الدكتور انسطاس نقولا شاهين عميد كلية الطب
نبذة في السيرة الذاتية
أنسطاس شاهين (1901-1974)،طبيب سوري وعميد كلية الطب في جامعة دمشق خلال السنوات 1949-1954.
الدكتور انسطاس شاهين ابن عائلة دمشقية اصيلة في انتمائها الدمشقي من جهة، وانتمائها الكنسي للكرسي الانطاكي المقدس وخدمتها لكيسته الدمشقية وللجمعيات الارثوذكسية وللبطاركة الانطاكيين وتولي المراكز القيادية في المجلس الملي البطريركي الدمشقي وفي الجمعيات الخيرية الارثوذكسية.
ولد انسطاس ابن نقولا شاهين في حي آيا ماريا ” القيمرية” الدمشقي، وكان والده نقولا أحد أبرز ضباط الشرطة خلال الحكم العثماني، وعند استقلال سورية وطرد الاستعمار العثماني خدم في سلك الشرطة لدى المملكة السورية الفتية بقيادة الأمير(الملك) فيصل بن الحسين وتولى مراكز قيادية حيث وصل إلى منصب قائد شرطة دولة دمشق عام 1922، خلفاً للقائد السابق احمد حمدي الجلاد.
دراسته
دَرس أنسطاس شاهين في المدرسة الارثوذكسية الدمشقية (الآسية) منذ طفوليته ثم وبعد حصوله على الثانوية العامة تابع دراسته في معهد الطب العثماني او المدرسة الطبية بفرعيها الطب البشري والصيدلة في دمشق وهي نواة كلية الطب مع معهد الحقوق المحدثين عام 1903 وكانتا اول كليتين في الجامعة السورية لاحقاً،
والجامعة السورية تعد أول جامعة حكومية في الوطن العربي وقد توقفت الدراسة فيهما من 1914-1918 في فترة الحرب العالمية الاولى ثم تابعت مسيرتها مباشرة بعد طرد الاحتلال التركي.
في العام 1923 تم دمج المدرسة الطبية مع مدرسة الحقوق فكونتا الجامعة السورية. وبقيت الجامعة تحمل ذاك الاسم حتى عام 1958 حيث أصبحت تدعى جامعة دمشق.
في فرنسا
سافر علمنا الدكتور انستاس بعدها إلى باريس لدراسة الطب الشعاعي في جامعة السوربون، لكن سرعان ما فضّل التخصص بأمراض الأنف والاذن والحنجرة في مستشفى لاريبواسير الفرنسية.
عمله في دمشق
عاد علمنا بعد تخصصه في باريس إلى دمشق في عام 1928 وفتح عيادة طبية خاصة به ملحقة بالمستشفى الارثوذكسي الدمشقي وفي منطقة سكنه في حي آيا ماريا (القيمرية) ( وكان المستشفى المماثل لمستشفى الروم في بيروت على اسم القديس بندلايمون قد تأسس عام 1900- 1939 في المحلة المسماة بالخمارات في منطقة آيا ماريا محلة المريمية في الساحة الواقعة خلف الكاتدرائية المريمية، وكان فيها بناء المستشفى الارثوذكسي المذكور والتابع لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس، ومضافاً اليه مقر جمعية القديس بندلايمون الارثوذكسية لتربية اليتيمات المؤسسة عام 1900. وقد توقف مستشفى القديس بندلايمون عن العمل حوالي 1938-1939 نتيجة ضعف الموارد المالية في عهد اتسم بشح الموارد وتوقف الاشغال في سورية عموماً ودمشق خصوصا نتيجة الاضرابات المستمرة في زمن الاحتلال الفرنسي لسورية، وقيامه بتقديم الخدمات الطبية مجاناً لفقراء الرعية وسواهم من ابناء المحلة من كل الاديان والطوائف.
وكان علمنا الدكتور انستاس شاهين قد خصص لذلك حيزاً كبيراً من عمله الانساني لمعاينة المرضى بالمجان سيما وانه كان وقتها عضو في الكادر الطبي في المستشفى المذكور، وجدير ذكره انه في عام 1944 تشكلت جمعية من اطباء دمشق الارثوذكس برئاسة الدكتور كوسه انجلو( يوناني الأصل) باسم جمعية المستوصف الخيري الارثوذكسي افتتحت المستوصف الخيري في بيت وقفي يقابل مقر المستشفى ودار الميتم في ساحة الخمارات كبديل للمستشفى المذكور بشتى الاختصاصات وقدمت المعاينة والعلاج مجاناً وكان منهم علمنا د. انستاس ولايزال هذا المستوصف العريق /والذي كما كان المستشفى/ يضم نخبة الاطباء من ابناء الكنيسة الارثوذكسية الدمشقية يقدم خدماته والتصوير الشعاعي والتحاليل المخبرية والادوية بالمجان للجميع بدون استثناء)
ثم انتقل علمنا الدكتور انسناس شاهين بعدها إلى القرب من جسر فكتوريا جانب فندق سميراميس، حيث كانت عيادته حتى عام 1974ولتصبح عيادة ابنه الدكتور نقولا بذات الاختصاص.
