لوفاء نذورهم. وزودها البطريرك الكسندروس ب(استاتيكون) منشور الى المطارنة ورؤساء الكنائس

زيارة مصر

سافرت أولاً الى مصر ومعها منشور  من البطريرك الانطاكي الكسندروس الى بطريرك الاسكندرية والى المعتمد الأنطاكي لدى البطريرك الاسكندري لتقديم كل مايلزم من مساعدات لعلمنا الرئيسة ماريا

مكثت الأم ماريا فترة طويلة في القطر المصري متنقلة في القاهرة والاسكندرية ومدن القناة وحيث يتواجد الانتشارين الانطاكي والاسكندري جمعت خلالها مبلغاً وفيراً مكنها من تسديد الديون المتراكمة، والبدء بأعمال الترميم وتجديد أجنحة الدير وتبليط أرضية الغرف حيث كان لاتزال بعض ارضيات الغرف من الخشب، والبعض الآخر كانت مصبوبة بعدسة اسمنتية، واصلاح السقوف المتشققة، واجراء الصيانات الضرورية في غرفة الشاغورة ومدخلها والكنيسة.

دير سيدة صيدنايا البطريركي في العقد الاول من القرن 20
دير سيدة صيدنايا البطريركي في العقد الاول من القرن 20

زيارة الولايات المتحدة الأميركية

ثم توجهت الأم الرئيسة ماريا الى الولايات المتحدة الأميركية العام 1948، ومعها منشورين الى متروبوليت نيويورك وتوابعها المطران انطونيوس بشير(6)  والى المطران صموئيل داوود رئيس اساقفة توليدو اوهايو (7) حيث كانت تجمع التبرعات وتبني جسوراً مابين الانتشار الأنطاكي والدير. وقد استغلت الام الرئيسة زيارتها هذه الى الولايات المتحدة لزيارة شقيقتها وعائلتها. وما إن وطئت قدماها ارض اميركا حتى نشرت الصحف المهاجرة الناطقة بالعربية خبر وصولها، وزارت بداية المتروبوليت انطونيوس بشير مطران نيويورك واميركا الشمالية ثم المطران صموئيل وقدم كل منهما لها كل التسهيلات الممكنة ووجها  كهنتهما ورعاياهما في  اميركا الشمالية لتقديم التبرعات ومد يد المساعدة، واستطاعت ان تجمع موارد جيدة جداً من التبرعات وقوبلت بالحفاوة اللائقة، وعندما عادت الى ديرها ، وجهت  رسالتي شكر وامتنان الى كل منهما على حسن الوفادة وشدة الاهتمام وحث المؤمنين للتبرع.

بفضل هذه التبرعات قامت الام الرئيسة ماريا حسون بمشاريع حيث تابعت  في ترميم سقف الكنيسة، وتوسيع شبكة الكهرباء، وزيادة غرف النوم وفرش الكنيسة بالسجاد، وانشاء مستوصف طبي لمعالجة المرضى داخل الدير.

شهادات وانطباعات من أميركا

تركت الأم ماريا حسون المعلوف أثراً طيباً في نفوس المؤمنين في اميركا…

كتاب بركة من المطران انطونيوس بشير مطران ابرشية بروكلن وسائر اميركا الشمالية  للام ماريا
كتاب بركة من المطران انطونيوس بشير مطران ابرشية بروكلن وسائر اميركا الشمالية للام ماريا

قيل الكثير في الصحافة المهاجرة 

 قال الارشمندريت ملاتيوس صويتي (مطران الارجنتين لاحقاً) (8): “في الحقيقة تركت هذه الراهبة التقية في جميع المدن والقرى والبيوت التي زارتها ذكريات طيبة فعملت فعلها الصالح في نفوس الجميع من كبار وصغار، وهم مايزالون يذكرون تلك الروحانية الرائعة التي كانت تتجلى على وجهها وتنبثق من شخصيتها المحبوبة المحترمة. وإذا كان المهاجرون قد تبرعوا بأموالهم للدير العامر ومشاريعه الخيرية، فقد عوضتهمحضرة الرئسة الفاضلة أضعافاً مضاعفةبما كانت تنثره في أوساطهم من الهبات الروحية.وصرح لنا كثيرون أنهم كانوا يشعرون  بأنوار روحانية غير اعتيادية تتألق على وجه الرئيسة الفاضلة حين كانت بينهم، وكانوا يرون آيات التقوى المرتكزة على الايمان القويم تتدفق مع كلماتها من فمها حين كانت تخاطبهم…”(9)

قال الارشمندريت الياس الخوري من غراند رابيدس في 12 تموز 1949:”تركت أميركا لكنت ابقيت فيها لك ذكراً طيباًوياليتنا نحظى برؤيتك مرة ثانية تكون أطول عهداً…يحق لسكان الدير ان يفخروا برئيستهم لأنها رفعت عالياً اسم الدير بشخصيتها الممتازة وأحاديثها المخلصة وتواضعها النبيل . والدير الذي سيهر على راحثه ملاك أرضي مثلك لايمكن الا أن يسوده النظام والترتيب والاحترام…لذا نسأل اأخواتنا الراهبات التقيات ألاّ يفترن عن الدعاء الى الله كي يحفظ رئيستهم النشيطة التي ملأت الآفاق الأميركية عطراً وتقوى وتديناً.

 زيارة روسيا

كتاب بركة من المطران صموئيل داوود رئيس اساقفة توليدو اوهايو للأم الرئيسة ماريا
كتاب بركة من المطران صموئيل داوود رئيس اساقفة توليدو اوهايو للأم الرئيسة ماريا

في العام 1956 سافرت مع مساعدتها الحاجة كاترين ابو حيدر الى روسيا وبطريركية موسكو وكل الروسيا حيث تم استقبالهما بكل حفاوة واكرام واسهم الامطوش الانطاكي في نجاح الزيارة.

اغدقت الكنيسة الروسية الارثوذكسية الأيقونات والهدايا التي أغنت الدير، وسمحت بتحويل كنيسة القديس ديمتريوس في الدير الى شبه متحف.

انجازات الام ماريا

بمساعدة من وكيلتها الحاجة كاترين انجزت الام ماريا بما جمعته من أموال الانجازات التالية

– ترميم كنيسة دير السيدة والكنائس الاخرى التابعة للدير والواقعة في محيطه وهي:كنيسة التجلي الواقعة في آخر البلدة، كنيسة مار يوسف، كنيسة القديسة بربارة، كنيسة النبي الياس، وكنيسة القديسة تقلا.

– ديرالقديس يوحنا المعمدان ويقع على مسافة ستمائة متر شمال غرب دير السيدة، وهو دير قديم جداً يعود الى القرن الرابع، تضم كنيسته ثلاثة صحون، وثلاثة هياكل وعدداً من القلالي المحفورة في الصخر داخل سور يدخله الزائر غبر باب صغير. 

– دير القديس خريستوفوروس خارج بلدة صيدنايا.

اضافة الى المشاريع التالية

– بناء الصالة الرسمية وقاعة الطعام التابعة لها فوق سطح الدير العام 1958.

– بناء غرف لاستقبال الزوار الذين يرغبون في المبيت في الدير، وخاصة  منهم الوافدين من خارج دمشق ومن خارج سورية.

– بناء جناح خاص للميتم في العام 1966 يستوعب أكثر من أربعين طفلة.

– بناء دائرة الرئاسة ( المريسة) فوق الميتم لتسهيل مهام الرئيسة في ادارة الميتم ومراقبة العمل فيه.

بناء الدرج  الحجري وبالدرابوزنات الحديدية  للدير  وهو الدرج الحالي بشكله المميز( والابقاء على الدرج  القديم من اجل التخديم ) وخاصة لتسهيل الحج الى دير السيدة في اعياد العذراء وبالذات عيد الدير وهو عيد ميلاد السيدة في 8 ايلول المسمى شعبياً عيد الحج والذي يستقطب الالوف المؤلفة منذ قرون.

– اعتنت الام الرئيسة مايا حسون المعلوف شخصياً بالمدرسة والميتم كما كانت حينما وفدت الى الدير معلمة ومن ثم مديرة، واستقدمت المعلمات الكفؤات للتدريس، ووضعت الهدف ووضعت آلية التنفيذ وتحت اشرافها المباشر، وحرصت ان تتابع الاشراف الدقيق شخصياً وتكون كل معلمة  مسؤولة شخصياً أمامها، لأنها كانت تعرف ان ارتقاء مستوى رهبنة الدير يكون من خلال مؤسستي الميتم والمدرسة الديريتين وتنفيذ الخطة باتقان.

وجدير ذكره وكما كان سائداً الاقامة الطويلة التي كانت متاحة للزوار حيث ان البعض منهم ومن ذوي الراهبات كان يمضي اشهر الصيف في الدير وحتى على مائدة الدير مايرتب اعباء مالية فائقة على (كلار ) بيت مؤونة الدير، وتصبح الراهبات لخدمة الموائد أكثر بكثير من خدمة دير العذراء والتعبد واعمال الدير… حتى ان  الاحتفالات  بعيد الحج كانت لمدة ثلاثة اشهرقبل وبعد العيد، مع اقامة الحجيج وكانت الفوضى تبعاً لذلك تضرب جذورها ووفقاً للمحسوبيات، والاستئثار بالغرف، اضافة الى التدخلات السافرة من هؤلاء، والحفلات التي كانوا يقيمونها وعلى شهادات من اهالينا والتي تسيء الى قدسية الدير وحرمة نزيلاته من متوحدات وبنات يتيمات، فما كان من الأم ماريا وبفضل حزم مساعدتها ذات الارادة الحديدية الحاجة كاترين، الا أن أوقفت كل هذه المظاهر الشاذة ، وحددت يوماً واحداً للزوار وثلاثة ايام لأقارب الراهبات.

وكان الدير وعلى الدوام يقوم باطعام الكثير من الجائعين ويتناول على مائدته الكثير من العائلات المحتاجة، ولكن الام الرئيسة ومساعدتها حصرتا الموضوع بدون تفلت ضغطاً للنفقات مع استمرار القيام باظعام الجائعين والمحتاجين.

