Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

الفيل السوري…

$
0
0
الفيل السوري
كان الفيل السوري آلة حرب مرعبة وقد تفاخر بصيده فراعنة مصرفي حروبهم ضد الحثيين على ارض سورية، واستورده القائد الفينيقي العسكري هانيبال لإيطاليا من سورية…
اسمه العلمي Elephas maximus asurus
ﻫﻮ ﺇﺣﺪﻯ ﺳﻼﻻﺕ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺍﻵﺳﻴﻮﻱ ﺍﻟﻤﻨﻘﺮﺿﺔ ﺍﻵﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﻝ باﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﻼﻻﺕ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻭﺃﻛﺒﺮﻫﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ…ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺘﻔﻴﻦ ﺇﻟﻰ 3.5 ﺃﻣﺘﺎﺭ ‏( 11.5 ﺃﻗﺪﺍﻡ ‏)، ﻭﻗﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﺴﺘﺤاﺜﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ  كانت ﺗﺴﺘﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻣﻦ بلاد فارس ﺣﺘﻰ سورية الكبرى ﻭﺟﻨﻮﺏ آسيا الصغرى والأناضول، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ سورية ﻣﺜﻞ ﺍﻵﺭﺍﻣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻭﺍﻵﺷﻮريين ﻛﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺣَﺮْﺑِﻴَّﺔ.
الفيل السوري
الفيل السوري
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ سورية ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻕ .ﻡ ﻣﺤﻞ ﻧﻘﺎﺵ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻋُﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮ ﻋﻤﻠﻴّﺎﺕ ﺻﻴﺪ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ابناء ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴّﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴاﻔﺎﻧﺎ ﺍﻟﺤﺮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻤﻮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ.
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﻴّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻕ. ﻡ ﺃﻱ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻱ، ﺇﺯﺩﺍﺩ ﻋﺪﺩ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ اﻟﻮﻗﻮﺩ، ﻭﻗﺪ ﺃﺩّﻯ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﻄﺎﺏ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻟﺒﻘﺎﺋﻬﺎ.
الفيل السوري
الفيل السوري
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ ﺗﺸﻤﻞ، ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺮﻣﻞ، ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ الباقية، ﻭﺃﺩّﻯ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ، ﺃﻣﺎ ﺠﻤﻬﺮﺍﺕ الفيلة ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻠﻌﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺟﺪّﺍً، ﻭﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﻓﻲ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗُﺼﺎﺩ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﺍﻷﻓﻴﺎﻝ ﻻ ﺗﻨﺠﺐ ﺳﻮﻯ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻛﻞ ﺳﻨﺘﻴﻦ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﺃﺩّﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻘﺮﺍﺿﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴّﺎً ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻕ .ﻡ.‏
ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ
ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺣﻮﻝ ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﻨﻬﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻃﻨﺖ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً، ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺣﻮﻝ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳّﺔ. ﻓﺎﻟﻔﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻭﺑﻴﺌﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻬﻮﺏ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳة ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴّﺔ ﺗﻜﻴّﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻭﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻕ. ﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻕ. ﻡ، ﻭﻳﻌﺰﻭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻵﺷﻮﺭﻱ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﻨﺖ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻭﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ.
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺿﺢ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺟﻤﻬﺮﺓ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮية ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ اخرين “ﻭﻳﻨﺘﺮ ﻭﻛﻮﻟﻮﻥ‏” ﻳﻔﺘﺮﺿﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ، ﻭﻋﺪﻡ وﺟﻮﺩ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺪﻣﺎً ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺳﻮﺭﻳة ﻛﻤﺼﺪﺭ ﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺝ، ﻳﺮﺟّﺢ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺃﺳﺘﻘﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻛﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺣﺮﺑﻴّﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﻌﻤﻞ، ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻭ ﻫﺮﺏ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ ﻭﻋﺎﺵ ﺑﺮﻳّﺎً، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻛﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ.
الفيل السوري
الفيل السوري
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺼﻨﻊ ﻣﻨﺤﻮﺗﺎﺕ ﻋﺎﺟِﻴَّﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﻴﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻴﺎﻝ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﻮﺏ ﺍﻟﺴُّﻮُﺭِﻳَّﺔ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻕ. ﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻵﺭﺍﻣﻴﻮﻥ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺃﺛﺎﺙ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺸﺎﺏﺍﻟﻤﻄﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺝ، ﻭَﻟَﻌَﻞَّ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﺃﻋﺪﺍﺩ اﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺍﻧﻘﺮﺍﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ.
ﻭَﻟَﻌَﻞَّ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻫﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺣَﺮْﺑِﻴَّﺔ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻡ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎﺳﻬﺎ ﻭﺍﺳﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻮﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﺫُﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻬﻠﻴﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ اﻟﺴﻠﻮﻗﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﻓﻴﻠﺔ ﻫِﻨْﺪِﻳَّﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑِﺴُﻮُﺭِﻳَّﺔ، ﻣﻦ فصيلة ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻓﻲ ﺣﻤﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺪ، كما فعل الاسكندر الكبير وقادته الاربعة من بعده. ﻭَﻳُﺆَﻳِّﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧيان “ﺳﺘﺮﺍﺑﻮﻥ ‏” ﻭ”ﺑﻮﻟﻴﺒﻴﻮﺱ” ‏ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﻦ “سلوقوس ﺍﻷﻭﻝ” ﻭ”ﺁﻧﺘﯿﻮﺧﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ” ﺍﻣﺘﻠﻜﺎ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ.
الفيل السوري
الفيل السوري
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺃﻥ القائد “ﻫﻨﻴﺒاﻞ” ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻓﻴﻼً ﺣَﺮْﺑِﻴَّﺎً ﻳﺪﻋﻰ “ﺳﻮﺭﻭﺱ”  ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ “ﺍﻟﺴﻮﺭﻱّ”، وكان أكبر من الفيلة القرطاجية العادية، ومن هنا جاءت التسمية العلمية للفيل Asurus.
وقد وصفه المؤرخ الروماني Cato the Elder انه كان أكبر فيل يراه، وكان له ناب واحد وحسب المؤرخ Plautus كان سوروس يلبس درعاً احمر، وهودج عملاق مجهز لهانيبال.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓَﻠَﻌَﻞَّ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺑﺄﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ.
ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﻴﺒاﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺤﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻟﺘﻨﻘﻠﻪ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ ﻋﺒﺮ ﺃﻭﺭبة ، ﻭﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ العاصمة ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭَﻟَﻌَﻞَّ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳّﺎً ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻗﺮﻃﺎﺟﻴﺎً، ﺃﻱ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻼﻻﺕ ﺃﻭ اﻟﺠﻤﻬﺮﺍﺕ ﻟﻔﻴﻞ ﺍﻟﺴﻔﺎﻧﺎ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ تنقرض ﺃﻳﻀﺎً.
ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﺧﻼﻝ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻔﺮ ﺷﻜﻞ ﻟﻠﻔﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺘﺎﻡ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺗُﺼَﻮِّﺭ ﺃﻓﻴﺎﻻً ﺑﺄﺣﺠﺎﻡ ﺿﺨﻤﺔ ﺟﺪﺍً.
الفيل السوري
الفيل السوري

Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles