دوافعهن مختلفة وكذلك أساليبهن، فمنهن من فضلت استخدام السم الممزوج بالشراب ومنهن من كانت أكثر جرأة فاستلت سكيناً أو مسدساً لتزهق روح ضحيتها، وفيما تمكنت بعضهن من تحقيق غايتها فشل البعض الآخر.. سنروي لكم قصص أشهر قاتلات عرفهن التاريخ
مارسيا.. المحظية التي قتلت إمبراطوراًتدين روما لعشيقة الإمبراطور مارسيا التي قتلت واحداً من أكثر الأباطرة وحشية في تاريخ البلاد.
كانت الإمبراطورية الرومانية في حالة من الاستقرار والازدهار اللذين استمرا قرابة 8 عقود إلى أن اعتلى “كومودوس” العرش.
لم تكن شؤون الحكم من أولويات كومودوس، إنما كرّس فترة حكمه لإشباع رغباته الخاصة مستفيداً من سلطاته المطلقة.
كان الإمبراطور من هواة المصارعة وكان يعشق قتل المصارعين لبعضهم البعض أمام الجمهور للتسلية، كما كان يدعو المصارعين إلى قصره ليقوموا بمنازلته، وهذا يعني بالتأكيد موتهم المحتم فلا أحد يجرؤ على ضرب الإمبراطور.
أزهقت العديد من الأرواح في عهد كومودوس الذي غير اسم روما لتصبح “مستعمرة كومودوس”، كما تدهور اقتصاد البلاد وضاق الناس ذرعاً بتصرفات حاكمهم الطائش.
وفي نهاية المطاف وضعت مارسيا السم في الخمر للإمبراطور الذي كان قد نجا قبل ذلك من عدة محاولات اغتيال، إلا أن كومودوس استفرغ معظم ما شربه ما اضطر مارسيا للاستعانة بأحد المصارعين الذي قتل الإمبراطور خنقاً مستغلاً مرضه بفعل السم.
شارلوت كورداي.. قاتلة الشهيدأحد أبرز القصص التي خلدتها الثورة الفرنسية، قصة موت جان بول مارا الذي اعتبر شهيداً وحظي بتكريم بعد مماته لم يكن ليحلم به في حياته بسبب راديكاليته وتعطشه للدماء.
كان جان بول مارا يحتل مكانة قوية في صفوف الثوار الفرنسيين، إلا أنه كان أكثرهم تطرفاً ودعا إلى السقوط الكامل للأرستقراطية مهما كلف الأمر.
وقد حارب مارا حزب الجيرونديون وهو حزب سياسي نشأ أثناء الثورة الفرنسية يؤمن أفراده الجمهوريون بأهمية الملكية الخاصة ويعادون فكر مارا الداعي للديكتاتورية، إلا أن الأخير طاردهم وقطع رؤوسهم مفسحاً المجال لفترة من الإرهاب الدموي سادت فرنسا عام 1792.
وُلدت شارلوت كورداي في عائلة أرستقراطية وتعاطفت مع قضية الجيرونديون وأصبحت تكره كل ما دافع عنه مارا وقررت تخليص العالم منه إلى الأبد.
سافرت شارلوت إلى باريس، وتمكنت من التماس مقابلة مع مارا، مدعية أنها ستزوده بقائمة تحوي أسماء الجيرونديين.
آنذاك كان مارا مصاباً بمرض جلدي جعله لا يشعر بالراحة إلا بالاستلقاء في حوض من الماء الدافئ، وعندما قابلته شارلوت كان مستلقياً في حمامه فسحبت سكيناً من صدها وطعنته في صدره، ما أدى إلى مقتله على الفور، بعد ذلك سلمت شارلوت نفسها للشرطة وتم إعدامها بعد أربعة أيام.
خيونيا جوسيفا.. محاولة فاشلة لقتل “المسيح الدجال”كان غريغوري راسبوتين مستشاراً للقيصر نيكولاس الثاني، وقد حيكت عنه العديد من الأساطير لعل أبرزها أنه مشعوذ لا يموت، فقد نجا عدة مرات من موت محتم.
