على بعد/55كم/ شمال غرب مدينة “حمص” وعلى طريق عام (حمص- شين- مشتى الحلو) تبسط غابة “ظهر القصير” الحراجية عباءة ً خضراء طرزتها سواعد من زرعوها قبل اكثر من /51عام/،
فقد أصبحت هذه الأرض الجرداء بفضل جهود أولئك الفلاحين غابةًً تظلل الناس تحتها. وهي تغطي مساحة تبلغ حوالي/1500هكتار/ من الوديان والهضاب والسفوح والتلال مختلفة الاتجاهات والميول ويضم نحو مليون شجرة حراجية منها أشجار الصنوبر الثمري والصنوبر البروتي والأرز والشوح والسرو والكينا إلا أن الكستناء لها النصيب الأكبر من عدد الاشجار بأكثر من 350 ألف شجرة ما يؤهله ليكون من أجمل أماكن السياحة والاصطياف في سورية.
ويرتفع عن سطح البحر 700 م في أدنى نقطةٍ منه، بينما يبلغ ارتفاع النقطة الأعلى 1055 م تقريباً، يمتدُّ على جانبي الطريق الواصل بين ناحية “شين” في الجهة الجنوبية الشرقية منه وحتى منطقة “مشتى الحلو” الواقعة في الشمال الغربي.
بوشر العمل بمشروع ظهر القصير الحراجي في العام/1970-1971م/ ، وامتدت لثمانية أعوامٍ لاحقة، يقع الموقع في منطقة تمثِّل نقطة التقاءٍ بين محافظات “حمص” و”طرطوس” وحماة”، وتم تشجيره بأشجار الكستناء التي تشكل ما نسبته 35% من أشجار الموقع، ومن الصنوبر الثمري ومن الصنوبر البروتي، إضافةً إلى أشجار الأرز- الشيح – الأكاسيا – السرو، وإلى جانب هذه الأشجار الحراجية يضم مشروع “ظهر القصير” الحراجي مواقع لم يدخلها التحريج الاصطناعي كغابات (بتيسة الجرد – حدية – حداثة) الذي تنتشر فيها مجموعة كبيرة من الأشجار الطبيعية ومنها على سبيل الذكر أشجار(الغار- الميس- السنديان العادي والبلوطي- السماق- الصفصاف العادي والمستحي- الإصطراك- الدلب الشرقي- الزعرور- خوخ الدب- البلان الشوكي).
وفي السنوات الأخيرة أُضيفت أنواع جديدة هي “الروبينيا” و”الخرنوب” كتجربة أولية كي نعرف مدى ملاءمتها لطبيعة الظروف الجوية التي تشهدها المنطقة على مدار العام.
كما تتنوع الحياة البرية الموجودة في هذه الغابة من (ذئاب – ضباع – أرانب – ثعالب – أفاعي) إضافةً إلى غناها بأنواع الطيور المختلفة.
ويعتبر /ضهر القصير/ من اهم المواقع الحراجية في محافظة حمص حيث يحتوي على غابة مختلطة تحتوي على اشجار الكستناء والصنوبر الثمري والصنوبر البروتي والارز والشوح والسرو والكينا ما يؤهله ليكون من اجمل اماكن السياحة والاصطياف في سورية .
معظم اراضي ضهر القصير مزروعة باشجار الكستناء على مساحة 925 هكتارا بعدد اشجار يبلغ 367 الف شجرة كستناء و 248 الف شجرة صنوبر ثمري بعمر يبدا من عام 1977/.
.
تبلغ الكثافة الحراجية للاشجار في الموقع 650 شجرة في الهكتار الواحد ويحتوي الموقع الحراجي على عدة مواقع اطلقت عليها تسميات حسب نوعية الاشجار الموجودة فيها واسماء القرى حيث يتبع له مواقع / وادي رباح/ وادي بحور/سهلة رباح/ مقلس/ ميسرة حاصور/ ضهر البرج/عين الطوال/ المزار/ ضهر حدية/ القلعة/ كفرام/.
.
تاتي اهمية الموقع من احتوائه على اشجار الكستناء التي تعتبر ذات قيمة اقتصادية وغذائية عالية نظرا لصلابة خشبها الذي يستخدم في مجالات البناء وصناعة الورق والسفن اضافة الى اهمية ثمرة الكستناء كمادة غذائية .
يشار الى ان انتاج اشجار الكستناء من الثمار تختلف من عام لاخر حسب الظروف الجوية حيث يتراوح الانتاج بين 5ر2 الى 7 اطنان سنويا ويباع بشكل مباشر للتجار .
يذكر أن أشجار الكستناء تتميز بعدد من الخواص والاستعمالات الطبية حيث يفيد نقيع الأوراق لعلاج الشاهوق والتهاب القصبات والنزلة الرئوية ويشد الأغشية المخاطية ويمنع السعال كما يمكن إجراء غرغرة بمغلي الأوراق أو اللحاء لعلاج التهابات الحلق و الإسهال وعلاج الام المفاصل والتهاباتها وألم أسفل الظهر وتيبس العضلات.
.
جبل “ضهر القصير”، المطل على عدة قرى وبلدات بريف حمص الغربي (كفرام، رباح، فاحل، مقلس، حاصور..)، يعتبر من أفضل الأماكن في سوريا لزراعة هذه الشجرة الاقتصادية، وذلك لعدة أسباب أهمها:
• كثرة أمطاره السنوية (600ملم بالعام)
• ارتفاعه العالي عن سطح البحر(1050م)،
• ارتفاع نسبة الرطوبة فيه بسبب استمرار الضباب لمدة لا تقل عن 4 أشهر في العام الواحد، • إضافة لجودة تربته الكلسية.
تمثل الغابة التي يشكِّلها الموقع، نقطة جذبٍ مهمةٍ حيث يقصدها السيَّاح المحليون على مدار العام كمقصد اصطيافٍ مؤقَّتٍ لهم، ولعل هذا ما شجَّع المستثمرين -معظمهم من أبناء المنطقة- على إقامة المنشآت السياحية التي تؤمن بدورها الكثير من فرص العمل الدائمة والموسمية، وتساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية للمنطقة عموماً،
.
أمَّا من الناحية الخدمية فقد أسهم الموقع الذي تحيط به العديد من البلدات والقرى بتنمية البنى التحتية لها، والهدف المنشود من المشروع هو بيئيٌ بامتياز
وقد شكَّلت المساحة الشاسعة التي يشغلها، عاملاً بيئياً مهماً من جوانب عديدةٍ
• كدوره المساعد في تلطيف الأجواء وخصوصاً في فصل الصيف.
• وكمصَّدٍ ريحيٍ يحمي المحصولات الزراعية المنتشرة في أراضي المنطقة في فصل الشتاء، ويحدُّ من الأضرار التي قد تحدثها بتلك المحاصيل.
• إضافةً لأنّه عامل مهم لحماية التربة من الانجرافات التي قد تسببها السيول المتشكلة نتيجة كمية الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة وكميات الثلوج المتراكمة.