مضيق جبل طارق
يُعتبر مضيق جبل طارق قناة تصل البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسيّ، ويقع هذا المضيق بين أقصى جنوب إسبانيا، وبين الجهة الشماليّة الغربيّة لقارة أفريقيا، ويصل طول المضيق إلى 58 كيلو متر، أمّا عرضه 13 كيلو متر، حيث يضيق عرضه بين النقطة الإسبانيّة.
موقع مضيق جبل طارق
يقع مضيق جبل طارق بين الجهة الشمالية الغربية للقارة الإفريقية وأقصى الجهة الجنوبية لشبه الجزيرة الايبيرية (اسبانيا)، ويمتد على شكل قناة بطول يصل إلى 58 كم، ويضيق حتى يصل إلى 13 كم بين كل من المغرب وإسبانيا، أما أقصى الجهة الغربية من المضيق فيبلغ عرضها 43 كم وتمتد بين سبارتل في الجهة االجنوبية ورأس الطرف الأغر في الجهة الشمالية، ويمتد أقصى الجهة الشرقية بعرض 23 كم بين صخرة جبل طارق في الجهة الشمالية وجبل موسى وجبل هاكو في الجهة الجنوبية، ويتخذ المضيق شكل قوس بعمق يصل أقصاه إلى 365 م ويتمركز بين جبال الأطلس الواقعة في شمال القارة الإفريقية والهضبة العليا الواقعة في إسبانيا..
كما ويحتل جبل طارق أهمية تاريخيّة، حيث عليه قاعدة للقوات المسلحة البريطانية، وكذلك خدمات البحرية البريطانيّة،فبالاضافة الى موقعه الاستراتيجي يتميز بجماله الطبيعيّ إذ يوجد فيه أجمل الكهوف الأوروبيّة.
يحد مضيق جبل طارق المناطق التاليّة
قارتا أفريقيا وأوربة، أي المغرب العربيّ، وإسبانيا، والمُستعمرة البريطانيّة لجبل طارق، موقع سبتة الإسبانيّ وسبتة ومليلة هي من المناطق العربية السليبة.
أهمية مضيق جبل الطارق
ساعد الموقع الاستراتيجي الذي يشغله مضيق جبل طارق في إكسابه أهمية كبيرة جداً، حيث يفصل بين القارتين الأوروبية والإفريقية عند نقطة التقاء البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي.
كما يحتل المضيق أهمية كبيرة من الناحيتين التجارية والاقتصادية، حيث كان يشكل نقطة عبور مهمة للبحارة الفينيقيين القادمين ششرق المتوسط من الممالك الفينيقية القائمة في اللاذقية موقع رأس شمرا وجزيرة ارواد وجبيل والسواحل الكنعانية في فلسطين ودورانهم نحو المحيط الأطلسي وقد وصلوا الى مصب الأمازون وتركوا هناك آثارهم.
لا يزال مضيق جبل طارق نقطة حيوية كطريق شحن لكل من المناطق الجنوبية من أوربة والمناطق الشمالية من إفريقيا والغربية من آسيا، وساعد وجود المضيق على تدفق المياه بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادئ مما حال دون تحول البحر الأبيض إلى بحيرة مالحة ودوام تكرار مياه البحر المتوسط الذي هو اشبه ببحيرة مغلقة.
أهميته من الناحية العسكرية
عبر التاريخ لعب مضيق جبل طارق دوراً عسكرياً مهما في العديد من الأحداث التاريخية فهو بوابة الدخول والخروج الى البحر الأبيض المتوسط منذ ماقبل المسيح مع الفينيقيين والقرطاجيين والرومان والروم والمسلمين… ومن أهم الحوادث التاريخية في العصر الحديث الحصار الكبير، وحرب شبه الجزيرة، والمعارك الأطلسية التي حدثت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومقر حلف شمال الأطلسي أثناء الحرب الباردة، كما أدى زيادة عدد الأساطيل البحرية التابعة لفرنسا وألمانيا والإيطالية الموجودة في منطقة جبل طارق إلى رفع أهمية المضيق كقاعدة بحرية.
