خربشات سياسية… 23 /12/2017
– الشيء الايجابي في السياسة ان يتسلم السياسة في بلد عدوك شخص عدواني احمق وهذا حالنا مع اعدائنا امريكا والكيان الصهيوني.
حجم الحقد والكراهية يزداد في كل يوم من قبل اتباع امريكا من السياسة الحمقاء التي كشفت زيف ادعائهم بالعالم الديموقراطي الحر.
النتن ياهووووو يقود سياسة الاحمق ترامب من خلال الضغط عليه في الكونغرس، ورغبة ترامب من الخروج من مازق الكونغرس، يدفعه لاتخاذ قرارات لاتخدم حتى مصالح الكيان الصهيوني.
– ثمة رجل في البيت الأبيض يعتبر نفسه امبراطور العالم، ويغتصب الكرة الأرضية. ويتعاطى مع دول العالم، كما التعاطي مع بنات الهوى على أرصفة لاس فيغاس. الدعارة السياسية، والاستراتيجية، أو “الموت جوعاً تحت أقدامنا”
كل أبــاطرة الـرومان وفارس، كل قادة المغول والفايكينغ، كل سلاطين بني عثمان لم يفعلوا ما يفعله دونالد ترامب بالعرب، والحق معه لأنهم لاشيء عنده.!!! اسرائيل هي كل شيء. العرب لا شيء، الآخرون لا شيء… لا ايران ولا كوريا ولا القارة العجوز حتى روسيا والصين يحاول ان يجعلها لاشيء…!
– هؤلاء هم نماذج حكام العربان المنبطحين في بلاط الامبراطور ترامب، حين كان الأخير يهدد بقطع المعونات عن الدول التي تصوّت لعروبة القدس، كان “خادم الحرمين الشريفين” يتصل به، شاكياً باكياً ومستغيثاً من الصاروخ اليمني، دون أن يرف له جفن لآلاف الصواريخ التي تسقط حتى على قاعات العزاء وعلى حفلات الزفاف في اليمن، ومن دون ان يشعر بواجب من يحمل هذا اللقب تجاه عروبة القدس. بالرغم من ملايين الاطفال اليمنيين الشهداء والجرحى واموبوئين بالكوليرا وسواها بفضل التحالف السعودي… المدعوم اميركياً…
– المثير هنا، أن ترامب وضع الحلفاء العرب أمام الحائط. هل تستطيع المملكة التي تطرح نفسها قائدة الدول الاسلامية (في وجه كل ما هو الأميركي والاسرائيلي في المنطقة) ألاّ تصوّت الى جانب الأكثرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
واشنطن ستقطع المساعدات (ذلك الفتات الذي يثير الخجل) عن مصر، وعن دول عربية أخرى. ولكن هل ستأمر أساطيلها التي تحمي بعض العروش، بل كل العروش، في دنيا العرب، بالعودة الى قواعدها أم أن هذه الأساطيل بنيت أساساً لحماية العروش التي وضعت كل ثروات العرب، كل أزمنة العرب، بتصرف الضميرالسياسي في الولايات المتحدة.
– ذروة النذالة السياسية. على أبواب نيويورك ترتفع شعلة الحرية، وبنيامين فرانكلين وصف الكونغرس (وقبل أن يتحول الى هيكل سليمان) بالهيكل المقدس لأنه هيكل الديمقراطية. هكذا ارتدت الحسناء الحقودة نيكي هايلي وجه دراكولا، وهي تهدد بـتسجيل أسماء الدول التي تخرج، ولو شكلاً، ولو فولكلورياً، من القاعة الأميركية، من الزنزانة الأميركية!!!
في تلك اللحظة، بدت الكرة الأرضية على شاكلة “الحظيرة التي توضع فيها الأبقار داخل الأسوار المكهربة”. ماذا كان يعني تهديد ترامب، ومندوبته لدى الأمم المتحدة، سوى النظر الى العالم على أنه حظيرة للمواشي؟
– بالرغم من اصرار اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة على تفكيك القارة العربية، ان السيناريو الخاص باعادة تركيب الخرائط قد تعثر، ودون أن تكون المصادفة وراء التزامن بين استفتاء كردستان واستفتاء كاتالونيا الاسبانية.
مبدئياً، وربما منطقياً، الخارطة السورية ستبقى على حالها…
لا تفكيك. البيت الأبيض فقط يحاول فرض البلطجة على الشعوب الضعيفة ومنها سورية الشامخة المدمرة والمذبوحة وقفت في وجه الغطرسة الاميركية الصهيونية التركية العربانية…، بينما يحاول الكرملين ارساء قواعد جديدة للعبة.
