✤ القربان ✤
هو خبز التقدمة الى هيكل الرب لاتمام سر الشكر عليه عملاً بقول الرب يسوع عندما بارك وكسر الخبز في العشاء الاخير:”خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي للعهد الجديد الذي يكسر عنكم لمغفرة الخطايا.” كما اخذ له المجد الكأس بعد العشاء وقال لتلاميذه:”اشربوا منه كلكم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يراق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا.
وقد درجت الكنيسة منذ الايام الاولى ان يجتمع المؤمنون جميعاً في عشاء المحبة ويمارسون كسر الخبز وتقدمة الخمر كما اوصاهم ربنا له المجد في العشاء الأخير…
مع بدء تنظيم الكنيسة وتنظيم الليتورجيا واعداد الاسرار ومنها سر الشكر تم ترتيب ذلك كما نعرفه بما يسمى “القداس الالهي” الذي يتناول منه المؤمنون في كنيستنا المقدسة من الكأس المشتركة التي بها جسد ودم ربنا يسوع المسيح بتلك الذبيحة غير الدموية،اي الخبز والخمر والذي يتحول الى جسد ودم الرب يسوع بحلول الروح القدس عليها وصلوات الكاهن ويقدم المؤمنون على تناوله.
مكونات سر الافخارستيا او الشكر القربان والخمر
القربانة
هي عبارة عن خبزة مستديرة، والدائرة لا بداية لها ولا نهاية، إشارة للمسيح الذي لا بداية أيام له ولا نهاية أيام (أي سرمدي).
هي مستديرة كقرص الشمس، والمسيح هو شمس البِرّ وكلمة قربانة تعني “Prosphora” وهي كان المؤمنون يستخدمونها منذ الكنيسة الأولى كان يأتون بتقدماتهم من الخبز والخمر، والزيت والشموع ويضعونها في غرفة خاصة تسمى أل proskomidh . وكان الكهنة ينتقون منها الخبز والخمر ما يلزم لتتميم سر الشكر (الافخارستيا) .
مكونات القربانة
تصنع خبزات التقدمة من طحين القمح النقي، وهي مختمرة تكون مصنوعة من طحين القمح والماء، يضاف اليها الخميرة والملح ولا شيء غير ذلك. ( لا طيب ولا عطورات ولا سكر ولا منكهات) وتقال صلوات عند عجن القربانة وخبزها….ولا نستعمل في كنيستنا الارثوذكسية في القداس الخبز الفطير أي الذي دون خميرة لأن يسوع، في العشاء الأخيرلم يأخذ فطيراً اي بدون خميرة، أخذ “خبزا” وشكر وبارك وكسر وأعطى تلاميذه قائلا: “خذوا كلوا هذا هو جسدي”. واستمر المسيحيون عبر العصور كلها يصنعون حسب الانجيل.
✥ لماذا نضع الخميرة في القربان؟
تستعمل الكنيسة الأرثوذكسية الخميرة لإتمام السر الالهي بواسطة الخبز المختمر لأنه هو المادة التي استعملها الرب يسوع في العشاء الأخير. فالقربان الذي نقدمه لا يمثل حياة المسيح الطاهرة (التي هي فطير). إنما يمثل المسيح الحمل، الذي حمل خطايا العالم كله. الذي قيل عنه “كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقة، والرب وضع عليه إثم جميعنا” (أش53: 6). فالخمير الذي في القربان هو “إثم جميعنا” الذي حمله السيد المسيح.هو كان بلا خطية، لكنه كان حامل خطايا العالم كله. كما أن الخمير يرمز إلى الشر والفطير يرمز إلى الخير؟ والمسيح كان بلا خطية قدوساً بلا عيب.
التقليد
الكنيسة الأرثوذكسية تتبع هذا التقليد والذي يستند الى كلمة الإنجيل المستعملة للدلالة على الخبز، ألا وهي artos ومعناها الخبز الخمير بينما لم تستعمل عبارة azymos والتي تدل على الخبز الفطير.
