الإنسان القديم
الإنسان (بالإنكليزية human) هو الكائن الحي الذي يُعتبر ضمن فئة الجنس البشري…
ويَتشابه من الناحِية الجسدية والتشريحية مع القردة، وبشكل خاص مع القردة العليا، مع اختلاف كبير… فالإنسان قادر على الوعي، والإدراك، والحديث، والتخاطب مع الآخر…
الإنسان القديم أو إنسان ما قبل التاريخ هو الإنسان الذي عاش منذ حوالي مليوني سنة، اسوة بالحيوانات يقتات على صيد الحيوانات الأصغر وجمع النباتات للغذاء.
سمات الانسان القديم
-من الناحية الجسدية نجد أن الإنسان يعود في أصل نشأته إلى الثدييّات، وأنه يكشف عن مراحل تطور أولية تعود إلى عصر الزواحف.
– من الناحية النفسية نجد أن النفس البشرية هي نتاج تطور عدد هائل من السّمات القديمة. وقد يُخيّل للبعض أن الإنسان القديم كان يملك مشاعر غير مشاعرنا، أو نظرة أخلاقية مختلفة إلى حد ما عن نظرتنا، أو أن حالة العقل لديه وقتها ليست هي الحالة نفسها التي نملكها اليوم، أو أن الإنسان القديم مُرهف الحواس أكثر منا، أو أن الحواس التي يملكها تختلف عن حواسنا، وكل ذلك هو مجرد وهم واعتقادات خاطئة، فلا شيء يدل على أن الإنسان القديم يشعر، أو يُفكر، أو يُدرك بطريقة مختلفة جوهرياً عن طريقة تفكير الإنسان الحالي وإدراكه، فالأداء النفسي للإنسان القديم يتشابه بشكل كبير مع أدائنا من حيث الجوهر، والاختلاف الحاصل يكون فقط في المُسلّمات الأوّلية.
الحياة القديمة للانسان
عاش الانسان قديما حياةً تختلف عن حياته الحالية بالطبع فهو كائن من الكائنات الحية الّتي تعيش على الأرض، ويمتلك القدرة في التأقلم، والتعايش مع الظروف المحيطة فيه، ويرتبط وجوده مع بداية ظهور الحياة بأشكالها القديمة، ووجود الكائنات الحية الأخرى، كالحيوانات، والنباتات.
عمل الإنسان البدائي على تكييف جميع الوسائل الموجودة عنده مع حاجاته، حتّى يتمكّن من الاستفادة منها بشكل مناسب، ليحقق الاكتفاء الذاتي له، ولعائلته، من حيث وفرة الطعام، والماء، واللباس، والمسكن، وتأقلم وقتها مع الموجودات المحيطة من مكان يؤويه الى طعام يكفيه، وكان الصيد هو النهج الاول للانسان القديم لتأمين طعامه منذ ما يُقارب مليوني سنة فقد اعتمد على الصيد وجمع النباتات والتقاط الثمار ليأكل فقد كان يتنقّل من مكان لآخر للبحث عن النباتات والحيوانات لأكلها، وقد يقوم ببناء الملاجئ في المنطقة التي يتوفر فيها الغذاء حيث يكفيه وعائلته مدة أسابيع أو أشهر. وقد استخدم الانسان القديم في بناء مسكنه قرون الفيلة وغصون الأشجار، كما كان يصنع سقفها من جلود الحيوانات أو أغصان الأشجار المورقة. وقد لجأ القدماء خلال العواصف والأجواء شديدة البرودة إلى الكهوف المظلمة ليتقي هذه الاجواء العاصفة. كما بدأ الإنسان القديم بصيد الحيوانات الصغيرة، كالطيور، والزواحف الصغير واكلها نيئة بداية ومع اكتشافه للنار استساغ طعمها مشوية…
وتطوّر فيما بعد وقام بصناعة أسلحةٍ واستخدم طرقاً خاصّةً تُمكّنه من اصطياد الحيوانات المفترسة والطرائد الكبيرة، كحيوان البيسون، ودب الكهوف الضخم، وأفيال ما قبل التاريخ، والأيل. ومع نهاية العصر الحجري، انقرض العديد من الحيوانات التي كان يصطادها الإنسان القديم، وأصبح يصطاد الأبقار البلدية، والخنازير البرية، بالإضافة إلى صيد الأسماك والمحار.