– لقد تمكنت سورية من تجاوز أشرس حرب شنت عليها في تاريخها وهي الآن تقف على أبواب انتصار تاريخي غير مسبوق في تاريخ المنطقة والصراعات الإقليمية والدولية بمساعدة روسيا وايران ومحور المقاومة… فإن حقائق التاريخ والجغرافيا ستفرض أسسها وقوانينها والتي تقول بان هذا الصراع سينتهي بانهيار قريب للكيان الصهيوني، وهذا الانهيار سيكون اقرب مما نتوقع، ولن يستغرق أكثر مما استغرقه العدوان على سورية الذي سيدخل سنته الثامنة وربما أقل من ذلك وستعود سورية دولة قوية راسخة الأسس والأركان، ستعود سورية كما هي بلاد الشام كلها وفي مدى وحيز استراتيجي واحد مع العراق الظهير الاستراتيجي لسورية (بلاد الشام) باسم (سوراقيا) وسيفرض منطقه وأسسه على المنطقة كلها لقرن مقبل من الزمن على الأقل.
– حول التواجد العدواني الأميركي والتركي في سورية تتوالى التصريحات من قبل الروس بضرورة انسحاب القوات الامريكية منها، والتصريحات السورية ايضاً التي تطلب من القوات الامريكية والتركية الانسحاب، وتعتبرها قوات احتلال، يعزز التوقعات الامريكية بوجود تحضيرات من قبل حلف المقاومة للبدء بعمليات عسكرية في مناطق تواجد العصابة الداعشية الاميركية الجديدة المسماة “قسد” خاصة بعد الانذار الاخير من قبل الجيش السوري، بإخلاء مدينة الرقة وحقول النفط واصرار الجيش السوري على دخول تلك المناطق محرراً.
– المستعمر الامريكي مهما أرغى وأزبد في حال خسر أحد من جنوده فسيعود الى القانون الامريكي، الذي لم يمنح الادارة الامريكية صلاحية خوض حرب ضد الجيش السوري، ولنا في عدوانه على فيتنام وخروجه ذليلاً منكسراً هارباً خير تذكير هلى هذه الهزيمة الاميركية النكراء، وخاصة بعد اعتراض الطائرات الروسية لطائرة امريكية شرقي نهر الفرات، الذي يعني احتمال تطور المواجهة الى اصطدام اكبر.
-عروبة القدس وفلسطين هي بوصلة سورية بالرغم من الطعنات التي طعنتها بها الكثير من الفصائل المسلحة الفلسطينية، وابرزها حماس التي عاش مشعلها وكوادرها في سورية اباطرة وتغذوا كالعلق من لقمة السوريين واستمدوا صمودهم من الصواريخ السورية، والله يعلم كم عانت سورية لتصل هذه الصواريخ الى غزة المحاصرة…
– بات واضحاً أن الله لا يكترث لا لصلواتنا، ولا لأدعيتنا، والا لما ابتلينا بأنفسنا قبل أن نبتلى بحكامنا، لا أحد يصغي الينا لا في السماء، ولا في الأرض، هل من مكان ثالث.
عوة الى البكاء، حفل بكاء، على قبور العرب، لم يبق من العرب سوى… قبور العرب.
حين تابع العالم… الغريب قبل العرب… كلمات أحمد أبو الغيط، وعادل الجبير، وخالد بن أحمد آل خليفة، شعر بالعار من هذه الامة. رفعوا أصواتهم، ورفعوا كوفياتهم، تنديداً بالاعتداءات الايرانية على بلدانهم. بينما يمدون الايدي تحت الطاولة للكيان الصهيوني وحتى في العلن للصلح معها على حساب دماء هذا الشعب الفلسطيني المعتر والمنكوب وقد صار عدد الشهداء بثلاثة اسابيع العشرات والجرحى والمعتقلين بالآلاف جراء القمع الصهيوني ضد الغضب الفلسطيني بشعبه الاعزل وحده دون العربان.
