خربشات سياسية…
أغنية عالروزانا… عالروزانا كل الحلا فيها…
* هذه القصة مهداة الى بعض من اخوتنا في لبنان، ليتذكروا اننا إخوة مهما غربوا انفسهم عنا او مهما غربهم البعض… ان سورية هي الشقيق الأكبر والشقيق هو اكبر من الأخ، الشقيق هو المولود من امك وابيك… واننا نحن واحد في بنوتنا لأبينا التاريخ في ماضيه السحيق وحاضره المؤلم ومستقبله، وفي بنوتنا لأمنا سورية الكبرى التي قسمها كل من سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي عام 1916وبلفور وزير خارجية بريطانية وفيه وهب فلسطين، وهو ليس بالواهب ولا يمتلك الحق بالهبة، الى اليهود لاقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وهم وليسوا بأصحاب حق في فلسطين، فشعبها الحي هو صاحب الحق فيها، وهي ولبنان والاردن جزء من سورية، وهي كبد الشام… كما ان لبنان هو رئتها…
الروزانا هي للذكرى… لعل الذكرى تنفع المؤمنين…
قصة الروزانا
في آخر أيام الحكم العثماني البغيض لبلادنا… أرسل الأتراك العثمانيون باخرة ايطالية إسمها “روزانا” محمّلة بالبضائع والمواد الغذائية والفواكه والخضار لبيعها في أسواق بيروت، بأسعار منخفضة للمضاربة على بضائع وتجارة وتجار بيروت، وبيروت وقتها كانت الميناء التجاري لكل سورية الكبرى ….
وهذا ما حصل فعلاً … فتكدست البضائع اللبنانية في الأسواق، وكسدت، وكادت أن تتلف وخاصة ، بفضل جودة ورخص البضائع التي حملتها الباخرة روزانا…
فهب تجار حلب، وحلب حاضرة التجارة في سائر بلاد الشام، هبوا لنجدة اخوتهم تجار بيروت واشتروا وبالسعر الطبيعي سائر بضائعهم المتكدسة التي بارت وكسدت، وباعها تجار حلب في سائر بلاد الشام بسعرها الطبيعي بدون اي ربح اضافي…وكانت الغاية هي انقاذ تجار بيروت من الافلاس…
وقتها غنى البيروتيون شكراً لحلب والحلبيين اغنية باسم روزانا على اسم الباخرة التجارية…
واقع اليوم عند البعض
* اليوم بسبب العنعنات السياسية التي باعدت الأشقاء عن بعضهم، كما هو حاصل عند فريق من اخوتنا اللبنانيين بحق سورية ناسين انه لأجل ان يبقى لبنان واحداً موحداً بصيغة لاغالب ولا مغلوب قضى فقط 20000شهيد من الجيش السوري عدا عن اضعافهم جرحى ومنهم مخطوفين مغيبين وخاصة في الغزو الصهيوني للبنان واستباحة بيروت 1980.
لقد اقرت القيادة السورية فتح دمشق وكل المدن السورية برمتها من عام 1975 وطيلة الحرب الأهلية اللبنانية وحتى اتفاق الطائف لكل المصالح والأعمال والتجارات بما في ذلك الايواء في البيوت الخاصة والسماح للسيارات اللبنانية الخاصة بالعمل كسيارات اجرة في دمشق وسواها بدون رخصة الا انها بنمرة لبنانية… وكذلك في عدوان تموز 2006… ولن ادافع عن الفساد والمحسوبيات والظلم الذي اوقعه البعض من رموز واتباع ماسمي بحاكم لبنان وقتئذ عبد الحليم خدام… وغازي كنعان… بما فيهم لبنانيون كثيرون منهم من الطغمة السياسية اللبنانية الحاكمة وأثرياء الحرب اللبنانية الأهلية القذرة… وهم الذين كانوا السبب بالاحتماء وتمرير المصالح على “مبدأ طعميني لطعميك”
ان هذا كان ولايزال عندنا مرفوض وعند كل سوري شريف ولانرضاه… وان كان هذا الفريق يسب السوريين باستمرار، وهو الذي كان منتفعاً من السوري، وبكل اسف صار شامتاً بما حصل، ويحصل لسورية من تدمير وخراب ومئات الوف الضحايا الأبرياء، وساهم ويساهم في ذبحها بما اوتي من سلاح ونفوذ وارتهان لا بل ساهموا في تهريب السلاح للارهابيين وكانوا يهللون ويكبرون ويقومون بضيافة الحلويات على مفارق الشوارع عند كل انتصار يحققه هؤلاء على الجيش السوري كما حصل في سقوط تدمر مؤخراً… واقاموا مجالس العزاء في بعض المناطق كما حصل في تحرير حلب، حتى ان بعضهم اعتبر ان لامشكلة معهم مع النصرة وداعش وقد تناسوا شهداء الجيش اللبناني البطل والمقاومة اللبنانية المذبوحين، ولا يزال المخطوفون بقبضة داعش والنصرة…
* ربما نسي هذا الفريق اللبناني كل ماجرى، وهذه الدماء الطاهرة وثكل 20000 ام وزوجة واولاد بشهدائنا عدا الجرحى والمخطوفين… ويجب ان لايحمل كل سوري وزر مافعله انتهازيون يوماً وقت الوجود السوري بلبنان…لقد نسي هذا الفريق مشانق 6 أيار 1916… مشانق ساحة الحرية في بيروت وساحة الحرية (المرجة) في دمشق وقد ضمت خيرة احرار سورية الواحدة من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين من ابناء سورية الواحدة، وانشدت دمشق صباح 6 أيار “زينوا المرجة والمرجة لنا، شامنا فرجة وهي مزينة”، والمقصود بهذه الزينة، الأحرار الذين تدلوا على أعواد المشانق…
