متحف مدينة انطاكية السليبة
مدينة أنطاكية سورية هي عاصمة لواء الاسكندرون السوري السليب، هي في التأسيس مدينة هلينية، تقع على ضفة نهر العاصي شمال مدينة اللاذقية عاصمة الساحل السوري، وغرب مدينة حلب العاصمة الاقتصادية السورية.
اسس أنطاكية أحد قادة الاسكندر المقدوني، القائد الكبير سلوقس الأول في العام 300 ق.م، وأسماها أنطاكية نسبة الى ابيه انطيوخوس، وكانت مركزاً سياسياً وثقافياً مهما في العصر الهلنستي(اليوناني- الشرقي) وفي مشرقنا الهلنستي ضمن الامبراطورية العظمى التي اسسها الاسكندر الأكبر، وصارت من اعظم مدن المشرق في العصر الروماني وكانت عاصمة الشرق الروماني كما كانت في العصر الهلنستي وكانت العاصمة الثالثة للأمبراطورية الرومانية بعد روما والاسكندرية، وكانت تدعى “عين الشرق كله”.
أنطاكية مقر الكرسي الأنطاكي المقدس
نالت شرف اقامة هامتي الرسل بطرس وبولس كرسيها الانطاكي المقدس فيها السنة 42م، وجلس عليه بطرس الرسول المتقدم بين الرسل الاطهار كأول اساقفته (بطريرك) وهي التسمية التي خصت المجامع المسكونية اسقفها كون البطريرك هو شيخ العشيرة، ثم اطلق هذا الاسم على كل رؤساء الكنيسة في المسكونة…(1)
وفي حوالي السنة 40 م سمي التلاميذ الاطهار مسيحيين “ودعيَّ فيها التلاميذ اولاً” وفق ما اورد سفر اعمال الرسل، ومن التلاميذ شُملَ فيها كلُ المسيحيين، وهو الشرف الاول (وكان المسيحيون يُطلق عليهم قبل ذلك تسميات متعددة منها ناصريون نسبة الى الناصرة، وجليليون نسبة الى الجليل …) ومن انطاكية انطلق لقب مسيحيين ليشمل كل ابناء الكنيسة المسيحية في المسكونة منذ ذاك الوقت.(2)
شهدت مدينة انطاكية حضارات كثيرة لكن لغل اهمها الحضارة الهلنستية والحضارة الرومانية التي بقيت بحلتها الثقافية اليونانية…وتقلبت عليها شعوب متعددة، ولم تزل حتى الآن عاصمة الكرسي الأنطاكي الأساس المنتشر في كل مكان في العالم، كما لم تزل مركز اهتمام الباحثين العالميين في التاريخ القديم والوسيط والحديث، وفي الحضارات المتعاقبة…(3)
سلخ لواء الاسكندرون
في العام 1939 سُلخت انطاكية مع لواء الاسكندرون والحقت بتركيا بمؤامرة من فرنسا الدولة المنتدبة وعصبة الامم الراعية للدول الاستعمارية ليضمنوا عدم انحياز تركيا الى المانيا في اية حرب عالمية مقبلة كما فعلت في الحرب العالمية الاولى ، وبعد تمهيد تركي منذ بداية العقد الرابع وتحديداً منذ عام 1932 للتغيير الديموغرافي نحو التتريك، والذي كان تتويجه في عام 1948 باحصاء لجنة كينغ كراين وقد فاز فيه العرب وفقاً الاحصاء، ومع ذلك تم منح اللواء من قبل فرنسا وبمباركة من بريطانيا وعصبة الامم الى تركيا. واعلنوها بداية دولة هاتاي(4) ثم الحقوها بتركيا واسمها ولاية هاتاي وصار اللواء السوري السليب بالغدر المشترك بحق سورية الرازحة تحت الانتداب بين تركيا وفرنسا وعصبة الامم وسكان انطاكية ينقسمون بالتساوي بين المسلمين السنة والعلويين ، الى جانب أقلية مسيحية معظمها من الروم الارثوذكس اضافة الى ندرة ارمنية في القرية الارمنية الوحيدة فاكيفلي وبعض اللاتين…كما شهدنا بأم العين اثناء مرافقتنا كبعثة اعلامية للمثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع في رحلتيه الاولى1902 بعد 92 سنة على زيارة البطريرك ملاتيوس دوماني السنة 1900 وقد اصدرنا الكتاب ( الحاشية) عن هذه الزيارة التاريخية، والثانية السنة 2000 لاعلان احتفالات الالفية الثالثة للرب يسوع من انطاكية وبحضور البطريرك المسكوني برثلماوس.