روج راسبوتين لنفسه على أنه قديس كما ادعى امتلاكه قدرات خارقة، لكن على ما يبدو كان البعض ينظر إليه على أنه مجرد “المسيح الدجال”، ومن بين أولئك قروية بسيطة تدعى خيونيا جوسيفا.
وعندما كان راسبوتين في زيارة لعائلته في أحد الأيام عام 1914، تبعته خيونيا وضربته بسكينة في بطنه وبدأت تصرخ قائلة: “لقد قتلت المسيح الدجال!”.
لكنها في الحقيقة لم تفعل ذلك، فقد نجا راسبوتين من هذه المحاولة بينما أصيبت قاتلته بالجنون.
فيوليت جيبسون.. الهوس بقتل موسولينيمن الممكن أن ينتمي القتلة لجميع الطبقات الاجتماعية، ولعل فيوليت جيبسون أبرز دليل على ذلك.
ولدت فيوليت جيبسون لأسرة نبيلة، وكان والدها هو المستشار الأعلى لأيرلندا بين عامي 1885 و 1905، وقد دخلت فيوليت بلاط الملكة فيكتوريا في سن 18.
لكن الأمور تصاعدت بعد وفاة شقيقها، فقد دخلت فيوليت في مرحلة حزن شديد وتعرضت لنوبات الهستيريا.
أصيبت بانهيار عصبي في عام 1922، ودخلت مصحاً عقلياً وأعلن أنها أصبحت مجنونة تماماً فتم نقلها إلى دير روماني.
كانت فيوليت مهووسة بأفكار الاستشهاد، مقتنعة بأن الله أرادها أن تقتل أحداً.
وفي عام 1925، أطلقت النار على صدرها إلا أنها لم تمت، وبعد ذلك أصبحت مهووسة بفكرة قتل بينيتو موسوليني.
في 7 أبريل 1926، لم ير المارة سوى امرأة مسنة ترتدي ملابس داكنة متوجهة إلى قصر ديل ليتوريو، بالقرب من المكان الذي كان يلقي فيه موسوليني خطاباً عن الطب الحديث.
لكن فوجئ الجميع بأن تلك المسنة تحمل مسدساً، أطلقت منه رصاصتين كانت الأولى قريبة من أنف موسوليني أما الثانية فقد أخطأته.
لم يبالِ موسوليني على الإطلاق بتلك المحاولة الفاشلة للقتل، واصطحبت الشرطة فيوليت بعيداً.
في النهاية، تم تشخيصها بأنها “مصابة بجنون العظمة المزمن” وعادت إلى إنجلترا، حيث توفيت عام 1956.
شو جيانكياو.. منتقم من الصينالمرأة التي عُرفت باسم شو جيانكياو والتي تعني حرفياً “حامل السيف” ولدت باسم شو غولان.
عندما سقطت أسرة تشينغ عام 1911، تولى أمراء الحرب المحليون السلطة، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الحروب.
كان والد شو غولان ملازماً في تلك الحروب، وتم أسره وإعدامه في عام 1925 من قبل أحد أمراء الحرب المنافسين – سون تشوان فانغ.
تعهدت شو غولان البالغة من العمر 20 عاماً بالانتقام لوالدها.
تابعت غولان تحركات سون تشوان فانغ، حتى عندما تقاعد أمير الحرب في عام 1931.
واستطاعت غولان الحصول على انتقامها في 13 نوفمبر 1935، إذ أطلقت على قاتل والدها النار ثلاث مرات في رأسه وظهره.
لكن الجزء المثير للاهتمام من القصة، أنها لم تهرب، بل أعلنت للجميع أنها انتقمت لوالدها.
وبعد محاكمة طويلة تم العفو عن غولان عام 1936، إذ جادل الدفاع بأن غولان لا تحمل الضغينة لأحد وقد انتقمت لوالدها بدافع حبها له واحتراماً للتقاليد.
(عربي برس)