Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all 1470 articles
Browse latest View live

أنا السوري وحاشى لي أن أفتخر إلا بربي وسوريتي…

$
0
0


أنا السوري وحاشى لي أن أفتخر إلا بربي وسوريتي…

أنا من أنا…
أنا السوري وحاشى لي أن افتخر إلا بربي وسوريتي…
يقولون لي من أنت…؟ فأقول أنا الأمل والوفاء. 
يقولون من أين أنت… 
فأقول من سورية بلد الحب والعطاء. أفلا تدرون من أين أنا… قد جئت…؟
أنا قد جئت من بلد الإخاء… من سورية من بلدي.. بلد القوة والكرم والعطاء.
أنا أقف معك يا بلدي.. ولن أتخلّى عنك في السراء والضراء… أقف في أعالي الجبال…وارفع الصوت الى حماة الديار
هيا ادفعوا هيا قاتلوا الأعداء وطغاة الارض…
نار حرقت وتحرق أفئدتنا منذ سبع سنوات …سورية ياحبيبتي لا تضعفي…
سورية لا تخضعي للأعداء..لا تجعلي شعبك يتراجع عند اللقاء…
سورية نتكل على الله…بأن تبقي قوية ولا تنحني للأعداء…
سورية اصمدي أكثر…
سورية ياحبيبتي أحبك أحبك…فلا تبخلي يا أمنا علينا بالقوة والعطاء.
كوني كما عهدناك يا أمي سورية …كوني قويّةً وصامدة كما انت دوما.ً
واحسرتاه على ابطالك الشهداء والجرحى والمخطوفين والضحايا في وجه الارهاب العالمي وذئاب الكون العالميين وطغاة الارض وكفاره…
وا آسفاه على بلادنا من الغرباء الاوغاد ممن كانوا ابناء وتغربوا وممن اشتراهم من اسواق نخاسة الخيانة…
في الماضي كانت فلسطين والآن عروبتنا كلها انتهكت في ذبحهم لسورية ولاتزال فلسطين بوصلة سورية وهو السبب في كل هذا التجييش الكوني ضدها…
سورية اصبري وصابري وقاومي والنصر لك لإن ابطالك بإذن الله كشفوا للاعداء الغطاء. سنرمم ماتهدم منك… ياكعبة الصمود والانتصار ياوطن السماء على الارض…
سنقاتل بكل شجاعة وإباء. إليك أيها الوطن الغالي…كل دعاء إلى أبواب السماء…
سلام عليك يا وطني الحبيب سورية…
مشتاقون لشرب ماء الفرات في الشرق ودجلة، ونهرالاردن في الجنوب والجولان، كما شربنا من الفيجة وبردى… بدماء ابطال التحرير بعد ان قطعوا ماءهما عن دمشق…والتجول في انطاكية والاسكندرونة وكيليكيا في الشمال…
نحن شعب سوري ابي رفض عبر تاريخه ودوماً يرفض الظلم، يحارب من أجل الارتقاء…
اشتقت إليك يا أمي سورية كما عشتك طفلاً وشاباً ورجلاً وكهلاً… فعودي ياحبيبتي كما كنتِ…
كلنا نضحي بكل غالٍ من أجلك يا أمنا وياتاج رؤوسنا…من أجل أن نكون أقوياء باسمك…
المجد لنا والعزة لنا…وبكل فخر ارفع صوتي ولصوتي أصداء. تتعالى أصواتنا ورايتنا الجبال…لنقول أنت أيها البلد الحبيب يابلد الصفاء. ستجد أحضاننا مهداةً لك…
ستجد قلوبنا عند رؤيتك كالضياء…
وطني سورية الحبيبة امي وعرضي ومثوى اجدادي ومسقط رأسي…
نعم والف نعم ياوطني الحبيب…
بؤساً وسحقاً للمتخاذلين الكفرة والخونة والجبناء…. فانتم الى مزبلة التاريخ ونحن سنحيا والحرية توأمنا..ونطردكم ايها الخونة وباعة الاوطان كل الوسخين الأغبياء…. وياطغاة الارض الاميركيين والصهيونيين والعثمانيين والاوربيين والسعوديين والقطريين…وكل الاوباش العالميين…
اليك ياوطني الحبيب كل الحب والعشق…إلى أكبر حب عرفته.. في الوجود وعرفه الأبرياء. إلى وطني العظيم سورية…
كلمة حب. الله يفرج همك… يا سورية فديتك وافديك حتى انحلال جسدي في ترابك…في أقدس تراب … لأنه ارتوى من دماء الشهداء وتغذى من أشلاء الضحايا الابرياء…
المجد لجيشك البطل…
المجد للجرحى والمخطوفين…والشهداء…
تحيا سورية


في عيد المرأة العالمي…

$
0
0

في عيد المرأة العالمي…

تحية إلى المرأة السورية في عيد المرأة اليوم…
تحية إلى الأم السورية التي انجبت ابطال هذا الوطن واعلامه وعظمائه…
تحية إلى أم الشهيد السورية…
تحية إلى أم الجريح والمعوق والفاقد الاطراف، الشهيد الحي، السورية…
تحية إلى أم كل مخطوف ومغيب ومفقود، السورية…
تحية إلى أم كل شاب فقده الوطن وفقدته هي امه في تيه عالمي بحثاً عن الامن والأمان والرزق… وكثيرون منهم صار البحر قبره وصار طعاماً للسمك، ياحسرة على أمه السورية التي لم تره…ولم تودعه وكانت تأمل ان تلتقيه يوماً
جبر الله خواطركن الجريحة…
تحية إلى أمنا الحبيبة سورية، وأنت أم الجميع وأنت أعظم أم في الكون…
تحية إلى كل امرأة سورية في عيدها…
تحية لذكراك العطرة يا أمي القديسة روزيت وانت فوق في الجنة تتمتعين برؤية مجد الرب.
تحية إلى زوجتي رفيقة دربي وام اولادي…وانت الربان الحكيم لسفينة الاسرة.
تحية إلى اختيّْ الحبيبتين.
تحية إليكن جميعاً ياصديقاتي بنات كنتن أم أمهات أم جدات.
المرأة هي نصف المجتمع…
تحية الى المرأة في عيدها عندما تعد شعباً طيب الأعراق…

في عيد المرأة العالمي…
كل عام وانتن بألف خير

القدّيس الشهيد عبد المسيح رئيس طور سيناء (القرن الثامن المسيحي)

$
0
0

القدّيس الشهيد عبد المسيح رئيس طور سيناء (القرن الثامن المسيحي)

قديس من مسيحيي نجران ( نجران على الحدود بين اليمن والسعودية حاليا)ً
اعتناقه الاسلام
كان رجل من نصارى نجران يقال له قيس بن ربيع بن يزيد الغسّاني من خيرة العرب النصارى فيها، حسن العبادة، فهيماً بما له وبما عليه. هذا خرج، مرّة وهو إبن عشرين سنة برفقة قوم مسلمين من أهل نجران ( نجران كانت كعبة المسيحية) يريد الصلاة ببيت المقدس. وكانوا هم عازمين على الغزو. فلم يكفّوا، في صحبتهم له، عن إغرائه واستهوائه حتّى صيّر طريقه إلى الغزو معهم. وكان قيس من أرمى الناس سهماً وأشدّهم بالسيف ضرباً وأصوبهم بالرمح طعناً. وقد حملته الجهالة والحداثة وخبث الصحابة إلى الدخول معهم إلى أرض الروم فقاتل وانتهب وأحرق ووطىء كلّ محرّم، أسوة بهم، كما صلّى معهم وصار على الروم أشدّ غيظًاً منهم وأقسى قلباً. وقد أقام ثلاث عشرة سنة مدمناً الغزو كلّ سنة ولا يبرح الثغور…

عودته الى المسيحية
فلمّا تمّت له السنون خرج إلى بعض مدن الشام ليشتوا فيها، دخل مدينة بعلبك ومر من امام كنيسة، فتحركت نفسه، فدخل اليها، وجلس يستمع إلى الكاهن وكان يقرأ الإنجيل بالرومية، فطلب منه أن يفسّر له ما يسمعه منه بالعربية، بكى قيس مما سمعه، استغرب الكاهن من بكائه، وسأله عن السبب في بكائه. عندها أخبره قيس عن وضعه، وعن قصته، وكيف أنكر إيمانه المسيحي، فطلب منه الكاهن أن يتوب، فقام “قيس” وصلّى في الكنيسة، ورمى سلاحه وعاهد الله أن لا يعود إلى شيء مما كان فيه، بعد ذلك عرّفه الكاهن وحلّه من خطاياه وناوله القدسات. فانتقل بعد ذلك إلى القدس ودخل إلى بطريركها وأخبره بقصته ففرح به وشدّده وأرسله إلى دير القدّيس سابا ليترهّب وليتعلّم الحياة الرهبانيّة.

في دير القديسة كاترينا في سيناء
وبعد خمس سنوات ترك الدير وطاف في الديارات، ومضى إلى دير القديسة كاترينا في طور سيناء، فأقام فيه سنتين في عبادة شديدة وخدمة للرهبان. ثم أحبّ أن يظهر أمره فأتى إلى الرملة ومعه راهبان فاضلان، فكتب كتاباً فيه: “أنا قيس بن ربيع بن يزيد الغسّاني النجراني. وكذا قصتي ….. وقد تنصرّت وترهّبت زهداً في الإسلام ورغبة في النصرانية. وأنا في كنيسة الرملة، فإن أردتموني فاطلبوني فيها”. وألقى الكتاب في مسجد الجامع بالرملة، ثم مضى هو والراهبان فجلسوا في الكنيسة السفلى للقدّيس جاورجيوس بالرملة.

فلما قرأ المسلمون الكتاب في المسجد تصايحوا، وخرج منهم قوم يطلبونه. وإذ أتوا إلى الكنيسة بحثوا عنه فيها في الداخل والخارج ، بحثوا في كلّ الكنيسة لكنّهم لم يروهم.صعدوا الى الكنيسة في طابقها الثاني ثم عادوا فنزلوا الى السفلي حيث كان موجوداً لكنهم لم يروه…عندها قال له الراهبان:” ان الله رغب بأن لايروك فلا تقاوم رغبة الله.”

عندها ترك الكنيسة وعاد إلى دير القديسة كاترينا في طور سيناء، فأقامه رهبان الدير هناك رئيساً للدير فبقي سبع سنين.

استشهاده
ولمّا قسا صاحب الخراج (الخراج هي ضريبة فرضها الاسلام على الاديار والاوقاف المسيحية) على دير طور سيناء، عندها خرج الرهبان نحو الرملة، فالتقوا بمجموعة من الحجاج المسلمين وهم في طريقهم الى الحج، فتعرّف واحد منهم عليه، ودفع برفاقه لإلحاق الأذى به وتوجّه نحو الحاكم في المدينة فوشى به ولمّا رفض قيس العودة عن إيمانه دفعه إلى الجلاد وأمر بضرب عنقه وهكذا استشهد بقطع رأسه.

عيده

تعيد له الكنيسة الارثوذكسية سنوياً بتاريخ 9 آذار وفق التقويم الغريغوري كبطريركية انطاكية وسائر المشرق وبطريركية الاسكندرية الارثوذكسية وكنيسة اليونان وقبرص… و22 آذار وفق التقويم اليولياني وتعيد له بطريركية اورشليم الارثوذكسية والبطريركيات السلافية في اوربة الشرقية.

(سيرته وردت في كتاب القدّيسون المنسيّون، ص 293 – 297م)
الطروباريّة
“يا ربُّ بأوجاع القديسين التي تكبَّدوها من أجلك،
تعطَّف واشفِ أوجاعنا نحن المتضرعين إليك، يا محبَّ البشر.”

القديسون الأربعون شهيدا

$
0
0


القديسون الأربعون شهيداً

لا نعرف بالتدقيق أصل هذه المجموعة الاربعينية ومنشأها. لكننا نعرف انهم كانوا قادةً في الفرقة الرومانية المشهورة والمعروفة بالنارية. وقد ذهبوا في عهد ليكينيوس (بداية القرن الرابع) الى جبهات ارمينيا لحماية حدود الامبراطورية.
طلب الامبراطور ان يقدم الجيش ذبائح للأصنام، فاجتمع الجيش كله لتقدمة هذه الذبيحة. فامتنع اربعون من قادة الفرقة النارية عن الاشتراك في هذه التقدمة. واذ خالفوا بذلك الأمر الأمبراطوري، قادهم الجند إلى الوالي في سبسطية. لما مثلوا أمام الوالي سألهم عن أسمائهم، فاجابوا كلهم بصوت واحد “انا مسيحي”.

حاول الحاكم إرضاءهم وإقناعهم بالرجوع الى ديانة آبائهم، ووعدهم بأن القيصر سوف يكافئهم على خدماتهم بأعلى الرتب. فكانوا يجيبون على كل هذه: “اننا لن نخون ملكنا الذي هو ملك السماوات والارض.”

بعد ذلك أمر الحاكم بأن يُسجنوا لعلّهم مع الوقت يرجعون عن رأيهم، وطلب ان يعذبوا بعذابات كثيرة، الا انهم لم يتراجعوا عن موقفهم. فصدر الحكم عليهم بالإعدام، وهو أن يُعذَّبوا وسط بحيرة قد جمدت ماؤها من شدة البرد

ولما وصلوا الى ضفاف البحيرة أُمروا بأن ينزعوا ثيابهم وأن ينزلوا الى البحيرة، وكانوا يقولون بعضهم لبعض: “ان الجند نزعوا ثياب المخلّص واقتسموها بينهم، وان يسوع احتمل ذلك لاجل معاصينا . فلننزع الآن ثيابنا لاجل حبه، ونكفر بذلك عن خطايانا”. إلا أن واحداً منهم خارت عزيمته فخرج من الماء البارد.

وكان الحراس الواقفون ينظرون إليهم بإعجاب. فأمتلأ واحد من الحراس إيماناً، وصاح برفاقه وقال :”انا مسيحي”. فأمر قائد الحراس بأن يلقى في البحيرة، فعاد الشهداء الى عددهم الاول.

وفي اليوم التالي امر الحاكم بأن يُخرجوا من البحيرة لتُقطع اجسامهم، وليُقتل من كان لا يزال حياً بينهم. فأخرجهم الحراس كلهم، ووضعوا تلك الاجسام المائتة والمهشمة في عربة، وذهبوا بها ليحرقوها. هكذا استشهد الاربعون قائدا الذين ضحوا بحياتهم وبمجد العالم وشبابهم في سبيل المسيح.

في الأيقونة المقدسة هاهم يستشهدون في بحيرة الجليد بينما نجد احدهم قد ضعف وخرج من الماء ولبس ثيابه ودخل الي قلب المبنى المظلم ، لكن احد الحراس يهم بخلع ثيابه والنزول معهم ايماناً منه بالرب يسوع الذي يستشهدون في سبيله.

وأخيراً لمحة بسيطة عن حياتهم و استشهادهم و أسمائهم
كانوا مختلفي الأوطان ومرتّبين بالعسكرية تحت يد قائد واحد ثم ألقي القبض عليهم لايمانهم بالمسيح وامتُحنوا في المبدأ امتحاناً هائلاً ثم طُرحوا عُراة في البحيرة التي بالقرب من سبسطية في كبادوقية ( إسم اطلق قديماً على البلاد الواقعة غرب تركيا – الأناضول ) وقد كان بَرْدٌ قارس وجليد قوي فقضوا تلك الليلة كلّها على هذه الحال يشجّعون بعضهم بعضاً على الصبر إلى المنتهى وقد أشرفوا على الموت من شدة البرد وعند الصباح كُسِّرَت سيقانهم فاستودعوا أرواحهم في يدي الله وكان ذلك على عهد لِكينيوس سنة 320 م وهم
أنكياس – أغلائيوس – أيتيوس – أثناسيوس – أكاكيوس – الكسندروس – ببهانوس – غائيوس – غرغونيوس – وغرغونيوس أيضاً – دومتيانوس – ذُمنس – أكذيكيوس – أفنويكوس – أفتيشيس ( سعيد ) – أفتيشيوس – اليانوس – الياس – ايراكليوس ( هرقل ) – إيسيشيوس – ثاودولُس ( عبدالله ) – ثاوفيلُس – يوحنا – كلاوديوس – كيرلُُّس – كيريُّن – لسيماخُس – مليطُن – نقولا – أكسنثياس – والريوس – واليس – بريسكُس – ساكردون – سبريانوس – سيسينيوس – أزمارغدُس – فيلوكتيمُن – فلابيوس – خوذيون
.

عيدهم سنوياً

تعيّد لهم الكنيسة المقدسة في الـ 9 من آذار شرقي،الموافق 22 آذار غربي من كل سنة.


أقيمت على إسمهم في كرسينا الانطاكي المقدس

– “كنيسة الاربعين شهيداً” هي كاتدرائية مطرانية أبرشية حمص وتوابعها للروم الارثوذكس في سورية. وتعود الى زمن استشهادهم. وقد تخربت مع بقية كنائس حمص بفعل الارهابيين في سوريةمابعد 2011 وتم تجديدها وعادت للخدمة مجدداً

– كنيسة الاربعين شهيداً في غرزوز (قرنـة الـروم في قضاء جبـيل) من أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس.

خربشات سياسية 10/3//2018فشة خلق والله…

$
0
0

خربشات سياسية 10/3//2018

فشة خلق والله…

– من يستمع الى عنتريات مسؤولي “النظامين” الفرنسي والانكليزي اللاحقين ذاك الدب الثليثي ترامب ويشاهدهم وهم يحتلون الشاشات وينظرون بالعفة كالقحبات ( اقول النظام اقول قولهم وقول كل طغمة العدوان على وطني الحبيب سورية بوصف الحكم في بلادي ب”النظام”)

– هل انت دريان ياوزير خارجية فرنسا لودريان اننا قد قرفنا من اسلوبكم الاستعماري المقيت، والذي تحاولون فيه استرجاع ماضيكم بحق الشعوب المستعمرة ومنها سورية بلادي، وكيف تركتم لنا وانتم بدون اخلاق تلك الدملة التركية البغيضة المتقيحة هي لما سلختم كيليكيا (1918-1922) ولواء الاسكندرون (1938-1939) وسلمتموها لتركيا الباغية خدمة لمصالحكم كي لاتتحالف مع المانيا في حرب عالمية جديدة، وكيف ان حكومة جلالة الملك تنظر بعطف الى اليهود لايجاد وطن قومي لهم في فلسطين بوعد بلفور وكان هذا السبب هو بلاء كل سورية الكبرى بايجاد سرطان صهيوني في فلسطين…

– تتحدثون عن الأخلاق في سورية وانتم وعصابتكم الكونية ممولين من خزائن السعودية وقطر باعتراف البغل القطري حمد الذي كان وزير خارجية البعوضة السامة قطرائيل ودور الامارات والبحرين الداعم ورجال الارهاب الاسلامي في الكويت والاردن ونظامه الملكي السائر في ركاب هذا التحالف العدواني تجاه سورية التي لم ترتكب غلطة معكم جميعا… وكانت ابوابها مشرعة لكم… وهاهي نماذج اتباعكم ارهابيي الغوطة وتبعيتها لهؤلاء الاعراب النجسين..

– ذنب سورية الوحيد ان فلسطين كانت بوصلتها وقدمت مالم تقدمه كل العربان لها ومع ذلك ساهمت الكثير من فصائل فلسطينية ولم تكن وحدها حماس مما ساهم في ذبح اولادها وكانت قيادة حماس الارهابية تعيش كالأباطرة في سورية على حساب شعبنا الفقير…

الجيش السوري الاسطوري في معارك تحرير الغوطة الشرقية
الجيش السوري الاسطوري في معارك تحرير الغوطة الشرقية

– وزير خارجية النظام الفرنسي لودريان يحاضر كالقحبات في العفة، يحدثنا عن الاخلاق وثمن هذه الاخلاق العظيمة ان بلاده ستضرب سورية ان تبين أن “النظام السوري ” يستخدم الكلور في الغوطة الشرقية.

– كم انت مضحك يالودريان يامن تتسمى وزير؟ يا رجل، أن تسويق منطق القرن التاسع عشر بات مضحكاً ونحن في آخر العقد الثاني من القرن 21، وأن امبراطوريتك آلت شمسها الى الغروب على ضفاف قناة السويس؟

امبراطوريتك التي انتجت اواخر القرن 18 الثورة الفرنسية ومبادىء حقوق الانسان وكيف ان رجالات هذه الثورة جميعهم اعدموا بعضهم بالتتالي بالمقصلة بعد إعدام الملك والملكة…مما يستدعي هذا السؤال عن الاخلاق التي تحملون يافرنسا منذ زمان جاك شيراك بحق سورية!!! وعن حقوق الانسان ايتها الدولة الاستعمارية، ونابليون جدك ذبح 4000 من يافا وتركهم اجوارح الجو والارض لمجرد انهم قاوموه…

وكليبر الذي ادعى باعتناقه الاسلام ليضمن محبة المصريين بعد هروب معلمه بونابرت عائداً الى فرنسا وكان مصيره قتلاً بيد الشاب الحلبي سليمان…

– لا اعلم ان كنت دريان يالودريان بالطالب الضابط الشهيد السوري المسيحي ابن اللاذقية وقد دافع عن مصر البطل جول جمال وهو اول استشهادي في مشرقنا وقد فجر بجسده وبزورق الطوربيد مدمرتكم الأكبر جان دارك في عدوانكم الثلاثي مع فرديتي الحذاء الأخريين بريطانيا والكيان الصهيوني على مصر… ومن هنا ذكرتك ان شمس بلادك غربت عند قناة السويس…

– سعادة الوزير لو دريان ياريتك تعترف بأنك دريان أن ورقة الكلور في الغوطة ورقة تكتيكـية، وتدفـع، موسمـياً، الـى الضوء لتغطية حلقة جديدة من حلقات مسلسلكم الطويل بالسيناريو الحقير كحقارتكم والمرير، على الأرض السورية. ترفعونها كلما انتصر جيشنا الاسطوري بعد قيامته من القبر الذي حفرتموه له… واعتقدتم انكم دفنتموه به ولكنه قام وحرر 9 محافظات سورية والحبل على الجرار، ولولا تحالفكم مع واشنطن وتركيا وعربان السعودية والخليج…ضدها لكانت سورية كلها اليوم عيونها خضر…وستكون قريباً…

– أكيد يا لو دريان انك دريان بعدما شاهدت الفيديوات المركبة، وماذا ستتحقون من كلام بشارنا الجعفري في الغوطة ماقبل 13 آذار الحالي والذي قاله اليوم نائب وزير خارجيتنا المقداد حول ماسيفعله تلاميذكم ارهابيو الغوطة بضرب الكيميائي على نطاق واسع في منطقة بالغوطة ليلة 11 آذار لاتهام الجيش السوري بجلسة منظمة الكيميائي في 13 آذار… ولكن غباءكم يمنعكم من الاعتراف ان هذه المنطقة لصيقة بشرق العاصمة حيث يقطن مئات الوف المدنيين الذين تضرروا بما لايوصف استشهاداً وتعويقاً وخراباً خلال سبع سنوات من ارهابييكم وبالتالي سيكونون هم اول المتضررين من الكيميائي مايعني يامعالي الوزير لو دريان ان جيش الوطن لن يضرب من يقف معه ويحمي بقية العاصمة بصفتهم بوابتها الشرقية بأجسادهم واولادهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومعابدهم…

– بس المشكلة انك مودريان كم هو مبلغ غباءك وغباء معلمك الولد… وغباء تيرزا ماي الكركمة البريطانية ونظيرك البريطاني الاستعماري… لا داعي لذلك ابقوا اغبياء.

قاذفاتكم الفرنسية جاهزة للانطلاق. هل هذا دفاعاً عن سكان الغوطة الذين بين براثن البرابرة، أم تسولاً للصفقات من الدول الخليجية… التي لايهمكم ماذا فعلت داخل مجتمعاتكم من بيئة حاضنة ارهابية، ومن وساخات تكفيرية بحق بناتكم واولادكم وجهاد ولواطة لايهمكم… وهي هذه الفعاليات التي رعيتموها ودمرت وقتلت منكم كثيرين… ما زالت تسعى لتدمير ما تبقى من سورية…!

