خربشات سياسية…5/6/2018
– السؤال الآني…
لماذا هاجمت داعش بكل قواتها من الضفة الشرقية قوات الجيش السوري في الضفة الغربية لنهر الفرات بضراوة في اليومين السابقين واليوم وفي البيان العسكري اوضح الجيش عن اندحار داعش واستقرار النقاط العسكرية السورية والحلفاء؟
– الجواب عليه …
الملاحظ ان ثمة تنسيق متكامل كان ومايزال (برعاية اميركية وافرنسية) مابين قوات الداعشين القديمة والجديدة اي قسد، فالأخيرة لاتحرك ساكناً في مواجهة داعش الاصل ان تحركت للهجوم على الجيش السوري لا بل تفتح لها الطريق وتسهل لها كل الامور ويكون الامر تنفيذا لأوامر الحلفاء الاميركي والفرنسي…االذين تقصف طائراتهم المدنيين وقطعات الجيش السوري والحلفاء والغاية هي قطع الطريق بين دمشق وبغداد، وللسيطرة على البوكمال والتحكم في باديتي حمص ودير الزور.
– بعد اكثر من سبع سنوات عجاف ذبحوا فيها سورية كياناً وجيشاً وشعباً واقتصاداً…
لا زلنا نلاحظ ان ثمة خلل في العقل العربي الذي اما يقع بين اسنان الايديولوجيا، او يقع بين احذية البلاط والعروش والعقالات المليئة بقمل التخلف وعصور الانحطاط وبالعودة الى تلك الايام التي نقول عنها بشعبيتنا “تنذكر وماتنعاد والله يقضيا على اهون سبب”.
– لا نقرأ لباحث او لمعلق غربي الا و يلاحظ ان احداً لم يفكر، ولو للحظة، في بنية الدولة السورية ولا في موقعها كنظام حكم داخل نقطة التقاطع بين التوازنات الدولية والتوازنات الاقليمية. والدليل ان تلك الرؤية القبلية، والغرائزية، للبانوراما السورية اشعلت المنطقة بأكثر بكثير مما تصوروا، او توقعوا…لقد تغيرت نقطة التقاطع الى انتصار الدولة السورية على كل هذا المحور الدولي.
الآن ايضاً بات الجميع على بينة من ضرورة اعادة النظر في السياسات وفي الاستراتيجيات في ضوء انتصارات الجيش السوري بقيادة القيادة السورية ومحور المقاومة الروسي السوري الايراني وحزب الله.
– لو تمكنوا من اسقاط الدولة السورية لكانت الكارثة وبالتالي لتم التقسيم لامحالة وارتاحت اسرائيل وانهار معها النظام الاردني والسعودية وخاصة ان الموارد وضعن على استجرار الاستنزاف الترامبي والخلاف السعودي القطريةي ولتحققت احلام اردوغان بجعل ماتبقى من سورية ولاية عثمانية مجددا وكعبتها الجامع الاموي ليصلي فيه العيد بعدما انكفأ مشروعه منذ اللحظة الاولى، ان الدولة السورية لو تمكنوا من جعلها تتهاوى لتهاوت من الساعات الاولى، او من الاسابيع الاولى، بعدما اطبق عليعلى سورية كل المحيط، وبعدما أنفقت مئات مليارات الدولارات، وبعدما استُجلب شذاذ الآفاق من أصقاع الدنيا، وبعدما جرى توظيف الشاشات الكبرى لغسل عقول الناس وقنوات الدم السوري الخليجية والاميركية والصهيونية واللبنانية ، بل لغسل ضمائرهم، على اساس ان انظمة القرون الوسطى هي التي ستأتي الى السوريين بجمهورية افلاطون.