وكان من محاور الزيارة الاولى زيارة متحف انطاكية، وهالني وقتها عدم وجود، وبالأدق تغييب كل الآثار المسيحية التي توثق لنشوء الكنيسة الانطاكية حيث لاحظنا آثاراً هلنستية ورومانية ثم اسلامية، وبحديثي للدليل المرافق في المتحف اظهرت عجبي من هذا التغييب المقصود وكان يعرف العربية واظن انه ابن البلد فلم يسعه الا التأكيد على ملاحظتنا بحذر… وقد اوردنا فصلاً خاصاً عن متحف انطاكية مع بعض الصور التوثيقية لهذه الزيارة، ولكننا لم نأخذ منه اية معلومة وآثرنا هنا ان نعتمد من مقال للدكتور باسيل خوري قال فيه(5) :”في هذه العجالة سيتمحور حديثنا حول متحف أنطاكية عبر وثائق موجودة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ووثائق أخرى تحتفظ بها عائلتي لكون جدي ، الدكتور باسيل خوري، كان طبيب بلدية أنطاكية ونائباً في دولة هاتاي القصيرة وحافظاً للمتحف”(6)
يندرج إنشاء متحف أنطاكية ضمن سياسة الانتداب الفرنسي بمؤازرة بعض المثقفين السوريين واللبنانيين. هدفت هذه السياسة الى تنشيط أعمال التنقيب عن الآثار والحفاظ عليها وابرازها للسياح، والى سن القوانين اللازمة لحمايتها . بدا اتمام الغرب بالآثار الشرقية إبان الحرب العالمية الأولى عندما كانوا يحفرون الخنادق في منطقة المضائق أي البوسفور والدردنيل في الدولة العثمانية. وبعملية حفر هذه الخنادق كانوا يستخرجون من جوف الارض الآثار القديمة. كما أن القصف والدمار الذي لحق بالمدن في تلك المرحلة ساعد على استخراج التحف والكشف عنها.
الملك فيصل والانتداب الفرنسي
في اثناء أحداث الشرق والثورة العربية نختصر الحديث عن الملك فيصل وعلاقته بسورية والانكليز. كان الملك فيصل بن حسين الهاشمي ثالث ابناء شريف مكة، واول ملوك المملكة العراقية (1921- 1933) . وملك سرية لبضعة أشهر فقط. تواصل مع الانكليز وثوار العرب الذين كانوا يناهضون سياسة جمعية الاتحاد والترقي التي استولت على الحكم في السلطنة العثمانية، وأطاحت بالسلطان عبد الحميد الثاني.
باشرت هذه الجمعية بسياسة تتريك العناصر غير التركية في السلطنة، وشددت سيطرة السلطة المركزية على كل الولايات العثمانية. وبهذا عملت على القضاء على كل الحركات الاستقلالية. وفي اشد معارك الحرب العالمية الأولى، بينما كان قادة الاتحاد والترقي المتعصبون (7) لتركيا الفتاة وجمعية الاتحاد والترقي. يديرون السلطنة بمفردهم، واستطاع الأمير فيصل وجيشه الصغير الدخول الى فلسطين ومن شرق الاردن وحوران الدخول الى دمشق بمساعدة الانكليز في 8 آذار 1918، وكانت قد تشكلت في دمشق قبيل دخول قوات الثورة العربية الكبرى برئاسة طاهر الجزائري استمرت لمدة اربعة ايام، وشكل الامير فلسطين حكومة عسكرية برئاسة الفريق عبد الحميد القلطقجي رئيس اركان جيوش الثورة…ثم شكل حكومة مدنية برئاسة رضا باشا الركابي اسست في 8 حزيران 1919 اقامة المجمع العلمي برئاسة العلامة محمد كردعلي وربط بالمجمع ديوان المعارف وجامعة دمشق وكان فيها كليتا الحقوق والطب، والآثار والمتاحف ثم تغيرت تسمية المجمع الى مجمع اللغة العربية وربطت به دار الكتب الظاهرية اي مانسميه اليوم وزارة الثقافة.
