في عام ٤٥١م اجتمع في مدينةِ خلقيدونية (في القسم الشرقي من آسيا الصغرى ٦٣٠ أب من آباء الكنيسة جمعاء لمعالجة موضوع عقائدي وجوهري وإيماني يتعلّق بالرّب يسوع المسيح. لذا عُرف بمجمع خلقيدونية.
نجم عن هذا المجمع انشقاق الأقباط والأرمن والسريان عن الكنيسة الروميّة وبالتالي فسخ الشراكة معها.
المعارضون لهذا المجمع رفضوا أن يُطلق اصطلاح “طبيعتين” على الرّب يسوع المسيح، إذ كان اصطلاح طبيعة يوازي عندهم “شخص”، وبالتالي لا يمكن بالنسبة لهم أن يكون الرّب يسوع شخصين متّحدين مع بعضهما بعض، وخاصةً أن مقولة القدّيس كيرلس (٤١٢-٤٤٤م) بأنّه هناك “طبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد” كانت سائدة بقوّة.
يتكلّم الباحثون التاريخيّون بأنّه هناك عدّة عوامل أدّت إلى هذا الإنشقاق، فبالإضافة إلى الخلاف اللغويّ هناك عوامل إتنيّة وسياسيّة عدا عن النزعة الإستقلاليّة التي كانت سائدة في المناطق الأرمنيّة والسريانيّة والإسكندرانيّة عن الإمبراطوريّة الروميّة، كما يمكن إضافة العوامل التي نتجت عن المجمع الذي انعقد في أفسس عام ٤٤٩م ويُعرف بالمجمع باللصوصي.
أكدّت الكنيسة في هذا المجمع إيمانها بوحدة شخص المسيح وبـ“الطبيعتين في المسيح”، الطبيعة الإلهيّة الكاملة والطبيعة الإنسانيّة الكاملة.
– الأسباب الداعية لعقد المجمع
أعلن افتيخيوس، وهو كان رئيس دير في القسطنطينيّة يضم أكثر من ٣٠٠ راهبًا، يدعمه ديوسقورس بطريرك الإسكندرية، أنّ طبيعتَي المسيح، الطبيعة الإلهيّة والطبيعة الإنسانيّة، اتّحدتا وصارتا بعد تأنّسه طبيعة واحدة، إذ ابتلعت الطبيعة الإلهيّة الطبيعة الإنسانيّة.
وبرّر افتيخيوس قوله هذا مستنداً إلى عبارة استعملها القدّيس كيرلّس الإسكندريّ: “الطبيعة الواحدة المتجسّدة للإله الكلمة”.
وقد يكون لسوء الفهم اللغويّ بين مسيحيّي تلك الأيّام (وبخاصّةٍ في القسطنطينيّة وأنطاكية والإسكندرية)، قد ساهم في تغزية الإنشقاق الذي نتج عن هذا المجمع، عدا عن عوامل سياسيّة وإتنيّة أخرى.
آمن افتيخيوس بوجود طبيعتين للمسيح قبل التجسد (ربما يكون قد شايع اوريجنس الإسكندري في نظريّة الوجود الأزلي للأرواح)، غير أنّه لم يعترف سوى بطبيعة واحدة بعد التجسد معتقدًا بأن اللاهوت قد امتص الناسوت الذي ذاب في اللاهوت كما تذوب نقطة عسل عندما تسقط في محيط من الماء.
كرلس وتعبير الطبيعة الواحدة
لا ريب أنّ القدّيس كرلّس كان يقصد بلفظ “طبيعة” (فيسيس باليونانيّة) الشخص الواحد، إذ كان يقول إنّ يسوع هو “طبيعة واحدة” مكوّنة من عنصرين، عنصر إلهيّ وعنصر إنسانيّ، أي إنّ يسوع هو “كائن فرد”، “شخص واحد”، إله وإنسان معاً.
أمّا في أنطاكيّة والقسطنطينيّة، فكان لفظ “طبيعة” يعني الخصائص التي تحدّد الكائنات وتميّزها بعضها عن بعض. ففي هذا المعنى تتميّز الطبيعة الإلهيّة عن الطبيعة الإنسانيّة بالأزليّة والقدرة اللامتناهية من جهة، والخلق من العدم من جهة اخرى. وهذا ما درج إلى اليوم عن لفظ “طبيعة”، أي إنّ الخصائص والميّزات التي يتمتّع بها أيّ كائن هي التي تحدّد طبيعته.
– مجمع القسطنطينية ٤٤٨مالرب يسوع
في مجمع عُقد في القسطنطينية العام ٤٤٨م رئسه فلافيانوس رئيس أساقفتها، قدّم اسابيوس أسقف مدينة “دورله” شكوى مكتوبة، قبلها فلافيانوس، ضد تعاليم افتيخيوس يتّهمه فيها بالهرطقة.
وكان اسابيوس قد اطّلع على مجلّد من ثلاثة أجزاء عنوانه “الشحاذ” (والمقصود افتيخيوس)، وضعه ثيودوريتوس أسقف قورش (الذي سيدين المجمع المسكوني الخامس كتاباته ضد كيرلس)، وقام بنشره في العام ٤٤٧م، والذي على أساسه اعتبر أن تعاليم افتيخيوس غير أرثوذكسيّة.
أثبت هذا المجمع انحراف رأي افتيخيوس وجرّده من رتبته الكنسيّة والرهبانيّة وقطعه عن الشركة، ولكن افتيخيوس، الذي لم يرتدع، رفع قضيّته إلى مجامع رومية والإسكندريّة وأورشليم لإنصافه، ممّا جعل أن ديوسقوروس بطريرك الاسكندريّة اتّخذ، في مجمع محلي، قرارًا اعترف فيه بدرجات افتيخيوس الكهنوتيّة وأعاده إلى ديره.
غير أن لاون بابا رومية -على عكس قرار الإسكندريّة- وافق على أعمال مجمع القسطنطينيّة (٤٤٨م)، وأصدر رسالة مجمعيّة شهيرة دان فيها هرطقة افتيخيوس، وشرح قضيّة أقنوم الكلمة الإلهيّ الواحد في طبيعتين.
– مجمع أفسس ٤٤٩م (المجمع اللصوصي)
من المعروف أن افتيخيوس كان مقرَّبا من الإمبراطور ثيوذوسيوس بسبب كريسافيوس وزيره، لأن افتيخيوس كان عرّاب كريسافيوس في المعموديّة، وعليه فقد استطاع إقناع الإمبراطور بدعوة مجمع آخر للبحث في تعاليمه، وتمّ ذلك في افسس في السنة ٤٤٩م.
رئس هذا المجمع بطريرك الإسكندريّة ديوسقوروس الذي تمكّن من فرض رأيه على الآباء ال ١٣٥، وذلك بمؤازرة أساقفة مصر المتحيّزين لافتيخيوس وقوّة سواعد زمرة من الرهبان المتعصّبين يتزعمهم برسوم السوري.
برر المجتمعون افتيخيوس من كلّ التهم التي أُلصقت به، وحرموا بعض الأساقفة مناوئيه مثل فلافيانوس بطريرك القسطنطينيّة -الذي رقد بعد أيام معدودة وهو في طريقه إلى منفاه متأثرًا بجراحاته بسبب الضرب الذي انهال عليه في إحدى جلسات المجمع -ودمنوس الأنطاكي وثيودوريتس القورشي.
استطاع موفدو روما الهرب إلى بلادهم حاملين الاستدعاء من ضحايا هذا المجمع إلى لاون الكبير الذي سارع إلى عقد مجمع في رومية ودعا مجمع افسس بـ”المجمع اللصوصي”.
حاول أسقف رومية مرارًا عديدة إقناع الإمبراطور ثيوذوسيوس بعقد مجمع مسكوني في إيطاليا، غير أن محاولاته كلّها باءت بالفشل.
– إلتئام المجمع
في السنة ٤٥٠م رقد الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني فخلفته بوليخاريا شقيقته التي وافقت على الزواج من مركيانوس قائد جيشها لمشاركتها بإدارة المملكة شريطة أن تبقى عذراء.
أرجع مركيانوس الأساقفة المنفيّين واستجاب لطلب البابا لاون، فدعا إلى مجمع في مدينة “خليقدون” اعتبرته الكنيسة الشرقيّة والغربية المجمع المسكوني الرابع.
التأم مجمع خليقدونية في السنة ٤٥١م وشارك فيه٦٣٠م أسقفًا، أبطلوا جميعهم مجمع افسس اللصوصي، ودانوا هرطقتي افتيخيوس ونسطوريوس معًا، وحرموا ديوسقوروس أسقف الإسكندريّة لتمنُّعه عن المثول أمام المجمع، على الرغم من دعوته ثلاث مرات إلى الحضور، وتاليًا لتحيّزه وعدم أخلاقيته اللذين أظهرهما في مجمع أفسس.
قابل الآباء بحرارة رسالة لاون التي حال ديوسقوروس – في مجمع افسس (٤٤٩م) – دون قراءتها، وفيها يُفرّق لاون بوضوح خالص بين الطبيعتين – يشرح بوضوح وجود الطبيعتين في الأقنوم الواحد. وأعربوا عن إيمانهم بالابن الواحد “الكامل من حيث الوهيته والكامل من حيث إنسانيته، الإله الحقّ والإنسان الحقّ، واعترفوا “باتّحاد الطبيعتين اتّحادًا جوهريًا بلا انقسام ولا انفصال ولا اختلاط… وبأنّه اتّحاد حقيقي في الجوهر والتركيب”
فـ “في المسيح اقنوم واحد مؤلَّف من طبيعتين متميّزتين: اللاهوت والناسوت”.
ومن أهمّ ما ورد في هذا التحديد
“إنّ المسيح هو نفسه تامّ في الألوهة وتامّ في البشريّة، إله حقّ وإنسان حقّ. إنّه مساوٍ للآب في الألوهة ومساوٍ لنا في البشريّة، شبيه بنا في كلّ شيء ما خلا الخطيئة. قبل كلّ الدهور وُلد من الآب بحسب الألوهة، وفي الأيّام الأخيرة هو نفسه، لأجلنا ولأجل خلاصنا، وُلد من مريم العذراء و الدة الإله، بحسب البشريّة. واحدٌ هو، وهو نفسه المسيح، ابن الله، الربّ، الذي يجب الاعتراف به في طبيعتين متّحدتين دون اختلاط ولا تحوّل ولا انقسام ولا انفصال. وهو لم ينقسم ولم ينفصل إلى شخصين، بل واحدٌ هو، وهو نفسه الابن الوحيد، الإله الكلمة، الربّ يسوع المسيح”.
* في هذا التحديد الخلقيدونيّ أعاد الآباء التشديد على دستور الإيمان. كما شدّدوا
على أمرين هامّين في ما يختصّ بشخص يسوع المسيح
– الأوّل، وحدة الشخص في السيّد المسيح، وهذا ما تدلّ عليه إشارة “واحدٌ هو، وهو نفسه”؛ فيسوع شخص واحد، وهو نفسه كلمة الله الأزليّ المولود من الآب قبل كلّ الدهور والمولود من السيّدة مريم في البشريّة. – الثاني، محافظة كلّ طبيعة من الطبيعتين على خصائصها في وحدة الشخص.
فالكلمة صار بشراً واتّخذ الطبيعة البشريّة كلّها ما خلا الخطيئة، دون أن يتخلّى عن طبيعته الإلهيّة.
برّأ مجمع خليقدونية ثيودوريتس القورشي وإيفا الرهاوي وبعض الأساقفة الآخرين، وذلك بعد تأييدهم قطع نسطوريوس واعترافهم بان مريم هي والدة الإله وإنكارهم تقسيم الابن الوحيد إلى اثنين.
وسن المجمع ثلاثين قانونًا، أشهرها القانون الثامن والعشرون المتعلّق بالمساواة بالكرامة بين أسقفي روما القديمة وروما الجديدة (القسطنطينيّة)، وحرّر أورشليم من سلطة القيصريّة وأعطاها المرتبة الخامسة بين الكنائس الكبرى.
الخاتمة
مع أنّ هدف الآباء الخلقيدونيّين بتّ مسألة وحدة الشخص في المسيح مرّة وإلى الأبد، مع التشديد على الطبيعتين فيه، بقيت الكنائس الشرقيّة ذات التقليد القبطيّ والأرمنيّ والسريانيّ تعتبر الألفاظ المستعملة في هذا المجمع تشير إلى وجود “شخصين في المسيح”، وهذا بالضبط ما رفضه الخلقيدونيّون رفضاً باتّاً، بتأكيدهم وحدة الشخص في المسيح.
مِن هنا الأفضل عدم إطلاق على تلك الكنائس أنّها مونوفيزيّة، أي “القائلة بالطبيعة الواحدة” بل استعمال تعبير “غير خلقيدونيّة” لحين إزالة كلّ الإشكالات.
رجاؤنا كبير بأن ترى أعيننا دفن هذا الخلاف بين الكنائس والتعيّيد للوحدة.
– القديسة أوفيميّة والمجمع الرّابع
لمّا اجتمع الآباء الستمائة والثلاثون في المجمع المسكوني الرابع (خلقيدونيا ٤٥١م)، بهمّة الإمبراطورين التقيين مرقيانوس وبلخاريا، في البازيليكا الفسيحة للقدّيسة أوفيمية، كان سعي الآباء دحض الآراء الهرطوقيّة للأرشمندريت أفتيخيوس المدعوم من رئيس أساقفة الإسكندريّة ديوسكوروس.
والتماسًا لحكم قاطع من الله في هذا الشأن اقترح البطريرك القدّيس أناتوليوس أن يحرّر الفريقان كتاباً لكلّ منهما يتضمّنه دستور إيمانه الخاص به، وأن تُجعل الوثيقتان في الصندوق الذي يضمّ جسد القدّيسة أوفيميّة.
فلمّا وُضع الكتابان على صدر القدّيسة خُتم الصندوق وانصرف الآباء إلى الصلاة. بعد ثمانية أيام عاد الجميع إلى المكان. فما أن فتحوا الصندوق حتى اكتشفوا أن القدّيسة كانت تضمّ كتاب الإيمان الأرثوذكسي إلى صدرها، فيما وُجد كتاب الهراطقة عند قدميها.القديسة اوفيمية والمجمع الخلقيدوني
وثمّة رواية قديمة أخرى لِما حدث مفادها أنّ الآباء جعلوا الوثيقتين في الصندوق، للحال مدّت القديسة يدها وأخذت كتاب الإيمان القويم وقبّلته وسلّمته إلى الآباء.
وفي الرسالة التي كتبها آباء المجمع للقدّيس لاون الأول الرومي قالوا
“إنّ القديسة الشهيدة أوفيميّة إذ اقتبلت منّا التحديد العقيدي، قدّمته إلى عريسها بوساطة الإمبراطور والإمبراطورة باعتباره الإيمان الذي تدين به، فثبّتت باليد واللسان المرسوم الموقَّع من الجميع”.
⁜ اختار آباءُ الكنيسة لإنجيلِ اليوم بمناسبة هذا المجمع قولَ المسيح التالي:
“أنتم نورُ العالم”.
كلمةُ نورِ العالم كلمةٌ كبيرةٌ وهامةٌ وعظيمةٌ. دون نورٍ لا تنتفع أعيننا من الرؤية، الرؤيةُ تحتاجُ إلى نورٍ، هنالك الشمسُ وهنالك الكواكبُ وهنالك الأنوارُ الساطعةُ بوساطة الكهرباء كلّها تعطي نورٌ، وكلّ هذا آتٍ مِن أنّ الله يوم خلقَ العالم خلقَ فيه نور.
ولكن النور المقصود اليوم هو نورٌ إضافيٌّ استثنائيٌّ يكشفٌ لنا أنّ الإنسانَ الذي يُرى بنورٍ يشعُ منه هو إنسانٌ يحملُ الله، يحملُ المسيحَ، وبداخله نورُ الألوهة التي أعطت النورَ وهي التي نحتاجها اليوم لتكون النورَ، مِن أجل أن نرى من خلالها بعضنا البعض.
يقول الرب يسوعُ المسيح متابعاً لآيته الأولى “أنتم نور العالم” “هكذا ليضئ نوركم قدّام الناسِ ليروا أعمالكم الصالحة ويمجّدوا أباكم الذي في السماوات”.
نحن أدواتٌ أيضاً نساعدُ الآخرين بالنور الذي نحمله لكي يتواصلَ مع مصدره الذي هو الله الآب فيمجّدونه ويسبّحونه، وهكذا نحيا كعائلةٍ حقيقيةٍ، الله في السماء أبونا وربّنا وملهمنا ونحن كأعضاء لأسرته بعضنا مع بعض نتحابب ونخدم ونلبّي طلبات بعضنا بعض بقلوبٍ نقيةٍ وأيادٍ نظيفة.
على هذه الصورة نكون قد حققنا إرادة الله.
الإنجيلُ هذا وُضع من أجل وصفٍ لهؤلاء الآباء ٦٣٠ الذين شكلّوا المجمع الخلقيدوني ، المجمع المسكوني الرابع، أي أنّهم كانوا حقّاً نوراً للعالم، ونحن بحسب تعليمهم الذي علّموه، الذي أعطونا إيّاه والذي نسير على سنّته، هو آتٍ من الاستنارةِ الحقيقيةِ مِن ذاك النورِ الذي ألهم عقولهم وقلوبهم لكي يخطّوا لنا العقيدة المسيحيّة والطريقَ نحو الملكوت.
فلنكن مقتدين بهم، وليكونوا هم دائماً قدوةً لنا من خلال المسيح الساكن فيهم ليسكن فينا.
نسيب عريضة هو شاعرٌ سوري من شعراء المهجر له ديوانٌ شعري وحيد بعنوان “الأرواح الحائرة”.
بعض من سيرته الذاتية وُلد نسيب عريضة في مدينة حمص القديمة بجانب كاتدرائية الاربعين شهيداً في آب من عام 1887، والداه هما أسعد عريضة وسليمة حداد. فقد ولد لعائلة مسيحية ارثوذكسية منتمية الى الكنيسة وممارسة لطقوسها.
دراسته
كبقية ابناء الرعية، تلقى الطفل نسيب عريضة دراسته الابتدائية في “المدرسة الغسانية الارثوذكسية، وهي مدرسة مطرانية حمص للروم الأرثوذكس التي كان قد أحدثها مثلث الرحمات مطران حمص اثناسيوس عطا الله منذ السنة الاولى لمطرانيته، وكانت ثمة مدرسة صغيرة اشبه بالكتَّاب طورها وجعلها من ارقى المدارس في حمص والكرسي الانطاكي وتماثل مدارس الآسية الارثوذكسية الدمشقية، وكان من معلمي علمنا الشماس اسكندر طحان الدمشقي تلميذ المطران عطا الله قبل مطرانيته، حين ترؤسه دير النبي الياس شويا (مطران كيليكيا ثم طرابلس والبطريرك من 1931- 1958) وجاء معه الى حمص، وتولى التدريس في مدرسة المطرانية (الغسانية).
حمص الجميلة
كانت مدرسة الغسانية وفيها قسم داخلي برعاية واشراف الجمعية الامبراطورية الفلسطينية- الروسية الارثوذكسية في “حمص” وكانت الدراسة فيها بالمجان لأبناء الكنيسة الارثوذكسية، وتخرج منها بتفوق، فأُرسل بمنحة دراسية نتيجة تفوقه (وفق نظامها الداخلي) على نفقة الجمعية الروسية- الفلسطينية الارثوذكسية إلى مدرستها الداخلية (مدرسة دار المعلمين) في “الناصرة” في فلسطين ليتابع فيها دراسته الثانوية.
عاش نسيب عريضة منذ سنة 1900 في القسم الداخلي لمدرسة ” الناصرة” حيث التقى بعد سنتين قضاهما في مدرسة دار المعلمين الروسية بتلميذ جديد، أصبح فيما بعد صديقاً وزميلاً له مدى حياته هو ميخائيل نعيمة. وأمضى في مدرسة الناصرة مدة خمس سنوات أنهى خلالها تعليمه. ثم عاد الى حمص بعد انتهاء دراسته وعمل معلماً في مدرسة الغسانية الأرثوذكسية.
هجرته الى اميركا
نتيجة الفقر ومع تنامي عدوى السفر الى اميركا طلباً للارتزاق، هاجر نسيب عريضة مع من هاجرإلى “نيويورك” عام 1905 طلبًا للرزق، ولم تكن طريقه مفروشةٌ بالورود حيث عمل في التجارة وبعض المصانع، واشتغل في حقل التجارة ردحاً من الزمن، غير أن اهتماماته التجارية لم تصرفه عن عالم الأدب والشعر، فأخذ ينشر مقالاته وأشعاره في جرائد المهجر مثل “الهدى ومرآة الغرب والسائح”، ثم أسس في “نيويورك” مطبعة باسم “الأتلنتيك” عام 1912.
اصداراته
في عام 1913 ، فأنشأ مجلة شهرية سماها “الفنون الأدبية” كانت آنذاك محجة للأدب والأدباء، حيث التف حولها خيرة من أدباء العربية في المهجر كجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي ورشيد أيوب وعبد المسيح حداد ووليم كتسفليس وندرة حداد. وأرسل نسيب عريضة إلى صديقه ميخائيل نعيمة يقول: “عندي من الآمال ما يجعلني أثق بأنها ستبقى ثابتة بعد أن تناضل وتفتح لها طريقاً جديداً بين خرابات العالم الأدبي العربي”. أعطاها الكثير من جهده وفكره، وكانت من أرقى المجلات الأدبية في المهجر. وقد ساهم فيها هؤلاء الكبار اعضاء الرابطة القلمية.
الرابطة القلمية
غير أن فرحته بها لم تكتمل إذ لم تستطع أن تصمد كثيراً أمام الظروف المادية الصعبة التي عصفت بها رغم ما أنفقه عليها من مال وجهد توقفت المجلة ثلاث مرّات لضائقةٍ مالية وعدم مساهمة المشتركين بتسديد اشتراكاتهم، واستأنفت الصدور سنة 1916 وصدر منها 16 عددًا حتى أواخر عام 1917، ثم توقّفت وعادت إلى الظهور فصدر منها أربعة أعداد إلى أن توقفت نهائيًا سنة 1918، وكان مجموع أعدادها 29 عددًا، فكانت صدمةً عنيفة لنسيب.
وفي عام 1920 أسس “نسيب” مع رفاقه “جبران خليل جبران” و”ميخائيل نعيمة” و”إيليا إبو ماضي” و”ندره حداد” و”رشيد أيوب” جمعية الرابطة القلمية وتولى “جبران” رئاستها و”نعيمة” مستشارها، وعاشت الرابطة حوالي أحد عشر سنة.
بعد توقف مجلة الفنون تسلم رئاسة تحرير جريدة “مرآة الغرب” لصاحبها “نجيب دياب”، ثم انتقل إلى جريدة “الهدى” لصاحبها “نعوم مكرزل”. وأثناء الحرب العالمية الثانية عمل موظفًا في مكتب الأخبار بالولايات المتحدة، أمضى فيه مدة سنتين ثم استقال واعتزل العمل لإصابته بمرضٍ في الكبد والقلب.
في سنواته الأخيرة أخذ نسيب في جمع قصائده والتي غلب عليها طابع الحزن والانكسار والشوق والحنين، ودفع بها إلى المطبعة ليُصدر ديوانًا شعرياً له غير أن القدر لم يمهله ريثما يصل الديوان لقرائه إذ اختطفته يد المنون وانطفأت بذلك شمعة عمره وهو في منتصف العقد الخامس..
نسيب عريضة شاعر الحنين الى الوطن
صدر ديوانه الوحيد “الأرواح الحائرة” سنة 1946 بعد فترة قصيرة من وفاته، واحتوى على 95 قصيدة، منها مطوّلتان إحداهما بعنوان “على طريق إرم ” في 236 بيتًا موزعًا على ستة أناشيد، والقصيدة المطولة الأخرى بعنوان “احتضار أبي نواس في 72 بيتًا استوحى فيها احتضار الشاعر العباسي أبي نواس.
كما كان لنسيب عريضة عدة مؤلفات أخرى منها: “أسرار البلاط الروسي” وهي روايةٌ مترجمة عن الروسية، “ديك الجن الحِمْصي” وهي قصةٌ منشورة في مجموعة الرابطة القلمية، و”الصمصامة” وهي أيضًا قصة منشورة في مجموعة الرابطة القلمية، بالإضافة لمقالات وفصول مختلفة نشرها في مجلات وجرائد المهجر.
إنجازات نسيب عريضة منذ طفولته أُغرم نسيب بالقراءة والتأمل عن الطبيعة والحياة ، فقرأ العديد من الكتب في الأدب العربي خاصة الدواوين الشعرية، ثم بدأ يكتب الشعر منذ حداثته في مختلف موضوعات الحياة وغلب على شعره التأمل.
أشهر أقوال نسيب عريضة بعد انكساره في مجلة الفنونيرسل نسيب عريضة رسالة لميخائيل نعيمة مفعمة بالمرارة وخيبة الأمل يقول فيها: “لقد خسرت معركتي وسقطت آمالي حولي، والآن وقد فرغ مالي وبخل علي المشتركون بما عليهم، فليس لي إلا أن أقف وقد وقفت، ولا أدري أتتحرك قدماي أم تيبسان إلى الأبد”، غير أن رجليه لم يقدر لهما أن ييبسا إلى الأبد إذ صدرت جريدة (السائح) لمواطنه الأديب عبد المسيح حداد المدرسة الغسانية
حياته الشخصية
في عام 1922 تزوج نسيب عريضة من “نجيبة حداد” شقيقة الصحفي والأديب “عبد المسيح حداد” والشاعر “ندره حداد” ولكنه لم يرزق أولادًا منها.
وفاة نسيب عريضة
توفي نسيب عريضة في 25 آذار سنة 1946 بسبب المرض، ودخل شاعر الحيرة والشك دائرة النار بعينين مفتوحتين على مداهما غير آبه بالموت، كان يلج سِفر العمر الطويل وكانت الطبيعة تدخل في أبهى فصولها، وهكذا اقترنت ذكرى انطفائه بقدوم الربيع ليصبح واحداً من القرابين التي تقدمها حمص على مذبح الشعر كما قال الشاعر الراحل نزار قباني. وكان ديوانه الشعري لا يزال قيد التجليد. واقامت له مطرانية اميركا الشمالية جنازة حافلة لاقت به رئسها المتروبوليت انطونيوس بشير بحضور جمع غفير من المغتربين وخاصة منهم رجال الفكر والادب والشعر.
ديوانه الوحيد الذي صدر بعد موته الأرواح الحائرة
نُقلت رفاته إلى ضريحٍ جديد في مدينة بروكلين في الولايات المتحدة في سنة 1954 وأقيمت له حفلة تأبين كبرى.
حقائق سريعة عن نسيب عريضة
التقى نسيب عريضة خلال دراسته في الناصرة بالأديب “عبد المسيح حداد” والذي صاهره فيما بعد. توفي نسيب عريضة قبل عدة أيام فقط من موعد صدور ديوانه الشعري. كُرم نسيب في حمص بتسمية مدرسة على اسمه وأُقيم مهرجان على شرفه. كان لوالده وأعمامه معمل حياكة يضم بضعة أنوال.
صدرت عن دار «بيسان» في بيروت طبعة جديدة من ديوان “الأرواح الحائرة” للشاعر نسيب عريضة (1887- 1946) الذي يعتبر أحد أهم أدباء المهجر السوريين وتميز شعره …
الخاتمة وبكلمة واحدة
طوبى للشاعر السوري المهجري نسيب عريضه الذي عذّبته الحياة وخذلته ولكنه استمر يشدو!
يا دهر قد طال البعاد عن الوطن…… هل عودة ترجى وقد فات الظعن
عد بي الى حمص ولو حشو الكفن…. واهـتـف اتـيت بعاثر مـردود
واجعل ضريحي من حجار سود.
رائعة نسيب عريضة… من أجمل قصائد الحنين في اللغة العربية.
يشكّل المبدعون في المجالات الفنية والعلمية والفكرية، جزءاً من نهضة البلدان والشعوب التي ينتمون إليها، ما يدفع حكومات بلدانهم لتكريمهم وتخليد ذكراهم بطرقٍ شتىّ، منها تحويل بيوتهم إلى متاحف ومزارات خاصّة. شيءٌ لم تعتد عليه الدول العربية عمومًا وسورية خصوصاً اذ ما اكثر مبدعينا واعلامنا!!.
في لبنان، تقيم بلدية مدينة بشرّي في الشمال، متحفًا في منزل الأديب اللبناني الراحل جبران خليل جبران، وفرنسا تجمع كل الشخصيات المؤثّرة في تاريخها في مقبرة واحدة تسمّى “البانتيوم”، كما تشير بلافتات طرقية إلى أماكن سكن وعمل مبدعين فرنسيين من كل المجالات، كـ ماري كوري وفيكتور هوغو، تمامًا كما هو الحال في مصر التي تهتم بإرث شخصيات أغنت الفن العربي كأم كلثوم وغيرها، أما في سورية فلم تأبه بلدية دمشق بحال الكثير من بيوت مبدعيها أو إرثهم الفني والثقافي، كحال منزل الشاعر السوري الراحل نزار قباني.
مكانه ووصفه
يقع منزل الشاعر نزار قّباني وسط حي مئذنة الشحم في قلب مدينة دمشق القديمة، وعلى مقربة من سوق البزورية الشهير، ومنطقة الباب الصغير وهو اصغر ابواب سور دمشق.
ولد نزار في آذارمن سنة 1923 وهناك عاش فترة طفولته وشبابه، حيث تحف المكان أشجار الياسمين والنارنج التي تخيّلها معظم قرّاء الشاعر ومحبّوه.