أخلاق يا رجل؟ أية أخلاق وأنتم تشاهدون كيف يتم تجنيد الارهابيين في مجتمعاتكم وإرسالها إلى سورية…

– هل تتذكر يالودريان شقيقتنا الجزائر ياوزير خارجية فرنسا؟؟

الجيش السوري الحبيب يحرر الغوطة
الجيش السوري الحبيب يحرر الغوطة

لنضع المليون ضحية جزائرية اثناء استعماركم للجزائر لنضعها جانباً.( ولست في وارد لتذكيرك وانت دريان ان عدد ضحايا سورية من الموالين فقط مليون شهيد وجريح ومخطوف بفضلكم يا لو دريان عدا عن اتباعكم الذين باعوا ضميرهم وصاروا يسمونهم معارضة مسلحة فأعداد ضحاياهم بحربكم الاستعمارية على ارضنا ربما اكثر)

– اذكرك بوجودكم الاخلاقي في الجزائر ببطل الجزائر (السوري الدمشقي) الأمير عبد القادر الجزائري واتباعه وعائلته ومافعلتموه بهم وكيف التجؤا الى الشام لانها القلب المفتوح لكل طريد من وطنه، ولو كنت انت طريداً اكيد نحن سنستقبلك ونطعمك من مالنا المهم ان تكون مظلوماً ولست ظالماً كما حالك وحال نظامك اليوم…

اتابع حول الجزائر ألم تجر الحكومة الفرنسية تجارب نووية، في الصحراء الجزائرية، وهي التي أخفت ما حل بالسكان الذين هناك؟ تظهر اعراضه اليوم في الصحة لأهلنا في الجزائر…

– أخلاق يارجل؟ أليس غي موليه من أهدى صديقه دافيد بن غوريون مفاعل ديمونا، المهدد لكل مشرقنا وساعدالكيان الصهيوني بالخبراء والتقنيات، لانتاج القنبلة الذرية واستخدامها ضد جمال عبد الناصر. هذا اذا أغفلنا دور الميراج في حرب حزيران 1967؟ بتدمير القوة الجوية المصرية وهي في المطارات بوساخة فرنسا اي نظامك…

– أخلاق يارجل، وقد عاملتم معمر القذافي كما لو أنه يوليوس قيصر ينصب خيمته قي فناء الاليزيه. ثم نظامكم من قتله…فقط من أجل المال. ودمرتم ليبيا وأقمتم أنظمة قطع الرؤوس وقطع الأيدي.

– لودريان معالي وزير الدولة الاستعمارية فرنسا…

من أعطى الحق لنظامك ليهدد بضرب بلادي؟

العلم الوطني وحماة الديار
العلم الوطني وحماة الديار

هل تجرؤ وانت ونظامك ومعلمك الولد ماكرون بانتقاد ما يفعله الأتراك في الشمال السوري، هل وجهتم كلمة واحدة الى النيو خليفة العثماني الذي يديه حتى الاكواع بالتواطؤ معكم مغمسة بالدم السوري الطاهر؟

هل تجرؤن ان تقولوا سراً لأميركا انكم قتلتم مدنيي الرقة ودمرتموها…لا تستطيعون لأنكم شركاءها في التحالف العدون هل تجرؤ ان تهاجم نظام ىل سعود بابادته الشعب اليمني الذي كله هياكل عظمية ؟؟؟

– الضجيج هنا والتواطؤ هناك. القرن التاسع عشر عاد، ولكن بقناصل من الدرجة الثالثة، وبانهيار مريع في القيم السياسية.

التقارير الاستخباراتية الفرنسية والبريطانية… تفاصيل راعبة عن البنية الايديولوجية لمسلحي الغوطة. هؤلاء يرمون بالرجال والنساء والأطفال من فوق السطوح، ويغتصبون نساء من لا يسير في ركابهم أو من ينتمون الى طوائف أخرى.

هل هم الثوار أيها السيد لودريان؟ دعاة الديمقراطية والعدالة والحداثة… اتباعكم اصحاب اللحى المقملة الواردة من تورا بورا واللباس الأفغاني…الطالباني القاعدي…

– واجبي ان اقف كما كل سوري مع جيشنا الاسطوري الناهض بالقيامة الظافرة… ان ندافع عن وطننا سورية في مواجهة تيمورلنك… المغول الجديد الكيان الصهيوني واميركا وانتم مع بريطانيا كأذناب واحذية استعمارية بالية لهما، وانت دريان يا “لودريان”و تعرف أن أجهزة استخباراتكم من استجلبهم، ومن استضافهم، ومن موّلهم، ومن فتح حدود بلادي بالتواطؤ مع تركيا لهم ومن يرسل لهم شحنات الكلور والسارين…من تركيا.

– هل قرأت أيها السيد لودريان ما قاله بطلكم الجنرال هنري غورو حين دخل الى دمشق؟ لقد ضرب ضريح صلاح الدين بحذائه، وقال “ها قد عدنا يا صلاح الدين”، بعد أن استشهد يوسف العظمة على أبواب ميسلون.

اتعلم ماذا تقول جداتنا الشاميات يا لودريان وهذه لاتدريها:” ولي على غورو اللي نصوا خشب اكتر ماولولو عليه”

– كـان ذاك غـورو، أيـن أنت منه، وقد جعلتكم التبعية للولايات المتحدة حفاة في السياسة، حفاة في الاقتصاد، حفاة في الديبلوماسية؟ ولدتم كرهكم في سورية لدى اصغر اولادنا حتى صرنا نكره الكلمات الفرنسية…واكيد لن يكون لكم فتات في كعكة اعادة الاعمار في بلدي لأن الشعب يكرهكم ربما يسامحكم من تسمونه النظام ولكن الشعب يكرهكم…فكفى عواءً…

لعلك قرأت ياوزير خارجية فرنسا الاستعمارية العظمى (ياصاحب شعار اخلاق الكيميائي في الغوطة وخان العسل وخان شيخون و…) كتاب جان بول سارتر “الأيدي القذرة”.

هنا، أيضاً، الضمائر القذرة!!

نسور الجو السوريون
نسور الجو السوريون

– نحن سننتصر بجيشنا السوري الاسطوري وحلفائنا الروس والاوفياء من حزب الله …والقوات الرديفة وكوادر الحزب السوري القومي الاجتماعي وكل الدفاع الوطني سنحمي سورية وستعود سورية مكللة بغار الانتصار… وسيرتفع علمنا الحبيب ليس فقط في كل الغوطة بل في كل الجغرافيا السورية بمافيها الجولان الحبيب ولواء الاسكندرون الحبيب… وستصير عيونها خضراء بالرغم من سيل الدماء…

-وأنا اكتب لك رسالتي يا”لودريان” الآن ليلاً، القذائف تتساقط في القصاع وباب توما بالعشرات من حمائمكم بالغوطة موقعة أكبر الخسائر بممتلكاتنا وبشعبنا  الجريح،واصوات سيارات الاسعاف تتعالى بالجرحى والشهداء إلى المستشفى الافرنسي، ولكنه ليس مسشفاكم هو مستشفانا السوري… اسسته راهبات لعمل الخير شاءت الظروف ان تكون بعثة رهبانية فرنسية مطلع القرن 20، اسأل كوادره لتدرك ماتفعلون انتم وحمائمكم بالقصاع وباب توما وبقية شرق العاصمة…

– لكم الخزي ولأخلاقكم وثورتكم الفرنسية وجلالة الملكة البريطانية ورئيسة حكومتها ووزير خارجيتها ومعلمكم الاكبر ترامب والماسونية القائدة…وللنتن ياهو … والقرد اوغان…ولكل أعراب الخليج ومالهم الوسخ..

هنا في تراب سورية مدفن اصحاب الضمائر القذرة يا وزير خارجية فرنسا العظمى…ولن يدنس لأنه تطهر بدماء الشهداء السوريين…

تحيا سورية والمجد لجيشها والخلود لشهدائها وجرحاها ومخطوفيها ومهجريها ولاجئيها…


متروبوليت اللاذقية وتوابعها جبرائيل دميان

$
0
0

متروبوليت اللاذقية وتوابعها جبرائيل دميان

السيرة الذاتية
في بلدة الصورية بالقرب من أنطاكية (العاصمة الرمز لكرسينا الانطاكي المقدس) الغافية في احضان الطبيعة الخلابة للواء الاسكندرون السليب، وفي جو مسيحي أرثوذكسي صرف وصافٍ، كما أرياف اللاذقية…

في هذا الموقع القروي الجميل والروحي الايماني الرائع ولد علمنا المطران جبرائيل في 25آذار شرقي سنة 1891م من ابويه التقيين دميان ورحمه صباح عيد البشارة فسماه والده جبرائيل على اسم الملاك المبشر.

استبشر والداه به خيراً وتوسما له بركة العيد، وعمداه يوم الاثنين المقدس (الفصحي) الواقع في 22 نيسان (ش) سنة 1891

أخذ الصبي ينمو ويترعرع في النعمة والقامة، وعندما زار مطران أبرشية اللاذقية الجديد أرسانيوس (حداد) بلدة الصورية سنة 1902، أعجب بنباهة الصبي وصوته الفضي الرنان والجميل، فتوسم فيه الخير للكنيسة، وأحضره إلى اللاذقية حيث ألبسه ثوب الابتداء في الرهبنة في 15 أيلول شرقي سنة 1903 ورتب حياته في المطرانية وتعهد أمر تدريسه.

دراسته ورسامته
واظب على دروسه مدة ست سنوات في مدرسة اللاذقية التابعة للجمعية الإمبراطورية الفلسطينية- الروسية الارثوذكسية بتفوق واضح، وأظهر فيها اجتهاداً وذكاءً وتفوقاً مما حدا بإدارة المدرسة إلى إيفاده بمنحة إلى روسيا لمتابعة دروسه فيها.
فأوفد في سنة 1908 إلى مدينة سينغروبول في شبه جزيرة القرم، ودخل سيمنارها اللاهوتي (معهدها) وكان طالباً نشيطاً مجداً، حيث سار في صفوفه طالباً مجداً ناجحاً محبوباً تزينه التقوى والسلوك الحسن.

شرطن شماساً في 16تشرين الأول 1910 وفي صيف 1914 أنهى المعهد اللاهوتي، في عداد الخمسة الأول الذين يحق لهم دخول أكاديمية بطرسبرغ اللاهوتية، وفيما كان يتلقى دراسته العالية في الأكاديمية وجد لديه وقتاً كافياً فدخل معهد الأركيولوجيا الكنسية( علم الآثار)، وفي سنة 1918 أحرز شهادة المعهد مع شهادة الاكاديمية.

قيام الثورة الشيوعية في روسيا
في ذلك العام 1918 قامت الثورة الشيوعية في روسيا، لذا لم يستطع العودة الى الوطن، فرُسم كاهناً في 23شباط1919 وعين كاهناً لإحدى كنائس العاصمة موسكو، وعضواً في لجنة الرقابة على المطبوعات اللاهوتية وبقي كذلك حتى تيسر له الرجوع الى اللاذقية سنة 1925 وبقي حتى تيسرت له العودة إلى اللاذقية فوضع نفسه تحت تصرف معلمه مطران اللاذقية أرسانيوس فأناط به إدارة مدرستي البنين والبنات الارثوذكسيتين، والقاء الدروس الروحية فيهما، وتولى رعاية كاتدرائية القديس جاورجيوس باللاذقية، طوال عهدي المطرانين أرسانيوس حداد وتريفن غريب.
انتخبه المجمع الإنطاكي المقدس يوم الخميس 10/3/1960 مطراناً على أبرشية اللاذقية خلفاً للمطران تريفن غريب.

انتخابه ورسامته مطراناً

دار مطرانية اللاذقية للروم الارثوذكس
دار مطرانية اللاذقية للروم الارثوذكس

بقي يمارس مهامه ككاهن باللاذقية حتى تم انتخابه بفعل الروح القدس مطراناً على اللاذقية وتوابعها يوم الخميس في 10 آذار سنة 1960 حين انعقاد المجمع الانطاكي المقدس في الدار البطريركية بدمشق.
تمت رسامته في الكاتدرائية المريمية بدمشق في 20/3/1960 برئاسة البطريرك ثيوذوسيوس السادس، باشتراك مطارنة زحلة (نيفن سابا)، حمص (ألكسندروس جحى)، حماة (إغناطيوس فرزلي)، صور وصيدا(بولس الخوري)، المعاونين البطريركيين الأسقفين سرجيوس (سمنة) وألكسندروس (عسّاف)، وعدد من الاكليروس البطريركين وخدم القداس الالهي المرتل الشهير ايليا سيمونيذس وكان المرتل اليسار توفيق الحداد احد اهم الاصوات النادرة في تاريخ الترتيل الانطاكي ودمشق حصراً، بحضور جماهير غفيرة من دمشق ومن ابرشية اللاذقية.

سلم غبطته المطران الجديد عكاز الرعاية، ألبسه التاج المذهب. والشعب اللاذقي والدمشقي يردد بالهتاف “مستحق…”

وفي يوم الخميس 24 آذار 1960 دخل علمنا بموكب رسمي وشعبي إلى قاعدة ابرشيته اللاذقية برفقة مطراني زحلة نيفن، وحمص الكسندروس وقد رافقته الوفود الشعبية التي حضرت رسامته في مريمية الشام بموكب سيارات، وصحبته بقية جماهير الابرشية تقدمها الكهنة والرعاة حيث دخل كاتدرائية القديس جاورجيوس وهناك صلى صلاة الشكر مع الوفد البطريركي وتسلم مقاليد الأمور في ابرشيته هناك.

رعايته لحظيرة اللاذقية
ساس علمنا أمور أبرشية اللاذقية بهدوء وسلام، بعد نشوء الازمة العصيبة المسماة “الكنيسة الأرثوذكسية المستقلة بزعامة المطران ابيفانيوس زائد وانسلاخه واتباعه عن الجسد الانطاكي الواحد، وبالتالي ظهورازمة النافرين من مطران اللاذقية السابق تريفن غريب آنذاك حيث انقسمت الرعية اللاذقية المعروفة بصدق انتمائها الارثوذكسي الانطاكي.

وفي عهدعلمنا المتروبوليت جبرائيل وبفضله وحسن رعايته عادت الأمور إلى طبيعتها وعاد لأبرشية اللاذقية مطران واحد، ويرعى رعية واحدة تلتف حوله. فقد عاش حياته ناسكاً متواضعاً زاهداً في متاع الدنيا، طاهر السيرة، ممدوح الخصال، محباً وعطوفاً على المحتاجين، راع من الطراز الأول لرعية تحتاج الى هكذا راعٍ، كان متفانياً في خدمة الرعية وإقامة الصلوات وزيارة المرضى متمثلاً بقول السيد له المجد”لأجلهم انا أقدس ذاتي”، مترفعاً عن المادة فقد وزع أمواله على الفقراء والمحتاجين والكنائس والمدارس والمشاريع والمؤسسات الخيرية، فوزع خلال مدة رئاسته للأبرشية خمسين ألف ليرة سورية وهي فيذاك الوقت تمثل ثروة، ولكن لسان حاله يردد قول السيد له المجد “أعط مالله لله”

كان علمنا متغرباً عن هذه الدنيا يتشوق الى الانطلاق للانضمام الى الآباء. وفي أيام مرضه كان يتكلم الغريب عن حلول موعد عودته الى وطنه وأهله.

شعار الكرسي الانطاكي المقدس
شعار الكرسي الانطاكي المقدس

وفاته
لبى علمنا نداء ربه، فجر يوم الثلاثاء 26/4/1966 في مستشفى القديس جاورجيوس لأرثوذكسي (مستشفى الروم) في بيروت، إثر نوبة قلبية لم تمهله أكثر من دقيقتين، فقد تعب هذا القلب الكبير بعد جهاد طويل، وطلبت نفسه الراحة في احضان ابراهيم مع مصاف القديسين الابرار حيث ” مالم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه” (1كو9:21) وحيث “يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت ابيهم” (متى 43:13)
وتلقت اللاذقية التي تعترف بفضله واياديه البيضاء عليها، وبتفانيه في خدمتها قد آلمها هذا الخبر الحزين فتلقفته بألم شديد، وتشكلت الوفود وأتت إلى الحدود السورية اللبنانية بانتظار وصول جثمان الفقيد وقد وصلموكب الجثمان يرافقه الموفد البطريركي الاسقف اغناطيوس (هزيم) رئيس دير البلمند(البطريرك السابق)، يرافقه الارشمندريت اسبريدون خوري، ولفيف من كهنة الأبرشية.

 وما لبث الموكب أن توقف مرات عديدة في الطريق حيث كانت وفود من قرى الأبرشية بانتظار الموكب باكية على الراحل الكريم. 
ووصل الموكب إلى اللاذقية التي خرجت بكبيرها وصغيرها لتستقبل من رعاها بمحبته سنين طوالاً كاهناً ثم أسقفاً، واعاد لها اللحمة، وحملوا نعشه على الأكف يتقدمه الأرشمندريت يوحنا (منصور) المعتمد البطريركي في اللاذقية (مطران اللاذقية الحالي) 
سجي جثمانه في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وعرض للتبرك يومي الأربعاء والخميس حيث لثم يمينه آلاف من مؤمني الأبرشية
أجريت مراسم الجناز يوم الجمعة 29//19664 برئاسة سيادة المطران أبيفانيوس (زائد) متروبوليت عكار، ومشاركة: متروبوليت حلب المطران إلياس (معوض) (البطريرك) والأساقفة: فلاديمير المعتمد البطريركي الروسي في دمشق، والمعاونان البطريركيان في دمشق الأسقفان سرجيوس (سمنة)، ألكسندروس (عسّاف).

ألقى المطران أبيفانيوس عظة أبّن فيها الفقيد الكبير، مشيداً بمناقبيته وبأعماله على الصعيدين الروحي والوطني، وعدد صفاته، ثم وري سيادته الثرى في مدفن رؤساء الكهنة والكهنة في مقبرة الفاروس باللاذقية.
كان سيادته يتقن الترتيل الكنسي الرومي كما الروسي، كما كان يتقن اللغتين الروسية والسلافونية (الروسية القديمة) ويلم باليونانية والتركية والسريانية، له كتاب “رفيق المسيحي” في ثلاثة أجزاء، وقد طبعه على نفقته الخاصة ووزعه مجاناً لفائدة أبناء رعيته الأرثوذكسية وهو عبارة عن محادثات دينية بين شخصين حول الفروقات بين الطوائف والكنائس.
مشكلة انتخاب خلف للمطران جبرائيل 

شعار الارثوذكسية
شعار الارثوذكسية

عانت أبرشية اللاذقية الأمرين بعد وفاة مثلث الرحمات المطران جبرائيل، فقد رشح المجلس الملي في جلسته المنعقدة في دار المطرانية برئاسة مطران حماه اغناطيوس حريكة فيها ثلاثة إكليركيين هم: الأسقف إغناطيوس هزيم، الارشمندريت جورج خضر (مطران جبل لبنان –استقال) والارشمندريت قسطنطين بابا استيفانو (مطران بغداد والكويت- استقال) لينتخب المجمع الانطاكي المقدس أحدهم مطراناً للاذقية

وذلك حسب القانون المرعي الإجراء آنذاك. 
انتخب المجمع الأنطاكي الأسقف إغناطيوس (هزيم) متروبوليتاً على اللاذقية، ولكن في ذات الوقت اجتمع المطارنة: أبيفانيوس زائد (عكار)، باسيليوس سماحة (حوران)، بولس الخوري (صور وصيدا)، ميخائيل شاهين (توليدو أوهايو) وانتخبوا الأرشمندريت أنطونيوس الشدراوي مطراناً على اللاذقية 
ولكن شعب اللاذقية ممثلاً بمجلسه الملي والمعتمد البطريركي قدس الأرشمندريت يوحنا أصرَّ ووقف إلى جانب الشرعية التي يمثلها غبطة البطريرك والمجمع المقدس، هكذا حتى استطاع المتروبوليت الجديد استلام زمام الأمور في أبرشيته

مصادر البحث

مجلة النور عدد3 و4 ص 112 و113 لعام 1960

مجلة النعمة، مجلد 1966

 فايز فضول، تاريخ أبرشية اللاذقية الموثق، 2008 

ميلاد جبارة- المنتدى


الارشمندريت ميصائيل حجار “فخر حمص”

$
0
0

 

الارشمندريت ميصائيل حجار “فخر حمص”
توطئة
ورد اسمه بعض الأحيان في بعض الوثائق البطريركية المختصة بأبرشية حمص(1) والعائدة زمنياً الى مابعد منتصف القرن 20 لكني لم أجد فيها ما يّوثق لهذه الشخصية الإكليريكية الأنطاكية الأرثوذكسية المدعوة “فخر حمص”(2) سوى أنه كان وكيلاً لمطران الأبرشية مثلث الرحمات المتروبوليت الكسندروس جحا، وبعد وفاته سير امور الابرشية كمعتمد بطريركي بتكليف من البطريرك ثيوذوسيوس السادس الى أن تمكن المجمع من انتخاب مثلث الرحمات الارشمندريت الكسي عبد الكريم متروبوليتاً على ابرشية حمص وتوابعها، وكانت وقتها أمور الأبرشية على فوهة بركان، حيث كانت تلك الفترة العصيبة قد شهدت انقساماً للمجمع الانطاكي لأن الفريق المنشق بقيادة المطران ابيفانيوس زائد وصحبه قاموا بانتخاب مثلث الرحمات الارشمندريت غفرئيل فضول مطراناً من طرفهم على حمص… وكان مثلث الرحمات البطريرك ثيوذوسيوس السادس نزيل مستشفى الروم ببيروت بفالج منذ سنوات أدى بالنتيجة الى ارتقائه الى الأخدار السماوية عام 1969 لذا حصل هذا الانقسام وامتد ليشمل كل الابرشيات ولكنه كان كبير التأثير في حمص بعد وفاة مطرانها الكسندروس جحا.
لقد استطاع علمنا بحكمته وحسن ادائه كمعتمد بطريركي أن يحافظ ما أمكنه على أبرشية حمص الشهيرة بإيمانها الارثوذكسي، بالرغم من الانقسام المؤلم الذي ضرب المجمع وأبرشية حمص وبفضل مزية الصوت الجميل التي تمتع بها وحسن ادائه وبرأينا انها لعبت دوراً محبباً، إضافة الى مزية الحكمة والتعقل في إدارة السفينة الحمصية وعلى حساب صحته وتوازنه ولمحبة الحمصيين للترتيل المتقن مع جمال الصوت والاداء، أن يرضي الفريقين إلى أن استتب الأمر لمنتخب المجمع برئاسة البطريرك أي الكسي عبد الكريم ودخوله الى الابرشية.(3)
لذا أجَّلت البحث عن هذا العلم إلى أن تتوفر المصادر الوافية إلى أن قرأت ماكتبه عنه البعض من الأدباء والكتاب المعاصرين له في حمص وهي كانت محور مقالي عنه هنا…
وبذا خرجت في مقالي هنا في موقعي عن أسلوبي الكلاسيكي المعتاد في تسليط الضوء على أعلامنا، وبقناعتي، وبالرغم من ضآلة شهاداتهم عنه أدناه إلا أنها تعطي قبساً من ضوء عن هذا العلم الانطاكي الارثوذكسي المعاصر. وان كان قد ذهلني ترتيله وخاصة لما سمعته يرتل بمايفوق الطرب مترافقاً مع الناي ” ان البرايا بأسرها” هذه التسبيحة الخالدة للطاهرة مريم نظم ولحن الدمشقي مجرى الذهب القديس يوحنا الدمشقي، كما ان قدس الاب الموسيقار  الدكتور يوحنا اللاطي المدون الموسيقي والغريد بحث عن تراث هذا العبقري الارشمندريت ميصائيل فخر حمص ودونه واطلقه عبر اليوتيوب فالشكر له وايما شكر…
– كتب الاستاذ بهيج جبلي عنه مقالاً بعنوان: “نتذكرهم فيحيون” (4)
“ولد الأرشمندريت ميصائيل حجار عام 1921 للأبوين عبده حجار وندى قرنفلي فأسمياه موسى.
عاش في كنف والده الذي عمل في مدينة طرابلس، وقد اعتاد، إذ حباه الله صوتاً جميلاً، أن يردد بعض الأغاني الشهيرة والصعبة الأداء.
أعجب المثلث الرحمات الكسندروس جحا مطران أبرشية طرابلس آنذاك بصوته الرخيم وبسرعة حفظه للألحان وقدرته على الأداء الصحيح، فطلب من والده أن يسمح له برعايته، فوافق الوالد.. وعاش موسى مذّاك في كنفه ابناً روحياً له..
وهناك، كما روى لي ذلك بنفسه، سمحت الظروف للفتى موسى أن تسمعه المطربة السيدة فتحية أحمد مغنيّاً لها دور (امتى الهوى) لكوكب الشرق أم كلثوم، فأبدت شديد إعجابها بصوته وتنبأت له بمستقبل عظيم وسألت  والده أن تأخذه معها لتدرّبه على أصول الغناء فكان جواب الوالد الرفض!

