أسطورة طائر العنقاء (الفينيق) بين الحقيقة والخيال
الفينيق او الفينيكس هو طائر اسطوري يعني الانبعاث، وهذا النعت اطلقه الاغريق على الفينيقيين سكان ساحل سورية الكبرى، ونعت هذا الشعب الفينيقي بطائر الفينيق ومعناه يتجسد في مفهوم “المنبعث من الرماد حياً” وهو حسب الاسطورة، المنبعث دائماً بإشراقة الحياة أمام إفنائه ومهاجمته في ارضه بينما يصدر هو الاشعاع والنور والحرف للعالم.
وفينيق الانبعاث، عقيدة فينيقية كنعانية عاشها اجدادنا كنعانيو الساحل آلاف السنين، كانوا يؤمنون بالانبعاث من الموت ويضحون وفق معتقداتهم بالولد البكر على رجاء القيامة.
آمنوا بالصلة الحميمية بين الاله الكوني العظيم، او الله الخالق في عبادتنا السماوية حالياً والانسان المخلوق، واشتهروا بممارسة التأمل والزهد وتلاوة مناجاتهم له والزهد والتضحية والتبتل الرهباني الذي كانوا يفرضونه على انفسهم والتي اثبتتها المكتشفات الأثرية في أوغاريت ورأس شمرا وجبيل وارواد….يحافظون عليه اكراماً للتجسد الإلهي بعذراء بتول، واليسار ملكة الطهر الكنعاني أحرقت نفسها حفاظاً على عفافها، وفي جبل الكرمل المقدس عندهم كانوا يختارون مغارة حيث كانوا ينذرون الفتيات البتولات ليحل على احداهن الروح القدس فيتجسد الاله الأزلي بها لتلده ةيتجسد إنساناً بكرا ثم يموت تضحية للخطايا وينبعث حياً ليكون طائر الفينيق…
أصل التسمية
الأساطير
ومن ثم يضرم في العش النار التي يحترق هو في لهيبها.
وبعد مرور ثلاثة أيام على عملية الانتحار تلك ينهض من بين الرماد طائر عنقاء جديد.
وتربط الأساطير الفرعونية القديمة العنقاء بالتوق إلى الخلود وهي الفكرة المهيمنة في الحضارة المصرية القديمة.
وفي القرن الأول الميلادي كان كليمنضوس الروماني أول مسيحي يترجم أسطورة العنقاء كرمز لفكرة البعث بعد الموت.
وكانت العنقاء رمزا لمدينة روما العصيّة على الموت، وقد ظهر الطائر على عملاتها المعدنية رمزا للمدينة الأبدية ..
وقد تعددت الروايات و الحكايات حول هذا الطائر الخرافي …
الفينكس (العنقاء) طائر أسطوري في اللغة اليونانية، وعلم الأساطير المصري، وقيل أنة عاش في بلاد العرب. فطبقاً للأسطورة: فقد كان الفينيق، او الفينكس طائر ومخلوق رائع و نبيل، عاش ل 500 إلى 1000 سنة.
وايضا نسبت اسطوره طائر النا ر العنقاء الى المصريين القدماء لأن حضارتهم مرتبطة بفكرة الأبدية .
فكلمة فينيكس يونانية اطلقت على طائر خرافي كان يقدم كقربان الى سيد الشمس (رع) في الحضارة المصرية
القديمة.
فقد صور في بعض الصور مغطى بلهب بدلا من الريش .
كان طائر الفينيق متواجدا في المناطق العربية وفقا للأساطير فقد عاش طائر الفنيق 500 سنة وفي نهاية
دورة حياته، بنيما كان يحتضر بنى عشا على نار حتى اتلفة اللهب فبعد موته، ولد فينكس اخر في رماد الأول
فكان الفينيق رمزاً للموت والحياة…
في اليونان: كتب الشاعرالأغريقي هيرودتس في أحدى كتاباته عن اسطورة الفينيكس بأن طائر الفينيكس
يأتي كل 500 سنة لكي يفتقش عن جسد سلفه فبعد ان يضع بيضته يطرح الفينيكس جسد سلفه بداخلها ومن ثم يأخذها الى معبد الشمس في مصر.