ايوان المنزل
هناك، جلس أبو المعتز وأم المعتز، بحسب قصائد صاحب “قالت لي السمراء” أيضًا، هناك اجتمع رجال الكتلة الوطنية لأكثر من مرّة خلال الانتداب الفرنسي، فوالد نزار كان وجيهاً في حيه وناشطاً سياسياً، وعن هناك يقول الشاعر:
“في باحة الدار الشرقية الفسيحة، أستمع بشغف طفولي غامر، إلى الزعماء السياسيين السوريين يقفون في إيوان منزلنا، ويخطبون في ألوف الناس، مطالبين بمقاومة الاحتلال الفرنسي، ومحرّضين الشعب على الثورة من أجل الحرية، وفي بيتنا في حي (مئذنة الشحم) كانت تعقد الاجتماعات السياسية ضمن أبواب مغلقة، وتوضع خططٌ للإضرابات والمظاهرات ووسائل المقاومة. وكنّا من وراء الأبواب نسترق الهمسات، ولا نكاد نفهم منها شيئًا”. من نص “الولادة على سرير أخضر”.
واجهة المنزل الخارجية
منزل الشاعر الدمشفي نزار قباني الذي يقع في هذا المكان الدمشقي العريق مأئنة الشحم دمشق القديمة، تسكنه اليوم عائلة دمشقية عريقة اشترته منذ عام 1968 ومازالت تحافظ عليه… ويتكون منزل “القباني” من طابقين أحدهما باحة مكشوفة مصنوعة من الرخام والأعمدة الرخامية التي يتسلقها الياسمين الأبيض والورد الأحمر وفيها شجر الليمون والكباد وفي منتصف الباحة نافورة مياه، وكان هذا البيت معقلاً من معاقل المقاومة ضد الانتداب الفرنسي، حيث كان رجال الكتلة الوطنية، وزعماء الأحياء الدمشقية وأبناؤها يجتمعون فيه، وحول ذلك قال الشاعر الراحل في مقدمة ديوانه “دمشق نزار قباني”: ”لطالما جلست في باحة الدار الشرقية الفسيحة أستمع بشغف طفولي غامر إلى الزعماء السياسيين السوريين يقفون في إيوان منزلنا، ويخطبون في ألوف الناس، مطالبين بمقاومة الاحتلال الفرنسي، ومحرِّضين الشعب على الثورة من أجل الحرية”.
من ارض الدار
وأحب نزار قباني المنزل ودأب على زيارته من لندن وبيروت ومن كل مكان فى العالم مع أولاده، ثلاث مرات في السنة أحياناً، لأن قبر ابنه توفيق الذي توفي يقع خلف البيت.
وظل الشاعر الكبير مشدوداً إلى بيته وبيت أهله في دمشق بحبل سري لم تستطع سنوات الترحال والتنقل أن تؤثر فيه، ولعل أجمل وأروع وصف البيت نجده في قصائده ونصوصه المنثورة حيث يقول في إحداها: “هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطر، بيتنا كان تلك القارورة”. ويتابع: “إنني لا أحاول رشوتكم بتشبيه بليغ، ولكن ثقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلم قارورة العطر وإنما أظلم دارنا، والذين سكنوا دمشق وتغلغلوا في حاراتها وزواريبها الضيقة يعرفون كيف تفتح لهم الجنة ذراعيها من حيث لا ينتظرون”.
اطلالة على باحة الدار السماوية
ويردف الشاعرالدمشقي المبدع: “هذا البيت الدمشقي الجميل استحوذ على كل مشاعري وأفقدني شهية الخروج إلى الزقاق، كما يفعل الصبيان في كل الحارات. مضيفاً أن “هذا المنزل كان السبب في نشوء الحس (البيتوتي) لدي الذي رافقني في كل مراحل حياتي”. “…الآن أن أغمض عيني وأعد مسامير أبوابه، وأستعيد آيات القرآن المحفورة على خشب قاعاته..”. في هذه الكلمات ومثلها كثير مما كتبه نزار حول بيت طفولته، نعثر على علاقته الشديدة مع المكان خاصة في يفاعته الأولى، تلك التفاصيل الدقيقة التي يسردها نزار حول أرض الديار والجدران والشبابيك، كل ذلك يظهر درجة التأمل الكبيرة التي عاشها الشاعر في تلك المرحلة من الصبا والتي رافقته حتى آخر أيامه لأنها كانت بمنزلة الخزان والملجأ حتى وهو بعيد عنها..
بحرة الدار السماوية التي تغزل بها نزار
بيع البيت
البيت تم بيعه في ثمانينيات القرن الماضي، وكان نزار حيّاً في ذلك الوقت، إلا أنه كان يقيم في لندن، وانتقل بعض أفراد الاسرة للإقامة في حي أبو رمانة الأرستقراطي في الثمانينيات.
البيت العربي القديم وسط حي الشاغور، يغيب اليوم بكل تفاصيله التراثية ومعانيه التاريخية للحركة الوطنية في سورية، وما أكسبه للشعر العربي من مخيلة نزار قباني، حيث لم يعد موجوداً إلأ بـ أسواره الخارجية فقط، فمُلاك البيت الجدد، وهم من عائلة نظام الدين العريقة في دمشق، غيّروا فيه (وهذا من حقهم ببيتهم) وأصبحت أرضه مرمراً بأشكال حديثة وجدرانه بعضها من السيراميك، كما وضعوا مصعداً كهربائياً بين الطابق الأوّل والثاني.
الخاتمة
بحرة الدار السماوية التي تغزل بها نزار
السؤال الأهم هو لماذا لم تهتم بلدية دمشق أو وزارة السياحة أو مديرية الآثار والمتاحف في وزارة الثقافة بشراء البيت، وهل كان سيواجه مصيراً أفضل أم أنه سيكون كحال منزل جدّ نزار مؤسّس المسرح السوري الدمشقي الخالد أبو الخليل القباني، الذي يصفه الباحث الاقتصادي العامل في وزارة السياحة السورية سابقاً يوسف حمامي بـ “الخرابة”، مستطرداً: “البيت كان خرابة اشترته وزارة السياحة ولم تُقم فيه أي نشاط ثقافي، حيث اختُلف على تحويله إلى متحف أو مطعم”.
العزاء الوحيد ربّما لأسرة الشاعر السوري الراحل نزار قباني، هو أن البيت لا زال مسكوناً ولا ينكر أصحابه تاريخه، حيث فتحوا أبوابه مشكورين لـ تقبل عزاء القباني في نيسان 1998، وهذا يبدو أفضل على الأقل من أن يتحوّل إلى مطعم أو مقهى تراثي، ليبقى باب السؤال مفتوحاً، عن مصير إرث مئات المبدعين السوريين، ليس ما يتعلّق بمساكنهم فحسب، بل إنتاجهم الإبداعي وحقّهم من التكريم في الحياة والموت.
لا أحد يزايد في عشق سورية… * قال الصحفي اللبناني ا. نبيه البرجي وهو من كبار الصحفيين اللبنانيين في وزنه وثقل كلمته في مقال له في جريدة الديار قبل سنتين اي عام 2017 اقتطف منه: – ” لا احد يزايد علينا في عشقنا لسورية، سورية الناس، وسورية الارض، وسورية الدور، لا سورية النظام ولا سورية السلطة( مع تحفظي الجذري انا على توصيفه النظام لأن النظام نقيض اللا نظام … وليست كلمة تعييرية)… وتابع :”…ولا سورية المعارضات المهلهلة، تابعوا مشهد رياض حجاب وكيف يحاولون تحويله من لوح خشبي الى حيوان ناطق… ولا يمكن الا ان نتقاسم والنازحين السوريين دقات القلب مثلما نتقاسم ارغفة الخبز. ولكن كيف يمكننا ان نغفل ان ثمة نحو مليوني نازح عندنا باتوا رهائن، شاؤوا ام ابوا، بين لعبة الامم ولعبة القبائل… * يتابع: “كلنا، كعرب، عنصريون. مصلحة القبيلة فوق كل اعتبار. الم يكن هناك لبنانيون يصفون العمال السوريين تهكماً بـ”الحوارنة”، كما لو ان حوران لم تنتج العباقرة، ومنها عائلات لبنانية عريقة، ومنها على الاقل، رئيس للبنان ( اضيف انا مثل: اسرة تويني الحورانية واسرة الحريري وهي عشيرة حورانية ممتدة في البادية السورية). وكنا نقول، هذه دولة انتجت ستة اباطرة لروما، وانتجت يوسف العظمة وسلطان باشا الاطرش. وكان بيننا ادونيس، ونزار قباني، ومحمد الماغوط، وبدوي الجبل، وغادة السمان (اين انت يا منى واصف؟). وكان اولياء الامر في عنجر يعاملوننا، ويعاملون سياسيينا بالدرجة الاولى، كما السبايا.” وانا اضيف على كلامكم: “انه كان عهد حاكم لبنان عبد الحليم خدام وزمرته، وكان الشاطر من الساسة اللبنانيين من يحاول استرضاء هؤلاء للحصول على المكاسب طعميني لطعميك… ولو على حساب الاخلاق والشرف واسألوا هؤلاء ونساءهم… فالناس دفاتر بعضها…” * اضاف: “كلنا عنصريون. هل كان يفترض بالسوريين ان يموتوا على شواطئ القارة العجوز، او ان يتأقلموا مع طيور البطريق، بعدما اقفل الاشقاء العرب ابوابهم في وجوههم، وقد زودوهم بكل انواع الصواريخ، وبكل انواع السواطير، لكي يفتكوا ببعضهم البعض؟. السوري معذب، وقد زاده عذاباً صراع العرب ضد العرب. لم نشعر في اي يوم بالحدود مع سورية، ولا بالحدود مع السوريين، لكننا اذ نعيش ونعايش اهل المخيمات، ونرى كيف يوظف كل شيء لحساب الطائفة، او لحساب القبيلة، لابد ان يساورنا قلق البقاء. اجل قلق البقاء… ذات يوم، كان يمكن لطرابلس ان تصبح الموصل او الرقة. هناك من هلل وفتح الابواب. الآن ازمة اكبر مما نتصور. ماذا ان نذهب بها الى الامم المتحدة؟ ان تتدحرج كرة النار في عقر دارنا…”
– واختم هذا المحور بالقول لكم يا استاذنا: الف شكر على محبتكم وصدق مشاعركم ولا تنسوا 20000 شهيد سوري دفاعاً عن بقاء لبنان واحداً موحداً، ومجابهة العدو الصهيوني في غزوة 1982.. (منهم شقيقي الاصغر).وسواها وكي لاتنتصر فئة لبنانية على حساب فئة اخرى صار الكل اعداء سورية وصارت سورية عدوتهم قبل العدو الصهيوني…واكيد يا استاذنا لم تنسوا كيف ان لاحدود بين سورية ولبنان ماقبل الحرب الأهلية اللبنانية، وفي الحرب الأهلية اللبنانية بين 1975- 1977 وكل الاشقاء اللبنانيين فتحت لهم سورية ابواب العمل بقرار من الرئيس حافظ الاسد حتى صارت سياراتهم تعمل سيارات اجرة وصارت اللقمة واحدة وحتى شهدت ايواءً في بيوتنا للعديد العديد من العائلات اللبنانية المهجرة ومعظمهم لا يعرفون بعضهم، واستمر هذا الحال حتى مؤتمر الطائف 1990 ثم في غزوة 1996 والعدوان الصهيوني على لبنان الجنوبي عام 2006… ونحن شعب واحد في دولتين وانا اصلي الاساس من حوران ازرع عبر اجداد اجدادي، ذهبتْ الى الكفير ثم اتيت الى راشيا وزحلة ثم دمشق.. وعائلتنا منتشرة لاتزال في تلك المناطق، نحن واحد لقد صنع الجغرافيا السياسية بين سورية ولبنان مستعمر بغيض باتفاقية سايكس بيكو 1916 واعطى وعدا لليهود في فلسطين 1917 من قبل اليهودي بلفور الذي لاهو ولا دولته يمتلك هذا الحق … واقام الفرنسيون لبنان الكبير من كبد وخاصرة سورية جنوباً وبقاعاً وعكاراً وشمالاً… هل يعجبك يا استاذ نبيه هذا الظلم الواقع على السوريين وتعقيدات العمل والسماح لهم بالعمل فقط في التنظيفات ونواطير البنايات…واعمال هي الاحط…(لم نفعلها معكم) مقابل آلاف الدولارات يدفعونها سنويا للبنان ومدخول لبنان من اقامات السوريين الاثرياء خلال السنوات الثمان العجاف بدل ايجارات عدا ان معظمهم نقلوا معاملهم الى لبنان واثروا الصناعة اللبنانية وتدمرت السورية… وعائدات ايجارات البيوت وتوظيف الرساميل في البنوك اللبنانية كانت بمليارات الدولارات وعوضت مقاطعة العربان للسياحة في لبنان مع العلم انها سياحة ينظرون فيها الى لبناننا الحبيب وشعبه وهم اهلنا انها للسياحة الجنسية بكل اسف) ومنحوا كيليكيا للعدو التركي 1922 من الرأس السوري وابادوا سكانها الارثوذكس من يونان وسوريين ثم بمعرفة وتسهيل الفرنسيين تم ضم لواء الاسكندرون من القلب السوري… والآن يتابعون في اكمال تفتيت المقسم ليس بسبب “النظام” والمآخذ عليه بل لأن المؤامرة تقضي بتعرية سورية من نفطها وغازها وتفتيتها الى كيانات عربية وكردية فالأكراد بدعم من اميركا وقواتها تحارب معهم لكيان كردي وانظر لقد استطاعوا حاليا جعل الشرق السوري بمثابة كانتون اميركي بحراب كردية له بطاقات خاصة كردية ومناهج تدريس كردية…بمعنى التمهيد للسلخ عن الوطن السوري الام مع انتشار كم لايقدر من القواعد العسكرية والمطارات للحلفاء وكل يوم عشرات المعدات العسكرية ترد جوا وبرا من قواعدهم في العراق… حتى ان “الست الهام احمد” المسؤولة الأكبر لقسد تتفق مع الكيان الصهيوني للتنقيب عن النفط في شرق الفرات المحتلة من عصابات قسد والاسايش ورعاتهم الاميركان والفرنسيين والانكليز الغزاة كأنها ارضهم ويقومون وكأنهم دولة بسوق الشبان العرب بمكوناتهم الاسلامية والمسيحية للخدمة في هذه العصابة المدعومة اميركياً وكأنها داعش الجديدة سيما ومؤسسها ومؤسس داعش الأصل هي اميركا…
والاتراك قواتهم تحتل اجزاء واسعة من منطقة حلب، وجبال اللاذقية وادلبستان برمتها وارياف حماة بذريعة انهم ضامنين لمنطقة خفض التصعيد وعزلوا المناطق بأسوار اين منها جدار الفصل العنصري الصهيوني بين القدس والضفة الغربية… وأكيد تذكرون ان اصحاب الفورة رفعوا منذ البدء علم الانتداب اي سورية المجزأة…الى دويلات… وهو مايسعون اليه حاليا بتفتيت سورية الى دويلات طائفية… استاذ نبيه شكراً من القلب على محبتك وشهادتك للحق وامثالك هم معظم الشعب اللبناني الشقيق ابن الام والاب…
لقد قطعوا رأسه بعد ان كانوا يأكلون من مائدة ديره وكل الاديار هناك وقد حرقوها واستباحوها… وصاروا يلعبون برأسه كرة قدم وسط التكبير بشكل هستيري…
تذكار شهيد المسيح يكون مؤبدا الكشف عن ثلاث رسائل تركها الأب فرانسوا مراد قبل إعدامه من قبل عصابات ومسلحي “الجيش الحر” التابع لـ”الائتلاف” الوهابي ـ الأميركي الذي يقوده الآن تاجر المخدرات أحمد العاصي الجربا. الثلاثاء، 09 تموز، 2013
المسلحون يحاصرون القرية ولا يمكننا الخروج منها، وقد أحرقوا كنيسة الروم وخربوا مزار العذراء ونهبوا وخربوا الأديرة ، لكني سأقدم نفسي فداء لبلدنا الحبيب سورية..
كشفت قناة” تيلي لوميار” الفاتيكانية التي تبث من بيروت عن ثلاث رسائل كان تركها الأب الفرانسيسكاني “فرانسوا مراد”، راعي “دير سمعان العمودي” في قرية الغسانية في ريف محافظة إدلب، قبل إعدامه فجر يوم الأحد 23 من الشهر الماضي من قبل عصابات ومسلحي “الجيش الحر” التابع لـ”الائتلاف” الوهابي ـ الأميركي الذي يقوده الآن تاجر المخدرات أحمد العاصي الجربا.
ورغم أن الرسائل موجزة، ولا يتجاوز كل منها بضعة أسطر، إلا أنها تكشف حقيقة ما كان يتعرض له من إرهاب، والتهديدات التي كان يتلقاها من عصابات الثورة الوهابية، والمصير الذي كان ينتظر الدير الذي يرعاه، والذي أقدم الثوار الوهابيون ـ الأميركيون القتلة على حرقه ونهبه وتدميره بعد قتل راعيه فرانسوا مراد من خلال إطلاق النار على رأسه.
وبحسب المحطة، فإن الرسالة الأولى كان وجهها مراد إلى راعي أبرشية الحسكة ـ نصيبين (شمال شرق سوريا) للسريان الكاثوليك ، المطران بهنان هندو، بتاريخ 18 كانون الأول / ديسمبر الماضي ، وقال فيها “سيدنا، نحن في خطر… ومهما فعلوا، فلن يتمكنوا من ايماننا المبني على صخرة المسيح… وتأكد انني سأقدم حياتي بكل طيب خاطر من اجل خير الكنيسة والسلام في العالم، وخصوصا من اجل بلدنا الحبيب سوريا”. وأضاف “نحن في خطر، لا يمكننا الخروج من القرية، ولا يمكن احدا الدخول. قاموا بالاعتداء على الكنائس والرموز الدينية. كل يوم يختفي واحد منا، ولا ادري متى يأتي دوري. في كل الاحوال، انا مستعد للموت، ولتتذكر كنيستي انني قدمت حياتي بفرح من اجل كل مسيحي في هذا البلد الحبيب. صلوا من اجلنا”.
أما الرسالة الثانية فمؤرخة في 25 شباط 2013. وجاء فيها” الاحداث تتسارع، واظن اننا دخلنا المرحلة المهمة من جهادنا. بعدما احرقوا كنيسة الروم، وخربوا مزار العذراء للاتين، ونهبوا وخربوا الدير عندي وعند البروتستانت، وكسروا واحرقوا كل الرموز الدينية في القرية، وكتبوا عبارات فيها اهانات لديننا، يحاولون الآن مضايقتنا. ولكن مهما فعلوا، فلن يتمكنوا من إيماننا المبني على صخرة المسيح. وان شاء الله ان يمنحنا النعمة لنبرهن عن صدقية حبنا له وللآخرين. تأكد انني سأقدم حياتي بكل طيب خاطر من اجل خير الكنيسة والسلام في العالم، وخصوصا من اجل بلدنا الحبيب سورية”.
أما الرسالة الثالثة فقد أرخت بتاريخ 17 آذار الماضي، وجاء فيها:” تمضي الايام ببطء، وكل يوم احلك من الذي قبله. فما ان يطل النهار، حتى نبدأ بالبحث عن مكان آخر يحمينا من القصف. وفي الليل نحاول ان نكون يقظين، خوفا من الذين حللوا لانفسهم المسيحي وماله. ولكن مع كل هذا الظلم، أتلمس حضور الشمس السري. وكل ما ارجوه من الله ان يهزم حضوره العتمة التي هي سبب ما وصلنا اليه. صلوا من اجلنا”.
العنقاء هو طائر خرافي مذكور في الأساطير الشعبية للعديد من البلدان حول العالم،… وهو طائر الفينيق الذي نتمثل به في سورية…
الفينيق او الفينيكس هو طائر اسطوري يعني الانبعاث، وهذا النعت اطلقه الاغريق على الفينيقيين سكان ساحل سورية الكبرى، ونعت هذا الشعب الفينيقي بطائر الفينيق ومعناه يتجسد في مفهوم “المنبعث من الرماد حياً” وهو حسب الاسطورة، المنبعث دائماً بإشراقة الحياة أمام إفنائه ومهاجمته في ارضه بينما يصدر هو الاشعاع والنور والحرف للعالم.
وفينيق الانبعاث، عقيدة فينيقية كنعانية عاشها اجدادنا كنعانيو الساحل آلاف السنين، كانوا يؤمنون بالانبعاث من الموت ويضحون وفق معتقداتهم بالولد البكر على رجاء القيامة.
آمنوا بالصلة الحميمية بين الاله الكوني العظيم، او الله الخالق في عبادتنا السماوية حالياً والانسان المخلوق، واشتهروا بممارسة التأمل والزهد وتلاوة مناجاتهم له والزهد والتضحية والتبتل الرهباني الذي كانوا يفرضونه على انفسهم والتي اثبتتها المكتشفات الأثرية في أوغاريت ورأس شمرا وجبيل وارواد….يحافظون عليه اكراماً للتجسد الإلهي بعذراء بتول، واليسار ملكة الطهر الكنعاني أحرقت نفسها حفاظاً على عفافها، وفي جبل الكرمل المقدس عندهم كانوا يختارون مغارة حيث كانوا ينذرون الفتيات البتولات ليحل على احداهن الروح القدس فيتجسد الاله الأزلي بها لتلده ةيتجسد إنساناً بكرا ثم يموت تضحية للخطايا وينبعث حياً ليكون طائر الفينيق…
كلمة عنقاء
كلمة “عنقاء” كلمة معروفة، وهي اسم طائر خرافي تقول عنه الأساطير والحكايات أنه كان يعيش زمنًا طويلاً ثم إذا جاءه الموت فقد كان يحرق نفسه بالنار ويستحيل رمادًا، ثم يولد من جديد من رماده ويبعث حياً وهكذا في دورة من الموت والحياة لا تنتهي. لذلك ارتبط اسم العنقاء بالخلود والأبدية. وصار بذلك يماثل الإله السوري القديم بعل الذي يموت ثم يبعث حيّاً من جديد وعلى نحو دائم، وكذلك الإله المصري ايزوريس الذي تخرجه الربة ايزيس من ظلمات الموت. والشيء نفسه كانت تفعله الربات السوريات إنانا وعشتار وعنات، ولاحقًا وتحت أسماء أخرى افروديت واتارجتس وفينوس، وفي عهود لاحقة ظهر المسيح كإله سوري أيضًا يموت في عزِّ الشباب ثم يقوم من الموت وكأنه تجسيد للبعل الشاب دموزي السومري أو تموز البابلي أو تيشوب الحثي، ولاحقًا اوزوريس المصري.
الحقيقة
العَنْقَاء أو العَنْقَاء المُغْرِبُ أو عَنْقَاءُ مُغْرِبِ (أو الفينيق (الفينكس) في الترجمات الحرفية الحديثة)، هي طائر خيالي ورد ذكرها في قصص مغامرات السندباد وقصص ألف ليلة وليلة، وكذلك في الأساطير العربية القديمة.
يمتاز هذا الطائر بالجمال والقوة، وفي معظم القصص أنه عندما يموت يحترق ويصبح رمادا ويخرج من الرماد طائر عنقاء جديد
أصل التسمية
ورد في لسان العرب: والعَنْقاء: طائر ضخم ليس بالعُقاب… وقيل: سمِّيت عَنْقاء لأَنه كان في عُنُقها بياض كالطوق، وقال كراع: العَنْقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس، وقال الزجّاج: العَنْقاءُ المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد… (قال) أَبو عبيد: من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ المُغْرِبُ، ولم يفسره. قال ابن الكلبي: كان لأهل الرّس نبيٌّ يقال له حنظلة بن صَفْوان، وكان بأَرضهم جبل يقال له دَمْخ، مصعده في السماء مِيلٌ، فكان يَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ما يكون، لها عنق طويل من أَحسن الطير، فيها من كل لون، وكانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ على الطير فتأْكلها، فجاعت وانْقَضَّت على صبيِّ فذهبت به، فسميت عَنْقاءَ مُغْرباً، لأَنها تَغْرُب بكل ما أَخذته، ثم انْقَضَّت على جارية تَرعْرَعَت وضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين، ثم طارت بها، فشكوا ذلك إلى نبيهم، فدعا عليها فسلط الله عليها آفةً فهلكت، فضربتها العرب مثلاً في أَشْعارها، ويقال: أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ (أي طارت به)، وطارت به العَنْقاءُ
طائر العنقاء
وفي كتاب العين: والعَنْقاءُ: طائِرٌ لم يَبْقَ في أيدي الناس من صِفتها غيرُ اسمِها. ويقالُ بل سُمِّيَتْ به لبياضٍ في عُنقِها كالطَّوق.
وفي معجم الأمثال والحكم: حَلَّقَتْ بِهِ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ: (مَثَل) يضرب لما يئس منه… العَنْقَاء: طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم، وأغرب: أي صار غريباً، وإنما وُصِف هذا الطائر بالمُغْرِب لبعده عن الناس، ولم يؤنثُوا صفته لأن العنقاء اسمٌ يقع على الذكر والأنثى كالدابة والحية، ويقال: عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ على الصفة ومُغْرِبِ على الإضافة… طاَرتْ بِهِمِ الْعَنْقَاءُ: قال الخليل: سميت عنقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطَّوْق، ويقال: لطولٍ في عنقها، قال ابن الكلبي: كان لأهل الرس نبي يقال له: حَنْظَلة بن صَفْوَان، وكان بأرضهم جبل يقال له دَمْخ مَصْعَدُه في السماء مِيل، وكانت تَنْتَابُه طائرة كأعظم ما يكون لها عنق طويل، من أحسن الطير، فيها من كل لون، وكانت تَقَعُ منتصبة، فكانت تكون على ذلك الجبل تنقَضُّ على الطير فتأكله، فجاعت ذاتَ يوم وأَعْوَزَتِ الطير فانقضَّتْ على صبي فذهبت به، فسميت: ”عَنْقَاء مُغْرِب” بأنها تغرب كل ما أخذته ثم إنها انقضَّتْ على جارية فضَمَّتها إلى جناحين لها صغيرين ثم طارت بها، فشكَوْا ذلك إلى نبيهم، فقال: اللهم خُذْهَا، واقْطَعْ نَسْلَها، وسَلطْ عليها آفة، فأصابتها صاعقة فاحترقت، فضربتها العربُ مَثَلاً في أشعارها.طائر العنقاء
وفي مفردات اللغة: وعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ وُصِفَ بذلك لأنهُ يقالُ كان طَيراً تَنَأوَلَ جَارِيَةً فأغْرَبِ بها، يقالُ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ وعَنْقَاءُ مُغْرِبِ بالإضافَةِ.
وردت أيضا في أشعار العرب، فقال بعضهم:
ولوْ لا سُلَيْمَانُ الأَمِيرُ لحَلَّقَتْ………………………. به، مِن عِتاقِ الطيْرِ، عَنْقاءُ مُغْرِبُ
وقال آخر:
ولو لا سلَيْمَانُ الخَلِيفَةُ، حَلَّقَتْ……………………. به، من يد الحَجّاج، عَنْقاءُ مُغْرِبُ
إذا ما ابنُ عبدِ اللَّهِ خَلَّى مكانه…………………….. فقَدْ حَلَّقَتْ بالجُودِ عَنْقاءُ مُغْرِبُ
وقال الهذلي
فلو أنّ أُمّي لم تلدْني لحلَّقتْ…………………….. بِيَ المُغْرِبُ العنقاءُ عند أخِي كلْبِ
وقال آخر
الجود والغول والعنقاء ثالثة………………………… أسماء أشياء فلم توجد ولم تكن
ترجمها اليونانيون إلى فينكس (مع التحريف القليل لتقابل كلمة فينكس وتعني نوعا معينا من النخيل)، وبعض الروايات اليونانية ترجع أصل تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة يونانية أخذ المصريون عنها تلك الأسطورة.
الأساطير
هناك بعيداُ في بلاد الشرق السعيد البعيد تفتح بوابة السماء الضخمة وتسكب الشمس نورها من خلالها، وتوجد خلف البوابة شجرة دائمة الخضرة…مكان كله جمال لا تسكنه أمراض ولا شيخوخة، ولا موت، ولا أعمال رديئة، ولا خوف، ولاحزن. وفى هذا البستان يسكن طائر واحد فقط، العنقاء ذو المنقار الطويل المستقيم، والرأس التي تزينها ريشتان ممتدتان إلى الخلف، وعندما تستيقظ العنقاء تبدأ في ترديد أغنية بصوت رائع.طائر العنقاء
وبعد ألف عام، أرادت العنقاء أن تولد ثانية، فتركت موطنها وسعت صوب هذا العالم واتجهت إلى فينيقيا واختارت نخلة شاهقة العلو لها قمة تصل إلى السماء، وبنت لها عشاً. بعد ذلك تموت في النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد.. دودة لها لون كاللبن تتحول إلى شرنقة، وتخرج من هذه الشرنقة عنقاء جديدة تطير عائدة إلى موطنها الأصلي، وتحمل كل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس في هليوبوليس بمصر، ويحيي شعب مصر هذا الطائر العجيب، قبل أن يعود لبلده في الشرق.
هذه هي أسطورة العنقاء كما ذكرها المؤرخ هيرودوت، واختلفت الروايات التي تسرد هذه الأسطورة، والعنقاء أو الفينكس هو طائر طويل العنق لذا سماه العرب “عنقاء” أما كلمة الفينكس فهي يونانية الأصل وتعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة فينيقية، حيث أن المصريين القدماء اخذوا الأسطورة عنهم فسموا الطائر باسم المدينة.
ونشيد الإله رع التالي (حسب معتقداتهم) يدعم هذه الفكرة، حين يقول: “المجد له في الهيكل عندما ينهض من بيت النار. الآلهة كلُّها تحبُّ أريجه عندما يقترب من بلاد العرب. هو ربُّ الندى عندما يأتي من ماتان. ها هو يدنو بجماله اللامع من فينيقية محفوفًا بالآلهة”. والقدماء، مع محافظتهم على الفينكس كطائر يحيا فردًا ويجدِّد ذاته بذاته، قد ابتدعوا أساطير مختلفة لموته وللمدَّة التي يحياها بين التجدُّيد والتجدُّد.
