اهمية مطرة نيسان للزرع
تفيد أمطار نيسان المحاصيل المروية مثل الخضار، في تنظيفها من بعص الأمراض والحشرات التي قد تلحق ضررا بها، وخاصة محصول الخيار الربيعي الذي ينمو في هذه الفترة.
وأهمية هذه الأمطار النيسانية للقطاع الزراعي بأكمله وفق المختصين من المهندسين الزراعيين وبشكل علمي هذا المطر مهم جدا للمحاصيل البعلية التي تكون في مرحلة ما قبل النضج وتكوُّن الحبوب، فإذا كانت النبتة في هذه المرحلة في ظروف بيئية مناسبة تعطي منتوجا ممتازا من حيث الكمية والنوعية، بينما إذا تعرضت لإجهاد وعطش فهذا يؤثر على كمية الإنتاج ونوعيته.
وكما تنعكس هذه الأمطار بشكل إيجابي على المحاصيل الصيفية لأنها تزيد من معدل الرطوبة في التربة، ما يساعد الأشجار التي تنضج ثمارها صيفا على البقاء بأفضل حال، وهي مهمة لأشجار اللوزيات والزيتون بشكل كبير”.
لا تقتصر أهمية أمطار نيسان على الثروة النباتية فقط، بل تتعداها إلى الثروة الحيوانية من خلال إطالة عمر المراعي وتؤخر جفافها، وبالتالي تأخذ المواشي فترة رعي أطول.كما أن الموسم المطري حسب مناخ بلاد الشام يبلغ سبعة أشهر تمتد من تشرين الأول وحتى نيسان، وبالتالي يعتبر شهر نيسان شهرا مطيرا، ونزول الأمطار فيه أمر طبيعي، لكن الناس يستغربون هذه الأمطار لأن الجو اعتبارا من منتصف شهر آذار يكون قد استقر، والأعشاب نمت، وبدأت درجات الحرارة بالارتفاع، فيعتقدون أن الشتاء انتهى.
تكمن أهمية أمطار نيسان، كما يقول المزارعون بدورها في دعم الزراعة والمحاصيل الصيفية، فهم منذ قديم الأزمان يزرعون محاصيلهم مرتين في العام، أحدها صيفي والآخر شتوي، المحصول الصيفي يزرع في أواخر شهر آذار، وهذه الزراعات تحتاج لري حتى تنمو.
ولأهمية أمطار نيسان لنمو المحاصيل الصيفيةـ سطر أجدادنا الأمثال وقالوا: “النقطة في نيسان بتسوى كل سيل سال”، لأهميتها في بعث الحياة بالبذور والأشتال.
كما أنها مهمة للأشجار المثمرة كالفواكه، فيقال في المثل الشعبي: “شتوة نيسان بتسوى العدة والفدان”، أي تعادل في أهميتها معدات الحراثة والدابة التي كان الاعتماد الأساسي عليها قديما لحراثة الأرض وتهيئتها للزراعة.
كما قال الأجداد: “لو حطوا الدريس على الدريس لا بد من شتوة الخميس”، والمقصود بالخميس في العرف الشعبي شهر نيسان.
يقول عارفوا الامثال أن كل الأمثال التي قيلت في هذه الأمطار ذات معاني وأبعاد كبيرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة الفلاح، فيقال أيضا: “نيسان بلا شتا متل العروس بلا جلا” أي أن شهر نيسان الذي لا تمطر فيه السماء يكون خاليا من البهجة كالعروس دون طرحتها.
لا يخفي شعبنا فرحته بهذه “الشتوة” رغم تطور الزمن والتكنولوجيا الزراعية. مزارعنا متعلق بعاداته وموروثه، وهطول المطر يجعلهم يخرجون مخبوء أنفسهم من الأمثال والعادات والبهجة، لأنهم يشعرون أن تراثهم حي.
ورغم تطور الزمن وتوافر وسائل الري إلا أنه لا غنى عن المطر في شهر نيسان في كل بلاد الشام، لأنه أساس استمرارية الزراعة البعلية، فعموم الفلاحين في الريف الفلسطيني مثلا يعتمدون على الزراعة البعلية.