يخضع جبل طارق إلى حكم ذاتي لسكانه بإشراف السلطات البريطانيّة بالرغم من طلب السلطات الإسبانية المتكرّرة لعودة السلطة على الجبل إليها، ولكنّ السلطات البريطانية رفضت، كما ورفض ذلك سكان المنطقة أيضاً لأنّ أغلبهم بريطانيين.
اسم مضيق جبل طارق
تنبع أهمية جبل طارق من تسميته بهذا الاسم، حيث إنَّ هذه التسميّة ترجع إلى طارق بن زياد الذي اتخذه في حملته وهجومه لفتح شبه جزيرة أيبيريا والدخول منه الى أوربة من الغرب من شبه الجزيرة الايبيرية ومنها الى فرنسا عبر جبال البيرينة ( البرانس) وذلك في عام 711 ميلادية.ُ
كما عرف من أسمائه
جبل كالبي وهي تسميّة أطلقت على الجبل قبل الفتح الإسلاميّ بيد طارق بن زياد، وتعني التجويف، أو الجبل المجوَّف، وذلك بسبب وجود كهف في أسفله.
ويُعرف هذا الكهف “بغار الأقدام”، “الصخرة”، “جبل الفتح”، “جبل طارق”، “المجاز”.
يسمونه في اللغات الأوروبية “خبر الطار” بالإسبانية أو “جبرلطار” باللغة الإنجليزية، ويعتبر مضيق جبل طارق من المضائق التاريخيّة التي لها تاريخ طويل، ولجبل طارق مكانة مميّزة نظراً لموقعه المتميّز فهو عبارة عن شبه جزيرة تقع إلى الجنوب من سواحل الجزيرة الإيبيرية (اسبانيا)، حيث إنّه كان على مدار السنين حصنأ منيعاً ممّا سبّب الحروب بين الدول الأوروبيّة للسيطرة عليه.
سكان مضيق جبل طارق
أوّل من سكن جبل طارق هم النياندرتال قبل أكثر من خمسين ألف عام، ويعد جبل طارق من أكثر المناطق التي سكنها النياندرتال.
بدأ التاريخ المسجّل لجبل طارق في عام 950 قبل الميلاد حيث جاء الفينيقيون وسكنوا بالقرب منه واقاموا مستوطنات فينيقية، ثم بعد ذلك سكنه الرومان والقرطاجيون الذين عملوا على تعبيد الإله هرقل في أضرحة قاموا ببنائها على صخرة جبل طارق وكانوا يسمونها “مونس كالبي” والتي تعني “الجبل الأجوف” وتعتبر من إحدى “أعمدة هرقل”، ثم استولت عليه الامبراطورية الرومية.
الحوادث التاريخية
ومن بعد ذلك انهزمت الدولة الرومية واستولى المسلمون عليه ولم يقم فيه أي نوع من العمران، وإنّما ازدهر كموقع عسكري حيث تم فيه بناء القلاع والحصون في عهد السلطان عبد المؤمن، ثم تمكنت منه الدولة الإسبانيّة عليه وأصبح تحت سيطرتها بعد معارك كثيرة مع المسلمين، ولكن في القرن 19 قامت الأمبراطورية البريطانية بالسيطرة على الجبل بعد تنازل الدولة الإسبانيّة عنه، وكان جبل طارق يعتبر أفضل وأهم الممتلكات البريطانيّة، وفي عام 1985 تراجعت بريطانيا عن التزاماتها الدفاعيّة وغادرت معظم القوات البريطانيّة جبل طارق وأصبح جبل طارق يتمتّع بالحكم الذاتي، وهو يتمتع بطبيعة ساحرة ومركز جذب للسياحة.