ومرّة سمعته كوكب الشرق أم كلثوم حين ردّت الزيارة للمطران جحا بعد أن زارها في فندق “كونتينتال” في طرابلس، كما استمع إليه المطرب الكبير محمد عبد الوهاب وأبدى إعجابه طالباً من والده أن يأخذه معه ليتبناه موسيقياً لكنّ الوالد رفض للمرة الثانية.. فاستمرّ موسى في سلك الكهنوت.
ومرت السنون… واستقرّ موسى في أبرشية حمص مع صاحب السيادة المثلث الرحمات المطران ألكسندروس جحا، فعاش بهذا تحت ظلال هرم من أهرامات التقوى والمحبّة والتضحية، عادّاً إياه ابناً روحياً له، فتربى على خصال التفاني والغيرية  التي رافقت كل حياته. وقد تدرّج مع السنين في سلك الكهنوت إلى أن نال رتبة (أرشمندريت) بجدارة محققاً مركزاً مرموقاً في المجتمع الحمصي.
كان ولعه بالمطالعة مميزاً، فقد اعتاد أن يقرأ الكتب والمراجع الدينية والاجتماعية على اختلاف أنواعها، كما اقتنى أجود المؤلفات التي أسس بها مكتبة غنية أقامها في غرفته لا يبخل على احد بأي كتاب فيها أو مرجع يسأله إياه!

كاتدرائية الاربعين شهديداً في مطرانية حمص للروم الارثوذكس
كاتدرائية الاربعين شهديداً في مطرانية حمص للروم الارثوذكس

أما في مجال الموسيقى فقد كان فيضاً من الفن والحسّ الموسيقي المرهف حين نهل من معين الموسيقى البيزنطية (الكنسية) وأتقنها إذ أتاحت له خدمته الطويلة في سلك الكهنوت أن يتعلمها وأن يتفوق فيها. كما تشبّعت ملكته الفنية بأعمال وألحان عمالقة الموسيقى العربية في النصف الأول من القرن العشرين كأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، فكان ذلك عاملاً من عوامل نجاحه في المزج بين الموسيقى البيزنطية، والموسيقى العربية الأصيلة، والذي بدا جلياً في ادائه الرائع الذي كان يؤثر في المصلين أعمق التاثير.
ولعل المساحة الصوتية الكبيرة التي كان يمتلكها، ادّت به إلى أن يسمو، مبدعاً، بترتيله إلى أعلى الدرجات ثم ينخفض ليساير الطبقات الجهيرة في السلم الموسيقي متأثراً بنصائح صاحب السيادة المطران ألكسندروس جحا مما زاده صقلاً وكمالاً.
ومن الطريف أن المثلث الرحمات البطريرك الكسندروس طحان، والذي كان واحداً من المعجبين بصوته، اعتاد ان يهتف من دمشق ليطلب إليه أن يُسمعه – عبر الهاتف – التراتيل الكنسية ويستمر الترتيل ويطول إلى أن ينبهه المطران جحا باعتراض رقيق:
“طالت المكالمة كثيراً .. الا يكفي؟”
بالأمس القريب جمعتني جلسة هادئة بصديق لي عزيز هو الأستاذ الكبير صباح فخري، أشاد فيها بذائقة أهل حمص الموسيقية وبمحبتهم للفن والاداء الراقي.. وللحظة، ارتسم على وجهه ظل حزن وأسف وهو يقول: كان لي يوماً في حمص صديق حميم يتمتع بصوت رائع وبثقافة موسيقية عالية هو الأرشمندريت ميصائيل حجار.. كم أنا حزين لرحيله المبكر!

كاتدرائية القديسين الاربعين شهيداً دار مطرانية حمص للروم الارثوذكس
كاتدرائية القديسين الاربعين شهيداً دار مطرانية حمص للروم الارثوذكس

ولعل المصلّين يذكرون أداءه المميز في خدمة تراتيل الكنيسة كيوم “الثلاثاء العظيم” حين كان يرتل قطعة “المرأة الخاطئة”… أو يوم “خميس الأسرار” أو “الجمعة العظيمة” حيث كان الخشوع يمتلك جميع المصلين وهم يستمعون إليه مرتّلاً (اليوم علق على خشبة) وكذلك في صباح أيام الآحاد حينما كان يرتل (المجدلية الكبرى) المجد لك يا مظهر النور..
لقد تميز الأرشمندريت ميصائيل أثناء الترتيل بانتقاله، من لحن إلى آخر بليونة ورفق معتمداً على ثقافته الموسيقية الرفيعة، وعلى حنجرته المطواعة القوية.
يملؤني الآن الحزن وأنا أستعيد ذكرى هذا الصديق الذي نذر حياته للرب، وأعاني من جديد ألم فقده. لقد عاش حياته معطاء، مضحياً، محباً برغم مواجهته لقسوة الظروف من حوله، اخص بهذا، السنوات التي سبقت موته، فبعد وفاة المطران ألكسندروس جحا عُيّن معتمداً بطريركياً في حمص، فبقي وحيداً في المطرانية مواجهاً لتيارين متضادين، حاول أن يوفق بينهما بحنكته  وصبره وإرادته القوية، مما ترك أثراً على أسلوب حياته في محاولة التكيف مع واقع أليم وصعب، الأمر الذي ادّى به، بتقديري، إلى إصابته بالمرض.. (رغم بنيته القوية والصحة الجيدة التي كان عليها).. ذلك المرض الذي عجّل برحيله عن دنيانا مبكراً وكان هذا في شهر تموز عام 1979 حيث تم تشييعه بجنازة متواضعة هادئة ضمّت بعض المخلصين له ممّن علموا بوفاته متأخرين ورحل الفقيد تاركاً عَبرةً في العيون وحسرة في القلب!

كاتدرائية القديسين الاربعين شهيداً في حمص- مطرانية حمص للروم الارثوذكس
كاتدرائية القديسين الاربعين شهيداً في حمص- مطرانية حمص للروم الارثوذكس

الأرشمندريت ميصائيل حجار
سعدْتُ بصداقته خمسة وثلاثين عاماً،
إنساناً أميناً وصديقاً وفياً ً”
– قالت فيه الأديبة نهاد شبوع (5)
“إنه من هؤلاء الذين يموتون بشعور المظلوم الظامئ إلى شيء مسلوب يظنونه من صميم حقهم! هؤلاء الذين يخرجون صفر اليدين من معركة الدهر، سواء أكان موضوع العراك معهم أو عليهم! ودعنا الأرشمندريت ميصائيل حجار عام 1979 .. من دون أن يخسر الحب.. (حب حمص).. وربحنا نحن الحزن، وكان جرحه نصره.. وما أقسى ألا يتحقق نصرنا إلا بجرحنا…”
قال فيه السيد أحمد دحبور في مقال له بعنوان “في ذكرى رجل نبيل”(6)
انه رجل دين، بل انه يشغل موقع ارشمندريت للروم الارثوذكس في حمص، وكنت فتى في مقتبل العمر، اتلقى دروسي في الثانوية الغسانية، وقد قادني الطالع السعيد الى بيت صديقي بسام، الذي سيصبح فنانا تشكيليا لامعا عندما يكبر، بعد ان قام بسام هذا برسم صورة عملاقة للسيد المسيح وهو يترجل عن الصليب، كان اكثر ما يبعث الرهبة في تلك الصورة، حبات العرق على وجه المصلوب، وتفاصيل الالوان الساحرة الدقيقة عند ركبتيه، وقد اشتهر في الحي عمل الفنان الصغير الذي ابدع هذا العمل، حتى انه ذات يوم، زارهم السيد مطران المدينة، ومعه لفيف مهيب من رجال الدين، وكان في صحبته الارشمندريت ميصائيل حجار، وبما انني كنت صديقاً ملازماً لبسام، فقد كنت بين الحاضرين، وهكذا حظيت بمعرفة هذا الرجل النبيل الذي لم يتردد ذات يوم، في ايراد حديث للنبي محمد خلال عظة الأحد، وحين عرف انني ولد مسلم من اصدقاء بسام، رحب بي، وناولني حبات من السكاكر التي كان يوزعها احيانا على ابناء الرعية، وهكذا نشأ نوع من الالفة بين الولد الفلسطيني المسلم ونائب مطران الروم الارثوذكس في مدينة حمص

كنيسة مار اليان للروم الارثوذكس في حمص
كنيسة مار اليان للروم الارثوذكس في حمص

الى ذات يوم كادت تقع فيه فتنة طائفية لولا ان تداركها عقلاء المدينة وفي طليعتهم الشيخ وصفي المسدي والمطران جحا والارشمندريت ميصائيل حجار، ولن انسى ما حييت، عظة الارشمندريت يومها، وقد تجاهل تماما تلك الحادثة المؤسفة، لكنه ومن على منبر الكنيسة – أورد حديث النبي المعروف عندما سأله رجل عن أقرب الناس إليه وأحقهم في معاملته، فأجابه الرسول الكريم: أمك، فقال الرجل: ثم من؟ ليجيبه الرسول: أمك، قال ثم من؟ قال: أبوك…
شهد الله اني سمعت تلك الموعظة، من فم الارشمندريت ميصائيل حجار، في كاثدرائية الأربعين شهيدا في مدينة حمص، وكان هذا امراً طبيعياً من رجل مشهود له بالتسامح والانفتاح، وبالحرص على اقامة جسور المحبة بين الناس بغض النظر عن عقائدهم. على أن موضوعي الأساس، في هذه اللحظات يدور حول السيد الإرشمندريت الذي كان نعم المثل في إشاعة ثقافة الإخاء والتسامح وتعميق معنى المواطنة
وإن أنسى لا أنسى، يوم ألقى هذا الرجل عظته في المؤمنين، حاضاً على التوحد عند لحظة الإيمان، انطلاقاً من أن الخلق عيال الله، وهو تعبير – لمن يعرف – منقول عن النبي الكريم، ومثبت في صحيح الاسناد.
وربما لم يكن ذلك الرجل النبيل، في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتعميق روح الإخاء في المدينة، فتلك هي حمص.. مدينة التسامح والمحبة منذ ان ظهرت على الخريطة، وتلكم هي سورية التي تعلمنا منذ أن كنا على مقاعدها الإبتدائية، انها قلب العروبة النابض، واذا كان لي على المستوى الشخصي، ان افخر بهويتي الوطنية الفلسطينية، فإن لي أيضاً وأيضاً، أن أفخر بحمص التي ربتني وأنشأتني على ما أنا عليه، وزاد من سعادتي أنني لم أتشكل في هذه المدينة وحسب، بل درست في ثانويتها الغسانية، حيث كان يستحيل ان تجد فرقا فيها بين تابع هذا الدين او ذاك مهما اوغلت في التفاصيل.

كنيسة مار اليان الحمصي للروم الارثوذكس بحمص  من الداخل
كنيسة مار اليان الحمصي للروم الارثوذكس بحمص من الداخل

على ان موضوعي هو إزجاء التحية إلى الإرشمندريت ميصائيل حجار، الذي كان – إلى جانب موقعه الروحي – شخصية مثقفة نادرة المثال، حتى انني كنت أزعم أني لو ألَّفتُ كتاباً في بيتي، لأكتشفت انه مطلع عليه.. والى ذلك فقد كان يرشح تواضعاً وأريحية وحباً للناس جميعاً. وفي يقيني أن سورية العربية ما كانت لتسطع في الفضاء العربي لو لم يظهر فيها أهلها الكرام، من ديك الجن الحمصي الى الشيخ أمين الجندي الى الشعراء نسيب عريضة وعبد الباسط الصوفي وموريس قبق ومصطفى خضر وغيرهم كثير. فهل كثير أن يظهر فيها قدس الإرشمندريت ميصائيل حجار؟

وها أنذا أبدأ في سيرة رجل لأصل الى شخصية مدينة، وما هذا النسغ إلا من تلك الشجرة الوارفة فهنيئاً لمن أُتيح له أن يستظل بفيء حمص الحميم…
هل هو الوفاء؟ هل هي نوبة حنين؟ أم أنه اعتراف لصاحب الفضل بفضله؟ الأرجح ان العرفان يقضي بالامتنان لذلك جميعاً، ولن انسى – وكيف؟ – طلة الارشمندريت المهيب والأنموذج الفريد الذي يقدمه التسامح والعطاء، وأجمل ما في تلك الطلة أنها تلوح من غير مناسبة، فإحياء الوفاء لا يتطلب مناسبات، حتى إذا بدا أنني أبالغ، أو أنني أزج القراء في عالم خاص بي، فالله يعلم أنني لم أفعل سوى ما أنشأتني عليه حمص العدية… أم الحجارة السوداء والقلوب البيضاء، وإلى قدس الارشمندريت الذي لا أعرف أين هو الآن، أقول: شكراً لذكراك الحاضرة وما أوحته لي سواء أكنت الآن في دنيانا أم في ملكوت الرحمة والمحبة.
مصادر البحث
– (1) الوثائق البطريركية- وثائق أبرشية حمص
– (2) شهادات شفهية – من أهل حمص
– (3) الازمة الانطاكية اول عهد البطريرك الياس الرابع وانهاها البطريرك اغناطيوس الرابع بحكمته واعاد الجميع الى حضن المجمع وتمت تسوية اوضاع الذين تمت رسامتهم من قبل الفريق المنشق الذي ضم اضافة الى ابيفانيوس زائد بولس الخوري مطران صور وصيدا، وباسيليوس سماحة مطران بصرى حوران وجبل العرب…
-(4)”مجلة السنونو- العدد 11″بهيج جبيلي
– (5) المصدر ذاته
– (6) “في ذكرى رجل نبيل” أحمد دحبور “الحياة الجديدة 16/6/2015


خربشات سياسية 17/3/2018 فشة خلق…

$
0
0

خربشات سياسية 17/3/2018 فشة خلق…

كم سنتحمل …؟؟؟

كم ستتحمل سورية النازفة وجيشها الصابر الاسطوري؟؟؟

ونسير بين الانقاض وفي حقول الالغام…!!!

أقول

-أن خروج الآلاف من المدنيين من الغوطة الشرقية رغم كل المحاولات المستميتة من قبل المجموعات الإرهابية لمنعهم وقد سقط الكثير من الشهداء عبر القصف والقنص، يؤكد أن الصراخ والعويل لبعض الدول على حساب أرواح المدنيين ما هو إلا كذب ونفاق توضحت صورته أمام العالم أجمع. ومنه التهديد والوعيد وفبركة الكيماوي في حمورية وسواها من بلدات الغوطة وهي امارات التكفيريين والارهاب…

-عندما خرج المدنيون (48000 مدني) سيراً على الأقدام من مناطق الإرهابيين إلى كنف الدولة تحت رعاية الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة يدحض إلى الآن كل الشعارات الرنانة التي تم استعمالها على مدى سبع سنوات من قبل هذه المجموعات الارهابية التكفيرية ومشغليهم من الدولة الإقليمية والغربية وعلى رأسهم اميركا ومندوبتها في نيويورك العاهرة نيكي هايلي التي هددت بضرب سورية وأكدت الاركان الروسية ذلك بأن احتمال العدوان الاميركي بالصواريخ المجنحة من البحر المتوسط مع تحشيد غير موصوف من السفن والقواعد الاميركية ماهو الا دليل على عدوانية العدو الاميركي لسورية في المقام الاول وكله يمشي في ركابه وظله ضد سورية والسعي لنصرة هذه الجماعت الارهابية.

* سؤال أول

-هل يمكن لأحد ان يعطي تفسيراً لصمت دول العدوان العالمي على سورية والامم المتحدة ومجلس الأمن الذي يفترض انه حارس للسلم العالمي على ذبح عفرين وشعبها والقوات الكردية والدفاع الوطني الذي يدافع عنها بمن فيهم روسيا وايران الضامنتين لخفض التصعيد في سورية… والاشد ايلاماً ان تركيا العدوة التي اقتطعت الشمال الغربي من سورية وتسرح فيه قطعانها الارهابية من وسط آسيا …

هل هي ضامنة ام عدو؟ وكلنا يعرف كم فعلت لتمرير الارهاب وسرقة معامل حلب والسكك الحديدية والنفط والغلال وحتى الآثار وقطع التبديل البشرية والاطفال الحديثي الولادة…هي ومنذ اللحظة الاولى كانت تريد هذا الاقتطاع واليوم حققته…!

العلم الوطني المفدى
العلم الوطني المفدى

– اليوم مشهد لايوصف أب نازح من عفرين يدفن طفلته في طريق النزوح وقد ماتت بين يديه…

هل تحرك أي كان لارسال معونات اغاثية الى عفرين وقد نزح منها 150 الف واستشهد المئات وكأنهم غنم مذبوح وبعدوان بربري جوي ومدفعي تركي… وتعرضت مسشفاها الوحيد للتدمير وسقوط الكثير من نزلائه شهداء…

-أين المنظمات الانسانية الدولية التي تمارس كل هذا الازدواج في المعايير بين الغوطة وعفرين؟

كله يحمل كذباً يافطة الغوطة ولايزال كل يوم يتساقط خيرة المدنيين والمدنيات الابرياء ضحايا العدوان التكفيري على القصاع وباب توما وجرمانا وباب شرقي وضاحية الاسد…اي بشكل شامل شرق العاصمة نودعهم الى مقابر المدينة او مقابرهم الاصلية في قراهم ومدنهم، مع زركشة لبعض مناطق العاصمة كالمالكي اليوم…

-سؤال موجه لك يا أميركا هل تودين إشعال الحرب العالمية الثالثة مع هذا الأهوج الأرعن رئيسك او “إلهك الابيض” وان صح التعبير “الثور الهائج”…

*سؤال ثان

اميركا /وقبل فترة بسيطة/ الثور الهائج ترامب يوجه أوامره الى ملك الرمال سلمان ليقوم ببناء الرقةو… بدفع مئات المليارات…!

هل غايته تكريس مايريد عملياً  من احتلال الشرق والشمال الشرقي والتنف عسكرياً وبوجود افرنسي وبريطاني استعماري، وهو تقسيم سورية؟؟؟

سورية التي بكل أسف صارت مناطق النفوذ بالوجود العدواني على الشكل التالي

– الشمال السوري العدو التركي وقد حقق المنطقة الآمنة وستمتد الى منبج وكل ذلك بالتواطؤ مع العدو الاميركي رغم ادعاء السلطان الدموي القر اوغان بأنه ضد اميركا…

– الشرق السوري العدو الاميركي وعلى العشائر العربية هناك التحرك ضد هذا المشروع وخاصة منها المنضوية مع داعش الجديدة الكردية قسد وقد شاهدت مجازر الاتراك بحق اخوتهم في عفرين ولم تحرك اميركا ساكناً …على الاكراد الانفضاض عن العدو الاميركي والانتماء الى الدولة السورية…

– الجنوب والجولان المحتل داعش والنصرة والتكفيريين المدعومين من العدو الصهيوني وبكل اسف من الاردن بضغط من مملكة الرمال…وقطر وتركيا…

كم سنتحمل …

كم ستتحمل سورية النازفة وجيشها الصابر الاسطوري؟؟؟


القديس يوحنا السلمي كاتب سلم الفضائل

$
0
0

القديس يوحنا السلمي كاتب سلم الفضائل

ميلادُهُ
ولد يوحنا، كما يبدو، في النصف الثاني من القرن السادس المسيحي

ترهبُهُ
بعد أن بلغ يوحنا السادسة عشر، وتلقّى من العلم قدراً وتفتّح ذهنه، مجّ مفاتن حياة البطلان، حبّاً بالله، وطلب جبل سيناء. حيثُ تكثرُ المناسك والأديرة الرهبانية.
ومنذ أن دخل حلبة الصراع الرهباني، تخلّى عن كلّ ثقة بالنفس وسلك في اتّضاع القلب مسلّماً ذاته، في الجسد والروح، إلى شيخ اسمه مرتيريوس، وشرع بلا همّ أرضي يرتقي سلّم الفضائل. همُّه الأوحد أضحى أن يتخلّى عن مشيئته الخاصة.
تنسُّكُهُ
أمضى يوحنا، تسعة عشر عاماً من عمره سالكاً بالطاعة، محفوظاً بصلاة أبيه الروحي. فلمَّا رقد معلّمه في الرّب قرّر مواصلة ارتقائه في التوحد.
بعدما ترسّخ في الاتضاع، عبر العزلة الكاملة حتى لا يُوجَد محروماً ولا للحظة من

   عذوبة الله. حتى في هذا الأمر لم يعتمد على رأيه الذاتي بل على نصيحة شيخ آخر قدّيس، يُدعى جاورجيوس، أطلعه على نمط الحياة الخاصة بالهدوئيين. وقد اختار يوحنا، لذلك، موضعاً معزولاً يُعرف بـ “تولا” على بعد خمسة أميال من الدير الكبير.
لازم يوحنا المكان أربعين سنة مشتعلاً بحب الله المتنامي في قلبه أبداً لم يشغله خلالها شيء غير الصلاة

سلم الفضائل
سلم الفضائل

المتواترة ويقظة القلب كمثل ملاك بالجسد كان يحدث له أحياناً أن يُخطف في الروح وسط الأجواق الملائكية دون أن يعرف ما إذا كان، ساعة ذاك، في الجسد أو خارج الجسد. وبحرّية بالغة كان يطلب من الله أن يلقّنه أسرار اللاهوت. ولما كان يخرج من أتون الصلاة كان يشعر بالنقاوة تارةً، كما لو خرج لتوّه من النار، وتارةً أخرى يلتمع ضياء.
رئيساً لدير سيناء
لما أكمل قدّيسنا سنواته الأربعين مقيماً في البرّية كموسى آخر، اختير رئيساً لدير سيناء. فكان راعياً ممتازاً وطبيباً حاذقاً ومعلّماً حاذقاً يحمل في نفسه الكتاب الذي وضعه الله فيه حتى لم يعد في حاجة إلى كتب أخرى يُلقّن رهبانه بواسطتها علم العلوم وفنّ الفنون صيت دير سيناء ذاع لنمط حياة رهبانه، الذي وضعه لهم رئيسهم الفاضل. هذا ما جعل من الدير منارةً لكل الرهبان والحجاج الذين راحوا يأتونه من كُلِّ حدبٍ وصوب.
مؤلّفاته
لمَّا ذاع صيتُ الحياة الرهبانية ونمطها في دير سيناء، بفضل حكمة ودراية القدّيس يوحنا، كَتَبَ يوحنا رئيس دير رايثو، إلى قدّيسنا يطلب منه أن يكتب، بصورة واضحة ومنظّمة ومقتضبة، ما هو ضروري لنوال مقتبلي الحياة الملائكية الخلاص

على هذا انبرى يوحنا يُحرِّر ألواح الناموس الروحي،  فكان ثمرة جهده كتاب “السلَّم إلى الله” الذي أضحى في الأدب النسكي، مرجعاً كلاسيكيّاً أساسيّاً في أصول الحياة الروحيّة، على مدى الأجيال.

فكرة الكتاب تقوم على أن “الوصول إلى الكمال الروحي” ويستدعي “التدرّج في الفضائل” كمن يصعد “السلّم” وكلّ درجة فضيلة، وهو مستوحى من رؤيا يعقوب في العهد القديم (تكوين 28 : 12-13)

أمّا الشيطان فيقوم بمحاربتنا عبر أفكار شريرة لإسقاطنا عن سلم الله إلى الهاوية.

القديس يوحنا السلمي
القديس يوحنا السلمي

(وهذه هي التجارب)

وقد عدّد القدّيس تلك الفضائل (الدرجات)، وجعلها ٣٠ درجة، وهي توافق عدد سنوات الرّب يسوع المسيح على الأرض قبل بدء رسالته التي دامت ثلاث سنوات بعدها، أي صُلب بعمر ال ٣٣ سنة.