مجمع اللغة العربية
يُعرف أيضاً بالأكاديمية العربية السورية في 8 حزيران 1919 طلب الملك فيصل من الاستاذ العلامة محمد كردعلي(8) أحد أهم وجوه النهضة العربية وأبرز مثقفي دمشق، تأسيس المجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية)، وهو الأول من نوعه في البلاد العربية. وكان هذا المجمع مكان شعبة ديوان المعارف المرتبط وقتذاك بالاركان العامة.
ووضع له اهدافاً عدة منها تنظيم الدراسات العليا، تأسيس المكتبات العامة والمتاحف، واولها دار الكتب الظاهرية. واعضاء هذا المجمع كانوا:
محمد كردعلي (رئيساً)، امين السودا، أنيس سلوم، سعيد الكرمي، متري قندلفت، عيسى اسكندر المعلوف، وعبد القادر المغربي، عز الدين علم الدين، وطاهرجزائري.
في البدء استقر المجمع في مقر الحكومة العربية، ثم انتقل الى المدرسة العدلية التي تقع في منطقة الصالحية في دمشق، والتي أنشئت في العصر المملوكي العام 1215م.
بقي المجمع يقوم بدوره في مجال الثقافة حتى بعد خسارة معركة ميسلون في 24 تموز 1920 بقيادة الشهيد يوسف العظمة وزير الحربية بالرغم من استبسال هذه القوات الضعيفة العدد حوالي 3000 مقاتل والتسليح الهزيل، امام اقوى جيش منتصر في الحرب العالمية الاولى بمدفعيته ودباباته وطائراته، وهذه كانت هزيمة للملك فيصل بعد اقل من شهر على مبايعته ملكاً دستورياً من قبل المؤتمر السوري الاول في حزيران 1920 وخروجه من البلاد الى شرقي الاردن.
في هذا المقر تم جمع التحف والآثار التي اكتشفت خلال حفريات تنقيب وطنية وأجنبية، ومن بينها كانت اربع قطع اثرية جارية بملكية بطريركية انطاكية وسائر المشرق، قدمها مثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس الرابع للمجمع بناء على طلب رئيسه العلامة كردعلي(9) بكتابه الى صديقه البطريرك…يرجو فيه ان كان بالامكان تقديم آثار لمشروع المتحف بدمشق.
دمشق ومنطقتها اقل وصف يمكن ان يطلق عليها انها عائمة على الآثار فتحت كل حجر فيها يوجد أثر، فيها آثار بوصفها اقدم عاصمة مأهولة في التاريخ حوالي عشرة آلاف سنة تعود الى حقب تاريخية متعددة، والاكتشافات ماتزال تدهش الباحثين، والتنقيب لايتوقف، وكلما فُتحت ورشة بناء يضطر المهندسون الى الاستعانة بمديرية الآثار للتنقيب. ولكثرة الاكتشافات وضيق المساحة المخصصة لها قرر محمد كردعلي الاستعانة بخبراء فرنسيين. كان المعهد الفرنسي للغة العربية(IFEAD) ومركزه قصر العظم مقراً لعدد من الباحثين الفرنسيين والمستشرقين وعلماء الآثار، ومن بين المقيمين في هذا المعهد ميشيل إيكوشار
المهندس المعماري والمدني URBANISTE
، وكان في القت ذاته ملما بالآثار . وقد أوكل اليه هنري سيريغ، مدير قسم الآثار لدى الانتداب الفرنسي، ترميم بعض المباني الأثرية. كما وضع مخططاً مدنياً لمدينتي دمشق وبيروت.
وبعد موافقة ادارة الانتداب الفرنسي والحكومة السورية عمل على انشاء المتحف الوطني في دمشق بحانب التكية السليمانية. وضع ميشيل ايكوشار الخرائط واستعان بعمال سوريين للمباشرة بالعمل. وفي مراحل البناء تصدع المتحف، وانهار قسم منه. علل ايكوشار هذه الحادثة بسبب وفرة الأتربة قرب نهر بردى وقلة خبرة المتعهدين.
