Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

بيت متري افندي شلهوب: او( بيت التاج الاسباني)

$
0
0
بيت متري افندي شلهوب: او( بيت التاج الاسباني)
شهدت دمشق طفرة عمرانيّة في دور الأثرياء بي ١٨٦٠ و ١٨٨٠ بني خلالها مكتب عنبر وبيوت محمّد آغا اليوسف وجبران أفندي شاميّة ومتري أفندي شلهوب (بيت الدادا أو التاج الإسباني) ومحمّد حسن آغا البارودي وغيرها لآل مردم بك وجبري (المجلّد) والقوّتلي (أربع دور داخل سور المدينة اندثر أحدها).
هناك الكثير من أوجه التشابه في هذه القصور من النواحي البنيويّة والزخرفيّة سواءً كان ملّاكها مسلمين أو مسيحييّن أو يهوداً وبغضّ النظر عن كونهم تجّاراً أو موظّفين.
العامل المشترك بين أصحاب هذه الدور هو المناصب الرفيعة التي شغلوها في أعقاب إصلاحات ستّينات القرن التاسع عشر .
تميّزت هذه الفترة بظهور نخبة جديدة لتأخذ مكانها إلى جانب الأعيان التقليدييّن أو لتحلّ محلّ بعضهم وبطبيعة الحال شيّد الوجهاء الجدد بيوتاً فسيحةً (بلغت مساحة الصاليا وحدها في بيت شلهوب مثلاً ١٠،٥ x ٥٦،٦ = ٥٩ ونيّف من الأمتار المربّعة) سواءً كانوا من العائلات الدمشقيّة العريقة أو القادمين الجدد.
الموقع
الموقع
انتشرت أيضاً موضة اللوحات الجداريّة الكبيرة في سياق الباروكوكو العثماني (كما في المربّعين الغربي والشرقي في بيت شلهوب) التي تمثّل مدناً بما فيها القسطنطينيّة. تلف معظمها مع الأسف في البيت قيد الحديث على إثر حريق.
أقدم مرجع نملكه عن بيت شلهوب هو كتاب “الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء” لنعمان أفندي القساطلي الذي ذكره باختصار (صفحة ٩٦) كأحد “البيوت الحديثة في حيّ النصارى بين باب توما وطالع القبّة  بناها المرحوم متري أفندي شلهوب وتمّ بناؤها سنة ١٨٦٦ وهي متّسعة جدّاً مرصوفة بالرخام فيها كثير من الأعمدة المرمريّة البيضاء وكثير من المقاصير والحجر والقاعات الجميلة المزخرفة وحديقتها تحتوي على أجمل الأزهار وقيل أنّ نفقتها بلغت ٢٦ ألف ليرة ولمّا توفّي بانيها اشتراها حبيب أفندي صبّاغ بأربعة آلاف ليرة”.
تاج وساكف باب البيت ويبدو التاج الاسباني
تاج وساكف باب البيت ويبدو التاج الاسباني
.
صدر كتاب القساطلي عام ١٨٧٩ أي بعد ثلاثة عشر عاماّ من بناء البيت وتسعة عشر عاماً من مجزرة ١٨٦٠ التي أتت على الحيّ المسيحي ومنه غياب المعلومات عن العقار أو العقارات التي شغلت موقع البيت قبل هذا التاريخ.
دمّر بيت متري أفندي ابن ميخائيل شلهوب أو بيت الدادا أو حبيب أفندي الصبّاغ (أو البناء – الأبنية التي سبقته) في مجزرة ١٨٦٠ وشيّد من جديد سنة ١٨٦٦ بأسلوب روعي فيه التناظر مع التحفّظ أنّ الصاليا  في البناء المستحدث شغلت الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة في المكان الذي يحتلّه عادة مربّع. ذكّر هذا التناظر  المستشرقين الألمانييّن Wulzinger & Watzinger بما هو معهود في الدور الرومانيّة ولم يفت عليهما تاج العمود الكلاسيكي الذي أعيد استعماله في البناء
يقع البيت في الشارع الموازي لشارع باب توما
يقع البيت في الشارع الموازي لشارع باب توما
البناء موازي لشارع باب توما ويتمحور من الجنوب إلى الشمال.
المساحة الإجماليّة ٣٣,٥ x ٢٨ = ٩٣٨ متر مربّع وبالتالي البيت كبير (هو الأكبر في “الحيّ الشرقي” ).
المدخل في الزاوية الشماليّة الغربيّة وتتعذّر رؤية الصحن منه كما هو الحال في البيوت الشاميّة عموماً.
الإيوان الكبير قبلي والصحن مركزي تقارب هيئته المربّع وتبلغ مساحته مساحته ١٤,٦ x ١٦,٤ = ٢٣,٩ متر مربّع وتتوسّطه بحرة رخاميّة صغيرة
لدينا أيضاً إيوانان صغيران أحدهما شرقي (يلاصق الصاليا من جهة الشمال) والثاني يقابله من جهة الغرب.
مخطط تقسيم البيت من الداخل
مخطط تقسيم البيت من الداخل
للبيت طابق علوي وأقبية تمتدّ تحت الغرفتين الشماليّتين.
وهناك مدخل يؤدّي إلى المطبخ وهذا الأخير خارج حدود البناء إلى الشرق منه وتتّصل به باحتان (صحنان) صغيرتان الأصغر منهما فيها درج مكشوف يؤدّي إلى طابق العلوي والثانية فيها نافورة وأشجار وزريبة صغيرة.
ارض الديار