أولى هذه الدرجات “الزهد” ونذكر من أهم الدرجات الأخرى 
الدرجة الرابعة : الطاعة ، السادسة : ذكر الموت ، ال ١١ : الصمت ، ال 12 : في التغلب على الكذب ، ال٢١: في التغلّب على الجبن العديم الرجولة ، ال ٢٥ : في التواضع ، ال ٢٦ : في التمييز ال٢٩ : اللاهوى … وأهمها الثلاثون: ويجعلها “ثالوثاً” : “الإيمان والرجاء والمحبة”

وتشدد الكنيسة في هذا الأحد من الصوم على التحلي “بالفضائل” المذكورة ، وتشبه مسيرة الصوم نحو القيامة المبتغاة والتجارب التي نتعرض لها ، بسلّم الفضائل
رُقادُهُ
بعد سنين الجهاد المضني، لبلوغ حياة القداسة،عيّن القدّيس يوحنا أخيه جاورجيوس رئيساً للدير بعد أن شعر بدنوِّ أجله. وهكذا أسلم روحه مودعاً إياها بين يدي الأب السماوي، لتنعمَ بالبركة والمحبَّة السماوية حيثُ السلام الذي لا بديل عنه، مهما علا شأن البديل.
زمن رقاده غير معروف، لكنّه على الأرجح ما بين القرن السادس والنصف الأوّل من القرن السابع للمسيح.
في الكبرياء 

الكبرياء جحود لله، صنع الشياطين، ازدراء للناس، أم للادانة، إبن للمدائح، علامة للعقم، إبتعاد عن معونة الله، نذير بضلالة العقل، نصير للسقطات، علة للعصبية، ينبوع للغضب، وليّ لقساوة القلب، جهل بالحنوّ، محاسب مُرّ، قاض ظالم، خصم لله، وأصل للتجديف.

القديس يوحنا السلمي
القديس يوحنا السلمي

حيثما حلت سقطة فهناك سبق وسكن الكبرياء، لأن حضور الكبرياء ينبئ بحلول السقطة … فان كان ملاك قد سقط من السماء لكبرياءه فقط دون أي هوي آخر، فلننظر لعلنا نستطيع الصعود الي السماء بالتواضع فقط دون أية فضيلة أخري، فإن التكبر اتلاف لمكاسبنا واتعابنا.

عاتب شيخٌ أحدَ الأخوة علي تكبره معاتبة روحية، فأجاب الأخ: “اغفر لي يا أبي فاني لست متكبراً” ، فقال به الشيخ كليّ الحكمة: “يا ولدي، أي برهان تعطينا علي تكبرك أوضح من قولك: “لست متكبراً”.”.
من الخزي أن يفتخر الانسان بمحاسن غيره، ولكنه منتهي الجنون أن يتباهي بمواهب الله فيه، ان أردت أن تفتخر فافتخر بما حققته قبل أن تولد، لأن ما حققته بعد ولادتك قد وهبك الله اياه كما سبق ووهبك الولادة نفسها، وكل الفضائل التي صرت فيها حكيماً بغير عقلك هي وحدها التي حقاً لك، لأن العقل قد وهبك الله اياه، بالمثل كافة المحاربات التي خضتها بدون جسدك هي وحدها التي تمت بهمتك أنت، لأن جسدك ليس لك بل هو خلقة الله.
لا تطمئن الي ذاتك ومصيرك قبل صدور الحكم الأخير عليك، ولا تتشامخ وأنت من الأرض، لأن كثيرين قد أهبطوا وقد كانوا في السماء.
ان الغرور ينشأ من نسيان الزلات، لأن ذكر الزلات يؤدي الي الاتضاع، فالكبرياء طامة كبري لنفس فقيرة تتوهم الغني ! فتكون في الظلام وتتخيل النور، إن الكبرياء النجس لا يمنعنا من التقدم فقط، بل يسقطنا أيضاً من علو الفضائل، لأن المتكبر لا يحتاج الي شيطان لاسقاطه، لأنه قد صار شيطاناً وعدواً لذاته. فكما ان الظلام غريب عن النور، فان المتكبر غريب عن الفضيلة. ففي قلوب المتكبرين تنشأ أقوال التجديف بينما في نفوس المتضعين تأملات سماوية.

“عن الدرجة الثالثة والعشرين من السلم إلى الله”

(موقع بطريركية انطاكية للروم الارثوذكس بتصرف)

 


خربشات سياسية…25/3/2018

$
0
0

خربشات سياسية…25/3/2018

* ما هوالمغزى من كشف الكيان الاسرائيلي “سر” تدمير مفاعل نووي سوري في هذا التوقيت بالذات؟؟
– اعترف الكيان الصهيوني لأول مرة يوم 21 آذار الجاري “أنه نفذ ضربة جوية ضد “مفاعل نووي” سوري عام 2007، في منطقة دير الزور” وهذا أدى الى خروج هذا السر الى العلن بعد 11 سنة .

كما انتهز هذا الكيان العدو الفرصة لإصدار رسالة تحذير لخصومه بعدم السماح لهم بتهديد بقائه وسلامته…
* لماذا بقي العدو الصهيوني متكتماً طيلة أكثر من عشر سنوات عن العدوان ضد ” مفاعل نووي “سوري؟
– وفقا لتقرير نشرته صحيفة”هآرتس” الصهيونية، بدأت وزارة الحرب االصهيونية تلاحظ وجود مبنى كبير مربع تحت الانشاء في الصحراء ليست بعيدة عن محافظة دير الزور شرقي سورية بحلول نهاية عام 2006. وفي آذار عام 2007، بدأت تشك في امكانية وجود مفاعل نووي تحت سقف المبنى الكبير، ويمكن تشغيله في نهاية العام…
– في منتصف الليل من 5 إلى 6 ايلول، شن طيران العدو الصهيوني غارة جوية غادرة على الموقع المدعى انه مكان المفاعل استغرقت أربع ساعات…

اف15 بمشاركة أربع مقاتلات أخرى من طراز وقامت أربع طائرات اف 16 بالقاء القنابل على الموقع الذي أصيب بدمار تام، ولن يعود للعمل في المنظور الحالي حيث اصيب بالشلل…
وقد كشف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في مذكراته التي نشرت في عام 2010 عن: “أن إسرائيل قررت ان تهاجم المقر بنفسها بعدما رفضت الولايات المتحدة طلبها في ان تقوم بذلك”. وأن اعترافات بوش الابن مماثلة لبيان وزيرالحرب الصهيوني السابق عمير بيرتس…
ولكن، اسرائيل لم تعترف بذلك بالرغم من ظهور تقارير دولية تشير مباشرة الى ان اسرائيل هي وراء الكواليس. ووفقا للتقارير، علمت وكالات الاستخبارات في جميع انحاء العالم هذا الأمر باكراً، إلا انها لم تحصل على تأكيد من قبل الجانب الصهيوني، ما جعله يبقى سراً محفوظاً.

– لكن الان بعد مرور أكثر من عشر سنوات، رفع العدو حظر الرقابة وابلغ وسائل الاعلام عن الامر الذي كان يعتبر سراً سابقا

كشف جيش العدو عن تفاصيل العملية التي أطلق عليها اسم “خارج الصندوق”. وذكرت صحيفة “هآرتس” الصهيونية”:” أن هذه العملية تعتبر واحدة من العمليات العسكرية الاكثر نجاحاً في اسرائيل”.

وفق المنظور الصهيوني “فإن الضربة الجوية لم تدمر “المفاعل النووي” السوري فحسب، وانما عززت الردع الاقليمي لإسرائيل ايضاً.”
وفقًا للتقارير…”

(تتمثل الشخصيات المشاركة في هذا الإجراء في رئيس الحكومة الصهيونية السابق إيهود أولمرت، ورئيس الوزراء وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق إيهود باراك، ورئيس جهاز المخابرات والخدمات السرية “الموساد” الأسبق مئير داغان، واليعازر شكيدي الذي كان قائدا للقوات الجوية الإسرائيلية آنذاك.”)
* لماذا اختار العدو الصهيوني هذا التوقيت بذات لكشف سر بقي متكتماً عليه أكثر من عشر سنوات؟
– – هناك العديد من التكهنات حول سبب “اعتراف” العدو بالعدوان الجوي الذي شنه ضد” مفاعل النووي ” السوري في هذا التوقيت بذات.

وتتوقع أحدى التخمينات أن الكشف عن هذا السر قد يساعد بعض الشخصيات المهمة، منها على وجه الخصوص، استعادة سمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت الذي سيصف هذا الإجراء في مذكرته التي سينشرها مؤخراً. كما يتوقع أن يذكر إيهود باراك الحادثة ايضاً في مذكراته التي ستنشر في أيار المقبل. ومن المحتمل أن تذكر قصتين مختلفتين حول نفس الموضوع. حيث ان اولمرت أٌتهم بضعف القيادة في الاشتباكات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله اللبناني في عام 2006. كما اضطر اولمرت بالاستقالة في عام 2008 لاتهامه بالفساد. وفي عام 2014، حكمت المحكمة الإسرائيلية على اولمرت بعقوبة السجن بعد إدانته بالرشوة.
– أطلق سراح ايهود أولمرت من السجن في العام الماضي، ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”الصهيونية بعض مقتطفات من الكتاب الجديد مؤخراً، تبين فيه اتهام إيهود باراك بمحاولة تأجيل الهجوم على المفاعل النووي، والانتظار حتى يصبح “حارا” او بدىء العمل به. وكانت العملية قد تؤدي الى انتشار التلوث الاشعاعي في ذلك الوقت. وقال إيهود باراك في مقابلة صحفية:” انه يريد التأكد من ان العملية قد رتبت بشكل صحيح.”
* ما هو المغزى من كشف العدو العملية في الوقت الراهن؟
– يتوقع تخمين آخر أن كشف العدو الصهيوني سر الضربة الجوية ضد ” مفاعل نووي ” سوري في هذا التوقيت بذات قد يكون رسالة تحذيرية لإيران المعادية لها. حيث يستمر تصاعد التوتر بين االكيان الاسرائيلي وإيران بسبب القضية النووية الايرانية. وأعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب في كانون الثاني من هذا العام أنها ” المرة الاخيرة” التي سيتم فيها التمديد لإعفاء من العقوبات على إيران المتعلقة بالقضية النووية.

وفي أيار، ستشهد القضية النووية الايرانية مرة اخرى قراراً مصيريا.ً
– يمكن لإيران أن تستأنف أنشطة تخصيب اليورانيوم بعد الموعد النهائي الذي حدده الاتفاق، وهذا يعني أن “استرخاء إيران جزئيا من قيود تخصيب اليورانيوم منذ عام 2025″ يمثل مشكلة رئيسية لإسرائيل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما زار الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر” أن مواجهة التهديد الإيراني هدف مشترك لإسرائيل وبلدان أخرى في الشرق الأوسط. لذلك، يفيد أحد التقارير بأن إسرائيل توضح موقفها تجاه إيران لترامب”. بالإضافة الى ذلك، أعلنت إسرائيل مرارا وتكرارا انها ستتخذ إجراءات لاحتواء إيران التي توسع نفوذها في سورية وادعى الجيش الصهيوني الشهر الماضي “أنه اعترض طائرة إيرانية من دون طيار، أُطلقت من سورية واخترقت المجال الجوي للمنطقة التي تسيطر عليها اسرائيل العدوة، وان الجيش الصهيوني أرسل عدة طائرات مقاتلة لتنفيذ غارات جوية على منشآت عسكرية إيرانية في سورية”. 
– يعتقد المحللون أن العدو لم يحاول إظهار قوته فحسب، وإنما أظهر امكانية هجومه مرة اخرى ضد خصومهم الذين يهددون امنه ايضاً. وقال نتنياهو يوم الاربعاء:” إن اسرائيل مصممة على منع امتلاك اعدائها للأسلحة النووية.” وفي نفس اليوم، قال وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان:” أن الضربة الجوية التي شنتها في عام 2007 ضد ” المفاعل النووي” السوري يجب ان يكون درساً للمنطقة بالكامل.”

أيقونة الضابط الكل

$
0
0

أيقونة الضابط الكل

تعريف الايقونة

عنوان هذه الأيقونة “الضابط الكل” كما هو مكتوب أعلاه في اللغة اليونانيّة.: ο παντοκράτωρ

هذه التسمية “الضابط الكل” أي القادر على كلّ شيء، نجدها في العهد الجديد عشر مرّات.

مرّة في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس، وتسع مرّات في سفر الرؤيا. “وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ” (٢ كور٦: ١٨).

ومن إحدى الآيات في سفر الرؤيّا: “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ” (رؤ ١: ٨)

شرح تعريف الضابط الكل

إنّها عبارة سلطة وقدرة وجبروت، فيها كلّ الاعتراف بقوّته وسلطانه وسموّه. لا شيء يعصى عليه، وبسماحٍ منه يجري كلّ شيء.

يستطيع التدخّل ساعة يشاء حين يرى ذلك مناسباً.

لا أحد أعلى منه وهو يتربّع على كرسي المجد المطلق. ملوكيّته أبديّة، كانت وكائنة وتكون.

من هنا نجدها مكرّرة بقوّة في سِفر الرؤيا، إذ هو سِفرُ الرجاء والانتصار بالرغم من كلّ الشدائد والصعاب.

كلمة παντοκράτωρ يونانيّة و تتألّف من παντος أيّ كلّ جهّة (كلّ مكان)، كلّ زمان، وذلك بحسب ما تأتي في سياق الجملة المستعملة فيها إذ أنّ παν تعني الكليّة entirely-all. نجد هذه الكلمة مثلاً في الرسالة إلى العبرانيين: “تَابُوتُ ٱلْعَهْدِ مُغَشّىً مِنْ كُلِّ جِهَةٍ πάντοθεν بِٱلذَّهَبِ” (عب ٩:٤)

الكلمة الثانية هي κράτωρ من الفعل κρατεω الذي يعني: يملك القدرة والقوّة والتحكّم، يضبط. نجد هذ الكلمة مثلاً في إنجيل لوقا: “صَنَعَ قُوَّةً

κράτος بِذِرَاعِهِ” (لو ١:٥١)

الرب يسوع يجلس على العرش

نشاهد الرّبّ يسوع المسيح في هذه الأيقونة يتربّع على عرشه الأبديّ مرفوعاً بالشيروبيم والسيرافيم، كما جاء في المزمور: “ركب على كروب وطار وهفّ على أجنحة الرياح”. (مز ١٨:١٠)

وهذا المشهد يذكّرنا أيضاً في بعض جوانبه بما قاله أشعياء النبي في الرؤيا التي حدثت معه: “رأيت السيّد جالساً على كرسيٍّ عالٍ ومرتفع، وأذياله تملأ الهيكل. السيرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير” (أش ٦:١-٣)

الانجيليون الاربعة

تتوزّع في الزاويا الأربع حول الرّبّ يسوع المسيح، رموزٌ أربعة، خَلْفَ رأس كلٍّ منها هالة القداسة

كلٌّ منها يحمل إنجيلاً، إذ هي تشير إلى الإنجيليّين الأربعة، ومدَّونٌ بجانب كلّ منها اسمُ الإنجيلي، وهي موزّعة كالآتي:

يمين كتف السيّد: ملاك (ملاك-إنسان) يرمز إلى متّى الإنجيليّ
يسار كتف السيّد: نسر يرمز إلى يوحنّا اللاهوتي الإنجيليّ
يمين قدم السيّد: أسد يرمز إلى مرقس الإنجيليّ
يسار قدم السيّد: ثور يرمز إلى لوقا الإنجيليّ

مصادر هذه الرموز سفران من اسفار الكتاب المقدس

الأوّل عند حزقيال النبيّ في الإصحاح الأوّل
الثاني في سفر الرؤيا (رؤ ٤:٦-٧)

كذلك طبّق القدّيس إيريناوس أسقف ليون (١١٥-٢٠٢م) هذه الرموز على كلّ من الإنجيليّين الأربعة بحسب خصائص كلّ إنجيل منهم فقال:

“يُرمز لمتّى الإنجيلي بالإنسان الذي يجتهد في إعلان نسب العذراء مريم التي أخذ منها الرّبّ يسوع المسيح جسداً، كما أنّ يسوع يظهر في إنجيله صديقاً للإنسان المحتاج إلى الخلاص.”

“يُرمز ليوحنا الإنجيليّ اللاهوتيّ بالنسر لأنّه حلّق في سماء اللّاهوت وكتب عن ألوهيّة كلمة الله بإسهاب وعمق كبيرين.”

“يُرمز لمرقس الإنجيلي بالأسد لأنّه يبدأ إنجيلَه بصراخ القدّيس يوحنا المعمدان في وسط بريّةِ هذا العالم: “صوتُ صارخٍ في البريّة: أعدّوا طريق الرّبّ، اصنعوا سبله مستقيمة” (مر ١:٣)”

“يُرمز للوقا الإنجيلي بالعجل، حيث أنه يبدأ إنجيله بزكريا الذي يقدّم ذبيحةً عن الشعب رمزاً لكهنوت المسيح وفدائه.”

الكواكب والنجوم

نشاهد تحت أقدام المسيح الكرةَ الأرضيّة والشمس والقمر والنجوم دلالةً على أنّه خالق الكون بأسره وضابطه، وهو بدوره يشهد له.

ألا يقول المزمور: “السموات تحدّث بمجد الله. والفلك يخبّر بعمل يديه. يوم إلى يوم يذيع كلاماً وليل إلى ليل يبدي عِلماً” (مز ١٩:١)
الرب يبارك بيده اليمنى

هذا الشكل من البركة، أي حركة الأصابع، يرمز إلى الأحرف الأولى والأخيرة لكل من كلمتي يسوع المسيح باليونانيّة.: ICXC
.IC من Ἰησοῦς و XC من Xριστός
قديماً كان شكل حرف السيغما. S هوC

كثيراً ما نشاهد في الكنيسة هذه الأحرف ICXC على ستائر الباب الملوكي أو على ظهر الفلّونيّة (القطعة العُلويّة من ثياب الكاهن) أو على الأواني الكنسيّة، وهي مكتوبة في القسم العُلوي من صليب، ويترافق معها في القسم السفلي من الصليب أحرف، NIKA التي تعني الانتصار في اليونانيّة Νικά من الفعل Νικάω إذ الرّبّ هو المنتصر على الموت والشيطان Ο νικητής. وقد قال لنا “ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” (يو 16: 33)، إنّه الفعل نفسه المستعمل في هذه الآية. νενίκηκα

هذه الأحرف نجدها في أعلى الأيقونة، وهي دائماً موجودة بجانب الرّبّ يسوع المسيح، تعرّف عنه وتشير إليه. هذا أمرٌ واجب في كتابة الأيقونات إذ لا أيقونات دون عناوين تشير إلى اسمها واسم الأشخاص الموجودون فيها.

الهالة خلف رأس الرب

نشاهد دائماً في أيقونات الرّبّ يسوع المسيح هالة خلف رأسه داخلها صليب وثلاثة أحرف يونانيّة.

– الهالة تشير الى القداسة

– الصليب إلى أنّه صُلب

الأحرف الثلاثة هي أحرف يونانيّة تعني الكائن، وهو التعريف الذي أطلقه الله على نفسه عندما ظهر لموسى النبي في العلّيقة: “وأمّا موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان. فساق الغنم الى وراء البرية وجاء الى جبل الله حوريب. وظهر له ملاك الرّب بلهيب نارٍ من وسط علّيقة. فنظر وإذ العليّقة تتوقّد بالنار والعلّيقة لم تكن تحترق.

فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العلّيقة. فلما رأى الرّبّ أنّه مال لينظر ناداه الله من وسط العلّيقة وقال: موسى، موسى. فقال: هأنذا. فقال: لا تقترب إلى ههنا. اخلع حذاءك من رجليك. لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرضٌ مقدّسة. ثم قال: أنا إله ابيك إله ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب. فغطّى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله” (خر ٣:١-٦)

لهذه الحادثة أهمية كبيرة من الناحية العقائدية، فهي تروي محاورة تكشف لنا امرين اساسيين

1- الله هو المتكلّم مع النبيّ موسى
2- اسم الله ومعناه الحقيقي والفعلي

صحيح أن النص بدأ هكذا: “ظهر له ملاك الرّب”، إلّا أنه يعود ويوضّح بشكل قاطع فيقول: “فلمّا رأى الرّبّ أنّه مال لينظر، ناداه الله من وسط العليقة… فغطّى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله”

هذا أمرٌ شائع في بعض النصوص الكتابيّة في العهد القديم، والمقصود هنا بعبارة “ملاك الرّب” الله نفسه. هذا من عادة الله، فهو يقوم دائماً بالخطوة الأولى ويعلن عن ذاته ويدعو الناس بأسمائهم. وقد قصد الله في هذا المحاورة أن يؤكّد لموسى النبي أنّه إلهٌ شخصيٌّ: “إله أبيك وإله أبائكم وإله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب.”

فهو الآب السماوي الذي لا ينسى أبناءه ولا يتخلّى عن وعده الخلاصي الذي بدأه مع حوّاء عندما قال لها إنّ من نسلها سيأتي من يسحق رأس الشيطان (تك ٣: ١٥)، وأكمله مع البطاركة الثلاثة إبراهيم وإسحق ويعقوب، ومع كلّ الأنبياء من بعدهم ليتحقّق أخيراً في العهد الجديد، فنرى متّى الإنجيلي يعلن تحقيق نبوءة أشعياء النبي عندما تكلّم الملاك مع يوسف خطيب مريم: “وهذا كلّه كان لكي يتم ما قيل من الرّب بالنبي: هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل (الذي تفسيره: الله معنا)”. بالنسبة لموسى، لم يكن هذا الأمر كافياً، بل كان يطلب اسماً حقيقياً على غرار سائر الآلهة الأخرى، فهناك الآلهة بعل ومردوك وآلهة عديدة ومختلفة. فكيف له أن يقول لشعبه أنّ من ظهر له وكلّمه هو إله آبائهم؟ وليس له اسمٌ واضح ودقيق ومحدّد؟! عندئذٍ أجابه الله عن اسمه، فاستعمل فعل الكينونة ليصف نفسه “أهيه الذي أهيه ἐγώ εἰμι ὁ ὤν” و”أهيه ὁ ὢν” أي: يهوه “أنا أكون الذي أكون” و”الكائن”.

وهذه الصيغة هي صيغة مستمرّة – الماضي والحاضر والمستقبل – بمعنى “الذي كان فيه الحياة والذي فيه الحياة دائماً”، كما أنّ له صفة المفعِّل أي “الذي يُعطي الحياة”، “إنّه هو، كان وكائن ويكون، ليس له نهاية أو بداية.”

إذاً جواب الله لموسى هو إعلان للبشريّة جمعاء “إنّه الكائن”، و “كينونته مستمرّة وغير مصنوعة من خالقٍ آخر، فهو كائن بطبيعته الإلهيّة.”

الأحرف اليونانية داخل الهالة خلف الرب يسوع المسيح

الترجمة اليونانيّة للكينونة هي تماماً ما نقرأه داخل الهالة خلف رأس الرّبّ يسوع المسيح: “ὁὤν” بالمقابل، اسم يسوع أو يشوع في اللغة العبريّة معناه “يهوه يخلّص” أي “الكائن من ذاته الذي يخلّص”، إذ الحرف “ي” هو تلخيص لـ “يهوه” و”شع” هو فعل الخلاص.

