جاء الشاعر شوقي بغدادي إلى شعر الأطفال بعد رحلة طويلة مع الشعر للكبار، وهو يقدم مادة أدبية للون جديد من الفن لم يعرفه أدبنا المعاصر إلإ قليلاً، وإذا عرفنا أنه معلم فإننا سنرى في خياره شيئاً من الإيمان برسالة تربوية يؤديها…
.
ولا بد من الاعتراف أن الكتابة للطفل قد كسبت كثيراً من انتماء هذا الشاعر ذي التجربة الشعرية العميقة والطويلة لمهنة التعليم، مما يعزز صلابة الخطوات التي يخطوها شعر الأطفال تحديداً بعد أن كثر المتنطـِّعون الذين تحتاج أن تعلمهم دروساً أولى في الكتابة، فما بالنا بالكتابة الطفل!
.
إن مساهمة الشاعر هذه تعني فيما تعنيه قدرته على التجدُّد والانتماء إلى عالم الطفولة، بما يمثله من رهافة وانفتاح على جمال الحياة، والرغبة في رفد هذا اللون الجديد بخبرة شاعر له باعه في عالم الشعر.
.
أصدر الشاعر ثلاث مجموعات شهرية للأطفال صدرت عن وزارة الثقافة، اثنتان ضمن سلسلة كتاب أسامة الشهري هما
“عصفور الجنة” عام 1982
و “القمر على السطوح” عام 1984،
وكان قد نشر عدة قصائد لم يضمها كتاب قي مجلة “أسامة” وعلى نحو متباعد، ثم انقطعت المساهمات لتعود منذ عام 2003 بعدد من القصائد والحكايات الشعرية شكلت انعطافاً فنياً في شعره للأطفال،
ثم صدرت مجموعته الثالثة “المعلم جميل” عن وزارة الثقافة عام 2011.
.
قدم شاعرنا عدداً من الحكايات الشعرية مثل “وجدان الطبيب ينتصر” و”الرسام المصاب بعمى الألوان” و “القمر على السطوح” ومن خارج المجموعتين نقرأ له حكايتين هما “الشجرة تنتظر الحطاب” و”ابن الخطاب قرير العين” وخلال ذلك استطاع أن يعدِّد في أساليب البناء في الحكاية والأنشودة والقصيدة،
.
من النماذج المميزة والمبكرة للشاعر “صلاح يذهب وحيداً إلى المدرسة” و”هيا نلعب” و”مثل طول البندقية” وقصيدة “صياد الفراشات” التي تقول: