مستند تاريخي
من المستندات التاريخية المحفوظة في خزانة البطريركية الانطاكية هنا بمدة غبطة البطريرك الحالي غريغوريوس الرابع (1)
“المجد لله دائماً
ماكاريوس برحمة الله تعالى البطريرك الانطاكي وساير المشرق
اعلم بأن هذا كتاب الانجيل (2) الطاهر، والمصباح المنير الزاهر. وقفاً مؤبداً وحبساً مخلداً على كنيسة مار يوحنا المعمدان(3) بمحروسة مدينة الله انطاكية العظمى قد اوقفوه الحرمتين الارملتين وهم مريم حرمة المرحوم الخوري يوسف وبنتها تقلا حرمة المرحوم الخوري سليمان لطلب الأجر والثواب من الله الملك الوهاب فكلمن (فكل من) اخرجه عن الوقفية بوجه من الوجوه او باعه او اشتراه او سرقه او احتال عليه بحيلة من الحيل الشيطانية فيكون محروم مفروز(محروماً مفروزاً) من مجد الله تعالى ومن الآباء القديسين الثلثماية وثمانية عشر ومن فمي انا الحقير كاتبه بيده ماكاريوس البطريرك الانطاكي لما حظرنا (حضرنا) الى هذه المدينة (انطاكية) في الحادي عشر من شهر كانون الاول سنة سبعة آلاف وماية واثنين وسبعين للعالم(4) وكان ذلك في السنة السادسة عشر من بطركية الفقير (بطريركية الفقير يقصد نفسه) وهي السنة التاسعة والعشرون من رئاسة كهنوتنا من حين شرطونيتنا مطران على مدينة حلب. وفي هذه السنة المذكورة اعلاه كان اخينا ديونيسيوس بطريركاً على مدينة القسطنطينية الذي صار بعد برثانيوس البطريرك الذي كان سابقاً مطراناً على مدينة بروصه وكان وقتئذ اخينا باييسيوس بطريركاً على مدينة الاسكندرية الذي عقب المرحوم ايوانيكيوس بطريرك الاسكندرية الذي كان سابقاً مطراناً على مدينة فاريا وهي فرافرياط. وفي بطركية (بطريركية) اخينا كير نقطاريوس بطريرك مدينة الله اورشليم الذي اتخلف (خلفه) (على الكرسي المذكور بعد المرحوم باييسيوس بطريرك اورشليم) الذي كان رئيس دير الغلطه على اسم عيد الصعود الالهي بمدينة “البغضان” (مدينة البغدان و”الفلاخ والبغدان” يشكلان رومانيا حالياً).
وكان وقتئذ روساء (رؤساء) كهنة ابرشيتنا(5) الأحبا (الأحباء) ارميا مطران صور وصيدا. وناوفيطس مطران اللاذقية. وغريغوريوس البصير مطران حوران. وملاتيوس مطران طرابلس. وفيليبس مطران بيروت. ونيقولاوس مطران عكار. وانطونيوس مطران بعلبك. وناوفيطوس مطران حماه. وثاودوسيوس مطران امد.(هي ديار بكر ومابين النهرين)
واما رؤساء الكهنة الذين توفيوا (توفوا) من ابرشيتنا (كرسينا الانطاكي) فهم غبرئيل مطران باياس (في كيليكيا) ويواصف مطران قارا (قاره). واثاناسيوس مطران يبرود وبخوميوس مطران صيدنايا وجراسيمس مطران الزبدان(الزبداني) واثاناسيوس مطران حمص. واثاناسيوس اسقف الحصن ( حصن الاكراد او قلعة الحصن يعني اسقف وادي النصارى في عكار السورية). ومطروفانوس مطران حلب. وماكاريوس مطران كمخ(6) وكانت كراسي هولاء (هؤلاء) المتوفين خالية ولم يعقبهم احداً (احدٌ) لعظم البلا والظلم الكاين وقتيذٍ ( لعظم البلاء والظلم الكائن وقتئذ) على رعاياهم وكذلك كانت مدينة دمشق وقتيذٍ (وقتئذ) في غاية الشدايد (الشدائد) والظلم وبخاصه (بخاصة) لاجل الديون والفوايد (الفوائد) والخسائر الكائنة على كرسي البطريركيه (البطريركية) هي التي اضطرتنا واحوجتنا للخروج منها سابقاً الى بلاد الروم(7) وهذه الدفعه الى بلادها وانطاكية وحينئيذ (حينئذ) كتبنا هذا التاريخ لأجل التذكره (الذكرى) ولكي كل من قراه او سمعه يدعو لكاتبه بالمغفرة حرر ذلك في التاريخ المعين اعلاه
كتبت وقد ايقنت يوماً كتبته………………بان يدي تبلا ويبقا كتابها
فبالله يا قارى لخط اناملي ………………تفكر في يدي وماقد اصابها
وقال ايضاً:
الخط يبقا زماناً بعد كاتبه…………….. وكاتب الخط تحت الارض مدفوناً
فياقاري الخط فل الله يرحمه…………… وياسامع القول قول بالله آمينا
ماكاريوس برحمة الله تعالى البطريرك الانطاكي وساير المشرق”
حواشي البحث
1) مجلة النعمة البطريركية الجزء الحادي عشر، السنة الاولى دمشق في 16 تشرين الثاني سنة 1909 ص338-340
2) يوجد هذا الانجيل المقدس اليوم (بتاريخ نشره في مجلة النعمة عام 1909) في منزل المرحوم الحاج ( المقصود بذلك انه حج الى القبر المقدس في القدس) باسيل خوري بأنطاكية
3) تم تحويلها الى جامع حبيب النجار (كتابنا زيارة البطريرك اغناطيوس الرابع الى انطاكية والاسكندرونة وكيليكية جوزيف زيتون طباعة 1994): “حبيب النجار حسب المتداول في انطاكية هو اول انطاكي آمن بالمسيحية بفضل تبشير الرسل وكان يساعدهم في التبشير، وكانت مهنته النجارة، وقد استشهد بعد قطع رأسه من قبل الوثنيين وان رأسه تدحرج من امام مغارة القديس بطرس الى الموقع الحالي حيث دفن الجثمان مع الرأس، وبعد انتشار المسيحية رسمياً اقيمت كنيسة على ضريحه وسميت كنيسة القديس يوحنا المعمدان وقد تحولت الى مسجد”
4) 1663م تقريبا
5) يقصد رؤساء ابرشيات الكرسي الانطاكي
6) مدينة في بلاد ارمينيا
7) سفرته الاولى الى العالم المسيحي الارثوذكسي 1652-1659 زار فيها القسطنطينية وجبل آثوس وبلغاريا والفلاخ والبغدان(رومانيا) وبولونيا ثم الى بلاد القوزاق(اوكرانيا وعاصمتها كييف)ثم المسكوب (روسيا وعاصمتها موسكو وهي آخر محة في الذهاب ودخلها سنة 1655)
من مراجع البحث
مجلة النعمة البطريركية الجزء الحادي عشر، السنة الاولى دمشق في 16 تشرين الثاني سنة 1909 ص338-340