بعض الروايات أشارت إلى البلد السعيد في الشرق على أنه في الجزيرة العربية وبالتحديد اليمن، وأن عمر الطائر خمسمائة عام، حيث يعيش سعيدا إلى أن حان وقت التغيير والتجديد، حينها وبدون تردد يتجه مباشرة إلى معبد إله الشمس (رع) في مدينة هليوبوليس، وفي هيكل رَعْ، ينتصب الفينكس أو العنقاء رافعًا جناحيه إلى أعلي. ثم يصفِّق بهما تصفيقًا حادًّا. وما هي إلاَّ لمحة حتى يلتهب الجناحان فيبدوان وكأنهما مروحة من نار. ومن وسط الرماد الذي يتخلف يخرج طائر جديد فائق الشبه بالقديم يعود من فوره لمكانه الأصلي في بلد الشرق البعيد.
وقد ضاعت مصادر الرواية الأصلية في زمن لا يأبه سوى بالحقائق والثوابت، ولكن الثابت في القصة هو وجود هذا الطائر العجيب الذي يجدد نفسه ذاتياً.
ومما قيل عن العنقاء
أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمُسْتَحِيلَ ثَلاَثَةٌ * الْغُولُ وَالْعَنْقَاءُ وَالْخِلُّ الْوَفِي الخل الصديق الوقي بجانب خرافتي الغول و العنقوتقول الأساطير القديمة إن العنقاء عندما تقترب ساعة موته يعمد إلى إقامة عشّه من أغصان أشجار التوابل ومن ثم يضرم في العش النار التي يحترق هو في لهيبها. وبعد مرور ثلاثة أيام على عملية الانتحار تلك ينهض من بين الرماد طائر عنقاء جديد. وتربط الأساطير الفرعونية القديمة العنقاء بالتوق إلى الخلود وهي الفكرة المهيمنة في الحضارة المصرية القديمة. وفي القرن الأول الميلادي كان كليمنضوس الروماني أول مسيحي يترجم أسطورة العنقاء كرمز لفكرة البعث بعد الموت. وكانت العنقاء رمزا لمدينة روما العصيّة على الموت، وقد ظهر الطائر على عملاتها المعدنية رمزا للمدينة الأبدية .. وقد تعددت الروايات و الحكايات حول هذا الطائر الخرافي … الفينكس (العنقاء) طائر أسطوري في اللغة اليونانية، وعلم الأساطير المصري، وقيل أنة عاش في بلاد العرب. فطبقاً للأسطورة: فقد كان الفينيق، او الفينكس طائر ومخلوق رائع و نبيل، عاش ل 500 إلى 1000 سنة.
طائر العنقاء
وايضا نسبت اسطوره طائر النا ر العنقاء الى المصريين القدماء لأن حضارتهم مرتبطة بفكرة الأبدية . فكلمة فينيكس يونانية اطلقت على طائر خرافي كان يقدم كقربان الى سيد الشمس (رع) في الحضارة المصرية القديمة.
فهذا الطائر كان شبية بالنسر الرائع المظهر يكسوة ريشا ذهبياً محمراً جعلة يبدو مغطى بهالة من اللهب. فقد صور في بعض الصور مغطى بلهب بدلا من الريش . كان طائر الفينيق متواجدا في المناطق العربية وفقا للأساطير فقد عاش طائر الفنيق 500 سنة وفي نهاية دورة حياته، بنيما كان يحتضر بنى عشا على نار حتى اتلفة اللهب فبعد موته، ولد فينكس اخر في رماد الأول فكان الفينيق رمزاً للموت والحياة… طائر العنقاء
في اليونان: كتب الشاعرالأغريقي هيرودتس في أحدى كتاباته عن اسطورة الفينيكس بأن طائر الفينيكس يأتي كل 500 سنة لكي يفتقش عن جسد سلفه فبعد ان يضع بيضته يطرح الفينيكس جسد سلفه بداخلها ومن ثم يأخذها الى معبد الشمس في مصر. وفي نهاية القرن الرابع كتب كلاوديانوس بعض الأشعار عن طائر مخلد قادر على العودة الى الحياة من الرماد — وهو الفينيكس هذه هى أسطورة العنقاء كما ذكرها المؤرخ هيرودوت، واختلفت الروايات التي تسرد هذه الأسطورة، والعنقاء أوالفينيق اوالفينكس هو طائر طويل العنق لذا سماه العرب “عنقاء” أما كلمة الفينكس فهي يونانية الأصل وفي الكنعانية الفينيق. و تعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة فينيقية، حيث أن المصريين القدماء اخذوا الأسطورة عنهم فسموا الطائر باسم المدينة.
طائر العنقاء
عمر الطائر خمسمائة عام، حيث يعيش سعيدا إلى أن حان وقت التغيير والتجديد، حينها وبدون تردد يتجه مباشرة إلى معبد إله الشمس (رع) في مدينة هليوبوليس، وفي هيكل رَعْ، ينتصب الفينيق او الفينكس أو العنقاء رافعًا جناحيه إلى أعلى ثم يصفِّق بهما تصفيقًا حادًّا. وما هي إلاَّ لمحة حتى يلتهب الجناحان فيبدوان وكأنهما مروحة من نار. ومن وسط الرماد الذي يتخلف يخرج طائر جديد فائق الشبه بالقديم يعود من فوره لمكانه الأصلي في بلد الشرق البعيد. وقد ضاعت مصادر الرواية الأصلية في زمن لا يأبه سوى بالحقائق والثوابت، ولكن الثابت في القصة هو وجود هذا الطائر العجيب الذي يجدد نفسه ذاتياً. العنقاء في الثقافة الصينيه القديمة يعبتر التنين والعنقاء والتشيلين (وحيد القرن الصيني) والسلحفاة أربعة حيوانات روحانية في الثقافة الصينية التقليدية. رغم أن الثلاثة منها حيوانات خيالية ولم يرها أحد في العالم أبداً غير أن الصينيين يعتبرونها جميعا رموزا للبركة واليمن ويعتقدون أنها تجلب حظا سعيدا. وخصوصا طائر العنقاء الذي يتحلى بجمال الشكل وروعة الألوان وظل يمجده ويتغنى به الشعب الصيني جيلا بعد جيل منذ القدم حتى اليوم. ولا نستطيع أن نعرف صورة العنقاء الجميلة الا من كتب الملفات القديمة لأنه طائر لا يوجد في العالم، مثل وصف الكاتب قه بو في كتابه “أر يا”:”للعنقاء رأس ديك وعنق أفعى وفم عصفور وظهر سلحفاة وذيل سمك، وألوان متعددة رائعة، ويبلغ طوله ستة تشي(حوالي مترين).”
ووصف كتاب الأساطير القديمة بعنوان “كتاب الجبال والبحور” العنقاء قائلا:” تشكّل عروق الريش على رأس العنقاء كلمة “أخلاق”، وعلى جناحيه كلمة “طاعة”، وعلى ظهره كلمة “إخلاص”، وعلى بطنه كلمة “صدق”،وعلى ذيله كلمة “رحمة”. وقال الكاتب شوي شن في أسرة هان الملكية في كتابه “شرح النصوص والكلمات”: “نشأ العنقاء في بلد الشرق البعيد ويطير في أنحاء العالم، ويشرب مياه البحر وينام في كهف بالليل. اذا رآه شخص فسيكون بلده في سلام واستقرار.” ويرى العلماء أن العنقاء الذي يجمع جمال الحيوانات الأخرى كان طوطم طائر يعبده الصينيون القدماء. فما هو الالهام الأصلي لتشكيل صورة العنقاء؟ يرى بعض العلماء أنه الطاووس، ويرى البعض الآخر أنه الديك البريّ الذهبي أو الكركى. وكان الأدباء الصينيون القدماء يعتقدون أن العنقاء نفس طائر الرخّ، حيث قال الكاتب سونغ يو في أسرة هان الملكية في كتابه “سؤال وجواب”: “يطير العنقاء تسعة آلاف ميل من الأرض الى السماء ويجتاز السحب ويحط على قبة السماء.” ووصف كتاب الفلسفة الطاوية المشهور “تشوانغ تسي” العنقاء قائلا:”يوجد طائر رخّ اسمه بنغ،
ظهره ضخم مثل جبل تاي شان، وجناحاه واسعات مثل سحابتين سقطتا من السماء، ويطير تسعة آلاف ميل الى السماء ويجتاز السحب.” وبرهن العالم والأديب المشهور الصيني (وون إي دوا) من خلال الدراسة والبحوث الكثيرة على أن الخطّاف أحد الإلهامات الأصلية لصورة العنقاء. وفي قديم الزمان كانت مكانة العنقاء أعلى من مكانة التنين حيث تحتل صور العنقاء مكانة متقدمة في الرسومات الجدراية والحريرية في أسرة هان الملكية. وفي بعض هذه الرسومات ينقر العنقاء التنين بفمه. وخلال تطور المجتمع الإقطاعي الطويل تغيرت مكانة العنقاء والتنين رويدا رويدا حيث أصبح التنين رمزا للأباطرة فيما نزل طائر العنقاء الى المرتبة الثانية وأصبح رمزاً الى محظيات الاباطرة. وفي أسرة تشينغ الملكية بدأت صور طائر العنقاء المحبوب لدي أبناء الشعب الصيني تنتشر وسطهم، حيث يستخدم عامة الناس كلمة “عنقاء” في تسمية بعض الأطعمة والملابس والمباني والمناسبات السعيدة وغيرها من نواحي الحياة، بالإضافة الى تسمية الفتيات باسم “العنقاء”. وقد أصبح طائر العنقاء بجانب التنين رمزا الى الأمة الصينية ويحبه الشعب الصيني حبا جما بهذا الطائر الخرافي. اليوم يمكن العثور على العنقاء في كتب الأدب والأعمال الفنية والموسيقية الصينية، وكثيرا ما استشهد بها الشعراء في قصائدهم للاحتفاء بالموتى وتخليدهم.
العنقاء في السينماكتب الأساطير
حين نقول العنقاء في السينما فإن من الطبيعي أن تتبادر لأذهاننا أجمل وأشهر عنقاءٍ مرت على تاريخها وهي عنقاء دمبلدور في سلسلة أفلام هاري بوتر، نذكر أن أول احتكاكٍ لهاري مع طائر دمبلدور الجميل كان يوم موته عندما شهد هاري أمام عينيه الطائر الكبير ذابلًا ضعيفًا يتساقط ريشه ثم اشتعلت فيه النيران ففزع هاري وحاول أن يشرح موقفه لدمبلدور إلا أن البروفيسور الكبير الوقور أسِف على أن أول خبرةٍ تلقاها هاري مع طائرٍ بهذا الجمال كانت لحظة موته، وأثناء حديثه عن العنقاء اهتز الرماد أمام أعينهم لتخرج عنقاءٌ جديدةٌ صغيرةٌ من الرماد الساخن، ومرةً أخرى عندما أنقذت العنقاء حياة هاري فرأينا جمالها وقوتها الساحقة وقدرتها على حمل عدة أشخاص والصمود أمام ثعبانٍ عملاقٍ ونقر عينيه فأعمته كما ورد في القصص الصينية عن العنقاء والتنين، ثم الأجمل والأبهى كانت قدرات دموعها الشافية للجروح وتخليصها من الآلام والسموم، إن تلك العنقاء واحدةٌ من أفضل تجسيدات الأساطير التي مرت عبر تاريخ السينما بحق فلم تنتقص من جمالها مثقال ذرة.
الأسطورة هي كل شئ يناقض الواقع أو ليس له في الواقع وجود . والراجح أن هذا التفسير جاء من اجتهاد المترجمين في أوائل النهضة عندما جعلوا الأسطورة ترجمة لكلمة ” Myth ” التي كانت تعني ” ما يناقض الواقع ” . وفيما يلي نماذج من الأساطير التي شغلت بال الشعوب طويلاً رغم أنها لا أساس لها من الصحة .. كما نورد أيضاً نماذج من الحكاية الشعبية والفولكلور .
هذه الحكايات والأساطير للعلم فقط لتعرف كيف كان القدماء يفكرون ويعتقدون لكنها تبقى غير مؤكدة .
1-أبو الهول الاسم العربي لتمثال فرعوني في الجيزة بمصر . ويرجح المؤرخون أن الاسم العربي ” أبو الهول ” صيغة شعبية مأخوذة من الاسم القبطي وكان جسمه وهو على شكل أسد مطموراً في الرمال خلال العصور الوسطى . ولم يكتشف إلا عام 1817م . وكان العرب ينظرون إلى رأسه البارز من رمال الصحراء نظرة خوف تشوبها الخرافة . وكان الناس ينسبون إليه قوة خفية . ويولي هذا التمثال ظهره للصحراء ويستقبل الشمس كل صباح جهة الشرق برأسه الذي يتخذ هيئة رأس إنسان .
2-ابو زيد الهلالي
بطل أشهر الملاحم الشعبية العربية المعروفة بسيرة بني هلال وقد صورت الملحمة وقائع العرب في الفترة من منتصف القرن الرابع الهجري وحتى منتصف القرن الخامس الهجري إبان عصر الدولة الفاطمية . وعلى الرغم من شهرته لم يكن أبو زيد الهلالي محور هذه الملحمة وانما واحد من أربعة انتهت إليهم الرياسة في القبيلة وهم محسن بن سرحان الملقب بالسلطان ودياب بن غانم وبدير بن فايد وأبو زيد بن رزق الهلالي . ولقد مهدت الملحمة ولادة هذا البطل بحادث فذ جعله يبدو كانسان خارق . وترتكز بطولة أبي زيد على دعامتين الأولى الشجاعة وقد بالغ فيها الشعب العربي حتى أخرجها من الممكن وتجاوز بها الطاقة البشرية وكاد يعتبرها من الخوارق أما الدعامة الثانية فهي الحيلة وقد أهله الشعب العربي لها بأن علمه مختلف العلوم والفنون واللغات فهو يستطيع أن يتنكر في أي زي وأن يحترف أي مهنة وأن يتحدث بأي لغة . ومن هنا جاء المثل العربي الشهير ” سكة أبي زيد كلها مسالك ” كناية عن قدرته الخارقة على اجتياز الصعاب . وابتدعت الملحمة الشعبية مبرراً للغزوة الهلالية التي اصطحب فيها أبو زيد من أرض نجد إلى بلاد المغاربة خيرة الفرسان ومن بينهم يحي ومرعي ويونس . وكان المبرر هو وقوع أولئك الفتيان الثلاثة في يد الخليفة ” الزناتي ” بمدينة تونس الخضراء . واحتال أبو زيد حتى تخلص من الأسر وعاد إلى قومه في نجد فما كان مهم إلا أن قاموا معه قومة رجل واحد يستهدفون مدينة تونس لتخليص الثلاثة وتحريرهم . وقد آثر الشعب العربي هذه الشخصية بحبه وأعطاها مكان الصدارة ليس فقط بين أبطال سيرة بني هلال وإنما أيضاً بين أبطال السير الشعبية جميعاً . ابو زيد الهلالي
3-أبيب أو أبو فيس
وهو عدو رمز التوحيد عند الفراعنة القدماء المعروف ب ( رع ) ويرمز إليه برمز العاصفة والصراع بين الشمس والظلام كما جاء في الأسطورة المصرية . وكان يصور في هيئة تمساح له وجه قبيح ومخيف أو في صورة ثعبان ملتف في عدة طيات أو ثعبان له رأس إنسان ويقال أن الشمس ( أو رع ) حاربت ” أبيب ” وشياطينه طوال الليل في رحلتها من الشرق إلى الغرب ثم خرجت من المعركة منتصرة في صباح كل يوم . أبيب أو أبو فيس
4-أثينا هي رمز الحكمة والفنون والعلوم والحروب عند الإغريق . وكانوا يرمزون إليها كما لو كانت عذراء ويعتبرونها حامية الدولة والنظم الاجتماعية وكل شئ يسهم في تدعيم الدولة وازدهارها مثل الزراعة والصناعة والاختراعات . وكانت بذلك مخترعة المحراث والمجراف وزارعة أشجار الزيتون وهي من علم الناس كيف يعلقون الثيران في المحراث وكيف يستأنسون الخيل باللجام وينسبون إليها ابتكار الأرقام والناي والعجلة والملاحة وكل عمل تستطيع أن تقوم به المرأة إلى جانب بناء السفن وصياغة الذهب وصناعة الأحذية . وكانت تمجد هي و” هيفايستاس ” باعتبارهما راعيين للفنون الرفيعة والمفيدة .
اثينا
5-أخيري مرض في الهند يصيب الأطفال من جراء تعرضهم لشبح فتاة صغيرة تقول الأسطورة إنها تعيش فوق قمم الجبال لكنها تهبط إلى الوديان أثناء الليل لتفعل كل أنواع الشرور كما ورد في الفولكلور الهندي . والأخيري لا يصيب من يرتدون ملابس حمراء ولهذا يحرص كثير من الآباء الهنود على ربط خيط قرمزي حول أعناق أطفالهم لوقايتهم من هذا المرض وعند اعتلال صحة الأطفال يقال إن الأخيري ألقى عليهم بظله . 6-أخيل
أقوى وأشجع أبطال اليونان في ملحمة ” الإلياذة ” لهوميروس . وهو رمز للبطل الخارق الذي يؤثر المجد على الحياة الطويلة وتدور ملحمته حول أربعة محاور رئيسية هي : البطل الذي يتنكر في زي امرأة ، والموضع الذي يصاب منه في مقتل ( ويقال إنه إن أصيب في كعبه مات ) ، والسلاح الخارق ، والحصان الناطق . وقد اشتهر رمح أخيل العجيب بقدرته الخارقة على شفاء الجروح . والواقع للأسطورة والملحمة نصيب من الواقع . وقد عثر على العديد من اللوحات التي تمثله وتخلد بطولاته . أخيل
7-آديري أرض الموتى في الأسطورة الماليزية. ولا تختلف الحياة عليها عن الحياة على ظهر الأرض وإن كانت أيسر. وكانت آديري في الأصل أرضاً جدبة لا يسكنها إلا رجل يدعى ” آديري ” وابنته ” ديريفو “. وتقول الأسطورة أن آديري استطاع أن يشعل النار عن طريق حك أسنانه في الخشب ثم بنى بيتاً طوله بضعة أميال أصبح مقراً للموتى بعد ذلك. 8-آرا هو حبيب سميراميس الساميّة التي عرضت عليه الزواج في الأسطورة الأرمنية لكن ” آرا ” رفض ولقي مصرعه على يد قوات قادتها هي بنفسها لمحاربته . وقد حاولت بعد ذلك أن تعيده إلى الحياة لكنها بالطبع فشلت فما كان منها إلا أن ارتدت زيه وزعمت أن الإله أعاده إلى الحياة .
آرا وسميراميس
9-أرجوس عملاق أسطوري جبار له مائة عين أرسلته ” هيرا ” لحراسة ” أيو ” إلا أن هيرميس استطاع أن يغرر بآرجوس فجعله يغط في نومه وقتله فاقتلعت ” هيرا ” عيونه ونثرتها على ذيل طاووسها كحلية لها . 10-إرم ذات العماد مدينة قديمة ورد ذكرها في القرآن الكريم. تقول الروايات إن مبانيها من ذهب وفضة وأعمدتها من زبرجد وياقوت وحصاءها من اللؤلؤ والمسك والعنبر والزعفران . وتذهب الرواية إلى أن عاداً الأول أنجب ولدين هما شديد وشداد وعندما هلك ” عاد ” تولى الملك من بعده ابنه ” شديد ” وعندما مات تولاه ” شداد بن عاد ” . وكان شداد مولعاً بقراءة الكتب القديمة فأعجبته الجنة وما فيها من قصور وأشجار وثمار فدعته نفسه إلى أن يبني مثلها في الدنيا .فأمر ببناء مدينة من الذهب والفضة والزبرجد والياقوت واللؤلؤ على أن تقام قصورها فوق أعمدة من الزبرجد . وغرس تحت تلك القصور وفي شوارع المدينة أنواعاً مختلفة من الأشجار المثمرة أجرى من تحتها الأنهار في قنوات من الذهب والفضة واستغرق بناء هذه المدينة ثلاثمائة عام . وكان شداد قد بلغ من العمر تسعمائة عام وعندما بلغه أن مدينة ” إرم ذات العماد ” قد تم بناؤها رحل مع نسائه وجواريه وخدمه ووزرائه وجنوده وسار بهم في موكب عظيم حتى إذا لم يبق بينه وبين ” إرم ” إلا مرحلة واحدة أرسل الله عليهم الصيحة فأهلكتهم جميعاً .
ارم ذات العماد
11-ألفيس ومعناه الحرفي الحكيم المحصن. وهو اسم لقزم قيل إنه يعيش تحت السطح وطلب يد ” ثرود ” ابنة ” ثور ” كما جاء في قصيدة وردت في كتاب الأساطير النرويجية المنظومة شعراً . لكن ” ثور ” كان يعارض زواج ابنته من ” ألفيس ” لذلك أخبره بشرطه للموافقة على هذا الزواج وهو أن يجيب على بعض الأسئلة . وظن ألفيس أن بوسعه أن يجيب على أي سؤال يوجه إليه بعد أن طاف بتسعة عوالم فوافق على أن يجيب على الأسئلة . ووجه إليه ” ثور ” 13 سؤالاً تعجيزياً . لكن ” ألفيس ” استطاع أن يجيب عليها بسهولة . وكانت الأسئلة والأجوبة قد شغلت الليل وكانت الشمس في الحجرة . واكتشف ” ثور ” أنه كان على ألفيس أن يهرع مع ضوء النهار وإلا تحول إلى حجر ومن هنا قضى ألفيس عمره يجري وراء الشمس ولم يتزوج من الفتاة التي أحبها . 12-أمازون هي المرأة المحاربة في الأسطورة اليونانية . ويقال في الملاح م اليونانية إن ” بنتيسيليا ” ملكة الأمازون جاءت على رأس فرقة من المحاربات لمساعدة ” برياموس ” ملك طروادة وأنها لقيت مصرعها على يد البطل أخيل . كما تروي أن هرقل أرسل حملة للحصول على سوار ملكة الأمازون ” لايوريستيوس ” وانتهت الحملة بالانتصار عليهن . وتزخر الملاحم اليونانية بوصف للمعارك التي دارت بين الإغريق وبين نساء الأمازون وكانت هؤلاء النساء يستخدمن في القتال القوس والحربة والبلطة الخفيفة ونصف درع على شكل هلال وخوذة . وقد أكد الرحالة ” فرانشسكو دي ادريلانا ” أنه التقى بفريق من نساء الأمازون المحاربات في أثناء ارتياده أمريكا الجنوبية في القرن السادس عشر وذلك عند نهر الأمازون فسمى هذا النهر باسم نهر الأمازون . وإن كان بعض الدارسين يرون في أن الاسم مشتق من الكلمة الهندية ” أماسونا ” أي : محطة القوارب نظراً لشدة التيار في هذا النهر . 13-أمت وحش من العالم السفلي في الأساطير المصرية القديمة يجمع بين فرس النهر والأسد وله فكا تمساح. وتروي الأسطورة أنه يقبع بجانب ميزان العدالة في قاعة أوزوريس ويلتهم كل قلب أثقلته الآثام. 14-أهل التراب يقال انها كائنات خارقة تسكن عالماً تحت الصحراء الكبرى في إفريقيا . وتعتقد قبائل الطوارق أن هذه الأرواح تلحق بالناس الكثير من الأذى فهي تعرقل سير القوافل عندما تصيب الابل بالأضرار وتعمل على نضوب المياه في العيون قبل وصول المسافرين . وترى أحياناً في هيئة أعمدة من الرمال تتصاعد أثناء هبوب العواصف . 15-أوديب ومعناه ” القدم المتورمة ” . وتذهب الأسطورة اليونانية إلى أن أوديب هو ملك طيبة الذي توصل إلى حل لغز ” سفينكس ” وقتل أباه وتزوج من أمه ولذلك قدر عليه أن تكون حياته مأساة بسبب لعنة الرب . وأوديب هو ابن ” لايوس ” ملك طيبة و ” جيوكاستا ” في رواية هوميروس .
الملك اوديب
16-الإكسير مادة سرية اعتقد الكيميائيون القدماء أنها تحول المعادن الرخيصة إلى فضة وذهب. وهي ترادف ما يعرف ب ” حجر الفلاسفة “. وينفذ هذا الإكسير إلى المعادن ويسري فيها كما يسري الدم في الجسد وتكفي كمية صغيرة في اعتقادهم لتحويل ما يعادل وزنها مليون مرة من المعدن إلى ذهب. ولا يمكن الاحتفاظ بالإكسير إلا في آنية من الذهب أو الفضة أو البللور لأنه يتفاعل مع الزجاج . وقد ورد في كتاب ” مفاتيح العلوم ” أن الإكسير هو الدواء الذي يحول المعدن المصهور إلى ذهب أو فضة عند غليهما معاً . وتذهب بعض الروايات العربية إلى أن الإكسير مادة تطيل حياة الإنسان بتخليص جسده من الأمراض. وقد ظل المشتغلون بالكيمياء قروناً طويلة يحاولون تحضير إكسير الحياة من مركبات مختلفة ولم يتوصلوا إلى أي نتيجة. 17-البسوس وهي ابنة منقذ بن سلمان التميمية. وهي امرأة تذكر الأساطير أنها السبب في نشوب الحرب بين قبيلتي بكر وتغلب . ويروى أن رجلاً اسمه سعد من قبيلة جرم نزل في حمى جساس بن مرة البكري قريب البسوس واتفق يوماً إن وجد كلب بن ربيعة التغلبي ناقة للبسوس في مرعاه فقتلها أو كما تقول القصة رماها بسهم أصاب ضرعها . فدفع ذلك جساساً إلى الثأر لمن هم في حماه فقتل كليباً زوج أخته وتلا ذلك حرب دموية طويلة نشبت بين قبيلتي بكر وتغلب وعرفت باسم حرب البسوس ويقال أنها دامت أربعين عاماً .
البسوس
18-البعبع مخلوق غريب تخيف به بعض الأمهات أطفالهن . ويقال إن هذا الاسم مشتق من كلمة مصرية قديمة وأنها كانت تطلق على كائن خرافي عند المصريين القدماء .
البعبع
19-التنين مخلوق أسطوري يتردد ذكره في فولكلور شعوب العالم القديم وكثير من شعوب العالم الجديد. وكل التنانين لها جسد ثعبان أو تمساح تغطيه الحراشف واقدامه الأمامية ورأسه تشبه أقدام ورأس الأسد أو النسر أو الصقر وكثير من التنانين لها أجنحة . ولكن تختلف الصفات الجسمية للتنين من مكان لآخر . فهناك الفيل التنين في الهند والغزال التنين في الصين. وينفث التنين النار ويطلق صوتاً مدوياً ويحرس كنزاً ويعيش في كهف أو بحيرة أو مجرى نهر أو بين السحب. وهو يرتبط بالماء بصورة ما . ويعمل الناس عادة في العالم القديم على استرضاء التنين فيقدمون له قرباناً بشرياً عادة ما يكون امرأة. وثمة حكاية شعبية عن فارس يقتل التنين ويقطع رأسه أو رؤوسه وألسنته ويكافأ على ذلك بالزواج من حسناء. ومن أشهر هذه الحكايات قصة الملك آرثر . وتمتزج حكايات التنين بحكايات العمالقة والغيلان ذوي الرؤوس المتعددة الذين ينفثون النار . وفي بعض الحكايات تجد أن التنين هو الشيطان أو خادم الشيطان . ومن سماتها الأقدام المغطاة بالجلد والذيل المدبب . وهناك ما يدل بصفة قاطعة على أن أسطورة التنين تجمعت أولاً في بابل من عناصر من الأسطورة المصرية ثم انتشرت بعد ذلك على نطاق واسع في الهند والصين ثم في بلاد اليونان ومنها انتقلت إلى شعوب أوربة. ولكن بعض الشعوب يعتقد أن التنين ليس شريراً وبخاصة في الصين حيث يقوم التنين بدور بارز في احتفالات الصين بالسنة الجديدة . وتقدم خلال تلك الاحتفالات تمثيليات صامتة وتطلق فيها طائرات من الورق تحمل صورة التنين .