وفي نهاية القرن الرابع كتب كلاوديانوس بعض الأشعار عن طائر مخلد قادر على العودة الى الحياة من الرماد — وهو الفينيكس
هذه هى أسطورة العنقاء كما ذكرها المؤرخ هيرودوت، واختلفت الروايات التي تسرد هذه الأسطورة،
والعنقاء أوالفينيق اوالفينكس هو طائر طويل العنق لذا سماه العرب “عنقاء” أما كلمة الفينكس فهي يونانية الأصل وفي الكنعانية الفينيق.
و تعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة فينيقية، حيث أن المصريين القدماء اخذوا الأسطورة عنهم فسموا الطائر باسم المدينة.
عمر الطائر خمسمائة عام، حيث يعيش سعيدا إلى أن حان وقت التغيير والتجديد، حينها وبدون تردد يتجه مباشرة إلى معبد إله الشمس (رع) في مدينة هليوبوليس، وفي هيكل رَعْ، ينتصب الفينيق او الفينكس أو العنقاء رافعًا جناحيه إلى أعلى ثم يصفِّق بهما تصفيقًا حادًّا. وما هي إلاَّ لمحة حتى يلتهب الجناحان فيبدوان وكأنهما مروحة من نار.
ومن وسط الرماد الذي يتخلف يخرج طائر جديد فائق الشبه بالقديم يعود من فوره لمكانه الأصلي في بلد الشرق البعيد.
وقد ضاعت مصادر الرواية الأصلية في زمن لا يأبه سوى بالحقائق والثوابت، ولكن الثابت في القصة هو وجود هذا الطائر العجيب الذي يجدد نفسه ذاتياً.
العنقاء في الثقافة الصينيه القديمة
يعبتر التنين والعنقاء والتشيلين (وحيد القرن الصيني) والسلحفاة أربعة حيوانات روحانية في الثقافة الصينية التقليدية. رغم أن الثلاثة منها حيوانات خيالية ولم يرها أحد في العالم أبداً
غير أن الصينيين يعتبرونها جميعا رموزا للبركة واليمن ويعتقدون أنها تجلب حظا سعيدا. وخصوصا طائر العنقاء الذي يتحلى بجمال الشكل وروعة الألوان وظل يمجده ويتغنى به الشعب الصيني جيلا بعد جيل منذ القدم حتى اليوم.
ولا نستطيع أن نعرف صورة العنقاء الجميلة الا من كتب الملفات القديمة
لأنه طائر لا يوجد في العالم، مثل وصف الكاتب قه بو في كتابه “أر يا”:”للعنقاء رأس ديك وعنق أفعى وفم عصفور وظهر سلحفاة وذيل سمك، وألوان متعددة رائعة، ويبلغ طوله ستة تشي(حوالي مترين).”
“كتاب الجبال والبحور” العنقاء قائلا:” تشكّل عروق الريش على رأس العنقاء كلمة “أخلاق”، وعلى جناحيه كلمة “طاعة”، وعلى ظهره كلمة “إخلاص”، وعلى بطنه كلمة “صدق”،وعلى ذيله كلمة “رحمة”.
وقال الكاتب شوي شن في أسرة هان الملكية في كتابه “شرح النصوص والكلمات”:
“نشأ العنقاء في بلد الشرق البعيد ويطير في أنحاء العالم، ويشرب مياه البحر وينام في كهف بالليل.
اذا رآه شخص فسيكون بلده في سلام واستقرار.”
ويرى العلماء أن العنقاء الذي يجمع جمال الحيوانات الأخرى كان طوطم طائر يعبده الصينيون القدماء.
فما هو الالهام الأصلي لتشكيل صورة العنقاء؟
يرى بعض العلماء أنه الطاووس، ويرى البعض الآخر أنه الديك البريّ الذهبي أو الكركى.
