الفنان السوري المبدع جاك وردة
كلمة لابد منها
المؤسف ان معظم اعلام الوطن مجهولون ولا نعرفهم اذ لم يُسلط الضوء عليهم وهم من الذين رفعوا اسم سورية بسوريتهم وفنهم وابداعهم…
لم تدون مناهجنا المدرسية، ولا في التعليم العالي اسم الفنان النحات جاك وردة كون هذا العلم من مدرسي كلية الفنون الجميلة، وربما لم يُطلق اسمه على مدرج فيها كون جهابذة وضع المناهج التربوية والجامعية تجاهلوا اي معلومة عن هؤلاء الاعلام او كتابة اي شيء عنهم، ومنهم هذا الفحل السوري الفنان في النحت جاك وردة الذي ترك اعمالا خالدة واولها نصب ابو فراس الحمداني في الحديقة العامة بحلب
لم نسمي شوارع ومدارس وكليات جامعية وحدائق عامة بأسمائهم بينما صار اسمه كالبيرق في باريس كونه من فناني النحت…
جهابذة وضع التاريخ في سورية وكتاب التاريخ الذي يزيفونه وفقا لأهوائهم وميولهم ومعتقداتهم يتناسون اعلام سورية، وخاصة الذين يقومون بوضع تسميات الحارات والشوارع والمدارس والثكنات العسكرية…
يبحثون عن العربان المتخلفين الذين احرقت رمال الصحراء عظامهم منذ اكثر من 14 قرنا خلت فينبشونهم ويجعلون منهم ابطالا ويفرضون على الاجيال الفتية حفظها، مدعين انهم من اعلام وابطال الأمة وهم لولا هذا التزييف لما كان لهم وجود… نكذب في وضع التاريخ ونزيف في ذكراهم ونطلق عليهم اوصافا والقاباً اهمها البطل فلان… والمحرر فلان و…
اسماء لم تنزل في ميزان ولا قبان ويسمون الامكنة العامة بأسمائهم وندرس اولادنا ذكراهم وكثيرون منهم يندى الجبين خجلاً من ماضيهم ومافعلوه اساساً من همجية في الشعوب واهمهم الشعب السوري، وفي رقابهم دماء عشرات الالوف من الابرياء وعشرات الوف السبايا والغلمان… الذين انتُزعوا من احضان ذويهم وخصصوا غنائم للمتعة، ومنهم للبيع بأسواق النخاسة، وكتبنا التاريخية تغص بهم وتحفل جدران شوارعنا بأسمائهم…
الملفت ان هؤلاء يكذبون في التأريخ وفي فرض هؤلاء على الذاكرة السورية في ساطعة الشمس ويستبعدون اعلاما كعلمنا هذا لمجرد انه لم يرق لهم ربما لا اسمه ولا منبته ولا ميوله ولا…ا
كما يتناسون عظماء الامة وابطالها في القرن 20 لعل ابرزهم البطريرك غريغوريوس الرابع بطل التحرير عن الاتراك وقائد الصف المسيحي في بلاد الشام مع الشريف حسين بن علي امير مكة وملك العرب، وهوبطريرك الرحمة واطعام الجياع خلال مجاعة السفر برلك 1914-1918 وبكل اسف بالرغم من مناداتنا وسعينا بقلمنا وبكل طريقة ممكنة لتكريمه وامثاله ولكن بكل اسف لا دور له في تكريم الوطن وهو اول من رفع شعار “الدين لله والوطن للجميع… الدين لله وسورية للجميع”…
الكل قرأ سيرته بعدما نشرناها في موقعنا والكل سرقها منا وانتحلها لنفسه ومع ذلك لابأس وقد نُشرت…! والكل يتغنى ببيعه صليبه الماسي لاطعام الجياع… هذا نتناساه ونتناسى البطريرك الياس الرابع بطريرك العرب المسمى من مؤتمر لاهور الاسلامي!!! وصرخة القدس التي اطلقها… والمطران هيلاريون كبوجي … والسبحة تطول…
كما تناسوهم تناسوا المبدع جاك وردة وامثاله!!!
جاك وردة الذي لم يحتضنه الوطن فتاه في التيه العالمي حتى نسينا تاريخ وفاته بكل اسف!!!