وقامتا بتوزيع المسؤوليات على الراهبات بين خدمة الكنيسة، وخدمة الشاغورة وصندوق النذورات، ومسؤولية غرف النزلاء، ومسؤولية ادارة المدرسة وادارة الميتم،ومسؤولية بستان الدير ومتابعة الارزاق، وخدمة كلار الدير(بيت المؤونة) والمطبخ، وسكرتارية الرئاسة، ومراسم الاستقبالات الرسمية… ولعبت وكالة الدير(9) التي كانت تقوم بها لجنة من العلمانيين منبثقة من المجلس الملي اضافة الى وكيل بطريركي مخصوص مقيم او شبه مقيم في الديرلتسهيل الامور،  وكانت تعنى بتوفير الموارد من الاوقاف في دمشق، ومايلزم من مشتريات، وحصر النفقات…وكان الوكيل وهذه اللجنة مسؤولين امام المجلس الملي البطريركي برئاسة البطريرك الكسندروس وهو الذي كان يتابع شخصيا اوضاع الدير ويعضد رئاسته التي كانت تعود اليه على الدوام في القضايا الكبيرة ويوجه هذه اللجنة…

تحرير اوقاف الدير في صيدنايا والمنطقة

في فترة الفوضى وشعور البعض من المتنفذين بأن اراضي واوقاف الدير يستطيعون التصرف بها بدون حسيب لذا وبعدما كثرت التعديات الواقعة على املاك واوقاف الدير في البلدة، قامت الرئيسة ووكيلتها بوقف هذه التعديات بما امكنهما باشراف البطريرك الكسندروس القوي الشكيمة، وخليفته والبطريرك الياس الرابع، واستثمرت كل شبر من الأراضي، بما مكن سيولة نقدية للدير ساعدته ليعود الى الصدارة والازدها، والقيام بالمشاريع العمرانية… وعاد الدير منارة روحية يقصدها كل مؤمن سيما ودير سيدة صيدنايا هو واحة للنفوس المؤمنة الملتجئة الى شفاعة الطاهرة كما نرى في اعاجيبها التي شهد بها اصحابها على جدران مدخل الشاغورة والشهادت الشفهية. ولايزال هذا الحقل يحتاج الى الكثير من الجهد وخاصة الاوقاف في القرى الواقعة في المنطقة.

تكريم الام ماريا

أقام  البطريرك الياس الرابع(10) حفل تكريم حافل لها في دير سيدة صيدنايا بحضوراكليريكي مميز وجمع غفير من كل المناطق وآل المحتفى بها  وكان بمثابة عيد لبلدة صيدنايا التي تعتبر الدير خاصاً بها فقلدها وسام الرسولين بطرس وبولس مؤسسي الكرسي الانطاكي المقدس من درجة كومندور اول (كما فعل خلفه البطريرك اغناطيوس الرابع بتكريم خليفتها الام كاترين ابوحيدر في عهده)وكان ذلك في 6 تشرين الاول 1974. وألقى البطريرك خلال القداس الالهي في دير سيدة صيدنايا البطريركي كلمة قال فيها:”في هذا اليوم تقف الكنيسة مكرّمة ابنة تركت الدنيا وكرست نفسها للعذراء تخدمها بإخلاص ومحبة وتفان. هذه الابنة الروحية عرفتها منذ طفولتي وكانت معلمتي، عندما جئت الى هذا الدير في السنة 1927 وكانت هذه الابنة تعلم بنات الميتم هنا، عرفتها وعرفت فيها بنت أدب وتقوى وأخلاق.” 

كما اشاد في كلمتها  بعائلتها وبسمعتهم وانجازاتهم، وأضاف في الختام:” الفائزة الوحيدة في هذه الدنيا هي هذه الابنة الروحية لأنها اختارت هذه الحياة، وهي التي خلقت هذا الدير وبنته بايمانها وتقاها”.

وأنشدت لها الراهبات واليتيمات معاً

حبذا يوم سعيد…………….يوبيل أم الراهبات

تنجلي فيه الأماني………..كالشموس النيّرات

يوبيلك يا أمّ يبدو………….. باعثاً فينا الحياة

يدك البيضاء تعنى…………باليتامى البائسات

سعيك المبرور يزهو……….يامثال الامهات

عاشت الأم ماريا………….بهناء وصفاء

تغرس فينا المحبة………..والايمان والرجاء

كما القيت العديد من الكلمات والقصائد القاها شعراء  وشخصيات من صيدنايا والشام… ولبنان  والعائلة وكلها تشيد بالمحتفى بها وماقدمته لانعاش الدير البطريركي، وفي إعادة الحياة الرهبانية الأصيلة اليه، وتتقدم بالشكر الى البطريرك الياس واسرة الدير لتكريم هذه الفاضلة.

انتقالها للأخدار السماوية

مرضت الأم ماريا، فاعتنت بها الحاجة كاترين وكانت تنام  الى جانبها لخدمتهان ثم أُدخلت الى مستشفى القديس جاورجيوس / مستشفى الروم/ في بيروت، وتوفيت في 23 نيسان 1977، حيث نقل جثمانها بموكب  اكليريكي، رسمي وشعبي  من بيروت الى دير سيدة صيدنايا، اقيمت لها  صلاة الجناز حافل رئسها البطريرك الياس الرابع، وعاونه عدد من السادة مطارنة الكرسي الأنطاكي المقدس وسائر الإكليروس البطريركي في دمشق وريفها بحضور كهنة الطوائف المسيحية الاخرى وشيخ البلدة  وساد جو من الحزن الشديد في بلدة صيدنايا المتأسف على رحيل هذه البارة التي قاربت في سيرتها القديسين.

حملت الراهبات الأم ماريا على سجادة الى مثواها الأخير في مدفن الراهبات في كنيسة القديسة بربارة وهي كنيسة البلدة للروم الأرثوذكس وتقع شمال الدير، واصطفت راهبات الدير ومبتدئاته وتلميذات المدرسة والميتم باللباس الرسمي على الجانبين على طول الدرب حيث اقيمت للراحلة الكبيرة صلاة التريصاجيون في كنيسة المدفن ( القديسة بربارة) التي قامت بترميمها مع وجود غفير جداً من كل المناطق من دمشق وبقية المناطق في سورية ولبنان واسرة الفقيدة ووجود رسمي سوري ولبناني بمشاركة ممثل عن رئيس الجمهورية في سورية ومحافظ ريف دمشق وكل اهل صيدنايا من كل الطوائف، وعسكريون وامنيون…

الخاتمة

يدرك المتتبع لسيرة هذه الأم البارة ماقامت به من انجازات، وبعضها دخل في حيز الاعجاز، هذه الام البارة ماريا الشابة الجميلة اليس التي تركت مباهج الحياة الدنيوية والتجأت الى كنف العذراء الطاهرة ورهبنتها وعاشت الحياة الديرية باسهام فاعل بدءا من الخدمة وهي لاتزال علمانية في تدريس التلميذات واليتيمات، وقاومت الضغوط الأسرية للعودة الى بلدتها، ثم اعتنقت الرهبنة… والعذراء هي التي اعطتها اسمها، وتابعت مشوار العمل وما اجماع الراهبات على ان ترئيسها الدير الا اعتراف بكفاءتها…

في قناعتي يكفيها ذاك الحب الابوي الذي بدأت به مسيرتها التقوية مع مثلث الرحمات البطريرك الرحيم والمقتدر غريغوريوس الرابع الذي طلبها شخصياً من والدها القاضي الشهير لتلتحق بديره البطريركي، ثم تلك المتابعة الحثيثة من خليفته مثلث الرحمات البطريرك العالم والمعمار الكسندروس الثالث وتسهيل كل مشاريعها طيلة بطريركيته من 1931-1958… والفترة الاولى من بطريركية مثلث الرحمات العلامة البطريرك ثيوذوسيوس السادس قبل اصابته بالفالج وانقطاعه في مستشفى الروم ببيروت، والمتابعة المتميزة من مثلث الرحمات بطريرك العرب الياس الرابع وتكريمه لها في منحه وسام الكرسي الانطاكي ثم في وداعها الأخير. الجميع وعلى وعيّ وشهادات جدي ووالدي ومن اعرفهم، وذلك الارث المعماري الذي تركته جميعهم يشهدون بريادة هذه الرئيسة الفذة صاحبة الوجه الملائكي الذي زادته نوراً تلك الخدمة النقية روحيا ابنة للعذراء.

كنا نزور الدير منذ طفوليتنا وخاصة في عيد الحج وبقية الاوقات ولانزال ، وكنا نرى بأم العين هذا التعب الموصوف (ولايزال) على وجوه رئاسات الدير المتعاقبة وراهباته والخادمات في اعمالهن والابتسامة تعلو الوجوه واولهن الام ماريا التي لازلت اذكر حديثها الشجي الروحي اللطيف والمتواضع في المريسة مع  الوجه المنور بالروح القدس وحفاوة الاستقبال وخليفتها الام المقتدرة كاترين التي حكت لي كيف اعادت اعمار دير الشيروبيم، وتابعت الام كريستينا رحمها الله الخط ذاته وقدس الام فيبرونيا نبهان الوقور الرئيسة الحالية التي تحملت وراهباتها كل الضيقات في الفترة المنصرمة والأليمة من تاريخ سورية ومأساتها. منذ 2011

ربما تكون شهادتي مجروحة ولكن كلمة الحق واجبة وهي ان دير سيدة صيدنايا ولكونه دير الطاهرة يلقي بنوره على كل من مر فيه من رئاسات ورهبنات ومنهن واولهن الام الرئيس ماريا حسون المعلوف تلك الام الورعة ورفيعة الثقافة والمتواضعة التي ابتعدت ما مكنها عن حب الرئاسة الا مااملاه عليها دورها كخادمة للعذراء الطاهرة وديرها العجائبي دير سيدة صيدنايا البطريركي..

ليكن ذكرك مؤبداً ايتها الام الفاضلة.

مراجع البحث

* قصة عشق الأم ماريا حسون المعلوف، راية من بلادي اعداد الزميلة لولو الياس صيبعة مقال منشور في العدد الثالث مجلة النور السنة 75 2019

* د.جوزيف زيتون//1- سيرة الام كاترين ابوحيدر، 2- دير سيدة صيدنايا البطريركي في موقعي الشخصي