– لا احد سواء الصهيونية والماسونية ووليدتهما اسرائيل ، ولا احد في الغرب، لا احد بين العربان ، كان يعلم ماذا عليه ان يفعل الآن سوى الرهان على تصنيع المرتزقة من اجل حفظ ماء الوجه، وعلى اساس قولهم:” ان جيش النظام قد انهك اواستنزف، الى الحد الذي يحمل هذا النظام على القبول بهيئة انتقالية، وبحكومة تملك صلاحيات تنفيذية كاملة”
– كان من الواجب على من يسمون انفسهم معارضة سورية ان يخجلوا من تبعيتهم لكافة الايديولوجيات من اخوان مسلمين الى شيوعيين تأسلموا… الى اتباع لنظام سعود …لمقاتلين يموتون تنفيذا لأحلام الطاغية العثماني اردوغان ولترتاح اسرائيل بجيش لحد بديل يحميها وبدل نظام العرش الاردني الذي يثور شارعه اليوم ضد الجوع والضرائب وبدل من ان يساعد في فتح الحدود نراه ينفذ اجندات المعلم الاميركي وحليفه الصهيوني، لا سيما وقد قد ظهر للقاصي و الداني ما هي مقاصد كل الكون المعتدي على سورية واولهم ترامب الذي يريد حصة اميركا من النفط والغاز السوري وفرنسا التي تريد ان تلحس لحسة من الفتات، والمانيا ذات الاطماع في الأمر ذاته واردوغان بتلك الغطرسة المجنونة في بلاد الشام، وفي ارض الخليج، وصولا الى وادي النيل
– اليوم وبعد المباحثات التي تمت بين وزيري خارجية اميركا وتركيا في واشنطن حول منبج والغموض الذي اكتنف ماتم الاتفاق عليه بخارطة طريق نحو منبج ادت الى انسحب مايسمون المستشارين العسكريين لوحدات حماية الشعب الكردية وهم في الواقع من عصابات قسد الداعشية المحمية اساساً من العدو الاميركي (وهنا الصفقة في تخلي اميركا عن هذا الحليف الكردي الذي بذل الدم لتكون اميركا محتلة للشرق والشمال السوري، وكما قلنا قبلاً للأكراد ان الرهان على اميركا كالرهان على طواحين الهواء… )من منبج وبدأت الفصائل المنتمية لدرع الفرات التركية تتحضر للدخول الى المدينة
ووفقا لمعلومات الواقع فإن قادة التنظيم الكردي باشروا الخروج من منبج إلى مدينة عين العرب شرقي نهر الفرات، ليتوجهوا منها إلى بلدة عين عيسى.
– تنص المرحلة الثانية من خارطة الطريق، على تولي عناصر من القوات التركية والاميركية مهمة مراقبة المدينة بعد 45 يوما
– تنص المرحلة الثالثة على تشكيل إدارة محلية في غضون 60 يوما ومن المخطط أن يجري إنشاء المجلسين المحلي والعسكري، اللذين سيوفران الخدمات والأمن في المدينة، حسب التوزيع العرقي للسكان وفي وقت سابق اليوم أعلن وزير الخارجية التركي أن قوات أمريكية وتركية ستدير منبج السورية حتى يتم تشكيل إدارة فيها، وقال إن “وحدات حماية الشعب” ستنسحب من المدينة حتى نهاية فصل الصيف.
– مصدرٌ سوري مطلع على الوضع في الشمال السوري قال إنّه “في حال دخول الأتراك إلى مدينة منبج وخروج ماتسمى “قوات سوريا الديموقراطية” لن يبقى لحلفاء واشنطن أي مكان سيطرة في أقصى الشمال السوري سوى مدينة عين العرب المدمرة على إثر المعارك الضارية التي حدثت بين تنظيم “داعش” والأكراد، لكن لن يكون هناك أي دخول تركي إلى منبج إلا من خلال تسوية تركية أمريكية (كما بدأ يظهر اليوم والتي يتم الحديث عنها حتى من قبل اجتياح الجيش التركي لمدينة عفرين واحتلاله لها،) لكن السؤال يبقى حول حدود هذه التسوية جغرافياً وما إذا كانت يد تركيا ستطلق على المدن والمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية بتنسيق مع أمريكا أم أن الموضوع سيقتصر على منبج فقط دون امتداد تركي.
مولود جاويش أوغلو كان قد أعلن قبل أسبوع عن صفقة بين تركيا والولايات المتحدة إلا أنّ الخارجية الأمريكية نفت وجود أي اتفاق حينها وإنما مشاورات من أجل الوصول إلى حل نهائي حول منبج، والطرفان يُبازِران على أرض سورية وبالتالي هم غازيان يخالفان القوانين الدولية ويعتديان على أرض سورية وفق القانون الدولي وتصريح الرئيس الاسد الأخير وتأكيد الوزير المعلم.