كانت الظروف البيئيّة القديمة هي الّتي تتحكّم بطبيعة حياة الإنسان، أي أنّ المناطق الّتي كان يعيش فيها هي الّتي تفرض عليه تصرفاته، فاعتمد الإنسان بداية (كما اسلفنا) في ذلك الوقت على التقاط الثمار والنباتات التي استساغ طعمها، ووجد أنها قابلة للأكل، ثم لاحظ كيفية استنبات الارض فزرعها،وعمل على استصلاح الأراضي مع اكتشافه لوسائل الزراعة من خلال تخطيطها، ونثر الحبوب فيها، وريها بالماء.
الأدوات المستخدمة
بدأ الانسان يخترع فنون الصيد المتعددة التي تعتمد على استخدام الرماح، والسهام، والسكاكين البدائية المصنوعة من الحجر والخشب اولاً ثم عظام الحيوانات وتقطيع مايصطاده.
وكان يتم ذلك بطرق حجرٍ حادٍّ صغيرٍ بحجر آخر، أو طرقه بقطعة خشب أو عظم قوي، واستطاعوا عن طريق هذه الأدوات الحادة والمُسنّنة تجهيز الحيوانات، ومعالجة جلودها.
ويُذكر أن أول أدواتٍ استخدمها البشر هي الأدوات الحصوية التي تتميّز بطرفها الحاد، وكانت تُستخدم لتقطيع الحيوانات وكشط جلودها. وتطوّرت بعد ذلك صناعة الأدوات، فصُنع نوعان من الأدوات هما أدوات التقطيع والسواطير. كما استطاع البشر القدماء صناعة الفؤوس اليدوية التي تشبه الساطور، لكن جميع هذه الأدوات لم تحتوي على مقابض. بعد ذلك بدأ البشر القدماء باستخدام الشظايا التي تتكسر من الأحجار لصناعة أدوات ذات وظائف مختلفة، كالقَطْع، والكَشْط، والفَرْم. كما صنعوا من الحجارة نصالاً طويلةً ورفيعةً، وأخرى صغيرة الحجم استُخدمت رؤوساً للحراب، والمناجل، والأسهم الخشبية، وكانت تُستخدم هذه الأدوات للصيد والدفاع عن النفس.
كان الانسان قديما /كما في كل وقت/ تلفته الظواهر الطبيعية فيحاول ان يجربها بنفسه بما نسميه اليوم ب”المنهج التجريبي” (وبهذا المنهج اخترع الانسان كل المخترعات)، فقد اكتشف مصادفة الملح من شاطىء البحر والطبيعة، حيث لاحظ (وفق الفرضيات) ان الماعز البري يلعق مادة بيضاء فتذوقها واستساغ طعمها، ومن ثم وضعها على اللحوم النيئة من الحيوانات التي كان يصطادها فكان الطعام الذ…
اكتشف النار من الحرائق التي تشعلها الصواعق، او ثورات البراكين ولاحظ انها اداة تدميرية قاتلة ولكنها في الوقت ذاته مفيدة جدا فقدسها ” النار المقدسة” وعبدها، (وصارت تتم الغزوات بين المجموعات للحصول على جذوة النار المقدسة) لأنها كانت توفر له النور في الظلام، والدفء في البرد، والحماية من الحيوانات الضارية ، ووظف النار في طبخ طعامه…
الملابس
كان الانسان في البداية عارياً تماماً، ومع تمادي الايام صار يتقي بمئزر. لم يستطع العلماء تحديد الفترة التي بدأ فيها الناس باستخدام الملابس، بسبب نقص الأدلة الكافية التي تشير إلى ذلك خلال العصر الحجري، ومن المرجح أن القدماء استخدموا صوف الحيوانات، والجلود والمواد النباتية لتغطية أنفسهم في المناخ البارد، ويُرجّح العلماء أن البشر القدماء بدأوا بحياكة الملابس بشكل بدائي في عام 18,000 ق.م