* وثائق دير سيدة صيدنايا  البطريركي/ الوثائق البطريركية

* شهادات شفهية من مسنين

* ذاكرتي الشخصية ومشاهداتي

حواشي البحث

  1. المحيدثة بلدة تقع في المتن الشمالي، اشتهر من ابنائها الشاعر المهجري ايليا ابو ماضي والرسام شفيق عبود والشاعر أديب مظهر والشيخ ابراهيم المنذر وغيرهم كثر.
  2. دير النبي الياس شويا البطريركي: عُرفَ في الوثائق رقم 86  القديمة التابعة للدير باسم دير مار الياس المحيتة او المحيدثة.( الوثيقة رقم 6 من العام 1687م – الوثيقة رقم 30 من العام 1771م – والوثيقة رقم 86 من العام 1799 – الوثيقة رقم 151 من العام 1798). الا ان التسمية تغيرت بعد العام 1800 إذ هناك وثيقة تحمل رقم 89  من العام 1802 وتذكر اسم دير مار الياس شويا. احتل مكانة مهمة في المنطقة وجوارها بفضل الكهنة الذين توالوا على رئاسته. وكان محط أنظار الكثيرين. وعلا شأنه أيضاً في عهد رئيسه الخوري مكاريوس(1828-1877) الذي كان على علاقة جيدة مع قائمقام الموارنة الأمير حيدر أبي اللمع الذي قبض عليه المصريون وساقوه الى مصر في الحملة المصرية على بلاد الشام. وفي فترة غيابه اهتم رئيس الدير الخوري مكاريوس بعائلة الأمير الأسير الى حين عودته من منفاه في العام 1840 بعد خروج المصريين. كما ان الرئيس تميز بعلاقة قوية بمراكز السلطة العثمانية فاستطاع ان يمنع حصول مجازر طائفية خلال اربعينان القرن19 وفي مجزرة 1860 في المتن وكسروان، كما كان صديقا لقائد القوات العثمانية التي حضرت الى سورية لحفظ النظام.جذب الدير ايضا العديد من الرحالة الروس والحجاج القاصدين الأراضي المقدسة. وذلك بسبب الرهبان الروس الذين عاشوا في الدير قبل العام 1914 انظر منشورنا عن الدير في موقعنا هنا باب (آثارنا المسيحية).
  3. البطريرك غريغوريوس الرابع (حداد)1906-1928 انظر سيرته في موقعنا هنا باب (اعلام كنسيون).
  4. البطريرك الكسندروس الثالث (طحان) 1931- 1958 انظر سيرته في موقعنا هنا باب (اعلام ارثوذكسيون).
  5. الحاجة كاترين ابو حيدر من بسكنتا مواليد عام 1917. انتسبت الى رهبنة دير سيدة صيدنايا البطريركي العام 1936. انتخبت رئيسة للدير العام 1977، وقامت بإصلاحات كثيرة، ومنها إنشاء متحف الدير وبناء دير الشيروبيم الرهباني البطريركي، وترميم دير القديسة جاورجيوس الرهباني البطريركي في صيدنايا. انتقلت الى الأخدار السماوية في 18 كانون الأول 2005( انظر سيرتها هنا في موقعنا باب (اعلام كنسيون).
  6. المتروبوليت انطونيوس بشير مواليد 15 آذار 1898 في بلدة دوما شمال لبنان في ابرشية جبيل والبترون، رسمه المطران بولس ابو عضل وهو مؤسس أبرشية جبيل والبترون واول مطارنتها شماساً العام 1916 ، تابع دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت. انتخب مطراناً على ابرشية نيويورك وسائر اميركا الشماليةن انتقل الى الأخدار السماوية في 15 شباط 1966 ويعد بحق باني ابرشية اميركا الشمالية واوقف الى معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي وقفية المطران بشير المالية لدعمه.( انظر سيرته في باب أعلام كنسيون في موقعنا هنا.)
  7. المطران صموئيل داوود اسقف توليدو اوهايو ثم رئيس اساقفة توليدو اوهايو وخلفه المطران ميخائيل شاهين في رعاية اسقفيته الى حين قيام المتروبوليت فيليبس صليبا راعي ابرشية نيويورك الذي خلف المطران بشير بتوحيد الأبرشية وتولى المطران شاهين معاوناً للأبرشية الواحدة، تميز المطران صموئيل بالكرم وطباعة الكتب الطقسية وتقديم التبرعات وكان يرأس 11كنيسة في عداد اسقفيته ويعاونه المعاون الاسقفي الشهير  الارشمندريت العالم حنانيا كساب الدمشقي كاتب سفر مجموعة الشرع الكنسي ثم انفض عنه والتحق بالمطران انطونيوس قناعة منه بوجوب توحيد الابرشية ( للمزيد انظر ذلك في مقالنا عن ابرشية اميركا الشمالية في موقعنا هنا)
  8. ولد في صحنايا بريف دمشق العام 1910،  درس اللاهوت في اكليريكية بطريركية الاسكندرية للروم الارثوذكس، رسم كاهنا العام 1939 في مصر بيد البطريرك الاسكندري، وتولى معتمداً بطريركيا انطاكياً في مصر ورُسم ارشمندريتاً، تولى منصب الوكالة البطريركية في ابرشية دمشق عن البطريرك الكسندروس عام 1954، فحاز لدماثته وشدة ورعه وخدمته المتميزة محبة كل رعايا ابرشية دمشق، ومالبث ان انتخب مجمعياً كأول مطران على بوينس ىيرس وسائر الارجنتين وسط اعتراضات المجلس الملي البطريركي بدمشق والجمعيات والرعايا في كافة ارجاء الابرشية وعرائض استرحام ليبقى وكيلاً بطريركياً في دمشق، وبتزكية من البطريرك الكسندروس تم اطلاق تسمية مطران بدلاً من الاسقف نظراً لكفاءته ونجاحه في الادارة والرعاية ومن ثم انتقل الى ابرشية الارجنتين، انتقل الى الأخدار السماوية في 23 ايلول 1983.
  9. الوثائق البطريركية،/ وثائق دير سيدة صيدنايا ووثائق ابرشية دمشق… وشهادات شفهية من مسنين.
  10. انظر سيرته في باب أعلام كنسيون في موقعنا هنا

هيتي غرين…حكاية أبخل امرأة في التاريخ بلغت ثروتها 2.3 تريليون دولار

$
0
0
هيتي غرين…
حكاية أبخل امرأة في التاريخ بلغت ثروتها 2.3 تريليون دولار
مقدمة
في كتابه البخلاء يحكي الجاحظ قصصا عديدة عن حياة البخلاء من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، ولكنه توفي قبل أن يسمع عن قصة حياة هيتي غرين التي عاشت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والتي يعتبرها البعض من أكثر البخلاء بل ربما الأبخل على الإطلاق.
فرغم ثرائها الفاحش وحسها التجاري العبقري إلا أن ظهورها الدائم بنفس الملابس السوداء جعل الناس يطلقون عليها اسم “ساحرة وول ستريت الشريرة”، وقد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية من باب البخل. فما هي حكايتها؟

في عام 1916 توفيت هيتي غرين عن عمر يناهز 81 عاما وقد وصفتها صحيفة نيويورك تايمز حينئذ بأنها “أغنى امرأة في أمريكا” حيث تركت مبالغ نقدية تقدر بنحو 100 مليون دولار أي ما يعادل اليوم 2.3 تريليون دولار بأسعار الوقت الراهن.
يذكر أن أغنى امرأة في العالم حاليا هي فرانسواز بيتانكور مايرز وتبلغ ثروتها نحو 50 مليار دولار، وهو ما يجعلها في المركز الخامس عشر في قائمة أغنياء العالم، وفقا لمجلة فوربس وهي وريثة شركة لوريال الفرنسية لمنتجات التجميل، وتمتلك مع أسرتها 33 في المئة من أسهم الشركة.
وقد ظلت غرين ترتدي طوال حياتها فستانا واحدا أسود اللون وقبعات رخيصة وتحمل حقيبة يد واحدة سوداء اللون ولم يكن لديها سيارة حيث كانت تسير في شوارع منهاتن المزدحمة في نيويورك إلى مكتبها في البنك الكيماوي حيث كانت تدير امبراطوريتها التجارية.
السيرة الذاتية
ولدت هنرييتا غرين في 21 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1834 في نيوبيدفورد في ماساتشوستس لأسرة غنية من طائفة الكواكر المسيحية، وبسبب سوء الحالة الصحية لوالدتها ظلت في طفولتها في رعاية والدها أو جدها الذي رباها على احترام المال. وفي سن السادسة كانت تقرأ له أخبار المال وتقارير البورصة وفي سن العاشرة عملت سكرتيرة لجدها تكتب له الرسائل وتشارك في اجتماعاته التجارية.
وفي سن مبكرة اقتحمت غرين عالم البورصة.
وحول هذا الأمر قالت تقارير إعلامية إنه عندما كانت في سن العشرين اشترى لها والدها خزانة ملابس ضمت العديد من الأزياء الفاخرة حتى تتأنق وتحصل على زوج جيد ولكنها باعت الملابس واستخدمت المال في الاستثمار في أذون الخزانة الحكومية.
ورغم اهتمامها بالاستثمار منذ مراهقتها إلا أنه كان عليها الانتظار حتى الثلاثينيات من عمرها للحصول على المال اللازم للعمل كمستثمرة محترفة.
قدمت غرين قروضاً لبلدية نيويورك
قدمت غرين قروضاً لبلدية نيويورك
كانت غرين قد قدمت قروضا لمدينة نيويورك
فقد توفي والدها عام 1865 تاركا لها ثروة الأسرة التي كانت تقدر بنحو 5 ملايين دولار وعندما توفيت عمتها سيلفيا بعد ذلك بوقت قصير تاركة مليوني دولار للهيئات الخيرية تحدت غرين الوصية في المحكمة.
عملت غرين في العقارات وشراء الأراضي وخاصة التي كان يتوقع تحولها إلى مسارات للسكك الحديدية كما قدمت القروض للبنوك المتعثرة والمدن التي تعاني من أزمات مالية.
قالت ذات مرة لنيويورك تايمز عام 1905: “أقوم بالشراء عندما يكون السعر منخفضا ولا أحد يريد البضاعة التي أحتفظ بها حتى يرتفع سعرها ويتعطش الناس للشراء”.
ووفقا لكتاب “ساحرة وول ستريت الشريرة” الصادر عن حياتها عام 1936 توقعت غرين انهيار البورصة فكدست الأموال السائلة لتقديم القروض.
وكانت تعتقد أن الرجال يطمعون في مالها لذلك لم تتزوج حتى الـ 33 من عمرها عندما ارتبطت بإدوارد هنري غرين وكانت له ثروته الخاصة المتواضعة ولكنه لم يكن بذكاء زوجته وقد أنجبا ابنا هو ند وابنة هي سيلفيا.
وكانت غرين قد احتفظت بمالها بعيداً عن متناول يد زوجها مما أدى إلى توتر العلاقة ومغادرة الزوج للبيت في وقت لاحق ولكن عندما مرض قدمت له الرعاية قبل موته.
كتبت واشنطن بوست عنها عام 1909 تقول “إنه منذ وفاة زوجها صارت ترتدي زي الأرملة الأسود”. وقد ظلت ترتدي نفس الزي حتى وفاتها.
ورغم ثروتها فقد كان أطفالها يرتدون ملابس مستعملة، وعاشت في عدد من الشقق المتواضعة في نيويورك ونيو جيرسي لتجنب دفع أموال في إعداد منزل أو دفع ضرائب، وكانت وجبتها اليومية على الغداء هي الشوفان الذي تسخنه على المدفئة، كما كانت تبحث عن الأماكن التي تقدم العلاج المجاني.
“لست بخيلة”
كارتون يرجع تاريخه الى عام 1895 تظهر فيه غرين مع الممتنعين عن دفع الضرائب
كارتون يرجع تاريخه الى عام 1895 تظهر فيه غرين مع الممتنعين عن دفع الضرائب
وقد رفضت غرين الاتهامات التي وجهت لها بالبخل وقالت في حديث صحفي: “لست امرأة صعبة فأنا ببساطة من طائفة الكواكر وأحاول الالتزام بإيمان هذه الطائفة من حيث بساطة المظهر والحياة الهادئة حيث لا تسعدني أشكال الحياة الأخرى”.
ومع تقدمها في العمر صارت تنام وإلى جانبها سلسلة تضم مفاتيح خزائنها في البنوك ومسدس.
ومن الروايات التي تروى عنها إنه عندما أصيب ابنها بكسر في ساقه أخذته لعيادة مجانية وعندما تعرف عليها الأطباء وطالبوها أن تدفع كلفة علاج نجلها تركته ببساطة لديهم وانصرفت فلم يتلق الابن العلاج المناسب مما أدى لاحقا لبتر ساقه.
ولكن جمعية نيو إنجلاند التاريخية تنفي هذه القصة، وتقول :” مثلها مثل العديد من القصص المرتبطة بغرين لا تخلو من المبالغة”.
وفاتها
توفيت غرين عام 1916 بعد مرض طويل، وبعد موتها عاش نجلاها حياة رغدة حيث صار ابنها جامعا للأعمال الفنية ولدى وفاة ابنتها عام 1961 تركت ضيعتها للهيئات الخيرية.
هيتي غرين في آخر العمر
هيتي غرين في آخر العمر

الانديكتي ابتداء السنة الطقسية

$
0
0

الانديكتي ابتداء السنة الطقسية

مدخل

تحتفل كنيستنا الارثوذكسية عامة وفي كرسينا الانطاكي المقدس في الوطن والانتشار في الأول من ايلول بعيد رأس السنة الكنسية طقسياً وليتورجيا ويدعى بـ”الأنديكتي” من اللفظة اليونانية “انديقتيون”.

محطّات في أوّل شهر أيلول

1- كان القياصرة الرومان يفرضون جزية سنوية على رعاياهم، وهذه الجزية تدفع لنفقات الجنود، وكان وقت جمع هذه الجزية هو قبل الشتاء أي في شهر أيلول، وكانوا يسمونها “أنديكشيو” وتعني حداً، أو إعلاماً عن الجزية، ومنها أتت الكلمة اليونانية “أندكتيون” التي تعني في الكنسية بداية السنة الجديدة.

الأنديكتي (ابتداء السنة الكنسيّة)
الأنديكتي (ابتداء السنة الكنسيّة)

2- اعتباراً من القرن الرابع الميلادي كانت السنوات تُحسب بحسب دورة مالية من السنين تدعى “أنديكتيون   Indiction ” ومدّتها 15 سنة، لها علاقة بجباية الضرائب حيث يُعاد فيها تخمين الأملاك الضريبية، ولم تنه السلطة البابوية العمل بتلك الدورة المالية إلا في القرن العاشر أيام البابا “يوحنا الثالث عشر” 965 -972م، حيث بدأ استعمال “التقويم الميلادي” الذي أنشأه الراهب “ديونيسيوس أكزيجوس” بين 500 -525م، والذي لم يصبح معمولًا به في “أوربة” إلا في القرن الحادي عشر الميلادي وفي “إسبانيا” في القرن 14م، وفي “اليونان” في القرن 15م.

3- كانت حياة الناس قديماً تعتمد على الزراعة وكان كلّ شيء مرتبط بالمواسم الزراعيّة ويظهر هذا جليّاً بالعبادة والطقوس الدينيّة عند الوثنين واليهود في العهد القديم.

4- شهر أيلول هو موسم جمع الأثمار والحبوب إلى المخازن، وإعداد العدّة لإلقاء البذور، في الأرض، من جديد.

تصلّي الكنيسة في هذا اليوم من أجل إكليل السنة ومباركته…. ( طلبة رأس السنة) 
” يا مانحاً من السماء الأزمنة والأمطار المخصبة للذين على الأرض، تقبّل، أيضاً الآن، ابتهالات عبيدك… فإن رأفاتك تعمّ حقاً جميع أعمالك. بارك كلّ دخول وخروج نأتيه مسهّلاً أعمال أيدينا….(كاثسما للأنديقتي – صلاة السحر)

ملاحظة: لا يزال المزارعون حتى الآن يبنون حساباتهم على أن السنة الزراعية تبدأ في شهر أيلول.

5- تحتفل الكنيسة، في هذا اليوم، بذكرى دخول الرّب يسوع المسيح إلى مجمع اليهود في الناصرة، حيث دُفع

إليه سفر إشعياء النبي، على ما ذكر لوقا الإنجيلي، فقرأ

“روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة”. (لو4)

إذ تحتفل الكنيسة بهذه الذكرى، تدخلنا في الزمن الجديد، في سنة الرّب المقبولة، في زمن ملكوت السموات الذي دشّنه الرب 
يسوع المسيح عندما أعلن، بعدما انتهى من قراءته من سفر إشعياء، أنه اليوم قد تمّ هذا المكتوب في مسامعكم”. 

خلاصة:على هذا يكون بدء السنة الكنيسة الجديدة قد اقترن، عبر التاريخ، بتدبير إداري إمبراطوري، وتلوّهت بمسعى لتقدّيس الخليقة والمواسم، وتتوّج بالدّخول في “سنة الرب المقبولة”.

* معلومات مساعدة

التقويم الروماني القديم

كانت الدولة الرومانية تستخدم تقويمًا يتألف من عشرة أشهر، ومنه جاءت تسمية أكثر الأشهر، ثم استخدموا تقويماً شمسي – قمري حيث أن طول السنة فيه 355 يومًا وعدد الأشهر 12 شهراً وعدد الأيام في الأشهر بين 29 و30، وهذا يوافق السنة القمرية، ثم في السنة التالية لها يضاف شهر طوله 22 أو 23 يوماً على التعاقب فيكون طول السنة الكبيسة 377 أو 378 يوماً.
وتكون متوسط حصيلة دورة أربع (355+377+355+378) تساوي 366.25 وهو ما يعادل طول السنة الشمسية، ويُعزى هذا التقويم للإمبراطور نوما الروماني، ولكن هذا التقويم طاله التلاعب، فجعلوا بعض الشهور التي سميت على أسماء القياصرة 31 يومًا على حساب الشهور الأخرى، وكان عد السنين يبتدأ من سنة تأسيس مدينة روما عاصمة الإمبراطورية. وهي سنة 753 ق.م.

التقويم اليولياني: Julian Calendar  هذه التسمية مرتبطة بيوليوس قيصر الذي فرضه في سنة 46 ق.م ليدخل دخل حيّز التنفيذ عام 45 ق.م. الموافق لسنة 709 لأنشاء روما.

يحاول التقويم اليولياني محاكاة السنة الشمسية ويتكوّن من 365 و25 يومًا مقسّمة على 12 شهرًا.

لما احتلّت الإمبراطورية الرومانية مصر استفاد الرومان من علوم المصريين الفراعنة الفلكية، فقام يوليوس قيصر بتعديل التقويم الروماني القديم بالاستعانة بأحد الفلكيين الإسكندريين يدعى سوسيجنيو، وقد تمثّل تعديله في جعل السنة العادية 365 يومًا والكبيسة 366 يومًا، وتكون سنة كبيسة كلّ أربع سنوات، وجعل عدد أيام الأشهر الفردية 31 يومًا والزوجية 30 يومًا، عدا شهر شباط  فيكون في السنة العادية 28 وفي الكبيسة 29.
استعيض منذ القرن 16 عن التقويم اليولياني (لعدم دقتّه) بالتقويم الغريغوري .

استمر استخدام التقويم اليولياني في الكنائس الأورثوذكسية حتى القرن العشرين إذ قامت هذه الكنائس باعتماد التقويم المعدّل عام 1923م.

ينشأ بين التقويمين منذ عام 1900 وحتى عام 2099 فارقًا قدره 13 يومًا ،إذ يتأخر بها التقويم اليولياني عن التقويم الغريغوري.

ملاحظة: لا يزال هذا التقويم مستخدمًا في أديرة جبل آثوس.

التقويم الميلادي

كان عد السنين في التقويم اليولياني مبني على التقويم الروماني القديم الذي يعتبر سنة إنشاء مدينة روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية بداية للتاريخ وهو سنة 753 ق.م ، ثم وفي منتصف القرن السادس دعا الراهب الأرمني ديونيسيوس اكسيجونوس إلى وجوب أن يكون ميلاد المسيح هو بداية التقويم ونجح هذا الراهب في دعوته، فأصبح عد السنين منذ سنة 532 م يعتمد على سنة ميلاد المسيح، وهي سنة 753 منذ تأسيس روما على حساب ديونيسيوس.

التعديل الغريغوري

الأنديكتي (ابتداء السنة الكنسيّة)
الأنديكتي (ابتداء السنة الكنسيّة)

لاحظ غريغوريوس الثالث عشر بابا روما (القرن السادس عشر)  أن يوم الاعتدال الربيعي وقع في 11 آذار بدلاً من 21 آذار، بفارق عشرة أيام، فكلّف الراهب اليسيوس ليليوس ليقوم بتعديل التقويم اليولياني. 

فتمّ الاتفاق على حذف ثلاثة أيام كلّ 400 سنة وأن تكون السنة القرنية (التي هي من مضاعفات 100) سنة بسيطة إلاّ إذا قبلت القسمة على (400) بدون باقٍ، وهكذا نام الناس يوم الخميس 4 تشرين الأوّل 1582م واستيقظوا يوم الجمعة 15 تشرين الاوّل 1582م.

(موقع بطريركية  انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس)

 


تذكار وضع زنّار والدة الإله

$
0
0

تذكار وضع زنّار والدة الإله

مقدمة

في التسليم الكنسيّ أن والدة الإله الكلية القداسة أعطت ثوبيها قبل رقادها إلى امرأتين يهوديّتَين فقيرتين سبق لهما أن خدمتاها قبل رقادها. 

هاتان المرأتان حفظتا، بعناية كبيرة، البركة التي انتقلت من جيل إلى جيل إلى أن وصل أحد الثوبَين إلى رجلين يدعيا غالبيوس وكانديوس، وكان ذلك زمن الإمبراطور لاون الأوّل. 

وضع الرجلان الثوب في كنيسة سيّدة بلاشيرن (عيدها في ٢ ‏تموز) في القسطنطينيّة.

 ‏زنار والدة الإله

أمّا زنّار والدة الإله الذي وُجد بطريقة مجهولة المصدر في أبرشيّة زيلا، القريبة من أماسيلا في هيلينوبونتوس، فقد جرى نقله أيضًا إلى القسطنطينيّة في زمن الأمبراطور يوستنيانوس الأوّل (حوالي العام ٥٣٠‏م) وأُودع كنيسة خالكوبراتيا غير البعيدة عن كنيسة الحكمة المقدّسة “آجيا صوفيا”. 

تذكار وضع زنار والدة الإله
تذكار وضع زنار والدة الإله

قصة عيد ٣١ آب
في حوالي العام ٨٨٨م وحين كانت زوجة الأمبراطور لاون السّادس الحكيم، المدعوّة زويي، مريضة مرضاً شديدًا بتأثير الرّوح الخبيث، أُعلمت في رؤيا حصلت معها أنّها ستنال الشّفاء بوضع زنّار والدة الإله عليها.

 للحال فكّ الأمبراطور أختام الصّندوق الذي احتوى الإرث الثّمين الذي يحوي الزّنّار المقدّس ليجده بهيّاً جديداً كما لو حيك العشيّة. وبجانب الزّنّار كانت وثيقة تشير، بدقّة، إلى التّاريخ الذي جرى فيه نقل الزّنّار إلى القسطنطينيّة وكيف أنّ الأمبراطور نفسه وضعه في الصّندوق وختمه بيديه. 

