فطيرة القديس باسيليوس الكبير أو الفاسيلوبيتا
كان القديس باسيليوس الكبير وهو احد معلمي المسكونة الثلاثة باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم، وغريغوريوس الكبير، كان رئيس اساقفة قيصرية كبادوكية، التي تقع في آسية الصغرى. وكان مشهوراً بعمله الخيري والنشاط الدؤوب في الدفاع عن العقيدة الارثوذكسية في وجه الهرطقات.
باسيليوس الكبير هو أكبر مؤسس للاديرة الرهبانية والمؤسسات الخيرية والاستشفائية التي حملت اسم “الباسيليات”، وله مؤلفات لاهوتية غزيرة في اللاهوت والدفاع عن العقيدة الارثوذكسي القويم، والكثير منها وصلت الينا…
القصة التالية الفاسيلوبيتا ترتبط بالقديس باسيليوس الكبير وتعتبر تقليداً من تقاليد رأس السنة أي في الاول من كانون الثاني من كل عام، وثمة اكثر من تقليد ينقل الينا مانسميه كعكة القديس باسيليوس الكبير…
التقليد الاول
” فقد فرض الامبراطور الروماني يوليانوس المرتد (361 – 363 مسيحية) ضرائب فاحشة، على سكان مدينة قيصرية في آسية الصغرى، وكان يقصد الامبراطوراستعباد شعبها المؤمن بالحصول على مدخراته.
وكان القديس باسيليوس الكبير هو رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية فالتجأ اليه السكان، ذهب الامبراطور وبرفقته حاكم مقاطعة كبادوكيا لجمع هذه الضرائب على رأس حملة عسكرية قوية، وكان الحاكم أساساً عسكرياً سيء المزاج ويسير على خطى معلمه الامبراطور المرتد يوليانوس في ظلم الناس، ويخشاه السكان في مقاطعة كبادوكية. ولما التجأ السكان إلى القديس باسيليوس الكبير طالبين حمايته. فطلب القديس باسيليوس منهم أن يجمعوا كل ما لديهم من الأشياء الثمينة ليقدموها للامبراطور المرتد إتقاء لشره. حين وصل الامبراطورومعه الحاكم على رأس حملته لجباية الضرائب واستلاب مدخرات سكان قيصرية كبادوكية، واذ بسحابة ظهرت ضمت القديس مرقوريوس برفقة الملائكة، ما أوقع في نفوس الامبراطور والحاكم والحملة الخوف والرعب، وتدخل القديس باسيليوس لدى الامبراطور وتمكن من إقناعه بالعودة عن قراره.
عندها سجد القديس والشعب للرب، وقدموا له الشكر لمساعدتهم ليقفوا امام جبروت هذا الامبراطوروعامله الحاكم كانت تلك الليلة، ليلة رأس السنة. ولكن كان من الصعب بعد ذلك إعادة الأشياء الثمينة إلى أصحابها. فقام السكان عملاً بنصيحة القديس باسيليوس بعجن الكعك، ووضعوا في كل كعكة قطعة ثمينة، ومن ثم قام القديس بتوزيعها، وكانت المعجزة أن كل شخص أخذ القطعة التي تحوى الغرض الثمين خاصته. ثم تم نقل الكنوز المتبقية للمؤسسات الخيرية التي يرعاها قديسنا. ومنذ ذلك الحين جرى التقليد على صنع الكعكة في اول كل عام، ووضع قطع نقدية بداخلها وتمت تسميتها بكعكة خبز القديس باسيليوس شكراً للرب وتوزع على المسيحيين.
وهكذا ولدت الأفكار التي بقيت حتى يومنا هذا بصنع فطيرة خبز بداخلها عملة من وقتها أسميت كعكة القديس باسيليوس الكبير. Vasilopita
ترمز كعكة الخبز المقدسة انها هدية من الله، أما قطعة العملة الواحدة فهي علامة على مصير وضعف الإنسان من المستقبل المجهول.
تعتبركعكة القديس باسيليوس الكبيرأو(الفاسيلوبيتا) من التقاليد اليونانية المرتبطة بعيد رأس السنة. جرى التقليد على وضع قطعة من العملة المعدنية بداخل الكعكة ومن يجدها أثناء توزيع الكعكة على أفراد العائلة والضيوف يكون هو صاحب الحظ في العام الجديد. جرت العادة أيضاً على تخصيص القطع الأولى من الكعكة للسيد المسيح ولوالدة الإله وللقديس باسيليوس الكبير
ويحفظ تقليد مناطق يونانية اخرى قصة كعكة الفاسيلوبيتا المرتبطة بالقديس باسيليوس الكبير بالمضمون والنتيجة ذاتها مع الاختلاف في القصة بعض الشيء عن قصة كعكة القديس باسيليوس الكبير:
التقليد الثاني
انه في يوم عيد رأس السنة وعيد الختان الالهي وعيد القديس باسيليوس الكبير
وقد جرت العادة في هذا العيد أن تقطع وتوزع كعكة الفاسيلوبيتا على المؤمنين في القداس الالهي.
ومن بين قطع الكعكة توجد قطعة واحدة تحمل قطعة ذهبية، وتكون من نصيب صاحب القطعة.
وتعود قصة كعكة الفاسيلوبيتا، وفق هذا التقليد الى القديس باسيليوس الكبير، والذي أراد بناء دير يحتوي على مأوى للأيتام ومستوصف ولكن النقود لم تكن كافية لاتمام المشروع.
فطلب من المؤمنين أن يقدموا ما يملكون من الحلي والذهب لاتمام مشروعه الخيري الانساني هذا.
وعندما تم جمع الحلي والذهب جاءه رسول ملكي يحمل له أكياساً من النقود الذهبية تكفي وتزيد عن حاجة تكاليف البناء.
فتحير كيف يعيد الذهب والحلي لمقدميه…
فبإلهام من الروح القدس قام بعجن كعكة كبيرة، ونثر فيها الحلي والذهب، وبعد خبزها قسمها الى قطع، ووزع القطع على المؤمنين، وكان كل مؤمن راضياً بما حصل عليه من القطعة ومابداخلها حيث ان الجميع حصلوا على قطع ثمينة، وشكروا الله.
الخاتمة
بشفاعات قديس الله أيها الرب يسوع المسيح، أعطنا سنة جديدة بخيراتها، وهبنا موهبة العطاء على مثال القديس باسيليوس…
ولربنا المجد إلى الأبد امين.