واستغل الانسان القديم بداية أوراق الأشجار، وجلود، وصوف الحيوانات من أجل صنع الملابس ليرتديها، ودجن الحيوانات مستفيداً من لبنها ولحومها وجلودها، واستخدم من الحيوانات الّتي تمكّنه من ركوبها كوسائل للتنقل من مكان إلى آخر كالحصان و الجمل والفيل، واستخدم الكلاب للحراسة، وعرف الرعي بعدما اقتنى الاغنام والماشية مستخدماً الكلأ في الطبيعة وعلى ضفاف الانهار والبحيرات والتجمعات المائية الحلوة، ومن المياه اصطاد الاسماك…
واعتمدت طبيعة المسكن الذي يعيش فيه، بناءً على المواد المتوفرة عنده، والتي يستطيع الحصول عليها بسهولة. مساكن الإنسان القديمة الكهوف اتخذت بعض القبائل قديماً الكهوف الموجودة في الجبال، أو الّتي عملوا على حفرها بأنفسهم، وقد وفرت لهم المسكن المناسب للعيش، وساعدت على حمايتهم من عوامل الطقس المختلفة، ومن هجوم الحيوانات المفترسة، وفي هذه المرحلة الزمنية، لم يتمكن الإنسان من اكتشاف أماكن بديلة للعيش.
التعاون في جماعات
يُرجّح العلماءُ أنّ الصيادين القدماء عاشوا في جماعاتٍ تحتوي كلٌّ منها على 25 إلى 50 فرداً، حيث تقوم هذه الجماعات بأعمال مختلفة، كصنع أدوات، وصيد الفرائس، وتقطيعها، وكشط جلودها. وعند الصيد تخرج فرق مُكوّنةٌ من 3-4 أشخاصٍ، وتقوم كلٌ من هذه الفرق بأعمالها أثناء الصيد، فمنها ما يقوم بالانقضاض على الفريسة وقتلها، وتقوم فرقةٌ أخرى بإشعال النيران، وأخرى تقوم بجمع أنواع مختلفة من النباتات الصالحة للأكل. ومن الجدير ذكره امتلاك الصيادين القدماء مساحات للصيد أكثر بكثير مما يمكن امتلاكه اليوم، فقد كانت الجماعات نادراً ما تُقابل بعضها، وقد يُمضي الصياد حياته دون رؤية أي شخص من غير أفراد جماعته
السكن والمستوطنات الشرية الاولى
ليحتمي من الحيوانات المتوحشة سكن الانسان بداية أغصان الاشجار فوظفها لتكون بيتاً له ولاسرته ومالبث ان طورها الى مساكن من البيوت الخشبية على الاشجار وقد نشأت معها اولى المستوطنات البشرية والتجمعات، ومالبث ان استسها بناء المساكن على الارض وكانت بيوتاً مصنوعة من خشب الأشجار القوية، والّتي تعتبر الشكل الأولي للبيوت المعروفة حديثاً، وكانت تُبنى على شكل مربع، أو دائرة، على حسب نوع الأشجار المستخدمة في تصميمها، وطبيعة المنطقة التي تتواجد فيها، وكانت تقترب البيوت الخشبية من بعضها البعض، مما أدى إلى تشكيل قرية صغيرة، يعيش فيها مجموعة من الناس، وما زالت تُستخدم هذه الأنواع من البيوت في بعض بلدان العالم.
البيوت الطينية هي بداية عمل الإنسان في البناء، فتمكّن من خلال الطين، وبعض الحجارة، من بناء بيوت خاصة به، تكون ذات قوة، ومتانة مقارنة بأنواع المساكن السابقة، لتحملها عوامل الطقس المختلفة، واتساع مساحتها لتحتوي أفراد العائلة الواحدة داخلها، والتي تمكن الإنسان من تقسيمها لمجموعة من الغرف لاستخدامها كأماكن للجلوس، والنوم.