– اجتماعات أستانة تناقش الشؤون الميدانية بشكل بحت، وسيكون لعفرين ومنبج حصة كبيرة من هذا المسار السياسي مستقبلاً بكل تأكيد و سيتم إعادة رسم الخطوط العريضة لهاتين المدينتين ميدانياً وسياسياً بحسب حديث المصدر السوري ذاته الذي أكد أنّ “الحديث عن أي حل للأزمة السورية سيشمل هذه المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية وضمن الإطار السياسي الذي أكد عليه الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلته الصحفية الأخيرة كما أكد عليه وزير الخارجية وليد المعلم بأن الهدف النهائي هو تحرير كافة الأراضي السورية وفق الأولويات الميدانية التي تحكمها طبيعة الظروف السياسية، وبالتالي ستعود كل من منبج وعفرين لسيطرة الدولة السورية الشرعية في دمشق ولكل ملف أولويته التي تحكمه.
هزيمة الاميركي وثبات الدولة السورية
-تؤكد دمشق العاصمة السورية خلال الساعات الماضية أنها بدعم من حلفائها ليست بوارد التخلي عن القرار المتخذ من جانب القيادة السورية تحت أي ظرف كان بتأجيل أو الرضوخ لكل الابتزازا ت من جانب الولايات المتحدة وحلفائها باستكمال تطهير ما تبقى من مناطق سورية تحتلها المجموعات الارهابية المسلحة او يحتلها الاميركي والتركي، بدءا من الجنوب السوري، وانتهاء بالمناطق الشمالية المحاذية للحدود التركية، بغض النظر عن طبيعة مواقف أطراف الحلف التأمري أو طبيعة الاحتلالات لهذه المناطق بعد كلام الرئيس الاسد للوكالة الروسية وقوله ان “القوات الاميركية ستغادر سورية ان عاجلاً ام آجلاً…” يؤكد صلابة الموقف السوري.
. – في حديث المعلم وليد المعلم في مؤتمره الصحفي وهو الذي اعتاد المراقبون على ظهوره الا في الظروف الحالكة، نفى التوصل إلى أي اتفاقات بخصوص الجنوب السوري، مؤكدا أن ذلك لن يكون قبل انسحاب القوات الأمريكية من التنف.
دمشق وحلفاؤها يعطون الاولوية لتطهير مناطق الجنوب وصولا الى الحدود مع الاردن ومع الجولان المحتل، وهذه الاولوية تفرضها المعطيات التي يحددها الجيش السوري بالتنسيق والتشاور مع القوى الحليفة التي تشارك في الحرب ضد الارهاب، انطلاقا من مجموعة اعتبارات سياسية واستراتيجية عنوانها الاول توسيع دائرة الامان حول العاصمة السورية ومنع العدو الاسرائيلي من الاستمرار في دعم المجموعات الارهابية وصولا الى اعادة فتح الحدود مع الدول العربية المجاورة، بعد أن جرى في الشهرين الماضيين استعادة الغوطتين الشرقية والغربية ومخيم اليرموك وحيي القدم والحجر الاسود.
-ولذلك، ما هي طبيعة الموقف السوري من قضية تحرير الجنوب السوري في ضوء ما جرى الحديث عنه مؤخرا من أرجحية عقد لقاء ثلاثي في العاصمة الاردنية خلال الايام المقبلة لاستكمال البحث من أجل الوصول الى تفاهم نهائي لقضية اخراج المسلحين من جنوب سورية تمهيدا لاعادتها الى سيادة الدولة السورية؟
وفق المعطيات فإن قرار استعادة هذه المنطقة الممتدة من درعا الى الحدود الاردنية وانتهاء بالحدود مع فلسطين المحتلة بات مسألة وقت…
ولذلك فان موقف القيادة السورية مبني على الثوابت الاتية:
اولاً: ان استعادة مناطق واسعة في الفترة الماضية من سيطرة الارهابيين، حصل على قاعدة تحرير كل المناطق التي كان يسيطر عليها المسلحون ومن يدعهم في الغرب والخليج، وبالتالي لم تتراجع سورية وحلفاؤهاعن كل ما تحقق من انجازات عسكرية رغم ما مارسته الولايات المتحدة وحلفاؤها بما في ذلك العدو الاسرائيلي من كل أشكال الابتزاز، من المشاركة العسكرية المباشرة لمنع هزيمة الارهاب، الى اختلاق ادعاءات حول استخدام سوريةلاسلحة كيمياوية
ثانياً: ان دمشق وحلفاءها لم يتركوا وسيلة ممكنة في الفترة السابقة لم يلجأوا اليها في سبيل استعادة المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون بالمصالحات والتسويات للابتعاد قدر الممكن عن تعريض المناطق السكنية والمؤسسات العامة للتدمير وبما يؤدي الى التخفيف من معاناة الشعب السوري جراء الحرب الكونية على دولته ونظامه، ولهذا جرى تأجيل او الغاء الكثير من العمليات العسكرية حقنا لدماء السوريين وممتلكاتهم عندما تكون هناك مؤشرات لمصالحات وتسويات
على هذا الاساس، يوضح الزوار أن دمشق تتعامل مع ما يجري الحديث عنه من احتمال الوصول الى تسويات لمناطق الجنوب السوري، بما يتوافق مع ثوابت الدولة السورية المنطلق أساساً من استعادة كل شبر من الاراضي السورية
ثالثاً: ان ما دفع الاميركي للذهاب الى المشاركة مع الجانين الروسي والاردني في اجتماعات عمان منذ فترة، هو ادراكه بمدى الهزيمة التي تعرض لها في حربه ضد سورية.
