في أثناء حياة نبوبولاسر؛ بدأت الإمبراطورية الآشورية في التراجع بعدما كانت هي القوة المهيمنة على الشرق الأوسط حينذاك.
وقد استغل نبوبولاسر الفرصة ليثور على الحكام، ونجحت الثورة وأصبح نبوبولاسر حاكماً لبابل.
توفي نبوبولاسر بعد أن حكم لمدة عشرين عاماً وخلفَه نجله نبوخذ نصر.
سقوط الإمبراطورية الآشورية وصعود الثائرقبل صعوده إلى العرش؛ كان نبوبولاسر زعيماً للكلدانين، ولم يكن شخصاً معروفاً.
في عام 631 قبل الميلاد، توفي آشور بانيبال آخر ملك آشوري ، وخلفه ابنه “آشور – إيتيل – إيلاني”.
كان الحاكم الجديد ضعيفاً واندلعت في عهده الحروب الأهلية.
عُزل آشور إيتيل إيلاني بواسطة” سين شومو ليشير” أحد قادات جيشه، والذي عُزل بدوره بواسطة “سين شار إشكون” شقيق “آشور إيتيل إيلاني”. في الفوضى التي تلت ذلك، توقفت المناطق التابعة للإمبراطورية الآشورية بما في ذلك بابل عن دفع الجزية وبدأت في إعلان استقلالها عن الإمبراطورية.
محاولات سابقة لم تكن الثورة التي قام بها نبوبولاسر هي الأولى من نوعها، فقد حاول العديد من الحكام السابقين الانقلاب على الإمبراطورية الآشورية والاستحواذ على عرش بابل.
على سبيل المثال؛ في عام 693 قبل الميلاد اختير الأمير الكلداني موشيزيب مردوخ ليحل محل نيرغال أوشيزيب الذي نصبه العيلاميون ليكون ملكاً على بابل، وقد كان الأخير قد خلف الأمير الآشوري آشور نادين شومي الذي قُتل على يد العلاميين.
وعلى أي حال؛ فإن موشيزب مردوخ لم يبق طويلاً في الحكم، حيث قام الملك الآشوري سنحاريب بمهاجمة بابل ونهبها في عام 689 قبل الميلاد.
ضربة حظ نبوبولاسركانت الأمور مختلفة في عهد نبوبولاسر ، ففي عام 626 – 625 ق.م أصبح حاكماً لبابل من خلال الموافقة الشعبية.
وعندما علم سين شار إشكون بذلك، جهز جيشاً وتوجه نحو بابل على أمل أن يستعيد السيطرة على المنطقة.
لحسن حظ نبوبولاسر؛ فقد اندلع تمرد آخر في آشور وأُجبر “سين شار إشكون” على العودة ليدافع عن عرشه، وهذا كان يعني أن التمرد أصبح لديه وقت ليجمع قواته ضد الآشوريين.
فتحالف الكلدانيون مع الميديين (تابعين سابقين للآشوريين) و السكوثيين، والكيميريون ضد الآشوريين.
في عام 616 ق.م؛ قرر نبوبولاسر وحلفاؤه مهاجمة الآشوريين، وفي عام 614 تم نهب آشور وبعد عامين من
ذلك سقطت نينوى العاصمة الآشورية.
كانت تلك ضربة كبيرة للآشوريين إلا أن ذلك لم يكن يعني انتهاء الإمبراطورية حيث فر الباقون إلى حران،
وعينوا آشور أوباليط حاكماً آشورياً جديداً.
بعد ذلك قاموا بالهرب مجدداً إلى كركميش التي كانت تحت حكم المصريين.
نبوبولاسر في الكتاب المقدستم الاستيلاء على حران في عام 610 ق.م ، وهرب الآشوريون إلى كركميش ليحاولوا المقاومة للمرة الأخيرة.
أرسل الفرعون المصري نخاو الثاني جيشاً ليساعد الآشوريين.
هذه القصة مسجلة في العهد القديم للتوراة حيث ذكر فيها يوشيا ملك يهوذا.
كان يوشيا في صف البابليين وحارب ضد المصريين عندما كانوا في سفرهم شمالاً على طول ساحل البحر
المتوسط وكان عليهم العبور خلال أرض يهوذا إلا أن يوشيا رفض.
قُتل يوشيا وتشتت الجيش المصري بسبب المعركة أيضاً.
ونتيجة لذلك هُزم الآشوريين في معركة كركميش عام 605 ق.م على يد نبوخذ نصر ابن نبوبولاسر – على
الرغم من مساعدة المصريين لهم .
توفي نبوبولاسر في نفس العام أو في العام الذي يليه ، وخلفه في الحكم نبوخذ نصر.
أسطوانة طينية لتذكر الحاكموأخيراً تجدر الإشارة إلى العمل الفني المرتبط بالحاكم البابلي نبوبولاسر وهو عبارة عن أسطوانة طينية
تُعرف بأسطوانة نبوبولاسر وقد اكتُشِفت في بغداد عام 1921.
يُفهم من النقش الموجود على الأسطوانة أن الحاكم اعتبر نفسه رجلاً تقياً ولهذا السبب كانت الآلهة تقف في صفه.
المصدرhttps://www.ancient-origins.net/history-famous-people/nabopolassar-0010582
موقع تاريخكم