التنين
20-الديف روح عملاق أو عملاقة في الأسطورة الأرمينية وهي روح شريرة مؤذية ولكن الكثيرين يعتقدون أنها حمقاء وغير مؤذية . ولهذا الديف عين واحدة وأحياناً أكثر من عين . وهي عيون واسعة وكثيراً ما يكون لعملاق الديف سبعة رؤوس وهو قوي جداً وفي وسعه أن يقذف الصخرة الكبيرة إلى مسافة بعيدة وهو يعيش في الكهوف وفي الأدغال الكثيفة . ويظهر الديف في هيئة انسان أو ثعبان. وفي الأحلام يُرى في هيئة وحش مفترس . والاصابة بالخبل أو الإغماء أو السعال أو العطاس دليل على وجود الديف. ولحماية المرء منه يجب ضرب الهواء بعصا أو سيف. 21-الرجل الذئب
تحكي الأسطورة أنه رجل لديه القدرة على اتخاذ شكل ذئب . وعندما يتحول هذا الرجل إلى ذئب ينطلق ليلاً لينقض على من يوقعه سوء حظه في طريقه ويلتهم لحمه . وتضيف الأسطورة أن الرجل الذئب يتحول إلى بشر مرة أخرى عند طلوع الفجر ويفعل ذلك بخلع جلد الذئب واخفائه . وإذا أخفى هذا الجلد في مكان بارد فإنه يظل يرتعد طوال اليوم . وإذا عثر على الجلد أحد وأحرقه فإن الرجل الذئب يموت على الفور . وفي المعتقدات الشعبية يصبح الرجل ذئباً إن تمنطق بحزام مصنوع من جلد الذئب . ويعتقد في ألمانيا أن حزاماً يصنع من جلد انسان مات شنقاً يؤدي نفس النتيجة . وقد عرفت جميع الشعوب القديمة هذه الأسطورة وفي المناطق التي لا تعيش فيها ذئاب يتخذ الرجل الذئب أشكال حيوانات أخرى مفترسة . وهكذا نجد الرجل النمر والرجل التمساح والرجل الدب . وفي بلاد اليونان يعتقد أن الرجل الذئب يصبح مصاصاً للدماء بعد موته ودفنه . 22-الزير سالم هو المهلهل بن ربيعة التغلبي وبطل السيرة الشعبية المعروفة باسمه . وتروي هذه السيرة أن قوم الزير سالم كانوا يعيشون في أمن وطمأنينة إلى أن وفد عليهم التبع حسان من اليمن فاغتصب أرضهم وصلب أميرهم ربيعة والد الزير سالم . وقد انتقم كليب من التبع حسان حين أراد أن يتزوج من خطيبته جليلة بنت مرّة وهي ابنة عمه . وقتل كليب حساناً ونصب نفسه ملكاً على أرض بكر وتغلب . وطمع جساس في الملك وشجعته على ذلك سعاد أخت التبع حسان . وحدث أن رمى كليب ناقة للبسوس بسهم فأرداها فاستغاثت بجساس فانتهز الفرصة لتحقيق أحلامه ومن ثم قتل كليباً ابن عمه . وعند ذلك طالب الزير سالم بالقصاص من جساس تحقيقاً للعدل فدارت رحى الحرب بين بكر وتغلب وكان النصر فيها حليفاً للزير سالم دائماً . وضاقت بكر بهذا الأمر ذرعاً فذهبت إلى الملك الرعيني ابن أخت التبع حسان لمساعدتها فشن حرباً ضد الزير سالم ولكن النصر ظل حليف الزير سالم فقتل الرعيني . ولجأ قوم جساس إلى الحيلة فأرسلوا أحد النساك الذين كان يحترمهم فطالبوه بهدنة فاستجاب لهم . لكن ذلك لم يمنعهم من الغدر به ساعة نومه وفي غيبة رفاقه . فانقضوا عليه وأثخنوه بالجراح وحملوه إلى أخته زوجة صديقه ” همام ” وأخت جساس لتقضي عليه انتقاماً منه بسبب قتل ابنها . ولكنها أشفقت عليه ونفذت طلبه فوضعته في صندوق وألقت به في البحر . ودفعته الأمواج إلى بيروت ووقع الصندوق بين يدي الملك فأخرجه منه وعالجه من جراحه إلى أن شفي منها . وجعلهً قائداً لقوات هذا الملك واشترك معه في حروبه ضد أعدائه وأنقذه منهم . وأراد الملك أن يكافئه على بسالته فأرسله إلى أهله معززاً مكرماً . ونشبت الحرب من جديد بين بكر وتغلب ودارت بينهما معارك طاحنة واتضح بعدها أن لكليب ابناً وهو ” هجرس ” وكان جساس قد رباه وأشاع بين الناس أنه ابن شاليش بن مرة . وكبر هجرس ورحل مع أمه إلى منجد بن وائل وتزوج من ابنته وأصبح ملكاً على قبيلته . ثم عاد هجرس بن كليب إلى قبيلته وحاول أن يساعد أخواله في القضاء على عمّه الزير سالم . والتقى هجرس بالزير سالم الذي شعر بأن قوة خارقة تمنعه من قتل غريمه وتصدت اليمامة لهجرس وأخبرته أن الزير سالم عمّه . وشعر الزير سالم بأن دوره في القصاص لقتل أخيه كليب قد انتهى بظهور الوريث الشرعي لكليب وهو ابنه هجرس وأصر هجرس على أن يثأر لأبيه فقتل جساساً وبهذا تحققت العدالة على يديه . ويشخص لقب الزير سالم الرجولة في كثير من المبالغة والراجح أن هذه السيرة دونت في العصر المملوكي في ظلال حكم العثمانيين . الزير سالم
23-الطوطم وهي كلمة معناها ” الأقارب ” . وتشير إلى الرمز الذي ترتبط به العشيرة أو القبيلة والذي يعد الجد الأكبر الذي انحدرت منه هذه العشيرة أو القبيلة . وقد انتشر مصطلح الطوطم والطوطمية عندما نشر ” جيمس فريزر ” دراساته عن الطوطمية عام 1887 و ” أصل الطوطمية ” عام 1899 و” بدايات الدين والطوطمية بين أهالي أستراليا الأصليين ” عام 1905 . وقد جمعت هذه المؤلفات في مجلد واحد سمي ” الطوطمية وزواج الأباعد ” . ويرى فريزر أن الطوطم هو مجموعة من الأشياء المادية التي ينظر إليها الأشخاص البدائيون باحترام مشوب بالخرافة معتقداً أن هناك بينه وبين كل فرد في العشيرة رابطة خاصة ووثيقة . وقد لخص ” ألكسندر جولدون ويزرد ” الدراسات التي تلت دراسات ” فريزر “في كتابه ” الطوطمية ، دراسة تحليلية ”
الطوطم
24-العنقاء طائر أسطوري ضخم يقال إنه اتخذ اسمه من عنقه الطويل. وفي رواية أخرى من طوق أبيض حول عنقه . وهناك روايات عربية أخرى تقرن بينه وبين عنقاء المغرب وطائر ” الفوينكس ” . وتربط الأسطورة بين العنقاء وأصحاب الرس المذكورين في القرآن الكريم . وعلى الرغم من أنه يفترض بصفة عامة أن هذا الطائر لم يوجد إلا في الماضي السحيق فإن ” الدميري ” يقول إنه قرأ في كتاب المؤرخ ” الفرغاني ” أن عنقاء كانت تشاهد بين حيوانات أخرى غريبة في حديقة الحيوان في عهد أحد الخلفاء الفاطميين . وتقول الأسطورة أن هذا الطائر يظهر للناس كل خمسمائة عام . وتعد العنقاء من المستحيلات الثلاثة وهي الغول والعنقاء والخل الوفي
طائر العنقاء
25-الغول كائن خرافي يعتقد أن الانسان إذا ضربه مرة واحدة بسلاح فإنه يقتله . ويطلب الغول من الانسان وهو يحتضر أن يضربه مرة أخرى فإذا استجاب ضاربه لطلبه وأعاد ضربه بالسلاح فإنه يحيا من جديد وينتقم من الانسان . وعين الغول مشقوقة بالطول ويتطاير منها الشرر عندما يحدق في الانسان ويسمي العامة أنثى الغول ” مسلعوة ” . وقد درج الناس في بعض البلاد على أن يتركوا شيئاً من الطعام خارج الدار لكي يتناوله الغول وينصرف عنهم إذ يعتقدون أن الغول يتردد على البيوت ليتناول الطعام الفاخر . ومن المعتقدات الشائعة في بعض البلاد أن خير طريقة للتخلص من الغول هي رش بذور الكتان على الأرض . والغول معروف للعامة بأنه يحب الطعام كثيراً . وقد ورد ذكره في أشعار ” تأبط شراً ” ويقال إن الغول لا يختلف عن أنثاه التي بوسعها أن تتشكل في أي هيئة . كما يذهب البعض إلى أن الغول ضرب من مردة الجن الذين يتميزون بالوحشية الجهنمية والعدوانية يعترضون طريق الناس ويتخذون أشكالاً مختلفة ثم ينقضون عليهم في غفلة منهم ويلتهمون أجسادهم . ومن المعتقدات الراسخة أنه يمكن صرف الغول بتلاوة الأذان . ويرى البعض أن الغول هو بعينه آكل لحوم البشر سواء كان من الجن أو من الإنس . وقد تردد ذكر الغول في عدد من حكايات ألف ليلة وليلة مثل حكاية السندباد وحكاية سيف الملوك وحكاية الوزير الحسود . كما ورد في حكايات أخرى ذكر غيلان تحوم في القبور وتلتهم جثث الموتى . وقيل إن الغول شيطان يصيب الانسان بداء الكلب.
الغول
26-الكابوس شبح يأتي للنائمين في الليل ويجثم فوق صدورهم ويكتم أنفاسهم ويجلب لهم أحلاماً مزعجة ويوقظهم وهم يشعرون بالضيق . وقد كان ” إفيالتيس ” أحد عمالقة الإغريق كابوساً عندهم واسمه يعني ” الوثاب “.
الكابوس
27-باريس هو ابن برياموس وهيكوبا . وتذهب الأسطورة إلى أن هيكوبا حلمت قبل أن يولد لها باريس أنها وضعت جذوة من النار أشعلت طروادة بأسرها . وفسر الحلم بأن الطفل سيكون نذير شؤم على الطرواديين . وما أن وضعت هيكوبا وليدها حتى فصل عنها ونبذ في العراء على جبل ” إيدا ” . ويروى أن دبة أرضعته كما يقال أن راعياً عثر عليه وقام بتربيته فشب راعياً مجهولاً من أبويه وتفوق على أقرانه من الرعاة بقوته حتى لقب ب ” المدافع ” . وبينما كان باريس يرعى قطعانه التقى ب ” هيرا ” و ” أثينا ” و ” افروديت ” وكن يتنازعن في أيهن أجمل فحكم لافروديت فمنحته التفاحة الذهبية ووعدته بتزويجه من أجمل امرأة على قيد الحياة وهي ” هيلين ” . وأخيراً هبط باريس من الجبال إلى المدينة في إحدى المناسبات وبرز في المباريات فلفت إليه الأنظار . واعتقد الجميع أنه من سلالة نبيلة وتعرفت عليه أخته ” كاسندرا ” وكانت هي من فسرت حلم هيكوبا . فأعلنت أنه ابن برياموس . بعد ذلك بقليل تزوج من ” هيلين ” رغم ارادة ” منيلاوس ” ملك اسبرطة وأنجب منها بعد أن فر بها إلى طروادة عن طريق مصر وفينيقيا . ولما أبى باريس أن يعيد ” هيلين ” إلى ملك اسبرطة التي أخذها منه بخدعة وأيده الطرواديون هب اليونان للقتال وشبت معركة طروادة الشهيرة وهزم منيلاوس باريس في معركة واحدة . لكن القتال تجدد وألح عليه شقيقه هكتور أن يترك ” هيلين ” لكنه رفض وأصيب بعد أن قتل البطل ” أخيل ” بسهم صوبه إليه فيلوكتيتيس . ولايزال باريس يجثم في الخيال الشعبي عند الأوروبيين كرمز للجمال والوسامة . 28-باندورا ومعناها الحرفي : المرأة التي وهبت كل الصفات الحسنة . وتذهب الأسطورة إلى أن ” باندورا ” أعطيت وعاء لتحمله وحرم عليها أن تفتحه لكنها ضعفت أمام فضولها حتى غلبها على أمرها في بعض الأيام ففتحته . فاذا بجميع الأمراض تنساب من هذا الوعاء لتتسلط على بني البشر . ولم يبق في الوعاء غير الأمل فكانت بذلك سبباً في تبديد الخير وانتشار جميع الآثام والشرور. 29-برج بابل هو البرج الذي بناه النمرود وأراد به أن يصل إلى السماء عندما طغى وتجبر فتطلع إلى مزيد من السلطان وقرر أن يحارب رب السماء والأرض . فبنى هذا البرج من الطوب 600 ألف رجل وكان برجاً شاهقاً لا يصل المرء إلى قمته إلا بعد مسيرة عام . وصعد إلى قمته نفر من الرجال وأطلقوا وابلاً من السهام على السماء ثم عادوا ملطخين بالدماء فظنوا أنهم انتصروا . وتروي الحكاية أن الله أرسل سبعين ملكاً قبل أن ينتهي بناء البرج فاضطربت ألسنة العمال ولم يستطع أحدهم أن يفهم ما يقوله زميله ومسخ بعضهم قردة وتفرق الباقون وكونوا سبعين أمة على الأرض . وغاص البرج في الأرض واحترق ثلثه وظل الثلث الباقي . وقيل إن كل من يمر على البرج كان يفقد ذاكرته تماماً .
برج بابل
30-بوكي روح هائمة في البيوت كما ورد في الفولكلور الانجليزي . وكانت روح البوكي التي تردد ذكرها في فولكلور القرون الوسطى بانجلترا أكثر خبثاً وتضمر السوء للناس . وربما اشتقت شخصيات البوكيمون التي انتشرت مؤخراً من خلال أفلام الكارتون من هذه الأسطورة . 31-بيجاسوس وهو الجواد المجنح . تروي الأسطورة أنه خلق من جسد ميدوسا بعد أن قطع بيرسيوس رأسها وأنه ما إن ولد حتى طار إلى السماء . وتذهب الروايات المتأخرة إلى أن بيجاسوس كان مطية الشعراء . ولكن يقال إن بيجاسوس ضرب الأرض بحافره فانبثقت النافورة ” هيبوكريني ” التي أصبحت مصدراً للإيحاء لكل من يشرب من مياهها وأن هذه هي الصلة الوحيدة التي تربط بيجاسوس بالشعر . الجدير بالذكر أن ” هيبوكريني ” تعني : نافورة الحصان.
اشهر 43 أسطورة في التاريخ
32-تاي شان أعلى جبل من الجبال الخمسة التي يقدسها الصينيون بمقاطعة شانتونج . وقد كانت القرابين تقدم فوق قمة هذا الجبل منذ أسرة ” هان ” وتغطي الجبل مقابر ونقوش . وقد أقيم قرب قمته معبد كبير للسيدة شان أو لابنة ” تاي شان ” الذي يقدسه الصينيون فضلاً عن معبد آخر لأميرة السحب الملونة التي قيل أنها تنام تسعة أشهر ثم تستيقظ في مستهل فصل الأمطار. 33-جارودا أحد أشكال الشمس في الأسطورة الهندية . عادة ما يصور الجارودا على هيئة مخلوق خارق للعادة نصفه انسان ونصفه طائر وله جسد ذهبي ووجه أبيض وأجنحة حمراء . ويعتبره الهنود ملك الطيور . وتقول الأسطورة أنه خلق من قشرة بيضة وضعت بين يدي ” براهما ” فأخرج منها الفيلة المقدسة . والجارودا هو العدو اللدود للثعابين . وتذهب الأساطير الواردة في ” المهابهاراتا ” إلى أن أمه تشاجرت مع ضرتها ” كادرو ” أم الثعابين فتغلبت عليها المذكورة وصمم جارودا على أن يحرر أمه ” فنياتا ” فأطفأ النار التي كانت تحيط بطعام كادرو وقتل حراس الأفعى ومحق جسدها . والجارودا باعتباره مبيد للثعابين يملك قوة خارقة لمقاومة تأثير السم.
جارودا
34-جزيرة الرخ تقول أسطورة أن الرخ يعيش في هذه الجزيرة . والرخ طائر هائل الحجم يقال أن طول جناحه الواحد عشرة آلاف باع . ويروى أن رجلاً من أهل الغرب سافر إلى الصين وأقام بها وبجزائرها مدة طويلة ثم عاد ومعه أموالاً كثيرة جداً . وأحضر معه قصبة ريشة من جناح فرخ الرخ وكانت تلك القصبة تسع قربة ماء . وقال هذا الرجل إنه سافر مع بعض التجار في احدى السفن فألقت بهم الريح على شاطئ جزيرة عظيمة واسعة الأرجاء . فخرجوا من السفينة ليتزودوا بالماء والحطب ومعهم الفؤوس والحبال والقرب فشاهدوا في الجزيرة قبة عظيمة بيضاء تلمع في أشعة الشمس . فدنوا منها فوجدوا أنها بيضة الرخ . فأخذوا يضربونها بالفئوس وينهالون عليها بالصخور وجذوع الأشجار حتى انشقت عن فرخ الرخ . فتعلقوا بريشة من جناحه وانتزعوها وقتلوا فرخ الرخ وحملوا معهم جانباً من لحمه ووضعوه على الجمر لينضج وأكلوا منه . وكان فيهم بعش الشيوخ لحاهم بيضاء وعند الصباح وجدوا أن لحاهم اسودت . وصعدوا إلى السفينة وانطلقوا بها في عرض البحر وبينما هي تسير بهم إذا بالرخ يحلق فوقهم كسحابة عظيمة ويحمل بين قدميه قطعة هائلة من الصخور وعندما حاذى السفينة ألقى عليها بالصخرة . وأسعدهم الحظ فأفلتوا من الموت بأعجوبة إذ كانت السفينة تسير بسرعة كبيرة فوقعت الصخرة في البحر وكان لوقوعها دوي عظيم أما هم فنجوا من الهلاك.
طائر الرخ
35-جلجامش أشهر أبطال الأساطير البابلية والأشورية. وهو ليس شخصية خيالية بل يجمع المؤرخون على أنه كان ملكاً في بلاد سومر ويحكم مدينة ” إريخ ” . وكان ينشر الفزع بين الناس إذ كان يخطف البنات من آبائهن والزوجات من أزواجهن . فضج سكان إريخ بالشكوى منه للرب . فخلق رجلاً يشبه جلجامش ليحاربه وتعيش مدينة إريخ في سلام . وهذا الشخص هو ” إنكيدو ” وكان غزير الشعر قوياً يمكنه أن يتغلب على جيش بأسره كما كان يصادق الوحوش ويحميهم من الصيادين ويقطع الشباك التي ينصبونها لصيدها . وحين علم جلجامش بخبره أمر بالقاء القبض على انكيدو لكن أتباعه عجزوا عن تحقيق ذلك . فبعث جلجامش صياداً استطاع أن يقهره بالخديعة ويحوله إلى شخص شرير حتى لم يعد قادراً على مصادقة الوحوش . وأغراه بالعودة إلى مدينة إريخ حيث صار صديقاً لجلجامش . ورأى انكيدو حلماً شاهد فيه مخلوقاً غامضاً كريه الشكل له مخالب النسر يحمله فوق السحاب ثم يلقي به في بيت الأشباح وهو البيت الذي لا يخرج منه أبداً من يدخله . وقص إنكيدو رؤياه على جلجامش فقدم قرباناً للرب فنصحه بالانطلاق لمحاربة ” خومبابا ” ملك جبل الأرز . وذهب جلجامش مع صديقه انكيدو ووصلا أخيراً إلى مقر خومبابا واشتبك جلجامش في قتال مع الوحش خومبابا وقتله . ثم عاد وصديقه انكيدو إلى مدينة إريخ فاستقبلهما سكانها استقبالاً حاراً لكن المرض أصاب انكيدو فلفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي جلجامش .. وبكاه جلجامش كثيراً وتملكه الذعر من أن يلقى حتفه مثل إنكيدو ومن ثم انطلق يسعى إلى ” أوتانابشتم ” الرجل السعيد الذي نجا من الطوفان . ووصل جلجامش إلى جبل ماشو حيث تستريح الشمس كل مساء وكانت أبواب الجبل يحرسها الرجال العقارب . فارتعد جلجامش عندما رآهم لكنه استعاد رباطة جأشه وطلب من أحدهم أن يدله على الطريق فأجابه الرجل العقرب إلى طلبه وسار في الظلمات . وأخيراً وصل إلى ” أوتانابشتم ” بمساعدة ” أورشانابي ” وأخبره برغبته في الحصول على الخلود . فطلب منه ” أوتانابشتم ” أن يبقى مستيقظاً لمدة ستة أيام وسبع ليال لكن جلجامش فشل في هذه التجربة . فأخبره أوتانابشتم أن في قاع المحيط نباتاً شائكاً من يأكل منه يستعيد شبابه . وغاص جلجامش في قاع المحيط وحصل على هذا النبات وانطلق في قارب ” أورشانابي ” عائداً إلى بلاده وفي طريق عودته توقف عند نبع ماؤه عذب ونزل فيه ليستحم . فاجتذبت رائحة النبات ثعباناً فسرقه . وعاد جلجامش إلى مدينة إريخ خائباً حزيناً.
جلجامش
36-روما
ابنة الأمير الأركادي ” ايفاندر ” مؤسس مدينة روما عاصمة ايطاليا كما تقول احدى الروايات . وتصور روما وهي جالسة ترتدي ملابسها كاملة وتحمل تمثالاً صغيراً يرمز للنصر أو تحمل رمحاً وتستند بيدها إلى درع وعلى رأسها خوذة تزينها بريشة . وتقول روايات أخرى أنها امرأة من طروادة قادت حملة ضد الأسطول الإغريقي وحاولت أن تضرم فيه النار . وتذهب الأسطورة إلى أن ” أينياس ” أسس مدينة على ضفة نهر التيبر وأطلق عليها اسم روما تبجيلاً لها. 37-روبين هود بطل ملحمة انجليزية حولته الأسطورة إلى أمل للفقراء والمطحونين من خلال لعب دور اللص الشريف الذي يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء . وقد كان بارعاً في الرمي بالسهام متخذاً من غابة شروود مقراً يعيش فيه هو وأقرانه ويسرقون صيد الاقطاعيين والنبلاء من الغزلان ويسلبون المارة من التجار والأشراف ويعطون ما يحصلون عليه من الاموال للارامل واليتامى . ومن رجال روبين هود البارزين ” لتل جون ” و ” ديل سكارلت ” و ” ألن ديل ” وزوجة روبين هود السيدة ” ماريان ” . وتذهب بعض الروايات إلى أن روبن هود ولد عام 1160 واسمه الأصلي ” روبرت فيتزويث ايرل هنتنجدون ” في لوكسلي نوتنجهامشير . وأنه جرح جرحاً مميتاً في كمين أوقعته فيه بالخديعة إحدى قريباته ومات عام 1247 . وقد دفن في منطقة أصبحت فيما بعد منتزهاً يقع في ” كيركليس هول ” بيوركشاير حيث يعرض قوسه وسهمه.
روبن هود
38-حصان طروادة حصان أسطوري صنعه أبيوس واختبأت فيه جماعة من أبطال الإغريق المحاربين بقيادة أوديسيوس خلال حرب طروادة الشهيرة التي شنها الإغريق بقيادة أجاممنون وشقيقه مينيلاوس على ملك طروادة برياموس واستمرت عشر سنوات كاملة وأودت بحياة عدد كبير من الأبطال قبل أن تسقط طروادة في العام العاشر . وقد كان لحصان طروادة الفضل في إنهاء المعركة لصالح الإغريق . فبعد الانتهاء من صنعه تظاهر الإغريق بالرحيل على سفنهم فخرج الطرواديون وأعجبوا بهذا الحصان الغريب . وتقدم إليهم الجاسوس الإغريقي ” سينون ” فأخبرهم بأنهم إن أدخلوا هذا الحصان إلى مدينتهم سيحميهم بقواه الخفية من الإغريق . وخدع الطرواديون وأدخلوا الحصان الخشبي مدينة طروادة . وأثناء الليل أخرج ” سينون ” الأبطال المختبئين داخل الحصان ففتحوا أبواب المدينة للإغريق الذين كانوا قد عادوا سراً فسقطت طروادة في أيديهم.
حصن طروادة
39-جوهرة في رأس ثعبان من الأساطير التي تكررت في الحكايات الشعبية كثيراً . والحجر لا يوجد في رؤوس الثعابين فحسب بل يوجد أيضاً في رؤوس التنانين والضفادع البرية والكلاب والعصافير وغيرها . ويتحدث الكاتب الإغريقي ” سوتاكوس ” عن وجودها في رأس تنين ويقول ” بليني ” عندما تكون الجوهرة في رأس الثعبان فانه يجب أن يكون حياً عند قطع رأسه وإلا فإن الحجر لن يكون له أي قيمة . وقد كان لهذه الجوهرة قيمة عظمى لدى الشعوب القديمة وكثيراً ما تلمع هذه الجوهرة ببريق أخاذ ويشع منها ضوء وللحصول عليها طرق كثيرة . يقول ” فيلوستراتوس ” إن التنين في الهند يقوم بتلاوة ترانيم معينة أو يكتب هذه الترانيم على عباءة قرمزية لحماية نفسه . أما الثعبان فيلجأ إلى طرق كثيرة لحماية نفسه كأن يضع أذناً على الأرض ويضع ذيله في الأذن الأخرى . 40-ميدوسا تحكي الأسطورة أنها كانت فتاة إغريقية جميلة جداً . لكنها اغترت بجمالها واشتد غرورها وزعمت أنها أجمل امرأة في الكون فتحولت إلى حيوان قبيح الخلقة وتبدل شعرها بثعابين وأصبح لها وجه بشع . وكان كل من يطلع إليها يتحول إلى حجر . وقد تمكن ” بيرسيوس ” بفضل حذائه المجنح وخوذة هاديس ودرع أثينا وسكين هيرميس من قطع رأسها . وقد استخدم بيرسيوس رأسها ضد أعدائه.
ميدوسا
41-لانجسوير روح شريرة مؤذية لامرأة تموت وهي تضع وليدها كما يعتقد أهالي الملايو . وتعرف بأظافرها الطويلة وشعرها الطويل الفاحم الذي يصل إلى كاحلها ويغطي ثقباً في عنقها تمتص به دماء الأطفال وبثوبها الأخضر . ويلجأ الأهالي إلى وضع حبات من الخرز في فم جثة المرأة وإبر في كفنها وبيض تحت إبطيها حتى لا تستطيع أن تصرخ أو تلوح بذراعيها لمساعدتها على الطيران ولكي يحولوا بينها وبين أن تصبح لانجسوير . وهي مغرمة بالسمك وتجتمع مع رفيقاتها لسرقة السمك من الصيادين وإذا قبض على اللانجسوير تقلم أظافرها ويحشر شعرها في ثقب موجود في عنقها وبهذا تصبح مثل أي امرأة عادية . 41-كاتشينا كائنات خارقة يعتقد بعض القبائل الهندية في جنوب غربي أمريكا أنها أسلاف البشر الحاليين وأنها تزور الأرض وتقضي بها نصف العام ثم تعود إلى عالم الأرواح لتقضي فيه بقية العام . وفي الفترة التي تزور فيها الأرض يشخصها رجال القبائل وهم يرتدون الأقنعة ويؤدون لها رقصات خاصة . ويعتقد أنها تجلب المطر والقمح . وتعد الكاتشينا من الأرواح الخيرة التي يحبها الناس . 42-علي الزيبق المصري من أشهر شخصيات الشطار في الأدب الشعبي . وتدور قصته حول اختبار قدرة البطل على القيام بعمل أو التغلب على عدو أو التخلص من مأزق أو العثور على شئ نفيس دونه الأهوال . وقد تحول بطل هذه الحكاية من الابن الثالث الذي ينجح فيما يفشل فيه أخواه إلى واحد من الشطار الذين حفروا أسماءهم في الذاكرة الشعبية فوضعتهم في مكان أولئك الفتيان . وفي هذه الحكاية يقوم الصراع في عمومه على الظفر بأرفع المستويات الادارية مثل مقدمي بغداد . ولقد عمل علي الزيبق في حكايته على استكمال مقومات الشطارة وما ينبغي لها من معارف ومواهب وخبرات . وهكذا كان الصراع بين ” دليلة المحتالة ” وبين ” علي الزيبق ” على مقدمي بغداد أو كانت الوسائل لتحقيق انتصار البطل عبارة عن مجموعة متعاقبة من الاختبارات التي أطلق عليها مصطلح ” الملاعيب ” . وتساير حكاية علي الزيبق المصري ما شاع في بعض الملاحم من ابراز مكانة الأم وتظهر خصائص الأمومة أو الأم المقدمة أو الأم المثالية . والأمومة في حكاية هذا الشاطر تختلف عنها في سيرة الظاهر بيبرس لأن الأخير كان مملوكاً شارداً منتزعاً من بيئة وطنه . أما في حكاية ” علي الزيبق ” فإن الأم ترعى ابنها طوال عمره وتخلصه من أكثر المآزق التي يقع فيها أو يوقعه فيها خصومه . وهي في الوقت نفسه تجيد التنكر وتتقن الحيلة وتنهض بأعباء الرجال .. ويمكن أن نصف سلوكياتها بالحماية التي تصل إلى حد الوحشية لابنها مثلما تفعل أنثى الأسد . أما لقب الزيبق فقد استمد من قدرة صاحبه على التشكل وسرعة الحركة وصعوبة الامساك به.
علي الزيبق المصري
43-علاء الدين بطل أسطورة مصباح سليمان التي وردت في ألف ليلة وليلة . وهو ابن خياط صيني فشل أبوه في تدريبه على مهنته وهي الخياطة . وتذهب الحكاية إلى أن ساحراً مغربياً أغراه بأن يدخل كهفه للحصول على مصباح سحري . وأعطاه الساحر خاتمه لكي يحفظه من الأذى والخوف . وقبل أن يصعد علاء الدين من الكهف ملأ جيوبه بجواهر وجدها تنمو فوق الأشجار في الكهف . ورفض الساحر أن يساعده على الخروج من الكهف وطلب منه أن يسلمه المصباح فأبى علاء الدين أن يستجيب إلى طلبه . فما كان منه إلا أن أغلق دونه مدخل الكهف وتملك اليأس علاء الدين وظن أنه لن يخرج أبداً من سجنه هذا . فما كان منه إلا أن حك الخاتم الذي أعطاه إياه الساحر فظهر له الخادم الموكّل بالخاتم . فطلب منه علاء الدين أن يخرجه من الكهف إلى سطح الأرض فاستجاب له الخادم وعرف سر المصباح السحري مصادفة أيضاً وظهر له خادم هذا المصباح فأمره أن يزوده بكل ما كان يحتاج إليه هو وأمه . وأحب علاء الدين ” بدر البدور ” ابنة السلطان وفاز بها بعد أن حقق طلب السلطان وهو أن يبني لها قصراً منيفاً فيه 24 نافذة مصنوعة من الأحجار الكريمة . وتمكن من تحقيق هذا الطلب بمعاونة الجن ي خادم المصباح . وعرف الساحر أن المصباح أصبح في حوزة علاء الدين فانطلق ينادي في الطريق : من يريد أن يستبدل بمصباحه القديم مصباحاً جديداً ؟ .. وجازت الحيلة على الأميرة بدر البدور وأعطته المصباح السحري . وما أن استولى عليه الساحر حتى أمر الجني أن ينقل قصر الأميرة إلى بلاد المغرب . لكن علاء الدين استطاع أن يسترد المصباح بمساعدة الجني الموكل بالخاتم وتخلص من الساحر بقتله.
