محافظة القنيطرة
احدى المحافظات السورية الخمس عشرة، وأصغرها، تشمل المحافظة هضبة الجولان وتقع في الجنوب الغربي من سورية. احتلتها اسرائيل بعد حرب 1967 ، و تمت استعادتها بعد حرب 1973، حيث دمرتها اسرائيل قبل انسحابهاو يستطيع الزائر رؤية أسقف المنازل بمستوى الأرض تقريباً، وتوجد حاليا قوات الفصل من الأمم المتحدة (UNDOF).
التقسيمات الإدارية
تم إحداث محافظة القنيطرة بالمرسوم التشريعي رقم (133/51) تاريخ 1964/8/27 وتكونت من منطقتين إداريتين هما منطقتا القنيطرة وفيق كانت منطقة القنيطرة قضاء يتبع لدمشق وتضم أربع نواحي هي: ناحية مركز القنيطرة- ناحية مسعدة- ناحية الخشنية – ناحية خان ارنبة.
أما منطقة فيق فكانت قضاء يتبع لمحافظة درعا، قم فصلت عنها -باستثناء ناحية الشجرة- وقُسمت إلى ناحيتين هما ناحية مركز فيق وناحية البطيحة..
منطقة القنيطرة
وفيها مركز المحافظة بمدينة القنيطرة التي بلغ عدد سكانها ما يقارب 53 ألف نسمة عام 1967، وهي على ملتقى الطرق المؤدية إلى دمشق- لبنان- فلسطين- محافظة درعا. وتتبع لها القرى التالية: الحميدية- المنصورة- عين الحمراء- أم العظم- المشيرفة- الثلجيات- القطراني- بئر سيف- عين حور- العدنانية- عين زيوان- الدلوة- السنيسلة- الغسانية- عين عيشة- كفر نفاخ- العليقة الشمالية- العليقة الجنوبية- دبورة- نعران الغربية- نعران الشرقية- دير سراس- العوينات الشمالية- العوينات الجنوبية- القادرية- عين السمسم- دير الراهب- السنابر- الدورة- الفاخورة- علمين- مزيرعة- أبو فولة- القحطانية- الصمدانية الغربية- عسلية ومجامع- زميميرة- أحمدية- بئر عجم- الخالدية- القبو- جرابا- صيرة الخرفان- أم سدرة- جليبينة- دريجات- خويخة- الدردارة- الدلهمية- الرزانية- ضابية- السنديانة- عين القرّة- شقيف- سويهية- باب الهوى- عيون الحجل- كرز الطويل- الحجف- نخيلة- قصرين- البعث- رويحينة- زبيدة الشرقية – زبيدة الغربية – رسم الحلبي. ناحية مسعدة وتضم القرى التالية: مسعدة- جبب الميس- مجدل شمس- جباتا الزيت- بانياس- عين قنية- عين فيت- عين الدّيسة- زعورة- الغجر- شوقا الفوقا- شوقا التحتا- بقعاثا- واسط- سكيك- عيون السمك- النخيلة- العباسية- السماقة- عين التينة- الدرباشية- كريز الواوي- القلع- خربة البيضا- مغر شبعا- مويسة- الحصن: صيرة ذياب- المنشية- زبدين- نفيلة- رمتا- ربعا- الفرن- القنعبة (الظاهرية)- عين الطريق.المغير. ناحية خان أرنبة وتضم القرى التالية: خان أرنبة- عين النورية- نبع الفوار- العتم- الصمدانية الشرقية- الرقادية- العجرف- جباتا الخشب- جبا – حضر – عين التينة – القنيف – الصمود – سحيتا – مسحرة – أم باطنة – الرقاد الصغير – كرم النايم – القبو – طرنجة – ممتنة – أيوبة – نبع الصخر – عين الباشا – مجدولية – المربعات – كمونة – المنيطحات – كمونية – المنبطح – رسم القناة – كوم الباشا – جفعيت – رسم الطاحونة – رسم الخرار – الخالدية – المشيرفة – أم العظام – الحلس – أوفانية – الحرية – عين الدرب – رسم العبد – المشقق – المنصور – الصبح – الكوم – عين عيشة – كوم محيرس – السنديانة.