“أما بالنسبة الى متحف أنطاكية فالرواية مختلفة تماماً، فالمدينة ماتزال حتى اليوم تحت مجهر العلماء والباحثين، وـعقد فيها المؤتمرات والندوات العلمية في مجال الآثار”(10)
متحف أنطاكية وأول عمليات التنقيب(11)
بين العامين 1924 و1925، بدأ عالما الآثار هنري سيريغ وبول بودريزيت التنقيب في شمال سورية وبخاصة في ضواحي مدينتي أنطاكية واسكندرون. اكتشفا كمّا هائلاً من الكنوز والتحف النادرة. وضعا معظم هذه الاكتشافات عند بعض افراد العائلات الميسورة، ومن بينهم جدي الدكتور باسيل خوري الذي كان يعالج عمال ورش التنقيب ومن بينهم عمال تابعون للجنة التنقيب في انطاكية وضواحيها
committee for excavation of Antioch and its vicinity
في العام 1928 اقترح شارلز روفوس موري، رئيس دائرة الفن والآثار في جامعة برينستون، في الولايات المتحدة الاميركية، البدء بالتنقيب في مدينة أنطاكية شمال غربي سورية قرب الحدود منطقة كيليكيا(12) التي صارعت بالاستلاب والسلخ تركية بمعونة الفرنسيين والحلفاء وعصبة الامم.
وكتب موري في حينه أنّ حلم أن تتابع دائرة الآثار في بريستون(13) العمل الذي قام به عالم الآثار الأميركي هاورد كروسبي باتلر في سورية.(14) وتحقق الحلم عندما طلبت دائرة الآثار الفرنسية من جامعة برينستون المشاركة في حملة التنقيب في أنطاكية. وتشكلت اللجنة المذكورة أعلاه من متحف ورسستر للفنون، ومتحف بالتيمور للفنون ومتاحف فرنسا الوطنية، وتكّفلت برينستون بإدارة التنقيب ونشر الأبحاث والنتائج.
توجهت الى أنطاكية أربع حملات فرنسية اميركية اكتشفت كنزاً ضخماً من الآثار، فتوجب إنشاء متحف لحفظها.
في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى(15) ويقول الكاتب د. باسيل: “لدى عائلتي رسائل من المفوض السامي لدى اللواء ومجمع اللغة العربية من جهة، والمفوض السامي وحكومة الانتداب تشدد كلها على ضرورة إقامة هذا المتحف.
كان مجمع اللغة العربية السوري في دمشق يعتبر أن كثرة المتاحف تُشَّتِتْ انتباه الزوار والسياح لذا يجب حصرها في ثلاث مدن هي دمشق وحلب والسويداء كانت مراكز ثلاث دويلات أنشأها الانتداب الفرنسي بتقسيمه سورية الى عدة دويلات
(اعتمادا على التقسيم الطائفي ليسهل عليه حكمها واعطى الاسكندرون لقب سنجق تمهيداً لسلخه…(16) وهي دولة دمشق، ودولة جبل الدروز، ودولة العلويين، ودولة حلب، اضافة الى دولة لبنان الكبير 1920…، بينما كانت سلطات الانتداب فضلت ان تبقى المكتشفات في مناطق التنقيب، اذ إنها تعبّر كل منها عن منطقته وتبرز حضاراتها التي تعاقبت عليها، اضافة الى امور مالية ، فالمجمع فضل عدم تحميل حكومة دولة دمشق مصاريف بناء المتاحف، فتكفلت ادارة الانتداب بالمصاريف عبر الادارة الذاتية للواء الاسكندرون.
انتهى الجدال ببناء المتحف على الضفة الشرقية من نهر العاصي، على نفقة الادارة المحلية للانتداب الفرنسي، على ان يكون تابعاً لمتحف حلب. عُيِّنَ الباحث الفرنسي بروست اميناً للمتحف وكلف الدكتور باسيل خوري (جد كاتب المقال) بمعاونته.