يحتل النسر السوري موقعاً مميزاً في ذاكرة الوطن، ويعد أسطورة سورية بامتياز، انتشرت في أنحاء المعمورة، وتناقلتها الحضارات المتعاقبة، لتصبح جزءاً من التراث الهام لمعظم شعوب العالم، كما يقع النسر السوري على قمة هرم التسلسل البيئي، مما يظهر أهميته البيئية في التوازن الحيوي، واستقرار المنظومة المعقدة من السلاسل والشبكات الغذائية التي يربطها ، وكان النسر السوري الذي حلق في سماء سورية، ولا يزال واحداً من مصادر الإلهام البشري، الذي تطور مع الوقت ليعد جزءاً من التراث الإنساني للعالم أجمع، ويدخل في كافة معتقداته وأفكاره الفنية والأدبية.
عندما فكر رائد الفن التشكيلي في سورية الاستاذ ناظم الجعفري بتصميم شعار يرمز إلى سورية، وقع اختياره على طائر النسر، كانت تلك فكرته ولم يقترحها عليه أحد، لماذا؟ لأن النسر: “طير قوي، وهو من الجوارح، إنه رمز الشموخ والكبرياء” كما قال.
واضح أنه لم يكن يعلم أن النسر كان شعاراً سورياً قبل أكثر من عشرة آلاف عام سبقت الميلاد، لا لشيء إلا لأن الفترة التي رُسم فيها شعاره كان بداية لعصر الاكتشافات الأثرية في سورية قبل نصف قرن تقريباً.
الخبير في عصور ما قبل التاريخ، المدير العام للآثار والمتاحف السورية الدكتور بسام جاموس، قال في لقاءأجراه معه الصحفي السيد جورج كدر في 2010 إن: “الوضع الطبيعي في سورية ساهم على بداية الاستقرار القروي منذ حلول العصر الدافئ (الهولوسن) في الألف الثاني عشر قبل الميلاد، وخلال الألف التاسع قبل الميلاد حدثت تحولات في منطقة بلاد الشام عرف خلالها الإنسان بدايات التدجين والزراعة التي أدت إلى ظهور بدايات التنظيمات الاقتصادية والاجتماعية، ثم تتوّجت تلك التحولات بظهور الثورة الزراعية الأولى التي انطلقت من موقع المريبط على الفرات خلال الألف الثامن قبل الميلاد، ليبدأ الإنسان تنظيم قراه، وهذا ما يظهر جليًا في المنشآت المعمارية المنظمة التي أظهرت آلية انتقال الانسان من مرحلة الصيد إلى مرحلة الهندسة والعمارة”.
الثورة الزراعية التي أطلقها السوريون لم تكن الوحيدة لأنها ترافقت بثورة لا تقل عنها أهمية، إنها ثورة الرموز فقد أظهرت “اللوحات” الحجرية التي تم العثور عليها في مناطق الاستقرار الأولى في الفرات السوري: المريبط، الجرف الأحمر، الشيخ حسن، جعدة المغارة، حالولا، بقرص، أبو هريرة.. إلخ، وبعض القرى في الساحل السوري: أوغاريت، وقرى غوطة دمشق: تل الرماد، تل غريفة، تل أسود، وأخيرًا في جبل البلعاس، صوراً لطيور في مقدمتها النسور والبوم والعصافير الصغيرة، إضافة إلى نقوش حيوانية وهندسية.
يرى الدكتور جاموس الخبير في عصور ما قبل التاريخ أنّ تجسيد طائر النسر بشكل خاص في معظم اللوحات الحجرية التي تم العثور عليها على الأرض السورية يؤكد على “القوة والهيبة”، وانطلاقًا من ذلك فقد تم تمثيل هذا الطائر على الصعيد الاجتماعي والطقسي الشعائري، إضافة إلى كونه يمثل رمزاً للمجتمعات القروية لما تخيلوه من ضخامة في الحجم وكبر الجناحين وضخامة الصدر وقوة القدمين، لذلك اتخذ نقاشاً أساسياً لفناني المجتمعات في هذه القرى، وأكبر دليل على ذلك استمرار تمثيل هذا النسر في شعارات الدول وفي مقدمتها سورية، حتى يومنا هذا.
اللافت، والكلام لجاموس، أنّ: “بعض النقوش جسدت مع طائر النسر حيوانات أليفة لكنها كانت تمثل تحت جناحيه، لكن الاكتشاف الأخير في جبل البلعاس فتح أفاقًا مختلفة لأن تجسيد طائر النسر كان أمام إحدى المغاور، وهو ما يشير إلى أن الإنسان القديم نظر إلى النسر على أنه أقوى مخلوق في تلك العصور، لكن بفترات عصور البرونز والقرون الأولى قبل الميلاد، تم تجسيد حيوانات ضخمة كالأسود والفيلة أمام القصور والمعابد”. النسر والإنسان
خلال بحثي عن الدول التي اتخذت من النسر شعارًا لها لفتني( والكلام للصحفي جورج كدر) لقاء صحفي أجرته جريدة “إيلاف” الإلكترونية في 2006 مع البروفسور العراقي ريان عبد الله الذي صمّم لألمانيا شعاراً جديداً كان النسر بطله، وقد طبق هذا الشعار في أنحاء البلاد نهاية 1997 أثناء حكومة المستشار الأسبق هلموت كول.
يقول ريان بعد دراسات وأبحاث أجراها على طائر النسر، منها ما قرأه ومنها ما توصل إليه عن طريق المراقبة اليومية: “معروف أن النسر والأسد هما أكثر رمزين متداولين في شعارات الدول، لأن كل الدول تحب أن تصف نفسها بالقوة والهيبة وتختار ما بين ملك الغابة أو ملك الطيور”، ويضيف كل الدول الأوربية في فترة معينة كان شعارها النسر مثل ألمانيا وبولندا والنمسا وألبانيا ماعدا فرنسا اختارت الديك شعارا لها، ورغم ذلك هم سعداء بهذا الشعار.
جناح النسر السوري
كما أن بين النسر والإنسان نقاط التقاء هامة فمخالب النسر، /كما يرى البروفيسور ريان/، مهمة جداً لأنها تمثل له ما يمثله “الإبهام” عند الإنسان كأداة حساسة جداً لمسك كل شيء، وكذلك النسر بدون مخلبيه لا يستطيع التوازن أو الوقوف على أي شجرة، وهذه هي نقطة التشابه بينه وبين الإنسان، إضافة إلى “التركيز” على الحركة.
من وجهة نظر مصمّم الشعار فإن نظرة النسر لها خاصة، لأن نظرة النسر إلى اليمن أو اليسار تمثل توجه الدولة، فنظر النسر إلى اليمن يعني أن الدولة “يمينية”، والنظرة إلى اليسار تعني “دولة يسارية”، وعادة، كما يقول البروفيسور ريان “لا تنظر النسور أمامها، ودائمًا تتوزع نظراتها يمينًا ويسارًا، على ضوء ذلك اختارت الكثير من الدول النسر ذا الرأسين مثل النمسا وألبانيا، ففي شعاراتها نسور ذات رأسين تنظر يميناً ويساراً حتى لا تحصل لها أية مشاكل مع شعاراتها وتوجهاتها”. بعد استعراض آراء الخبراء في الرموز سأسرد في المقال القادم تفاصيل رحلتي إلى جبال البلعاس ( الصحفي جورج كدر)، الموطن الذي اكتشف فيه أول استخدام لشعار النسر رموز القوة، واستخلص أسطورة النسر السوري العظيم كما لمستها في رهبة المكان.
يتابع الخبير العراقي في تصميم الشعارات قائلًا: “النسر سيد السماء، وحين يكون في الجو كل الطيور تفسح له المجال، وله شخصيته وهيمنته”، وللنسر أيضًا “ميزات كثيرة أهمها أنه لا يهجم على الحيوانات إلا أذا كان جائعاً، ولا يأكل الميتة أو الفريسة، بل اللحم الطازج، إضافة إلى ذلك عنده قوة نظر عالية ويختار فريسته على أبعاد عالية جداً وعنده دقة في الصيد مائة بالمئة”.
يشير الدكتور جاموس إلى أن المختصين في علوم اللغويات يؤكدون أن هذه النقوش كانت تشكل إشارات رمزية تصويرية قد تسبق الهيروغليفية المصرية بخمسة آلاف عام خلت، وأنها كانت لغة التعارف الأولى، حيث اكتشف فيها أيضاً نقوشاً تقرأ في العين كإشارات المرور حالياً. رمز المجتمعات القروية الأولى يقول الدكتور جاموس: “شهد موقع الجرف الأحمر (في الفرات) اكتشاف أول وثيقة تؤكد أن شعار النسر السوري فارد الجناحين انطلق من هذه الأرض، ثم أكدت المعطيات الأخرى التي عثر عليها الباحثون في موقعي جبل البلعاس في حماة، وموقع العبر على الفرات، أن طائر النسر كان يعيش في هذه المنطقة، وهو شعار الحضارة السورية منذ عشرة آلاف عام خلت، واستمر نقش هذا الشعار في فترات عصور البرونز في الألف الثالث قبل الميلاد حتى 1200 قبل الميلاد، ثم بفترات عصور الحديد (القرن التاسع قبل الميلاد) حتى فترة العصور الكلاسيكية (القرن الخامس قبل الميلاد).
عبر هذه السطور سنصيغ من الرموز المكتشفة في مهد الحضارة الإنسانية سورية أسطورة طائر النسر السوري، ذلك الطائر الذي وضع للفكر الإنساني أجنحة، وجعله يحلق في السماء ثم يعبر على جناحيه المنشورين الحدود العليا الزرقاء التي تفصل عالم البشر عن عالم الآلهة”. نسر البلعاس قرب مغارة تقبع في أحضان جبال البلعاس، التي تقع إلى الشرق من مدينة سلمية بمسافة 55 كم، اكتشفت البعثة الأثرية السورية الفرنسية رأس نسر نحته إنسان الكهوف الصياد على صخرة أمام مدخل مغارته. طول هذه المنحوتة يبلغ 25 سم وعرضها 15 سم، وقد حيّر شكله العلماء قبل عشرة آلاف عام.
اللافت في مكتشفات جبل البلعاس أن المغارة المكتشفة، التي يعود الاستيطان البشري فيها إلى 12 ألف سنة ق. م، تبعد كيلومترات قليلة عن أقدم قرية بشرية اكتشفتها البعثة السورية الفرنسية، ليتبين بشكل قاطع أن الإنسان استوطن الجبال كما استوطن ضفاف الأنهار.
يتابع الصحفي جورج كدر:” في رحلتي مع الأستاذ ثائر يرتة، رئيس البعثة الأثرية السورية للتنقيب في جبل البلعاس، كان المشهد من أمام المغارة التي كانت مسكونة من العصر النطوفيّ مهيباً وساحراً، فهذه هي المغارة التي اكتشف رأس النسر أمامها منحوتاً في الصخر وكأنه حرز وحامٍ لسكانها.
تقع في منطقة خصبة وغنية بأشجار البطم وخيرات الطبيعة، وكان الموقع الذي استخدمه ساكنها قبل عشرة آلاف عاماً موقعاً استراتيجياً، يمكّن صاحبه من مسح المنطقة بصرياً لاصطياد فرائسه، تماماً كما يفعل النسر حين يحلق في السماء.
أمام المغارة كانت هناك مصطبة مهّدها ذلك الإنسان لممارسة أعمال الحياة اليومية، وبجانبها حفر قناة في الصخر لتصريف المياه. هندسة بدئية وليست بدائية أبدًا، لأنها لا تزال تشكل أسس الهندسة المعمارية لإنسان القرن الواحد والعشرين.
كان النسر المنحوت في الصخر، يقبع أمام باب المغارة كالحارس لساكنيها فهو يشبه الإله الحامي والصنم في المعبد، وبه يستعين الإنسان ويطمئن إلى أن قوةً عظيمة كقوة النسر تحميه وتحمي أهله وتبعد عنه الشرور التي تحيط به، ما يحيلنا إلى التأكيد أن الوعي الديني للإنسان ساهم في تطوره الأخلاقي وليس كما يحدث اليوم في عالم البشر حيث ينحو البعد الديني منحى تبرير كل القذارات وسفك الدماء باسم الإله.
نعلم أن الإنسان عبر تاريخه كان ينسب نفسه في مرحلة من المراحل إلى جد أكبر، وغالباً ما يكون حيواناً قوياً وهو ما سمي بالعصر “الطوطمي”، نجد ذلك حاضراً حتى في أنساب جزيرة العرب فهناك قبائل كثيرة انتسب إلى حيوان بعينيه مثل: بني كلب وبني جحش، وبني أسد… إلخ.
ذلك الطوطم كان معين الإنسان القديم في صراعه للسيطرة على الطبيعة، وعلى غيره من الحيوانات، ثم يظهر الإنسان مسيطراً على جميع أنواع الحيوانات لا سيما بعد ثورة التدجين، لذلك فطبيعي أن نرى في وقت لاحق تماثيل آلهة الخصب إنانا أوعشتار والأسود تحت قدميها والطيور الجارحة تحت يديها، في إيحاء إلى ترويضها لوحوش الأرض والسماء.
هذا الفكر الطوطمي لا يزال مسيطراً اليوم على شعارات الدول وحتى الأحزاب، حيث نجد في الولايات المتحدة مثلًا أن شعار الحزب الجمهوري هو الفيل، وشعار الحزب الديمقراطي هو الحمار على سبيل المثال، وأصبح الدب رمز روسيا والتنين رمز الصين… إلخ
حرص رئيس البعثة الأثرية إلى جبال البلعاس ثائر يرتة على التأكيد خلال حديثه عن ثورة الرموز، التي شهدتها سورية في الألف العاشر قبل الميلاد :”إن الآثاريين يستقرؤون إيحاءات عن الحياة المعاشة للإنسان القديم من خلال النقوش التي تظهر في أعمال التنقيب” نتيجة لغياب النصوص المكتوبة، وهذا عمل شاق ومضنٍ بالنسبة للباحثين…
يقول يرتة: “بالنسبة لباحث يقرأ كثيراً من الرموز في الفترات المختلفة فإن رمز النسر ظهر في فترات مختلفة، وكان يمثل الحياة والموت بالنسبة للإنسان، فقد وجدنا لوحة جدارية ملونة بشتل هيوك (الألف السابع والسادس قبل الميلاد) عليها صور لنسور فاردة الجناحين، تحلق فوق مجموعة أشخاص مقطوعي الرأس، إضافة إلى لوحات أقدم ظهرت في الألف العاشر قبل الميلاد، توحي بأن النسر يمثل الموت بالنسبة لهذا الإنسان”.
في تل العبر، القرية القابعة على نهر الفرات الأوسط، وُجدت قطعة من لوح حجري لا تتجاوز 10 سم عليها نسور تحوم حول وعل تعود إلى 9300 قبل الميلاد، يقول يرتة: “كثيرون يخلطون بين النسور والعقاب لأنّها رسوم تجريدية، وجدت بأماكن متفرقة وهي تمثل بداية نحت الإنسان للأشكال”، لذلك يجب أن تقرأ إيحاءاتها بدقة.
يتابع يرتة: “طائر النسر الموجود أمام مغارة البلعاس يدل على تغير في نفسية الإنسان الذي عاش صياد قبل 12000 سنة سبقت الميلاد، وهي توحي بأن تطوراً سيكولوجياً طرأ على نظرته لما يحيط به، فتجسيد طائر النسر على باب مغارة هو تعبير عن استحضار دائم لذكرى هذا الطائر المهيب. ويمكن القول إن الإنسان ومن خلال تلك الرموز أصبح لديه نظرة ما ورائية زادت بطريقة مطردة مع عملية سيطرته على الطبيعة”.
طبعاً راقب الإنسان ذلك النسر وهو يحلق فوقه، فوجد أنه “عال، ناظر، مراقب، يرى كل شيء، فيما هو إنسان محدود النظر” ما أعطى طائر النسر في الفكر الإنساني الآخذ في التطور نظرة احترام ورهبة وتقديس.
من وجهة نظر ميثولوجية بحتة، واستناداً إلى ما قدمته وتقدمه نقوش أسلافنا القدماء الذين عاشوا قبل آلاف السنين، فإن هناك إيحاءات فلسفية وفكرية يمكن أن نستوحها من إيحاءات رموز النسر أولى بذور الفكر الديني. فاكتشاف رأس نسر في جبل البلعاس على باب مغارة يشكل مدخلًا مهمًا لتطور نظرة الإنسان إلى محيطه، فالإنسان منتصب القامة هو الكائن الوحيد على سطح الأرض الذي تمكن من رفع رأسه تمامًا إلى السماء، وهذا أتاح له مراقبتها ليلًا ونهارًا ولساعات وأيام وشهور وسنين طوال. تأمل واستنتج عبر ملاحظات وتراكمات فكرية ساعد تطوره البيولوجي خلالها على تنميتها والخروج باستدلالات فلسفية ودينية، بدئية وليست بدائية، على أن كائنات تعيش في عالم علوي تراقب الإنسان وغيره من الكائنات الحية.
وبقراءة متأنية لاهتمام الفنان الأول بطائر النسر “ملك السماء” وغيره الطيور الجارحة الحرة، وفي وضعيات مختلفة لا سيما وضعيته وهو فارد جناحيه أي وضعية الطيران، نستوحي أن الإنسان شغله هذا الكائن الذي في السماء أكثر مما شغله على الأرض، فالنسر مختلف عن هذا الإنسان الساكن مع وحوش الغابة، والقابع تحت براثنها في صراع وجودي على الموت والحياة، هو كائن علوي إلهي، أما الإنسان كائن أرضي مثله مثل الأسود والفهود وقطعان الماشية وديدان الأرض، لذلك رأى أن يستعين بقوى النسر الخارقة على أعدائه.
وأعتقد أن تجسيد طائر النسر -العلي، الجبّار، المترقب، الملك، سيد السماء- في النقوش والتماثيل الصخرية دفعت الإنسان الأول إلى تجسيده على الحجر وأمام المغاور، علَّ قواه الجبارة تسكن هذا الحجر وتحميه كي يبقى أمام منزله/ معبده، كي لا تهجر قواه ذلك المكان، وربما قدم له الأضاحي والقرابين كي يحافظ على قواه السحرية التي سيكرسها ذلك النسر المتفرغ لمهام الحماية على باب المغارة.
وفعلًا استمد الإنسان البدئي الذي لا يملك إلا عقله وخياله، قواه وطاقاته العجيبة في السيطرة على الطبيعة من معلمه “الساكن في الأعالي”، ثم انتقل إلى ما وراء العالم العلوي/ السماء ليحلق بتفكيره خالقاً سبع سموات جعل في آخرها مثواه الآخير.
لقد حلق الإنسان بتفكيره كما حلق النسر في السماء، ونشر سلطته على باقي الكائنات كنسر ناشر الجناحين. فكان النسر “أسطورة ” سورية بامتياز، استخدمه رمزاً للقوة والسيطرة والمهابة، كما جعل منه جسراً للعبور إلى السماء وسيداً على الموت والحياة.
الخاتمة
قد دعت الأهمية الخاصة للنسر السوري وزارة الدولة لشؤون البيئة إلى إقامة مشروع خاص له عام 1912، يعرف الناس به، والبيئة الطبيعية التي يعيش فيها، والأماكن التي يهاجر إليها، وموائله، وطريقة حياته، ودوره في السلاسل والشبكات الغذائية، إضافة إلى الدعوة لحمايته، وحماية موائله، ونقاط عبوره عبر الأراضي السورية، وعدم تخريبها.
وقد اطلقت عام 2012 وزارة البيئة الحملة الوطنية لحماية النسر السوري وشعارها “النسر السوري طائر عام 2012 ” في سبيل حماية هذا النسر ، مبينة إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التي تساهم في رفد هذه الحملة الهادفة إلى زيادة المعرفة والوعي لأهميته من الناحية البيئية، وارتباطه بوجدان المواطن السوري من الجوانب الثقافية، والتاريخية وغيرها.
وبينت وزيرة البيئة وقتها ان الوزارة وجدت ضرورة ملحة للتعريف بهذا الطائر الهام، الذي احتل مكانة مرموقة في الفكر والإبداع الإنساني العالمي، وهو وليد بيئة سورية خالصة من بيئات الإبداع البشري، وأن تجمع التراث الحي له من المناحي التاريخية والفكرية والبيئية والفنية، لتعطي الإنسان السوري حقه، ويظهر دوره الهام في صنع الحضارة الإنسانية، الذي يحاول المتحضرون الجدد سلبه منه.
وضمن فعاليات الحملة الوطنية للنسر السوري أصدرت وزارة الدولة لشؤون البيئة كتاباً خاصاً بالنسر السوري يهدف لإلقاء الضوء على مجموعة الطيور الجارحة في سورية، والتركيز على أهمية النسر السوري منها، ونشر الثقافة المعرفية الكافية حوله من النواحي التاريخية، والوطنية، والاجتماعية، والطبيعية، لتطوير القيم والسلوكيات الكفيلة بحماية هذه الطيور، وموائلها، وتأمين استدامة تواجدها في البيئة السورية بشكل خاص، وكوكب الأرض عموماً.كما أعدت الوزارة روزنامة خاصة بالنسر السوري إضافة إلى بروشور خاص بالحملة ، وسيرافق الحملة مسابقات علمية وأدبية واثرية وموسيقية وفنون تشكيلية ، وفيلم تسجيلي عن النسر السوري .
( القرن المسيحي الاول، تعيد لها كنيستنا الارثوذكسية في 22 تموز من كل عام) السيرة الذاتية قيل إنها وُلدت في مجدلا، وهي قرية صغيرة لصيادي الأسماك على الضفة الغربية من بحيرة جنيسارت، على بعد خمسة كيلومترات من مدينة طبرية. عذبتها سبعة شياطين حررها وشفاها منها الرب يسوع المسيح. كانت من أتباعه وخدمته في مسيره على الأرض. هي التي وقفت بالصليب في الجلجلة مع والدة الإله.
بعد موت الرب يسوع زارت قبره ثلاثاً. ثم عندما قام من بين الأموات عاينته مرتين، مرة لوحدها ومرة أخرى مع بقية حاملات الطيب.
تبشيرها
قيل في التراث إنها سافرت إلى رومية، وعرضت شكواها على الأمبراطور طيباريوس قيصر في شأن الظلم الذي ألحقه بيلاطس البنطي بيسوع. وقد ورد أن طيباريوس عزل بيلاطس، الذي ربما قضى قتلاً.
كذلك ورد أن مريم المجدلية بشرت بالكلمة في بلاد الغال (فرنسا) ثم انتقلت إلى مصر وفينيقيا وسورية وبمفيليا وأماكن أخرى. وبعدما أمضت بعض الوقت في أورشليم انتقلت إلى أفسس حيث أنهت سعيها بنعمة الله. قيل، ووريت الثرى عند مدخل المغارة التي قضى فيها فتية أفسس السبعة المعيد لهم في 4 آب. هناك فاضت عجائب جمّة إلى أن جرى في العام 899 م، نقل رفاتها إلى القسطنطينية بهمّة الأمبراطور لاون السادس الحكيم.
يُذكر أن اليد اليمنى للقدّيسة اليوم هي في دير سيمونو بتراس في جبل آثوس وتخرج منها رائحة عطرة.
طروبارية القديسة حاملة الطيب معادلة الرسل مريم المجدلية باللحن الأول
|”لقد تبعتِ المسيح الذي وُلد من البتول لأجلنا، أيتها الشريفة مريم المجدلية وحفظتِ حقوقه ونواميسهُ، فلذلك إذ نعيّد اليوم لتذكاركِ المقدس، ننال بصلواتكِ غفران الخطايا.”
قنداق باللحن الرابع
“إن الإله الفائق الجوهر، لما حلَّ بالجسد في العالم، قد اتخدكِ يا مريم تلميذةً لهُ حقيقية، موجهة كل شوقك إليه، وإذ انتقلتِ إلى السماوات، فأنتِ تتشفعين من أجل العالم على الدوام.”
طروبارية أخرى للقديسة مريم المجدلية معادلة الرسل
“تتلمذت للرب المولود من اجلنا يا ذات الشرف مريم المجدلية، حفظت حقوقه و إحترمت ناموسه فلذلك نقيم اليوم تذكارك المقدس و بصلاتك ننال غفران زلاتنا.”
الأديرة المهجورة في متيورا اليونان (الأديرة المعلقة)
نحن لسنا متأكدين متى بدأت الرهبنة في منطقة متيورا في اليونان… على الأرجح في القرن الحادي عشر المسيحي، ولكن النساك اختاروا هذه الكهوف المعلقة في الصخورلعيش حياة الفضيلة و الصلاة. لقد اختبأ النساك في الشقوق والكهوف ليمروا بصمت وألم، سنوات الجهاد الصعب مع أنفسهم، سنوات الصعود المستمر إلى الطريق السماوي.
تحمل الرهبان كل عوامل الطبيعة القاسية في هذه المنطقة…المطر، أحرقتهم الشمس، دون حماية من البرد والثلج والرياح القوية، وتحت رحمة الطبيعة ولكن دائما تحت العناية الإلهية، كان الزاهدون يمجدون لسنوات طويلة لله من غير تذمر.
هناك أطلال الأديرة التالية – لتذكيرنا بحجم الرهبنة و الزاهدين الأوائل وتقاليدهم وفنهم المقدس. في هذه الكهوف المعلقة..
1- إسقيط فائقة القداسة دوبياني
2- دير دخول ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح إلى الهيكل
الأديرة المهجورة في متيورا اليونان (الأديرة المعلقة)
3- دير القديس جاورجيوس المنديلي
4- الدير المقدس
5- دير الأعلى من السموات
6- دير القديس نيكولاس بانتوفا المقدس
7- دير القديس غريغوريوس اللاهوتي
8- دير القديس أنطونيوس الكبير
الأديرة المهجورة في متيورا اليونان (الأديرة المعلقة)
9- دير القديس يوحنا المعمدان
عاشوا الرهبان في الصخور المحيطة و الكهوف لبقية الأسبوع وكانوا يصلون ، كلهم بمفردهم ،و كل يوم أحد كانوا يجتمعوا لأداء القداس الإلهي في معبد دوبياني. المبنى الوحيد و الذي تم الحفاظ عليه الى اليوم.
هذه الكهوف و الأديرة جلبت السلامة والعزلة الى الرهبان ، وهكذا تم تأسيس أربعة وعشرين من الأديرة في المنطقة على مر القرون.نسأله تعالى ان تعود هذه الاديرة وتعمر بالرهبان شهادة حية للرب يسوع.
الأديرة المهجورة في متيورا اليونان (الأديرة المعلقة)
الأديرة المهجورة في متيورا اليونان (الأديرة المعلقة)
يقع تل “قناص” على الضفة اليمنى لنهر “الفرات”، وعلى بعد 12كم شمال مدينة “مسكنة”، يضم معابد ومخلفات لحضارات عديدة تعاقبت عليه على مدى 23 قرناً من الزمن…
الآثاري “عمار مهدي” تحدث عن اكتشاف التل عام 2014، فقال: «كشفت أعمال التنقيب -ضمن الحملة الدولية لإنقاذ آثار حوض “الفرات” عام 2001- أن هذا التل يضم مخلفات عدة حضارات متعاقبة منذ منتصف الألف الرابع قبل الميلاد وحتى العهود الإسلامية الأخيرة في القرن التاسع عشر الميلادي، ومن أهم المكتشفات الأثرية التي ظهرت فيه معبدان من عصر “أوركن” وآنية فخارية وحجرية مختلفة تعد من أبدع ما أنجزه الإنسان في ذلك العصر».
وأضاف: «نقب في التل في السبعينيات من القرن العشرين من قبل بعثة بلجيكية بإدارة عالم الآثار “أندريه فينيه”، وتم الكشف فيه عن آثار استيطان امتدت بين الألف الرابع والألف الثاني قبل الميلاد، ووجد ما يدل على هذا العصر كالمجمع المعماري الضخم يتألف من ثلاثة معابد، هي: المعبد الشرقي، والمعبد الشمالي، والمعبد الجنوبي، وقد بني المعبدان الشرقي والشمالي وفق المخطط الثلاثي وهو صالة مركزية في الوسط تحيط بها من الجانبين صالتان تضمان غرفاً أصغر، في حين يتألف مخطط المعبد الجنوبي من صالة عبادة واحدة، وقد ربطت بين المعبد الجنوبي والمعبدين الشرقي والشمالي المتجاورين مستودعات كبيرة، حملت هذه المعابد كل الصفات المميزة للعمارة الدينية “السومرية” المعروفة من عصر أوروك “الوركاء”، سواء من
التل من الناحية الجنوبية
حيث مخططاتها أو تنفيذ جدرانها التي تدعمها العضادات والأخاديد، إضافة إلى توزع المحاريب ومنصات التضحية وغيرها، وهناك المسامير الطينية والحجرية الملونة التي زينت جدران هذه المعابد، كما هو معروف في جنوبي “بلاد الرافدين”».
ويشير الآثاري “مقداد شعيب” إلى أنه كُشف في المستوطنة عن كميات كبيرة من الآنية الفخارية، بعضها مستورد وأغلبها مصنع محلياً، مع أن مساحة التنقيب المحددة لم تساعد في الكشف عن مشاغل تصنيع الفخار، وتباينت هذه الآنية بين الأنواع العادية ذات الاستخدام اليومي والآنية ذات النوعية الجيدة والمزخرفة، التي خصصت للاستخدام الخاص في المراسم الدينية أو الاجتماعية، بينها جرار من “الألباستر” (نوع من المرمر) مصنوعة إما باليد أو باستخدام الدولاب.
ويتابع: «حمل بعضها إشارات غريبة، يمكن أن تكون نوعاً من الكتابة التي تدل على محتوياتها، كالجرار الكبيرة التي خزنت فيها مختلف أنواع الحبوب والبضائع، وحملت طبعات أختام حددت مصدر هذه الجرار وملكيتها، وقد وجِدت تلك الأختام وطبعاتها أيضاً على أبواب البيوت وعلى سدادات الجرار وأغطيتها، وعبرت عن الموضوعات المتداولة في ذلك العصر، مثل الأعمال اليومية للرجال في الصيد والحرب، والحيوانات المفترسة وهي تهاجم قطعان الماشية، وهناك مشاهد للناس يقومون على خدمة الكهنة والمعبد، وتجسيد المخلوقات الغريبة كالنسر برأس أسد أو غير ذلك».