ناحية الخشنية: وتضم القرى التالية: الخشنية – بريقة – أم الدنانير – نعيمية كودنة – أبو قبيس – عين زيوان – رسم العبد – جويزة – عين وردة – الرمثانية – السلوقية – المشيرفة – مزرعة الشيخ حسين – الأصبح – قصيبة – طار الغزال – سويسة – الهجة – أبو غارة – القنافذ – رسم القطا – منشية السويسة – الدواية الكبيرة – الدواية الصغيرة – عين فريخة – الرفيد – رسم الحيران – الفحام – تنورية – دير مفضل – شبّا – نوانية – طيبة – نخيلة – مزرعة حميرة – مزرعة قلق – البطمية – دير قروح – ضابية – عامودية – الفرج – فزارة – المشتى – اليعربية – القصبية – العشة – قرقس – عين التينة – غدير البستان – المعلقة – أم اللوقس – البصالي – أبو تينة – عمرة اسبتة.
منطقة فيق
وفيها: مدينة فيق وهي مركز المنطقة يتبعها القرى التالية
كفر حارب – مزرعة عز الدين – مزرعة عيون – سكوفيا – شكوم – براك – العال – الياقوصة – الرجم – دبوسية – صفورية – خسفين. كانت هذه المحافظة تحت السيادة السورية كاملة لغاية عدوان إسرائيل عام 1967 وفي تلك الحرب احتل جيش العدو الاسرائيلي معظم مساحة المحافظة، بما في ذلك مدينة القنيطرة( التي كانت عاصمة المحافظة.
هجرت غالبية سكان المحافظة ولجأوا إلى ضواحي مدينة دمشق أثناء حرب 1967أو بعدها بقليل، ولكن بعض السكان بقوا في قراهم وأصبحوا مقيمين في الأرض المحتلة حسب قوانين الاحتلال الصهيوني، وبالتأكيد فهم مواطنون سوريون وفق القانون والدستور السوريين، وقد رفضوا الجنسية الإسرائيلية.
بعد حرب تشرين 1973 وضمن اتفاقية فك الاشتباك استعاد السوريين 60 كم مربع من المحافظة الواقعة فيها مدينة القنيطرة وكامل قرى الجيب الذي احتله الكيان في حرب 1973. أما سورية فالتزمت في الاتفاق بإبعاد قواتها العسكرية من خط الهدنة والموافقة على مرابطة قوات دولية للأمم المتحدة في شريط محاذ لخط الهدنة.
القنيطرة
مدينة سورية وعاصمة محافظة الجولان وهي مدمرة وتقع في جنوب غربي البلاد. في وادي مرتفع في هضبة الجولان السورية على ارتفاع 1,010م فوق مستوى سطح البحر. أُنشئت القنيطرة في زمن الاحتلال العثماني لسورية كمحطة على طريق القوافل إلى دمشق، ثم أصبحت بلدة تأوي 20,000 شخص. تقع القنيطرة بشكل إستراتيجي قرب خط إطلاق النار مع فلسطين المحتلة، واسمها يعني “الجسر الصغير او القنطرة”.
في 10 حزيران 1967، اليوم الأخير من حرب 1967 تم احتلال القنيطرة. ثم تحررت لوقت قصير في ذات الحرب، لكن سرعان ما عاد العدو الاسرائيلي الى احتلالها والسيطرة عليها بهجوم مضاد. تدمرت المدينة بأكملها تقريباً قبل الانسحاب الإسرائيلي في حزيران 1974. تقع المدينة الآن تحت رعاية قوات الأندوف بين سورية وفلسطين المحتلة على مسافة قريبة من الحدود بين سورية والكيان الاسرائيلي، ويسكنها فقط عدد قليل من العائلات. لم ترض سورية بإعادة بناء المدينة وشجعت على عدم السكن فيها. انتقدت الأمم المتحدة بشدة إسرائيل على هدمها للمدينة، بينما انتقدت إسرائيل سورية على عدم إعادة إعمارها.
تزعم إسرائيل أنها تمتلك باقي الجولان، لكن لا توجد دولة تعترف بذلك، وتُعتبر تلك المنطقة كمنطقة محتلة بحسب القانون الدولي. وقد اصدرت الامم المتحدة وهيئتها العامة عشرات القرارات على انها ارض سورية محتلة ويجب على الكيان الصهيوني اعادتها الى الجمهورية العربية السورية عدا عن ان سكان الجولان رفضوا الجنسية والهوية الاسرائلية وبقوا وحتى الآن يرفعون العلم السوري في ساحات بلداتهم ويعلنون الاضراب تلو الاضراب ضد مشاريع الضم وخاصة لما اعلن الرئيس الاميركي ترامب عام 1920 انها والقدس اسرائيليتان.