– كان أمرًا مُعيبًا أن يَقف مَندوب سوريتنا الشامخة على مِنبر الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة مُتحدّثًا ومُؤكّدًا أن حُكومَة بِلاده لن تتراجع عن مَوقِفها الثّابت إزاء القُدس المُحتلّة، والقضيّة الفِلسطينيّة، وحَتميّة استعادة جميع الأراضي العَربيّة المُحتلّة كامِلةً، وإنهاء الاحتلال، وقِيام الدّولة الفِلسطينيّةِ المُستقلّة، بينما تُجمّد الجامعة العَربيّة عُضويّة سورية، ولا تُوجّه لها مُنظّمة التّعاون الإسلاميّ التي تُهيمٍن عليها السعوديّة الدّعوة للمُشاركةِ في قِمّة إسطنبول الإسلاميّة التي انعقدت لبَحث تَهويد المَدينة المُقدّسة والاعتراف بها كعاصِمَةٍ للكيان الصهيوني.
الأردن من جانبه ولو متأخراً يَقود تَحرّكًا قَويًّا هذهِ الأيّام في مُحاولةٍ ، لتَصحيح هذا الاعوجاج، وإعادة سورية الدّولة والشّعب إلى المُؤسّسات العَربيّة مُجدّدًا، وتَمثّل هذا التحرّك في الاحتجاج العَنيف الذي عَبّر عنه مشكوراً السيد عاطف الطراونة، رئيس مجلس النوّاب الأردني في اجتماعٍ لاتحاد البرلمانيين العَرب في المغرب، استثنى دَعوة وَفد بَرلماني سوري للمُشاركة، وزِيارة القائِم بالأعمال السوري في عمّان للسيد الطراونة، ومُباركة الاخير بانتصارات الجيش السوري واستعادة مُعظم الأراضي السوريّة من قَبضة الجَماعات الإرهابيّة المُسلّحة.
– يَصعُب علينا أن نَفهم استمرار حُكومات العربان في مُقاطعة سورية بالطّريقة التي تَقوم عليها حاليًّا، وكأنّها لا تَقرأ الوقائع على الأرض، ولا تَرى المُتغيّرات الاستراتيجيّة في مِنطقة الشرق الأوسط بُرمّتها، وظُهورِ مَحاور سياسيّةٍ جديدةٍ بقِيادة روسيا بَدأت تُعيد رَسم مُعادلات القُوّة وِفق هذهِ المُتغيّرات، مِثلما تُكابر في الوَقت نَفسه، وتَرفض الاعتراف بفَشل مَشاريعِها في تَفتيت هذهِ الأُمّة، وتدمير أعمِدتها المُقاومة للكيان الصهيوني.
فإذا كان الرئيس الفرنسي ماكرون يُؤكّد أن بِلاده ستُعيد فَتح قَنوات الاتصال مع سورية بعد هَزيمة داعش/ وان كانت دعوته المقرونة بتحميل سورية فشل محاثات جنيف 8/ وجدت رفضاً من الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد مشيراً الى دور فرنسا الدموي في سورية، فهل الحُكومات العَربيّة الأُخرى أكثر فَهمًا وقوّة من فرنسا التي قادت الحَرب في سورية ومولت الارهابييين واعداد كبيرة منهم ممن يحملون جنسيتها، ولَعِبت دَورًا كَبيرًا في دَعم المُعارضة السوريّة عَسكريًّا وسياسيًّا وماليًّا؟ فالمَسألة ليست مَسألة عِناد ومُكابرة، وإنّما مَسألة مُتغيّرات على الأرض لا يُمكن تجاهُلها، أو القَفز فَوقها، ووَضع السياسات التي تتلائم مَعها. تَصويت الأردن القويّ في الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة لصالح قرار يُدين مَشروع ترامب في تَهويد القُدس المُحتلّة، ربّما يُعرّضه إلى مُضايقاتٍ وضُغوطٍ، وربّما إجراءاتٍ انتقاميّة بخَفض المُساعدات الماليّة، أو حتى وَقفِها، وتَرحيل آلاف الفِلسطينيين إليه، وجَعله الوَطن البديل، لأنّه رَفض أن يَبيع كرامَته الوطنيّة، مُقابل حِفنةٍ من الفِضّة، وهذا يَتطلّب التفافًا شعبيًّا حول السّلطة، والوقوف في خَندَقِها في مُواجهة هذهِ التّهديدات، لتَصليب عُودِها، وتَعزيز صُمودِها.
في النتيجة ان معادلة القوة التي فرضها الجيش السوري ومحور المقاومة بدعم من روسيا ومجموعة البريكس هي الضامن الاساس لانتصار سورية الغد بالرغم من شلالات الدماء الطاهرة والدمار الذي لايتخيله بشر بفضل الحرب العدوانية الكونية على سورية.
لقد استطاعت سورية خلال سبع سنوات من الصمود لتنتقل الى الهجوم والهجوم هو خير الطرق للنصر…