حكاية مطرقة باب البيت ” السقاطة “
كان لكل باب من ابواب البيوت القديمة “سقّاطة” ولها أشكال كثيرة فمنها ما هو على هيئة كفّ اليد، ومنها ما هو على هيئة رأس وقد يكون الرأس رأس حيوان وهو “الأسد” والوانها الاسود او الفضي او النحاسي…
.
وهذا الفن يعود بتاريخه إلى الروم البيزنطيّين، ما يعني أن هذا النوع من الأبواب قديم جداً يمكننا أنْ نعيدَه إلى العصر الروماني أو البيزنطي.
.
وغالباً ما تكون “السقّاطة” في الجانب الأعلى من الباب وسببَ علوها هو الطارق لأنّه سوفَ يكونُ شخصا كبيرا سواء أكان رجلاً أم امرأة.
.
و.كان لبعض المنازل بابين وعليهم مطرقتين، إحداهما صغيرة والأخرى كبيرة. فعندما يطرق الباب بالصغيرة يفهم أن الذي يطرق الباب “إمرأة” فكانت تذهب سيدة البيت وتفتح الباب. وعندما يطرق بالكبيرة يفهم أن بالباب “رجل” فيذهب رجل البيت ويفتح الباب! وفي أسفل الباب الحلبي يوجد حلقة نحاسيّة وهي عبارة عن دائرة مفرغة خلفها دائرة ممتلئة عند طرقها تصدر أصواتا، يعلَم عندها أن الطارق هو طفل صغير.
وفقط العائلات الميسورة كان لها هذا الترتيب من الأبواب المزدوجة (الكبير وضمنه الصغير) وكانوا يعمدون إلى فتح الباب الكبير أيام المناسبات والعزايم، وكذلك أيام إدخال المونة (من حطب وسواه) فتدخل الدابة (من جمل ونحوه) كما هي إلى وسط الدار ليتم تفريغها.
.
والسقاطة عبارة عن مطرقة معدنية البسيط منها يتكون من لوحة معدنية فوقها لوح اخر ترتبط بمفصل يتحرك يطرقها الزائر ثلاث مرات فان لم يؤذن له يعود من حيث اتى..
.
كانت تسمى سقاطة لانها حين ترفع تسقط لوحدها بواسطة مفصلها..
وتكون “السقاطة” اما على شكل حلقة حديدية في حجم الاسوارة أو أكبر قليلاً، مُعلَّقة من طرف، وحُرّة من باقي الأطراف، أو بشكل كف مضموم الأصابع وله نفس العمل.ولها اشكال اخرى
.
وكان مفتاح الباب الخارجي للدار طويلاً، طوله شبر، وكان يُسمى السائط (الساقط) وكان مصنوعاً من الحديد الأسود، وكان للباب (دأر) دقر من الخشب، قطعة خشب ضخمة كان نصفها يدخل في الحائط، وبعض الأبواب كان له (دأر) من الحديد، وما كان للأبواب أجراس كهربائية، لأن الكهرباء لم تكن قد عمّت المدينة.
.
كان الباب الخارجي لكل بيتٍ من بيوت أيام زمان يُسمى (باب الزقاق) وكان رتاج البيت يُربط بحبل أحياناً، ويمتد إلى الطابق العلوي، ويُربط بدرابزين المشرقة، فكان إذا ما دقّ أحدهم على الباب، فيُسال (مين) ولما يُتأكد من هويته شُدّ الحبل من مكانه، وفُتحَ الباب، وكان هذا الابتكار يُريحهم من النزول والصعود لدى طرق الباب، وخاصة في أيام الشتاء حيث البرد والمطر،
.
وكذلك كان هناك ابتكار من نوعٍ آخر، كان يعتمد على حبل طويل أيضاً وكانت المرأة تشتري السلعة من الشليف وهي في مكانها، وراء الشباك، وبالتحديد وراء الخصّ، وهو النافذة المُطلة على الطريق، فإذا تمت الصفقة، وضع البائع السلعة في سلةٍ مربوطة بحبلٍ طويل، كانت المرأة أنزلتها من الخص حيث البائع، وكانت المرأة تشدّ الحبل وتستيعد السلة إلى حيث هي وراء الخص.
.
وكان من عادة الرجال أنهم يقفون وظهورهم لباب البيت بعد أن يطرقوا على باب البيت، خشيةً من أن يفتح الباب طفل لا يُدرك عواقب فتح الباب، فيكشف أرض الدار والنساء لمن يقف على باب البيت.
المصادر
موقعنا وباب الخوخة