الجغرافيا والديموغرافيا
تقع القنيطرة في وادي عالي في هضبة الجولان على ارتفاع 942 م فوق سطح البحر. تحيط بها بقايا ثورات بركانية قديمة يتخللها عدد من الفوهات البركانية الخامدة التي يصل ارتفاع بعضها إلى 150-200 م فوق المنطقة المحيطة. لعبت التلال البركانية في المنطقة دورًا هامًا في الصراع على المنطقة، حيث أصبحت معظمها مناطق مراقبة أو مواقع إطلاق للنار، كما حصل في حرب تشرين الاول وفي أوقات السلم، ساعدت التربة البركانية الخصبة على انتشار بعض الأنشطة مثل زراعة القمح والرعي.
عند زيارته للمنطقة، كتب الرحالة الأمريكي هارييت-لويس هـ. باترسون عن كون القنيطرة محاطة بشكل ساحر بأشجار الكينا، وهي مكان لطيف للتوقف للغداء، باردة تحت الأشجار، وغالبًا هادئة ومسالمة.
تقع المدينة على طريق تجارة هام أعطاها تنوعاً سكانياً على مدى التاريخ. بحلول القرن 20، سيطر الشركس اللاجئين القادمين من هضبة القوقاز على المدينة. أصبح عدد سكانها حوالي 21,000 نسمة، معظمهم عرب، عقب استقلال سورية وجلاء الاستعمار الفرنسي عنها في عام 1946 وبعد هزيمة حزيران عام 1967 ودمار المدينة، نزح سكان القنيطرة إلى المناطق المختلفة من سورية، وبقيت المدينة مهجورة مدمرة بصرف النظر عن الوجود الأمني السوري فيها.
التاريخ القديم
سُكنت المنطقة المحيطة بالمدينة منذ آلاف السنين، حيث دلت الحفريات والأعمال التنقيبية أن صيادين من العصر الحجري القديم عاشوا فيها. كما نشأت فيها مستوطنة في العهدين الروماني والرومي، كمحطة توقف على الطرق من دمشق إلى فلسطين الغربية، حيث مر فيها شاوول اليهودي الطرسوسي الفريسي المتعصب في طريقه الى دمشق بأمر من مجمع اليهود العالمي السنهدريم ومقره في اورشليم للقبض على مسيحيي دمشق بقيادة حنانيا الرسول اول اساقفة دمشق، وقد حصلت مع شاول ظهور السيد المسيح له ولكوكبته العسكرية مع نور وصوت السيد له المجد بقوله له:” شاول شاول لم تضطهدني؟ وقد وقع عن جواده وعميت عيناه في موقع كوكب اليوم على بعد 18كم من دمشق على طريق دمشق – القنيطرة وقد اقتاده اتباعه الى دمشق وهو اعمى وهناك كان بانتظاره حنانيا الرسول وجماعة المؤمنين بالمسيحية وكانوا اول جماعة مسيحية خارج اورشليم، وفق الرؤية التي حصصلت لحنانيا فقام بتعميد شاول واصبه هو القديس بولس ومن دمشق انطلق الى التبشير بالمسيح في كل المنطقة مبتدئاً بالعربية اي حوران و…ثم الى دمشق فسورية الداخلية والساحلية ومدينة انطاكية عاصمة سورية وقتذاك في العصر الروماني ومنها الى آسيا الصغرى والبحر المتوسط واليونان واخيرا استشهاده في رومة بقطع رأسه.
وقد اقامت بطريركية الروم الارثوذكس بدمشق دير رؤية القديس بولس عام 1964 في تل كوكب، شمال شرق القنيطرة، على الطريق إلى دمشق.
