لماذا يسكب الكاهن الماء الساخن على القرابين المقدسة؟
اثناء تحضير المقدسات في كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة نلاحظ أن الكاهن يسكب بعض الماء الساخنّ في الكأس المقدسة قُبيلَ مناولة المؤمنين ؟ حيث يلاحظ المؤمنون الذين يتناولون حرارة القربان بعض الشيء….
هو سؤال وجوابه التالي
يصير هذا العمل الليتورجيّ داخل الهيكل بعدما يرفع الكاهن الحمل بيديه ويقول: “القُدُسات للقديسين”.
فعندما يُتمّ الكاهن اتّحاد جسد المسيح ودمه المُقدّسين معاً في الكأس المقدسة بحلول الروح القدس ، يأخذ ماءً ساخنا في وعاءٍ صغير يُدعى باليونانية ( ζέον ) (الزيون) وهذا التقليد يعود الى النصّ الوارد في رسالة القديس يوحنا الرسول الاولى: “هذا هو الذي أتى بماءٍ ودمٍ يسوع المسيح… والروحُ هو الذي يشهد”( 1 يوحنا 5- 6) ويسكبه في الكأس المقدسة، لأنه عندما خرج الدم المقدس والماء من جنب المخلّص الالهي الحيّ كانا مملؤين حرارة، مشيراً بهذا الى أن دم المسيح هو دمٌ حيٌّ ومُحيي.. ويقول القديس نيقوديموس الآثوسي :”عجيبٌ جنبُ السيد الطاهر! فالأمر لا يتعلّق فقط بكونه أخرجَ دماً وماءً، بل وأيضاً لأن الدم والماء خرجا مملوءَين حرارةً وحياةً، لأن ذلك الجنب حياً ومُحيياً بسبب الاتّحاد الأقنوميّ بالألوهة المُحيية”.
وعندما يُتمّ الكاهن اتّحاد الجسد والدم المُقدّسين يقول: “اتّحاد الروح القدس”. ويقول القديس نيقولاوس كاباسيلاس: “فهذا الماء الحارّ كونه ماء ويحوي نار (لأنه يغلي) انما يُظهر الروح القدس، فهو يُدعى ماءً وقد ظهر كناٍر منحدرٍ على تلاميذ المسيح، والكاهن عندما يمسك بيديه الكأس المقدسة فهو يمسك “نبع الروح” ونحن نقترب بفمنا من صدر أمّنا الكنيسة لنرضع من الكأس الروحية فيمتلئ عند ذاك فمنا ناراً روحية”. كما ويرمز الماء الحارّ الى حرارة ايمان القديسين والشهداء التي يتوجّب علينا أن نمتلكها ونقتنيها في ذواتنا قبل التقدّم الى تناول القرابين الالهية المقدسة.