الخاتمة
– عندما يقرر الجيش السوري… فالمعركة ستبدأ جنوبا رغم التحذير الأمريكي
بدأت ملامح الخطوة القادمة للجيش السوري ترتسم بعد تحرير دمشق وريفها بالكامل من التنظيمات المسلحة، وفي حين اتجهت قوات عسكرية سورية إلى الجنوب السوري، يبقى التساؤل مطروحا حول الموقف الأمريكي من منطقة خفض التصعيد جنوبي سورية وخاصة في ظل وجود قاعدة أمريكية في منطقة التنف، وخاصة في اليومين المنصرمين حين تحركت داعش بقوة في منظقة الشرق غربي دير الزور وهي بحماية قسد زميلتها في الداعشية تحت رعاية واوامر الاميركي والفرنسي.
– اما بخصوص الموقف الروسي الذي نشعر بتراخيه بعض الشيء مؤخراً فنقول ان روسيا تقف جدياً مع سورية وتتمنى إنهاء الحرب لكن المماطلات الامريكية والغربية وأيضاً العربانية والتركية واستمرار دعمهم لهذه الجماعات الإرهابية —إذا نجح هذا الاتفاق- سيؤدي للتخلي عن السلاح والعودة إلى حضن الوطن للجماعات التي تدار من قبل الغرب اضافة الى الاردن المتورط في العدوان على سورية.
– ولكن على الجميع ان يدركوا سواء كانوا من الدول الراعية للارهاب او الجماعات الارهابية ام المعارضة ام قسد عليهم ان يدركوا ان الرهان على امريكا كالرهان على الريح.
الوزير المعلم أكد حرص الحكومة السورية على تحرير “كل شبر من أراضيها إن كان من الإرهاب أو من الوجود الأجنبي.
وتعتبر أنقرة عدوا غازيا لأراضيها، مشددا على أنه لا يحق للولايات المتحدة وفرنسا وتركيا التفاوض حول مدينة منبج الحدودية، ووصف أي اتفاق أمريكي- تركي أو أمريكي- فرنسي بأنه مدان وعدوان على السيادة السورية
وفيما يتعلق بكيفية التعامل مع “قوات سوريا الديمقراطية”، أكبر حليف للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في البلاد، في المرحلة المقبلة، كرر المعلم تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بأن أمام تلك القوات خيارين لا ثالث، إما التفاوض أو اللجوء إلى العمل العسكري.
وتابع: “أقول بصراحة: لم نبدأ التفاوض ما زلنا لم نجرب الخيار الأول.. نجرب الخيار الأول ثم سنرى.. التواصل موجود لكن لم نبدأ التفاوض حول المستقبل.. نحن ما زلنا نعتبر أنهم مواطنون سوريون يحرصون على بلدهم كما نحن نحرص…
– ويبدو ان الخذلان الذي وقع فيه الاكراد اليوم بعد اتفاق اميركا وتركيا حول منبج وخروجهم منها بأوامر الأميركي، دفعهم كما تشير الاخبار الى نيتهم بارسال وفد للتباحث مع دمشق بدون شروط مسبقة…
ويبقى ان نؤكد ان الامل معقود فقط على تلك الرؤية الصائبة للقيادة السورية ومن خلفها الحلفاء ومعقود ميدانياً على جيش اذهل الكون بصموده اكثر من سبع سنوات دامية وعاد ليأخذ الصدارة في تحرير الارض واستعادتها حتىآخر شبر ماشكل ارقاً صهيونياً اميركيا تركيا عربانيا…
ان الغد لناظره قريب.