امابلدة داريا المجاورة فاسمها محرف عن دير الرؤية الذي اقامه المسيحيون الاوائل كدير رهباني تم تدميره بيد عاديات الزمان والانسان لتعود البطريركية الى اعادة اعمارها كما ذكرنا، فكما دمشق تتمتع بالقدسية في المسيحية كذلك تتمتع القنيطرة خاصة وان فيها المدن العشرة التي وطأتها اقدام السيد المسيح له المجد والوارد ذكرها في الكتاب المقدس، وفيها بحيرة طبريا التي قدسها السيد المسيح بسيره عليها واختار معظم تلاميذه ال12 من صياديها وابرزهم بطرس الرسول، وركب السفينة مرات عديدة ماخراً عباب مائها واكل من سمكها واطعم الجموع مرتين من السمك والخبز في المعجزتين اللتين ورد ذكرهما في الكتاب المقدس، كما ان بانياس الجولان والحمة وسواهما مقدسة حيث ان بولس في عودته الى فلسطين استحم بمياه الحمة المعدنية…وتشهد ارجاء جبل الشيخ والقنيطرة ومن خلال الآثار المسيحية الرومانية والرومية المكثفة على عراقة هذه المحافظة بالمسيحية…
في عام 1868، ورد ذكرها في كتاب دليل سفر على أنها قرية قديمة تحوي على الأقل من 80 إلى 100 بيت، بها خان كبير بين أبنيتها القديمة.
نمت المدينة المعاصرة حول الخان المبني زمن الاحتلال العثماني، الذي بني باستخدام صخور من مستعمرة قديمة مدمرة. وبحلول القرن 20، أصبحت القنيطرة المركز الإداري للجولان ومركز لمستوطنة الشركس القادمين من القوقاز.
خلال الحرب العالمية الاولى، هزمت فرقة الخيالة الاسترالية وشعبة الخيالة الخامسة البريطانية الأتراك في المدينة في 29 ايلول 1918، قبل وصولهم على دمشق بعد دخول قوات الشريف حسين بن علي بقيادة ولديه فيصل وزيد.. شهدت القنيطرة عدة معارك خلال الحملة السورية-اللبنانية في الحرب العالمية الثانية..
الاطماع الصهيونية
عندما نالت دولتي سورية وفلسطين استقلالهما عن فرنسا وبريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، نالت القنيطرة أهمية إستراتيجية بصفتها محطة رئيسة على الطريق بين البلدين تبعد 64 كم عن الحدود، لذا أصبحت سوقًا مزدهرة ومكان تجمع عسكري، مع سكان يفوق عددهم 20,000 نسمة، غالبيتهم عرب.
حرب 1967
كانت القنيطرة مركز قيادة القوات السورية في مرتفعات الجولان استولت القوات الإسرائيلية على المدينة في ظروف فوضوية في 10 حزيران 1967، في آخر يوم من الحرب. عندما بدأت القوات الإسرائيلية الزحف نحو المدينة قادمة من الشمال الغربي، نشرت سورية جنودها في شمال المدينة، تحت قصف كثيف لحماية الطريق إلى دمشق. وعند الساعة 8:45 صباحًا، أعلن الراديو السوري بشكل خاطئ!!! أن المدينة سقطت، مما حول نشر القوات السورية إلى تراجع فوضوي على الطريق إلى دمشق.
مع أن خبر تصحيح البث جاء بعد ساعتين، استغل الإسرائيليون الفرصة واستولوا على المدينة، حيث دخلت فرقة عسكرية مدرعة بقيادة العقيد البرت ماندلر المدينة عند الساعة 2:30 ظهرًا ووجدوا المدينة مهجورة والمعدات العسكرية متناثرة في كل مكان. صرح بعد ذلك قائد إسرائيلي:
أصدرت مجلة تايم تقريراً: «في محاولة للضغط على الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق نار، خان راديو دمشق جيشه بإعلان سقوط مدينة القنيطرة قبل ثلاث ساعات قبل سقوطها. ذلك التقرير المتحدث عن استسلام مركز قيادتهم حطم معنويات الجنود السوريين الذين بقوا في منطقة الجولان.»
بعد ذلك، بعد الظهر، تم الاتفاق على وقف إطلاق نار بين الطرفين، تاركًا القنيطرة في يد إسرائيل. في حزيران 1967، أصدرت مجلة تايم تصريحًا: «كانت مدينة القنيطرة مدينة أشباح، متاجرها تحطمت، شوارعها المهجورة يجوبها الإسرائيليون من بيت إلى بيت بحثًا عن أسلحة أو ذخائر. يملأ الهضاب صدى تفجيرات مع تدمير خبراء الألغام الإسرائيليين خط ماغينوت المصغر، حيث فجر السوريون الكيوبتز في بحيرة طبريا.»