هذا ما قاله بالتحديد الملاك ليوسف خطيب مريم في العهد الجديد: “فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنّه يخلّص شعبه من خطاياهم” (مت ١:٢١)

يزاد على ذلك ما قاله الرّب عن نفسه، وكان ذلك عثرةً لليهود ولكثيرين: “فقال لهم يسوع أنا من البدء ما أكلّمكم أيضاً به” (يو ٨:٢٥). فلنلاحظ كلمة “البدء ἀρχὴν” ويكمل يسوع في الإصحاح عينه: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون إنّي أنا هو”

” (يو ٨:٢٨) Εγώ έιμι”

لباس الرب يسوع

الرداء الخارجي للرّبّ يسوع المسيح أزرق اللون، تـنعكس عليه بقع ذهبيّة، تحته قميص طويل لونه نبيذيّ وعلى كتفه الأيمن خطوط من ذهب

للألوان هنا معنىً. يرمز اللون الأزرق عادة إلى الخَلق، والنبيذيّ إلى الألوهة، والذهبيّ إلى الملوكيّة والمجد

للرّب يسوع طبيعتين كاملتين إلهيّة وبشريّة، إذ هو الله الذي تجسّد وأصبح إنساناً. فاللون النبيذيّ يشير إلى ألوهيّته والأزرق إلى بشريّته، والذهبي إلى ملوكيّته

الانجيل بيد الرب

الإنجيل مفتوحٌ للجميع لأن الدعوة هي للمسكونة جمعاءا

الكتابة فيه باليونانيّة وتعني: “أنا هو نور العالم، مَن يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة” (يو ٨:١٢)

الكتابة في اطار الأيقونة

يحيط بالأيقونة هذه آيات من المزمور الثالث والثلاثون كالآتي

“”من السموات نظر الرّب. رأى جميع بني البشر. من مكان سكناه تطلّع إلى جميع سكّان الأرض. المصوّر قلوبهم جميعاً المنتبه إلى كلّ أعمالهم.


عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل

$
0
0


عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل
نحتفل به الكنيسة الارثوذكسية في 26 آذار من كل عام في اليوم التالي لعيد بشارة والدة الاله الواقع في 25 آذار نظراً لقيام رئيس الملائكة جبرائيل ببشارة العذراء…

اسم جبرائيل (عبري) وهو مؤلّف من كلمتين: رجل “قويّ” “جبّار”

(Ghabhri from Gebher Ghabhar) والله (El) فيكون التفسير الحرفي إذاً “رجل الله الجبّار” أو “جبّار الله”
كما هناك مفسّرون أخرون يميلون إلى الصفة المباشرة لله بمعنى “إلهي رجل جبّار” أو ” إلهي جبّار” أو ” جبّار هو الله.””
أمّا التفسير الشائع فهو
“جبروت الله” أي بمعنى لا جبروت إلا الله ومن الله.
تأتي كلمة غابريال Gabriel من اللفظ اليوناني لإسم جبرائيل والذي يلفظ غبرائيل نسبة للحرف غاما إذ لا وجود لحرف الجيم باللغة اليونانية.

فكلمة إنجيل مثلاً هي في الأساس هي كلمة يونانية

Evangelionوما زال الشعب المصري

حتى اليوم بكل أطيافه ومعتقداته يحافظ على اللفظ اليوناني لحرف الغاما فنسمعه يلفظ حرف الجيم غ.
مركزه في الكتاب المقدّس
أولًا: في العهد القديم
أرسله الرب لكيّ يفسّر لدانيال النبي الرؤيا التي رآها فيقول دانيال: “وأنا متكلّم بعد بالصلاة وإذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء… لمسني عند وقت تقدمة المساء وفهمني وتكلم معي وقال: يا دنيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم” (دا 21:9، 22).
فعندما أمر الملك الوثني أن يُلقى دانيال في جب الأسود لأنه رفض أن يسجد له، جاء جبرائيل الملاك وأنقذه من أفواه الأسود: “إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني، لأني وجدت بريئًا قدّامه، وقدّامك أيضًا أيها الملك، لم أفعل ذنبًا” (دا 22:6).
ثانياً: في العهد الجديد
– بشّر زكريا الكاهن بولادة يوحنا المعمدان: “فأجاب الملاك وقال له أنا جبرائيل الواقف قدام الله، وأرسلت لأكلّمك وأبشّرك بهذا” (لو 19:1، 20).
– بشّر العذراء مريم بميلاد المسيح: “فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك، مباركة أنت في النساء…”
.(لو28:1)
– ويقول بعض الآباء القدّيسين أن الملاك جبرائيل كان الملاك الحارس للعذراء البتول مريم.
– بشارة الرعاة بميلاد المسيح

“فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشّركم بفرحٍ عظيمٍ يكون لجميع الشعب. إنّه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرّب” (لو10:2).


لماذا يزور الكاثوليك ليلة خميس الأسرار سبع كنائس؟

$
0
0

لماذا يزور الكاثوليك ليلة خميس الأسرار سبع كنائس؟

توطئة

جرت العادة أن يزور المسيحيون، في مثل هذا اليوم، أي ليلة خميس الأسرار، سبع كنائس، وهي عادة ورثوها عن أسلافهم وتُعدّ من أبرز المحطات الدينية التي يحييها المسيحيون، فهذا هو اليوم الذي سبق صلب يسوع المسيح، وأعطى فيه سرّي الإفخارستيا والكهنوت لتلاميذه.

نظراً لعدم وجود وثائق تاريخية تشير إلى رمز أو معنى زيارة الكنائس السبع، نورد هنا ثلاث شهادات كاثوليكية عن هذه العادة، بدون ان نعطي عنها أي رأي(سوى ان نسجل تحفظنا على اعتبارها “عبادة”) قاصدين الفائدة والمتعة الروحية.

أولاً اوضح الأب ميشال عبود أنّ عدد سبعة يرد في كل ليتورجيا الكنيسة:

– “أبانا الذي في السموات” مؤلّفة من سبع طلبات.
. – مرّ المسيح بـسبع مراحل ليلة الآلام
– قال سبع كلمات وهو على الصليب
– أسرار الكنيسة هي سبعة: (المعموديّة، التثبيت، الافخارستيّا، الاعتراف، الزواج، الكهنوت، مسحة المرضى)

وقال الأب عبود أيضاً يُحكى عن سبع كنائس في سفر أعمال الرؤيا

في تاريخية هذه العادة
في القرن الرابع، بعد اهتداء الملك قسطنطين، شيّدت والدته هيلانة كنيسة على كل من المدافن السبعة التي كانت موجودة خارج روما في عهد الامبراطوريّة الرومانيّة.
ومنح البابا غريغوريوس الأول الكبير، في القرن السادس، غفراناً كاملاً لكل مسيحي يزور هذه الكنائس السبع يوم خميس الأسرار، شرط أن يعترف ويتناول القربان المقدّس ويصلّي من أجل الكنيسة.

وأضاف الأب عبود انه في القرن السادس عشر، ونزولاً عند طلب القديس فيليب دي نيري (أول من قام بزيارة سبع كنائس عام 1552) عمّم البابا الغفران لكل مسيحي يزور سبع كنائس، أويزور كنيسة واحدة سبع مرّات يوم “خميس الأسرار” مع تتميم الشروط المذكورة.

ثانيا: يشرح الأب مارتن عيد المريميّ تاريخ هذه العادة في كتيّب خاص أعده خصيصاً لهذه المحطة الدينية المميزة ويحمل اسم “زيارة سبع كنائس”.

فقد نشأت هذه “العبادة القديمة” في أورشليم مع أولى إطلالات المسيحيّة، حيث كان يجتمع المؤمنون في اليوم الرابع من أسبوع الآلام عند الساعة السابعة مساءً في كنيسة “الإيليونا” في جبل الزيتون يُصلّون ويُرنّمون من ثم ينطلقون عند الواحدة فجراً بمسيرة مصلّية نحو قمّة جبل الإمبومون حيث “صلّى يسوع على ركبتيه”(لو 22/41)، وعند صِياح الديك ينحدرون إلى “جتسمانيّة” حيث أُلقيَ القبض على يسوع، من بعدها يتوجّهون إلى باب المدينة، فالمدينة حتّى الصليب.

إذاً يزور المؤمنون سبع كنائس، للتأمّل بمراحل محاكمة يسوع السبع وآلامه وفق الترتيب التالي:

1- عليّة العشاء السريّ

2- جتسمانيّة أي بستان الزيتون

3- المجلس عند قيافا

4- قلعة أنطونيا عند بيلاطُس

5- عند هيرودُس

6- عند بيلاطُس مجدّداً

7- الجلجلة

إشارة إلى أن الكنيسة الكاثوليكية شجّعت على ممارسة هذه “العبادة” ومنحت باباواتها جميع من يقوم بزيارة الكنائس السبع الغفران الكامل عن جميع خطاياهم بعد القيام بالواجبات الروحية، ومنها عيش سرّ التوبة.

ثالثاً: كتب الأخ مارتن عيد المريميّ و شربل ج زوين على صفحة الفيسبوك مايلي:

“إن حقيقة زيارة سبع كنائس حيث يُصمد فيها القربان المقدس

في مساء خميس الأسرار الذي هو اليوم الرابع من أسبوع الآلام، والذي فيه احتفل يسوع بالعشاء الاخير، وغسل أرجل تلاميذه و خلاله أسّس سرّ الإفخارستيّا أو سرّ القربان الاقدس، وسرّ الكهنوت حين قال: “اصنَعوا هذا لذكري حتى مجيئي..” وهو أيضاً خميس الغسل” إذ إنَّ الكاهن يقوم أثناء القدّاس برتبة “غَسْل الأرجل” مقتدياً بالمسيح الذي غَسَلَ أرجُل تلاميذه الاثني عشر، وفي ختام هذا القدّاس، يُنقَل القربان من موقعه الاساسي إلى مكان مُعَدٍّ ليكون بمثابة سجن للمسيح حيثُ يبقى فيه حتّى وقت المحاكمة يوم الجمعة العظيمة.

بعدها، يزور المؤمنون سبع كنائس، متأمّلين بمراحل محاكمة يسوع وآلامه بحسب الترتيب التالي: عليّة العشاء السريّ، الجتسمانيّة(بستان الزيتون)، المجلس عند قيافا، قلعة أنطونيا عند بيلاطُس، و من ثم عند هيرودُس، فعند بيلاطُس مجدّداً، و أخيراً الجلجلة او الجمجمة حيث مكان الصلب.

نشأت هذه “العبادة” القديمة في أورشليم في فلسطين، مع أولى إطلالات المسيحيّة، حيث كان يجتمع المؤمنون كلّ سنةٍ في ليلة خميس الأسرار “عند الساعة الأولى مِن الليل (أي السابعة مساءً) في كنيسة الإيليونا وهي الكنيسة الواقعة في جبل الزيتون، يُصلّون ويُرنّمون، إلى أن ينطلقوا في الساعة السادسة (أي الواحدة فجراً) بمسيرة مصلّية نحو قمّة جبل الإمبومون حيث “خرّ يسوع على ركبتيه وراح يُصلّي…” (لو 22/41) ويبقَون هناك في الكنيسة مستمعين إلى الإنجيل حتّى صِياح الديك. مِنْ ثَمَّ ينحدرون إلى الجتسمانيّة حيث أُلقيَ القبض على يسوع، ويُصلّون ويسمعون الإنجيل ثمّ يتوجّهون إلى باب المدينة، فالمدينة حتّى كان موقع الصليب..”

(كتاب إيجيريا، يوميّات رحلة، من أقدم النصوص المسيحيّة، سنة 383)

في القرن الرابع و بعد اهتداء الامبراطور الروماني قسطنطين الذي حرّر المسيحية شيّدت والدته هيلانه سبع كنائس حيث مواقع سبعة مدافن عامة للمسيحيين الاوائل خارج اسوار مدينة روما حيث ما تزال قائمة…و كانت مدينة روما المبنيّة على تلال سبعة، والتي تحدّث عنها يوحنّا الرسول في سِفر الرؤيا بأنّها أورشليم الجديدة، غدت مع المسيحيّين الاوائل وطن المقابر السّبْع الأهمّ حيثُ شُيّدت أكبر الكنائس و قد أضحت مراكز حجٍّ على مرّ الزمن، والكنائس السبع هي:

( بازيليك القديس يوحنا المعمدان في اللاتران، بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، بازيليك القديس بولس خارج الأسوار، بازيليك سانتا ماريا مادجوري في وسط روما ، كنيسة الصليب المقدس ، بازيليك سانت لورانس خارج الأسوار، و كنيسة القديس سيباستيان خارج الأسوار).

شجّع البابَوات هذه “العبادة” التي كانت تستغرق أربعاً وعشرين ساعة، إذ كان على المؤمنين السَيْر ما لا يقُلّ عن عشرين ميلاً، وفي اواخر القرن السادس منح البابا غريغوريوس الاول الكبيرغفراناً كاملاً لكل مسيحي يزورهذه الكنائس السبع يوم خميس الاسرار، وفرض للحصول على هذا الغفران الكامل ثلاثة شروط وهي الاعتراف، وتناول القربان المقدس، والصلاة على نية الكنيسة.

وفي مطلع القرن السادس عشر نُظّمت هذه “العبادة” بسَعْيِ القدّيس فيليبو نيري، و عمّم البابا غريغوريوس الثالث عشر هذا “الغفران الكامل” على الكنائس في العالم كله، فأصبح الغفران الكامل ممكناً لكل مسيحي يزور يوم خميس الاسرار سبع كنائس يُصمد فيها القربان المقدس، وقد أصدر البابا كِسيستوس براءةً ذكر فيها المعنى الرمزيّ للكنائس السبعة في سفر الرؤيا.

في عام 1935 أعطى البابا بيّوس الحادي عشر دَفْعاً جديداً لهذه “العبادة”، و منح الحجّاج غفراناً كاملاً، كما طلب مِنَ المسيحيّين القاطِنين خارج مدينة روما أن يُقيموها بدورهم. وفي ﭐفتتاحِهِ سينودسَ عام 1960، شدّد البابا يوحنّا الثالث والعشرون على أهمّية ممارستها، ولم تَطُل السنين حتّى عرفتها كنيسة لبنان من خلال الرهبان والكهنة الذين درسوا في روما و قد عادوا منها إلى وطنهم مُزوَّدين بعبادات مختلفة و من بينها تلك المتعلقة بزيارة سبع كنائس ليلة خميس الاسرار…

ومنها انتقلت الى سورية وخاصة دمشق.

المصادر

– الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان

– الأخ مارتن عيد المريميّ و شربل ج زوين

– ليبانون ديبايت

سبت إقامة لعازر

$
0
0

سبت إقامة لعازر

إسم لعازر
لعازر اسم أرامي- عبري معناه “الله مؤازري”

مدخل

– ينتهي الصوم الكبير المقدس ، بمعناه الحصري، يوم الجمعة من الأسبوع السادس من الصوم، إذ تنتهي فترة الأربعين يوماً. ويعقبه سبت إقامة لعازر.

حدث قيامة لعازر

واقع هذا السبت الذي نسميه القيامة العامة

– يحتلّ سبت لعازر مكانة خاصة جدًا في السنة الليتورجيّة. إنّه يقع مع أحد الشعانين خارج أيّام الفترة الأربعينيّة، وكذلك خارج أيام الأسبوع العظيم الذي يبدأ يوم الإثنين بعد الشعانين (الختن مساء الأحد)

– خدمة هذا السبت هي في الحقيقة خدمة قياميّة بامتياز كخدمة يوم أحد، إذ في الدورة الصغرى، أي دورة الإنجيل يقول الكاهن “خلّصنا يا ابن الله يا من قام من بين الأموات” وليس “يا من عجيبٌ في قدّيسيه” مثل سائر أيّام الأسبوع والسبوت طبعاً، كذلك يقول في ختام القدّاس “يا من قام من بين الأموات لأجل خلاصنا.”

ايقونة إقامة لعازر
ايقونة إقامة لعازر

هذه هي تعابير القيامة التي تعلن فقط في قدّاس يوم الأحد الذي هو قدّاس قيامي، او تذكاراً مستمراً للقيامة في ايام الآحاد، وليس في سائر الأسبوع، وبهذا يكون سبت لعازر (كسبت) حالة استثنائيّة في السنة، لا بل الحالة الاستثنائيّة الوحيدة إذ يعتبر يوم قيامي بامتياز.

– هذا السبت مع أحد الشعانين الذي يليه هو مقدّمة فرحة للأسبوع العظيم واستباق للقيامة.
– كما يجمعه أيضاً بأحد الشعانين الموقع الجغرافي للحدث، إذ إنّ بيت عنيا هي مكان إقامة لعازر ونقطة انطلاق الرّب يسوع في صعوده إلى أورشليم.

– نجد في تراتيل السَحَر تفسير الكنيسة لهذه القيامة: “سبقت يا مخلّصي فحقّقت قيامتك المجيدة لما أعتقت من الجحيم لعازر…”. هذا هو المعنى الرئيس لإقامة لعازر: إنّها “تحقيق” مسبق لقيامة المسيح وغلبته على الموت. “أيّها المسيح إنّك أنهضت من الجحيم لعازر… وقبل موتك زعزعت اقتدار الموت…” ، “أيّها الموت إن المسيح قد سباك الآن بواسطة لعازر، فأين غلبتك يا جحيم؟ ها بكاء بيت عنيا عاد وبالاًلم عليك. ونحن جميعنا نقدّم للمسيح أغصان الغلبة والظفر.”

– تعلن أيضًا إقامة لعازر قيامة الموتى التي هي نتيجة لقيامة الرّب يسوع المسيح: “سبت لعازر عيد لكل الراقدين، إذ يؤكّد إيماننا بالقيامة ويوضحه”

وينبّهنا السيّد بكلامه لمرتا إلى تعليم مهمّ جدًا متعلّق بالأموات: “سيقوم أخوك، فقالت له مرتا أنا أعلم أنّه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير. فقال لها يسوع: “أنا هو القيامة.”

إن إيمان مرتا كان غير مكتملاً من ناحيتين

هي تكلّمت على قيامة سوف تتم في المستقبل وحسب، ولم تدرك معنى هذه القيامة الحقيقيّة المتجسّدة بالربّ يسوع المسيح.

فالرّب يسوع يؤكّد أن القيامة هي حدث حاضر منذ الآن، لأنّه هو القيامة والحياة وهو تحضير ليوم القيامة العامة الأخرويّ، الذي سيعلنه الرّب يسوع المسيح في المجيء الثاني.

يعيش الراقدون بالمسيح وفيه، وترتبط حياتهم بحضور الرب يسوع الشخصي في حياتهم وتظهر فيه. نحن بيسوع لسنا بأموات بل أحياء به، به حقق فينا القيامة العامة

– تظهر هنا بوضوح تام وبشكل رائع طبيعة يسوع الإلهيّة الكاملة وطبيعة يسوع البشرية الكاملة.

فنرى يسوع يبكي، وفي الوقت نفسه يأمر لعازر بالخروج من القبر، غالباً بذلك الموت، فموت لعازر وإقامته هو موت للموت وليس للإنسان.

لذا تنشد الكنيسة: “أيها المخلّص، بتخطّرك وتدّميعك وتلكّمك أظهرت فعل ناسوتك، وبإنهاضك لعازر أظهرت فعل لاهوتك.”

الخاتمة

– صحيح أن الرسالة في هذا اليوم لا تمتّ إلى إقامة لعازر، لكنّها مليئة بالحقائق الروحيّة، كما يمكن تطبيق هذه الآيات على رأفة الرّب يسوع بلعازر وبكلٍّ منّا: “اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ.لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُك.”

– لنصرخ من قبر خطايانا بكلّ صدقٍ إلى الرّب ليفتح آذان نفوسنا وعقولنا، ولنسمع صوته ينادينا: هلمّوا خارجًا، فننهض معه إلى حياةٍ أبديّة.

نعم، حتّى ولو أنتنّا في خطايانا، قيامتنا بالرّب ليست مستحيلة.

لنذهب الآن إلى بيت عنيا للقاء يسوع، قد حضر المعلّم وهو ينتظرنا، فلنسرع إليه.

طروبارية العيد

” ايها المسيح الاله لما اقمت لعازر من بين الأموات قبل آلامك، حققت القيامة العامة، لذلك ونحن كالأطفال نحمل رايات الغلبة والظفر صارخين نحوك ياغالب الموت، أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الله.”

ونرتل يوم السبت لعازر ويوم احد الشعانين ترنيمة لعازر التي كتبها شعراً ولحنها على لحن حجاز كار مثلث الرحمات مطران حمص وتوابعها أثناسيوس عطا الله في العقد الاول من القرن 20 والتي تنطلق بها حناجر المرتلين وخاصة منهم الصغار في دورة الشعانين من ذاك الوقت.

ايقونة اقامة لعازر
ايقونة اقامة لعازر

ترنيمة لعازر

افرحي يابيت عنيا …. نحوك وافى الإله

من به الأموات تحيا …. كيف لا وهو الحياه

إن مرتا استقبلته …. ببكاء وعويل

وشكت لما رأته …. شدة الحزن الطويل

صرخت بالحالة ربي … أنت عوناً للرفيق

فأعني إن قلبي …. ذاب من فقد الشقيق

قال كفي عن بكاكي …. ودعي هذا النحيب

واعلمي أن أخاك … سوف يحيا عن قريب

ثم نحو اللحد بادر …. ذلك الفادي الأمين

حينما نادى لعازر …. انهض ياذاك الدفين

أيها الأختان هيا …. انظرا الأمر العجيب

قام من في اللحد حيا …. واشكرا الفادي الحبيب

لك يارب البرايا …. لك نسجد بخشوع

إننا موتى الخطايا …. بك نحيا يا يسوع


خربشات سياسية…31/3/2018

$
0
0

خربشات سياسية…31/3/2018

– قيامة دمشق

اليوم أعلنت وزارة الدفاع قيامة دمشق وتحريرها بالكامل وذلك ضمن بيانها بتحرير مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق عدا دوما وكر الارهاب الاخونجي بعد سلسلة من المعارك… وذلك بعد ان تعمدت بالدم خلال سبع سنوات وتدمرت ولم تبق عائلة لم تثكل بشهيد او جريح او مخطوف او مهجر او شارد في الكون او بيت تدمر…

وتبارك القيادة العامة للجيش لشعبنا الصامد هذا الانتصار الكبير على مشروع الإرهاب ورعاته وداعميه تجٍّددُ عهدها له على مواصلة الحرب على ما تبقى من بؤر الإرهاب حتى القضاء عليها وإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضي سورية الحبيبة ،وفي الوقت نفسه تدعو ما تبقى من مضّللين في مناطق أخرى للمسارعة في تسوية أوضاعهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية مع أهلهم وأسرهم.

– تركيا العدوة واطماعها

كان ولازال الدور الذي لعبته تركيا من أهم وأعقد وأخطر الأدوار التي لعبتها كافة الدول والأطراف التي انخرطت في الحرب والصراع في سورية،وتجاوزت من حيث الأهمية وفعالية التأثير أدوار دولٍ عظمى وكبرى وكادت أن تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، فقد تشابكت علاقاتها وتنوعت أدوارها وتحركت أحلامها وشَحذت أطماعها، بحكم موقعها وطول حدودها مع سورية، بالإضافة لما سخرّته من إمكاناتها وعدوانها وفي استجلاب ودعم وتدريب وتأمين عبور السلاح وكافة التنظيمات الإرهابية نحو الداخل السوري .

فقد انخرطت تركيا بصفتها دولة معادية لسورية وطامعة باستعادة مركزها كسلطنة عثمانية مع نيو سلطانها القرد اوغان في صراعٍ ما كان ليتطور ويصل إلى ما وصل إليه اليوم لولاها، لقد نجحت بواسطة لعبها على التناقضات الدولية ان تحتل اجزاء من شمال سورية بذريعة مقاومة الارهاب الكردي، وتهدد بالمتابعة حتى حدودها مع العراق، وان كان ربما هذا سيوقعها في اشكالية مع اميركا زعيمة الحلف الاطلس والعدوان العالمي على سورية… ويبقى السؤال عن طبيعة الهدف والوعد الكبير الذي دفعها للعودة ثانية لساحات المعارك، وارتكابها المزيد من الجرائم التي تضاف إلى تاريخها الدموي الإجرامي النابع من طبيعتها الإستعمارية والمتمثلة حديثا ً بشبق حكومة عدالتها وتنميتها الأردوغانية في العودة لأيامٍ خلت دامت وامتدت فيها السلطنة العثمانية لأكثر من ستمائة عام وعلى مساحة كادت أن تشمل العالم القديم كله. وخاضت لأجلها الحروب حتى العالمية منها إلى أن وضع التاّمر الغربي حدا ً لها، وحوّلها إلى جثة رجلٍ مريضٍ واقتسم تركتها المسروقة أساساً.

ويبقى السؤال هل ثمة تناغم بين تهديد الاتراك باقتحام منبج وفيها القوات الاميركية واعلان ترامب الانسحاب من سورية قريباً ووقفه صرف اموال مخصصة لاعمار سورية والتباحث الهاتفي اليوم بين ترامب واردوغان…!