أما الآثاري “يعرب قدوري”،فقال عن مكتشفات التل: «من أهم المكتشفات المتميزة في التل قطع النقود وهي عبارة عن قطع صغيرة من الطين والحجر ذات أشكال متنوعة، دائرية، مخروطية، بيضوية، هرمية، مغزلية أو غيرها. بعضها مثقوب، ووجدت بعض هذه القطع داخل كرات طينية، تبين أنها ذات وظيفة حسابية لمعرفة كمية البضاعة ونوعها بعد كسر هذه الكرات واستخراج الحصى منها، ويمثل هذا النوع من اللقى أحد أقدم أساليب الحساب المالي، وقد سبق ابتكار الكتابة ببضع مئات من السنين، وقد احتوت المستوطنة على أدوات زراعية حجرية، وأدوات عظمية، وحليّ من الصدف والقواقع، وأحجار مقاليع، وغير ذلك».
احدى المنحوتات المكتشفة في التل
وتابع: «ازدهر “تل قناص” في مرحلة حساسة من تاريخ تطور حضارات الشرق القديم، وتحديداً في عصر الثورة العمرانية، ودلت كل المعطيات على أن الموقع كان مستعمرة “سومرية” خالصة أقامها “السومريون” في “سورية”، لتكون صلة وصل بين بلادهم في الجنوب “الرافدي”، وبين بلاد “الشام” و”الأناضول”، ولم تعمر لأكثر من قرن من الزمن، فقد خُربت وهُجرت، مثلها مثل موقعي “عارودة”، و”حبوبة الكبيرة”».
وأضاف: «أُعيد استخدام الموقع كمقبرة في العصر “الأكادي” في النصف الثاني للألف الثالث قبل الميلاد، وأصبح هذا الاستخدام أكثر أهمية في نهاية الألف الثالث ومطلع الألف الثاني ق.م، حيث كشف عن بناء ضخم هو قصر يحميه سور دفاعي، ويتألف من عدة غرف للسكن أو لممارسة العبادة والطقوس، ووجدت في القصر مشاغل تصنيع الفخار ودمى إنسانية وحيوانية متنوعة، بينها فرسان على أحصنة ورؤوس حيوانات، وهناك نماذج بيوت سكنية، كما تعرض هذا القصر لحريق كبير يرجح أنه أتى على يد “العموريين” الذين تحركوا من الغرب، وأطاحوا بالعديد من المدن والممالك الرافدية، وهكذا هجر الموقع لأكثر من ألفي سنة تالية ولم يستخدم إلا كمقبرة في العصر الروماني والإسلامي».
من المدهش ان سورية فعلاً هي متحف مصغر للانسانية، بما تكتنزه طبقات ارضها من كنوز مخبؤة من مختلف العصور التي مرت عليها كواحدة من اقدم ماسكنه الانسان… وماتركته تلك الحضارات بعد ان بادت مع بناتها من اوابد وصروح آثارية على سطح الارض تخلدهم ابد الدهر.
حلب
تعتبر منطقة حلب من اغزر المناطق السورية بالآثار الحثية والآرامية والسلوقية والرومانية والرومية وخاصة لجهة اديارها ومناسكهم كالقديس سمعان العمودي والقديس مارون وا…والاسلامية بعهودها الحاكمة وتنتشر هذه ليس على مستوى منطقة عفرين وهي الاغني بل من قورش الى ادلب فمنطقة حماة وحمص بمايشيه فيلم يوثق لهذه الحضارات التي تنتشر اطلالها على سطح الارض تذكرنا بأجدادنا ارباب هذه الحضارات…ومنها المدن المنسية العظيمة ودير مار سمعان العمودي وبقايا صوامع رهبان قديسي القورشية بمنطقة قورش ووادي العمق وصولا الى انطاكية…
في “جبل سمعان” بمحافظة حلب مدافن عامة تاريخية محفورة في الصخور تعود إلى الفترة الرومانية، تحمل بعضها تماثيل المدفونين أعلاها، وبعضها الآخر صلبان وأكاليل غار…
وحول منطقة المدافن الصخرية، يقول المصور الضوئي “عبدو ليلاف” الذي قام بتوثيق آثار المنطقة: «تقع هذه المدافن الجميلة والمحفورة بشكل هندسي رائع حول موقع تاريخي معروف هو “القاطورة” شمال شرق مدينة “دارة عزة” في منطقة تسمى “وادي القبور”، حيث تكثر فيها المدافن المنحوتة في الصخر، التي تحمل في أعلى مداخلها تماثيل المدفونين، إضافة إلى قبرين أحدهما يسمى قبر “أميليوس”، ويعود تاريخه إلى العام 195 ميلادية، والثاني يسمى قبر “إيزودوتس” الذي يعود إلى العام 152 ميلادية، وذلك بحسب المعلومات التي قرأتها في المراجع التاريخية».
ويضيف: «وما يميز تلك المدافن العمودان العاليان فوق كل قبر وضع فوقهما نجفات تزيينية جميلة (والنجفة: لوح حجري أفقي أو عارضة من الحجر يمتد كالجسر أعلى الباب أو النافذة)، يمكن للزائر رؤيتهما من مسافة بعيدة، وهذه المدافن جديرة بالتوثيق والتدوين فهي من العناصر الفاعلة للجذب السياحي والثقافي إلى المنطقة».
قبر أميليوس
أما الباحث الأثري المهندس “عبد الله حجار” فتحدث عن هذه المدافن، ويقول: «عندما نجتاز “وادي القبور” في موقع “القاطورة” باتجاه الشرق نجد مدافن محفورة في الصخر دون تماثيل، إنما يحمل بعضها أكاليل غار وهي من الفترة الرومانية أي في القرنين الخامس والسادس ميلادي، وعندما نتسلق الهضبة جنوباً عند نهاية المقابر نمرّ ببعض الدور ذات النجفات المزخرفة الغنية بالصلبان لنصل إلى النصب القائم إلى الشرق من الهضبة، وهو عبارة عن عمودين دائريين علاهما تاج دوري الطراز (أي بسيط دون زخارف) وضع فوق التاجين نجفة، وقد استند العمودان بدورهما على قنطرة نصف أسطوانية يدخل منها بدرج إلى مدفن محفور في الصخر حوى في جهاته الثلاث نواويس (قبور حجرية)، كما ظهر في الجانب الأيسر للمدخل تجويف عميق على ارتفاع الباب مما يدل على أن باب المدخل الحجري الدائري كان يُسحب جانباً في الجدار وكأنه باب سحاب بدل الدوران على مفاصل، هناك كتابة يونانية أعلى المدخل مؤلفة من سبعة أسطر مكتوبة بأحرف جميلة محفوظة ومكرسة لذكرى “أميليوس ريجينوس” ابن “أولبيا ريجيلا”، ويعود تاريخها إلى 20 تموز من العام 195 ميلادية، وبالقرب من النصب (المدفن) أعلى الهضبة بقايا فيلا ربما كانت تسكنها عائلة “ريجينوس” بانية المدفن، وفي شمال الدار بقايا معصرة لعلها تعود إلى القرن السادس الميلادي.
وتنتشر بقايا الدور المتهدمة إلى الشمال والشرق من الهضبة، وما زالت بعض مداخلها ونجفاتها قائمة، ونميز بينها نجفة باب تحمل رموزاً وثنية من سعف النخيل والقمر تعود إلى القرن الثاني أو الثالث الميلادي، ربما كانت أحد أبواب الدخول إلى معبد وثني سوري قديم، وقد أضيف إليه بعض الصلبان ربما في القرن الرابع أو الخامس الميلادي عندما اعتنق السكان الديانة المسيحية».
ويضيف: «من الآثار التي ما زالت قائمة برج عال يدعى (الفيلا) بقي منه جداران كاملان مع إفريزهما (الإفريز هو الإطار الخارجي المطوق والبارز أعلى الجدار يخفف من تسرب المطر ويعطي لمسة جمالية للمبنى) بطرازه الذي يعود إلى القرن السادس الميلادي، وبالاتجاه في طريق معبّدة نحو الشمال من قرية “القاطورة” نشاهد ضريحاً مؤلفاً من عمودين تربطهما من الأعلى نجفة، قاما فوق مقبرة محفورة في الصخر تحت الأرض يُنزل إليه بدرج، ارتفاع العمود 5 أمتار وهو مربع الشكل وقد كُتب على النجفة العلوية أربعة أسطر باليونانية، هذا نصها: (في السنة 201، وفي الخامس من شهر هيبربيريتاوس عمل “ايزودوتس بن بطوليمايوس” كل هذا من أجل نفسه ومن أجل زوجته “ماركيا ابنة كودراتوس”، وسوف يضطجع في ضريحه)، وهو الثالث في المقبرة الأولى إلى يمين الداخل، وهذا التاريخ يوافق تشرين الأول من العام 152 ميلادي، ويذكر أن السيد “غوشي” القنصل البلجيكي في مدينة “حلب” قام في العام 1702 ميلادي بنسخ هذه الكتابة، وذلك قبل الباحثين والآثاريين “ودنغتن”، و”دي فوغويه”، و”بتلر”.
مدينة تاريخية تقع في ريف حلب الشمالي لم يبق منها إلا الخرائب، تضم كنيسة وبرجاً ومقبرة وأبنية يصل ارتفاعها إلى 7 طوابق، عليها كتابات يونانية وسريانية تعود إلى القرن الخامس الميلادي.
يقع موقع “قصر البنات” يقع على الطريق الأثري القديم بين “حلب” و”أنطاكية”، وعلى بعد 50كم شمال غرب “حلب”، و5كم من “باب الهوا”.
هو مجموعة من الخرائب الأثرية تضم مجموعة من الأبنية الدينية المسيحية الرومية البيزنطية، وتعود تلك المدنية التاريخية حسبما يوحي شكلها الخارجي إلى فترة الحكمين الروماني والبيزنطي، وهي جزء من منظومة كبيرة من المواقع التاريخية البيزنطية في المنطقة التي تعود بمجملها إلى الفترة الواقعة بين القرنين الثاني والسابع المسيحيين، وهي الفترة الممتدة من قبيل اواخر العهد الروماني والعهد الرومي الذي يبدأ مع قسطنطين الكبير في العقد الثاني من مطلع القرن الرابع.
من ميزات هذا الموقع وجود كنيسة بيزنطية ضخمة وهي من الكنائس الكبيرة في “سورية”، وكذلك برج مؤلف من عدة طوابق، كما يتميز الموقع بوجود ما يسمى بحجرة “قصر البنات” التي تضم كتابات يونانية، وتتألف من لوحتين حجريتين بالقرب من الطريق القديم الأثري بين “حلب” و”أنطاكية”.
الكنيسة
تاريخ الموقع ومميزاته
يتألف الموقع من مجموعة أبنية تابعة لدير يعود إلى القرن الخامس المسيحي بحلته الرومية البيزنطية، يسميه الأهالي “قصر البنات” بسبب كونه ديراً للراهبات المتنسكات فيه من تلك الفترة، وتتألف مجموعة ابنية الدير من كنيسة وبرج وأبنية سكنية ذات طابقين أو ثلاثة مع أروقة، وتقع الكنيسة جنوب أبنية الدير قريباً من الطريق الذي يؤدي إلى “باب الهوا”، في محافظة ادلب.
الكنيسة
تعد الكنيسة من أكبر الكنائس في “سورية” الشمالية، وهي بأبعاد 33 × 17م، ومؤلفة من بهو أوسط وبهوين جانبيين يفصل بينهما سبعة أقواس مع أعمدتها، ولقد وجد على تاج عمود قريب من الحنية مرمي على الأرض كتابة يونانية تذكارية ضمن قرص، مكتوب عليها:” أيها المسيح ساعد “كيروس” المعمار الذي بنى هذه الكنيسة تحقيقاً لنذر وقد مات وقبره في الحنية”.
وهناك كتابة آرامية على حجر قرب الباب في الواجهة الجنوبية الغربية تذكر أسماء: “نتنائيل”، و”تيودورة”، و”تيودوريكوس” من المؤكد ان نقشها تم لاحقاً وليس بفترة البناء، وجدير ذكره ان لغة السكان والعبادة وقتها كانت اليونانية.
أما البرج فإنه يقع في الباحة شمال الكنيسة، ويتألف من سبع طبقات وهو أعلى بناء أثري في الشمال السوري، وما زالت ست طبقات من أحجاره قائمة، وتتألف كل طبقة وهي بأبعاد 6×8م من غرفة واسعة وغرفتين أصغر منها، وإلى الشمال الشرقي من البرج قام بناء طويل ضخم ربما كان يستعمل لاستقبال الحجاج والزوار، وإلى الغرب منه في الطرف الآخر من الباحة قام بناء آخر مؤلف من ثلاث طبقات تتقدمه من الخارج أعمدة رواق بثلاث طبقات كذلك، أما إلى أقصى الشمال من الخرائب فقد قام بناء لسكن الرهبان مؤلف من ثلاث طبقات كذلك، وفيه أعمدة رواق مقابل الباحة الداخلية للدير، وهناك درجات في الضلع الشرقي للدير تؤدي إلى مقبرة تضم ستة أضرحة في كل جهة منها ضريحان، وقبل الوصول إلى موقع “قصر البنات” بحوالي 500 متر وعلى بعد بضعة أمتار من يمين الطريق انتصبت صخرة بارتفاع حوالي المترين على شكل جدار مستوٍ حوت الصخرة لوحتين ضمن إطارين حجريين الواحدة فوق الأخرى.
قامت اللوحة الكبرى وهي السفلية منهما على ارتفاع 35سم عن مستوى الأرض، وهي بأبعاد 64 × 58سم، وقد ضمت كتابة يونانية مؤلفة من ثمانية أسطر كتبت كلماتها باختصار تعريبها:
“بأمر من “بولس” حاكم الشرق المعظم وبواسطة “يوحنا” مستشار “كفر براد” المبجل فقد تم تثبيت حدود المنطقة بيزيكوي* في هذه النقطة بتاريخ الدورة المالية** السابعة من سنة 637، والذي يوافق 588 -589م”.
أما اللوحة الثانية فقد وُضعت فوق اللوحة السابقة وهي أصغر منها وأبعادها 44 × 47.5سم، وقد ضمت خمسة أسطر من كتابة يونانية ضمن إطار، وترك فراغ بين آخر سطر وأسفل اللوحة بعرض 13سم لم يكتب فيه شيء، وفي أسفل اللوحة صليب عريض ارتفاعه 11سم، وعرضه 7سم ربما أضيف إلى الفراغ في وقت لاحق لتاريخ الكتابة الأساسية التي تنص:
” إلى الأبد سلطة مولانا القيصر “ماركوس أوريليوس”.
ويعود تاريخ الكتابة إلى فترة حكم الإمبراطور “ماركوس أوريليوس”؛ أي بين عامي 161-180م، وربما جرى في أيامه ترميم الطريق الرومانية الواصلة بين “أنطاكية” و”قنسرين”.
* “دير مار بيزا”: وهو دير مهم في منطقة “أنطاكية” وربما أُرسل مستشار بلدة “براد” ليكون حكماً في موضوع تثبيت خط الحدود في المكان في العام 589م.
** الدورة المالية: هي وحدة زمنية مؤلفة من 15 عاماً، وكانت تستعمل أيام الإمبراطورية الرومانية وما بعدها لتأريخ الأحداث العادية.
يركز شهود يهوه ضلالهم حول بتولية مريم على آيات من العهد الجديد يفسرونها على طريقتهم. من هذه الآيات: “لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” (متى 1: 25)، وحول أخوة يسوع “أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم وأخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا” (متى 13: 55)، “وجاء إليه أمه وإخوته ولم يقدروا أن يصلوا اإيه” (لوقا 8 :19).
إن تعليم الكنيسة الأرثوذكسية يؤكد على بتولية مريم قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة. فمريم جمعت مفخرتين: البتولية والأمومة.
أ- البتولية قبل الولادة كان حبل مريم بيسوع المسيح حبلاً بتولياً أي بدون مباشرة رجل، وهذا التعليم ماخوذ من الكتاب المقدس: “ها أن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى عمانوئيل” (اشعيا 7: 14)، “… يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” (متى 1: 20-21، راجع ايضاً لوقا 1: 26 -38). توضح هذه الآيات الترابط بين التجسد وبتولية مريم. فالكنيسة بتأكيدها على حبل مريم البتولي تهدف أولاً إلى إعلان إيمانها بان يسوع المسيح هو “ابن الله”، لأن المسيح الذي تجسد من أجل خلاص العالم لم يستمد الطبيعة البشرية من مصدر بشري خاضع للخطيئة، بل من الروح القدس أي من مصدر إلهي. كما تشير بتولية مريم إلى الدور الذي تحتله البشرية في سر التجسد، ألا وهو الطاعة والقبول لعطية الله.
ب- البتولية أثناء الولادة تؤكد الكنيسة من خلال أقوال الآباء على بتولية مريم اثناء الولادة. فالقديس غريغوريوس النيصصي يقول: “يا للمعجزة الرائعة، العذراء تصير أماً وتبقى عذراء، لا البتولية حالت دون الولادة ولا الولادة أزالت البتولية… هذا ما سبق لموسى فرآه في النار التي ألهبت العليقة دون أن تحرقها، فكما أن العليقة كانت ملتهبة ولم تحترق كذلك ولدت البتول النور دون أن يعتريها الفساد”. أما القديس ايرونيموس (جيروم) فيقول: “أتريد أن تعرف كيف ولد المسيح من العذراء وبقيت أمه عذراء بعد الولادة؟ عندما دخل يسوع على تلاميذه من بعد قيامته كانت الابواب مغلقة، لا تعرف كيف حدث ذلك لكنك تقول: هذه قدرة الله، وكذلك عندما تعلم أن يسوع ولد من العذراء وبقيت أمه عذراء أثناء الولادة قل: هذا عمل قدرة الله”.
ج- البتولية بعد الولادة لقد دافع الآباء عن هذه النقطة بسبب التفسير الخاطئ لبعض نصوص العهد الجديد مثل آية “لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” (متى 1: 25). يستند شهود يهوه على كلمتي “حتى” و”البكر” ليفسروا بأن يوسف عرف مريم بعد أن ولدت يسوع. إن هذه الآية هي توضيح لما حدث قبل ولادة يسوع، أي أن يوسف لم يعرف مريم قبل ولادتها يسوع، وأن يسوع وُلد بشكل بتولي، وهذا لا يعني مطلقاً أنه عرفها بعد الولادة. ولنا دليل على هذا من الكتاب المقدس نفسه: “ولم تلد ميكال ابنة شاول حتى ماتت” (2 صموئيل 6: 23)، من المستحيل أن تكون ميكال قد ولدت بعد موتها.
أما “البكر” فلا تعني أن ليسوع أخوة أصغر منه. فالبكر في الكتاب المقدس، هو الولد الذي لم يولد قبله آخر، سواء ولد بعده أو لم يولد. لذلك يسميه الكتاب المقدس تارة “البكر” وأُخرى “فاتح الرحم”.
أما فيما يتعلق بـ إخوة يسوع (متى 13: 5 و لوقا 8 :19). ففي الكتاب المقدس تستعمل لفظة “اخ” لأولاد العم والأخوة على السواء. فابراهيم يدعو ابن اخيه لوطاً “أخاً” (“… لأننا نحن أخوان”؛ تكوين 13 :8)، وأيضاً لابان يدعو ابن أخته يعقوب “أخاً” (“ثم قال لابان ليعقوب: ألأنك أخي تخدمني مجاناً؟”؛ تكوين 29 :15). من جهة أُخرى يذكر إنجيل متى أسماء إخوة يسوع (13: 55) وهم “يعقوب، ويوسي، وسمعان، ويهوذا”. والدليل على أن هؤلاء ليسوا أولاد مريم هو أن إنجيل متى أيضاً يذكر لنا أمهم التي هي مريم زوجة كليوبا: “وبينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب ويوسي…” (متى 27: 56). واخيرا نرى يسوع وهو على الصليب يوصي الرسول يوحنا بمريم أمه “فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه: يا امرأة هوذا ابنك. ثم قال للتلميذ: هوذا امك” (يوحنا 19: 26-27)، الأمر الذي لا يفهم لو كان لها أولاداً غير يسوع.
أعداء الله أعني بهم “شهود يهوه”، فهم أعداء الله بلا منازع. وذلك لأنهم يحاربون رعيّة ابنه الوحيد، إذ يقتحمون بيوت المؤمنين -وخصوصاً من هم قليلو الخبرة وضعيفو النفوس- ويهتكون حرمتها، ويبيحون لأنفسهم أن يَصُولوا ويجولوا في تشويه المعتقَد الحقّ، ويقولوا ما طاب لهم في أمر الله المثلّث الأقانيم، وألوهيّة السيّد، وتكريم والدة الإله، والأسرار الإلهية، وشفاعة القدّيسين والقيامة المقدّسة… ويستقبلهم البعض -ويا للأسف- بحجّة اللياقة وحسن الضيافة، أو الرغبة في الاستماع إلى كلمة الله… وإنَّ في هذا لعجباً، إذ لا نجد في العالم أحداً يستقبل في بيته أو يعاشر مَنْ عُرِف عنه أنه منحرف،
شارلز رسل مؤسس شهود يهوه
أو أنه يشتم له زوجته وأولاده، فكيف بالذي يَسُبُّ الله إلهنا وقدّيسيه ومعتقداتنا نكرّمه ونفتح له بيوتنا ونرغب في أن نسمعه. صحيح أن شهود يهوه يحملون في تجوالهم الكتاب المقدّس، وهم يدّعون بأن تعاليمهم يستقونها منه، غير أنه شتّان ما بين لصّ وشرطي، فلكلّ واحد غايته في حمل السلاح، وذلك أن همّ الأول هو سلب الناس وقتلهم، بينما يدافع الشرطي عن الضعيف والأعزل من مثل هؤلاء اللصوص. فليس كلّ من يحمل الكتاب المقدّس، إذاً، هو بالضرورة يحمل معه الفهم الصحيح، ولأجل ذلك وجب علينا أن نفحص كلَّ زائر لا نعرفه ورغبتَه، فلا نسيّب بيوتنا، أو نَقْبَل بأن يكلّمنا بأسرار الله أحدٌ لا نثق بأنه آتٍ من عند الله، أي ليس هو عضواً في كنيسة الله الواحدة الجامعة المقدّسة الرسولية، فالعضو الحقيقي المتمرّس بكلمة الخلاص وحده يعرف معرفةً صحيحة كيف يروي النفوس العطشى من ماء الحياة العذب.
زيارات البيوت للتبشير
لا شكّ أن الإيمان وديعة من الله، وأن استقامة الرأي لم تصلْنا لو لم يستشهد الكثيرون ممن أحبّوا الرب يسوع وأخلصوا للعقيدة الأرثوذكسية. ولذلك فإن أي تهاون بأمر الإيمان وتعابيره يكون تهاوناً بالله نفسه، ودوساً لدماء الشهداء والقدّيسين الذين بذلوا حياتهم دفاعاً عن الإيمان القويم ليتمجّد الله ونحيا نحن، وتاليا جهلاً بالأمانة الملقاة علينا التي تفترض أن يحمل كلٌّ منا الإيمان الصحيح نقيّاً إلى أولاده ومن يأتيً بعده. كلّنا نعلم أن هؤلاء المبتدعين قد اتّخذوا الدّرس مهنةً، وهم يتعاطونه كلّ يوم ساعات عدّة في اجتماعات متخصّصة وعلى أنفسهم، ليتمّوا مأربهم فيمزّقوا رعيّة المسيح. فيجدر بنا، إذاً، من باب الحكمة أولاً، أن نتحاشى التعامل معهم وصداقتهم -إذ ليس من صداقة بين الذئب والحمل- والدخولَ معهم بمماحكات ومناقشات لا تجدي نفعاً، خصوصاً أمام أناس ضعفاء قد يُجرَّح ضميرهم ويتعثّرون.
زيارات البيوت للتبشير
ونرى أن حجّة بعض المتحمسين الذين يستقبلون شهود الكفر في بيوتهم هي أنهم يرغبون في ردّهم عن ضلالهم. لا شكّ أن هذا السبب -إن لم تكن غايته تثبيت النفس وقدرتها- سبب مقدّس. غير أن أحداً فطناً ومتواضعاً لا ينازل في المجال الرياضي، مثلاً، رياضيّاً من دون سابق اختصاص أو تمرين، وكلّ اختصاص يحتاج إلى مدرّب خبير وتدريب طويل. أن ترغب في ردِّ واحدٍ عن غيّه موقف يضطرّك أولاً إلى أن تكون متمرّساً بكلمة الحياة، وأن تدرك مسبقاً بأن خصمك يقبل بأن يكون موقفه الذي يريد إقناعك به قابلاً للنقاش والتغيير، وهذا غير وارد بتاتاً عند من أسميناهم بأعداء الله. فكيف يمكنك أن تُفحم مَنْ يدرك تماماً أن وظيفته هي أن يأتي بك أنت إلى صفّه؟ أوَ لمْ تعرف أن كلّ دقيقة يقضيها معك يَدفع له مستخدموه ثمنها؟
زيارات البيوت للتبشير واقتناص الاولاد
وكلّنا نعلم أن اليهود هم الذين يستخدِمونه، وهم يعملون لتحقيق مشروعهم أينما وطئت أقدامهم، وهذا لا يُبطله تجاهلٌ عند بعض أفراد شهود يهوه ولا نكران. لقد نبّهنا الرسول بولس إلى أن نجتنب: “المباحثات الهذيانية… والمماحكات الناموسية”، لأنها “غير نافعة وباطلة”، وأن نُعرض عن “رجل البدعة” بعد إنذاره “مرة وأخرى” عالمين “أن مَنْ هو كذلك قد اعتسف وهو في الخطيئة يقضي بنفسه على نفسه” (تيطس 3 :9-11). يُلزمنا هذا القول، في السياق عينه، بأن نكون حازمين مع هؤلاء المبتدعين وأمثالهم، فلا ندخل بمناقشات معهم، وإنما ننذرهم كخطأة وننفصل عنهم. ولعلّ كلام بولس يوحي -وهو يختصّ أولاً بتيطس المسؤول عن كنيسة كريت- بأن لا نهمل الاتصال بالكهنة لمنع هؤلاء “الذئاب الخاطفة” من التطاول على رعايانا، فثمّة في الرعايا -أو دُوْرِ المطرانية- مَنْ يعرف أن يُنذر بفهم وأصول. ما يجب أن نعيه حقّاً أننا كلّنا مسؤولون عن بعضنا البعض، وخصوصاً عن الضعفاء والوضيعين في رعايانا، لنحميهم من هجوم الأعداء المفسدين الذين “لا يشفقون على الرعية”، وهذه المسؤولية تحضّنا على الانتباه والسهر والتجنّد والدرس أكثر لئلا يسقط أخ في أحابيلهم وتكون لنا دينونة عظمى. بيوت المؤمنين هي امتداد للكنيسة وفكرها ومناقبيّتها، ولذلك هي نورٌ لمن كره ظلمة هذا الدهر وعضدٌ وعون، وهي نارٌ تحرق الذين يخدمون مآرب الشرير.
كاتب الايقونات الأب يوسف “المصور الحلبي” ومدرسة عائلته الحلبية…
مدخل عام
الأيقونة
الأيقونة أساساً هي صورة القديس، وهو انسان قضى في سبيل معتقده. واذا كانت المسيحية قد ظهرت في فلسطين كجزء من اجزاء سورية الطبيعية في القرن المسيحي الأول، فقد كانت فكراً جديداً افتداه كثيرون بالاستشهاد وعلى رأسهم السيد المسيح له المجد على الصليب.وقد تداول الناس قصة الشهيد قائلين: ” لنصورن الشهيد كتابة ورسماً حتى يُخلد عبر الأزمان. ثم شملت الأيقونات السيدة العذراء والقديسين والقديسات …
لانعلم متى ظهر الفن الأيقوني تحديداً، وانما يُجمع الباحثون أن هذا الفن قد رافق انتشار الرهبنة في سورية ومصر منذ مطلع القرن الرابع المسيحي وذك في قلالي ومناسك الرهبان المتوحدين واديار الرهبان مجتمعين والتي انتشرت في القفار والبوادي والجبال والبراري وتحولت فيما بعد الى أديار وكنائس.
تأثر هذا الفن في بداياته باسلوب النحت التدمري في سورية وبأسلوب صور الفيوم في مصر. وبدأ هذا الفن متقشفاً، ثم اغتنى بالزخرفة البيزنطية، وجاء المسلمون فأجله بعضهم هذا الفن (وان كانت الاغلبية كفرته لمخالفته تعليم الاسلام بعدم التصوير) وحكى عنه المؤرخون والشعراء المسلمون.
ايقونة الدينونة الاخيرة في كنيسة الاربعين شهيد للأرمن الارثوذكس بحلب رسم نعمة المصور
كما فعل يوسف المصور الحلبي وابنه نعمة الله في تزيين عناوين الفصول في مخطوطاتهما المسيحية بزخارف مشابهة لنظيراتها الاسلامية المستخدمة في القرنين السابع عشر والثامن عشر المسيحيين.
فائدة الايقونة
ليس الجمال الفني هو هاجس الايقونة فحسب بل هو الرؤية التأملية في جانبيها التصوفي اللاهوتي والتعليمي القصصي.
والى ذلك ففن الايقونة فن طقوسي يتم تذوقه اثناء الصلاة، فنتأمل صورة القديس ونبخرها تكريماً لشخصه، ويكون القديس في ايقونته محاطاً بألوان النور الزاهية كما تكون عيناه واسعتين ذاهلتين وأذناه ملتصقتين بالخدين صاغيتين والشفتان رقيقتين صامتتين وأما القامة فعموداً منتصباً، ذلك لأن القديس في حضرة علوية.
تُصور الايقونة المتنقلة على الخشب او القماش أو تصور برفقة النص المكتوب في المخطوطات أو تكون الأيقونة ثابتة مصورة مباشرة على جدار وسقف الكنيسة بفن الفريسك.
