لم التباين في عيد القديس جاورجيوس بين 23 نيسان و6 ايار في كرسينا الانطاكي المقدس؟
تمهيد
نقع كثيرا في حيرة من الامر في تعييد عيد القديس جاورجيوس فمنا من يعيدع في 23 نيسان من كل عام ومنا يعيده في 6 ايار في كرسينا الانطاكي او بين سورية ولبنان جناحي الكرسي الانطاكي الرئيسين…!
نوضح السبب
في الاصل كان يتم التعييد لهذا القديس العظيم في دائرة الكرسي الانطاكي المقدس وكل العالم الارثوذكسي في 6 ايار…
لتوحيد السنة الطقسية في دائرة الكرسي الانطاكي وتوحيد اعيادها وتحديداً عيد الفصح وهو عيد الاعياد وموسم المواسم وعلى قيامة السيد وانبعاث نورها من قبره المحيي يقوم كل ايماننا المسيحي، بدأ ت مساعي حقيقية عام 1924 من البطريرك العظيم غريغوريوس حداد ومتابعة حثيثة في عهد خلفهالبطريرك العلامة الكسندروس طحان وفي عام 1944 تم تتويج هذا المسعى الحثيث الذي استمر لمدة 20 سنة اي في عام 1944تم عقد اتفاق بين كرسينا الانطاكي المقدس وبطريركية الروم الكاثوليك لتوحيد الاجندة الكنسية في دائرة الكرسي الانطاكي بكنيستها الارثوذكسية الام وفرعها الشقيق الروم الكاثوليك وقضى ان تعيد كنيستنا في معظم العام بمافي ذلك المواسم الميلادية والختانة والظهور على التقويم الغريغوري اي الغربي وتعيد الكنيسة الشقيقة معنا لفترة التريودي الصوم الكبير ثم القيامة والفترة الفصحية اي البنديكستاري بما فيها الصعود الالهي والعنصرة وفق التقويم اليولياني كما في الانجيل المقدس …
تم تنفيذ الاتفاق من الجانب الارثوذكسي الا ان الشقيقة الكاثوليكية رفضت تنفيذ الشق المتعلق بها وطالبت باستبدالها بالاتفاق على يوم موحد لتعييد الفصح ومن وقتها (وكما تحدثنا مرارا ومن واقع الوثائق البطريركية) بعيداً عن النتقويمين الغريغوري اي الغربي وعن التقويم اليولياني اي الشرقي المعتمد على سيرة الالام… طبعاً تم رفض هذا المطلب من قبل كنيستنا إذ لا يجوز ان نعيد فصحنا قبل فصح اليهود للترابط بينهما كما في الانجيل المقدس … وواقعة فيض النور في سبت النور اليولياني الشرقي…
ولكن الكنيسة الارثوذكسية التي تمسكت بدورها في الاتفاق وغيرت اجندتها الكنسية فريغورياً صارت تعييد كما هو ملاحظ معظم العام عدا قبل الفصح والفصح ومابعده حتى العنصرة … ووقتها دخل عيد القديس جاورجيوس في هذا التغيير فصار التعييد يتم في 23 نيسان ارثوذكسياً وفقاً للاتفاق المحكي عنه…
وبقي القسم السوري برمته وخاصة الارياف عدا دمشق وحلب وحمص وبعض المدن اللبنانية يعيد وفق التقويم الشرقي اي في 6 ايار…
وعندما يقع عيد الفصح وان ورد عيد القديس قبل تعييد الفصح يتم نقله الى اثنين او ثلاثاء الفصح وذلك لترابط خدمته الليتورجية مع خدمة الفصح ولا يجوز في هذه الحالة ان يُعيد له قبل تعييد الفصح…
وفي اول عهد مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع (1979-2012) تم اعادة تعييد عيد القديس جاورجيوس كما كان وفق التقويم اليولياني الشرقي…
وللمصادفة المحببة ان 6 ايار هو عيد الشهداء في كل من سورية ولبنان جناحي الكرسي الانطاكي المقدس ما اسعد الذاكرة الشعبية فالجانبين شهداء مكرمون …
ولا تزال بعض المناطق الارثوذكسية في لبنان تحديداً وبعض سورية تعيد لعيد القديس جاورجيوس في 23 نيسان كما ظهرت في العام المنصرم نظراً لوقوع عيد الفصح قبل 23 نيسان …