– دوما وسوق النخاسة

يوما مضى كان زعران السعودية جماعة عصابات جيش الاسلام يختطفون ابناء سورية وخاصة عدرا العمالية ويبيعونهم في سوق النخاسةوفيما بينهم. لم يكن هؤلاء يعرفون بعد معنى انكسار الظلم وانتقام الثكالى .

انتهى زمن مرتزقة امريكا وابناء البعير السعودي،وهاهم الان اولئك الزعران يباعون في سوق النخاسة،فوكر الارهابيين في ادلب لن يستقبلهم،وما عليهم الا البحث عن مافيات تأويهم.

زعران دوما هم الان سلعة للتجارة تتقاذفها الايديوينتظرون النهاية

كعادتها دوما تكون أخرجحور الجرذان التكفيرية هاهي اليوم تداوم على الارهاب ولن يقبل زعرانها الاستسلام الا بالقوة وبعد ان يقتلوا ويدمروا كل من في دوما.

النهاية اقتربت وحتما ستكون القوة المرتبطة بالحذاء العسكري للجنود الابطال وحدات جيش الفينيق السوري فصل الخطاب

– زيارة الوزير المعلم لعُمان وقرار ترامب بالانسحاب

تتوارد الانباء في الكواليس عن ارتباط زيارة المعلم وزير ااخارجية الى سلطنة عمان بشكل مفاجىء وهي تحمل الكثير، وخاصة بعد قرار ترامب ايضا المفاجىء بالانسحاب من سورية.

امريكا لاتريد ان تظهر مهزومة من قبل روسيا وايران فلجأت الى عُمان عرابة الاتفاق النووي الايراني واتفاق المصالحة اليمنية.

المهم ان الكثير سيكتب لاحقا في هذا الموضوع ،ويبقى الاهم ( ان تحقق)ان امريكا انسحبت من المشهد السوري مكرهة مهما غيرت وبررت الاساليب.

– ابن سلمان يعلن اليوم “عدم امكانية اسقاط بشار” ولكن هذا الوغد يطلب ان تبقى القوات الاميركية اقله في هذه الفترة في سورية…

وأكيد أنه سيعوض نفقات بقائها إن وافق ترامب على لحس قراره أول أمس بالانسحاب وقد قال ان بلاده تكلفت سبعة تريليون دولار دون ان تجني شيئاً مقابلاً… كما ان داعش الجديدة قسد سبب بلاء الشمال السوري والشعب الكردي السوري في عفران نفت علمها بهذا الانسحاب كما نفته الخارجية الاميركية…



القديس الراهب مارون الأرثوذكسي- الماروني

$
0
0

القديس الراهب مارون الأرثوذكسي- الماروني

توطئة

تعتبره كنيستنا الارثوذكسية انه من قديسيها، وتعيد له في 14 شباط من كل عام، كما تعيد له الكنيسة المارونية وتعتبره أب وشفيع الطائفة وتعيد له في 9 شباط من كل عام، وتقام احتفالات عارمة في كل المناطق اللبنانية والانتشار الماروني اللبناني يوم عيده، كما ان كنيستنا الارثوذكسية تعيد له في يوم عيده ارثوذكسياً.

مايدفعنا الى السؤال…

الى من ينتمي هذا القديس االى الارثوذكس ام الموارنة، بمعنى هل هو خلقيدوني اي ارثوذكسي لأن الموارنة كانوا ارثوذكساً؟ ام صار خلقيدوني كاثوليكي؟

مقارنة بين نظرة الروم الأرثوذكس ونظرة الموارنة لهذا القديس القورشي (من قورش)

– يعترف الفريقان الارثوذكسي والماروني به قديساً، ويتفقان على ان رقاده حصل شمال- غرب حلب في حوالي عام ٤١٠ م وانه نسك وعاش نسكه ودفن في “براد” في منطقة حلب.

– تعيد له كنيستا الارثوذكسية عامة والانطاكية خاصة (السنكسار الارثوذكسي) في ١٤ شباط سنوياً، في حين يعيد له الموارنة في ٩ شباط سنوياً.

في تاريخ القديس مارون والكنيسة المارونية

ترى كنيستنا الارثوذكسية ان مارون الناسك، كان راهباً من رهبان الكنيسة الارثوذكسية الجامعة، ولم يؤسس أي مذهب أو كنيسة أو طائفة خاصة به، ولم يؤسس أية رهبنة تحمل إسمه، بينما يعتبره الموارنة “اب الطائفة المارونية” او شفيعها.

وقد وقف رهبان دير مارون الى جانب الخلقيدونيين الارثوذكس في نزاعهم مع ” اللاخلقيدونيين السريان اليعاقبة”، الذين قتلوا من رهبان مارون “٣٥٠ راهباً” انتقاماً منهم بسبب دفاعهم عن الارثوذكس الخلقيدونيين والعقيدة الارثوذكسية.

في عام (680- 681) مسيحية عقد في القسطنطينية المجمع المسكوني السادس، وقرر رد القول بالمشيئة الواحدة التي اقترحها الأمبراطور هرقل كمحاولة منه لاعادة اللاخلقيدونيين الى الشركة الكنسية نتيجة ظروف الامبراطورية السياسية وتهديد الفرس باجتياح المناطق المتاخمة اي كان يقصد توحيد الخلقيدونيين واللاخلقيدونيين، وتتلخص بأن في المسيح طبيعتين الهية وبشرية، ومشيئة واحدة فقط.

مدفن القديس مارون في براد منطقة حلب
مدفن القديس مارون في براد منطقة حلب

وقد تبنى هذا القول الموارنة وانفصلوا عن انطاكية واقاموا يوحنا مارون بطريركاً عليهم عام 685 مسيحية. وبذلك يرى الخلقيدونيين الروم واللاتين ، ان الامبراطور هرقل (٦١٠ – ٦٤١ م) عندما دعا الى “بدعة المشيئة الواحدة” المحكي عنها اعلاه ، تبعه رهبان دير مارون وادى ذلك الى انفصالهم عن الكنيسة الارثوذكسية الكاثوليكية الرسمية، وقد اطلق المجمع المسكوني السادس على تلك البدعة اسم “البدعة المونوثيلية” واسماها البعض “البدعة المارونية”.

وفي حروب الفرنجة (الصليبية) اعلنوا خضوعهم لرومة 1183مسيحية زمن البطريرك ارميا العمشيتي وكانوا بذلك اول كنيسة شرقية تعلن خضوعها لرومة الكاثوليكية وتحت رئاسة بابا رومة.

بمعنى ان الطائفة المارونية نشأت في القرن السابع مع يوحنا مارون الذي نظمها كطائفة، وكان أول بطريرك لها.

وفي هذا يعتبر الروم الارثوذكس تبعاً لما مر وواقع الموارنة انهم جعلوا من كيانهم “أمة وكنيسة مستقلة” ينتسبون (كما حكينا) الى البطريرك “يوحنا مارون” وليس الى “مارون الناسك” الذي اتى قبله بحوالي ٣٠٠ سنة ، ذلك ان “مارون الناسك” لم يؤسس مذهباً مستقلاً ولا بطريركية مستقلة ولا كنيسة مستقلة… من فعل ذلك كان “يوحنا مارون” عام ٦٨٥مسيحية وليس القديس مارون عام ٤٠٠ مسيحية
اما الموارنة فيعتبرون من جهتهم ان “رهبان مارون” كانوا استمرارية لنهج مارون الناسك، وقد تحلق حولهم الشعب ممن أحبوا مارون، وقد انتخبوا “يوحنا مارون” بطريركاً انطاكياً عندما شغر الكرسي الانطاكي…!

واصبح الموارنة منذ ذلك الحين مرفوضين من “روما” “والقسطنطينية” على السواء، خاصة بعدما انتخبوا “بطريركاً خاصاً بهم هو البطريرك يوحنا مارون” عام ٦٨٥ م وقد تقاتل اتباعه مع جيش الروم (لأسباب سياسية)، وانفردوا بحكم مناطق في اعالي جبال لبنان واسموا انفسهم “المردة”.

كان الموارنة وقتها لايعترفون بأية نية لهم بالانفصال عن الكنيسة الرسمية أو اعتناق بدعة المشيئة الواحدة، بل يقولون ان تواصلهم مع روما والقسطنطينية انقطع بسبب احتلال العرب المسلمين للمشرق وقتالهم له متحصنين في جبال لبنان الشاهقة، وليس لاسباب عقائدية…

الخلقيدونيون اللاتين والروم، اعتبروا ان الموارنة بقوا من اصحاب المشيئة الواحدة منذ حوالي عام ٦٢٨ مسيحية حتى عام 1183مسيحية والبعض يعتبره عام 1216 مسيحية عندما اتحدوا بكنيسة روما ايام بطريركهم ارميا العمشيتي ، واعلنوا “الايمان بالطبيعتين والمشيئتين” ونبذ المشيئة الواحدة بكل وضوح. واتى ذلك بسبب تواصل الموارنة مع الفرنجة الصليبيين كما اسلفنا بعد حكمهم الشرق لفترة (وكان الانشقاق الكبير انذاك بين الارثوذكس وروما قد وقع منذ عام ١٠٥٤- وكانت حروب الفرنجة قد بدأت عام 1094مسيحية)

تؤكد كنيستنا الارثوذكسية على نظريتها بأن هذا القديس من قديسيها بالشواهد التاريخية…

إن الكنيسة التي دفن فيها الراهب مارون، وهي كنيسة يوليانوس في براد، فجميع الكتابات المتبقية على جدرانها هي كتابات يونانية رومية، وليست سريانية مارونية (هناك ١٣ كتابة باليونانية على إحداها منقوش: “حفر هذه الكتابة المهندس يوليانوس واخوه دانيال… وفاء لنذر”)
اما الناووس حيث وضعت رفاته، فبجانبه كتابة يونانية تعريبها “صنع على نفقتهم” مما يؤكد ان الروم الخلقيدونيين (الارثوذكس) تبرعوا بالكنيسة، وأرضية المعبد مزينة بفسيفساء بيزنطية رومية، وعليها كتابة يونانية مستفيضة…
وفي الجوار، ساكف باب، مكتوب عليه باليونانية ايضاً مايلي:

“وضعت بإشراف قزما، المهندس، وسرغانوس المولود حديثاً… وايضاً بإشراف رومانوس ويوحنا وافستاثيوس وسرجيوس….” (آب ٤٩٦م) …”

يتضح من هذه الأسماء أن الكثير من سكان المنطقة، والذين كانوا يتابعون القديس الراهب مارون الناسك، كانوا “من الروم الارثوذكس الخلقيدونيين” وكان الموارنة السسريان على المذهب الخلقيدوني، وليس فقط من “اللاخلقيدونيين السريان اليعاقبة”

يتفق الروم الارثوذكس والموارنة على انه في القرن الذي رقد فيه القديس مارون، بنى الامبراطور الرومي مركيانوس ديراً على اسمه في افامية شمال سورية عام ٤٥٢مسيحية، وانتمى اليه رهبان كثيرون … ثم رمم الامبراطور الرومي يوستنيانوس الكبير أسوار الدير.

بكل الاحوال … يبقى الناسك مارون قديساً للجميع … ونحن في عيده، نطلب شفاعته كي يمنح الله هذا المشرق السلام والازدهار، منعماً على المسيحيين جميعاً بوحدة الايمان والسلام والمحبة.


الأول من نيسان رأس السنة السورية

$
0
0


 الأول من نيسان رأس السنة السورية

  • توطئة
  • يعد التقويم السوري أول تقويم مايزال مستخدماً حتى الآن وهو يصادف في هذا العام 6759
  • يرتبط التقويم السوري بعشتار الربة الأم الأولى منجبة الحياة، نجمة الصباح والمساء في آن معاً.
  • عشتار التي تلقب في الأسطورة بـ”أم الزلف”. وهي نفسها أم الزلف التي مازال الناس يغنون لها في أرياف سورية الطبيعية.
  • “عالعين يم الزلف زلفة يا موليا” . كانت احتفالات رأس السنة السورية تبدأ في الحادي والعشرين من آذار، الأيام الأربعة الأولى منها تخصص لتقديم المسرحيات ورواية الأساطير. بعدها تبدأ الاحتفالات الدينية لتبلغ ذروتها في عيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان…

كلّ عام وأنتم وسورية الحبيبة بخير…

“آكيتو بريختو”

في التاريخ

  • الأكيتو هو عيد رأس السنة السورية والذي يقابل الأول من نيسان من كل عام، وفي هذا اليوم نكون قد وصلنا إلى عام 6767 في التقويم السوري
  • أكيتو (بالسومرية: “أكيتي سنونم”) هو عيد رأس السنة لدى الأكاديين، البابليين، الآشوريين والكلدانيين، يبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، ويعود الاحتفال بهذا العيد إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى.
  • لغوياً “اكيتو” تشير إلى موعد بذر وحصاد الشعير، والآثار التي تم اكتشافها في سورية والعراق تكشف أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيدٍ للحصاد الزراعي، الذي كان يُنجز مرتين في السنة الواحدة، الأول في شهر نيسان، والثاني في تشرين الأول.

    احتفال السوريين القدماء بعيد الأكيتو اي رأس السنة السورية
    احتفال السوريين القدماء بعيد الأكيتو اي رأس السنة السورية
  • وتطور العيد من إحتفال زراعي نصف سنوي إلى عيد وطني سنوي للسنة الجديدة، حيث يحدث هذا العيد في تلك الفترة من السنة التي يكون الليل والنهار في حالة توازنٍ تام مع بعضهما البعض، ويتم إعلان قدوم الإعتدال الربيعي بأول ظهور للقمر الجديد في الربيع، وذلك في نهاية آذار أو بداية شهر نيسان، وذلك وِفقاً لدورة القمر السنوية.
  • مما يلقي الضوء على الإعتقادات السائدة في ذلك الوقت والتي تعتبر مشتركة بين الأكاديين والبابيلين والآشوريين والآراميين، حيث ساد الاعتقاد بأن حركة القمر السنوية ما هي إلا “حركة دائرية مغلقة”، تضمن الطبيعة من خلالها الخلود ومقومات استمرار الحياة، إذ كانت المواضيع الأسطورية والدينية.
  • الأكيتو عند السومريين
  • كان الأكيتو عند السومريين، يقام لإله القمر “نانا”، و كان الاعتقاد السائد أن هذه المناسبة تحمل صفة القداسة، ما يجعلها أفضل فرصة لإقامة شعائر الزواج المقدس.
  • الأكيتو عند البابليين
  • عند البابليين، كان العيد مرتبط بمناسبة دينية هامة، وهي انتصار الإله مردوخ، الذي كان يُعتقد بأنه هو من خلق الحياة والطبيعة، على الآلهة “تيامات”، وكانت الإحتفالات تستمر لمدة اثني عشر يوماً، تخصص الأيام الأربعة الأولى منها لممارسة الطقوس الدينية، وتقديم الصلوات والذبائح وقراءة قصة الخلق البابلية “اينوما إيليش” التي تحكي كيف جرت عملية إتحاد الآلهة ليكون مردوخ رئيسهم، بعد أن قام بثورة على الآلهة “تيامات”، أما الأيام المتبقية فكانت تتضمن بعض المظاهر الاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الطقوس الدينية.

تسمية التقويم

مازال الآشوريون يؤرخون بهذا التقويم، ويسمونه التقويم الآشوري وينتقدون تسميته فقط التقويم السوري، ونحن برأينا ان تسمية التقويم السوري هي الأدق بعيداً عن “القوم” سيما وان الأقوام في بلادنا سورية والرافدين (سومرية وآشورية وبابلية وآرامية … الخ جميعها اعتمدته لذا الادق ان نبقي على التسمية الأعم التي ضمت كل هذه الأقوام المتعاقبة التي توارثت بعضها في الحكم والدويلات على الارض السوراقية.
خصوصية وفرادة التقويم السوري

يتقدم التقويم السوري بذلك على التقويم الهاشمي 5769 وبما يعني وجود نحو ألف عام بين التقويمين، كما يعني أن الحضارة السورية ضاربة في أعماق التاريخ، فيتقدم على التقويم العبري بألف عام، وكذلك يتقدم التقويم السوري على التقويم القبطي الذي يعد الآن 1725 والذي بدأ بحكم دوقليانوس سنة 288 م وحتى إذا أضفنا إليه التقويم الفرعوني (التوتية) وهي تبلغ الآن 6250 وبما يعني أن السنة السورية تزيدها 500 عام.

نرى أن يضاف التقويم السوري إلى التواريخ الصادرة في التقاويم العامة التي تذكر التواريخ الهجرية والميلادية بقسميها الشرقي والغربي.‏‏

"أكيتو" رأس السنة السورية.. أقدم عيد مسجل في تاريخ البشرية
“أكيتو” رأس السنة السورية.. أقدم عيد مسجل في تاريخ البشرية

كانت السنة السورية القديمة تبدأ في الأول من نيسان (“نيسانو” في اللغة الآرامية ولانزال نحتفظ بأسماء أشهرها إلى عصرنا الراهن في بلاد الشام ) سورية ولبنان والأردن وفلسطين، كما تستخدم في العراق على حين لجأت بقية الأقطار العربية إلى استخدام التسميات الأوروبية مع بعض التعديلات.‏ وظل هذا التقويم قائماً عند الحضارات السورية المتعاقبة، ومنها ممالك “أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر ودمشق” ونقلت مع العرب فيما بعد إلى الأندلس، وبقي السوريون يبدأون سنتهم في الأول من نيسان حتى وقت قريب، وانتقل إلى التقويم الغربي بشكل نهائي في بداية القرن العشرين في عهد الانتداب الفرنسي .‏

وإذا عدنا إلى الكتب فسنجد دليلاً قوياً مدوناً يؤكد أن الأول من نيسان مطلع السنة السورية منذ ألف عام على الأقل، ففي الجزء الثاني من الموسوعة التاريخية “مروج الذهب يعدد المسعودي المتوفي في عام 956م” أسماء الأشهر السريانية المعروفة في بلاد الشام ويشير إلى عدد أيام كل شهر وصفاته من برودة وحرارة واعتدال ويبدأ الحديث بشهر نيسان.‏

كما يذكر أنهم كانوا يحتفلون أيضاً برأس السنة الميلادية، ويصف المسعودي الإحتفالات التي تقام في أول كانون الثاني، وأنهم كانوا يوقدون النيران وتظهر الأفراح والمآكل والمشارب في سائر بلاد الشام وبيت المقدس ومصر .‏‏

عيد الأكيتو

اوربة الملكة السورية التي سميت اوربة على اسمها
اوروبا الملكة السورية التي سميت اوربة على اسمها

ولم يتخذ السوريون القدامى الأول من نيسان أول أيام سنتهم عن عبث، بل لأنه البداية الحقيقية للحياة، فبعد موسم البرد والمطر يأتي الربيع، وتتفتح الأزهار وتكون أكثر نضارة في نيسان، كما يخرج الناس إلى الحقول للتمتع بدفء الربيع وعلى هذا ف”السيران الشامي” له جذور قديمة وتشمل أيضاً الاحتفالات بقدوم الربيع كل شعوب الشرق .

كانت الاحتفالات بهذا العيد، تعني الاحتفال بقدوم الربيع، وتبدأ في يوم الاعتدال الربيعي، وتستمر حتى يوم أول نيسان يوم رأس السنة السورية، وكان يسمى عند الآشوريين “عيد الأكيتو” ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الأمطار وبدء الخصب ونمو الزرع والثمار .‏

وكانت تتخلل الاحتفالات طقوس دينية وشعائر، وتقدم خلالها قرابين ومواكب احتفالية كبيرة، وإقامة ألعاب رياضية، ورقصات، ويتقمص المشاركون فيها شخصيات بأقنعة تنكرية، وتبلغ ذروة الاحتفالات بين الأول والحادي عشر من الشهر، وفي منتصف هذه المدة كانت تقام الأفراح وتعقد طقوس احتفالات عقد زواج جماعي.

يقود البحث إلى أن أصل هذا العيد يعود إلى احتفالات رأس السنة البابلية – الآشورية، الشهير باسم “عيد الأكيتو”، كما اسلفنا، حيث كان التقويم السنوي لدى هذين الشعبين يبدأ في الأول من نيسان، ويستمر حتى الثاني عشر منه.

كان من طقوسه الشهيرة “يوم المجانين” فأحد أيام هذا العيد كان “يوم المجانين” الذي يصادف اليوم الخامس منه. وأقدم النصوص التي تشير إليه يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهذا العام يصادف السنة 6766 حسب التقويم البابلي- الآشوري الذي يحتفل فيه أحفاد من بقي من هذا الشعب اليوم، الذين تفرقوا في كافة بقاع العالم، بعد حملات التطهير العرقي، التي عانوا منها على مر العقود ولم يبق منهم في سورية والعراق إلا بضعة آلاف.

  • كان قد اختلف العلماء حول أصل التسمية “الآكيتو”، ولكن استقر الاعتقاد أنّ أصل الكلمة هو “يوم الآرض” لأنه في الأساس عيد زراعي ويرتبط بموسمي البذار والحصاد، فالكلمة كما نرى تتآلف من مقطعين “آكي” و”تو”، و”كي أو جي” بلفظ الجيم المصرية هي الأرض في اللغات القديمة، ومنها جيو في اللغات الأوروبية، وفي اللغة الصينية فإن “الكيا” أو “الجيا” هي الروح الكونية مانحة الحياة.

    عشتار إلهة الخصب
    عشتار إلهة الخصب


  • المدهش حقًا أن الاعتقادات الأوروبية حول “عيد المجانين” هي ذاتها الطقوس التي كانت متبعة في هذا العيد منذ نشأته قبل آلاف السنين، والغريب أن عيد رأس السنة السورية ارتبط طقوسياً بما يعرف “بكذبة نيسان” وهو أمر لم يلتفت له المهتمون، وكل التفسيرات الواردة حول كذبة نيسان خاطئة
  • ففي احتفالات رأس السنة في الأول من نيسان، كان يتم الانتقال من سنة إلى أخرى من الفوضى إلى النظام، ومع انتهاء احتفالات الآكيتو كانت الأمور تعود إلى نصابها بعد الفوضى الكونية قبل خلق العالم، ويبدأ الإله بترتيب الأرض.
  • والمثير حقًا أن “الكذبة الكونية” كانت ضمن طقوس الاحتفال، وفيها كان يتنازل الملك عن عرشه لمجرم حكم عليه بالموت، ويصبح العبد سيد البيت، ويتنكر الناس بأزياء وأقنعة تخفي حقيقتهم كما هو عليه الحال تماماً إلى اليوم، ويطلقون المزاح والنكات ويسود الهرج والمرج فيه، إلى أن يصحو الشعب من هذه الكذبة/الفوضى، فيُعدم المجرم وتعود الأمور إلى نصابها، ويعاد ترتيب ما خلفته الفوضى.
  • كان هذا اليوم الذي تنتزع فيه شارات المُلك عن المَلِّكْ، ضمن طقوس ما يعرف بإذلال الملك، كي لا يتمرد على القوى الإلهية، ويظلم الشعب الذي هو “قطيع الإله”، ومن ضمن ذلك، أن يصفع الملك ويجره من أذنه، وكلما كانت الصفعة قوية فهي تعني الخير للشعب، وحبذا لو كانت صفعة تبكيه، فالخير كله يكمن وراء دموع الملك التي تُشَّبَّهْ بالمطر.
  • يعتبر هذا اليوم كما يشير الباحثون يوم كَّفَّارةْ وتوبة الملك وله ميزة خاصة، إذ حين يكون الملك داخل المعبد وحيداً، يكون الناس في الخارج في هلع وخوف، لأنهم يعتقدون بأن الإله قد اختفى وأصبح أسيراً في عالم الأموات، كما أن الملك فقد صفة الملكية، فأصبح المجتمع بدون إله وبلا ملك، فيصبح مجتمعهم تحت رحمة قوى الطبيعة والشر، وعندما يعيد الكاهن شارات الملك إليه تعود الطمأنينة إلى الناس، ويزداد اطمئنانهم في اليوم السادس والسابع بعد تحرير الإله “مردوخ” الذي يعني عودة النظام للكون بعودة ملك البلاد.