زار الممثل الخاص للأمم المتحدة نيلس-غوران غاسينغ المدينة في تموز وصرح: “تم اقتحام ونهب كل المتاجر والبيوت تقريبًا”، وتم إطلاق النار على بعض المباني بعد الاستيلاء. مع أن بعض الممثلين الإسرائيليين حاولوا إقناع غاسينغ أن الجنود السوريون هم من نهبوها وهم منسحبين من المدينة، لم يقتنع الممثل لقصر الفترة الزمنية بين إعلان الراديو وسقوط المدينة بعد ساعات قليلة. واستخلص أن مسؤولية نهب القنيطرة تقع على عاتق الإسرائيليين.
الاحتلال الإسرائيلي
بقيت المدينة المهجورة بيد إسرائيل لمدة ست سنين. لكن إسرائيل وسورية بقيتا في حالة حرب خلال تلك الفترة، وإلى يومنا هذا.
اكتسبت المدينة قيمة رمزية حيث رآها السوريون علامة الهزيمة السورية، وشعارللعدوانية الصهيونية، ومدينة تقع على عاتق الرئيس السوري حافظ الاسد تحريرها. قصفت سورية المدينة عدة مرات في بداية السبعينيات في حزيران 1970، شنت وحدة سورية مسلحة هجومًا على المدينة، وفي تشرين الثاني 1972، أعلن راديو دمشق أن مدفعية الجيش السوري قصفت القنيطرة.
حرب تشرين التحريرية 1973
بعض مجريات المعارك الملحمية بشهادتي كمقاتل
كنت مقاتلاً في سلاح الخدمات الطبية تابعا لمستشفى المزة العسكري باختصاص اسعاف وعمليات وتخدير ونقل دم، واوفدنا مع رفقة احبة استشهد بعضهم من اطباء وممرضين تم التحاقنا بالخدمات الطبية في الجبهة وما ارويه ادناه مدعما بمشاهدات واسهامات في كفكفة الدماء السورية والمغربية و…الطاهرة منهم من استطعنا انقاذه ومنهم من ارتقى ونحن في طريقنا الى المستشفيات الميدانية والقاعدية.
في مثل هذه الملاحم لايعود المقاتل يفكر الا في النصر فان لم ينتصر فبلا شك سيستشهد وكانت هذه قناعتنا وانا من الذين اتممت فروضي الدينية لعل الاستشهاد يغدرني…
خلال الأيام الأولى من حرب تشرين الاول 1973، حررت قوات المظليين السورية بداية مرصد جبل الشيخ الحصين واقتحمت المدرعات خط الون والكتسحت القوات المدافعة ووصلت الى مشارف طبريا بهجوم خاطف وتم تحرير مدينة القنيطرة لمدة قصيرة حتى شنت إسرائيل هجوماً مضادًا.في منتصف تشرين الاول 1973، حين بدأت إسرائيل هجومها المضاد.بالدبابات الاميركية المحمولة جوا من القواعد العسكرية الاميركية في المانيا والتي لم تسجل عداداتها الكيلومترية سوى 15 كم جاءت فيها على جنازيرها من مكان انزالها، وكان ذلك الهجوم بعد وصول الامدادات من القواعد الاميركية في المانيا وبعد نقل قسم كبير من المدرعات الميركافا من ارض سناء بعد توقف الحرب على الجبهة المصرية من قبل السادات منفردا مع قوله حققت ماخططت له وحررت القنال ولا استطيع ان اقاتل اميركا”!!!.
