Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

مدينة إزرع في حوران

$
0
0
مدينة إزرع في حوران
إزرع , أو زورافا, أو زوروا , أو زورابين , ورد ذكرها في الكتاب المقدس و هي من المدن الكنعانية تقع شمال محافظة درعا , و تبعد عن دمشق ثمانين كيلو متراَ إلى الجنوب ، وترتفع 600 م عن سطح البحر.
.
و لقد ورد ذكرها في رسائل تل العمارنة المتبادلة بين حكام مصر وسورية العام 1334ق.م، والكتابات الأثرية تدل على أهميتها الكبرى منذ أن استولى الرومان على باشان آنذاك. والعالم الآثاري ريتشر اكتشف كتابة تشير إلى أن المدينة اتخذت زمن الدولتين الرومانية والرومانية الشرقية رتبة مركز مقاطعة أو قصبة ( والقصبة، لغة، هي أعظم المدن) و كان ذلك على عهد الإمبراطور ألكسندروس ساويروس ( 222 ـ 235 ) وعرفت تحت اسم زوروا.
.

تعد إزرع من المدن الكنعانية التي أقيمت فوق أنقاض موقع يعود إلى نهاية العصر الحجري الحديث أو بداية عصر المعدن على ارتفاع يقارب 594م عن مستوى سطح البحر.

ابنية ازرع التقليدية
ابنية ازرع التقليدية
.
تأتى ازرع بالدرجة الثاني بعد بصرى من الناحية التاريخية وقد سماها كثير من المؤرخين الأجانب ادرعي عاصمة عوج ملك باشان و معنى ادرعي قوة أو حصن ومن هؤلاء المؤرخين (( porter )) في كتابه ( خمس سنوات في دمشق )
.
مدينة في حوران، في الجزء الجنوبي من الجمهورية العربية السورية. وهي اليوم مركز إداري لمنطقة إزرع التابعة لمحافظة درعا
.
تقع ازرع في اللجاة من جهة الغرب كان فيها كهوف، وبئر ماء جيد وهي مبنية على صخر ارتفاعه نحو ميل و نصف وطوله نحو ميلين و نصف وارتفاعه عن السهل من 20 ـ 30 قدما . ويقال انه كان حولها أبراجا مربعة تدل على مناعتها و الكتابة اليونانية المنقوشة في باب كنيسة القديس جاورجيوس الارثوذكسية تشير إلى أن هذا البناء كان معبدا و ثنيا للإله نياندرس ثم صار كنيسة عام 515م إنها من مدن باشان العظيمة .

هذه المنطقة ملجأ طبيعي بامتياز، صعب على الغزاة اختراقها عبر التاريخ بسبب صعوبة الأرض ووعورتها و ندرة المياه و ضراوة الشعب و مقاومته.

ازرع
ازرع
.
وتتكون مدينة إزرع اليوم من إزرع القديمة، وإزرع الجديدة (المحطة)، ومن قرية ذنيبة التي كانت قبل عام 1978م منفصلة عن المدينة، ومن حي سكني جديد يدعى الغسانية.
.
ويعدّ وعرُ المنطقة الجنوبية الغربية من اللجاة الظهير الجغرافي لمدينة إزرع التي تجري فيها عملية التبادل الإنتاجي لكل من النمط الرعوي القائم في منطقة اللجاة، والنمط الزراعي المتمثل بكل من مدينة إزرع نفسها والريف التابع لها الواقع إلى الغرب منها، حيث تتصل بها الأرض السهلية الخصبة.
.

وتزيد معدلات التهطال على 300مم سنوياً وهذا يجعل من منطقة إزرع بقعة صالحة لزراعة الحبوب الشتوية والنباتات الصيفية اعتماداً على ماتجود به السماء كل عام.

كنيسة القديس جاورجيوس الارثوذكسية صورة تاريخية
كنيسة القديس جاورجيوس الارثوذكسية صورة تاريخية
.
وكانت مدينة إزرع القديمة ترتبط ببصرى الشام بطريق رومانية مرصوفة بالحجارة البازلتية، مارة شماليها متجهة نحو الغرب، حيث تتفرع هناك إلى فرعين يصلان إزرع ببلدات حوران الغربية ولاسيما ببلدتي إنخل والحارّة الحالية.
.
تعاقبت على مدينة إزرع حضارات مختلفة، شأنها في ذلك شأن بقية مدن الجزء الجنوبي من بلاد الشام لموقعها الجغرافي فهي صلة وصل بين مصرالقديمة وحضارات بلاد الرافدين وشمالي سورية.
ولقد تركت كل حضارة بصماتها الواضحة في المدينة المذكورة وفي الخرب المدفونة تحت الأنقاض حولها.
.
وقد عاصرت إزرع الحضارات الكنعانية، والآرامية، والرومية، والإسلامية وتأثرت بها.

