رموز عيد الميلاد المجيد
تاريخ العيد… المغارة… الشجرة… سانتاكلوز
مقدمة
عيد الميلاد المجيد وعيد رأس السنة الميلادية مناسبات مهمة في حياتنا وان كبرنا يبقى عندنا شوق وحنين لمغارة وشجرة الميلاد ورموزها.
الأنوار تتلألأ في البيوت وعلى الشرفات و في الطرقات, كل هذه الامور تمهد لمناسبة اعياد الميلاد حيث يجتمع الاهل والاحبة لنفرح معا بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية.وبهذه المناسبة احببت ان اعد لكم شرح مفصلاً لهذه العادات والمظاهر والتقاليد التي تخص هذه المناسبات وحاولت جمع المعلومات من مختلف المصادر وقد تم ذكرها للمصداقية…ملاحظ ان تواجد بعض الاختلافات والتواريخ فهذا لا يمس العقيدة واللاهوت بشئ انما اختلافات بسبب امور اخرى
تاريخ العيد
منذ القدم لم يكم هنالك ما يسمى بعيد الميلاد، كان المسيحيون يحتفلون فقط بذكرى موت و قيامة الرب اي عيد الفصح او القيامة.
ولم يكن الاحتفال بميلاد المسيح موجوداً إلا في القرن الرابع المسيحي.
و قد ظهر هذا العيد في تاريخين مختلفين 25/12 (غربي) و7/1 (شرقي). وكلا التاريخين هما احتفالات وثنية بعيد الشمس، وبعيد النور. فمنذ عام 239 ق.م احتفل اليونانيون بعيد النور الذي ينمو و بميلاد الشمس في 7/1.
مع انتشار المسيحية أرادت الكنيسة تبديل هذه المعاني الوثنية لتصبح معان مسيحية وأخذت تحتفل بعيد الأنوار أو عيد الظهور، ومن المعلوم هنا أن أول ظهور للمسيح في حياته العلنية كان يوم اعتماده وفق الكنيسة التي كانت تعيد لعيد الظهور الالهي، ومن ثم اضافت الكنيسة ذكرى ميلاده ثم أخذت الكنيسة تذكر حوادث اخرى تتصل بظهور المسيح فاعتبرت الكنيسة الارثوذكسية الاعياد الميلادية المرتبطة بماتسميه في ادبياتها ب”الفصح الشتوي” تبدأ بالميلاد ثم بعيد الختانة، وتختم بعيد الظهور الالهي.
أما عن الاحتفال في 25/12 فيعود الى روما ما بين 325-354 ق.ب وقد كان المقصود من هذا الاحتفال أن يحل محل عيد وثني اخر وهو “عيد الشمس التي لا تقهر” الذي كان قد حدده الأمبراطور أوريليانس عام 274 بعد أن أضاف إليه عيد الامبراطور الإله و في عهد الامبراطور قسطنطين 313مسيحية أصبح هذا العيد الوثني عيد ميلاد السيد المسيح الذي هو حقيقة الشمس التي لا تقهر والإله العظيم، فعين عيد الميلاد في 25/12 ليحل محل عيد الشمس و عيد الأمبراطور. و منذ عام 386 انتقل الى الشرق للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 25/12 و أصبح منذ ذلك الحين في الشرق والغرب، وصارت الكنيسة ترتل مايوثق ان المسيح هو الشمس وعيده عيد الشمس
“ميلادك ايها المسيح الهنا قد اشرق نور المعرفة في العالم، لأن الساجدين للكواكب به تعلموا من الكوكب السجود لك ياشمس العدل، وان يعرفوا انك من مشارق العلو اتيت يارب المجد لك.”
مغارة عيد الميلاد
من أجمل ما يصاحب عيد الميلاد المجيد بعض التقاليد الرائعة التي يفتخر بها كل مسيحي و أهمها مغارة الطفل يسوع، هذه المغارة التي اعتاد الجميع أن ينصبوها في ذكرى ميلاد المسيح
في الواقع، فان لوقا الانجيلي هو الوحيد من الانجيليين الاربعة الذي ذكر في بشارته مكان ميلاد المسيح في بيت لحم :” وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ مدينةِ داودَ، لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى. وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ، فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ، لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ.” (لوقا 2 : 4-7)
لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.
وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرون الثالث والرابع تظهر رسماً لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.
وتعود هذه العادة الى عام 1223م عندما اراد القديس فرنسيس الأسيزي أن يذكر مواطنيه بميلاد المسيح الفقير، فذهب الى مغارة طبيعية بالقرب من اسيزي وبنى فيها مذوداً كمذود بيت لحم، ومن ثم وضع تمثال الطفل يسوع بداخلها ونثر على الأرض عشباً يابساً واحضر حماراً وثوراً وجعلهما بقرب المذود. وفي ليلة العيد، وبعد قرع الجرس هرع الناس وهم يحملون المشاعل بإتجاه المغارة، واقام القديس فرنسيس الصلاة في نفس المكان، مبيناً محبة يسوع وحنانه للذين دفعاه ليولد فقيرا من أجلنا. ومن ذلك الحين أصبح من المعتاد أن تقام مغارة الطفل يسوع بمناسبة عيد الميلاد، وانتشرت في العالم كله.
والمغارة التقليديّة تحتوي على رموز
يسوع المسيح طفلاً صاحب العيد
مريم العذراء ويوسف الشيخ الطاعن في السن حارس بتوليتها المصطفاة من الله
الرعاة
وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود، الملك الّذي وُلِدَ راعياً.
المجوس
وهم يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك
النجمة
وهي رمزُ للنجمة التي هدت المجوس إلى المسيح، ولنور المسيح المتجسد
البقرة
وهي رمزُ الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان، لا ليعيش من أجله وإنما ليساعده ليعيش ويتمكن من خدمة الإله الحقيقي، وهذا رمزُ البقرة التي تقوم بتدفئة المسيح
الحمار
وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامّة الناس، وهو أيضاً رمزالصبر
واحتمال المشقات في سبيل الإيمان وفي خدمة المخلّص…
الخراف
:وسيلة للغذاء والتدفئة، وترمز بشكلٍ خاص إلى الوحدة الضرورية في
جماعة المؤمنين، التي تحافظ على دفء الإيمان في قلوبهم.
الملائكة
يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر
شجرة عيد الميلاد
واكثر تقاليد الميلاد جمال شجرة العيد التي نهرع جميعاً لتزيينها ولإظهارها في غاية الجمال، تعددت الاقاويل والمصادر عن عيد الشجرة
لا يرتبط تقليد شجرة الميلاد بنص من العهد الجديد بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة.
فقد استخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر.
ومع تحديد عيد ميلاد الرب يوم 25 كانون الأول، أصبحت هذه الشجرة جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المسفوح على الصليب لخلاصنا…
أما استخدام الشجرة فيعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في انكلترا، وهي مرتبطة بطقوس خاصّة بالخصوبة.
ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوربة خاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا حين اعتبرت الشجرة تذكيراً ب”شجرة الحياة” الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزاً للحياة والنور(ومن هنا أتت عادة وضع الإنارة عليها). وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش.
هناك ثلاثة آراء بخصوص شجرة عيد الميلاد
الرأي الأول
أول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في ستراسبورغ سنة 1605مسيحية
لكن أول شجرةٍ ضخمةٍ كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840م على عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد.
الرأي الثاني
للشجرة قيمة كبيرة في الكتاب المقدس (شجرة المعرفة) في قصة الخلق والتي أصبحت (شجرة الحياة) مع ربنا يسوع المسيح الفادي.
أول ظهور للشجرة كان في القرن السابع ثم انتقل التقليد إلى اسكندينافيا حتى وصل بشكل واضح في القرن الثالث عشر إلى ألمانية وفرنسة وعم في كل أوربة
وفي القرن السادس عشر أقام مارتن لوثر الألماني منشىء البروتستانتية اللوثرية أول شجرة ميلاد مضاءة في العالم، ومن ثم بدأت تظهر الزينة كأكواز الصنوبر والشرائط الملونة على أبواب المنازل والأشجار وهذه عادة كانت سائدة في بلاد الغال (فرنسة) وترمز إلى شعار الإمبراطور ديونيسيوس ورمز لكهنة كنيسة غاليا (فرنسة)
أما الألوان فائماً تحمل رموزاً روحية
الأخضر رمز الحياة الجديدة والرجاء والخصب والبركة…
الذهبي رمز الملوكية والمجد والغنى…
الأحمر رمز الشهادة والفداء…
الأبيض رمز الطهارة والنقاء…
الرأي الثالث
فقد ظهرت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية.
