أخطاء شائعة عن الروم الأرثوذكس
يرجى القراءة بتمعّن وبعيداً عن الاتهامات السطحية والتجني
1- الخطأ: الروم ليس لديهم قديسون، أو لا يعلنون قداسة الكثير منهم.
الصحيح: للروم الكثير الكثير من القديسين الحديثين والمعاصرين، وهم يعتبرون أن إعلان قداسة القديس يحصل تلقائيا وعفوياً من قبل جمهور المؤمنين الذين تدرج عادتهم على طلب شفاعات هذا القديس وتكريمه . أما دور المجمع فيكون بالتدقيق بسيرة حياته وتعليمه وتثبيت ذلك. ويرون أن القديس قد تبدأ إشارات قداسته وهو على قيد الحياة. وهذا التقليد هو تقليد الكنيسة المسيحية الأولى. وبالتالي فإن الروم يختلفون عن الكنيسة الغربية في هذا التقليد إذ إن الكنيسة الغربية تحقق مسبقاً، وتعطي القداسة على درجات ( مكرّم عند أول أعجوبة، طوباوي عند الأعجوبة الثانية، وقديس عند الأعجوبة الثالثة).
ونذكر من القديسين المعاصرين الشيخ بايسيوس ( + 1994)، القديس نكتاريوس ( + 1920)، الشيخ بورفيريوس ( + 1991 )، ارسانيوس الكبادوكي ( +1924)، يوسف الدمشقي ( + 1861) وغيرهم الكثير الكثير.
2- الخطأ: الروم ليس لديهم أعاجيب
الصحيح: يؤمن الروم بالأعاجيب والآيات وهي في كنيستهم وتاريخهم وحاضرهم أكثر من أن تعد أو تحصى ، من فيض الطيب من رفاة قديسيهم إلى فيض الزيت من ايقوناتهم العجائبية إلى فيض النور عن قبر المسيح ، إلى الظهورات العديدة … الخ … وهذه الأعاجيب في كنيستهم “يومية” و”دائمة” وفي جبل آثوس وحده ، تحصل في كل يوم عشرات الحوادث من هذا النوع .
3- الخطأ: الروم ليس عندهم اعتراف
الصحيح: الروم يعترفون بخطاياهم. وسر التوبة عندهم ملزم وهو سر من أسرار كنيستهم . والكنيسة الروسية عادة ترفض مناولة المؤمنين قبل التثبت من أنهم اعترفوا بخطاياهم أمام الكاهن مسبقاً .
4- الخطأ: الروم لا يتناولون كل أحد
الصحيح: يجب على الرومي الأرثوذكسي أن يتناول كل أحد ، وكلما سنحت له الفرصة كما ألزمته بذلك قوانين كنيسته . فهدف قداس الأحد قبل كل شيء هو “تناول جسد الرب”.
5- الخطأ: الروم يمنعون التماثيل
الصحيح: الروم لديهم تماثيل خارج الكنائس، وفي الساحات العامة، لكن ذوقهم العام لا يرتاح “للتعبد إليها والصلاة أمامها” . إذاً التماثيل عند الروم غير ممنوعة بالمطلق ، لكنهم في عبادتهم يفضلون الأيقونة نظراً لرموزها والتعاليم العميقة فيها .
6- الخطأ: البيزنطيون احتلال
الصحيح: ليس هناك شيء في التاريخ اسمه “البيزنطيون”، بل “الروم” . فالشعب الذي اصطلح المؤرخون على تسميتهم “بيزنطيون” لم يطلقوا على أنفسهم هذا الاسم أبداً بل الغرب اللاتيني هو من اطلقها منذ منتصف القرن 16 قي اول كتاب صدر في بازل بسويسرا، إنما أطلقوا على أنفسهم اسماً واحداً هو “الروم”، سواء في انطاكية أو في بيروت او دمشق أوفي القسطنطينية واثينا وقبرص وغيرها. وبالتالي فالروم لم يكونوا احتلالاً، وإنما ” اتجاه حضاري عرفته المنطقة” وهم ابناء هذه الارض السورية والمشرقية، وأباطرة الروم وأساقفتهم وقادة جيشهم ووزراؤهم في القسطنطينية نفسها كان الكثير منهم “من الروم المشرقيين” من سورية الواحدة بأقطارها الحالية التي قسمها سايكس وبيكو(سورية ولبنان وفلسطين والأردن) والى منتصف آسيا الصقرى بشرقها وغربها وغيرها.
وبالتالي فنحن نسأل
“كيف يكون الروم احتلالاً للمشرق؟؟؟
إن كان “المشرقيون” في معظم الأحيان “يحكمون امبراطورية الروم كلها”؟
7- الخطأ: الأقباط والسريان هم أرثوذكس أي روم.
الصحيح: أن الأقباط لغتهم الرسمية “قبطية” بحروفها الديموطيقية المتشكلة من الرموز الهيروغليفية والابجدية اليونانية الرومية، والسريان لغتهم الرسمية “سريانية” وامها الآرامية التي ازدهرت بالنشاط التجاري وقتئذ وتكلم بها داخل فلسطين ومنهم الرب يسوع أما الروم فلغتهم الرسمية “رومية” (يونانية) وهي لغة العالم المتحضر والثقافة وبها كتب الانجيل وانتشر.
يسمي الأقباط والسريان أنفسهم “ارثوذكس” لكنهم في الحقيقة “ارثوذكس لا خلقيدونيون” وهم يختلفون عن “الروم” الذين هم “ارثوذكس خلقيدونيون”. ويختلف “الروم الأرثوذكس” عن “الأقباط الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس” في عقيدتهم حول “طبيعة المسيح”. إذ يؤمن الروم “بطبيعتين إنسانية وإلهية” للمسيح ، فيما يؤمن الأقباط والسريان “بطبيعة واحدة” ( او بطبيعتين إنما يعبرون عنها بأسلوب لفظي يركز على وحدة شخص يسوع وألوهته)، ويعترف الروم ب 7 مجامع مسكونية في حين يعترف الأقباط والسريان ب 3 منها فقط .
8- الخطأ: روم الشرق هم غساسنة
الصحيح: روم الشرق هم غير الغساسنة. فالغساسنة كانوا من اليعاقبة السريان المؤمنين بالطبيعة الواحدة ولم يكونوا من الروم، وكانوا من حماة الثغور الرومية في جنوب سورية وقام الاباطرة الرومبتعيين شيخ العشيرة جبلة بن الايهم اميراً وقائداً، وبدلاً من القتال مع الروم انقلبوا ضدهم وساعدوا خالد قبلاً في اقتحام دمشق، ثم انحاز جبلة وقواته اليهم في معركة اليرموك لذلك تحقق الانتصار للمسلمين، وقد اعتنقوا الإسلام بعدها كي لايدفعوا الجزية ويستأثروا بالمواطنة في الدولة الاسلامية وبمراكزها الادارية وكان ذلك مع بدايات الفتح الإسلامي للمنطقة.
أما “روم المشرق” فهم بمعظمهم من “الروم المشرقيين”، ابناء وسكان المدن الكبرى والجبال والساحل الناطقين باللغة الرومية “اليونانية”، وهم من “الحضر” لا من “البدو” كما كان الغساسنة. وقد تعرّبت لغتهم فيما بعد بسبب الاحتلال العربي محافظين على أرثوذكسيتهم وعلى لغتهم الرومية في الطقوس وكان شيخ التعريب للطقوس الارثوذكسية الشماس عبد الله بن الفضل الأنطاكي المطران في القرن 11.
عن نسور الروم بتصرف