فإزرع القديمة تؤلف تلة من الأنقاض تقوم عليها اليوم المباني السكنية، إلى جانب ما تبقى من أبنية قديمة على امتداد كيلومترين من الغرب إلى الشرق و1.5كم من الشمال إلى الجنوب.

كنيسة النبي الياس الكاثوليكية الاثرية
كنيسة النبي الياس الكاثوليكية الاثرية
.
على الصعيد الديني , مدينة ازرع قريبة من الأراضي المقدسة لذا و صلت إليها البشارة المسيحية في وقت مبكر وغدت كرسيا أسقفيا وتعدّ كنيسة القديس جاورجيوس من أهم المعالم التاريخية الأثرية التي مازالت قائمة في مدينة إزرع. وقد كانت في الأساس معبداً وثنياً لعبادة الأصنام ثم حوِّل إلى كنيسة مسيحية في عهد الروم،.وقد تبعت ميتروبوليتية بصرى العربية.
وتنفرد هذه الكنيسة عن غيرها من الكنائس بشكلها المثمن مما يؤكد أنها بناء معبد قديم أصلاً ولعله يعود إلى الحضارة العربية النبطية. وفوق باب الكنيسة الشمالي حجرمنقوش كتب عليه باللاتينية
.
كما يوجد في إزرع بقايا جامع قديم يدعى «الجامع العمري»، كان كنيسة القديس يوحنا المعمدان الاثرية، حولت إلى جامع . ويؤكد هذا القول كتابات باللاتينية على ساكف بابها الشمالي، وحجر «حنت» في الجزء الباقي من الجدارالغربي الجنوبي، نقشت عليه كتابات بالحرف العربي غير المنقط تبدأ بالبسملة،

وكان ذلك الجامع يتكون من 54قنطرة كما يروى أهل إزرع، ولم يبق قائماً منها سوى صفين من القناطر يتكون كل منهما من ست قناطر، وكان في الزاوية الشمالية الغربية للجامع مئذنة مقطعها مربع الشكل ولها ثماني نوافذ، وتقوم على أربع قناطر،وكانت تظهر للقوافل التجارية من مسافة بعيدة. وقد هدمت مئذنة ذلك الجامع في زمن الانتداب الفرنسي، ونقلت حجارتها لبناء منزل في إزرع الجديدة التي تعرف بالمحطة.

كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي حولت الى الجامع العمري وهو عبارة عن آثار حالياً
كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي حولت الى الجامع العمري وهو عبارة عن آثار حالياً
.
ويوجد في ازرع كنائس يزيد عددها على العشر تهدمت في معظمها. وتؤكد هذه الكنائس الأهمية الدينية
التي كانت تتمتع بها أسقفية إزرع الانطاكية الارثوذكسية.
.
كان أهالي مدينة إزرع القديمة يحصلون على ماء الشرب من ثلاث آبار قديمة
• أولها بئر النعيرة: وتقع إلى الشمال الشرقي من مدينة إزرع القديمة، ماؤها نبع وجوانبها مكسوة بالحجارة البازلتية المنحوتة، ويتم النزول اليها بدرج من الحجارة. ويقال إن ماء تلك البئر مجرور عن طريق قناة تستقي ماءها من نبع يقع في بلدة عريقة (عاهرة سابقاً) التابعة إدارياً لمحافظة السويداء وفي أيام الشح كان أهل إزرع يقسمون الماء في أيام الأسبوع على أحياء مدينتهم كي يحصل كل حي على ماء الشرب من تلك البئر، فكان لكل حي يوم مخصص له لجلب الماء، وكانوا يكلفون رجلاً حراسة البئر لتنظيم النوبة بين النساء. ولأهمية تلك البئر في حياة أهل إزرع في الماضي يرد ذكرها في تراثهم الشعبي.
• والبئر الثانية هي بئر حلحلة: وتقع في شرقي إزرع القديمة وعلى بعد خمسمئة متر منها. وتستمد البئر ماءها من كهف بازلتي طبيعي.

• ثم بئر «أبو كلبة» الواقعة جنوبي إزرع القديمة. وكان أفراد عشيرة المدالجة المنتمية إلى قبيلة السلوط يضربون حولها. وهي محفورة في الصخر إلا أن ماءها جمع وليس نبعاً.