كان لدى السورييين حوالي 1,000 دبابة على امتداد جبهة يبلغ طولها حوالي 96 كم. وبتركيز هائل من الدبابات الاسرائيلية والندية الهائلة من المدرعات السورية سواء كانت من دبابات اللواء 72 او من مدرعات سرايا الدفاع، مع التفوق في عدد ونوعية الدبابات الاسرائيلية والغارات الجوية الاسرائيلية وقذائف النابالم المحرمة دولياً، استطاع الإسرائيليون فتح ثغرة عريضة في الصفوف السورية وعندها تصدى لهم اشاوس قوات الوحدات الخاصة السورية مع سرايا الدفاع مدعومة من اشاوس قوات التجريدة المغربية الذين سطروا مع قواتنا اشرف معارك البطولة والفداء بحيث كانوا يدمرون المدرعات الاسرائيلية بالملصقات المتفجرة من تحت ومحيط الدبابات الصهيونية بانتحارية وفداء شاهدتها بأم العين، ولم تكن القوات العراقية قد وصلت بعد بعد ان تم قصفها بالطيران الاسرائيلي على الطريق واوقف هؤلاء الابطال تقدم القوات المدرعة الصهيونية وهدأت الجبهة قليلاً حيث استطعنا قوات الخدمات الطبية ترحيل الجرحى والشهداء الى المشافي الميدانية في قطنا والى مستشف المزة العسكري وقد اصبت في هذه المعركة، والحمد لله كانت الاصابة محمولة بعكس اصابتي في قلعة جندل التي قاربت الاستشهاد بهابنزول قذيفة المدفعية الثقيلة في الخيمة الطبية ليلا في تمام نتصف الليل وكنا قد فرغنا لتونا من نصب المستشفى ولكن الله عز وجل نجاني وكانت مجرد شظايا وبقيت في ارض المعركة انما في القطاع الاوسط من الجبهة.
ومع وصول الامدادات الصهيونية وتجدد الغارات الجوية على قواتنا تراجع ابطالنا في البداية قليلاً، لكنهم تمكنوا من شن هجوم مضاد بالصدور العارية وقذائف الاربي جي والملصقات الناسفة (وارتقى من ابطالنا العدد الكبير واستشهد كل افراد التجريدة المغربية الابطال، وبقيت قلة لم تتجاوز24 مقاتل رفضوا التراجع ثم ارتقوا لاحقاً ودفنوا في مقبرة صغيرة للشهداء قبل الوصول الى القنيطرة ضمتهم وافراد مجهولين من جيشنا وعدد من شهداء جيش التحرير الفلسطيني والقوات العراقية…) وأوقف هؤلاء الابطال الهجوم وتمت استعادة بعض الأراضي المحتلة، وتوازنت الجبهة. وقعت القنيطرة تحت سيطرة الطرفين عدة مرات. أخيراً، الوحدات المدرعة الإسرائيلية، مع طائرات الفانتوم والسكاي هوك التي كانت تغلق السيطرة جويًا على السوريين بضربات النابالم الحارقة، أوقفت التقدم السوري ودفعت بالسوريين إلى الوراء. وكنا وقتها في في صفوف القوات السورية بسلاح الخدمات الطبية وشهدنا هذا الاستبسال المنقطع النظير واقتحام الوحدات الخاصة بشكل انتحاري للدبابات الاسرائيلية ووقد كبدتها خسائر هائلة ، لكن استمرار تدفق الدبابات المحمولة جوا مع قصف جوي على القوات السورية المدافعة بقنابل النابالم الحارقة بالرغم من تصدي الطيران السوري المعروف بكفاءة طياريه للطيران المغير الذي كان بدوره كالدبابات محمولا بطواقمه من خارج فلسطين المحتلة. وبقيت الجبهة السورية تقاتل بمفردها حوالي 14 يوماً الى ان تم وقف اطلاق النار بالتنسيق بين السوفييت والاميركان.
بقت إسرائيل مسيطرة على المدينة حتى بداية حزيران 1974، حين عادت إلى الحضن السوري عقب توقيع على اتفاق فك الاشتباك بوساطة من الولايات المتحدة في 31 ايار 1974 بعد حرب استنزاف كبيرة شنتها القوات السورية. كان تخلى إسرائيل عن القنيطرة مثيراً للجدل، حيث رفضه المستوطنون وحزب الليكود حتى أنهم أقاموا مستوطنة في ضواحي المدينة لفترة وجيزة. بدأ الانسحاب الإسرائيلي من المدينة في 6 حزيران. وفي26 حزيران، زار الرئيس السوري حافظ الاسد ورفع العلم الوطني باحتفال شعبي موصوف بعودة المدينة القنيطرة محررة، حيث تعهد بإعادة بناء المدينة واستعادة الأراضي المحتلة.
