خربشات سياسية…21/ تشرين الثاني 2017
البوكمال معركة الشرق السوري الكبرى
– البوكمال هي اكبر معركة من معارك الشرق السوري، وحتى اكبر المعارك الكبرى في كل الجغرافيا السورية الكبرى، بمساندة القوات الرديفة والحليفة وهي آخر المعارك الكبرى في مواجهة تنظيم داعش الارهابي، لكن المعارك ستستمرّ من أجل القضاء على داعش نهائياً، وكل الفصائل الارهابية من القاعدة وجبهة النصرة وجيش الاسلام …الخ واحدث هذه الفصائل الأميركية الداعشية الجديدة “قسد” الكردية، وذلك وسط محاولات أميركية لكسب الوقت، وتأجيل الحسم في سورية ع/ط كل الفصائل التكفيرية وفي كل الارض السورية التي بسطت الدولة السورية يدها عليها، وما تصعيد القصف الارهابي على دمشق في الاسبوع الحزين بحوالي 80 قذيفة هاون وصاروخ الذي أدى لارتقاء 35 شهيداً واكثر من160 جريحاً في دمشق كلهم مدنيون واطفال طالهم الغدر وهم في بيوتهم كالطفل الملاك الشهيد ايلي طوني حلبي في جرمانا واصابة شقيقه الطفل جورج بشظية في رأسه بالأمس… عدا الدمار الشامل وسط ذهول الناس…والهجوم العنيف على إدارة المركبات في حرستا والذي اندحر تماماً اليوم وبسط الجيش السوري سيطرته الكامل على النقاط التي احتلها الارهابيون… عدا حمص بالأمس واستشهاد ثمانية مدنيين ابرياء، وفي حلب ومحردة والريف الحموي وجبل الشيخ حينة……. الا من هذا القبيل وما هو الا أمر عمليات اميركي لفرض إرادتها قبيل جنيف الجديدة لتوهم العالم كله انه بدونها لايمكن القضاء على داعش واخواتها في سورية وتتناسى اميركا انها هي المخطط والصانع والممول للارهاب، وهذه العصابات وخاصة بعدما أقامت عصابة داعش الكردية الجديدة قسد كبديل عن داعش، وخروج الدواعش منها بعد تسليم ماكان بايديها الى قسد التي احتلت الرقة وسيطرت على حقول النفط والغاز في الشرق السوري تحت ذريعة تحريرها من داعش، باستلام وتسليم بين الداعشين بمباركة وتدبير اميركي، وماتحرير الرقة كما يقال والحقول النفطية والغازية الا احتلال داعش جديدة بدلاً من داعش القديمة…
وعندما تسقط ورقة فصيل تكفيري اميركي تتبنى اميركا فصيلاً آخر لتحصل على مكاسبها نفوذاً ونفطاً وغاز بدماء ارهابييه…تماماً كقسد…
– ماجرى في تحرير البوكمال في المرة الاولى
رغم اضطرار الجيش السوري وحلفائه الى الإنسحاب من البوكمال بعد تحريرها منذ اكثر من اسبوع بنتيجة المُقاومة العنيفة التي ابداها الدواعش بمساعدة الولايات الاميركية والتشويش المخيف على وسائل الاتصالات للجيش السوري وحلفائه والمفخخات والانغماسيين وآلاف الألغام التي زرعها “داعش” والتي اعتمد فيها على مجموعة من انماط القتال المعقدة سواء الكمائن أو كثافة العبوات والإنتحاريين، بات واضحاً انّ دخول وحدات الجيش السوري وحلفائه الى البوكمال في المرّة الأولى كان بتسهيل من “داعش” بهدف إيقاع أكبر عدد من الخسائر بصفوف الجيش وحلفائه، وكسر قوة الإندفاعة، ومن ثمّ تنفيذ هجوم مضاد وهو ما تنبهت له القيادة الميدانية التي اتخذت قراراً بتنفيذ إجراء اعادة التموضع لتلافي الوقوع في الكمائن، والبدء بتنفيذ خطة مغايرة باتت الآن تعتمد أكثر على الإشباع الناري والتقدم بمفارز صغيرة وقضم المربعات بالتدريج.
– هذا بالضبط ما حصل قبل التحرير الثاني للمدينة، مع أخذ القادة الميدانيين تدابير مختلفة عن المرّة السابقة، حيث يقاتل تنظيم “داعش” على تخوم أكبر معاقله الأخيرة رغم أنّ الهجمات اللاحقة حقّقت بعض الخرق في اعماق مختلفة من المدينة بشكل يراعي تحقيق النصر انطلاقاً من عوامل الإعاقة التي منعت التثبيت بعد التحرير الأول وهي:
– تجميع عدد كبير من مقاتلي “داعش” في محيط المدينة قدموا من العراق بنتيجة ضغط الجيش العراقي على منطقة راوَة، ما اضطر الجيش السوري وحلفاؤه الى جلب قوات إضافية للتفوّق على الدواعش، وزيادة فعالية القتال وإبقائه متواتراً لإنهاك “داعش” ومنعه من تحقيق المًدافعة المرنة .
ولأنّ التنظيم كان لا يزال قادراً على المناورة في مساحات حيوية كبيرة تصل إلى حوالي 700 كم2على ضفَّتَيْ الفرات بين جنوب مدينة الميادين وشمال البوكمال، إضافة الى امتلاك داعش منفذاً نحو العراق عبر منطقتي الباغوز الفوقاني والتحتاني باتجاهين، أحدهما نحو شمال القائم وصولاً إلى تل صفوك والآخر شرق القائم بعمق كبير في البادية نحو غرب بيجي، حيث يوجد عشرات الملاذات الآمنة للدواعش حتى اللحظة كان من الضروري تعريض هذه المناطق لضربات نارية متتابعة لمنع الدواعش من تأمين أي شكل من أشكال الدعم لهم في البوكمال.
