الأديب الحمصي المهجري عبد المسيح حداد
من أعلام حمص…الشاعر و الناقد السوري المبدع والصحفي البارز ..وهو من أدباء المهجر.. كان من مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك
هو شاعر و ناقد وأديب سوري مبدع وصحافي بارز وسوري وطني أصيل من أدباء المهجر،
كان من مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك وهو شقيق الاديب ندرة حداد
مولده ونشأته
ولد عبد المسيح بن رشيد حداد في حمص سنة 1888 وتلقّى علومـه الابتدائية في المدرسة الأرثوذكسية الغسانية في حمص القديمة بحي الحميدية ، ثم انتقل إلى دار المعلّمين الروسية في الناصرة في فلسطين عام 1904 التي كانت قد انشأتها ادارة مدارس الجمعية الامبراطورية الفلسطينية- الروسية الارثوذكسية لتخريج معلمين وطنيين للتدريس في مدارسها وتخرّج منها ثم عاد إلى حمص وتابع دراسته في المدرسة الإنجيلية على يد الاستاذ خليل الخوري شقيق فارس الخوري ودرس اللغة الإنجليزية ثم عمل في تدريس اللغة الإنجليزية في مدارس حمص.
في المغترب الاميركي
هاجر إلى الولايات المتحدة سنة 1907 والتحق بشقيقه ندرة حداد. وفي عام 1912 أصدر جريدة السائح باللغة العربية التي أصبحت لسان الرابطة القلمية التي أسّســها عام 1920 مع الشاعر جبران خليل جبران في نيويورك استمرّ في إصدار جريدة السائح حتى عام 1959 مــع زملائه أعضاء الرابطة القلمية وهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وايليا ابو ماضي ونسيب عريضة ورشيد ايوب وندرة حداد ووليم كاتسليف ووديع باموط والياس عبد الله.
وتبارت أقلام هؤلاء الأدباء على صفحات جريدته السّائح وبرز كل واحد منهم فــي ناحية من نواحي العبقرية: عبد المسيح حداد في حكاياته المهجرية، جبران في روحانيّاتــه، عريضة في حنينه وعاطفيّاته، نعيمة في فلسفيّاته وأبو ماضي في شعره التأمّلي.
وكانت الجريدة في كل عام تُصدر عدداً أدبياً خاصاً يحمل إنتاج المهجريين.
زار البرازيل والارجنتين وتشيلي في أواسط عام 1948 ألقى خلالها سلسلة من المحاضرات في محافلها ونواديها.
عاش عبــد المسيح حداد في ديار الغربة أكثر من نصف قرن لم ترَ عيناه أرض الوطن حتى عام 1960 حيث دعته الحكومة السورية لزيارة وطنه الحبيب، وحلّ في مهبط رأسه حمص عزيزاً مكرَّماً، عاد بعدها لأميركا وقلبه فرح بما رأى في وطنه من نهضة وتطور في المجالات كافة… فأصدر كتاباً أسماه “انطباعات مغترب” استعرض فيه تفاصيل رحلته إلى الوطن. وكان قد وطّد العزم على نشر ما انطوى من آثار الرابطة القلمية وأن يكتب ذكرياته عن زملائه فيها.
وفاته
لم تتحقّق أمنياته فتوفي مساء الخميس في 17 كانون الثاني سنة 1963 ودفن فـــي نيويورك وأقامت له الجالية العربية هناك في 20/1/1963 حفلة تأبين حضرها الدكتور جورج طعمة القنصل العام لسورية في الولايات المتحدة وفي الوقت ذاته كان المندوب السوري الدائم في الامم المتحدة، اضافة الى ممثل الجامعة العربية في الامم المتحدة بنيويورك، وأدباء المهجـــر…
أعماله الأدبية
لعبد المسيح حداد مؤلفات أدبية واجتماعية متعدّدة منها: (حكايات المهجر) وكــتاب (انطباعات مغترب) بالإضافة إلى افتتاحيّاته الرائعة لجريدة السائح طيلة 47 عاماً في مختلف شؤون الأدب والنقد والسياسـة والاجتماع. و45 مجلّداً من جريدة السائح التي تمثِّل هرماً أدبياً بناه عبد المسيح بالإضافة إلى افتتاحيّاته لجريدة السائح في مختلف شؤون الأدب والنقد والسياسـة والاجتماع.