الايقونات السورية
عندما نقول سورية فاننا نقصد سورية الطبيعية التي تشتمل على هذه الرقعة الجغرافية في غرب آسيا الممتدة جنوباً من شمال الجزيرة العربية الى منتصف آسيا الصغرى وكيليكيا وارضروم وماردين وديار بكرشمالاً. ومن ساحل البحر المتوسط غرباً الى بلاد الرافدين شرقاً.
بيد الشماس حنانيا بن القس نعمة الله ايقونة والدة الاله الهادئة
وتدخل في هذ الرقعة (وبعيداً عن المنظور السياسي والمنطلقات النظرية لبعض الايديولوجيات الحزبية ) جزيرة قبرص وتعتبر جزءاً من بر الساحل السوري وكانت جزءا من ولاية الكرسي الانطاكي المقدس.
سورية هي هذا الكيان الجغرافي المتوسط للعالم القديم بقاراته الثلاث، بلد تتالت به الحضارات عقوداً طويلة منذ آلاف السنين في خط متواصل رغم تغاير أشكال تلك الحضارات والانهيار الذي أصابها من حين لآخر، وما ذلك الخط المتواصل سوى الشعلة التي حملها الانسان السوري في سعي للتكامل في شمول الذات والكون المطلق.
في منتصف القرن الخامس عشر كانت الامبراطورية الرومية ” البيزنطية” تلفظ انفاسها الاخيرة بحصار الاتراك العثمانيين لها بأعتى جيوش العصر واقواها واكثرها عدداً وعديداً، ولم يكن قد بقي من هذه الامبراطورية التي سادت عشرة قرون زاهية الا مدينة القسطنطينية…واستبيحت هذه المدينة واستشهدت…!
لكن الكنيسة الرومية البيزنطية استمرت وظل فنها وايمانها يشع في ظل هذا القهر العثماني،وعرفت الايقونة الرومية قمة ازدهارها وتجددها بفضل الطاقات الخلاقة الجديدة التي انتفضت على القهر التعصبي العثماني، وانتشرت مدارس تصوير الايقونات المتعددة وتوحدت وبدأ مصورو الايقونات من يونانيين وسوريين يمارسون نشاطاً واحداً معتمدة لغة واحدة مشبعة بألوان متعددة خاصة بها. والايقونة بانفتاحها الدائم على غير المنظور تحتفل بالقداسة بالخطوط والالوان كاشفة “سكن الله مع الناس” (رؤيا21)
ترعرت الايقونة في هذا المحيط الحضاري المتميز، وبالتالي كانت سورية هي المرتع الكبير لهذا الفن المقدس الالهي وماحمله من عبق قدسي.
بين آثار صالحية الفرات “دورا اوربوس” التي ترجع الى اواخر القرن الثالث المسيحي (وكانت حامية تدمر على النهر) بيتاً للعماد المسيحي صُورتْ على جدرانه فصول انجيلية…
ايقونة القديس جاورجيوس رسم الشماس حنانيا المصور عام 1717
يعود انجيل رابولا الى القرن السادس المسيحي، وهو مخطوط سرياني مزين بالأيقونات تم نسخه وتزيينه في (دير رغبة) الذي كان قائماً قرب الرها (حران)، وتصحح الابحاث الجديدة موقع هذا الدير، فتقول انه كان قائماً قرب أفامية (محافظة حماه) والمخطوط موجود الآن في المكتبة اللورنتية في فلورنسا بايطاليا.
كما تكثر الايقونات الجدارية في سورية ومنها ما اكتشف في دير القديس اليان الحمصي في حمص، ودير مار موسى الحبشي في شرقي النبك، وفي دير ماريعقوب في قارة، وفي كنيسة الاربعين شهيداالارمنية في حلب، وهذه الجداريات هي استمرار لما اكتشف في لبنان في وادي قاديشا وبحيدات وإدة البترون وكنائس خربة في الكورة، وكل هذه وتلك تعود الى الحقبة مابين القرنين الحادي عشر والثالث عشر المسيحيين.
وترجع مجموعة من المخطوطات المزينة بالأيقونات منها قصة برلعام ويواصاف ( في جامعة البلمند الارثوذكسية في لبنان) وهي باللغة العربية الى ذلك الزمن.
يستوقف زائر الاديار والكنائس في سورية اليوم عدد وافر من الأيقونات، معظمها مصور بأيدي فنانين يحملون اسماء عربية، كما ان الكتابات التوضيحية على الايقونة هي بالعربية الى جانب اليونانية أحياناً.
الرب يسوع ووالدة الاله
الكرسي الانطاكي المقدس
في الكرسي الانطاكي المقدس بالرغم من اذلاله باحتلال سورية موطنه باحتلالات متعاقبة منها احتلال الفرنجة وخاصة لانطاكية رمزه المبارك وتلاهم الظاهر بيبرس المملوكي المدمر ارثها الحضاري والقاتل لشعب مدينة انطاكية الرمز المسيحي، ثم الاحتلال العثماني لكل بلاد الشام ارض الكرسي الانطاكي، بالرغم من ذلك اتى نتاج كبير متميز من الايقونات ليكتمل النتاج المتتابع في العالم اليوناني- الانطاكي بدمشقه وحلبه.. وبكل ثقله السوري الكبير…
يبدو ان محترفاً حلبياً قد شكل مركز هذا النتاج الرئيس رائده الكاهن يوسف المصور الحلبي 1614-1665، وكان مصورا فذاً وهو مؤسس سلالة مصوري الايقونات في ما اصطلح على تسميته وبشهادة جدارة لحلب وهي موطن الفن والفنون ( المدرسة الحلبية)
الأب يوسف المصور وعائلته
حلب
إن أول مصور أيقونات “كاتب ايقونات” (وفق العقيدة الارثوذكسية لأن مصور الأيقونة يعد كاتباً لها كمن يكتب سيرة انجيلية او الليتورجيا المرافقة لسيرة قديس سيما وان الايقونة هي اداة تعليمية روحية نجد فيها كل الانجيل مصورا بالايقونة لتعليم المؤمنين الاميين قديماً…) في التاريخ الحديث للتصوير الكنسي في سورية هو الأب يوسف ” المصور الحلبي” في حلب، الذي برع في فن الايقونة الارثوذكسية، او الملكية، او الانطاكية، او السورية… كل هذه الاسماء لها، فصَّورَ أيقوناتَ على الخشب، وكان يتقن العربية واليونانية، كما كان ضليعا بالعربية واليونانية والنقل بينهما وخطاطاً، فعرب كتباً ليتورجية رومية بيزنطية وخطَّها بخطه البديع، وزينها بزخارف ورسوم وكان سباقاً في فن الزخارف على المخطوطات.
وتابع ابنه القس(الخوري) نعمة الله أعمال والده الأب المصور يوسف في تصوير الأيقونات والمخطوطات الملكية الارثوذكسية في الحقبة مابين اواخر القرن السابع عشر واواخر القرن الثامن عشر وقد عمل مع القس نعمة الله ابنه الشماس حنانيا ثم جاء بعده حفيده الشماس جرجس بن حنانيا وذلك حتى اواخر القرن الثامن عشر…
اما في دمشق
فقد عمل العديد من كتَّاب او مصوري الايقونات في القرن الثامن عشر، ومنهم حنا القدسي الدمشقي في مايقارب1737، و يوسف صيدح الدمشقي في ما بين 1775 و 1780 ، وسلبسترس القبرصي المنتخب بطريركاً على الكرسي الانطاكي ربيب جبل آثوس (عام1724)، ويوسف ولد الخوري ميخائيل اليان الدمشقي، والراهب كيرلس الدمشقي بين 1770 و 1781
وبقي من تلك الحقبة ايضاً أيقونات من فن المدرسة الدمشقية لمصورين آثروا عدم اظهار ذواتهم وكتابة اسمائهم على ايقوناتهم ورعاً وزهداً بالمجد المعلن…
ويظهر في القرن التاسع عشر في سورية جماعة من مصوري الايقونات مثل ميخائيل الكريتي الدمشقي، والمعلم نصر انكلاشا، ونعمة ناصر حمصي وابنه ابراهيم، وحنا صليبا القدسي ونقولا تيودوري القدسي… وبرزت للعيان المدرسة الاورشليمية في فلسطين في فن التصوير الكنسي…
أيقونة الدينونة الأخيرة. بيد حنانيا ابن القسيس نعمة ابن الخوري. بيد نعمة المصور الحلبي في دير سيدة البلمند .
اسلوب الايقونة
ايقونات السيد والسيدة والقديسين او مشاهد حياة كل واحد منهم متشابهة ومتكررة لأنها محدودة، ونميز في الأسلوب المتبع للتصوير طريقتين:
– الطريقة التقليدية، وهي التي اتبعها مصورو عائلة الاب يوسف العائلة الحلبية، وهذه الطريقة تسمى:”مابعد البيزنطية”.
– الطريقة الاخرى التي مارسها أكثر مصوري القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وفيها عفوية تميل أحياناً الى السذاجة وكانت شعبية محببة الى الناس ملأت ايقوناتها بيوتهم كما عند معظم العائلات الدمشقية التقليدية.
– كما تعود الى القرن التاسع عشر أيقونات تحمل اسلوب المدرسة الاورشليمية او المقدسية في تلك الحقبة، وقد اتبع مصوروا مدرسة القدس اسلوباً واقعياً متأثراً الى حد ما بصور الايقونات الغربية التي كانت ترد الى القدس والاراضي المقدسة، كان المصورون المقدسيون يُدعون للإقامة في بقية الارجاء السورية واللبنانية… بهدف تزيين كنائسها وأديارها ومنها أيقونسطاس الكاتدرائية المريمية بدمشق عام 1870م بعد اعادة اعمارها نتيجة دمارها بكارثة 1860، وايقونسطاس كنيسة دير سيدة صيدنايا البطريركي بعد عام 1870.
تقنية الأيقونة
اعتمد مصورو الايقونات في بلادنا السورية كلها تقنية تقليدية، وهي استعمال قطعة من الخشب (جوز، سرو، حور) و يجب أن يكون الخشب من النوع الجيد بحيث يقاوم الحرارة والرطوبة ولا يتشقق عند الرسم عليه وأفضل أنواعه للتصويرعليها هو خشب الزان.
تغلف قطعة الخشب غالباً بالقماش من جهة الوجه، ثم تطلى بالجص الممزوج بالغراء ويُصّوَرْعلى هذا السطح الابيض بألوان ممزوجة بصفار البيض والماء والخل.
وكان لابد لكاتب الايقونة او المصور قبل البدء بها من الاغتسال والصوم والصلاة، والصوم والصلاة ايضاً اثناء تصويره الايقونة، ويكون التصوير عادة نسخاً عن نماذج معروفة للحفاظ على التقليد. وكان على المصور أن يلتزم بنقل هيئة كل قديس بصدق لأن الشخص هو في صورته.
سيرة مصور الايقونات الأب “يوسف المصور” وإنتاجه
أيقونة “رئيس الملائكة ميخائيل” بقياس 46-34سم وهي محفوظة في مطرانية الروم الكاثوليك في “حلب” ومؤرخة من العام 1653م،
اسمه “يوسف بن أنطونيوس بن سويدان”، يُعرف بالمصور أو الحلبي، وجاء في المصادر التاريخية أن أسرة بيت “سويدان” دمشقية الأصل،( ولاتزال اسرة سويدان حتى الآن وهي من كرام العائلات الدمشقية الارثوذكسية ومنها الخوري الشهيد سليمان سويدان استشهد دهساً بسيارة ليلاً في منطقة اللاييكاواخر العقد الخامس من القرن 20)
استوطنت عائلة سويدان الدمشقية مدينة “حلب” منذ أوائل القرن السابع عشرالمسيحي، وقد ولد لها علمنا الاب يوسف فيها في بداية القرن السادس عشر المسيحي، وتتلمذ فيها على يد مطرانها “ملاتيوس كرمة” ( البطريرك افتيموس كرمة عام 1635 (ولأقل من سنة حيث توفي وخلفه مكاريوس بن الزعيم مطران حلب وتلميذ ملاتيوس عندما كان في حلب)،وكان الخوري يوسف ضمن مجموعة من الشباب المثقفين ومنهم مكاريوس بن الزعيم المحكي عنه الذين تجمعوا حول ملاتيوس مطران الابرشية المحب للعلم وعملوا في مجالات التأليف والفنون والتعريب وتصوير الايقونات، وبين سنتي 1645-1653م نال درجة الكهنوت على يد المطران ملاتيوس معلمه في كاتدرائية السيدة الارثوذكسية التاريخية بحلب، كان متزوجاً قبل رسامته شماساً وكاهناً وله ولدان: الأول هو “نعمة الله” الذي خلف والده في فن كتابة وتصوير الأيقونات، والثاني هو “زخريا”.
أما عن تاريخ وفاة الخوري يوسف المصور فلا يُعرف ذلك على وجه الدقة ولكن يمكننا أن نحصر تاريخ وفاته بين سنتي 1660-1665م والبعض يوصل سنة وفاته عام 1667م.
انتاجه
إن إنتاج “يوسف المصور” لم يكن مقتصراً على كتابة الأيقونات، بل عمل خلال حياته في مجالات الترجمة عن اليونانية للكتب الطقسية والليتورجية الارثوذكسية الى العربية لفائدة مطرانية حلب وكنائسها، وعمل في التأليف والخط وكان خطه متميزا يعرف من بين عشرات خطوط الخطاطين المعاصرين بجماله واناقته وكذلك برع كمصور أيقونات، ومن نتاجاته الأدبية كتاب “زبور داوود النبي”، وقد قام بنقله بخطه الجميل وأتمه في سنة 1641م، إضافة إلى كتاب “الدر المنظوم في أخبار ملوك الروم”، وله فيه رسوم رائعة، وقد نقله من اللغةاليونانية إلى العربية في العام 1648م، وكتاب “خلاص الخطأة” وقد نقله ايضاً من اليونانية إلى العربية بالتعاون مع رفيقه في التلمذة للمطران ملاتيوس وأستاذه لاحقاً البطريرك “مكاريوس الثالث بن الزعيم” عندما كان مطرانا لحلب خلفاً للمعلم البطريرك ملاتيوس او افتيموس كرمة مع كتب أخرى.
كما ان له منمنمة في مخطوطة محفوظة في المتحف “الآسيوي” مؤرخة من العام 1660م
وفي مجال فن الأيقونات فله عدة ايقونات من أهمها:
رسم لوحةً للدينونة الأخيرة في العام /1694/ وهي موجودة في “دير سيدة البلمند البطريركي بحسب الباحثة سيلفيا عجميان وهي تعبر عن إبداع رسام متمرّس ذي خبرة ورسمت على قماش من الخام بأبعاد /3,80 م×2,45 /م وهي من أقدم أعماله المعروفة، ورغم أنه قضى معظم حياته في مدينة “حلب” إلا أنّ أيقوناته منتشرة في كل سورية من أقدمها في العام /1686/ وحتى آخر عمل له بتاريخ/ 1722/، وقد عمل كثيراً في كنيسة الأربعين شهيداً للأرمن الأرثوذكس في “حلب” بأيقونة القيامة ومعه ابنه نعمة الله وحفيده حنانيا، وكان أول من وضع حواش زخرفية جميلة في الأيقونة وعرف كذلك برسم الصور الصغيرة(المنمنمات). ، وأيقونتان محفوظتان في “بيروت” في مجموعة السيد “هنري فرعون”، ويعد أسلوب “المصور” في تصوير الايقونات وسيطاً بين التقليد اليوناني والأسلوب المحلي، هذا الأسلوب الذي ظهر بوضوح في أسلوب ابنه “نعمة الله” المصور
ايقونة القديس سمعان العمودي الصغير تصوير القس نعمة الله مثال للأيقونة الحلبية
أما الشماس “حنانيا” بن القس نعمة الله المولود في “حلب” في أواخر القرن السابع عشر، فقد سار على منوال أبيه وجده في تصوير الايقونات بالطريقة التقليدية، عاش في “حلب” وتوفي فيها بعد العام /1740/ وكان أول عمل له مع والده في أيقونة الدينونة الأخيرة في كنيسة الأربعين شهيداً التي تحوي أيضاً ست أيقونات حلبية وتعد أيقونة الدينونة الأخيرة فيها من أجملها.
هي موجودة في الجدار الشمالي للبهو الشمالي للكنيسة وقد ملأت القوس الأوسط من الجدار بكامله حيث صنعت خصيصاً للمكان الذي وُضعت فيه وهي على شكل قوس منتظم بارتفاع /4.46/ م وقاعدة أفقية بطول/3.75 /م ومرسومة على قماش قدمها الحاج “كركور شماع” خصيصاً إلى الكنيسة وهي من تصوير الفنانين ” الأب نعمة الله المصوّر” وولده ” الشماس حنانيا المصوّر” ويعود تاريخ رسمها إلى العام /1708/م وذلك بحسب الكتابة المدوّنة أسفلها باللغتين العربية والأرمنية
أيقونة القديس “جاورجيوس”
أيقونة “المدائح السيدية” بقياس 84-58سم وهي من المجموعة ذاتها لكنها غير مؤرخة.
أيقونة “رئيس الملائكة ميخائيل” بقياس 46-34سم.
“ايقونة القيامة” بقياس 81 -63 سم وهي من مجموعة السيد “هنري فرعون” في “بيروت” وقد قام بتصويرها وأوقفها على كاتدرائية “السيدة” الارثوذكسية في مدينة “حلب” في العام 1645م، ولا نعلم كيف انتقلت الى ملكية السيد فرعون وهي موقوفة لكاتدرائية السيدة!!!
وايقونة السيدة هي محفوظة في مطرانية الروم الكاثوليك في “حلب” ومؤرخة من العام 1653م، وأيقونة “الرسولين بطرس وبولس” بقياس 46-34سم، ومحفوظة في المطرانية ذاتها وغير موقعة وغير مؤرخة، ولكن عن طريق المقارنة والقياس بالأيقونات الأخرى لـ”يوسف المصور” استنتج الباحثون أنها عائدة له.
لقد ساهمت مدينة “حلب” من خلال فنانيها المبدعين في تطوير فن رسم الأيقونات، وذلك من خلال تأسيس ورشة عمل عائلية كبيرة من قبل عائلة “المصوّر”، حيث عمل العديد من الفنانين وتحديداً من عائلة المصوّر في رسم أكثر من مائة أيقونة توزعت بين كنائس سورية الكبرى في حلب ودمشق وبيروت ودير البلمند… ولدى العديد من العائلات الحلبية والدمشقية والبيروتية… المهتمة باقتناء الايقونات إضافةً إلى اكتشاف المزيد منها حتى اليوم.
مراحل آلام المسيح تصوير الاب يوسف المصور
تاريخ مدرسة الايقونات الحلبية عود على بدء
فلقد تأسست مدرسة الأيقونات الحلبية ونالت شهرة كبيرة خلال الفترة الممتدة بين النصف الثاني من القرن السابع عشر المسيحي، والنصف الأول من القرن الثامن عشر المسيحي، وذلك من خلال إنتاجها الفني الغزير بدءاً من إبداعات الأب الخوري “يوسف المصوّر الحلبي” ومن بعده ولده القس “نعمة الله المصوّر” وحفيده الشماس “حنانيا المصوّر” وابن حفيده الشماس “جرجس المصوّر”، وجميعهم توارثو الكهنوت في مطرانية حلب الارثوذكسية (لم تكن الكثلكة قد ظهرت عموما وفي حلب خصوصاً وهي قد ظهرت فعليا عام 1724م، ورسمياً عام 1835م)
الرائد الأوّل لهذا المحترف هو يوسف المصوّر الذي أعطى أجيالاً عدة من رسّامي الأيقونات. امتهن تصويرالأيقونات، وكان مترجماً وناسخاً ومصوّراً للمنمنمات، وكان من المقرّبين من يوحنا بن الزعيم او البطريرك مكاريوس الذي ارتقى إلى كرسي البطريركيّة الأنطاكيّة في سنة 1647 متّخذا اسم مكاريوس الثالث. من بعده، برع ابنه نعمة الله في صياغة أجمل أيقونات المدرسة الحلبيّة، ولحق به حفيده الشماس حنانيا، ومن ثمّ حفيد ابنه الشمّاس جرجس.
يقدّم يوسف المصوّر الأيقونة اليونانيّة في حلّتها التقليديّة بحيث يصعب التمييز بين أعماله وأعمال المصوّرين اليونانيّين المعاصرين له. مع الابن نعمة الله، تظهر الملامح المحلّيّة في بعض عناصر التأليف، إضافة إلى النقوش العثمانيّة التي تدخل لتملأ الخلفيّة الذهبيّة والمساحات الفارغة. تنصهر العناصر السوريّة في التأليف التراثي. تطبع الزخارف الهندسيّة والنباتيّة تشكيل الأيقونة بصداها الخاصّ. تدخل الكتابة العربيّة بأصولها النسخيّة إلى جانب اللغة اليونانيّة، وتتحوّل عنصراً عضويّاً من عناصر التأليف المختلفة. يجد الأسلوب الإنشائي القصصي صياغته المثاليّة، ويتمثّل في ابتكار مشاهد جديدة وصهرها في القالب التقليدي المعتمد منذ القرون الوسطى. تشكّل أيقونات حنانيا امتداداً لنتاج والده، وتمثل آخر تجلّيات الأيقونة قبل دخولها في عصر الانحطاط مع نهاية القرن الثامن عشر. يقارب جرجس في بعض أيقوناته أسلوب والده، وينتهج في البعض الآخر أسلوباً يغلب عليه الطابع الغربي في الموضوع كما في الأسلوب، وفقاً لتوجه فنّي طبع سائر أنحاء العالم الأرثوذكسي في تلك الحقبة التاريخيّة المتقلّبة.
لعل أهم ما تميزت بها الأيقونات الحلبية هي أنّ الرسامين الحلبيين الذين أبدعت أناملهم في كتابة تلك الأيقونات أضافوا إليها صبغة محلّية ونفساً سورياً بحيث يتم التعرّف عليها بمجرد رؤيتها من قبل الباحثين والفنانين المختصين ويتمثل هذا النفس المحلي في وجود سيف عربي إسلامي معقوف في بعضها وكذلك الوجه الشاحب والخلفية الذهبية وثياب البروكار /وهو نوع من الحرير الدمشقي الأصيل/ في بعضها الآخر. رغم أن أسلوبه كان أقرب إلى الفن اليوناني، إلا أن الاب يوسف المصور الحلبي أسس مدرسة فنية مهمة لعبت دوراً في التاريخ الفني بـ”حلب”، كما ألف العديد من الكتب التي حفظها بخطه الجميل، وهو أول ممثل لعائلة من رجال الدين الحلبيين الذين قدموا سلالة من رسامي الأيقونات تبتدئ هذه السلالة به اي بالكاهن “يوسف المصور”، وابنه القس نعمة الله وحفيده الشماس حنانيا وأخيراً حفيد ابنه الشماس جرجس” رسم “حنانيا المصوّر” في العام/1717/ وعماد السيد المسيح من رسم الشماس “جرجس المصوّر في العام /1756/ والأيقونة الثلاثية /”العذراء” والقديس “يوسف” و”يوحنا المعمدان”/ من رسم “جرجس” في العام /1768 / وأيقونة الأربعين شهيداً من رسم “حنانيا، جميعهم /ومن اتى بعدهم / كانوا يوقعون انتاجهم على الايقونة بأسمائهم مماحفظها من الاستلاب الشائع، وهذا من فضل المدرسة الحلبية لمؤسسها الاب يوسف.
الشماس جرجس بن الشماس حنانيا، نتاجه حاضر في ايقوناته التي تشهد للتحول الكبير الذي طرأ على فن التصوير الكنسي في تلك الحقبة والتي استمرت بالاسلوب التقليدي لكبير العائلة الاب يوسف وابنه نعمة الله ووالد جرجس الشماس حنانيا.
يظهر هذا التحوّل في أثراللوحة الفنية الكاثوليكية التي حملتها الإرساليات الغربية الى حلب حيث صارت مركزا تجاريا وفيه بعثات قنصلية للدول الاوربية الكاثوليكية، فتأثر كل شيء في البيئة الحلبية المسيحية بطابع الكلاسيكية الاوربية الكاثوليكية ومنها الايقونات، وأبرز شواهده أيقونات تجسد مواضيع كاثوليكية صرفة لا تمت إلى الكنيسة الأرثوذكسية بأي صلة التي هو من كهنتها، ومنها “قلب يسوع” و”سيدة الوردية” في 1740، “الحبل بلا دنس” في 1762، و”القديس أنطونيوس البدواني” في 1764.
الخاتمة
ان تأثيرات المدرسة الحلبية امتدت من الاب رب العائلة الخوري يوسف الى الابن نعمة الله وحنانيا الحفيد وجرجس ابن الحفيد
ان هذا النتاج الجميل جداً والمتتابع من جيل الى آخر تعكس بوضوح التحولات التي عرفتها ايقونة العصور الحديثة، فتتجلى في ابداع الخوري يوسف لأمانة التقليد اليوناني، أما عمل نعمة الله فيبدو أكثر فرادة تطويعه لعناص الصناعة في تجدد دائم، وقد أغنى هذا الرسام النماذج الاصلية باستحداثه عناصر جديدة، ويمثل عمل حنانيا الشماس المصور مرحلة انتقال، أما آخر السلالة في (المدرسة الحلبية) فشاهد على انحطاط الفن الى مابعد البيزنطي.
بجدارة نشهد ان الايقونات الحلبية وليدة ( المدرسة الحلبية – مدرسة الاب يوسف العائلية) هي اروع أعمال الفن السوري المسيحي، وتحتل مكانة شرف في تاريخ الفن مابعد الرومي البيزنطي بفخامته وملوكيته، فهي تتعدى كونها مجرد إعادة لنتاج ايقونغرافي مستنفذ، لتنم عن ابتكار أمين ومجدد يُشَّعِّب التقليد الموروث ويحييه…
وأخيراً وعن الهدف من رسم الايقونات نقول: “كانت الأيقونة قديماً كتاب المؤمن الأمي الذي لم يكن يعرف القراءة والكتابة فكان يقوم باقتنائها ليفهم منها بعض الإرشادات الدينية البسيطة بوضعها على جدران الكنائس، أما اليوم فبالإضافة إلى تعليقها في الكنائس يقتنيها الناس لتعليقها في بيوتهم كنوع من الحصول على البركة أو إهدائها لكنيسة معينة كما يقوم السياح بشرائها أثناء زيارة المدينة”.
ان الايقونة بركة في كل بيت، وحامية له من غزو الشيطان، ويجب على المؤمنين اشعال القناديل الزيتية امامها وتبخيرها أقله مرة في الاسبوع غروب السبت اعترافاً بفضل صاحبها الرب يسوع ووالدة الاله والقديسين على ابعاد الشرير عن هذه البيوت.
وُلدت القدّيسة خريستينا في القرن الثالث المسيحي في مدينة صور الفينيقية للحاكم الوثني أوربانوس. لم تعرف شيئا عن المسيح قبل سن الحادية عشرة. كانت فتاة بارعة الجمال. لم يشأ أبوها أن يكشف جمالها للعالم لذلك جعل إقامتها في الطبقة العليا من برج عالٍ. هيأ لها كل أسباب الراحة، خَدَماً وذهباً وأصناماً فضيةً لتقدّم لها خريستينا ضحايا يومية. لكن نفس الصبية تثقلت واختنقت بالجو الوثني الذي حُجزت فيه.
كانت تتأمل، من خلال نافذتها، في الشمس نهاراً، وفي النجوم ليلاً. هذا أتى بها إلى إيمان راسخ بإله حي واحد. فلمّا استبان توقها إلى الحق أُرسل إليها ملاك رسم عليها إشارة الصليب وأسماها عروس المسيح وعلمها ما يختص بالله.
بعد ذلك حطمت خريستينا الأصنام في غرفتها فغضب أبوها لذلك غضباً شديداً. حاكمها وعذبها وألقاها في السجن ناوياً قطع رأسها في اليوم التالي. لكنه مات فى تلك الليلة عينها. تعاقب بعده على الحاكمية كل من ذيون ويوليانوس اللذين تابعا محاكمتها. شجاعة خريستينا في مكابدة الآلام، أظهر عظمة إلهها في عيون العديد من الوثنيين الذين اقتبلوا المسيح.
أما ذيون فسقط صريعاً بين الناس فيما كان يحاكمها، وأما يوليانوس فقطع ثدييها ولسانها فالتقطت الشهيدة لسانها وألقته في وجهه فعمي للحال. أخيراً جرى قطع رأسها.
رفات القدّيسة خريستينا الصّوريّة غير المنحلّة.
“إنّي أنا حيٌّ، فأنتم ستحيون” (يو14: 19).
رفاة القديسة خريستينة غير المنحلة
بعد استشهاد القدّيسة خريستينا في أوائل القرن الثّالث المسيحي، تمّ نقل رفاتها غير المنحلّة، إلى القسطنطينيّة. هناك شيّدت كنيسة على اسمها في القصر الملكيّ، احتوت رفاتها وكان يعيّد لتذكارها في الرّابع والعشرين من تمّوزبكل عام.
خلال الاحتلال الصليبي الفرنجي اللاّتيني للقسطنطينيّة، تمّت سرقة رفات القدّيسة ونقلها إلى “تورشللو” (جزيرة في البندقيّة) سنة 1252 كما تمت سرقة مالا يعد من رفاة القديسين وايقوناتهم الى روما والكنائس التابعة.
تبلغ مساحة جزيرة القدّيسة خريستينا، 27 هكتاراً، وتربض في البحيرة الشّماليّة ما بين قناة “سان فيليكس” وجزيرة “لا كورا”. تتميّز الجزيرة بممرّات مائيّة داخليّة كثيرة. هناك، تمّ بناء كنيسة ودير للرّاهبات البنديكتيّات، على اسم القدّيس مرقس (سان ماركو) في القرن السّابع حيث تمّ نقل رفات القدّيسة إلى هناك، سنة 1325، ومنها أخذت الجزيرة اسمها جزيرة “سانتا خريستينا”.