قبّل الإمبراطور لاون الزنار بإكرام  شديد وسلّمه إلى البطريرك باليد. وما إن وضعه البطريرك على رأس الإمبراطورة حتّى شُفيت من مرضها على الفور فإنذهل كل الحاضرين لما شاهدوه ومجّدوا الجميع الرب يسوع المسيح المخلّص مكرمين والدة الإله الكلّية القداسة. 

أُعيد الزّنّار إلى الصّندوق بعدما اشتملته الإمبراطورة بخيطان من ذّهب.

الصّندوق الذي احتوى الإرث الثّمين الذي يحوي الزّنّار المقدّس
الصّندوق الذي احتوى الإرث الثّمين الذي يحوي الزّنّار المقدّس

الزنار في جبل آثوس
من المتناقل أنّ القيصر البلغاري Asen ‏(١١٨٧ – ١١٩٦)، لمّا قهر الأمبراطور إسحق الثّاني آنج (١١٩٠م)، استأثر بالصّليب الذي كان فيه جزء من الزنّار المقدّس، وإنّ كاهناً ألقاه في النّهر لئلا يتدنّس. هذا استعاده الصّرب فقدّمه الأمير القدّيس لعازر (١٣٨٩م) إلى دير فاتوبيذي، في جبل آثوس حيث لا يزال محفوظًا إلى اليوم.

رائحة طيب من الزنار
يعبق الزنار بالطيِّب الزكي ويجري به عدد كبير من العجائب.

الخلاصة
هذا الزّنّار الذي شدّ الأحشاء العفيفة التي تجسد فيها الرب الخالق، هو تعزية لكل مؤمن يطلب شفاعة الكلية القداسة التي هي أكرم من الشيروبيم وأرفع مجدًا بغير قياسٍ من السيرافيم.

البخور في العبادة المسيحية

$
0
0

البخور في العبادة المسيحية

قيمة البخور في الصلاة والعبادة

للبخور قيمة عملية في الصلاة، لذلك أمر الرب موسى أن يقدّم في العبادة اليومية بخوراً طيباً يحرقه على المذبح في مجمرة من ذهب (خر30: 1-10).

وأمر الرب أن لا يقدّم بخور إلى أحد سواه فجعله قدساً له (خر30 : 36- 38).

لذلك صارت رائحة البخور دائماً مقترنة بالشعور بوجود الله، توحي إلى الإنسان بحلوله.

فبمجرد أن تفوح رائحة البخور تبتهج النفس وتتهلل الحواس الداخلية إيذاناً للشعور بالوجود في حضرة الله.

العين الساذجة لا ترى في البخور إلا مجرّد دخان طيب الرائحة تختفي حلقاته في الهواء، إلا أن عين النفس تراه صاعداً حتى السماء محملا بصلوات القديسين ترفعه أيدي جماهير الملائكة المقدسين بتهليل وتسبيح:

“وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطي بخوراً كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله” (رؤيا 8: 3-4).

كم من نفس متعَبَة دخلت الكنيسة، فسرت فيها موجة من الهدوء والصلاة حينما غشيتها سحابة البخور المقدس المتصاعد من مبخرة في يد الكاهن.

أقوال الآباء عن البخور

البخور فوق المذبح (المائدة المقدسة ) يشير إلى عمل الروح القدس في تقديس الأمكنة وحلول نعمة الرب في هيكل قدسه.

البخور أمام أيقونات القديسين يشير كيف أن صلاتهم لأجلنا صارت مقبولة أمام الرب كرائحة البخور.

تبخير رئيس الكهنة والكهنة والشعب هو تأكيد على ما جاء في الكتاب المقدس : “أنتم هياكل الروح القدس وأعضاء جسد المسيح”

الشماس يبخر الايقونات
الشماس يبخر الايقونات

حينما نشمّ رائحة البخور الزكية تجتمع حواسنا وتأخذ النفس نشوة روحية بتنسّم رائحة الفضيلة والتقوى وحلاوة بيت الله . فنتنهد على خطايانا المرة، ونتذ ّ كر قول بولس الرسول : “شكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان لأننا رائحة المسيح الزكية لله” ( 2كو 2: 14-15).

استعمال البخور في الكنيسة الارثوذكسية
الكنيسة الأرثوذكسية تأتي ببشارة يسوع إلى كل إنسان. وهي تتوجه لا فقط إلى العين والأذن بل، أيضاً إلى حاسة الشم. فإذا كان إنسان أعمى أو أصم ليدخل إلى كنيسة أرثوذكسية فإنه سيعرف، للحال، أنه في مكان مقدّس من خلال رائحة البخور الزكية.
إن غيوم الدخان العطِر المنبعثة من المبخرة ترمز إلى صلواتنا الصاعدة إلى الله. “عطر” البخور يعبِّر عن سرور الله بصلواتنا.
المسيحيون الأوائل كانوا مطالبين من الرومان الوثنيين بإحراق قبضة من البخور، علناً، كل سنة أمام تمثال القيصر. وبإحراق البخور أمام تمثال القيصر كانوا يعترفون بأن له صفة إلهية. المسيحيون رفضوا أن يقوموا بذلك لأنهم كانوا يعتبرون أن ذلك عبادة أوثان. بالنسبة إليهم كان هناك سيّد واحد هو يسوع المسيح. ولأنهم كانوا يرفضون أن يحرقوا البخور أمام القيصر كانوا يُلقون للأسود.
اليوم، الكاهن الأرثوذكسي يُحرق البخور أمام المائدة المقدسة. وهو يبخّر جسد المسيح ودمه والإيقونات. بكلام آخر، نحن نُحرق البخور، اليوم، أمام الإله الحقيقي وحده. حين نُحرق البخور أمام يسوع نعتبر بإيماننا أنّه هو وحده السيّد.
بعد أن يبخّر الكاهن المائدة والأيقونات يدور ويبخّر المؤمنين. بهذه الطريقة يوقّر أيقونة الله التي فينا، وأعني بها صورة الله التي خُلقنا عليها. هذا العمل يذكّرنا بأننا أشخاص مهمّون في عيني الله، أي أننا أيقوناته المتحركة.
على كل بيت أرثوذكسي أن يقتني مبخرة بيتية صغيرة توضع بقرب الأيقونة. بإمكان الأهل أن يعلّموا أولادهم كيف يعدّون الفحم للمبخرة وكيف يضعون البخور عليه عندما تُقال الصلوات العائلية. بعض الأهل قد يفضّل أن يشعل المبخرة فقط في أمسيات يوم السبت وأمسيات الأعياد الكبيرة. معنى البخور يمكن شرحه للأولاد منذ وقت مبكر من عمرهم ليتسنى لهم أن يشتركوا بشكل أوفى بفعل العبادة.
وهناك ممارسة جيدة بالنسبة للأهل وهي أن يرسموا بالمبخرة إشارة الصليب على كل ولد ثمّ يشرحوا له أنّهم بذلك يكرّمون صورة الله في كل منهم.
تصوّر كم من الذكريات الجميلة يمكن لهذا العمل أن يطبع في الأولاد. كلّما أتوا إلى الكنيسة كراشدين، سوف يربطون البخور العطر بمجموعة الذكريات العزيزة من الصلوات العائلية كأولاد في البيت. كلّما رأوا الكاهن يبخّر المائدة المقدسة والشعب في القداس الإلهي، سيقفون بتوقير في حضرة السيد. سوف يرون في الدخان المتصاعد صلواتهم وهي تصعد إلى عرش الله.

القدّيس إفروسينوس الطبّاخ

$
0
0

القدّيس إفروسينوس الطبّاخ

سيرته‭‬
هو‭ ‬إنسان‭ ‬قرويّ‭ ‬بسيط، عاش في القرن التاسع المسيحي  ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬الأديرة‭ ‬فاستخدموه‭ ‬مساعداً‭ ‬للطبّاخ‭. ‬كانوا‭ ‬يكلّفونه‭ ‬بأقبح‭ ‬الأشغال‭ ‬المطبخية،‭ ‬وكان‭ ‬لبساطته،‭ ‬موضع‭ ‬استخفاف‭ ‬وتهكّم،‭ ‬فكان‭ ‬يحتمل‭ ‬سخرية‭ ‬الآخرين‭ ‬منه،‭ ‬ويقابلهم‭ ‬بتعفّف‭ ‬ووداعة‭ ‬لا‭ ‬يتزعزعان‭.‬

كاهن‭ ‬يرى‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬في‭ ‬الحلم
وحدث‭ ‬أن‭ ‬كاهناً‭ ‬في‭ ‬الدير‭ ‬اعتاد‭ ‬الصلاة‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬ليريه‭ ‬البركات‭ ‬التي‭ ‬يذخرها‭ ‬للذين‭ ‬يحبّونه.
وذات‭ ‬ليلة‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الكاهن‭ ‬نائماً،‭ ‬بدا‭ ‬له‭ ‬كأنّه‭ ‬حُمل،‭ ‬في‭ ‬الحلم،‭ ‬إلى‭ ‬الفردوس،‭ ‬وأُودع‭ ‬حديقة‭ ‬ممتلئة‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الأشجار‭ ‬وأشهى‭ ‬الثمار.

في‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬الحديقة‭ ‬كان‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬يأكل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البركات‭ ‬ويفرح‭ ‬مع‭ ‬الملائكة. ‬

اقترب‭ ‬منه‭ ‬الكاهن‭ ‬ودار‭ ‬بينهما‭ ‬هذا‭ ‬الحوار
‭ – ‬الكاهن: ‬أين‭ ‬نحن،‭ ‬هنا،‭ ‬يا‭ ‬أوفروسينوس؟
‭ – ‬أوفروسينوس: ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬موطن‭ ‬مختاري‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬رغبت‭ ‬في‭ ‬معاينته. ‬أمّا‭ ‬أنا‭ ‬فأقيم‭ ‬هنا‭ ‬بإحسان‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬شاء‭ ‬أن‭ ‬يغفر‭ ‬لي‭ ‬ذنوبي.
‭ – ‬الكاهن: أبإمكاني‭ ‬أن‭ ‬آخذ‭ ‬معي‭ ‬بعض‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬الحديقة؟

فتناول‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬ثلاث‭ ‬تفّاحات‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬معطف‭ ‬الكاهن‭.‬

استيقاظ‭ ‬الكاهن
في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬بالذّات،‭ ‬صحا‭ ‬الكاهن‭ ‬من‭ ‬نومه‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬الجرس‭ ‬يدعوه‭ ‬إلى‭ ‬صلاة‭ ‬السحر.
وإذ‭ ‬كان‭ ‬ينفض‭ ‬عن‭ ‬عينيه‭ ‬غبار‭ ‬النوم‭ ‬ظاناً‭ ‬أنّه‭ ‬خرج،‭ ‬لتوّه،‭ ‬من‭ ‬حلم،‭ ‬أحس‭ ‬بأن‭ ‬في‭ ‬جيبه‭ ‬شيئاً‭ ‬ثقيلاً،‭ ‬فمد‭ ‬يده،‭ ‬وإذا‭ ‬به‭ ‬يكتشف‭ ‬التفّاحات‭ ‬الثلاث‭ ‬تفوح‭ ‬منها‭ ‬رائحة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬شم‭ ‬مثلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

أسرع‭ ‬الكاهن‭ ‬إلى‭ ‬الكنيسة‭ ‬فإذا‭ ‬به‭ ‬يرى‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬واقفاً‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬المعتاد،‭ ‬فأقترب‭ ‬منه‭ ‬وسأله‭ ‬أين‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الليل،‭ ‬فقال‭ ‬له: ‬في‭ ‬الدير،‭ ‬فأصرّ‭ ‬عليه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أجابه: ‬”كنت‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬حيث‭ ‬عاينت‭ ‬الخيرات‭ ‬التي‭ ‬يذخرها‭ ‬الله‭ ‬لمختاريه.‭ ‬لقد‭ ‬أراد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬لك‭ ‬هذا‭ ‬السر‭ ‬من‭ ‬خلالي،‭ ‬أنا‭ ‬غير‭ ‬المستحق.