شكرا لمن يسلط الضوء على هؤلاء الافذاذ وخاصة صفحة “يوم كانت سوريا” التي استقيت منها سيرته، واقول لكم كانت سورية وتبقى وستبقى اسمها سورية الشمس كما منذ عشرة آلاف سنة، وقد صدرت الابجدية للعالم واقامت قرطاج وغيرها في الشمال الافريقي ومدن اسبانيا الجنوبية ووصلت الى مصب الامازون قبل الف سنة من كريستوف كولومبوس بفضل اولادها هؤلاء ومنهم في كل العصور…
لجنة تطوير المنهاج التربوي والتعليمي العالي ومعكم كل الكادر الوزاري رجاء، كونوا على مقدار المسؤولية التاريخية الملقاة على كواهلكم عن الاجيال الفتية وتعليمها من هي سورية ومن هم اعلامهاا
جاك وردة
جاك وردة هو نجم سوري من حلب ولد في مدينة ماردين عام في 1913 التي تقع في جنوب شرق آسيا الصغرى كانت تابعة لحلب زمن الاحتلال العثماني وهي محتلة اليوم من الاتراك، وتلقى علومه الأولية في المدرسة التابعة لكنيسة البلدة…
دراسته
ومع مطلع سنة 1930 توجه إلى باريس لدراسة النحت إلا أن ظروفه المادية السيئة حالت دون إتمامه الدراسة، فعاد إلى سورية عام 1932 أي بعد سنتين فقط ليعمل مدرساً للفنِّ في أكثر من موقع، مع ممارسته إنتاج أعمال نحتية خلال أوقات فراغه.
في سنة 1950 شارك في أوَّل معرض للفنانين السوريين الذي أقامته “وزارة المعارف” و”مديرية الآثار والمتاحف في متحف دمشق و حصد فيه اكثر من جائزة.
مدرسا في جامعة دمشق
عند تأسيس كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، تم تعيينه مدرساً فيها …وفي تلك الفترة أقام أوَّل معرض فردي لأعماله النحتية في صالة المركز الثقافي العربي بدمشق، وضمَّ 12 عملاً نحتياً اهمها منحوتة العذارى الطائشات وزوبعة الربيع…و
خلال عمله في جامعة دمشق وفي مطلع الستينيات تعرَّض للكثير من الانتقادات المضادَّة لأعماله وخاصة بسبب اتجاهه الفني الواقعي الصريح …، إضافة إلى تجاهل مكانته كمدرس لمادة النحت في الكلية ومضايقة بعض الفنانين الأكاديميين المصريين القادمين من مصرللتدريس في الجامعة زمن الوحدة مع مصر حيث كان طغيان المصريين في كل شيء على الحياة السورية.
الهجرة من الوطن
وبسبب الانقلابات التي كانت متتالية و شعوره بأنه يخسر موهبته بسبب تردي الاوضاع السياسية، والاجتماعية تبعا لعدم الاستقرار السياسي، انذاك وبكل اسف قرر الهجرة… ومع عام 1964 باع مشغله في دمشق، وحاول نقل منحوتاته إلى ألمانيا والتي تعرَّض أكثرها للتلف أثناء نقلها عن طريق البحر …
وفاته
استقر في المانيا مدة قصيرة، وبعدها انتقل إلى فرنسا/ باريس سنة 1966، حيث استقرَّ فيها محاولاً تطوير تجربته الفنية من جديد، والاستفادة من الخبرات الأجنبية في باريس …وحاول النهوض بواقعيته الفنية اكثر…لكن للاسف توفي بعد مدة فجأة وبصمت وبظروف شبه غامضة …
ومع بالغ الاسف من هذا الجحود فان تحديد تاريخ وفاته غير معروف بدّقة لدينا لكن يُرّجح انه كان في سنة 1966.في العاصمة الفرنسية باريس…!
بعض ابداعاته الشهيرة
له الكثير من اعمال الفسيفساء في العديد من كنائس دمشق، بالإضافة إلى انه صمّم النصب التذكاري لشهداء جبل العرب في السويداء.
اما أشهر واجمل ما نحته هذا الفنان فهو تمثال أبو فراس الحمداني عند المدخل الرئيس من الجهة الشرقية لحديقة حلب العامة.
الخاتمة
هي دعوة صريحة من موقعي هنا الى كل مسؤول في الوطن وبالتحديد الى مدينته التي خلد حديقتها العامة بابداع يديه الى محافظة حلب لإقران اسم هذا الفنان مع حديقة حلب العامة ومع اسم تمثال ابي فراس الحمداني الذي ابدعه بازميله…
والى كلية الفنون الجميلة لاحياء ذكراه بتسمية ولو مدرج او قاعة في هذه الكلية، وكذلك وزارة الثقافة/ المديرية العامة للآثار والمتاحف…