صمم المتحف ميشيل ايكوشار قبل سلخ انطاكية عن امها سورية.
بدأ البناء في العام 1934 وانتهى عام 1939 سنة السلخ الرسمي. لكن تصدع متحف انطاكية وانهار قسم منه، فزاره ايكوشار ورفع تقريراً الى المفوضية الفرنسية العليا للانتداب، سرد فيه الأضرار التي وقعت وتقديره لسبب الانهيار . وقبل الافتتاح وضعت بعض الموجودات عند اعيان مدينة انطاكية، وفي حديقة متحف انطاكية، الى أن افتتح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945، واضيف مبنى ثانٍ في مطلع السبعينيات، وفي العام 2000 زاد عدد قاعاتهمن خمس الى ثمانية. ويعتبر متحف انطاكية من اهم متاحف العالم من حيث عدد لوحات الفسيفساء الموجودة فيه، والتي تعود الى حثب تاريخية عدة وحاصة السلوقية والرومانية والرومية…
وكان يعرف باسم Musee archeologique d A ntioche
ومع مرور الزمن بدأ المتحف يضيق بالمكتشفات واصبح من الضروري بناء متحف أكبر يحتوي على الكنوز الأثرية وعلى الآثار التي يمكن اكتشافها في المستقبل.
أُعطي لهذا المشروع الأرض المناسبة قرب مغارة القديس بطرس(17) في جبل أنطاكية، واليوم يتألف المتحف الجديد من طبقات عدة، والمسؤولة عنه استاذة في قسم الآثار في ماتسمى جامعة “هاتاي”. اما المتحف القديم الذي انشأه مجمع اللغة العربية في دمشق بالتعاون مع سلطات الانتداب الفرنسي فسوف يكون “متحفاً إثنوغرافيا.”
حواشي البحث
1- و2- موقعنا هنا تاريخ الكرسي الانطاكي المقدس، ومختصر تاريخ الكرسي الانطاكي المقدس / د.جوزيف زيتون وكتابنا: ” زيارة غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع الى انطاكية وكيليكية والاسكندرون 1992″الصادر عن البطريركية 1994
3- كتابنا :زيارة…” وكتاب “انطاكية القديمة” نخلة ورد
4- كتابنا اعلاه ،تسمية هاتاي نسبة الى الحثيين سكان المنطقة فبل 3000سنة قبل الميلاد ليعطي الاتراك لأنفسهم صفة التجذر في آسيا الصغرى كامتداد للحثيين، بينما هم يعرفون ان موطنهم الاصلي هو تركستان وقد بدأت هجرتهم الى منطقتنا منذ عهد ضعف الدولة العباسية وقد احضرهم الخلفاء العباسيون الضعفاء كمرتزقة لحمايتهم ثم بدأت هجرتهم الكبرى وجدهم سليمان شاه غرق في الفرات بالجزيرة السورية ودفن هناك لذلك ومن زمن الانتداب الفرنسي أقيمت نقطة عسكرية تركية في الارض السورية، وتم نقله اثناء اجتياح داعش للمنطقة الى الاراضي التركية، وسيطر الاتراك على مقاليد الدولة العباسية وبدأوا باحتلال آسيا الصغرى واقام آل سلجوق دولتهم في ايقونية، ولما جاء بنو عمهم ابناء عثمان اقطعوهم مناطق من دولتهم السلجوقية للاقامة ولماقوي ساعد آل عثمان انقضوا على ابناء عمومتهم وقضوا عليهم وسيطروا على مناطقهم وتمددوا في كل آسيا الصغرى الى ان احتلوا القسطنطينية وتابعوا باتجاه اوربة وانكسروا على ابواب فيينا وارتدوا الى عمقهم، بينما الحثيين هم من اقدم شعوب الشرق الاوسط وكانت لهم معارك مع طاحنة المصريين الفراعنة بقيادة رمسيس الثاني انتهت بمعاهدة سلام وتزاوج وافتسام سورية بينهما،، وترك الحثيون آثاراً عظيمة نافعة للبشرية. فشتان مابين الحثيين المتجذرين في آسية الصغرى والشمال السوري والاتراك الغزاة الذين كانت اولى هجراتهم انتقال 400 مقاتل من سهوب تركستان على صهوات الجياد الى مابين النهرين لحماية الخليفة العباسي.