وكان الأدباء الصينيون القدماء يعتقدون أن العنقاء نفس طائر الرخّ،
حيث قال الكاتب سونغ يو في أسرة هان الملكية في كتابه “سؤال وجواب”:
“يطير العنقاء تسعة آلاف ميل من الأرض الى السماء ويجتاز السحب ويحط على قبة السماء.”
ووصف كتاب الفلسفة الطاوية المشهور “تشوانغ تسي” العنقاء قائلا:”يوجد طائر رخّ اسمه بنغ،
ظهره ضخم مثل جبل تاي شان، وجناحاه واسعات مثل سحابتين سقطتا من السماء، ويطير تسعة آلاف ميل الى السماء ويجتاز السحب.” وبرهن العالم والأديب المشهور الصيني (وون إي دوا) من خلال الدراسة والبحوث الكثيرة على أن الخطّاف أحد الإلهامات الأصلية لصورة العنقاء.
وفي قديم الزمان كانت مكانة العنقاء أعلى من مكانة التنين حيث تحتل صور العنقاء مكانة متقدمة في الرسومات الجدراية والحريرية في أسرة هان الملكية.
وفي بعض هذه الرسومات ينقر العنقاء التنين بفمه. وخلال تطور المجتمع الإقطاعي الطويل تغيرت مكانة العنقاء والتنين رويدا رويدا حيث أصبح التنين رمزا للأباطرة فيما نزل طائر العنقاء الى المرتبة الثانية وأصبح رمزاً الى محظيات الاباطرة.
وفي أسرة تشينغ الملكية بدأت صور طائر العنقاء المحبوب لدي أبناء الشعب الصيني تنتشر وسطهم،
حيث يستخدم عامة الناس كلمة “عنقاء” في تسمية بعض الأطعمة والملابس والمباني والمناسبات السعيدة وغيرها من نواحي الحياة، بالإضافة الى تسمية الفتيات باسم “العنقاء”.
وقد أصبح طائر العنقاء بجانب التنين رمزا الى الأمة الصينية ويحبه الشعب الصيني حبا جما بهذا الطائر الخرافي.
اليوم يمكن العثور على العنقاء في كتب الأدب والأعمال الفنية والموسيقية الصينية، وكثيرا ما استشهد بها الشعراء في قصائدهم للاحتفاء بالموتى وتخليدهم.
حين نقول العنقاء في السينما فإن من الطبيعي أن تتبادر لأذهاننا أجمل وأشهر عنقاءٍ مرت على تاريخها وهي عنقاء دمبلدور في سلسلة أفلام هاري بوتر، نذكر أن أول احتكاكٍ لهاري مع طائر دمبلدور الجميل كان يوم موته عندما شهد هاري أمام عينيه الطائر الكبير ذابلًا ضعيفًا يتساقط ريشه ثم اشتعلت فيه النيران ففزع هاري وحاول أن يشرح موقفه لدمبلدور إلا أن البروفيسور الكبير الوقور أسِف على أن أول خبرةٍ تلقاها هاري مع طائرٍ بهذا الجمال كانت لحظة موته، وأثناء حديثه عن العنقاء اهتز الرماد أمام أعينهم لتخرج عنقاءٌ جديدةٌ صغيرةٌ من الرماد الساخن، ومرةً أخرى عندما أنقذت العنقاء حياة هاري فرأينا جمالها وقوتها الساحقة وقدرتها على حمل عدة أشخاص والصمود أمام ثعبانٍ عملاقٍ ونقر عينيه فأعمته كما ورد في القصص الصينية عن العنقاء والتنين، ثم الأجمل والأبهى كانت قدرات دموعها الشافية للجروح وتخليصها من الآلام والسموم، إن تلك العنقاء واحدةٌ من أفضل تجسيدات الأساطير التي مرت عبر تاريخ السينما بحق فلم تنتقص من جمالها مثقال ذرة.