الخيم
عندما بدأ الإنسان يهاجر من مكان إلى آخر، من أجل البحث عن الماء، والطعام، صار يفكر بوسيلة جديدة، للعيش فيها، ويتمكن من أخذها معه في تنقلاته، فاخترع الخيم، من جلود، وشعر، ووبر الحيوانات، والّتي كانت تساعده على السكن في الأماكن التي يجدها مناسبة له، كما كانت توفر له الحماية من الأمطار في الشتاء، ومن أشعة الشمس في الصيف، وسمي الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون في الخيم بالبدو الرحّل وخاصة بعد امتهانهم رعي الاغنام فصاروا يتنقلون بحثاً عن الكلأ والماء وهنا نشأت مضارب البدو…
الزراعة
يرجح الخبراء والباحثون أن بداية استخدام الزراعة كأسلوب للعيش كانت منذ حوالي 8000 عام ق.م، حيث لم يعُد البشر القدماء بحاجة إلى التنقل من مكان لآخر للصيد وتأمين الطعام، حيث استقر الكثير من الناس في منطقة واحدة لفترة طويلة، وتمكنوا من بناء مساكن لهم، وإنتاج غذاء وفير من الزراعة. وبدأت الخطوات الأولى في الزراعة بمعرفة الحيوانات والنباتات التي يُمكن استغلالها في الزراعة، وبدأوا بجمع الحبوب وغرسها، وتربية الحيوانات الأليفة. وقد ظهر المزارعون الأوائل الذين اعتمدوا بشكل أساسي على الزراعة على الرغم من قيامهم بالصيد وجمع النباتات البرية، وقد استطاع المزارعون الأوائل بناء بيوت طينية وخشبية أكثر متانةً من أكواخ العصر الحجري القديم، كما قام الكثير منهم ببناء سور حول حقولهم ومزارعهم، لحمايتها من الحيوانات المفترسة.وقد عانى المزارعون الأوئل من نقص خصوبة التربة الطبيعية مع مرور الوقت، فلم يتعرّفوا بعد على المخصّبات التي تُغذّي التربة وتعوّض النقص في خصوبتها، لذا كان المزارعون الأوائل ينقلون زراعة محاصيلهم إلى أراضٍ أخرى حول قريتهم حتى يستنفذوا جميع الأراضي القريبة. بعد ذلك ينتقلون ويبنون قرى جديدة في مناطق أخرى. وقد استخدم المزارعون لزراعة محاصيلهم ورعايتها مجموعة من الأدوات التي طوّروها، كالمناجل الحجرية، والإزميل، وحجارة الرّحى، كما صنعوا المحراث الخشبي التي تَجرُّه العجول، حيث ساعدهم المحراث على تخصيب الأراضي وزيادة الإنتاج الزراعي.
الدين والفن
لقد كان البشر القدماء يفكرون بالحياة الآخرة وكانوا يستدلون على هذه الحياة المرهوبة من ظاهرة الموت مثلا التي لم يعرف لها الانسان تبريرا عبر كل تاريخه، ودليل ذلك ما وجده العلماء من قبورٍ تحتوي على عظام بشر تعود لحوالي 600,000 عامٍ مضت. وقد برع الإنسان القديم في النحت على العظام، والقرون، والعاج. كما استخدم الفنانون القدماء أربعة ألوان مختلفة للرسم على سطح الصخر، فقد حصلوا على اللون الأبيض من الجير والصلصال، وحصلوا على اللون الأسود من مسحوق المنغنيز والفحم، واستطاعوا الحصول على اللون الأحمر واللون الأصفر من دماء الحيوانات، ومسحوق مركبات الحديد، والصلصال، واستطاعوا جعل هذه الألوان على شكل معجون عن طريق خلطها مع دهن الحيوان أو دمه.
أشهر 10 أساطير ”خاطئة” ومفاجئة عن الإنسان البدائي…
1- أدوات الإنسان البدائي بسيطة للغاية