5- كتابنا ادناه/ وقد رأينا ذلك كون الدكتور باسيل هو ابن انطاكية، وعائلته موجودة ايضاً في دمشق، ومن اقاربه عندنا بدمشق الدكتور خوري وهو طبيب اسنان محترم في منطقة برج الروس، قدم لنا مشكورا كتاب نخلة ورد “انطاكية” /وهو ملك له /حين شرعنا بمشروع كتاب “الزيارة التاريخية لأنطاكية…” وكان ابنه الدكتور سامر خوري احد ابنائي في الحركة الكشفية الارثوذكسية ( الفوج الثاني جاورجيوس) وهو طبيب اعصاب عمل في المستشفى الافرنسي وهذا الامر يعود الى العقد الأخير من القرن 20.
6-متحف مدينة انطاكية / مجلة النور لسان حركة الشبيبة الارثوذكسية السنة 78 العدد 3 / ص 137…
7-أنور ومدحت وطلعت ثلاثة من قادة جمعية تركيا الفتاة استأثروا بالحكم وأنشأوا مانسميه اليوم السلاطين الثلاثة. وتميزوا بالبطش الشديد وخاصة للأرمن واليونانيين وكل احرار العرب واخصهم أنور الذي لقب بالسفاح لاعدامه مثقفي العرب في 6 أيار 1916 (عيد الشهداء)
8- هو محمد بن عبد الرزاق بن محمد كردعلي، مواليد دمشق 1876 م من اب كردي وام شركسية، مفكر سوري ومن رجال الفكر والادب والصلاح والثقافة الرفيعة، والمدافع عن اللغة العربية وأول وزير للمعارف والتربية في سورية له عدد من الكتب الرجعية الضخمة ابرزها كتاب خطط الشام بأجزائه السته في ثلاثة مجلدات، وكتاب غوطة دمشق و…
9- الوثائق البطريركية/ وثائق ابرشية دمشق
10- د. باسيل خوري مقال مجلة النور
11- المصدر ذاته د. باسيل خوري
12- مناطق كيليكيا وديار بكر سورية سلخها الاتراك عام 1918 وافرغت من الوجود المسيحي واغلبه انطاكي اي سوري يوناني في كيليكيا مع وجود ارمني والاقل سرياني، وديار بكر ومابين النهرين اي الجزيرة السورية العليا فيها وجود كردي هو الاكبر، والوجود المسيحي معظمه سرياني مع اقلية رومية انطاكية وارمنية…كلها فرغت وخاصة بالنسبة الى كيليكيا حيث تم التبادل مع اليونان لمن بقي من الروميين الانطاكيين بعدما مورست بحق المسيحيين شتى انواع المجازر والمنكرات وافرغت تماما بين 1920-1928
13- برنستون جامعة خاصة متعددة الاختصاصات. تقع في بلدة برنستون بولاية نيوجرسي، الولايات المتحدة الاميركية، وواحدة من الكليات التسع التي أُقيمت قبل الثورة الأميركية وارتبطت بالكنيسة المشيخية الاميركية. تأسست الجامعة في مدينة إليزابيت، بولاية نيوجرسي العام 1746 تحت اسم كلية نيو جرسي. ثم استقرت في برنستون العام 1756 وبُدِّلَ اسمها الى جامعة برنستون العام 1896.
14- هاورد كرسبي باتلر اختص بدراسة تاريخ العمارة من مطلغ الفترة المسيحية حتى عصر النهضة. واصبح العام 1901 استاذ فن العمارة في جامعة برنستون. قرأ كتاب عالم الآثار دو فو غويه، وأُعجب بالصور الرائعة التي ضمها. وقرر وجوب دراسة الفن المعماري المتميز لمباني سورية وجميع المواقع التي لم يتمكن دوف فوغويه من زيارتها. جاءت البعثة الأميركية لجامعة برستون ثلاث مرات الى سورية. وكانت دائماً بقيادة باتلر الذي اهتم بفن العمارة وتاريخها.