فنادى‭ ‬الكاهن‭ ‬الأخوة‭ ‬الرهبان‭ ‬وحدّثهم‭ ‬عن‭ ‬حلمه‭ ‬وعن‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬والتفّاحات‭ ‬الثلاث،‭ ‬وشرع‭ ‬يريهم‭ ‬إياها. ‬
وكان‭ ‬الجميع‭ ‬يقلبون‭ ‬التفّاحات‭ ‬ويشمّونها‭ ‬ويصغون‭ ‬إلى‭ ‬الكاهن. ثم‭ ‬سأل‭ ‬احدهم‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬الآن؟‭ ‬فبحثوا‭ ‬عنه‭ ‬فلم‭ ‬يجدوه. ‬

كان  إفروسينوس‭ ‬قد‭ ‬خرج،‭ ‬سراً،‭ ‬ليهرب‭ ‬من‭ ‬مجد‭ ‬الناس‭. ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬له،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬أثر‭.‬

 ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والدائمة البتولية مريم

$
0
0

 ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والدائمة البتولية مريم

 يصادف 8 أيلول عيد مولد العذراء مريم والدة الإله ( يقال لهذا العيد في بلادنا عيد صيدنايا) وذلك نسبة إلى دير صيدنايا قرب دمشق الذي بني في القرن السادس على اسم “ميلاد والدة الإله” التي هي ارفع من كل الخلائق والتي يليق بها كل تمجيد وإكرام لقداسة ميلادها.

لم تتعود الكنيسة أن تقيم أعياداً للقديسين يوم ميلادهم، لأن البشر في يوم ميلادهم لا يزالون ملطخين بالخطيئة، لذلك تقيم لهم الأعياد يوم انتقالهم إلى الأخدار السماوية.

ثلاثة فقط يحتفل بميلادهم وهم السيد المسيح ووالدته العذراء الطاهرة، وسابقه المجيد يوحنا المعمدان لان في ولادتهم تدخل مباشرة من قبل الله من خلال ملائكته.

بالنسبة للعذراء تقيم لها الكنيسة أكثر من عيد وذلك للدور الكبير الذي قامت به في تاريخ خلاص البشر.

عيد ميلاد السيدة هو أول الأعياد السيدية والوالدية في الروزنامة الطقسية ورقادها هو العيد الأخير، وذلك لأن تحقيق خلاص الله الموعود للبشر أجمعين يبتدئ مع مولد مريم. مع ميلاد مريم تبتدئ رحلة عودتنا إلى الملكوت. ومع رقادها وانتقالها إلى السماء نتذوق ما سيحل بكل من يكون متكلاً على الرب وطائعاً كما كانت مريم، أي سيكون من أبناء الملكوت.
تاريخية العيد

يعود أصل العيد إلى أواسط القرن الخامس في أورشليم حين تم تكريس كنيسة على اسم والدة الإله مريم قرب البركة الغنمية أو بركة بيت حسدا. يقول التقليد أن بيت القديسة حنة والدة مريم كان يقع بالقرب من هذه الكنيسة. من أورشليم انتقل الاحتفال بعيد ميلاد العذراء في القرن السادس إلى القسطنطينية حيث وضع القديس رومانوس الحمصي المرنم الترانيم الخاصة بالعيد وما زلنا نصلي بعضها. من الشرق انتقل العيد إلى الغرب في عهد البابا سيرجيوس الأول (687-701 ) الأنطاكي الأصل.
لا يذكر العهد الجديد شيئاً عن طفولة مريم ولا عن مولدها أو رقادها، ذلك أنّ هدف الأناجيل هو التعريف بسيرة الربّ يسوع الخلاصيـّة وبـأعماله وتعاليمه. لكن التقليد الكنسي الذي حفظ مكانة خاصة لمريم يذكر أن ولادتها تمت بتدخل إلهي مباشر كما حصل مع عدد من الأشخاص المميزين في العهد القديم كإسحق ابن إبراهيم وشمشون وصموئيل ويوحنا المعمدان. كل ذلك ضمن سر التدبير الخلاصي. أما المصادر التي تستند إليها الروايات الكنسيّة والنصوص العباديّة في شأن ميلاد السيّدة فهي الأناجيل المنحولة (المنسوبة إلى غيـر مؤلّفيها). فقد ورد في “إنجيل يعقوب التمهيديّ” أنّ يواكيم، والد مريم، وهو من سبط يهوذا من نسل الملك والنبي داود، فأبوه هو فاربافير من سلالة ناثان بن داود لقد كان غنيًّا جدًّا ويقدّم لله قرابين مضاعفة قائلاً في قلبه: “لتكن خيراتي للشعب كلّه، من أجل مغفرة خطاياي لدى الله، ليشفق الربّ عليّ”. وكانت امرأته حنّة ابنة كاهن متان من قبيلة هارون وكان لها أختان هما مريم وصوفيا، وقد تزوجت مريم في بيت لحم وولدت صالومي، وتزوجت صوفيا في بيت لحم أيضاً وولدت أليصابات أم النبي يوحنا المعمدان . حنة كانت عاقرًا وتعاني من ذلك حزنًا وألمًا كبيرين، لأن العقر يعتبر عاراً فالولادة تعني تأمين النسل وبالتالي إفساح المجال أمام ولادة المسيح المنتظر من شعب العهد القديم. فابتهلت حنة إلى الربّ قائلة: “يا إله آبائي، باركني واستجبْ صلاتي، كما باركتَ أحشاء سارة ورزقتها إسحق ابنًا”. فإذا بملاك الربّ يقول لها: “يا حنّة، إنّ الله سمع صلاتك، سوف تحبلين وتلدين، ويكون نسلك مشهوراً في العالم بأسره”. فأجابت حنّة قائلة: “ليحيَ الربّ إلهي، سواء كان صبيّا أم بنتا ما ألده، فسوف أقدّمه للربّ، وسوف يكرّس حياته للخدمة الإلهيّة”. وحبلت حنّة، وفي الشهر التاسع ولدت بنتاً، فسمّتها مريم وشكرت الله قائلة: “نفسي ابتهجت هذه الساعة”.
ليتورجية العيد

تعطي التراتيل والصلوات فكرة واضحة عن هذا العيد حيث تتكشف أهمية هذا العيد لمن يتأمل القراءات التي تقرأها الكنيسة بهذه المناسبة والتي تشير إلى تدبير الله الخلاصي أي بدء خلاص جنس البشري .
القراءة الأولى

تشير أو ترمز إلى دور البتول في سر الفداء إذ تتحدث عن الليلة التي قضاها يعقوب في لوز ورؤية السلم المنتصب على الأرض ورأسه مرتفع إلى السماء هذا السلم يشير إلى العذراء ، سلم سري بين الأرض والسماء وبيت الله الحقيقي .( تكوين 28)
القراءة الثانية

تتحدث عن طريق باب المقدس المغلق: ” ورجع بي إلى الطريق باب المقدس الخارجي المتجه نحو الشرق وكان مغلقا فقال لي الرب: أن هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه لان الرب .. قد دخل منه فيكون مغلقا ” ( حزقيال 44: 1 –2 ) تشير هذه القراءة بحسب تفسير الكنيسة إلى بتولية مريم الدائمة وأمومتها المعجزة البيان.
القراءة الثالثة

تتحدث عن: ” الحكمة بنت بيتها ونحت أعمدتها السبعة وذبحت ذبائحها ومزجت خمرها وهيأت مائدتها وارسلت جواريها تنادي على متون مشارف المدينة ” ( امثال 9 –1 ) يشير هذا النص إلى العذراء مريم بحسب تفسير الكنيسة ، البيت الذي بناه الله الحكمة الفائقة ورسولة العلي المرسلة إلى البشر لتدعوهم إلى مائدة الرب.
تشير التراتيل إلى أن ميلاد مريم هو مصدر فرح وتهليل لكل الخليقة. مريم ولدت من يواكيم وحنة, بنعمة الله, لكنها تخص العالم كله,لأنها هي التي ولدت المسيح الاله, مخلص العالم. مريم هي غاية تاريخ الخلاص وتمامه, ومآل تاريخ الحب والطاعة, واكتمال تاريخ الاستجابة والرجاء. لهذا السبب, نجد الخدمة الليتورجية, في هذا اليوم, مشبعة بالتهليل والفرح والحبور.” هذا هو يوم الرب فتهللوا يا شعوب….”.” اليوم ظهرت بشائر الفرح لكل العالم…”. ” اليوم حدث ابتداء خلاصنا يا شعوب…”.”… لتتزين الأرضيات بأفخر زينة, ولترقصن الملوك طربا, لتسرن الكهنة بالبركات, وليعيدن العالم بأسره, فها إن الملكة عروس الآب البريئة من العيب قد نبتت من جذر يسى, فلن تلد النساء أولادهن , بعد, بالأحزان, فان الفرح قد أزهر, وحياة الناس عادت تسري في العالم…”.
لاهوتية العيد

اذا كانت عطية الله, مريم, تخص الخليقة بأسرها, فان يواكيم وحنة هما صورة هذه الخليقة التي ما لبثت مقيمة في العقر منذ ان سقط آدم وحواء في المعصية.