وبهذه المناسبة يتداول الآشوريون والكلدان والسريان … الخ في هذااليوم التهنئة، وهي مستمرة منذ آلاف السنين: “آكيتو بريخو..” أي “سنة مباركة”.‏

ذقن نيسان

ومن المظاهر الاحتفالية التي مايزال الآشوريون وبقية الأقوام… يحتفظون بها في الأول من نيسان، ما يقومون به منذ حلول ساعات الفجر الأولى بجلب حزمة من العشب الأخضر، وتعليقها في أعلى مدخل الدار قبل نهوض الأطفال، وتسمى “دقنا نيسان”، وهي (قبضة العشب الأخضر المعلقة فوق باب مدخل الدار) وتعني “لحية نيسان ” وحينها يخرج الناس إلى المروج الخضراء للاحتفال بقدوم نيسان الخير.‏

مقارنات بين التقاويم

احتفال الاكيتو
احتفال الاكيتو

ونيسان هو الشهر الرابع من السنة الميلادية وأتى اسم هذا الشهر (إبريل) من الاسم اللاتيني (ابريلز أو ايبرير) التي تعني التفتح في إشارة كما يبدو لمظاهر الربيع التي تظهر في هذا الشهر، أو من الكلمة الأتروسكية “آيرو” التي تعني “آلهة الحب افروديت”.‏

وفي بلاد الشام يسمى “نيسان”، وهذا اسم دخل على اللغة الآرامية القديمة من اللغة الأكادية، وأصل الكلمة في السومرية ( نيسانك ) وتعني الباكورة وتتألف من كلمتين “ني” وتعني شيء و”سانك” وتعني رأس الشيء أو أوله .‏

ويسمى نيسان في التقويم القبطي “برموده” وفي المغرب العربي يسمى شهر”يبرير” حسب التقويم الزراعي إلا أن بداية شهر “يبرير” تختلف عن بداية شهر “نيسان” في التقويم الغريغوري .‏

وكان”ابريل” هو الشهر الثاني من السنة في التقويم الروماني وكان يتكون من 29 يوماً حتى قام يوليوس قيصر ببدء تقويم أطلق عليه اسمه في عام 45 ق . م وأصبح 30 يوماً وأصبح الشهر الرابع في السنة.‏

وفي التقويم الياباني يسمى “يوزوكي” وفي اللغة الفنلندية يسمى الشهر “هوهيتكو” والذي يعني شيئاً متعلقاً بالزراعة.‏

قد يغوص الإنسان في التراث الشعبي، فيسمع أو يقرأ حكاية أو حادثة تاريخية يسعى لفك رموزها، واستكشاف أنساقها الدلالية مسلحاً بفهمه للحياة، ورؤيته، لما يجب أن يجري فعله على قناعة أنه أصبح يملك من القوة والمعرفة ما يجعله يشكو حين تجب الشكوى، ويحزن حين يجب أن يحزن، ويفرح حين يجب أن يفرح بل قادر بوعيه ورجاحة عقله أن يميز الواقع عن الخيال والأسطورة والخرافة عن الفكر السوي.

كذبة اول نيسان

في هذه الاساءة بحق سورية ورأس السنة السورية، وقد عودونا أن يكون الأول من نيسان يوماً يباح فيه الكذب واللعب، ويغفر الناس بعضهم لبعض مثل هذه التصرفات في هذا اليوم بالتحديد، وإذا عدنا إلى الوراء إلى المعتقدات البابلية القديمة نرى أن يوم إبدال الألواح القدرية في نهاية كل عام، هو يوم فراغ وفوضى وإباحة. وكان الملك /كما اسلفنا/ في هذا اليوم يتخلى عن ملكه وسلطانه لأحد الرعاع، ثم يسترد ملكه في نهاية اليوم، وتروي الحكايات طرفة نادرة وهي أنه ذات مرة مات الملك الحقيقي في ذلك اليوم، فتوج المجرم ملكاً حقيقياً من قبل الشعب.‏

رأس السنة السورية يمثل تجديداً للطبيعة من خلال الاعتدال الربيعي
رأس السنة السورية يمثل تجديداً للطبيعة من خلال الاعتدال الربيعي

وأعراس البابليين ومن بعدهم الآشوريين تبدأ برأس السنة التي تبدأ عندهم في الأول من نيسان، وتستمر 12 يوماً، وهي في جوهرها مشاركة منهم للأرض في أفراحها وعودة الخصب إليها.‏

  • يعتقد الكثيرون أن أصل كذبة نيسان ونشأتها يعود إلى القرون الوسطى وأن مصدرها هو أوربة، ففي هذا الشهر كان وقت الشفاعة للمجانين و”المهابيل”، فكان يطلق سراحهم في الأول من هذا الشهر، ويصلي العقلاء من أجلهم، وفي تلك الحقبة نشأ “عيد جميع المجانين” أسوة بالعيد الأشهر في تلك الحقبة “عيد القديسين”
  • لكن يعود أصل  كذبة نيسان إلى احتفالات رأس السنة البابلية والآشورية في بلادنا
  • ومن المعلومات التي درجت الصحافة على تداولها، وهو ما اعتمدته خطأً موسوعة “ويكيبيديا” الإلكترونية
  • “أن الأصل فرنسي، بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه الملك شارل التاسع عام 1564، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار، وينتهي في الأول من نيسان بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
  • عندما تحوّل عيد رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من نيسان، ثم انتشر على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي، ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي إسكتلندا نكتة نيسان.
  • ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد “هولي”، المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان”.
  • ترابط رأس السنة السورية مع التقويم الشرقي

    مهرجان نيبور العاصمة الدينية لبلاد الرافدين حيث يجري الاحتفال المركزي بعيد الأكيتو او رأس السنة السورية
    مهرجان نيبور العاصمة الدينية لبلاد الرافدين حيث يجري الاحتفال المركزي بعيد الأكيتو او رأس السنة السورية
  • يقع رأس السنة السورية في أول نيسان ويصادف في 14 نيسان حسب التقويم الغريغوري (الغربي)، وهذا نتيجة وجود فرق 13 يوم بين التقويم الغربي والتقويم الشرقي كما هو معروف، يصادف في الأول من نيسان ميلادي ، “نيسانو” ، وعلى هذا تكون بداية السنة السورية في 14 نيسان الميلادي، و 6768 حسب التقويم السوري، بالطبع يوجد قبله تقويمات أقدم لأنه لم ينشأ بهذا النظام والدقة من العدم.
  • الخاتمة
  • تمثل الامة السورية الوضع الرفيع في الفكر البشري، ويمثل عيد رأس السنة السورية أوعيد الأكيتو بداية للخير بقدوم فصل الربيع، ويعتمد على أسطورة قديمة ذكرناها عدة مرات، مفادها نزول الآلهة عشتار الى العالم السفلي لإنقاذ الإله تموز / أدونيس، و نجحت بذلك ليعم الخير وينشر الربيع أزهاره على الربوع، ولا يزال السوريون يحتفلون به في سورية الحالية والعراق ودول المهجر كما كان يفعل السوريون القدماء.
    وتأتي أهمية الاحتفال بهذه المناسبات نظراً لما تمثله من إرث حضاري موغل في التأريخ أسوة بدول العالم المعاصر التي تفتخر بإرثها الحضاري لتعزيز قيم السلام والتضامن وحسن الجوار بين الشعوب في عالم متوتر بسبب تضارب المصالح.
    يبدو أن هذا العيد قد سرق منا ثلاث مرات، مرة عند فرض التقويم اليولياني ومرة عند فرض التقويم القمري الهجري العربي، ومرة عند اعتماد التقويم الغريغوري، وفي هذا الأخير تم أيضاً سحب ميزة أخرى رئيسية من الكنيسة الارثوذكسية لصالح الكنيسة اللاتينية.
    و إمعاناً في الإساءة لهذا العيد السوري تسهيلاً لطمسه ومحوه، فقد أطلق عليه في الغرب منذ أن تم اعتماد التقويم الغريغوري في القرن السادس عشر، April fool أي أحمق نيسان (كانت تطلق على كل من ينسى أن رأس السنة قد تغير إلى 1 كانون ثاني، ثم عدنا فاستوردناه عيداً للكذب بكل اسف.!!)
    أيها السوريون، لا تصدقوا كل ما يقال عن سبب اعتماد كل تلك التقويمات، لأن أجدادكم هم الذين اخترعوا الحرف، والفلسفة، والرياضيات بما فيه المعادلات، وحتى النظام الستيني الذي لا يزال العالم يعمل به حتى اليوم، و دائرة الأبراج، وغيرها من علوم بما فيها الطب، هؤلاء الأجداد لا يمكن أن يكونوا قد عملوا لآلاف السنين بتقويم فيه العيوب التي يصفونها كحجة لعدم اعتماده أو اعتماد ما هو أفضل منه.
    في أول نيسان الشرقي أي 14 نيسان غربي هو عيد الأكيتو اي عيد رأس سورية، ورأس سنتها فكل عام و جميع السوريين في الوطن وعبر العالم، بخير، وعسى أن نستعيد سوريتنا الحبيبة وحضورها وتراثها الحضاري بأقرب وقت.

  • مصادر البحث
  • جورج كدر صوت الترا
  • الحقيقة
  • الباجثون السوريون
  • موقع دمشق – رأس السنة السورية
  • ويكيبيديا

مشروع الجامعة الارثوذكسية البيروتية

$
0
0

مشروع الجامعة الارثوذكسية البيروتية

أسئلة تؤرقني…

– هل مشروع ” جامعة أرثوذكسية” جديدة في بيروت هو لإعلاء شأن الكرسي الأنطاكي المقدس في هذا المشرق المشظى ولم يبق غيره متوحداً، أو لتفتيت كلمة أبنائه؟!

– هل تحقيق هذا المشروع الموصوف ب”الأرثوذكسي” يرطب التراب الذي احتضن جثمان مؤسس أكبر صرح تعليمي عالي أنطاكي، مثلث الرحمات أبينا أغناطيوس الرابع الذي حلم بالبلمند كما هو اليوم بعدما أفني أكثر من ثلاثة عقود من عمره الاسقفي والبطريركي حتى أوجده صرحاً متميزاً ينافس على صدارة التعليم العالي الخاص والعام ليس في لبنان فقط بل وفي المشرق؟!

– هل تُحطم هذا الصرح الأنطاكي العلمي المجيد، نظريةٌ ضيقة أنانية لمشروعٍ أصغرْ لأبرشيٍة أطلقها البعض فيتم القضاءعلى مفخرة الكرسي الأنطاكي لصالح هذا المشروع الأصغر او اقله هدر مكانتها ومكتسباتها الرائدة، وهل أن من اطلق هذا المشروع هم اصحاب نظرة بريئة فقط همهم زيادة الصروح الاعلامية الارثوذكسية، جامعة البلمند، وجامعة بيروت الارثوذكسية سواء لتسهيل دراسة أولاد بيروت في بيروت بدلاً من السفر الى الكورة يومياً او الاقامة فيها، ام ان وراءها دقة الإشاعة المؤسفة بأن جامعة البلمند للبطريرك و للبطريركية، وجامعة بيروت هي لمطران بيروت ولمطرانيته؟!

شعار جامعة البلمند
شعار جامعة البلمند

– هل ثمة أمور مخفية وراء الأكمة، عن مشروع تقسيم سياسي يطال الكنيسة الأنطاكية الارثوذكسية، ببطريركيتين انطاكيتين في دمشق وكل سورية وفي بيروت وكل لبنان، بما يتماشى مع وجود الدولتين السورية واللبنانية، وبما يعيدنا الى مماسات استمات معها المستعمر الفرنسي على اثر وفاة مثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس الرابع 1928 استمرت فيها حتى عام 1931 وكادت ان تؤدي الى كارثة بتقسيم الكرسي الانطاكي في أعقاب اقامته دولة لبنان الكبير وعلى الأقل جعل مطران بيروت بمقام بطريرك انطاكية لجهة تمثيل الارثوذكس في لبنان امام المفوضية الفرنسية العليا والدولة اللبنانية، ولتفتيت كلمة الارثوذكس الرافضين للاستعمار الفرنسي وتحديداً في سورية، وكيف خلق هذا الفراغ الطويل في المنصب البطريركي أزمة بطريركية تمثلت بانقسام المجمع الانطاكي، وانتخاب بطريركين على السدة الانطاكية بذات الوقت بكل اسف بيروتي ودمشقي وكلاهما من الاعلام العلماء، هو تقسيم ودق اسفين وشرخ مخيف ينتهي بانفصال بين ارثوذكس انطاكية سوريين ولبنانيين…

وقد قررت لجنة التحكيم الارثوذكسية العالمية دقة وشرعية انتخاب البطريرك الكسندروس بموجب القانون الأساسي للبطريركية، ولكنها أعطت البطريرك ارسانيوس، خاصة بعد تنصيبه، حق البطريرك ولكن مقره في اللاذقية بوصفها أبرشيته كونه كان مطرانها وله مواردها، والآخر في المقر البطريركي الاساس في دمشق بكل وظيفة البطريرك، وفي حال موت احدهما يتولى الآخر منفرداً السدة البطريركية بدمشق

وكان للعناية الالهية دورها في تسوية الأزمة بانتقال البطريرك ارسانيوس الى الأخدار السماوية بعد مرض سريع في مستشفى الروم ببيروت وقد ظاره الكسندروس وصلى له الأمر الذي أذهل المفوض الفرنسي ورجالاته، وتولي االبطريرك الكسندروس قيادة السفينة الانطاكية بالرغم من العواصف الهائجة. وذلك بعد سنة، رغم ان البعض حاول الاستمرار في هذا التقسيم الخطر، لكن فرنسا التي ادركت استحالة تنفيذ مشروعها بسبب تلاحم الأرثوذكس أبناء الكرسي الانطاكي في سورية ولبنان والانتشار وجميعهم ضد الاستعمار، فاوقفت مشروعها لما شاهدت الالتفاف الشعبي حول البطريرك الكسندروس وادركت حكمته وصلابته.

شعار الكرسي الانطاكي المقدس
شعار الكرسي الانطاكي المقدس

والسؤال: هل عاد هذا الحلم ليرى النور بعد تسعة عقود؟؟ والمؤلم ان ذلك بعد التناقص الفادح لعدد الارثوذكس في جناحي انطاكية اللبناني والسوري نتيجة الهجرة في البلدين وعدم استقرار لبنان وذبح سورية…بدلاً من توحيد الموقف للسير بالسفينة الانطاكية في هذا اليم التكفيري المتلاطم الأمواج الذي يحاول اقتلاع انطاكية برمتها من المشرق.

في إخماد الأزمة الأنطاكية التفتيتية عام 1932 انتصرت الوحدة الانطاكية مجدداً، لاسيما وأن أبناء الكرسي الانطاكي من أرومة واحدة في أرض سورية الطبيعية وهي أرض الكرسي الانطاكي المقدس.

تشهد على أرومتنا الواحدة سلالات العائلات ذاتها المنتشرة في كل المناطق في سورية ولبنان وأصل معظمها من حوران ومنها عائلتنا ونحن موجودون في راشيا وزحلة وبيروت ودمشق وحمص وحماة وكفربهم واللاذقية ووادي النصارى… وكلنا من ازرع حوران، ومن جذر واحد…وعائلتنا واحدة من آلاف العائلات الشبيهة المتجذرة في الارثوذكسية والغيورة على كرسينا الانطاكي وذات الارومة الواحدة والمنشأ الواحد…في بلد واحد قسموه الى دولتين.

مشروع الجامعة الارثوذكسية

جامعة البلمند من الجو
جامعة البلمند من الجو

منذ أكثر من سنة وهذا المشروع يأخذ جدلاً كبيراً بين مؤيد له ومعارض على المستوى الشعبي الارثوذكسي اللبناني عموماً والبيروتي خصوصاً، وعلى مستوى الساسة اللبنانيين، وقد تم طرحه على جدول أعمال مجلس الوزراء اللبناني، فأوقفه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل عون لأنه يتعارض مع وجود جامعة زاهرة هي جامعة البلمند العريقة التي للكنيسة الأرثوذكسية ، عدا عن عدم تحقيقه الاجماع الأنطاكي، وعدم موافقة غبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق عليه.

وبرأينا ان فخامته وبحسه وحبه الأبوي لكل شعبه، وعدم الإفساح في نشوء شرذمة أرثوذكسية، وفخامته عارف بدور الأرثوذكس الوطني والقومي في لبنان والمشرق أي جماعة كبيرة تدعم وطنية وقومية الكرسي الانطاكي المقدس، مايعني وجوب بقائهم موحدين لما فيه خيرلبنان الذي يعيش حالة من عدم الاستقرار، وقد أدرك ذلك بحسه القيادي لكل شعبه والأبوي أن إقرار هذا المشروع سيؤدي الى شرذمة هذه الكنيسة الوطنية المتجذرة وهو “الماروني الصرف” ولكنه رئيس مسؤول…

برأينا انه انتصر لمبدأيته في الحفاظ على كل أطياف شعب لبنان. علماً انه تعرض لانتقادات لاذعة…

اليوم ومع تحرك الماكينة النيابية الانتخابية وسواها في لبنان الشقيق، عاد المشروع ليطرح مع مساعي حثيثة لإعادة جدولته على جدول أعمال مجلس الوزراء مجدداً بكل ثقل المتنفذين، بما في ذلك حشد الاصوات مع وعود المرشحين لاقراره كأية وعود انتخابية يطرحها المرشحون…!!!

وترافقت مع أصوات نشاز كانت قد أُطلقت في المرة الاولى وهي “ان البلمند للبطريرك، والجامعة الارثوذكسية لمطران بيروت…!!!”

لقطة شاملة لغبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر مع ممثلي الابرشيات الانطاكية في المؤتمر الانطاكي عام 2014 امام مدرج عبد الله الزاخم
لقطة شاملة لغبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر مع ممثلي الابرشيات الانطاكية في المؤتمر الانطاكي عام 2014 امام مدرج عبد الله الزاخم

ياعيب الشؤم… وكأننا في قسمة واقتسام على الكعكة الأرثوذكسية الأنطاكية والتشرذم بين مغنم للبطريرك يقابله مغنم لمطران بيروت!!! وكأن جامعة البلمند عامة للكرسي الانطاكي، اما جامعة بيروت فهي مخصوصة لمطرانية بيروت وارثوذكس بيروت!!! مع شديد الأسف ماعزز تخوفنا الذي أدرجناه أعلاه…مع بديهية هي أن سيادة متروبوليت بيروت عضو في مجلس أمناء جامعة البلمند، هذه الجامعة التي كانت حلم تحقق بصبر المؤسس المطران (البطريرك) أغناطيوس الرابع مروراً بالبطريرك الياس الرابع، وداعميّْ البلمند الشهيرين مطراني اميركا الشمالية انطونيوس بشير، وفيليبس صليبا، والمحسنين السوريين واللبنانيين من أرثوذكسيين وسواهم، ومن مسيحيين ومسلمين في الوطنين السوري واللبناني مايدلل على وحدة الفكر والقصد والانجاز…

في طرحي الرافض لهذا المشروع تأييدي المطلق لجامعة البلمند هذا المشروع الرمز للكرسي الانطاكي، والحمد لله انني سوري دمشقي لا أجني شيئاً من الحالتين، لا بالعكس الكثيرون من السوريين ينتقدون أنهم وبسبب وجود البلمند في لبنان لايستطيعون لضعف امكانياتهم من إرسال أولادهم للدراسة في البلمند للفارق المهول بين الايرادات في كلا البلدين، وبالتالي رسوم التسجيل والدراسة الفاحشة في لبنان، وفعلاً كما قال كثيرون من السوريين:” ان البلمند للأغنياء الارثوذكس السوريين وليس لعامة الشعب الارثوذكسي” وخاصة بعد انحدار مستوى الحياة المعيشية السورية الى مايقارب الصفر في واقع سورية الذبيحة…

دير سيدة البلمند البطريركي
دير سيدة البلمند البطريركي

أنا أنطلق وهؤلاء… ومعظم الارثوذكس اللبنانيين المفاخرين بالبلمند كمفخرة أرثوذكسية أنطاكية، ومعي كل الأرثوذكس السوريين ننطلق من أهمية البلمند كمعلم أرثوذكسي مضيء في جلد التعليم في المشرق، ويحمل اسم الكرسي الأنطاكي المقدس بعيداً عن منطلقات الأنا الضيقة التي يستميت اصحابها القلة اليوم للحصول على الترخيص لهذا المشروع، ولو على حساب البلمند الرائد بكل رمزية وحدة انطاكية، والمرتبط فعلاً بالبطريركية إنما بكرسيها الواحد بكل أبرشياته سيما ان عدد من مجلس الامناء هم من مطارنة الأبرشيات اللبنانية…

– مادفعني الى الكتابة وطبعاً هو رأي الخاص، الذي لن يعجب كثيرين بالتأكيد، مع تسجيلي كل المحبة للجميع، فنحن أهل وابناء عمومة، وأبناء كرسي واحد ونعتز بكنيستنا الارثوذكسية، وكل منا يسعى لخدمتها وفق رؤيته الشخصية والمحترمة بكل التأكيد / علماً انني تريثت كثيراً كي لانقع في دوامة المهاترات/ان دافعي للكتابة في هذا الوقت هوإعادة طرح مشروع الجامعة الارثوذكسية في بيروت، وما رافقه من عرائض عامة وخاصة ومغفلة الاسم والتوقيع، ان دلت فتدل على ان المنشأ واحد!!! وقد وصلتني جميعها، ومنها مايمكن ان يُنظر اليه على انه طرح بريء لوالد أرثوذكسي من بيروت وآخر من الاشرفية …وعرائض تحمل جميعها تمنيات بأن يتابع الاولاد دراستهم التي بدأوها منذ الطفولة في جامعة ارثوذكسية ببيروت بدلاً من الانتقال الى الكورة “الخضراء” للسكن فيها، او بدلاً من التنقل يومياً من بيروت الى البلمند تلافياً لأخطار الطريق وحسراً للوقت…

سؤال أول: ألا نجد في الابتدائية والثانوية البلمندية طلاباً ارثوذكساً من كل المناطق اللبنانية وخاصة من بيروت تحملهم الحافلات يومياً صباحاً ومساء…بمشاهداتي واعرف الكثيرين منهم كونهم من أقاربي، يتوقون ان تكون هذه المدارس في حاراتهم السكنية، ومع ذلك اختاروا صرح البلمند البعيد؟!

سؤال ثان: الكثير من أولاد الأرثوذكس يدرسون في جامعات اخرى ( اللبنانية والأميركية واليسوعية و… فلم لايطالب ذووهم بايجاد فروع لهذه الجامعات لتحقق لهم هذه الأمنية المطلوبة في مشروع الجامعة الارثوذكسية!؟

لم الطرح فقط على جامعة البلمند الأرثوذكسية لصلح جامعة بيروت الأرثوذكسية؟؟؟

غبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر يضع حجر الأساس لـ"مركز جامعة البلمند الطبي" مستشفى تعليمي جامعي متكامل ومدينة طبية في اعمال المؤتمر الأنطاكي 2014
غبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر يضع حجر الأساس لـ”مركز جامعة البلمند الطبي” مستشفى تعليمي جامعي متكامل ومدينة طبية في اعمال المؤتمر الأنطاكي 2014

سؤال ثالث: الا تعتبر بيروت وتحديداً الاشرفية وسن الفيل وسوق الغرب وهي تابعة لابرشية بيروت ومقرها الصيفي معقلاً رئيساً ثانياً لجامعة البلمند؟

1- في الأشرفية

تم اعتبار مستشفى القديس جاورجيوس الارثوذكسية ” مستشفى الروم” منشأة جامعية تتبع لجامعة البلمند بتسمية كلية القديس جاورجيوس للاختصاصات الطبية، أو مجمع القديس جاورجيوس الطبي – الاشرفية ويضم 29 اختصاصاً طبياً وجراحياً وتمريضياً… وهو برعاية سيادة المتروبوليت الياس عودة كلي الطهر راعي ابرشية بيروت وتوابعها، وهو عضو رئيس في مجلس امناء جامعة البلمند.