العودة إلى السيادة السورية
رافق الصحفيون الغربيون اللاجئين السوريين وهم عائدين إلى المدينة في بداية تموز1974، ووصفوا ما رأوا على الأرض. قال صحفي مجلة تايم الاميركية أن معظم المباني هدمت إما بواسطة الديناميت أو بواسطة القصف. أعطى مراسل لوموند الفرنسية السوري وصفًا مفصلاً للدمار من أجل ذي تايمز بصفته شاهد عيان:
يُقال أن الانسحاب الإسرائيلي عن المدينة قد تم على دفعات، حيث تم أخذ كل شيء يمكن انتزاعه وبيعه إلى المقاولين الإسرائيليين. دمرت الجرارات والجرافات المباني الخالية. بحثًا عن الدوافع خلف التدمير الإسرائيلي للمدينة، أشار مراسل ذي تايمز في عام 1974 إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة تم بعد عودةاسرى الحرب الإسرائيليين من دمشق بفترة قصيرة، حاملين معهم قصصًا عن التعذيب،” لكن السوريون نفوا صحة هذه الادعاءات. ونحن منهم حيث كان يحظى الطيارون الاسرائيليون الاسرى والجرحى في المستشفيات العسكرية بالاقامة في اجنحة الضباط ويتناولون افضل الطعام المقدم من المطاعم الشهيرة وليس من طعام المستشفيات وكنا في الخدمات الطبية حيث قال احدهم الاكل كود، وكان الاشراف الطبي عليهم افضل بكثير من الاشراف على الجرحى السوريين كانوا يعيشون 24 /24 ونحن شاهد عيان وكنا نقوم بتمريضهم واعطائهم الادوية.
رفع العلم السوري في سماء القنيطرة المحررة
وقد اوردت سانا الخبر التالي بمناسبة رفع العلم ابتهاجاً بالتحرير يومئذ
“كان موعد السادس والعشرين من حزيران 1974 هو اليوم الذي قرر فيه الأسد رفع علم سورية فوق سماء مدينة القنيطرة. وتم الإعلام عن ذلك بكافة الوسائط وتداعى عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من كل مكان في سورية لحضور هذا المشهد التاريخي.
لم تبق محافظة أو مدينة أو قرية إلا وشاركت في هذا العرس الوطني وعبرت نقطة المراقبة أكثر من أربعة آلاف سيارة وباص وتاكسي عدا القادمين سيراً على الأقدام من القرى والمزارع القريبة من المدينة المحررة. وهتف الرئيس الأسد إلى العماد طلاس قائلاً:«سأمر بك في مبنى القيادة العامة لكي نذهب سوية إلى القنيطرة». ووصلا المدينة حوالي الساعة الرابعة عشرة وسط زغاريد النساء وهتافات الرجال بحياة بطل تشرين.
وبعد استعراض حرس الشرف توجه الجميع إلى سارية العلم، وتناول الرئيس علم الجمهورية العربية السورية وقبله وبدأ برفعه إلى أعلى السارية في الساعة 14.40. وأدلى الرئيس الأسد لمندوب الإذاعة والتلفزيون بالكلمة التاريخية التالية:
«إن الكلمات جميعها عاجزة عن وصف هذه المناسبة. أستطيع أن أقول باختصار إن إرادة الشعب لايمكن أن تقهر وإن الوطن فوق كل شيء. وعلينا أن نستمر في الإعداد لطرد العدو من كل شبر من أراضينا العربية المحتلة. وأنا متفائل بالنصر ومتفائل بالمستقبل وواثق من أن أية قوة على هذه الأرض لن تستطيع أن تمنعنا من استرجاع حقوقنا كاملة. إن هذه الجماهير التي نراها، تملك كل الاستعداد للتضحية وكل الاستعداد للبذل من أجل تحقيق إرادتها في تأكيد حرية جماهيرنا في هذا القطر وفي الوطن العربي. سيبقى شعبنا في هذا القطر نبراساً للأمة العربية، سيبقى رمزاً للتضحية، وستبقى هذه الجماهير أبداً النور الساطع من أجل الحرية، من أجل تحرير الوطن، من أجل كرامة الأمة العربية».
ولابد أن يتساءل القارئ، لماذا بقيت هذه المدينة على حالها على الرغم من التدمير الشديد الذي مارسه «الإسرائيليون» ضدها، وما لم تستطع الجرافات تخريبه، تولى سلاح الهندسة الإسرائيلي نسفه بالمتفجرات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الحقد والهمجية العدوانية المغروسة في نفوس الصهاينة، فهم يكرهون حتى الحجارة العربية، وهذا ليس غريباً على عاداتهم وتقاليدهم.