رفاة القديسة خريستينة غير المنحلة
سنة 1340، بسبب سوء الأحوال الجويّة في سانتا خريستينا، سمح لمعظم الرّاهبات بالانتقال إلى مورانو(في جنوب إيطاليا). في سنة 1435، أمر البابا أفجانيوس الرّابع بنقل الرّفات إلى كنيسة “سان أنطونيو”، في تورشللو. ثمّ جرى نقلها إلى بازيليكا “سانتا يوستينا” في “البندقيّة” سنة 1793، وأخيرًا استقرّت في مكانها الحاليّ في كنيسة “سان فرانشيسكو ديللاّ فينا” في “البندقيّة”، حيث لا تزال غير منحلّة.
تعيد لها كنيستنا الارثوذكسية الجامعة بمافيها الكرسي الانطاكي في24 تموز من كل عام. طروبارية القديسة خريستينا باللحن الرابع
يا خريستينَا المجِيدة في الشَّهادةِ لمَّا تزكتِ خِداعَ أبيكِ تَقَبَّلتِ إِشْراقَ حُسْنِ العِبادَةِ الإلهي وإِذْ جاهَدْتِ بِصَلابَةٍ هَزَمْتِ العَدُوَّ وحطَمْتِهِ وكَعَذْرَاءَ عَاقِلة صِرْتِ عَروساً للمَسيحِ والآن تَتَشفَّعين إليهِ بِلا انقِطَاعٍ لِيرحمَ نُفوسَنا.
طروبارية القدّيسة خريستينا نعجتك خريستينا يا يسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلة: يا ختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبةً اياك، وأُصلَبُ وأُدفن معك بمعموديّتك، وأتألّم لأجلك حتّى أملك معك، وأموت عنك لكي أحيا بك. لكن كذبيحةٍ بلا عيبٍ تقبّل الّتي بشوقٍ قد ذُبحت لك. فبشفاعاتها أيّها المسيحُ الإلهُ خلّص نفوسنا.
مطران القدس في المنفي هيلاريون كبوجي…مشعل سوري مسيحي لأجل فلسطين حرة عربية
أن تؤمن بقضيّةٍ، معناه أن تبذل كل جهد متاح، وتسخّر كل ما لديك لخدمتها، فكيف إن كانت قضية القضايا “فلسطين”؟ هنا يختلف الأمر قليلاً؛ فهي قضية قد تكلّف مناصرها -بالقول والفعل- مستقبله، وربما حياته، فأي إيمانٍ يلزم من يصمّم على مناصرتها وهو يعلم العواقب؟
إنه ابن “حلب”، السوري الذي خلع ثوب الطوائف، ولبس ثوب الإيمان، خلع ثوب التعصب، ولبس ثوب العروبة، ولقبّه الكثيرون بـ”أيقونة القدس”.. إنه المطران المناضل “هيلاريون كبوجي”
السيرة الذاتية
المطران كبوجي من مواليد مدينة حلب عام 1922 وأصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المطران كبوجي في العام 1974 وتم اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني في آب 1974 أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة الفلسطينية، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 12 عاماً. أفرج عنه بعد أربع سنوات بوساطة من الفاتيكان، وأبعد عن “فلسطين” في تشرين الثاني 1978، وأمضى حياته بعد ذلك في المنفى في “روما” حتى وفاته في اليوم الأول من عام 2017، ورفضت سلطات الاحتلال الصهيوني تنفيذ وصيته بدفنه في “القدس” المحتلة، فدفن بجوار والدته في بلدة “صربا” اللبنانية
ورغم النفي والإبعاد واصل المطران كبوجي نضاله من أجل الشعب الفلسطيني وشارك في العام 2009 في أسطول الحرية لإغاثة أهالي غزة المحاصرين التي أوقفتها سلطات الاحتلال وصادرت كل ما فيها وطردت الناشطين إلى لبنان كما شارك في أسطول الحرية على متن سفينة مافي مرمرة عام 2010. وشارك المطران كبوجي في العديد من الوقفات التضامنية التي جرت في المدن الإيطالية بهدف التأكيد على دعم الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والمطالبة بوقف العدوان الخارجي على سورية وكرّمته العديد من الدول العربية.
«مقاوم وطني، هو بحقّ سوريٌّ وفيّ، وعربيٌّ غيور، رأيته وحادثته وراسلته، فكان كما ذكرت ووصفت، إن تحدث عن “سورية”، فحديث عشقٍ وانتماء واعٍ، وإن كلّمك عن “فلسطين”، فأنت أمام فدائيّ نبيل، ولأنه كذلك؛ صودرت حريته أربعة أعوام في سجون مغتصبي “فلسطين”، الصهاينة المجرمين»؛
وأضاف المفتي “عكام”: «المطران “كبوجي” أقام في “إيطاليا” جسماً، لكنّ قلبه كان متجذراً في تربة “سورية” الطاهرة، وكانت “سورية” الغالية ساكنة ذراته
له مني كل التقدير والإكبار، بل من كل شريف في العالم عامة، وفي “سورية” الحبيبة خاصة، مدينته “حلب” حزينة على فراقه».
أما الكاتب والإعلامي اللبناني “روبير بشعلاني”، فوصف الراحل الكبير بأنه كان عربياً لم يلتفت إلى أصوله وعنصريته أو قرابته، وقال: «كان خصماً للظلم والنهب والاحتلال من دون تمييز عنصري، وكان مقاوماً بالممارسة وليس فقط بالموقف، بل ربط القناعة بالممارسة، وكان شجاعاً في ذلك ومنطقياً مع أفكاره وقناعاته، على الرغم من مخاطر ذلك عليه شخصياً وعلى مرتبته الكنسية».
واستفاض ابن البلد الذي عشقه الراحل الكبير، الكاتب الفلسطيني “سعادة النابلسي” في الحديث عنه، فقال: «إن جانبتُ الحزن كشعور إنساني على رحيل المطران “كبوجي”، الذي له ما يكبحه من عوامل تعود إلى القدر أو تقدم سنّ الراحل الكبير، فإنني سألتفت بلا شك إلى ما كان يمثله الرجل من رمزية لمرحلة مغايرة تماماً لما نعيشه كعرب، ولما تعيشه القضية الفلسطينية ككل؛ فـ”كبوجي” ينتمي إلى مرحلة النضال القومي والوطني، وهو ابن مرحلة التحرر من الاستعمار ومرحلة بناء دولة ما بعد الاستقلال، وهو الشاهد على ضياع “فلسطين” وتشريد شعبها كباقي جيله.
فلسطين تنعى المطران كبوجيولعل تميّز الرجل لا ينبع من جنوحه للخيار المقاوم في شكله العسكري -الذي أصبح لصيقاً لذكره وذكراه- بل في صبغة المعركة في حياته ونضالاتها».
وأضاف “النابلسي”: “”كبوجي” ابن جيل اختار القومية والوطنية واليسارية خطوطاً لتحرير “فلسطين”، وجعل من النهضة والتحرر العربي بأكمله، معطى لا يمرّ إلا من بوابتها، ومن جيل لم يكن فيه الدين إلا الإضافة إلى الهوية التحررية. كان “كبوجي” وربما غيره من رجال دين مسيحيين ومسلمين على اختلاف طوائفهم، ورثة أنبياء حقيقيين في المقاومة والنضال والدور الذي قلّ نظيره.
يغادرنا “كبوجي” وقد خلع الإسلام السياسي عن “فلسطين” وتحريرها وعروبتها ووطنيتها وحتى إنسانيتها، لتصبح القضية المركزية خلافاً بين مؤمنين وكفّار.”
الرئيس الفلسطيني محمود عباس: المطران كبوجي مناضل كبير
هذا ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطران كابوجي واصفاً إياه بالمناضل الكبير.
كما نعت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله المطران كبوجي، وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود “إنّ رحيل المطران كبوجي ترك حزناً عميقاً في قلب كل فلسطيني نظراً للمسيرة النضالية الحافلة والمواقف الوطنية التي تمسك بها المطران ودفاعه عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية إلى جانب مكانته وسمو منزلته الدينية”.
المفتي حسون: المطران كبوجي رجل حياة ونموذج لقائد ديني
من جهته قال مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون إن “المطران كبوجي ولد في حلب وعشقها لكنها اختار القدس ليسقر فيها، وفي حلب شارع باسمه، وهو رجل حفظ الكنيسة والقدس وافتدا القدس بروحه ودمه وكان رجل الحياة..ونموذج لقائد ديني”. وفي حديث للميادين قال مفتي سوريا “اليوم يغيب رجل بجسده لكنه سيبقى ذكرى لكل القادة الدينيين في العالم.. ستذكرك القدس وحلب وسوريا وكل إنسان حر شريف”. وأكّد المفتي حسون أن المطران كبوجي عرّض نفسه للموت ليكون داعماً للمقاومة. وذكّر مفتي سورية باتصال حصل بينه وبين المطران كبوجي قبل أسبوع فقط من وفاته وقال “كان همّه الوحيد أن يرى مدينته حلب وقد حُرّرت وقال إن لديه شعور بأنه سيرحل قريباً”.
عباس زكي: المطران كبوجي تشرّب ثقافة المقاومة وناضل لإبراز القضية الفلسطينية
أما عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عباس زكي فقد رأى في رحيل المطران كبوجي خسارة لفلسطين والقدس. وقال زكي في حديث لقناة الميادين “لقد خسرنا قامة هامّة من أبناء السيد المسيح الأوفياء للمبادئ والقيم، وخسرنا مطران القدس الذي كان سوري المولد وفلسطيني الانتماء وكرّس حياته عطاءً وقيماً وكفاحاً ضدّ أعداء فلسطين والأمة العربية”. وأشار زكي أن المطران كبوجي هو “ممن تشرّب ثقافة المقاومة وناضل على كل المستويات لإبراز القضية الفلسطينية…وكان محباً لكلّ المناضلين الأوفياء وكان يعتبر نفسه في استنفار دائم رغم تقدّمه في العمر”.
المطران حنا: الصوت المسيحي العربي لن يصمت
المطران هيلاريون كبوجي
المطران عطالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في الكرسي الاورشليمي الارثوذكسي قال عنه وفي حديث للميادين:”إنّ القدس بأقصاه وبكنيسة القيامة وبأبنائها لن تنسى المطران كبوجي الذي ضحى من أجلها، واصفاً الراحل كبوجي بالمدرسة العربية الإسلامية والمسيحية من أجل الحق.” وأشار المطران حنا إلى أنّه في لقائه الأخير مع الراحل كبوجي في روما تمنّى الأخير أن يصلّي وأن يدفن في القدس، وأنه كان يقول إنّ مَن يحب سورية يحب فلسطين ويدافع عن القدس. وأضاف المطران حنا إنّ المتآمر على فلسطين هو المتآمر على سورية وإنّ الراحل كبوجي كان حزينا جداً على ما يجري في سورية.. المطران حنا أكّد أن الصوت المسيحي العربي لن يصمت ولن تتمكن إسرائيل ومن ينفذ أجنداتها من إسكات هذا الصوت، وأنّ الصوت المسيحي سيبقى عالياً في الدفاع عن فلسطين والقدس وهذه وديعة الراحل كبوجي. وأوضح المطران حنا أنّ الاحتلال الإسرائيلي يرفض أن يكون هناك صوت مسيحي عروبي يدافع عن فلسطين كالراحل كبوجي، قائلاً “الراحل كبوجي بقي ثابتاً في تأدية رسالته تجاه فلسطين رغم الضغوط عليه في روما وغيرها لإسكاته…”
البطريرك لحام: الراحل كبوجي انتقل من القدس الأرضية إلى القدس السماوية
البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك قال من جهته إنّ الراحل كبوجي كان مثالاً في التضحية من أجل فلسطين، وانتقل من القدس الأرضية إلى القدس السماوية وكان نبراساً ونوراً إلى اكتشاف معنى فلسطين والقدس. وفي اتصال له مع الميادين قال البطريرك لحام إنّ الراحل كبوجي هو بطل من أبطال القضية الفلسطينية وهو قمة المقاومة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وأبنائها جميعاً. وأضاف البطريرك لحام أنّ الراحل كبوجي أشعل القضية كلها بكلمته عندما قال “إنّ الأرض لنا فلسطين هي أرضنا وأُمّنا” خلال محاكمته من قبل سلطات الاحتلال”. “المطران كبوجي كان سلاحه الصلاة ومعنويات عالية ويمثل الصدق والإخلاص للقضية الفلسطينية وهو شخصية فلسطينية سورية عربية شاملة” يقول البطريرك لحام، مضيفاً “نحتاج الى كبوجي الصادق والمدافع عن القضية الفلسطينية”. وختم البطريرط لحام بالقول “بعد أن يكون هناك سلام في سوريا سيكون للقدس ولفلسطين سلام آتٍ آتٍ، وسنكون كلنا مسيحيون ومسلمون في خدمة قضية فلسطين الإنسانية والعالمية”.
يتحدث أهل الأرض بأكثر من 7 آلاف لغة منطوقة، لكن هناك 2000 لغة منها يقل عدد المتحدثين بها عن 1000 شخص، وتأتي لغة ماندراين الصينية كأكثر لغة مستخدمة في العالم، إذ يتحدث بها 1.3 مليار شخص، وتختلف اللغات فيما بينها في السهولة والطلاقة، فهناك لغات صعبة على اللسان، بينما توجد لغات أخرى هي أجمل ما سمعت به الآذان، وتماماً مثل كل غروب للشمس أو في الواقع مثل كل شخص، فكل لغة جميلة بشكل وبطريقةٍ خاصّة. وأن نقول هنا أجمل لغات العالم، فهذا يعني أن هذه اللغة او تلك، لديها شيء تختص هي بهِ من جمالها.
اللغة الويلزية لقد أظهرت اللغة الويلزية قوّة هائلة في مواجهة المدّ المستمر للغة الإنكليزية، على الرغم من أنه يُتحدث بها بشكل أصلي على الجزيرة التي ولدت منها اللغة الإنكليزية. وعلى مدى العقود العديدة الماضية، خضعت اللغة لعملية إنعاش يمكن أن تكون نموذجاً للغات الأقليات المهدّدة بالانقراض في جميع أنحاء العالم. تعد ويلز مجتمعاً ثنائي اللغة الآن. ومن الممكن أن تنتصر الإنجليزية في النهاية نظرا لأهميتها العالمية.
اذن هذه اللغة هي المنبع الذي استقت منه الإنجليزية الكثير، وقد صمدت أمام الزحف الكبير للغة الإنجليزية بشكل مثير للإعجاب، لكنها إحدى اللغات المهددة بالانقراض لأن منطقة ويلز أصبحت مجتمعا ثنائي اللغة، ومن الممكن أن تنتصر الإنجليزية في النهاية نظرا لأهميتها العالمية.
اللغة الإيطالية دعونا هنا ننتقل إلى لغة يكاد يتّفق الجميع على جمالها، فهي لغة دانتي وبافاروتي وسيلفيو برلسكوني. وقد عرفت الإيطالية منذ فترة طويلة على أنها من أهم اللغات في عالم الفن والأوبرا وبالطبع الرومانسية، حتى إن اللغة الإيطالية المنطوقة تبدو وكأنها أغنية لغير الناطقين بها. ولا شيء يبدو عاطفيًا مثل شيءٍ يُقال وينطق باللغة الإيطالية.
تتميز هذه اللغة بطريقة نطق تشبه الغناء، ودائما ما ارتبطت بفن الأوبرا والأفلام الرومانسية لقدرتها على شد انتباه سامعيها والتأثير على مخيلاتهم، ولا شك في أهميتها الأدبية والفنية، فهي لغة ليوناردو دافينشي، ومايكل أنجلو، والأديب العظيم دانتي صاحب ملحمة (الكوميديا الإلهية) الشهيرة.
اللغة العربية قد يكون أجمل جانب في اللغة العربية هو أبجديتها والخطوط المذهلة (الكاليغرافي) التي ابتكرها الخطّاطون واستعملوها على مرّ القرون. ويعد الخط العربي دائمًا شكلًا متقدّمًا للغاية من الفن الديني، كون اللغة العربية تُشكل اللغة الطقسية للدين الإسلامي، ولغة القرآن ولغة التعبّد بشكلٍ عامٍ. كذلك ما يميّز اللغة العربية هو المساحة التي تعطيها للشعراء، والتي تجعل من الجمال السمعي ملحوظًا في هذه اللغة حتى لغير الناطقين بها. قد تبدو أصوات اللغة العربية غير مألوفة لشخصٍ لم يدرس اللغة قبلًا، ولكن لو أعطيت لنفسك فرصة في تعلّمها فستسحرك قطعًا.
أكثر ما يجذب انتباه الأشخاص غير الناطقين بالعربية، هو شكل الكتابة، وتلاقي الحروف العربية، اكتسبت مهابة وتطورت على مدار قرون لأنها لغة مقدسة،، أما عن نطقها، فقد تكون شديدة الصعوبة على من لم يتحدث بها من قبل، لكن من بدأ بتعلمها وتجاوز رهبة التعلم الأولى، سيسقط حتما في هواها، ولن يتوقف حتى يقرأ الكثير من أبيات الشعر الثمينة التي تشتهر بها اللغة العربية.
اللغة التشيكية يبدو أنه صار من المُسلّم بهِ أن اللغات السلافية تعد شيئاً جميلاً تكتسبه لاحقًا مع الاستماع، خاصّة بعد رؤية كثيرٍ من الأشرار الذي يتحدثون بلهجات روسية في الأفلام الأميركية، ولكن هناك شيئاً رائعاً حقًا في اللغة التشيكية (الفرع الغربي لأسرة اللغة السلافية). تملك هذه اللغة صوتًا فريدًا: “ř” والذي ينطق: “rzh”، وهو نفس الصوت الموجود في منتصف الاسم الأخير للملحن Antonin Dvořák/ أنتونين دفوراك، وهذا الصوت يعطي اللغة نكهة خاصة وبصمة فريدة تميزها عن باقي اللغات. وربما بسبب موقعها الجغرافي على مفترق طرق بين الغرب والشرق، في ما يمكن أن يسمّى حقًا أوروبا الوسطى، فإن اللغة تبدو بطريقة أو بأخرى أقل سلافية وأكثر كمزيج فريد من السلافية واللغات الأخرى كالجرمانية عمومًا، والتي تحيط بها.
تضم اللغة التشيكية التي تعد إحدى فروع اللغة السلافية حرفا فريدا من بين كل اللغات السلافية الأخرى، وهو حرف ر، الذي يعطيها موسيقى خاصة مححبة للآذان، ويمكن القول إن اللغة التشيكية هي مزيج فريد من اللغة السلافية وبعض اللغات الأخرى، واللغة السلافية هي التي كان يتحدث بها سكان أوروبا الشرقية ودول البلقان وأجزاء من وسط اوروبا بين القرنين العاشر والخامس عشر الميلادي.
اللغة الولوفية عدد المتحدّثين الأصليين باللغة الولوفية أكثر من أربعة ملايين شخص يعيشون على ساحل غرب أفريقيا في السنغال وغامبيا وموريتانيا. وقد نمت الولوفية لتصبح لغة مشتركة لعدة ألسنة في المنطقة التي انتشرت بها، وبمرور الوقت راكمت مجموعة كبيرة من الأشعار والأغاني. بل وحتى صار لها أبجدية (الأبجدية الكاراية)، وهي حروف لكتابة اللغة الولوفية اخترعها حسن فاي السنغالي عام 1961 مشتقة من الحروف العربية وتكتب مثلها من اليمين، وما زال كثير من الناس يستخدمونها حتى الآن. ستستمتع حين الاستماع لهذه اللغة، سواء كانت حديثًا أو أغنيةً، وما سيجعلك تستمتع أكثر هو الخلط بين الأحاديث والأغاني لديهم. وأجمل ما تترجم إليه الأغنية الولوفية هي أغاني الراب.
من الممتع الاستماع إلى اللغة الولوفية التي يتحدث بها عدد من دول ساحل غرب أفريقيا، مثل السنغال وجامبيا وموريتانيا، وهي لغة ظريفة تعطي شعورا رائعا عند الاستماع إليها.
اللغة الصينية من المدهش حقًا أن تعرف أن هناك عددًا لا يحصى من اللهجات الصينية المنطوقة المختلفة ولكنها جميعًا تتشارك الحروف المكتوبة نفسها. وبدلًا من تعلّم الـ 25-45 رمزًا التي تمثل الأصوات والتي يستخدمها أمثالنا الذين يستخدمون الحروف الهجائية للقراءة والكتابة، فإن الشخص الصيني المتعلّم يجب أن يتعلّم الآلاف المؤلفة من الرموز التي تمثل كل واحدة منها كلمة. بالإضافة إلى ذلك، يتمّ تمرير الحروف الصينية عبر الأجيال وترتبط دائمًا بشكل وثيق بالثقافة الوطنية. إذًا، فتاريخ اللغة الصينية وتعقيدها وصعوبتها أضاف لها طابعًا خاصًا من الجمال. ومثلها مثل اللغة العربية، فقد كان الخط الصيني (الكاليغرافي) ولا يزال شكلًا فنيًا لا يقدّر بثمن. ويمكننا أن نصطف بكل ثقة خلف شعبٍ يُقدّر الكتابة بهذه القوّة.
اللغة الفنلندية عندما ابتدع جون تولكين اللغة الكوينية (في سلسلة سيّد الخواتم)، كان متأثرًا في الحياة الحقيقة باللغة الفنلندية (العضو الفنلندي الأوغري ضمن مجموعة لغات الشمال). والاستماع لهاتين اللغتين سيزيل أيّ شك لديك حول الصلة بينهما. لن تبدو اللغة الفنلندية مثل أي لغة أوروبية أخرى، باستثناء محتمل للغة الإستونية (ابنة عم الفنلندية)، وستجد أيضًا أن اللغة بعيدة جدًا عن ابنة عمّها البعيدة، اللغة المجرية. للغة الفنلندية إيقاع لطيف وجودة متقطعة وخفية، والتي يمكن أن تلاحظ بشكل مباشر في الشعر والموسيقى، ولكنها ستبدو أيضًا أجمل وأجمل في حين تكون على شكل الموسيقى الريغية.
تملك اللغة الفنلندية بعض الحروف المتقطعة الجميلة التي تجعلها لغة موسيقية وتليق بالشعر، وتختلف أصوات اللغة الفنلندية عن كل أصوات اللغات الأوروبية باستثناء اللغة الاستونية.
اللغة الشيروكية بالإضافة إلى كونها لغة رائعة لغويًا، تعد الشيروكية أيضًا واحدة من أقوى اللغات الأميركية الأصلية (وهو ما يقول شيئًا، بالنظر إلى أن عدد الناطقين بها نحو 13,000). وهناك قدر كبير من الأدب المنشور باللغة الشيروكية، ربّما لأن الشيروكية امتلكت نظام الكتابة الخاصّ بها منذ منتصف القرن التاسع عشر. وقام رجل يدعى سيكوياه بوضع مقاطعٍ لتمثيل اللغة كتابيًا، وهو ما عنى أن كل رمز يمثّل مقطعًا كاملًا. ولحسن الحظ، فإن كثيراً من الشباب الشيروكيين الآن قد بدأوا الاهتمام باللغة، لأنه سيكون من العار الفاضح أن نفقد كثيراً من مثل هذه التقاليد وهذا الجمال.
هي اللغة “الأصلية” للسكان الأصليين في الجزء الجنوبي الشرقي من قارة أمريكا الشمالية، وهم شعب الشيروكي، وبها العديد من فنون الأدب ويكتب بها منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، لكنها كانت معرضة لخطر الانقراض إلا أنها أصبحت محط اهتمام الشباب الشيروكي في الأعوام الأخيرة، وباتت تدرس في بعض المدارس والجامعات.
اللغة البنغالية تشتهر الهند بتنوّعها اللغوي الكبير، وواحدة من أجمل اللغات التي يتحدّث بها في شبه القارة الهندية هي بالتأكيد اللغة البنغالية. فبداية، لدى هذه اللغة نظام كتابة رائع ولديها أيضًا لغة صوتية متدفّقة وسلسة، وهو الشيء الذي جعل واحدًا من أعظم شعراء العالم رابندراناث طاغور، يستخدمها في تجهيز أعماله الفنية. وقد أثبتت أيضا أنها تستحق حرفيا القتال من أجلها، فعندما طلبت الدولة من جميع الناس استخدام الأردية لدراستهم وفي حياتهم اليومية، فقد عدد من الطلاب حياتهم في الاحتجاجات حول حقهم في استخدام البنغالية. وبفضل جزء من الموقف الذي اتخذوه في مواجهة الدولة، لا تزال البنغالية موجودة حتى اليوم ويتحدث بها نحو 230 مليون شخص في الهند وبنغلاديش.
يتحدث اللغة البنغالية نحو 230 مليون شخص في منطقة شبه القارة الهندية، وقد حاولت الهند فرض اللغة الأوردية كلغة دراسية على الطلاب البنغال، لكنهم أقاموا الاحتجاجات التي وصلت إلى ذهاب بعضهم ضحايا دفاعا عن لغتهم الأصلية، ولهم يرجع الفضل في بقاء اللغة البنغالية إلى يومنا هذا.
الإنكليزية تعد الإنكليزية الآن قطعة فنية مهيبة. هل تتّفق مع هذا الرأي؟ فتاريخ هذه اللغة فريد من نوعه بين اللغات الرئيسية في العالم. في مطلع الألفية الأولى، كانت الإنكليزية تسير على مهلٍ وتتطور كلغة جرمانية إلى أن غزا النورمان إنكلترا من فرنسا، وأحضروا معهم لغتهم معهم ومع وصولهم إلى منطقة الممكلة المتحدة حاليا، اندمجت لغتهم مع اللغة الجرمانية وتطورت حتى أصبحت الإنجليزية القديمة، التي تعد أكثر لغة مشتركة في العالم، وأثّروا على ما كان يعرف بالإنكليزية القديمة إلى النقطة التي يمكننا اعتبار اللغة الحديثة تقريبًا لغة مولدة أو كريولية، وهي مزيج من لغتين. ولننطلق سريعًا 1000 عام للمستقبل، أي الآن، فنرى أن اللغة الإنكليزية هي أكثر لغة عالمية مشتركة وتسمح للناس أن يعبروا حدود الثقافات في كل مكان ليتواصلوا إما بلغتهم الأصلية أو باللغة الإنكليزية الجديدة التي تعلموها. إن لم يكن هذا وجهًا من أوجه الجمال، فلا شيء جميل إذن في أي لغة.
تطورت هذه اللغة عن اللغة الجرمانية القديمة، وتستخدمها الدول فيما بينها كلغة رسمية في العلاقات السياسية والاقتصادية، علاوة على كونها اللغة الاولى التي تترجم بها الأعمال الأدبية من اللغات المختلفة، والأدب الإنجليزي زاخر بالأعمال الكلاسيكية والتاريخية التي تدرس في المدارس والجامعات بشتى أنحاء العالم إلى اليوم.
شهد العالم ومنذ بدء الخليقة، ظواهر محيرة عدة قديمة الأزل، والتي بالرغم من مرور عشرات بل ومئات الأعوام أحيانا على حدوثها، إلا أنها لا تزال محل استغراب واندهاش الجميع، الذين لم يتمكنوا من اكتشاف سرها حتى الآن.
حادث هولينويل
هو الحادث غير المفهوم الخاص بإصابة نحو 300 طفلا، بأعراض مفاجئة، كإغمائات وحالات غثيان شديدة، في إنجلترا، حيث حدث ذلك في عام 1980 بصورة مفاجئة، ولم يكتشف سبب حدوث تلك الأعراض حتى الآن!
جسم طائر في السماء
في عام 1967، لاحظ العشرات من السكان بالقرب من ميناء نوفا سكوشيا بكندا، جسم غريب يطير في السماء، قبل أن يسقط في المياه، ويختفي للأبد، الأمر الذي أثار ضجة واسعة حينها، حيث سلطت الجرائد ووسائل الإعلام الضوء عليه، ولكن دون أن يتم الكشف عن سره!
انفجار الباخرة U-28 وظهور كائن غامض
في الوقت الذي تعرضت فيه الباخرة البريطانية U-28 إلى انفجار مروع في عام 1915، لاحظ أكثر من ضابط بالبحرية، وجود كائن ضخم بداخل المياه، أشار بعضهم إلى أنه تمساح عملاق يبلغ طوله نحو 25 مترا، ما لم يجد له أحد تفسيرا واضحا!
كارثة بحيرة نيوس
في عام 1986، فوجئ العالم بتسرب كميات ضخمة من ثاني أوكسيد الكاربون، تبلغ نحو 300000 طنا، من داخل بحيرة نيوس الكاميرونية، الأمر الذي أدى إلى وفاة 1700 شخص من سكان القرى المجاورة، و3500 من الماشية، حيث امتد تأثير الغاز المسرب إلى مساحة 16 ميلا، في واقعة غامضة حيرت العلماء جميعا!
أشكال بالسماءظاهرة غريبة وقديمة حدثت في عام 1516، تتلخص في مشاهدة سكان مدينة نوريمبيرج الألمانية، لأشكال غريبة في السماء، في واقعة محيرة، قيل أنها كانت شبيهة بمعركة جوية شرسة، في وقت لم تكن الطائرات قد ظهرت فيه من الأساس!
إشارة الراديو الغامضة
في سنة 1977، لاحظ عدد من الخبراء إشارة راديو غير معتادة، قادمة من كوكبة القوس، سميت لاحقا باسم إشارة واو، حيث خرجت بعض التكهنات حينها، لتؤكد على أن تلك الإشارة قادمة من مخلوقات غير بشرية، الأمر الذي ظل مثار دهشة الجميع طوال تلك السنوات!
أمطار هلامية
في الوقت الذي كانت تبدو وكأنها أمطار عادية، فوجئ سكان أوكفيل الأمريكية في عام 1994، بسقوط قطع هلامية غامضة من السماء وسط تلك الأمطار، والتي مع استكشافها من قبل العلماء، تبين أنها تحمل خلايا دم بيضاء، الأمر الذي ظهرت من بعده الكثير من الشائعات التي لم يثبت مدى صحتها على الإطلاق!