ان طراز ترتيب البيوت الدمشقية القديمة من الداخل غالبا ماتتكون من ليوان وعلى كل من جانبيه حجرة وبقية الحجرات تقابل بعضها بعضا” وعليها عليات لها نوافذ كثيرة يسمونها “فرنكات”
 ارض الديار
ارض الديار
وكل دار لا بد لها من صحن ..وفي بعض البيوت اقبية تحت الارض للمونة..
.وتنتشر في ارض الديار قصائص الورود والزهور الشامية العطرة..
وفي ارض الديار قاعتي استقبال مصممتين على الطراز الاوروبي احداهما مخصصة للسلاملك وجدرانها مزينة بدزينتين من المصابيح البيضوية الشكل على شكل محاريب..
علاوة على الصور الجدارية الضخمة والبديعة التصوير ولكن معالمها باتت غير واضحة من غدر السنين..
اما القاعة الثانية فهي مزينة برسومات دقيقة للحدائق ومزودة بفسقية ماء من الرخام الابيض البديعة التنفيذ..
اما باقي الغرف فتكاد تكون تقليدية في تصميمها
والجدران غنية بالرسومات الهندسية البديعة والزخارف النباتية والحشوات الرخامية والاعمدة المرمرية البيضاء وكانت تعرف باسم “البارروك العثماني”علاوة على الاملق والذي شاع استخدامهما في القرن الثامن عشر ولغاية القرن العشرين..
بنات السيد حنين سركيس في بيت متري شلهوب 1946 امام الشادروان
بنات السيد حنين سركيس في بيت متري شلهوب 1946
امام الشادروان
الشادروان او سبيل الماء
نرى الابداع الدمشقي بفن الزوخارف المعمارية في تزيين السبيل بالزخارف وبالقطع الرخامية وتطعيمه بالحجر المنحوت على شكل مقرنصات سداسية كبيوت النحل..علاوة على التاج النادر والمزدان بالرسومات الزهرية والورقية والاعمدة الصليبية الحلزونية ليشكل بالنهاية لوحة فنية فائقة الجمال
 الصاليا هي تطوّر القاعة بعد ١٨٦٠ لتصبح على مستوى الصحن المركزي عوضاً عن تقسيمها التقليدي إلى العتبة والطزر.
الصالية
الصالية
.
 تأخذ كثير من الدور الشاميّة أشكالاً تبدوا للوهلة الأولى عشوائيّة ويحدّدها ليس فقط الحيّز المتاح للبناء بين المشيّدات المتاخمة وإنّما أيضاً لجوء بعض أصحاب البيوت الكبرى (فارحي مثلاً) إلى ضمّ أكثر من عقار بهدف تكوين وحدة سكنيّة جديدة رحبة وباذخة.
انتقلت ملكيّة البناء لاحقاً إلى آل الدادا وكان ذلك قبل أن يصبح مقرّاً للسفارة الإسبانيّة (منه اسمه في بعض المصادر “بيت التاج الإسباني”) قبيل الحرب العالميّة الأولى. لا يزال الشعار الإسباني موجوداً إلى اليوم فوق ورشة للنجارة.
ساكف الباب
ساكف الباب.
في غضون عام 1898 استأجرت القنصلية الاسبانية بيت متري شلهوب من ورثة صاحبه الجديد ميخائيل بن حبيب الصباغ وافتتحت مكاتبها في البيت المذكور والذي صار يعرف باسم (بيت التاج الاسباني) وتم تعليق شعار(النبالة الاسباني)المنحوت من الرخام على مدخل البيت المطل حاليا على ورشة احد النجارين المحاذية للبيت في شارع باب توما طالع الفضة حسب ماورد في الخرائط المنشورة للحي المذكور وذلك قبل قيام الحرب العالمية الاولى.
سكنه Wulzinger & Watzinger خلال هذه الحرب عندما أصبح مقرّاً للقيادة الألمانيّة وقاما بدراسته كنموذج للبيت الشامي “الواضح والمتكامل” ووصفاه “كأجمل وأكبر بيت في الحيّ الشرقي” سكن الألماني Theodor Wiegand البيت وكتب وصفاً له (العقد الثاني للقرن العشرين) وتعرّضنا سابقاً لإقامة Wulzinger & Watzinger في ربوعه. نرى تفاصيل إفريز السقف في الصورة الثانية عن Keenan & Beddow (التقطت عام ٢٠٠٠ أو قبل). يطهر عقد الإيوان القبلي الكبير وزاوية الدار الجنوبيّة الشرقيّة وبحرة الصحن الرئيس في الصورة الأولى بعدسة Weber عام ١٩٩٨. .
احد الحراس الشخصيين
احد الحراس الشخصيين
ملاحظة:
متري افندي شلهوب صاحب الدار المذكورة هو الجد الاكبر للفنان العالمي “عمر الشريف” الذي اسمه الحقيقي “ميشيل شلهوب”
متري شلهوب الجد الاكبر للممثل العالمي عمر الشريف
متري شلهوب الجد الاكبر للممثل العالمي عمر الشريف

 

البحرة الجميلة في ارض الديار
البحرة الجميلة في ارض الديار
ليديا بنت حنين سركيس بالأحمر وإلبا بنت حنين سركيس بالأزرق في ارض اديار الصورة عام 1946
ليديا بنت حنين سركيس بالأحمر وإلبا بنت حنين سركيس بالأزرق في ارض اديار الصورة عام 1946

 

الافاريز اعلاه
الافاريز اعلاه

Born In Damascus


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>