وفي عام 727 أو 722م أوفد إليهم بابا رومية القديس بونيفاسيوس لكي يبشرهم بالمسيح، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى اشجار السنديان وكانوا يدورون حولها كعبادة لهذه الشجرة وللاله ثور اله الغابات، وقد ربطوا إبن أحد الأمراء على جذعها، وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص إبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليُهلك.
وقام بقطع تلك الشجرة ولكن مما أذهله هو ظهور شجرة صغيرة من جذور الشجرة المقطوعة (التي قام بقطعها)، ثم نقلوها إلى أحد المنازل وزينوها، وصارت فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح عند حلول القرن 16، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم امريكا، ثم أخيرا لمنطقتنا هنا. وتفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة
وإن أصول شجرة عيد الميلاد ترجع لفترة مبكرة، فقد كانت تستخدم فروع الأشجار قبل السنة الميلادية لأغراض تقليدية. وقد مرت شجرة عيد الميلاد بتطورات عدة غنية بكثير من الأساطير، حيث كان للمصريين دور بارز في الثقافات التي ادخرت وعبدت دائمة الإخضرار. فعند قدوم اقصر أيام السنة في فصل الشتاء، يحضر المصريون أوراق شجرة النخيل الخضراء الى منازلهم لترمز الى انتصار الحياة على الموت. أما الرومان فقد كانوا يحتفلون بهذا اليوم بطقس بدعى “الزحلي” نسبة الى كوكب زحل إله الزراعة و كانوا يزينون بيوتهم بالخضروات والأنوار، كما أنهم كانوا يتبادلون الهدايا ويعطون المال من أجل الأزدهار والفطائر (المعجنات) من أجل السعادة و المصابيح لإنارة رحلة الشخص اثناء حياته.
سانتا كلوزاو القديس نيقولاوس
و من اهم ما يميز عيد الميلاد المجيد ظهور شخصية في غاية المحبة و العطف وهي بابا نويل (سانتا كلوز) هذه الشخصية التي اثرت في الجميع، وخاصة الأطفال حيث اعتاد المسيحيون على وجود بابا نويل ليلة الميلاد ليحضر الى بيوتهم، ويقدم لهم الهدايا.
فمن هو بابا نويل؟
بابا نويل هو “القديس نيقولاوس اسقف ميراليكية في آسيا الصغرى”، هذا القديس الذي ولد من عائلة غنية جداً، وقد كان دائماً يعمل من أجل مساعدة الأشخاص وخاصة العائلات المحتاجة. ولأنه كان شابا قام بالارتحال الى بلدة ميرا في تركيا. المكان الذي أصبح اسقفاً لكنيسته. حيث كان يمضي كل وقته في خدمة الفقراء، وكان يحب الأطفال كثيراً، وله في ذلك قصة شهيرة جداً، حيث كان في مدينة ميرا عائلة فقيرة جداً لديها ثلاث فتيات تمت خطبتهن وتحتاج الى المال لأجل تجهيزهن، وفي ليلة من الليالي صعد هذا القديس الى سطح المنزل وأسقط أكياساً كانت تحتوي على نقودٍ فسقطت في جوارب كانت الفتيات قد وضعنها لتنشيفها على ظهر المدفأة… و في اثناء وجود القديس نيقولاوس شاهده والد الفتيات وهو يفعل ذلك ودار حديث بينه و بين القديس نيقولاوس، حيث رجاه هذا القديس أن يبقي هذا الأمر سراً والمفاجأة كانت بعد يومين، عندما أصبحت البلدة جميعها تعرف ماذا فعل هذا القديس، ومن هنا ظهرت عادة وجود جوارب حمراء اللون لتتزين بها منازلنا تذكيرا بالحادثة التي من خلالها عرفت فيها احسانات هذا القديس الاسقف بحق هؤلاء الفقراء.