الجولان سوري وآثاره تشهد على هذا الحق الساطع
هناك على أرض الجولان العزيز نواجه عدواً متغطرساً واحتلالاً بشعاً غاشماً، يجثم على صدورنا في جزء من قلب العروبة النابض بالوفاء والعز والكبرياء والحنين. منذ 5حزيران 1967، وحاول العدو الصهيوني فرض الهوية الصهيونية على الجولانيين فكان الاضراب العام والرفض المطلق في مطلع التسعينيات…
واليوم وبوعد ممن لايملك الحق اعطى ترامب لمن لاحق لهم، وقد وقع مرسومه بأن الجولان ملك الكيان الصهيوني مؤخراً
هناك في أرضنا السورية وهي الرقعة الجغرافية المتصلة والتي لاتفصل بينها عوائق، بلاد الشام او سورية الواحدة التي قسمتها اتفاقية سايكس بيكو الغادرة عام 1916 واكمل التفتيت بلفور الوزير البريطاني اليهودي بوعده باقامة الوطن القومي لليهود… وجاء ترامب بعد 103 سنوات ليلحق الجولان السوري بالكيان الصهيوني البلفوري على ارض فلسطين العربية…!
سورية الواحدة التي خبأت في جوفها أصالة التاريخ وعمق الانتماء، وهي الموصوفة من كبار الآثاريين العالميين بأنها المتحف المصغر للانسانية ثمة آثار أينما ضربت معاول المنقبين (كما قال احد علماء الآثار والتاريخ) تشكل في أهميتها المادية والمعنوية مصدراً رئيسياً لكتابة تاريخ اقليم مفعم بالحيوية، بالحضارة الإنسانية النيرة، ومنجزاتها الجميلة الخيرة، فتشهد للحق الساطع وأهله وتكشف زيف ادعاءات الصهاينة الذين ما زالوا حتى يومنا هذا يحاولون تقديم الدلائل الباطلة التي ساقها إليهم علماؤهم الآثاريون بعبثية يتجلى قبحها في البحث عن فترة ازدهار افتراضية للاستيطان اليهودي في الجولان، إنهم واهمون لأنها أدلة استنتاجية تعتمد على تفسير رموز استخدمها عامة البشر جميعاً، وليست يهودية خاصةا زال علماؤنا وأدباؤنا ومثقفونا يتصدون لهذه الافتراضات والادعاءات، تيسير خلف درس وبحث فوجد أن الأدلة الواضحة الدامغة التي لا تقبل مجالاً للشك هي تلك العائدة إلى الحقبتين المسيحية والإسلامية، حيث يؤكد ذلك الانجيل المقدس وان السيد المسيح له المجد وصل الى المدن العشرة وهي المطلة والمجاورة لطبريا وسفر اعمال الرسل يدل على البعد التبشيري ذاته ورحلات بولس الرسول واستشفائه بمياه الحمة الكبريتية…
كما تشير الكتابات والرموز إلى تجذر هاتين الديانتين في الجولان، وقدم نتائج بحثه في محاضرة في ملتقى الجولان الأول، تناول فيها مواقع يمثل كل واحد منها مرحلة زمنية معينة ويرمز إلى ثقافة عصر معين، ولذلك نجد موقع رجم الهوى المتميز، يعبر بشكل صادق عن حقبة العصر البرونزي،
وهو من العصور ما قبل تاريخية، وموقع التل في البطيحة الذي يعتقد العلماء بأنه موقع بيت صيدا، ليمثل ثقافة العصر الحديدي والممالك الآرامية.
أما موقع سوسيا (هيبوس) فهو يجسد مدينة بنيت على النمط الاغريقي-الروماني، ومدينة بانياس التي ضمت باقة من الآثار الايطورية العربية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية.
وأما مدينة القنيطرة التي بنيت كنواة لمدينة في زمن الاحتلال العثماني فلم يتم التنقيب فيها حتى الآن لمجموعة من الظروف لكن لا تزال آثارهذه الاسوار بادية للعيان.
اسيجة الجولان، الآلاف من القبور المنتشرة قبور الدولمن التي تعود إلى العصر البرونزي بمختلف مراحله تعد شواهد حية على جوانب من معتقدات إنسان الجولان القديم.
قلعة الصبيبة
قلعة الصبيبة تمثل مرحلة متطورة من فنون العمارة السورية في العهدين الأيوبي والمملوكي.
تعتبر قلعة الصبيبة واحدة من أكبر وأفخم وأحصن قلاع بلاد الشام قاطبة، بناها اهل الارض السوريون في القرن السابع الهجري لإحكام السيطرة على الأقاليم المحيطة بها من الجولان وبلاد صفد ووادي التيم وبلاد بشارة.
وكثيراً ما خلط الباحثون والمؤرخون بينها وبين قلعة مدينة بانياس التي تقع داخل البلدة القديمة وضمن سورها التاريخي كما نسبها بعضهم للفرنجة زوراً واعتباطاً، على اعتبار أن العرب المسلمين لم يكونوا بهذا المستوى من التطور العمراني والعسكري، الذي يؤهلهم لبناء هذاالصرح الشامخ المثير للاعجاب والباقي على مر الدهور، وقد بنى هؤلاء تخميناتهم على نص لعز الدين ابن شداد في مؤلفه الضخم (الأعلاق الخطيرة) زعم فيه، خطأ، كما أخطأ في غير معلومة أخرى أن الفرنجة بنوها بعد المائة الهجرية الخامسة، علماً أن الفرنج لم يطؤوا بأقدامهم هذه القلعة مطلقاً ولم تكن تحت سيطرتهم في أي لحظة من لحظات التاريخ.
أما حديث المستشرقين ابتداء من روبنسون ثم كلير مون-غانو، وماكس فان برشيم ثم دوشامب وأخيراً فولفغانغ مولر-فيتز، عن وجود جدران منسوبة للفرنج وأخرى فينيقية، فهذا حديث خرافة لا يستند إلى أي سند آثاري يعتد به.
فتاريخ بناء القلعة واسم بانيها الملك العزيز عثمان ابن الملك العادل الأيوبي مثبت بالمصادر العربية وترميمها كذلك وأسماء المرممين مدرجة في المراجع ابتداء من الملك السعيد، الحسن بن عثمان الأيوبي، والسلطان الظاهر بيبرس البندقداري، وانتهاء بالأمراء الشهابيين، بل لا يوجد في هذه القلعة أي كتابة تدل على أن شعباً آخر غيرالسوري ساهموا في بنائها، والأهم أن المعطيات الآثارية تتفق إلى حد التطابق مع النصوص التي تركها لنا الاخباريون العرب المعاصرون حول ذلك.