ما هي اليوغا؟
اليوغا كلمة سنسكريتية تعني “الاتحاد”، والهدف هو “تضافر وتوحد” روح الفرد الذي يمارس اليوغا مع “المطلق المجرد الهندوسي”، وهو المفهوم الهندوسي “لله” أو الإله الهندوسي إن جاز التعبير!
اليوغا في ظاهرها، كما يروِّج لها دُعاتها، هي رياضة جسدية، يدَّعي أصحابها أنها تُقوِّي وتحسِّن مرونة العضلات، وهم بهذا يحاولون خداع الشباب الساذج، وعلى الأخص إذا كانت هذه التدريبات تتم تحت رعاية الكنيسة!
ولكن الحقيقة أن ”اليوغا“ هي ممارسة قديمة جداً ظهرت في الهند عام 1000 قبل الميلاد، لتكون وسيلة لبلوغ غاية نهائية واحدة هي: الاتحاد بالإله الهندي ”براهما“!!
لا ينخدعن أحد بمقولة أنه يمكن الخلط بين اليوغا الوثنية وبين عبادة المسيح، أو ذِكر اسم المسيح في عبادتها؛ لأنه يقول “لَا تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، لِأَنَّهُ أَيَّةُ خُلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَٱلْإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ ٱلظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ ٱتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ ٱللهِ مَعَ ٱلْأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ ٱللهِ ٱلْحَيِّ ، كَمَا قَالَ ٱللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا . (كُورِنْثُوسَ ٱلثَّانِيةُ 6: 14-16)
فمن المستحيل إذاً الجمع بين الاثنين، بل إن الخدعة الشيطانية لجرِّ أبنائنا وبناتنا بعيداً عن شخص المسيح الحي هي في اقتراح ممارسة مثل هذه الطقوس التي تبدو وكأنها مجرد رياضة بدنية بريئة..
ويُحذِّرنا الإنجيل
“وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ ٱلْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ ٱلْبَسَاطَةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ” (كُورِنْثُوسَ ٱلثَّانِيةُ 11: 3)
إن فلسفة هذه الديانة الوثنية المخفية وراء قناع التدريبات الجسدية تُنحِّي شخص المسيح، له المجد، من حضوره وتأثيره الفعَّال في حياتنا، الذي يؤكد لنا أنه “بِدُونِي لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يُوحَنَّا 15: 5)
ومعلِّم هذه الممارسة يعلِّم الشخص الذي يمارسها أن يُركِّز انتباهه إلى نفسه، ويُشجِّعه على أن يجد إجابات لمشاكل الحياة في داخل ضميره، ليجد في النهاية السلام والسعادة؛ كل هذا بمجهوده الذاتي وعضلاته. ومن بين التداريب التي يتدرب عليها: التحكُّم في التنفُّس، والصمت، ليصل إلى أن تكون نفسه الحقيقية هي الإله براهما، أما كل ما حوله فهو سكون وهدوء!
وهكذا يقع الشاب في خدعة الوصول إلى شيء ما بمفرده وبمجهوده الشخصي وبدون المسيح. فالسلام الذي يبحث عنه في ممارسة اليوغا هو سلام غير حقيقي… لأننا لا ننال السلام الحقيقي إلا من مصدر كل السلام وهو ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يقول “قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلَامٌ” (يُوحَنَّا 16: 33) ويقول أيضاً “سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلَامِي أُعْطِيكُمْ . لَيْسَ كَمَا يُعْطِي ٱلْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا” (يُوحَنَّا 14: 27)
إذاً ممارسة ما يسمى برياضة اليوغا ما هي إلا عبادة روحية لإله هندوسي مرتدية زي الرياضة البدنية..
وأي عبادة نمارسها لغير المسيح هي هرطقة وابتعاد عن الله.. والكنيسة الارثوذكسية بآبائها وتقليدها تحذر المسيحيين من ممارسة اليوغا لأن طلب أية معاينة روحية بدون تنقية الأهواء وإنسحاق القلب والتوبة المستمرة يعرض الانسان إلى الضلال الروحي وهذا ما يحدث في ممارسة اليوغا. وهذا ما يؤكد عليه الشيخ القديس بايسيوس في كتاباته.
بكل بساطة اليوغا تفقد ممارسها اليقظة والصلاة، وهما أهم سلاحين لصد ايحاءات الشيطان، وهكذا يصير فريسة سهلة للسقوط تحت هجمات الشيطان.
في اليوغا لا يوجد دور للنعمة الإلهية بينما الصلاة هي وسيلة لبلوغ الإنتباه وإصمات روح الانسان لكي تجعله مستقبلاً للنعمة الإلهية.
راي الكنيسة والاباء القديسون باليوغا
في 17 حزيران 2015 ندد المجمع المقدس في الكنيسة الارثوذكسية في اليونان باليوغا، معتبراً أنها تتعارض مع الإيمان المسيحي. وأفاد البيان الذي صدر عن المجمع الكنسي أن اليوغا تعتبر جزئا أساسيا من الديانة الهندوسية وليست شكلاً من أشكال ممارسة الرياضة.