القدّيس إفروسينوس الطبّاخ
سيرته
هو إنسان قرويّ بسيط، عاش في القرن التاسع المسيحي جاء إلى أحد الأديرة فاستخدموه مساعداً للطبّاخ. كانوا يكلّفونه بأقبح الأشغال المطبخية، وكان لبساطته، موضع استخفاف وتهكّم، فكان يحتمل سخرية الآخرين منه، ويقابلهم بتعفّف ووداعة لا يتزعزعان.
كاهن يرى أوفروسينوس في الحلم
وحدث أن كاهناً في الدير اعتاد الصلاة إلى الله ليريه البركات التي يذخرها للذين يحبّونه.
وذات ليلة فيما كان هذا الكاهن نائماً، بدا له كأنّه حُمل، في الحلم، إلى الفردوس، وأُودع حديقة ممتلئة من أجمل الأشجار وأشهى الثمار.
في وسط هذه الحديقة كان أوفروسينوس يأكل من هذه البركات ويفرح مع الملائكة.
اقترب منه الكاهن ودار بينهما هذا الحوار
– الكاهن: أين نحن، هنا، يا أوفروسينوس؟
– أوفروسينوس: هذا هو موطن مختاري الله الذي طالما رغبت في معاينته. أمّا أنا فأقيم هنا بإحسان الله الذي شاء أن يغفر لي ذنوبي.
– الكاهن: أبإمكاني أن آخذ معي بعض ثمار هذه الحديقة؟
فتناول أوفروسينوس ثلاث تفّاحات ووضعها في معطف الكاهن.
استيقاظ الكاهن
في تلك اللحظة بالذّات، صحا الكاهن من نومه على صوت الجرس يدعوه إلى صلاة السحر.
وإذ كان ينفض عن عينيه غبار النوم ظاناً أنّه خرج، لتوّه، من حلم، أحس بأن في جيبه شيئاً ثقيلاً، فمد يده، وإذا به يكتشف التفّاحات الثلاث تفوح منها رائحة لم يسبق له أن شم مثلها من قبل.
أسرع الكاهن إلى الكنيسة فإذا به يرى أوفروسينوس واقفاً في مكانه المعتاد، فأقترب منه وسأله أين كان في الليل، فقال له: في الدير، فأصرّ عليه إلى أن أجابه: ”كنت في الحديقة حيث عاينت الخيرات التي يذخرها الله لمختاريه. لقد أراد الله أن يكشف لك هذا السر من خلالي، أنا غير المستحق.
فنادى الكاهن الأخوة الرهبان وحدّثهم عن حلمه وعن أوفروسينوس والتفّاحات الثلاث، وشرع يريهم إياها.
وكان الجميع يقلبون التفّاحات ويشمّونها ويصغون إلى الكاهن. ثم سأل احدهم أين هو أوفروسينوس الآن؟ فبحثوا عنه فلم يجدوه.
كان إفروسينوس قد خرج، سراً، ليهرب من مجد الناس. ولم يعرف له، بعد ذلك، أثر.