– وبسبب وجود إعاقة للطائرات الروسية والسورية من تشويش الكتروني…ودلالة الدواعش لمكامن القوات السورية والحلفاء، وخصوصاً حوّامات الهجوم الروسية – السورية المشتركة لمنعها من تقديم الدعم القريب للقوات السورية المهاجمة، بحجّة أميركية هي تقارب المسارات الجوية، ما يعني إمكانية حصول صدامات، وهو ما جعل روسيا تقوم باتصلات مكثفة وسريعة لتفادي الإعاقة وإصدار بيانات علنية لإحراج الأميركيين،اتهمتهم بها بعدم الجدية في محاربة داعش كما تعلن، لا بل تقوم بدعمها والتغطية عليها… وإجبارهم على التراجع عن تدابيرهم التي تتعارض مع تفاهمات مرتبطة بمسارات الطيران الروسي والأميركي .
– الإستخدام الكثيف كما اسلفنا لوسائل الحرب الألكترونية من قبل القوات الأميركية ما شكّل إعاقة لوسائل اتصالات الجيش السوري وحلفائه والتأثير في قدرات القيادة والسيطرة، وهو أمر استدعى استقدام منظومة التشويش الروسية “كراسوخا – 4” لتأمين منظومة اتصالات الحلفاء والتغلب على اشكالية التشويش عبر اقامة حائط صدّ الكتروني بمواجهة منظومات التشويش الأميركية.
– الأخذ بعين الإعتبار اكتفاء قوات داعش الكردية الاميركية الجديدة “قسد” بالتفرّج والمراقبة بأوامر أميركية، رغم إمكانية تقدم هذه القوات إلى شمال البوكمال لإغلاق منافذ الحركة والمناورة على “داعش”، ما يساعد القوات المتقدمة نحو البوكمال على الإطباق بسرعة على المدينة، وهو سلوك يعاكس ما كانت هذه القوات تقوم به مع التنظيم الإرهابي عندما يكون الجيش السوري بحالة تقدم وعبور باتجاه الضفة الشرقية إضافة، إلى وجود معلومات تؤكد حرية حركة”داعش” في مناطق سيطرة “قسد” وتنظيم عمليات هبوط وإقلاع للحوامات الأميركية لنقل بعض القادة داعش الأجانب وعائلاتهم ، وهي ليست المرّة الأولى التي تقوم بها الحوامات الأميركية بهذا النوع من العمليات.
– فتح جبهات قتال في أكثرمن منطقة سورية، وخصوصاً في الغوطة الشرقية بالهجوم المكثف ومن قبل احرار الشام وجيش الاسلام وفيلق الرحمن وهم خصوم بالأساس على ادارة المركبات واحتلال بعض اجزائها وقصف قرى عديدة في ريف حماه كمدينة محردة والسلمية…بهدف تثبيت وحدات الجيش السوري ومنع نقل بعضها من هذه الجبهات الى مناطق البادية، تحديداً البوكمال حيث يتم استخدام جبهة النصرة لهذه الغاية، بهدف ضرب اتفاقية مناطق خفض التصعيد، وهو ما تدل عليه عملية تحريك جبهة ريف حمص الشمالي في منطقة الغنطو التي تشهد هدوءاً منذ شهور وهي ايضاً من مناطق خفض التصعيد.
– بالنظرالى العوامل والظروف المحيطة بسير المعارك من الواضح أنّ الأميركيين
كانوا يحاولون عرقلة عمليات محور المقاومة وتأخير عملية القضاء على “داعش” في معقله الأخير، رغم وجود قناعة لدى الأميركيين أن المعركة في بعدها العسكري قد انتهت، وما العرقلة التي حصلت إلا لكسب مزيد من الوقت لسحب أكبر عدد من مقاتلي “داعش” بالتدريج بعد سلسلة الأفلام التي بثتها وزارة الدفاع الروسية لتحرُك أرتال “داعش”في مناطق تدخل ضمن نطاق عمليات القوات الأميركية .
-تحرير البوكمال اليوم خلافاً للمرة السابقة،عمد الجيش السوري وحلفاؤه إلى تثبيت القوات في المدينة وتطهيرها، تمهيداً لإطلاق العمليات في المنطقة الحيوية من شمال البوكمال حتى جنوب الميادين، إضافة إلى تنظيف الجيوب المنتشرة في البادية من السخنة غرباً حتى الميادين والبوكمال شرقاً، وهذا ماتم فعلاً في معارك لاحقة لإنهاء وجود “داعش” في سورية، أقلّه في البعد العسكري. وكان انتصار البوكمال هو اكبر انتصارات الجيش السوري والحلفاء والقوات الرديفة وكانت معركة البوكمال هي ام المعارك… لذا فإن اللواء قاسم سليماني قائد قوات القدس في الحرس الثوري الايراني اهدى اليوم انتصار البوكمال الى الشيخ خامنئي مرشد الثورة الاسلامية الايرانية وهنأ بها العالم الاسلامي بسقوط الشجرة الملعونة، والسيد نصر الله اول مافتح حديث بالترحم على الشهداء الذين سقطوا بكثافة من الجيش السوري والقوات الرديفة وبالتحديد من حزب الله… مع التوقع بحصول اختراقات امنية طالما هناك بيئات حاضنة كما في القريتين وقبلها القصير وقلة كانت في معلولا…وهذه تتوجب معالجتها امنياً
ان تحرير البوكمال شكل ضربة قاسمة لأميركا ومن تدعمهم لذلك هي ام المعارك…