نشاطه العلمي
عَمل الدكتورأنسطاس شاهين طوال حياته ضمن الهيئة التدريسية للجامعة السورية، حيث رُفع إلى مرتبة بروفيسور عام 1942 قبل تعيينه عميداً لكلية الطب عام 1949 خلال رئاسة الدكتور قسطنطين زريق للجامعة ( رئيس المدارس الارثوذكسية الدمشقية في المجلس الملي البطريركي بدمشق).
بقي علمنا في منصبه حتى عام 1954. ثم رُشّح لتولي حقيبة وزارة الصحة في حكومة الرئيس صبري العسلي ولكنه اعتذر تمسكاً بواجباته العِلمية تجاه طلابه، علماً ان رئيس الوزراء التالي فارس الخوري طلب منه الطلب ذاته ولكنه اعتذر.
عائلته
تزوج في العام 1941 من السيدة أيفون بنت جرجي نحاس الدمشقية، وأنجب منها ابنه البكر نقولا شاهينعام 1942، الذي أكمل في نفس الاختصاص الطبي من بعده، وتلاهما الطبيب كريم نقولا شاهين، حفيد أنسطاس، في نفس العيادة العائلية.
انتماؤه الارثوذكسي
تولى الدكتور انستاس شاهين كوالده نقولا منذ عودته من فرنسا عضوية المجلس الملي البطريركي في عهد البطاركة الانطاكيين المتعاقبين غريغوريوس الرابع المتوفي عام 1928 وخليفته البطريرك الكسندروس الثالث 1931-1958، ثم البطريرك ثيوذوسيوس السادس 1958-1969 وحتى مطلع عهد البطريرك الياس الرابع.
كما اسلفنا كان له دور بارز في جمعية نور الاحسان الارثوذكسية الخيرية الدمشقية والتي كانت تمول وتشرف على مستشفى القديس بندلايمون الارثوذكسي، الى حين توقف المستشفى عن عمله الانساني ليعود من جديد لنفس العمل من خلال جمعية المستوصف الخيري وريث المستشفى.
تولى عضوية عمدة الكاتدرائية المريمية ثم تولى رئاستها باجماع الاعضاء وكان يشرف بالرغم من مهامه الخاصة ومايكلف به من البطريرك الكسندروس بامورتهم البطريركية ومدارسها وكنائسها والمجلس الملي كان يشرف ويتابع بحماسة اعمال اعادة ترميم المريمية بعدما حصل تصدع في سقفها، حيث تم صب السقف بالاسمنت المسلح واكسائه بالقرميد، وتم في وقته ادخال مكبرات الصوت الى المريمية لأول مرة وكانت اول كنيسة في دمشق تُخل اليها الاذاعة، هو وقدم “الاذاعة” أو التجهيزات الصوتية اليها من جيبه الخاص كما توثق لوحة التقدمة الجدارية الموضوعة في مدخل المريمية يميناً في عام 1952.
بالاجمال كانت مكانته متميزة لدى البطاركة كما اسلفنا وتحديداً البطريرك الكسندروس ويبدو ذلك في احتفالات اليوبيل الذهبي لأسقفية البطريرك 1954 ثم اليوبيل الماسي لكهنوته عام 1955 وقد صار من عداد الوفد الدمشقي في المجلس الملي العام للكرسي الانطاكي ومقره في دمشق والذي كان في حل انعقاد دائم بين (1954-1957)
وكان دوره واضحا وهو ونظرائه كالدكتور قسطنطين زريق رئيس جامعة دمشق والدكتور جميل صليبا رئيس جامعة دمشق والدكتور رزق الله انطاكي عميد كلية الحقوق والاستاذ المحامي يوسف الحكيم… في العلاقات العامة والتشريفات لرجالات الدولة في سورية ولبنان الزائرين للمقر البطريركي بدمشق من خلال عضويتهم للمجلس الملي البطريركي (كما يبدو من بعض الصور ومرافقته لرئيس الجمهورية شكري القوتلي ورئيسي مجلسي النواب والوزراء في زيارتهم للبطريرك المذكور عام 1954. وعند احتفاليّ اليوبيل العارمة المحكي عنها.
انتسب انسطاس شاهين إلى العشيرة الماسونية التي كانت تضم علية القوم في النواحي الاقتصادية والثقافية والعلمية في سورية ولبنان…، وكان عضواً فاعلاً في محفل قاسيون (الدمشقي) ثمّ في محفل سورية ولبنان، كما أنه كان ناشطاً في نادي الروتاري السوري وهو نادي الماسونية الذي أصبح رئيساً له من عام 1955 وحتى حظره في زمن الرئيس امين الحافظ عام 1965 في زمن تولي حزب البعث العربي الاشتركي الحكم في سورية منذ 8 آ1ار 1963.