في المزمور 13 هذه الأقوال التي تعبر عن حال البشرية قبل ورود المسيح:”… ليس من يعمل صلاحاً, حتى ولا واحد. أطل الرب من السماء على بني البشر ليرى هل من فاهم أو طالب لله. ضلوا كلهم جميعاً وتدنسوا. ليس من يعمل صلاحا. كلا ولا واحد”. (مزمور1:13 – 3). طبعا, كان هناك صديقون أرضوا الله من قريب أو بعيد, ولكن, وحده الرب يسوع المسيح كان على قلب الآب السماوي, وأرضي الله إرضاء كاملاً غير منقوص. لهذا السبب , كان الرب يسوع الوحيد الذي قال عنه الآب السماوي:” هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت, له اسمعوا”(متى 5:17). العالم, اذاً, كان عاقرا عقيما كيواكيم وحنة. لذلك تقول إحدى ترانيم صلاة السحر:” يا للعجب الباهر, فان الثمرة التي برزت من العاقر بإشارة خالق الكل وضابطهم قد أزالت عقم العالم من الصالحات بشدة بأس….” وكما أن يواكيم وحنة هما صورة العالم العقيم, كذلك مريم صورة العالم الجديد المخصب, صورة الكنيسة. كلاهما نعمة من عند الله . فنحن نتحدث , بصورة تلقائية, عن انحلال عقر يواكيم وحنة وانحلال عقر طبيعتنا باعتبارهما شأنا واحدا, كما نتحدث عن ولادة مريم ” التي بها تألهنا, ومن الموت نجونا” وكأن الامرين واحد. إن ولادة مريم هو مصدر فرح وسرور للجنس البشري لأنها هي التي ولدت المسيح الإله مخلص العالم . فسرورنا بولادة مريم هو سرور وفرح بالرب يسوع و
تهليل له . لا قيمة لمريم في ذاتها فقط كما أن البشرية كلها لا قيمة لها في ذاتها فقط. المسيح هو الذي جعل مريم أم الحياة ، أم النور، كما يجعل الكنيسة ينبوع الحياة. هذا الأمر كثيرا ما ننساه فنتعامل مع مريم وكأنها قائمة في ذاتها مجردة عن دور الله في حياتها. الكنيسة تسمي مريم والدة الإله في كل التراتيل والأناشيد الكنسّية ، لا تذكر مريم إلا مقرونة بابنها يسوع المسيح المخلص .
كل الخليقة تحيا إذا ما أضحت مسكنا للمسيح، على غرار سكنى الرب يسوع في أحشاء مريم. كما أن كل الخليقة تزهو وتتمجد إذا ما كانت أيقونة للمسيح وشاهدة للمسيح. احتفال الكنيسة بحياة مريم والدة الإله هو احتفال بسيّدة وهبت حياتها كاملةً لربّها ومخلّصها يسوع المسيح. هو احتفال بتكريس مريم ذاتَها لعبادة الله والخضوع لمشيئته في كلّ أمر قامت به.

طروبارية العيد

ميلادك يا والِدَةَ الإلَهِ
قَد بَشَّرَ بِالفَرَحِ لِكُلِّ المَسكونَة،
لأَنَّهُ مِنكِ أَشرَقَ شَمسُ العَدلِ المَسيحُ إلَهُنا،
فَحَلَّ اللَّعنَةَ وَوَهَبَ البَرَكَةَ،
وَأَبطَلَ المَوت، وَمَنَحَنا حَياةً أَبَديَّة.

عين الفيجة Ain al-Fijeh

$
0
0
عين الفيجة Ain al-Fijeh
تقع بلدة عين الفيجة غربي مدينة دمشق وتبعد عنها نحو 24كم، على ارتفاع 860 م عن سطح البحر، ضمن وادي بردى الضيق، وتمتد بين سلاسل جبلية شاهقة: الهوات من الشمال (ارتفاعه 1540م)، والقلعة من الغرب والشمال الغربي (ارتفاعه 1250م)، والقبلي، ذو انحدار شديد، من الجنوب (ارتفاعه 1225م).
تشتهر البلدة بينابيعها ومنها: عين دورة، عين الويات، عين السادات وأهمها نبع الفيجة (ينبع من جبل القلعة) الذي يزود مدينة دمشق بمياه الشرب (وسطي غزارته 8م3/ثا)، وهو الذي أعطى البلدة اسمه.

اسم عين الفيجة

موقع البلدة والعين
موقع البلدة والعين
  الأسم “فيجة” هو  كلمة يونانية أصلها “بجة” وتعني نبع الماء، وهو دليل على قدمها، والذي تم استعماله منذ أقدم العصور واتخذ مكاناً للعبادة.
ايصال الماء الى دمشق

 تتفجر مياه الفيجة بغزارة مدهشة من كهف في أسفل الجبل، ثم ترفد مياه نهر بردى بأكثر من نصف مياهه التي يحملها إلى دمشق. وقد حفرت الكثير من الأقنية التي أوصلت مياه الفيجة إلى دمشق ويعود أقدمها إلى العصر الروماني (على أقل تقدير)، ويمكن مشاهدة بقاياها في الكثير من قرى وادي بردى.

عين الفيجة Ain al-Fijeh
عين الفيجة Ain al-Fijeh
اقنية ناظم باشا
كما تم تمديد قناة جديدة في عهد والي دمشق العثماني حسين ناظم باشا (تولى دمشق ثلاث مرات أطولها بين 1312- 1321هـ)، وكانت من الأنابيب الحديدية وعُرفت باسمه، أقنية ناظم باشا.
المشروع الرائد 1925

بعدها وفي سنة 1925 بدأ مشروع تمديد مياه الفيجة من جديد إلى دمشق وانتهى سنة 1932، حيث تم حفر قناة في جوف الجبال الصخرية حتى الخزان الأعلى في جبل قاسيون، بطول 18كم. وهي مؤلفة من أربعين نفقاً، وثلاث قنوات مبنية، وأربعة جسور في الأودية الكبيرة (يتراوح طولها بين 15-50متراً). كما تم بناء خزان كبير فوق النبع سنة 1931، ويستند جداره الغربي على أحد جدران بناء المعبد العائد إلى العصر الروماني، وتم توسيع الخزان في العصر الحديث أكثر من مرة.

ذكرت عين الفيجة في العديد من المصادر العربية ومنها “معجم البلدان” لياقوت الحموي (626هـ)، و”ذخائر القصر في تراجم رجال العصر” لابن طولون الحنفي (توفي سنة 1153هـ)، وقد أورد أن القراصيا (الكرز الحامض) كان يؤخذ منها إلى سلطان دولة الجراكسة (المماليك) في مصر، وكان يتم وضعه في علب ويحمل على البغال. كما ذكرها النعيمي (توفي سنة 710هـ) في كتابه “الدارس في تاريخ المدارس”، وذكرها ابن فضل الله العمري (توفي سنة 749هـ) في كتابه “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” وأشار إلى أن العين تخرج من جبل تحت حصن عزتا.

عين الفيجة Ain al-Fijeh
عين الفيجة Ain al-Fijeh

كما ذكرها البلخي (توفي سنة 322 هـ)،  في كتابه “صورة الأقاليم”، والأصطخري (توفي سنة 346 هـ) في كتابه “المسالك والممالك”، وابن حوقل (توفي سنة 367 هـ) في كتابه “صورة الأرض”، وابن الراعي (1171هـ) في كتابه “البرق المتألق في محاسن جلق”.
كما ورد ذكر حصن عزتا في العديد من المصادر الأخرى، ومنها: “مرآة الزمان” لابن الجوزي (492هـ)، و”البداية والنهاية” لابن كثير (163هـ)، وكتاب “نخبة الدهر” لشمس الدين الدمشقي (728هـ)، ويورد وصفي زكريا في كتابه “الريف السوري” (صدر سنة 1957م)، أنه بحث عن الحصن في أطراف قرية عين الفيجة وجوارها فلم يتم العثور عليه،  واستدل من الاسم الذي يطلقه السكان على جبل القلعة أن البناء القائم في حضيضه، فوق نبع الفيجة، هو ذاته  الحصن المقصود، وهو الهيكل الوثني الذي قلب إلى كنيسة في العهد البيزنطي.
وذكر أن الحصن تحول إلى معقل وسجن للمغضوب عليهم من الملوك والأمراء والمتمشيخين خلال العصر الإسلامي، وظل هكذا حتى أصابه الخراب والدمار بفعل الزلازل، ثم نسيه جيرانه أهل الفيجة ولعلهم هم الذين أجهزوا عليه وبعثروا أنقاضه. ولا يستبعد وجود الكثير من قطع الحجارة والأعمدة المختبئة تحت دور القرية.

ـ معبد عين الفيجة
استلهم سكان مشرقنا القديم من مشاهد الينابيع وتدفق مياهها، أرقى الأفكار الروحية والعبادات الدينية والمعاني السامية، لما تمثله من قيم وما ينتج عنها من خلق لكل أشكال الخضرة والحياة، وهذا ما انعكس في كثير من الأعمال الأدبية و الفنية. ومع مجيء العصر الروماني ازداد إدراك الناس أكثر للماء ومناهله، فحاولوا تعظيمه من خلال إشادة المعابد على مصادر المياه لتنبثق الحياة من جوفها كما كانت تنبثق من جرة إلهة الينبوع، من قبل. وقد كرست هذه الأنواع من المعابد لحوريات الماء أو لبعض من الآلهة  المرتبطة بالمياه والأنهر. ويُعد معبد عين الفيجة من أهم هذه المعابد في بلاد الشام وأكثرها تميزاً.

مخطط بانكزك
مخطط بانكزك

مخطط بانكز

ونظراً لأهمية المعبد فقد زاره عدد من الباحثين وقاموا بتوثيقه ورسمه وإضافة شيء من افتراضاتهم المعمارية للأجزاء المندثرة منه. ورغم وجود بعض التباين في المخططات التي خلفها هؤلاء، إلا أنها تعطي بمحملها تصوراً متكاملاً عن الوضع الذي كان عليه البناء.
المؤرخون والرحالة الشهود
أول هولاء بوكوك Pocockeسنة 1745 الذي قدم وصفا دقيقا ورسماً تخيلياً له، ثم بانكز  Bankes بين سنتي1815-1820، الذي رسم مخططات البنائين الباقيين.
وبورترPorter  الذي ذكره في كتابه “خمس سنوات في دمشق” الصادر في لندن سنة 1855، وكذلك بيدكر pedker الذي ذكره في كتابه “سورية وفلسطين” الصادر سنة 1912 م، وتحدث عنه دوسو Dussaud في كتابه “الطبوغرافية التاريخية” الصادر سنة 1927. وذكر في كتاب “الدليل الأزرق” الصادر في باريس سنة 1932، حيث تم وصفه بشكل مشابه لوصف بيدكر، ونقله عنه لاحقاً وصفي زكريا في كتابه آنف الذكر، وأضاف عليه مشاهداته للموقع ووصفه لمبنى الخزان الحديث، ووضع رسماً افتراضياً بسيطاً للمعبد كما تخيله.