15- المعهد الفرنسي للشرق الأدنى المعروف بالرمز IFPO منظمة ابحاث فرنسية، لها فروغ في سورية ولبنان والأردن.
16- (كما تم سلخ كيليكيا اذ كان يدير ذلك بما يسمى المفوضية العليا للانتداب الفرنسي في سورية وكيليكيا، بينما كان اتفاق الحلفاء مع الشريف حسين ان كيليكيا هي جزء من مملكته الشاملة للقسم الآسيوي من الرقعة العربية، اضافة الى اتفاقية سايكس بيكو 1916 لتفتيت بلاد الشام، اضافة الى وعد بلفور 1917 لانتزاع فلسطين من سورية وجعلها وطنا قوميا لليهود اي دولة مستقلة…فكيف والحالة ذاته وبعد تشكيل لبنان الكبير ثم جعله الجمهورية اللبنانية وانتزاع اجزاء من سورية ( الحالية) وضمها الى لبنان، فاذن التقسيم الى دويلات لمقاومة الثورات السورية ضد المستعمر الافرنسي، (وفي هذا تفتيت للمفتت في سايكس بيكو ووعد بلفور) ثم تم تجميعها بماسمي “اتحاد الجمهوريات السورية” وعين الانتداب رئيساً عليها هو التركي الداماد نامي بك ( والداماد تسمية صهر السلطان بالتركية) ثم صبحي بركات من الاسكندرونة اي من خارج دولات الاتحاد، من هنا تتبدى للناظر خطط الحلفاء التفتيتية لسورية الطبيعية بما فيها امارة شرقي الاردن وتحفيز السكان في حوران للالتحاق به) ورب مدافع عن انجازات الفرنسيين العلمية والادارية في سورية بفترة الانتداب نجيب يكفي انهم سلخوا كيليكيا ثم لواء الاسكندون واعطوهما الى تركيا ضمن نيف وعقدين من استعمارهم وجعلوا سورية 4 دول، وحصروا بأنفسهم الجمارك والسكك الحديدية والمصارف اي الامور المالية وتعود الى فرنسا…!!!
17- مغارة القديس بطرس تقع في حبل سيليبيوس كانت الى عام 1840 كنيسة للرعية الارثوذكسية /طبعاً مع غيرها/ تم تبادل ارض كانت تسمى الجنينة جارية بملكية اللاتين الوافدين الى انطاكية، حيث كانت فيها كنيسة خشبية صغيرة للاتين الوافدين الى انطاكية، وقد اقامت فيها الرعية الانطاكية بهدي من البطريركية في دمشق كاتدرائية القديسين بطرس وبولس الارثوذكسية في انطاكية
وهي من ابرز المعالم الأرثوذكسية الانطاكية حالياً واجملها / حيث ان انطاكية ومحيطها مع الاسكندرونة تتبع للبطريرك في دمشق، وفي عام 1886 عندما اعيدت حلب في عهد البطريرك جراسيموس الى الحوزة الانطاكية من التبعية للقسطنطينية أُلحقت بها الاسكندونة وصار اسمها ابرشية حلب والاسكندرونة وتوابعهما/ مع المغارة، في هذه المغارة كان بطرس وبولس يجمعان الكنيسة التي في انطاكية ويقيمون سر الشكر فيها للمسيحيين الاوائل، ولاتزال آثار القناديل الزيتية على جدران المغارة تتحدث عن هذا المكان المجيد الذي فيه تأسس الكرسي الانطاكي المقدس. كتابنا (زيارة البطريرك اغناطيوس الرابع التاريخية الى انطاكية و…)
مصادر البحث
– د.باسيل خوري متحف مدينة انطاكية / مجلة النور لسان حركة الشبيبة الارثوذكسية السنة 78 العدد 3 / ص 137…
– د. جوزيف زيتون كتابنا: ” زيارة غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع الى انطاكية وكيليكية والاسكندرون 1992″الصادر عن البطريركية 1994
– الوثائق البطريركية
– موقعنا هنا موقع د.جوزيف زيتون تاريخ الكرسي الأنطاكي المقدس، مختصر تاريخ الكرسي النطاكي المقدس، الأبرشيات الشهيدة كيليكيا، ديار بكر وارض روم