الملك اور نامو اول مشرع وواضع قوانين في العالم
ليس روماني ولا يوناني ولا فارسي ولا عربي كما أوهموكم بل هو سوري الحسب والنسب تنفس ذات الهوى الذي تتنفسون وشرب من ذات الماء التي تشربون
إنه جدكم العظيم ” أورنمو “
(أور نامو) Ur-Nammu، ملك (أور).
أور نمو (أورنامو أو أور انغور أو أور كور) حكم في الفترة (2047-2030 ق م) وهو مؤسس سلالة أور الثالثة في بلاد الرافدين كما أنه مؤسس أول شريعة قانونية في التاريخ التي سبقت شريعة الملك البابلي حمورابي بثلاثة قرون.
تمكن أورنمو من توحيد المدن السومرية من ( أور و إريدو و أوروك و لكش و نيبور و كيش و أداب و اوما ) ضد حكم الكوتيين وتمكن من استعادة حكم بلاد الرافدين من الكوتيين الذين سيطروا على البلاد سابقا والذين اسقطوا الإمبراطورية الأكدية، ولقب نفسه بملك بلاد سومر وأكد.
تمكن أورنمو من بناء وتشييد عدة معابد منها مبنى الزقورة في أور وكذلك قام ببناء معابد في المدن نيبور ولارسا وكيش وأداب واوما وقام بتشريع أول شريعة قانونية في التاريخ.
ولم يكن حمورابي وعشتار إلا متابعين مكملين لما جاد به جدهم ” أورنمو “
ولقد قتل سنة 2030 ق.م بعد معركة أمام الكوتيين وبعد أن تمكن من تحرير كامل الخليج السومري من السيطرة الكوتية.
بعد وفاة الملك أور نمو خلفه ابنه شولجي (2093 – 2046) قبل الميلاد في حكم مدينة أور وحكم المملكة حوالي 48 عاماً مكنته من إنشاء وتعمير المملكة وإعادة توسيع بعض المنشآت في مدن سومر وأكد وفي مقدمتها إكماله بناء عدد من المعابد والزقورات كزقورة اور نفسها وزقورة الوركاء واهتم بمدينة اريدو ومعابدها.
قانون أورنامو
كما قلنا أعلاه فإن قانون أورنمو هو أقدم قانون مكتشف حتى الآن، وقد سبق قانون حمورابى بثلاثة قرون، حيث عثر على قسم من الألواح التى تضمنت هذا القانون فى مدينة نفر والقسم الآخر منها فى مدينة أور، وقد كتب باللغة السومرية، ويقدر تاريخه بحوالى 2100-2050 قبل الميلاد.
وارتكز القانون فى تصنيفه على الجوانب الأخلاقية الداعية لنشر الفضائل ومحاربة الرزيلة والفساد…
وقد قال الملك السومري فى مقدمة تشريعه أن الهدف هو توطيد العدالة والحرية فى البلاد وإزالة البغضاء والظلم والعداوة، وتضمن القانون العديد من النصوص لمبادئ حقوق الإنسان، كذلك وضع بعض المواد التى كانت تعالج مسائل الأحوال الشخصية كالطلاق والخيانة الزوجية والخطوبة، لعلها تتشابه مع العديد من الكثير من مواد الدساتير الحديثة.
اهم منجزاته
أهم ما قام به المللك أور نمو في مدينة اور الارتقاء بها وازدهارها في تلك الفترة والتي تتلخص ببعض الإصلاحات الإدارية والإنجازات العمرانية ومنها
•. بنى زقورة للآلهة إنّيانا في عاصمة دولته اور، وشيد وبنى العديد من المباني وترميم ما تهدم من معابد الآلهة في المدن السومرية المختلفة.
•.حصن المدينة التي تطل على نهر الفرات من جهاتها الثلاث.
•. أوصى بشق قنوات للري لايصال مياه نهري دجلة والفرات إلى الأراضي الزراعية، وصيانة القديم منها.
•. نظم سياسة البلاد وذلك من خلال ترسيم ووضع الحدود الفاصلة بين المدن والأقاليم التي اختلطت بعد الفوضى التي قام بأحداثها الجوتيين. وحدد سلطة كل من الحكام المحليين وحكام المدن والأقاليم وحدد مسؤولية ادارتهم، وحل الخلافات والمنازعات المتعلقة بالاحياز البيئية المتعلقة بالأراضي ومصادر المياه.
•. سن تشريعات قانونية تعد الأولى من نوعها في تاريخ بلاد ما بين النهرين والشرق الأدنى القديم حيث أشتملت على تنظيم العلاقات بين افراد المجتمع من جهة وبين المعبد وبين القصر الملكي من جهة أخرى،
ونصت القوانين على منع الكهنة وكبار الموظفين من استغلال وظائفهم الدينية والحكومية لتحقيق السلطة والثراء على حساب الشعب،
وتعتبر من أقدم القوانين التي تم الكشف عنها حتى الآن والتي كتبت باللغة المسمارية،
وكان القانون يتألف من مقدمة تليه مواد قانونية ثم ينتهي بالخاتمة،
وكانت المقدمة مخصصة للحديث عن اورنمو. وتعالج المواد القانونية اثنتان وثلاثون قضية اقتصادية واجتماعية …
واليوم نرى في العالم شرائع وقوانين ولكننا لانعرف بأنها جميعا مسروقة منا وقد تقدمت الأمم بفضلنا
دمتم للحق والخير والجمال، بلادنا مصدر الخير والايمان والحق والجمال…وعظماء بلادنا هم من صاغوا الحضارة البشرية في ادوارها الاولى، وتابعوا بحضورهم واسهاماتهم بكل ادوارها حتى وقتنا الحاضر.