اثار ازرع
اثار ازرع
.
أما فيما يتصل بالاستعمال المنزلي وسقاية الحيوانات، فقد كان في إزرع القديمة بركتان كبيرتان يزيد عمق كل منهما على 25م، وفي وسط كل واحدة عمود من الحجر البازلتي لمعرفة منسوب المياه المتجمعة في كل منهما على مدار السنة والبركتان مبنيتان من الحجارة البازلتية المنحوتة،
فالبركة الشرقية على سبيل المثال مازال الجزء الشرقي من جدارها القديم عامراً إلى اليوم.
ويبلغ بعدا البركة الغربية 250 – 300م تقريباً في حين يزيد بعدا البركة الشرقية على 150- 200م، ويصل بين البركتين مصرف مائي،
وكان ماؤهما يفيض في الشتاء فيخرج نحو منخفضات طبيعية تدعى خراب التوت.
.
يتألف سكان مدينة إزرع اليوم من عشائر حورانية أصلية يعود نسب معظمها إلى الغساسنة، ويدينون بالمسيحية في معظمهم وكانت الى حين بدء الاحتلال العثماني تعد خزان بلاد الشام بالمسيحيين ومنها خرجزا الى دمشق ووادي النصارى وجبل لبنان وكل ارجاء سورية الكبرى، وفيها نسبة لابأس بها من المسلمين، ويشتركون  مع المسيحيين بالعادات والتقاليد.، وتتحكم العصبية القبلية في سلوكهم اليومي إذ يتألف السكان من أسر وحمولات كبيرة متماسكة يتجاوز عددها العشرين. وهناك أسر هاجرت من إزرع إلى أماكن متفرقة من بلاد الشام ولاسيما إلى منطقة حمص ولبنان.
.
يتصف المخطط العمراني لمدينة إزرع بأنه متطاول الشكل، 4كم، غرباً وشرقاً، 2كم جنوباً وشمالاً.
.

الابنية في المدينة منتشرة بشكل طولي على طرفي شارع الشهيد باسل الأسد الذي يمتد بدايته من أوتوستراد درعا دمشق ( مدخل المدينة ) حتى كنيسة الخضر مارا بعدة ساحات رئيسة.

مشهد بانورامي لازرع
مشهد بانورامي لازرع
ويعود سبب التوسع العمراني لإزرع القديمة نحو الغرب إلى تسميتها مركز قائمقامية زمن الانتداب الفرنسي من جهة، ولكون الخط الحديدي الحجازي يمر إلى الغرب من البلدة القديمة من جهة أخرى، وعلى هذا صارت المنطقة المحيطة بالسكة منطقة إدارية فيها كل الدوائر الحكومية كالمالية ومديرة المنطقة ومديرية الزراعة. وقد رافق ذلك نشاط تجاري أدى إلى نشاط عمراني سكني من قبل أهل إزرع نفسها، وسكان القرى التابعة لها: بصرى (بصر) الحرير ومحجة وشقرا ونامر وقرفة.
.
إن ازرع جزء من سهل حوران وتشتهر هذه المنطقة بتربتها ذات المنشأ البركاني، وهي تربة موائمة للزراعة، ولذلك كانت مخزن الحبوب في العصر الروماني.
ويعمل معظم سكان إزرع بالزراعة البعلية وأهم محاصيلها القمح والحمص والشعير والعدس.و في العقدين الأخيرين بدأت المدينة تتخذ من زراعة أشجار الزيتون بشكل كبير جدا , و معدل الأمطار 273 مم في السنة .
وهناك القليل من المشروعات للزراعة المروية التي تقع إلى الغرب من المدينة على طريق إزرع ـ الشيخ مسكين.
كما أن قسماً من السكان اليوم كان يعيش في لبنان كسباً للرزق.
.
ولا يهتم أهل إزرع اليوم بالثروة الحيوانية إلا الأبقار وخاصة المستورد منها الذي يدعى فريزيان. وربما يعود هذا إلى قرب تلك المدينة من المنطقة الرعوية المتمثلة في الجزء الجنوبي من وعر اللجاة القليل الأعشاب.
.
يتألف سكان مدينة إزرع اليوم من عشائر حورانية أصلية يعود نسب معظمها إلى الغساسنة، ويدينون بالمسيحية  في اكثريتهم  ثم بالاسلام ويشتركون في العادات والتقاليد.
يبلغ عدد السكان حسب آخر إحصاء 35.000 مواطن و تضم منطقة ازرع العديد من النواحي والقرى التابعة لها .مثل بصر الحرير ـ محجة ـ المليحة ـ الحراك ـ الشيخ مسكين ـ ناحتة ـ قرفا ـ نامر ـ البقعة ـ حامر ـ و الكثير من قرى اللجاة .

كما يمر في المدينة وادي جميل جدا تنساب مياهه في الربيع

ازرع التقليدية
ازرع التقليدية

شام الروح (2) بتصرف مني…


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>