بعد العجن يتم إعداد القربانة لخبزها بحيث يتم عمل قرصان دائريان من العجينة يوضعان فوق بعضهما ليشكلا معا خبزة واحدة ..اشارة الي ان المسيح له طبيعتين … طبيعة الهية تامة وطبيعة بشرية تامة .بعد ذلك تكون القربانة جاهزة للختم … حيث ان هناك مدلولات للرموز الموضحة بالختم.
الرموز
هناك شكل مربع في وسط القربانة به صليب… وهو الجزء الذي كُتب عليه بالأحرف اليونانية “يسوع المسيح الغالب”. يُسمّى هذا الجزء “الحَمَل”، وهو “يسوع المسيح الذي يُذبح من أجل خلاصنا”. (ΙΣ ΧΣ ΝΙ ΚΑ (Ιησούς Χριστός νικά هذا يدل على أن “المسيح الحمل المذبوح من أجل خطايا العالم بملء إرادته”، قد غلب بموته قوة الشيطان والخطيئة، وأشركنا معه في غلبته التي تتجلى بصورة كاملة في مجيئه الثاني المجيد.
الى الاعلي والاسفل من الحمل الموجود في وسط القربانة يوجد حملان اضافيان يتم اخذ قطع صغيرة منها لتذكر أسماء معينة من الأحياء والأموات.
الي اليسار من الحمل الاوسط يوجد مثلث كبير وهو الجزء الخاص بتكريم كلية القداسة والدة الاله مريم … موضح بحرفين يونانيين ΜΘ ويعني Μήτηρ Θεοῦ اي والدة الاله .
الي اليمين من الحمل الاوسط توجد تسعة مثلثات ترمز الى … الرتب الملائكية … الانبياء… الرسل … الآباء القديسين … الأساقفة … الشهداء … النساك الزاهدين … يواكيم وحنة … جميع القديسين، بما في ذلك قديس القداس اليوم.
خدمة التقدمة
في كل أحد أو عيد وكلما أقيم القداس الإلهي. يسبق القداس ما يسمي التقدمة…وهي المرحلة قبل القداس حيث يُعدّ الكاهن القرابين.. يرفع الكاهن الجزء الذي على شكل مربع في وسط القربانة ويضعه على الصينية،.. وهو الجزء الذي كُتب عليه بالأحرف اليونانية “يسوع المسيح الغالب”. يُسمّى هذا الجزء الحَمَل. يرفع الكاهن الجزء المثلت الذي يذكر به والدة الإله ويضعه الي اليسار من الحمل في الصينية ثم يرفع الكاهن التسع أجزاء المثلثات من القربانة ويرتّبها الي يمين الحمل ، ويذكر بها الرتب الملائكية … الانبياء… الرسل … الآباء القديسين … الأساقفة … الشهداء … النساك الزاهدين … يواكيم وحنة … جميع القديسين، بما في ذلك قديس القداس اليوم ..
أخيرا يقتطع أجزاء بأسماء الذين نصلي من أجلهم من الأحياء والأموات. اي الذكرانيات قائلاً: “اذكر يا رب عبدك (اسم)”. ويضع الأجزاء الصغيرة في صفّين في أسفل الصينية، صف للأحياء وصف للاموات. الحَمَل فقط يصير جسد المسيح، أي المربّع الذي عليه طابع القربان، ومنه يتناول كل الموجودين في القداس. اما الأجزاء الاخرى فيضعها الكاهن في الكأس بعد المناولة قائلا:
“اغسل يا رب بدمك الكريم خطايا عبيدك المذكورين ههنا بشفاعة والدة الإله وجميع القديسين”
يختار الكاهن افضل قربانة من حيث
– السلامة و الاستدارة
– وضوح الصلبان و الثقوب
– عدم وجود اى شىء عالق بها من الخبيز
– عدم وجود تشققات بها
واختيار افضل قربانة اشارة الى ان السيد المسيح فصحنا كان حملاً بلا عيبٍ.
الْمَجْدُ لَكَ يَا رَبُّ، الْمَجْدُ لَك