وفي أول اجتماع للقيادة القطرية عرض الرئيس الأسد موضوع إبقاء القنيطرة على حالتها الراهنة لتكون شاهداً صادقاً على الحقد «الإسرائيلي» سيما وأن ما تبقى من أراضي الجولان لم يحرر بعد وكان سكان البلدة يعيشون من الزراعة وتربية المواشي، فإذا عادوا إلى بيوتهم لن يجدوا أرضاً يفلحونها ولا مواشي يرعونها. وسوف تضطر الدولة لتقديم المساعدات لهم، وكان قرار القيادة الموافقة على الفكرة التي طرحها الرئيس الأسد.”
أصرت إسرائيل على أن معظم الدمار حصل في الحربين وفي تبادل القصف بين الطرفين. أشارت بعض التقارير قبل الانسحاب إلى دمار المدينة وخرابها. رأى مراسل ذي تايمز المدينة بنفسه في 6 ايار قبل شهر من الانسحاب الإسرائيلي، ووصف كونها مهجورة وفي حطام بعد سبعة سنين من الحرب والإهمال. وشبهها بمدينة من الغرب الأميركي أصابها زلزال وإذا عاد السوريون إليها، فسيواجهون مهمة شاقة لإعادة الإعمار، حيث تقريبًا كل المبانى إنهارت.
كشاهد على حالة المدينة، قدم فريق أخبار بريطاني فيلماً صور في 12 ايار 1974 تبعاً لمراسل ذي تايمز، «رأى المشاهدون صورة بانورامية للمدينة، التي كانت تقريبًا خالية بشكل كامل منذ أن قام الجيش السوري بإخلائها في عام 1974، معظم الأبنية متضررة، لكنها صامدة.» بعد أن تم تسليمها إلى العرب، «قليل من المباني لازالت صامدة. معظم المباني المتدمرة لم تقدم دليلاً على أن تدميرها تم بوساطة مدفعية. السقوف ملقاة على الأرض بطريقة قالوا لي أنه بالديناميت فقط يمكن تحقيق ذلك.» أكد التصوير على أن كثير من الدمار حصل بعد 12 ايار، في وقت لم يكن هناك حرب قرب القنيطرة.
حقوق الانسان في محافظة القنيطرة
أسست الأمم المتحدة لجنة مختصة بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية المؤثرة على حالة حقوق سكان المناطق المحتلة، التي استخلصت أن القوات الإسرائيلية دمرت عمداً المدينة قبل أنسحابها، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تلك الاستنتاجات، حيث مررت قراراً في 29 تشرين الثاني 1974 يصف دمار القنيطرة بخرق خطير لاتفاقية جنيف الرابعة، كما أدانت الجمعية أفعال إسرائيل، بـ 93 صوت ضد 8، مع امتناع 74. كما صوتت لجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان لإدانة الدمار المتعمد للقنيطرة في قرار صدر في22 شباط 1975، بـ 22 صوت ضد واحد (الولايات المتحدة) مع غياب تسعة.
المدينة اليوم
حتى تموز 2008 ظلت المدينة مدمرة، حيث تركت سورية الحطام في أماكنه وبنت متحفاً للتذكير بالدمار.
زار المدينة عدد من الأشخاص المهمين الأجانب، أمثال وزير الخارجية السوفييتي السابق الكسي كوسيغين في حزيران 1976 والبابا يوحنا بولس الثاني في زيارته الرعوية الى سورية وقد وجد فقط بضع عائلات تعيش الآن في المدينة، يجنون لقمة عيشهم عن طريق تقديم الخدمات لقوات الأمم المتحدة المتجولة في المنطقة.
يمكن للسياح زيارة المدينة، بموافقة من وزارة الداخلية السورية، ويشرف العسكر على النزهات السياحية. الأماكن الرئيسية التي يقصدها السياح هي مشفى القنيطرة، كنيسة الروم الارثوذكس ومسجد. يعرض «متحف القنيطرة المحررة» تحف من ماضي المدينة القديم والمتوسط، وهو يقع حاليًا في موقع الخان القديم في وسط المدينة. غرب القنيطرة، تقع الحدود مع إسرائيل، ولأن الحدود مغلقة لا يمكن زيارة القنيطرة من إسرائيل. حتى ان عرب الجولان الذين هم في مناطق الجولان المحتلة ممنوع عليهم ارسال شبابهم الى سورية لدخول الجامعات السورية وخاصة منذ 2011 مع الحرب الكونية والاسرائيلية والارهابية على سورية.