“بيت دمشق المائل”
تسمية تطلق على بيت في دمشق القديمة ربما تسترعي الانتباه فهناك في رومة برج بيزا المائل افهل يوجد لدينا بيت مائل ؟
بيت دمشق المائل في دمشق القديمة
موقع البيت المائل
بعد أن يعبر المتجول سوق الشارع المستقيم في دمشق القديمة إلى نهايته، وعلى مفترق طرقه الأخيرة، التي تأخذ إلى خبايا الأزقة الدمشقية التي ربما غيبتها التوثيقات، أو مرت عليها مرور الكرام، يقع ذلك المنزل شامخاً رغم ميوله الملحوظة.
يقع المنزل تماماً في منتصف أحد التفرعات على الجهة اليسارية لبداية الطريق الآخذ إلى حي باب شرقي الدمشقي، البيت بحلته القديمة وتأسيساته الخشبية ككل بيوت العمارة الدمشقية الفخمة والمتواضعة …
يبدو البيت بارزاً بميوله بشكلٍ يحتّم التساؤل عن قصة هذا البيت.
في الواقع
ان هذا البيت لم يكن مائلاً حتى الخمسينات، والسبب هو المعامل الكثيرة التي تنتشر تحت الأرض…
إن “هذا المنزل يقع في زقاق يدعى “زقاق معاوية”، بينما الزقاق المقابل الذي يتخذ من أحد زواياه ركناً له يسمى “زقاق ناصيف باشا”.
والمنزل بني منذ زمن بعيد، يرجح انه منذ ثلاثة قرون وحاله كحال باقي البيوت الدمشقية القديمة، وكان منزلاً كغيره منصب البناء غير مائل، ويقع في واجهة الزقاق وتطل عليه من الخلف أحدى مآذن المسجد الأموي.
وكان في الخمسينيات في أقبية هذا الحي ثمة مصانع كثيرة للسكاكر والحلويات، التي تتبع إلى محلات ومتاجر سوق البزورية في الطرف الآخر”و أن “شاحنات المواد التي تُصنَع منها السكاكر كانت تنقل أطناناً منها، ما أدى إلى حدوث ميلان بسيط مع الزمن على هيكل المنزل.
ولم يكن الميلان الأول قد لوحظ على هيكل المنزل، إلى أن تتابعت عمليات شحن المواد وأطنان القطر إلى معامل السكاكر، عندها بدأ الميلان بالتزايد.
والجدير ذكره ان المنزل في داخله غير مائل، ويضم ثلاث غرف في طابقه العلوي، وفي الطابق السفلي يوجد غرفة المعيشة.
وسكان المنزل المائل يعيشون فيه منذ ثلاثين عاماً، وأكثر ولا يعانون من أي مشكلة بسبب ميوله، وصاحبه كان يعمل مدرِّساً، وكان مسافراً خارج سورية، إلى أن تقدم به العمر وعاد ليستقر فيه حالياً.
اخيراً
وتكثر الأقاويل عن المنزل من خلال أحاديث المارة أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحتار كثيرون في سبب ميوله، فمنهم من يقول أن “المنزل مسكون من الجن”، ومنهم من يشير إلى أنه عند حدوث هزات أرضية لا يتأثر المنزل ولا يهتز، وهذا غير حقيقي وكله محض اشاعات.