ربما نسي هذا الفريق من الاشقاء اللبنانيين قوافل القمح التي هربها الدمشقيون في فتنة سفربرلك ومجاعتها الى لبنان الجائع من قيود وجواسيس الأتراك وبطش السفاح جمال كما صور الرحابنة وفيروز الرائعين في مغناتهم ” سفر برلك” وعكسوا جزء بسيطاً من الواقع وقتها، حيث قضى العديد من الدمشقيين في تهريب البضائع والقمح الى اخوتهم اللبنانيين الجائعين في جبل لبنان وبيروت، كما نسي هذا الفريق مثلث الرحمات بطريرك الرحمة غريغوريوس حداد، القديس الذي لم يطوب بعد، الذي
راعته تلك الجموع الغفيرة الجائعة من اللبنانيين التي وفدت الى دمشق (1914- 1918) وقضى عشرات الالوف منهم شهداء الجوع على ارصفة دمشق، ففتح ابواب بطريركيته الأرثوذكسية ومريمية الشام في محلة الخراب بالشارع المستقيم وآواهم واطعمهم مع اشقائهم من دمشق، بغض النظر عن الدين والمذهب وباعت البطريركية وقتها كل املاكها واوقافها في دمشق والكثير من الاديار، لتسد ديون الدائنين وفوائدهم الفاحشة وخاصة منهم اليهود… وقد باع صليب قلنسوته الماسي المهدى له من قيصر روسيا 1913 بألف ليرة ذهبية وباع آنية مريمية الشام الذهبية والفضية…
* ارجو من هؤلاء الأشقاء ان لاينسوا وكفى بالبعض اذلالاً وابتزازاً للسوريين على معابرالحدود، فالسوريون وصلوا الى حافة الجوع…
وليتذكروا اخيراً ان الكثير من عائلات بيروت الشهيرة هي من دمشق وبقية المناطق السورية، وان تلة الاشرفية الأشهر اليوم في كل لبنان، وكانت تلة مشجرة غير
مسكونة/ ان من ساهم في بنائها (لم نقل ان كل بناتها) كان الدمشقيون الارثوذكسيون الناجون من مذبحة 1860 وبنوا فيها بيوتهم ومدارسهم، وفي جعبتي الكثير الكثير من هذه الشواهد من الوثائق البطريركية وغيرها من شهادات الشهود ومنهم جدي رحمه الله ابن راشيا الوادي الذي انجدته دمشق وآوته ونشأت اسرتنا فيها.. وان ابناء الجنوب اللبناني في اقضية حاصبيا وراشيا والبقاع كانت وجهتهم وعاصمتهم دمشق بتجارتهم وتسوقهم واخيراً بلجوئهم، وان من نجى منهم من مذبحة 1860 استقروا في محلة الميدان بدمشق وتدل اسماء مناطقها عليهم (ساحة الرياشنة نسبة الى راشيا والتيامنة نسبة الى وادي التيم…) ومنهم اسرتنا الراشانية…
ارجوكم احبتنا لاتنسوا هذا التاريخ الواحد والنسب الواحد وحتى الرئاسة الروحية هي واحدة في بطريركية انطاكية بمكوناتها وبسورية ولبنان، مع شكري وشكر كل سوري للبنانيين الأحبة (وهذه هي مبدأيتهم الأخوية) الذين ردوا لنا الجميل بكل خيريتهم وبظروف لبنان الشقيق الدقيقة واستضافوا السوريين بكل محبة واحسنوا اليهم… ومنهم الكثير من المهجرين واللاجئين والعائلات والشباب فشكراً لكم والف شكر…
* ونعود الى الروزانا وقد سوقناها لأنها مثال فني جميل، ولقد نسي هؤلاء الأحبة هذه الحادثة الأخوية، المرتبطة باسم الباخرة روزانا انما من المؤكد انهم لم ينسوا كلمات هذه الأغنية اللتي كتبها اللبنانيون تعبيراً عن الشكر لأهل مدينة حلب… وصارت تبعاً لذلك من التراث الفني الحلبي الأصيل…
ولم يبق مطرب سوري او لبناني إلا وقد غناها…. عبر أكثر من مائة وعشر سنوات…
اغنية الروزانا
“عالروزانا …. عالروزانا
كل الهنا فيها وكل الحلا فيها
شو عملت الروزانا الله يجازيها
يارايحين ع حلب حبي معاكم راح
يامحملين العنب تحت العنب تفاح
كل من حبيبه معه وانا حبيبي راح
ياربي نسمة هوا ترد الولف ليَ
على مايبدو أن أحقاد العثمانيين على حلب دفينة منذ القدم ولا تزال بما فعلوا في حلب حتى تحريرها مؤخراً، اضافة الى طمعهم بسائر منطقة حلب، ومن خلال مجنديهم وبتسميات وشعارات مختلفة…
والتي لم يبقى مطرب لبناني أو سوري او فلسطيني واردني إلا وغنى هذه الأغنية الشهيرة…
هي دعوة محبة لبعض الساسة وللاخوة في لبنان الشقيق الأصغرالى عدم التناسي والنسيان وايقاذ الغرائز والفتن الطائفية والمذهبية…وسيبقى لبنان الصغير واحة للمحبة والدفء والانسانية مهما حاول هذا البعض اظهار عكس هذه الصورة، وستبقى بيروت شقيقة دمشق كما عمان والقدس…
وليتذكروا اننا واحد في شامنا الكبرى…