2- في سن الفيل

لدينا الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ” البا” التي تأسست عام 1937 وهي اول مدرسة وطنية للتعليم العالي في لبنان، وذات نفع عام واعتبرت وحدة من جامعة البلمند بموجب مرسوم صادر 1988 واختصاصاتها هندسية وفنون جميلة…الخ

3- في سوق الغرب

فرع سوق الغرب لجامعة البلمند
فرع سوق الغرب لجامعة البلمند

تتبع بدورها لأبرشية بيروت والمقر الصيفي للمطرانية في جبل لبنان، وبمرسوم صادر السنة 2014 تم الترخيص لجامعة البلمند باستحداث فرع جغرافي في سوق الغرب، جبل لبنان يتضمن اختصاصات متنوعة بدرجتي بكالوريوس، ودبلوم…

فرع جامعة البلمند في دبي

وهذا تم نتيجة الاحترام الذي حققته جامعة البلمند في صدارة التعليم اعالي في لبنان، وللدور المركزي المحترم لغبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر في دولة الامارات العربية المتحدة فقد تم منح الكرسي الانطاكي ترخيصاً من رئاسة دولة الامارات لاقامة فرع لجامعة البلمند في دبي.

ملاحظات واستفسارات ختامية محقة

– كيف سيتم التنسيق بين “كلية القديس جاورجيوس للاختصاصات الطبية/ جامعة البلمند” ومقرها في مستشفى الروم ببيروت، وبين مشروع كليات طبية مماثلة في نفس المكان من خلال مشروع الجامعة الارثوذكسية، اين سيذهب الترخيص الممنوح لجامعة البلمند والذي بسببه حازمستشفى الروم تسمية مستشفى جامعي اي نتيجة ارتباط مستشفى الروم بجامعة البلمند…!

وبالتالي اين ستذهب هذه الكلية البلمندية…؟

ولو كانت المستشفى وأبنيتها وقفاً من أوقاف أبرشية بيروت الارثوذكسية وبرعاية مطرانها، وان كانت الولاية الشاملة على أوقاف الكرسي الانطاكي في الابرشيات كافة هي للبطريرك الأنطاكي وفق القانون الاساسي للبطريركية.

– هل سيتحمل لبنان الصغير بعدد ارثوذكسه المتهاوي نتيجة الهجرة 10500 كم 2

مثلث الرحمات مؤسس جامعة البلمند البطريرك اغناطيوس الراب
مثلث الرحمات مؤسس جامعة البلمند البطريرك اغناطيوس الراب


وجود جامعتين ارثوذكسيتين على أرضه الاولى عامة وعريقة في البلمند الرمز الانطاكي، والثانية لمصلحة أبرشية بيروت؟

ورداً على طرح اصدقاء أحبة دافعوا عن وجود جامعة ارثوذكسية أخرى ان للموارنة في لبنان أربع أو خمس جامعات وليس من تفريق بين الموارنة!!!

اقول وهم أكثر مني علماً (ومكة ادرى بشعابها)

ان هذه الرهبنات تتبع مباشرة لقداسة بابا رومة وليس لغبطة بطريرك الموارنة ويلاحظ ذلك وللوهلة الاولى من وجود صورة الاب العام للرهبنة بجانب صورة قداسة البابا في ردهات هذه الجامعات ومكاتب إداراتها ورئاساتها.

– هل تليق هذه الحالة التقسيمية بعراقة ووحدة كرسينا الانطاكي المقدس في المشرق والانتشار بأربع جهات الارض عبر 21 ابرشية و20 مليون انطاكي تقريباً يفتخرون بأنطاكيتهم وبسورية ولبنان وسائر المشرق، باستبدال جامعة ابرشية بأبرشية جامعة لكل الكرسي الانطاكي المقدس.

– هل نسعد أبينا مثلث الرحمات اغناطيوس الرابع ومرافقيه من الاحبار والعلمانيين في قبورهم…بإضعاف البلمند الرمز وجهتهم ومقصدهم…

دير سيدة البلمند البطريركي
دير سيدة البلمند البطريركي

– هل نكافىء غبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر الذي همه الوَحدة الانطاكية، وتماسك الكرسي في وجه الاعاصير التي تضرب وجودنا المسيحي في المشرق لتحملنا الى الشتات ومحاولات الذئاب المتصهينة استلاب اولادنا ونقله بشتات مخيف اقتلعهم ويقتلعهم من كنيستهم ومشرقنا…؟ ام هي الأنا الفردية الضيقة بمكاسبها الضيقة معنوياً وان كانت مالياً وفيرة من هذا المشروع…

صرخة من قلب أنطاكي أرثوذكسي

رجاء أبعدوا عن الأنا المفرقة وحافظوا على كرسينا الانطاكي المقدس واحداً موحداً فهو الكرسي الرسولي الأكبر والكرسي الأرثوذكسي الوطني الوحيد بين بقية الكراسي، وهو مطرح مشاريع التقسيم والتفتيت والمؤامرات الماسونية التي بدأت مع الوجود الاستعماري الفرنسي قبل قرن مضى…

حافظوا رجاء على انطاكية العظمى ومكتسباتها وعراقتها كعقيدة الثالوث المقدس الاله الواحد آمين.

خربشات سياسية 10/4/2018

$
0
0

خربشات سياسية 10/4/2018

هل تعتدي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سورية؟

مقدمة لابد منها…

ارتفعي يا دمشق وارتفعي بعلو قمة جبل الشيخ وبعلو جبل حرمون وانظري يا دمشق الى جبل قاسيون وقمته قبالتك وارفع رأسك ايها الشعب السوري، فأنت تنزف كثيرا، وانت تصاب بالصواريخ والغارات الغادرة والسلاح الاميركي المسموم، ولكن انتِ يا سورية على طريق الشفاء من جروحك العميقة يظهر انك ستشفين، انك ستصبحين خير وطن لخير أمة لأعظم صبر لاعظم شعب لاعظم قوة ولاعظم عزة نفس.

مشروع العدوان على سورية

– هذا السؤال بات مطروحاً بقوّة في ضوء العودة إلى نغمة امتلاك سورية للأسلحة الكيماوية واستخدام هذه الأسلحة ضدّ الجماعات المسلحة، خاصة وان ترامب حدد بالأمس انه سيتخذ قراره خلال يومين بعدما تباحث مع كبار القادة العسكريين في البنتاغون، وانه بالتالي أجل زياراته المقررة الى اميركا الجنوبية ليتابع المستجدات، وانه تابع مع ماكرون ضرورة الرد على الحكومة السورية بضربة عسكرية في اتصال هاتفي هذا اذا اخذنا بالضرورة موقف تيريزا ماي ومماثلتها ميركل…

– بات معروفاً أنّ الولايات المتحدة دائماً تستحضر “ملف الكيماوي” في كلّ مرة يحقق فيها الجيش السوري وحلفاؤه ادنى انتصار على التنظيمات الإرهابية فكيف بالنصر على كل المجاميع الارهابية في الغوطة الشرقية وآخرها في دوما مركز عصابة جيش الاسلام الارهابية، ومعروف أنّ العدوان الأميركي على مطار الشعيرات، بذريعة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي، كان محاولةً مكشوفة لوقف تقدّم الجيش السوري باتجاه دير الزور، لأنّ من المعروف أنّ المساندة الجوية للقوات البرية التي كانت تتقدّم باتجاه دير الزور، كانت من مطار الشعيرات. اليوم تأتي إثارة هذه المسألة من جديد من قبل الولايات المتحدة بالتزامن مع التقدّم الذي يحققه الجيش السوري في محافظة إدلب، ولا سيما بعد استعادته لمطار أبو الضهور العسكري.

– من حيث المبدأ فان روسيا استخدمت الليلة في مجلس الامن الدولي ضد قرار اميركي حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في سورية، وعطلت اميركا وفرنسا وبريطانيا و4 دول أخرى مشروع قرار قدمته روسيا حول التحقيق بالاستخدام المزعوم في سورية، لذا لا يمكن استبعاد لجوء هذه الزمرة العدوانية الأميركية لشنّ عدوان عسكري يستهدف مواقع للجيش السوري وحلفائه، ولكن الظروف قد تغيّرت بشكلٍ كبير وبات احتمال الاعتداء محفوفاً بمخاطر قد تقود إلى نشوب حرب كبرى، عالمية وإقليمية، وهو خيار تتحاشاه جميع الأطراف المنخرطة في الحرب السورية.

– ومعروف أنّ خيار الحرب الشاملة مستبعد بسبب دعم روسيا ومحور المقاومة (إيران والمقاومة) للدولة السورية، وبالتالي فإنّ أيّ عدوان أميركي واسع ومفتوح على مواقع الجيش السوري وحلفائه سيقود إلى نشوب هذه الحرب، وستكون حرباً مدمّرة ومكلفة بالنسبة لجميع الأطراف، بهذا المعنى فإنّ هذا الاحتمال غير وارد على الإطلاق، لا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، ولا من قبل سورية وحلفائها، لكن تكرار سيناريو عدوان يشبه العدوان على مطار الشعيرات قد يداعب خيال بعض المسؤولين في امبراطورية العدوان الاميركي وامبراطورها ترامب ومعه نتنياهو وماكرون وتيريزا ماي وميركل واردوغان والسعودية وفق تصريح بن سلمان الذي يبدي استعداده اليوم للمشاركة في ضربة عدوانية على سورية .

الموقف الروسي

من المعروف أنه بعد الاعتداء الأميركي على مطار الشعيرات قرّرت روسيا وقف العمل بمذكرة التفاهم بينها وبين الولايات المتحدة التي تنظم الطلعات الجوية في سماء سورية، كما أنهاهدّدت بإسقاط أيّ هدف طائر للولايات المتحدة غرب نهر الفرات ووصلت العلاقات الروسية – الأميركية إلى مستوىً من التوتر غير مسبوق، والأرجح أنّ روسيا هذه المرة لن تدع عدواناً جديداً، بذريعة الكيماوي، يمرّ في ضوء اعتراضها على آلية التحقيق المشتركة والانحرافات التي وقع فيها الفريق الذي كُلف بالبحث في مسألة الكيماوي.

موقف روسيا هذه المرة موقف استباقي وخاصة الليلة في جلسة مجلس الأمن العاصفة، وقد عبّر عنه ممثل روسيا في مجلس الأمن في جلسته الأخيرة التي ناقشت إمكانية صدور بيان عن مجلس الأمن حول هجمات بالسلاح الكيماوي وتوجيه الاتهام للحكومة السورية، حيث كان موقف روسيا حازماً هذه المرة، إذ قال مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن حرفياً “لا نقبل بتوجيه تهديدات لدولة ذات سيادة” وهذا موقف غير مسبوق سوف يجعل احتمال تكرار سيناريو الشعيرات احتمالاً ضعيفاً ومحفوفاً بالمخاطر.

مشروع الرد السوري

يدرس الرئيس الأسد مع القيادة العسكرية السورية الرد على الغارة الجوية الإسرائيلية على قاعدة “ت 4”.

وقد يعطي الامر الرئيس الأسد بقصف 15 صاروخ سكود وتدمير جزء كبير من العاصمة الاقتصادية لإسرائيل وهي تل ابيب إضافة 4 صواريخ على مطار بن غوريون لإغلاقه وهكذا تصبح إسرائيل معزولة عن العالم.

الرئيس الأسد اقتنع بالموضوع ويبدو اتخذ قراره والقيادة العسكرية السورية جهزت لتنفيذ الامر، ويجري تشاور بين الرئيس الاسد والرئيس بوتين بشأن تنفيذ الضربة وقد تعطي روسيا الضوء الأخضر بتنفيذ الضربة بصواريخ سكود وعندها ستعمل روسيا على حماية الأجواء السورية بمنظومات الدفاع اس- 400 و600 و300 وعندها ستمنع روسيا إسرائيل من الانتقام.

ويبدو من خلال وكالة نفوستي الروسية ان بوتين غاضب جداً من الغارة العدوانيةعلى القاعدة السورية وتدمير طائرات السوخوي التي استلمها سلاح الجو السوري منذ أسبوعين وقد يعطي الضوء الأخضر للأسد بتنفيذ قصف إسرائيل ويقوم باستعمال المنظومات اس-400 لتدمير أي صاروخ يأتي على سورية وسلاح الجو الروسي قادر على تنفيذ ذلك.

مع العلم ان طائرات انتونوف الروسية الضخمة لا تتوقف عن الهبوط في مطار حميميم لتنقل عشرات من منظومات الدفاع اس-300 واس-400 لتغطية كامل أجواء سورية.

كما ان سلاح الجو الروسي من طائرات سوف يتصدى للطائرات الإسرائيلية هذا مع العلم ان منظومات دفاع اس-300 اس-400 واس-600 تقوم بالتفرقة بين قصف الطائرة الصديقة والطائرة العدوى لان الطائرات الروسية تحمل جهازاً يرسل إشارات الى منظومات الدفاع بعدم قصفها بينما الطائرات الإسرائيلية لا تحمل هذا الجهاز وبالتالي فان المنظومات الدفاع ستقصف الصواريخ على الطائرات الإسرائيلية بشكل الإلكتروني كامل.

– قريبا سينتهي العنفوان الصهيوني وسندمره، الكل يعلم ان 49 طياراً سوريا أقسموا على القيام بعمليات استشهادية بطائراتهم ضد القواعد الـ 40 الاسرائيلية لتدميرها وتدمير سلاح الجو الاسرائيلي، كما نعرف ان 4 طيارين حربيين في سورية أقسموا على القيام بعملية استشهادية في مطار بن غوريون والدخول فيه بالقنابل والقذائف وتفجير الطائرات فيه كي ينتهي الى سنوات ولا يعود.
دمشق تصمت، وتتحمل الجراح ولا تقول شيئاً ولا تصرخ…

ولكن ان الطيارين السوريين الاستشهاديين باتوا جاهزين في طائراتهم لعملية لن يعرف الكيان الصهيوني مثلها ولا تتصور انه سيحصل مثلها، عندما تخترق 49 طائرة بسرعة الصوت أجواء فلسطين المحتلة وتذهب كل طائرة الى قاعدة جوية اسرائيلية، والطائرة السورية مليئة بالصواريخ والمتفجرات وتنفجر في القاعدة وبين الطائرات الصهيونية، اما مطار بن غوريون فسيتم اقتلاعه من جذوره.
اما تل ابيب فتتكفل بها صواريخ المقاومة ومن اصل 100 الف صاروخ في لبنان سيسقط على مدينة تل ابيب على الاقل 8 الاف صاروخ.
– ان قرار الحرب الفعلي والكبير قد تم اتخاذه، وان ضباط الجيش السوري الطيارين او قاعدة القوات البرية، ولكن خاصة طياري سلاح الجو السوري قد اصبحوا في اعداد لا تحد، الشهداء الاستشهاديون لتنفيذ عملية ستهز الصهيونية من فلسطين المحتلة الى نيويورك الى كافة اوروبا الى موسكو والى العالم كله.
عندما لا يخاف الضابط الموت فهو المنتصر، وهؤلاء الاستشهاديون الذين جهزوا انفسهم للاستشهاد ولا يخافون الموت كل طائرة ستدمر 20 طائرة في قواعدها، وسيشهد العالم منظرا فريداً لم يحصل مثله في السابق، والايام آتية.

الموقف الايراني

ونقلت وكالة “فارس” اليوم عن مسؤول إيراني رفيع المستوى ان الممثل الخاص للرئيس الرّوسي في شؤون سوريا الكساندر لافرنتيف ناقش مع شمخاني الهجوم الذي جرى على مطار تيفور العسكري في حمص السورية والتهديدات بشن هجوم عسكري غربي على سورية.

وأوضح المسؤول انه لم يتم الافصاح عن طبيعة المناقشات وتفاصيلها أمام الإعلام وأنها جرت في سرية تامة.

هذا الموقف الايراني الروسي المشترك والتنسيقبين الطرفين، لا سيما وادى الى عدد كبير من الشهداء بين المستشارين الايرانيين والروس. في العدوان الصهيوني على مطار التيفور.

الموقف الايراني يتسم بالصمت المطلق ولكن الصواريخ الايرانية فضلاً عن توجيهها الى الكيان الصهيوني هي موجهة الى القواعد الاميركية والسعودية…

ايران يمكنها ان تضرب بصواريخها هذه القواعد الاميركية والسعودية في منطقة الخليج


لماذا نُعيِّدُ للقيامة؟

$
0
0


لماذا نُعيِّدُ للقيامة؟

يتبيَّنُ من النُّصوص اللِّيتورجيَّة أنَّ الاحتفال بالقيامة يبتدئ في السَّبت العظيم. يجري الكلام عن هذا في خدمة السَّبت العظيم، وكذلك أيضاً في مواعظ الآباء القِدِّيسين الّتي كُرِّسَت في هذا اليوم للقيامة والغلبة.
هذا ظاهرٌ أيضاً في تقليد التَّصوير الإيقوناتي. إنَّ الإيقونة القانونيَّة لقيامة المسيح هي تصويرٌ لنزولهِ إلى الجَّحيم. بالطَّبع، فهناك إيقوناتٌ للقيامة صُوِّرَ عليها ظهور المسيح لحاملات الطِّيب والتَّلاميذ. ولكنَّه في المعنى الأعمق للكلمة تُصوِّرُ إيقونة القيامة الحقيقيَّة سحق الموت، عندما انحدرت نفسُ المسيح المتَّحدة بالألوهة إلى الجَّحيم وأعتقت نفوسَ جميع الّذين كانوا يتواجدون هناك وينتظرونه كمخلِّص. “نُعيِّد لانسحاق الموت وتحطُّم الجَّحيم”، نُرتِّل في الكنيسة. تحطيم الجَّحيم وإماتة الموت هو المعنى الأعمق للعيد.
فلنتفكَّر ما الّذي نعنيهِ حينما نتكلَّم عن الجَّحيم ونزول المسيح إليهِ. كلمة “جحيم” في العهد الجَّديد ترادف اللَّفظة العبريَّة القديمة “شيول”-مملكة الأموات المظلمة غير المنظورة. ففي العهد القديم عُرضت الجَّحيم على أنَّها مكانٌ ما في صُلبِ الأرض، ولكنَّ هذا ينبغي فهمه رمزيَّاً حسبَ مفاهيم تلك الحقبة – وبالتَّحديد، أنَّ الأرض كانت واقعةً في مكانٍ وسط ما بين الجَّحيم والسَّماء. منطلقين من هذا، أنَّ النُّفوس ليست ماديَّةً، ولكنَّها عديمة الأجساد ولا ماديَّةً، فنحن لا يمكننا أن نحسب الجَّحيم مكاناً ما محدَّداً.

يمكننا القول أنَّ نفوس النَّاس المتواجدين في سلطان إبليس والموت، تتواجد في الجَّحيم. بهذا المعنى بالضَّبط ينبغي لنا أن نفهم نزول المسيح إلى الجَّحيم أيضاً. لقد دخل المسيح في سلطان الموافق، وافق على أن يموت الأمر الّذي بعده بقوَّة لاهوته قد غلب الموت تماماً، وأضعفه تماماً وأعطى بقوَّته الذَّاتيَّة فرصةً لكلِّ إنسانٍ أن يتجنَّبَ سيادة وسلطان وقوَّة الموت وإبليس.
إنَّ ما يعيننا على فهم هذا هو مقال القِدِّيس يوحنَّا الذَّهبيُّ الفم للموعوظين، الّذي يُقرأ في كلِّ سنةٍ بعد قُدَّاس الفصح. فإلى جانب الأمور الأخرى يُقال فيه، بأنَّ الجَّحيم، حين استقبلت المسيح، قد “تمرمرت وفقدت قوَّتها واستُهزئَ بها وأُميتت وأُفرزت وقُيِّدت”. وبعد هذا يُقال بأنَّه بموت المسيح على الصَّليب، تقبَّلت الجَّحيم جسداً ميِّتاً، ولكنَّها قد تبيَّن أنها واقفةٌ بإزاء الله، لقد تقبَّلت أرضاً وتراباً، ولكنَّها قد لاقت سماءً، تقبَّلت ما كانت تنظرهُ-وهو بالذَّات الجَّسد البشريَّ والطَّبيعة البشريَّة، ولكنَّها قد غُلِبَت ممَّا لا تراه أي من الألوهة.
إنَّ يومَ السَّبت العظيم، حينما نفس المسيح، قد تواجدتْ مع الألوهة في الجَّحيم، وأمَّا جسده فكان في القبر، حينما غُلبت قوَّة الشَّيطان والموت، تعتبره الكنيسة الأرثوذكسيَّة يوماً عظيماً، حيث أنَّه متَّصلٌ بيومِ القيامة.
في
النُّصوص اللِّيتورجيَّة يُقابَل اليوم السَّابع للخليقة، الّذي فيه الله قد “استراح من جميع أعمالهِ” بعد خلق العالم والإنسان مع يوم السَّبت العظيم، حينما المسيح أيضاً قد استراح من كلِّ ما صنعه لخلاص الإنسان. لذلك فإنَّنا نُرتِّل في هذا اليوم: “هذا هو السَّبت المبارك”.
نعلم من
سفر التَّكوين، بأنَّهُ بعد أن خلق الله في ستَّة أيَّامٍ العالم بأسره والإنسان، فإنَّه قد استراح في اليوم السَّابع من أعماله (تكوين2: 3). لذلك أُوصيَ موسى في اليوم السَّابع-السَّبت، ما يعني “استراحة” “سبات”، بأن يستريح اليهود ويُكرِّسوا اليوم بأكمله للصَّلاة والخدمة الإلهيَّة (خروج12: 16).

ثمَّة تفسيرٌ الّذي حسب نصِّهِ فإنَّ وصيَّة ترك كلِّ عملٍ في السَّبت كانت قد أُعطيَّت من الله قبل كلِّ شيءٍ لأجل إعادة جبلة الإنسان وتجديده، الّذي كان ينبغي أن يتمَّ بموت المسيح على الصَّليب وبقيامته. لقد وُضِعت بدايَّة الخلق الجَّديد للإنسان في يوم السَّبت العظيم، ولكنَّ البدايَّة الظَّاهريَّة والملموسة للخلق الجَّديد قد أُعلنَ عنها في يوم القيامة. لذلك ونحن أيضاً، بالرُّغم من كوننا نكرِّم السَّبت بصفته “يوم إعادة جبلتنا”، إلَّا أنَّنا نكرِّم بالأكثر يوم القيامة.

إكرام يوم السبت في التقليد الأرثوذكسي
إكرام يوم السَّبت له في التَّقليد الأرثوذكسيِّ معنى آخر أيضاً. إنَّه يُشكِّلُ راحةً للإنسان، تسالماً وما يُسمَّى بالصَّمتِ المقدَّس-الهدوء، في ملء هذا المعنى كلِّه. إنَّ الرَّسول بولس، بقوله أنَّ السَّبت يبقى فرضاً على شعب الله يقول: “وهكذا، فلنجتهد أن ندخلَ في هذه الرَّاحة…” (عبرانيِّين4: 11). إنَّ القِدِّيس غريغوريُّوس پالاماس يقول بأنَّه حينما يفصل الإنسان عن ذهنه كلَّ فكرٍ وبوساطة الإصرار والصَّلاة غير المنقطعة يُعيد ذهنه إلى قلبهِ، فإنَّه حينئذٍ سيغطس في الرَّاحة الإلهيَّة، أي في رؤيَّة الله وتأمُّل الله.
إنَّ هذه الرَّاحة وهذا الصَّمتُ ليسا عبارةً عن بطالةٍ عن العمل، كما قد يظنُّ أحَّدٌ، ولكنَّهما عملٌ عظيمٌ. كما أنَّ الله، الّذي رغم كونه استراح في اليوم السَّابع، قد استمرَّ في حكمه للعالم، هكذا الإنسان أيضاً، بثباته في حالة التَّأمُّل الرُّوحيِّ، يبدع عملاً عظيماً – يتَّحد بالله، ومن بعد هذا يُحِبُّ كلَّ ما يُحِبُّه الله أيضاً. لذلك يمكننا أن نقول، بأنَّه في حالة هذه الرَّاحة يمكن لكلِّ واحدٍ أن يعيشَ قيامة المسيح. فكلَّما دخل أحَّدٌ ما في السَّبت الإلهيِّ، في الرَّاحة الإلهيَّة، كلَّما عاش القيامة. إنَّ التَّمنيَّات بـ “القيامة السَّعيدة” ينبغي أن تترافق مع التَّمنيَّات بـ “الرَّاحة السَّعيدة”.
(عن كتاب “الرُّوحانيَّة الأرثوذكسيَّة” لمطران نافپاكت إيروثيُّوس ڤلاخوس)

Viewing all 1470 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>