سمكة المسيح (يونانية: ΙΧΘΥΣ أو ΙΧΘΥC) وتعني باليونانية القديمة “سمكة”.
أُتّخِذَت السمكة كرمزٍ للمسيحية منذ القرن الأول الميلادي وهو عبارة عن قوسين متقاطعين يمتد الطرفان الأيمنان بعد نقطة التقاطع ليشبه الشعار شكل السمكة. استخدمه المسيحييون الأوائل كشعار سري ليتعرفوا على بعضهم دون التعرض للمضايقات من الوثنيين قبل اعتماد المسيحية ديانة للامبراطورية الرومانية.
نقش السمكة في وادي قنوبين بلبنان يعود الى فجر المسيحية
فكان للمسيحيين شعار يميز المؤمن عن غيرالمؤمن (المسيحي عن غير المسيحي) إما بشعار السمكة أو الصليب، فوقع الاختيار ذاك الوقت على السمكة. في ذاك الوقت كان الصليب لا يستخدمه المسيحيون كما هو اليوم، لكن شعار السمكة أعطى لهم شيئاً بسيطاً وسهلاً كرمز سري لتحديد هويتهم.
فقد عثر على رسومات للسمكة في كهوف ودياميس (مقابر) المسيحيين المتواجدة تحت الأرض، كما زينت السمكة جدران الكنائس المنقوشة بالفسيفساء منذ القرن الرابع المسيحي.
رمز السمكة من الرموز الهامة التي كان يستخدمها المسيحيون وقت الاضطهاد.
السمكة باليوناني ΙΧΘΥΣ التي تنطق بالعربية إيسوس، وكلمة ΙΧΘΥΣ هي أول كل حرف لخمس كلمات وهما “يسوع المسيح ابن الله المُخَلِص”
*الحرف الأول الايوتا”Ι” وهو الحرف الأول لكلمة Ἰησοῦς إيسوس اي يسوع.
*الحرف الثاني الخي”Χ” وهو الحرف الأول لكلمة Χριστóς خريستوس أي المسيح.
*الحرف الثالث الثيتا”Θ” وهو الحرف الأول لكلمة Θεοῦ المشتقة من كلمة Θεóς اي الله.
*الحرف الرابع اليوبسلون”Υ” وهو الحرف الأول لكلمة Υἱὸς يوس أي ابن.
*الحرف الخامس السجما”Σ” وهو الحرف الأول لكلمة Σωτήρ اي المخلص.
فتكون الكلمة يسوع المسيح ابن الله المخلص، Ἰησοῦς Χριστóς Θεοῦ͑ Υἱός Σωτήρ.
فسيفساء تعود الى القرون الأولى للسمكة…
اذن رمز السمكة له أهمية خاصة في المسيحية في معناه ومدلولاته كما ذكرنا سابقاً، وأيضاً في ذكره في العهد الجديد، تُذكر كلمة سمكة بمشتقاتها حوالي سبع وعشرون مرة في الإنجيل فقط (متي – مرقص – لوقا – يوحنا)، علي سبيل المثال وليس علي سبيل الحصر، معجزة الخمسة أرغفة والسمكتين التي أشبعت خمسة آلاف رجل بغير النساء، وتبقى منها بعدما شبعوا إثنا عشر قفة مملوءة (بشارة الرسول مرقص أصحاح34:6-44). معجزة السبعة خبزات والقليل من السمك التي أشبعت أربعة آلاف شخص، وما تبقي منها بعدما شبعوا كان سبع سلال (بشارة الرسول مرقص أصحاح1:8-10)وفق الدراسات والمراجع، ان الرمز الأوّل للمسيحيّة في القرن الثاني الميلادي كان السمكة؛ “سمكة” باليونانيّة تعني ICHTUS، ويشير كل حرف منها الى كلمة ترتبط بيسوع المسيح كما اسلفنا اعلاه، والمعنى باليونانيّة Iesus Christos Theou Uios Soter أي “يسوع المسيح ابن الله المخلّص”
والصليب لم يُعتَمد نهائياً كرمز رسمي للمسيحية وللكنيسة إلاّ بعدما اعترف الامبراطور قسطنطين رسميّاً بالمسيحية وحرية اعتناقها وحرية العبادة بأي دين، وبذا اباح للمسيحيين حرية العبادة بإصداره مرسوم ميلانو السنة 313، وتثبّتت أسسها السنة 324 مسيحية عندما استطاع الأمبراطور قسطنطين التغلّب على خصومه ومنافسيه ونجح في إعادة توحيد الأمبراطورية الرومانية عندما شاهد اشارة الصليب في ملء السماء في رابعة النهارمع كتابة باليونانية تحتها تعريبها ” بهذه تنتصر” فأمر برسمها على ثياب واعتدة واسلحة الجنود وانتصر على خصمه ليكيانوس قنصل الغرب، فأصبحت الديانة المسيحية الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية.
|