السودان المشتعل
كتب م.حيان نيوف
1- السودان دخل على خط المقايضات و الإنزياح الجيوسياسي ، الأميركي يرتب أوراقه ومراكز نفوذه قبل إتمام انسحابه من غرب آسيا والذي بدأ من أفغانستان .. والمطلوب انهاك الجيش السوداني ووضعه تحت إمرة حكومة مدنية مطبعة ومتحالفة مع الكيان الصهيوني وتقبل بوجود قوات أطلسية على أراضي السودان ..
لا يمكن لحلف الشرق أن يوقف المخطط الأطلسي الصهيوني في السودان بشكل فوري ، والسبب يعود إلى أن جميع اللاعبين في الساحة السودانية بما فيها الدول المحيطة بالسودان ، هم جزء من المخطط الأطلسي .
الصورة المرفقة تعود للعام 2020 ، حيث قدم نتنياهو عرضا للدول التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني وتسمح بعبور طيرانه المدني ..
2- ثلاثة دول عربية دعمت الإنقلاب في السودان و شجعت البرهان على الإطاحة بالرئيس السابق “عمر البشير”، هي ( مصر و السعودية و الإمارات ) ..
في ذلك الوقت كان “البشير” قد انقلب في تحالفاته، وزار روسيا ووقع معها اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية و قام بزيارة لسورية ..
3- بعد الإنقلاب على “البشير” ، قام البرهان بالإنقلاب على رئيس الوزراء الجديد “حمدوك” ، وأيضا بدعم من ( مصر و السعودية و الإمارات ) ..
وعندما سئل المبعوث الامريكي الى القرن الافريقي “جيفري فيلتمان” عن دور هذه الدول الثلاث في انقلاب البرهان على حمدوك ، قال : “إن الدعم الضمني لهذه الدول للإنقلاب في السودان لن ينفع شيئا”..كلام فيلتمان كان واضحا بأن القادم على السودان سيكون الإطاحة بالعسكر .
وزير خارجية نتنياهو “إيلي كوهين” أكد ما قاله فيلتمان سابقا بعد.زيارته للسودان في شباط الفائت حيث قال ” ننتظر حكومة مدنية في السودان لتوقيع اتفاق السلام الذي اصبح جاهزا”
4- 《 الأزمة السودانية باتت أزمة موازية لأزمات المنطقة لجهة دخولها على خط الإنزياحات الجيوسياسية و ربما المقايضات ، لكنها لن تكون الأخيرة .. التسوية الكبرى تتطلب مزيدا من الإنزياح في الجغرافيا السياسية ..》
5- إن صحّ هروب “البشير” من السجن ، فإنّه تمّ بلعبة دولية تهدف إلى إحداث المزيد من الإنقسام داخل مؤسسة الجيش السوداني .. “حميدتي” هو من سيكون سهّل خروج “البشير” الذي ما زال يملك نفوذا داخل الجيش الذي يقوده “البرهان” .. ما يهم أميركا واسرائيل هو إضعاف العسكر أكثر فأكثر تمهيدا لعودة حكومة مدنية وربما بقيادة “حمدوك” تكون غب الطلب الامريكي الإسرائيلي ..
6- رئيس الوزراء السوداني المقال ” عبدالله حمدوك” ، والذي تمت إقالته من قبل المجلس العسكري بقيادة “البرهان” ، كان عراب التطبيع السوداني/الاسرائيلي بموافقة البرهان وحميدتي ، وله تصريح شهير قال فيه : ” إن عملية التطبيع مع إسرائيل ستستمر بأي حال من الأحوال، هذه مصلحتنا ونحن نرغب بها. التزمنا وسنظل ملتزمين ونحن مصممين جدا على الالتزام بالاتفاق مع تل أبيب”
في العام 2020 ، قالت صحيفة “يديعوت احرنوت” الصهيونية : إن حمدوك حصل على مكافأة مقابل التطبيع مع اسرائيل ، و هي عبارة عن منزل فخم في ( مالبيو/كاليفورنيا ) دفعت ثمنه الإمارات عبر الوسيط البناني “جورج نادر” ..
7- حشيش عربي بنكهة سودانية:
في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الجزائر ، دعت دول التطبيع العربية إلى اعتماد استراتيجية موحدة للأمن الغذائي العربي وإلى اعتماد السودان كسلة غذاء العرب !!! وبعدها طيروا السودان و طارت سلة الغذاء العربية
8 – ما هي النهاية المتوقعة للأزمة السودانية ؟
• استمرار القتال حتى إنهاك الجيش و القوى المتصارعة ..
• لا تقسيم للسودان ، بل حكم ذاتي لأقاليمه ..
• حكومة مدنية اتحادية لا دور للعسكر بها ..
• قوات أطلسية أممية بحجة حماية الحكومة المدنية و تحت ذرائع إنسانية…
• إعلان التطبيع بين الحكومة المدنية المحمية و الكيان الصهيوني ..
• تصفيق حار من قبل دول التطبيع العربية و جامعة أبو الغيط ..