مات «العم» جورج عبدالمسيح، كما كان يحلو له ان يناديه الناس.
وبرحيل عبدالمسيح تنقضي حقبة من تاريخ فكري وثقافي وسط قوى التحرر العربي مما جعله رجلاً تجتمع فيه الثقافة والصرامة وقصر القامة والمظهر القروي، لتؤلف جاذبية طريفة.
كان كلامه «سحراً» كما يقول البعض، إذ كان في تلك الندوات يستوي في مقعده ويضع رجلاً على رجل، ثم يركّز فنجان القهوة على ركبته ويتركه ويبدأ الكلام بلغة خطابية متماسكة، فينشدّ المستمعون الى فنجان القهوة وإلى ما يقول فينساب الكلام الى عقولهم ويعجبون به.
ونقل عنه الأديب سعيد تقي الدين، القومي هو الآخر، أنه حارب في فلسطين عامي 1936 و1938 في «فرقة الزوبعة». وقال فيه «ما هو بالشخص الذي شاع عنه انه بطّاش، ولقد وجدته، بعد أن عاشرته وعاملته على كل السويات الشخصية و الاجتماعية، انه طفل له جسد جبار وعقله، وله ثقافة الجبابرة».
له مؤلفات عدة تتناول القومية ومئات المقالات والدراسات.
عندما عاد إلى أميركا كان فرحاً بما رأى في وطنه من نهضة وتطور، وكان قد عمل على نشر ما انطوى من آثار الرابطة القلمية وكتب ذكرياته عن زملائه فيها في كافة المجالات، فأصدر كتاباً سمّاه “انطباعات مغترب” استعرض فيه تفاصيل رحلته إلى الوطن، كما قام بكتابة ذكرياته في مدينته “حمص” ونشرها في أميركا وتحدث فيها عن علاقاته مع جيرانه وأقربائه، كما وصفه جيرانه بأن همه كان الحفاظ على اللغة العربية والعمل على خدمتها وإقالتها من الجمود.
احد جيرانه وصفه بأنه كان قامة من قامات الحي المعروفة، وقد تم اقتراح اسمه من قبل كبار الحي، لاطلاق اسمه على احد شوارع الحي، لكونه من الذين ساهموا في بناء تاريخ “حمص” مساهمة كبيرة وفعّالة وخصوصاً في المجالات الأدبية في المهجر، ولكونه هاجر في الفترة التي شهدت هجرة كبيرة للعقول السورية إلى دول أميركا الشمالية والجنوبية حينها، حيث كانت مكتشفة حديثاً، ساعد ذلك أيضاً على بناء المدينة فكرياً وعمرانياً.
الكاتب والموثّق التاريخي “جورج رباحية” يتحدث عن السيد “حداد” في مقال له على موقع “حي الحميدية” بالقول: «هو حقاً شاعر وناقد وأديب مبدع وصحفي بارز ووطني عربي أصيل، له مؤلفات أدبية واجتماعية متعدّدة، إضافة إلى افتتاحيّاته الرائعة لصحيفة “السائح” طوال 47 عاماً في مختلف شؤون الأدب والنقد والسياسة والاجتماع، و45 مجلّداً من الصحيفة ذاتها التي تمثِّل هرماً أدبياً بناه “حداد”».
لعبد المسيح حداد مؤلفات أدبية واجتماعية متعدّدة منها
“حكايات المهجر” و”انطباعات مغترب” و مجلّداً من جريدة السائح. بالإضافة إلى افتتاحيّاته لجريدة السائح في مختلف شؤون الأدب والنقد والسياسـة والاجتماع.