مخطط دنتزر
  كما ساهم أيضاً في دراسة المعبد عدد من الباحثين المعاصرين منهم الفرنسيان دنتزرDentzer سنة 1999)، وجوليان أليكو Aliquot سنة2007, وكذلك ابراهيم عميري من ضمن فريق دائرة آثار ريف دمشق الذي تمكن ومنذ سنة 2003 من زيارة الموقع أكثر من مرة بالتنسيق مع إدارة مؤسسة مياه عين الفيجة، وقام بتوثيق وتصوير الكثير من معالمه وعناصره المعمارية الموجودة داخل مبنى الخزان وضمن الحديقة به.
المعبد…الكنيسة…الحصن
يتألف المعبد من كتلتين (AوB): سفلية في الأمام، وهي التي يخرج النبع من وسطها، (وتوجد الآن داخل مبنى الخزان)، وعلوية (خارج مبنى الخزان) وتتوضع في الجهة الشمالية من الكتلة الأولى وفوق الجرف الصخري الذي يمر تحته مجرى النبع، وهي على منسوب يزيد ارتفاعه عن 5م عن الكتلة السفلية.
أبعاد المعبد بكتلتيه نحو 37م شمال جنوب، 45.30م شرق غرب. وقد تعرض البناء لأكثر من عملية تعديل و تجديد، خلال العصور المتلاحقة، وعند كل تغير في وظيفته، من معبد إلى كنيسة إلى حصن.
مسقط الكتلة العليا أو الجزء الأعلى(A) من المعبد مستطيل الشكل، أبعاده من الخارج نحو 14.10×10م، وهو ذو جدران عريضة تتراوح سماكتها بين 110-160سم، يتجه مدخله نحو الجنوب، عرضه 290سم. ويتألف من الحرم Cella أبعاده من الداخل 890×700سم، يتقدمه رواق وأعمدة. وفي الجدار الصدراني للحرم كوة عرضها 390سم وعمقها 80سم، بينما توجد كوتان ذات شكل محني في الجدار الشرقي، الكوة الجنوبية أكبر حجماً من الشمالية.
أما في الجدار الغربي ومن جهته الجنوبية فثمة باب يؤدي إلى الخارج. وعلى بعد نحو305 سم أمام الجدران الجانبية للمعبد كان هناك قواعد حجرية ربما كانت مخصصة لتوضع عليها تماثيل الآلهة.
وقد بقي من هذه الكتلة الجزء الأمامي (الجنوبي) من الجدار الغربي الذي يضم فتحة الباب المذكور، فيما اختفى الجزء الشمالي منه لوقوعه تحت جدار استنادي تم تشييده حديثاً. كما بقيت أقسام أخرى من الجدران ومنها جزء من واجهته، وجزء آخر من ركنه الشمالي الشرقي. ويبدو أنه كان يتقدم البناء درج كبير، كما كان له سقف ذو شكل جملوني حسب مشهد يظهر على أحد القطع النقدية البرونزية.
أما الكتلة السفلية أو الجزء الأدنى من المعبد (B)، والذي يعتقد بوكوك أنه أقدم بكثير من الجزء الأعلى، فيتألف مسقطه من ثلاث قاعات مفتوحة نحو الجنوب، اثنتان منهما جانبيتان (غربية وشرقية)  تحصران بينهما قاعة أكبر شكلها شعاعي أقرب إلى شبه منحرف متساوي الساقين، طول ضلعها الشمالي 23م والجنوبي 12.60م، والضلعان الجانبيان 11.90م. جدار الضلع الشمالي (الداخلي) دائري الشكل تتخلله حنيتان كبيرتان (على شكل محراب) طولهما 350سم والعمق 130سم، وبينهما كوة كبيرة يتدفق من خلالها الماء، وفيه كورنيش بارز على ارتفاع يقارب المترين من مستوى الأرضية.
القاعتان الجانبيتان متناظرتان ومتشابهتان في الحجم، ولهما شكل مستطيل أبعاده 12.3×11.9م وتتألف كل واحدة منهما من مدخل رئيس عرضه 580سم، ومدخلان جانبيان في الجهة الجنوبية من الجدارين الجانبيين لكل قاعة عرض كل مدخل 140سم.
وفي القسم السفلي من جدار كل منهما كوى مضلعة شبه مربعة الشكل، اثنتان في كل من الجدارين الجانبيين طول ضلع الجنوبية 190سم والشمالية 220سم، وثلاثة في جدار الواجهة الداخلية طول ضلعها نحو 180سم، وصل عمق الكوة الواحدة إلى نحو 70سم، وتعلوها سواكف حجرية أفقية مؤلفة من حجرين أو ثلاث. تعلو الكوى في الواجهة الداخلية كوة أكبر ذات شكل مستطيل ترتكز على كورنيش وفوقها ساكف. كما توجد كوة أخرى أكثر عرضاً في كل من الجدارين الجانبين اللذين يفصلان كلاً من القاعتين عن القاعة الوسطى. وثمة كورنيش في الجدارين الجانبيين على مستوى ارتفاع منتصف كوة الواجهة.
بُنيت جدران المعبد بالحجارة الكلسية الكبيرة الحجم والمشذبة بإتقان، ورصفت أرضيته بالبلاطات الحجرية، التي أعيد استخدام بعضها في رصف الأرضية الجديدة التي امتدت على مساحة ممر الماء داخل الخزان. وعند تنفيذ الأرضية تم حفظ قطعة حجرية تحمل نقشاً (غير مكتمل) بالكتابة الإغريقية على أرضية القاعة الغربية، ظلت مغمورة بالماء منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حتى قُيِّضَ لها أن ترى النور، بسبب أعمال الترميم التي تمت داخل الخزان، مما وفر فرصة مناسبة لالتقاط صورة لها وللأجزاء السفلية من جدار المعبد وأرضيته.
واستطاع الباحث الفرنسي جوليان إليكو ترجمة النص سنة 2007، وهذا مضمونه: “بعناية كل من هليودوروس، وثيودوروس، المفوضين…”. واسم هليودوروس يعني (هبة الشمس) واسم ثيودوروس يعني (هبة الإله)، وهي أسماء شائعة في المنطقة، والاسم الأول يشير إلى استمرار العبادة القديمة للشمس في المنطقة. كما قدّمَ أليكو تصوره لمخطط المعبد بعد مشاهدته للكوى في الجدران وأنجز مسقطاً جديداً له ربما كان الأكثر دقة حتى الآن.
اندثرت الكثير من معالم الكتلة السفلية ولم يبق منها إلا القليل من الجزء الغربي ويتمثل بالقاعة والقسم الملاصق لها من القاعة الشعاعية،علما أن ما هو قائم في هذا الجزء فيه الكثير من التدخلات الحديثة وإعادة البناء العشوائية بما فيها السقف المنحني، وهي الأعمال التي ترافقت مع مشروع بناء الخزان.
أما الأجزاء المندثرة فهي النصف الشرقي من هذه الكتلة بدءاً من الكوة التي يخرج منها النبع، وحتى نهاية القاعة الشرقية التي افترض الباحثون وجودها وقاموا برسم مخططاتهم تماشياً مع شكل البناء في جزئه الغربي، وهذا ما يحتاج إلى التحقق وإجراء عمليات تنقيب في الموقع، وهو أمر متعذر، نظراً لأهمية الموقع الذي يشكل شريان حياة دمشق المائي.
 
تحتوي الحديقة المحيطة بالنبع مجموعة كبيرة من القطع الحجرية المشغولة والتي يحمل بعضها زخارف مختلفة، وكانت جزءاً من المعبد والكنيسة، ومنها ما هو أكثر حداثة، وربما تم جمعه من أماكن مختلفة داخل البلدة وخارجها، ومن هذه القطع: أجزاء من أعمدة اسطوانية، وقواعد، وسواكف، ومذابح، وحجارة بناء، وأجران، وجزء من قناة حجرية. كما تنتشر في بعض أزقة البلدة وشوارعها وبجوار منازل السكان، قطع أخرى مشابهة، ومنها: قواعد وأجزاء من أعمدة، ومذابح صغيرة، وشاهدة قبر (مقابل جامع الساحة) يعود تاريخها إلى سنة 179 م.

النقود الرومانية الموثقة

وقد أظهرت بعض قطع النقود البرونزية المكتشفة في أماكن مختلفة، أهمية معبد عين الفيجة خلال العصر الروماني، حيث جرى الإشارة إليه أو تمثيله ونقش صورته على هذه النقود التي تم صكها في دمشق، ومنها: نقد يعود إلى عصر الإمبراطور ماكرينوس  Macrin بين سنتي 217-218 م، حيث طبعت على وجهه الأول صورة ثلاثية الأبعاد لمعبد الفيجة، واجهته إلى اليسار من النوع تتراستايل (أربعة أعمدة في الواجهة)، بني على منصة عالية وتظهر في أسفلها الكوة التي يخرج منها الماء، ويمكن الصعود، عبر درج، إلى الجزء الأعلى من البناء (A) الذي يتقدمه الرواق القائم على الأعمدة. كما يظهر على يمين الحرم (الجزء الأعلى من البناء) مشهد شجرة، وكوة، وإلى يساره المذبح، وكلمة دمشق. أما على الوجه الآخر فثمة رأس جانبي للامبراطور، واسمه.

ويحمل نقد ثانٍ اسم اوتاسيليا سيفيرا Otacilia Severa زوجة الإمبراطور فيليب العربي (245 ـ 249 م) التي يظهر رأسها الجانبي واسمها على الجهة الخلفية، بينما يظهر على وجه الآخر في الأعلى واجهة المعبد المزود برواق وأربعة أعمدة، وتحتها الكوة التي تخرج منها المياه وفي وسطها صورة إله جالس على مياه النهر يمسك بيده قرن الخصب، وعلى يمين الكوة في الأعلى قمر وعلى يسارها نجمة الصبح وفي الأسفل مذبح، وهناك كلمة فيجة الاغريقية مما يؤكد الاسم القديم للموقع.

أما النقد الثالث فيعود تاريخه إلى عهد الإمبراطور ايلاغابال Elagabal بين سنتي 218 – 222 م ويحمل صورة الكوة، وفيها تمثال إله يظهر حاملاً قرن الخصب
.
  في حين يحمل نقد رابع مشهداً رمزياً لمعبد ثلاثي الأبعاد مشابه لصورة النقد الأول، لكن واجهته لليمين وفيه بعض الفروق البسيطة، ونقش عليه اسم سالونين Salonine، وهو من عهد الإمبراطور غالينوس  Gallienبين سنتي 253 – 268 م.

إله نهر بردى كريزورواس Chrysorrhoas
وثمة نقود أخرى تحمل مشهداً يمثل إله نهر بردى أو الإله كريزورواس Chrysorrhoas، الذي وردت صورته أيضاً على مذبح اكتشف في بلدة برهليا المجاورة، ويظهر فيها وهو يسبح تحت الربة تيكه Tyche.
اما نهر بردى الذي كان قد عُرف في العصور القديمة باسم أبانا، ثم باسم كريزورواس في العصرين الروماني والبيزنطي بمعنى نهر الذهب، ومن هنا جاء لقب القديس يوحنا الدمشقي “يوحنا مجرى الذهب” في القرن الثامن اي فم مياه الفيجة، وبردنيس أو باراديس بمعنى الجنة، الذي يعتقد أن الاسم الحالي اشتق منه.
لاشك أن من الصعب معرفة إله المياه أو النهر الذي كان مكرساً له معبد عين الفيجة، وللتحقق من ذلك يجب إجراء بعض أعمال التنقيب في الموقع وهو أمر غير متيسر الآن.
من المصادر
خطط الشام محمد كردعلي
المديرية العامة للآثار والمتاحف محمود حمود – ابراهيم عميري
وصفي زكريا في كتابه “الريف السوري” (صدر سنة 1957م)
Viewing all 1470 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>